نرفض أن نقول عن المسيح: "بسبب ذلك الذي ألبس أعبد اللابس، وبسبب غير المنظور أعبد المنظور". إنه أمر بشع أن يُقال أيضًا: "إن المتَخَذ، يُدعى الله مع الذي اتخذه".
فالذي يقول ذلك، يقسم المسيح الواحد إلى اثنين، وبالتالي فإنه يجعل الناسوت واللاهوت مفترقين أيضًا. والذي يقول ذلك ينكر الاتحاد الذي بمقتضاه لا يُسجد للواحد مع الآخر أو يُدعى الله، ولكن المقصود هو الواحد المسيح يسوع، الابن الوحيد الجنس، الذي يكرم بسجدة واحدة مع جسده الخاص. ونحن نعترف أنه هو الابن المولود من الله الآب، والإله المولود الوحيد، ورغم أنه غير قابل للألم بحسب طبيعته الخاصة، فقد تألم من أجلنا في جسده الخاص حسب الكتب، وفي جسده المصلوب وهو غير القابل للألم جعل آلام جسده آلامه هو. لأنه بنعمة الله ولأجل الجميع ذاق الموت (انظر عب 2: 9)، بإخضاع جسده الخاص للموت رغم أنه بحسب الطبيعة هو الحياة وهو نفسه القيامة [انظر (أع 4: 2)]. ولكي بواسطة قوته الفائقة بعد أن داس الموت في جسده الخاص يصير أولًا "البِكر من الأموات" (كو 1: 18) و"باكورة أولئك الذين رقدوا" (1كو 15: 20)، لكي يمهد السبيل إلى قيامة عدم الفساد أمام طبيعة الإنسان (انظر 1كو 15: 53)، وبنعمة الله، كما سبق أن قلنا، ذاق الموت لأجل الجميع، ولكنه قام حيًا في اليوم الثالث بعد أن سلب الجحيم. والنتيجة أنه، حتى إن كان يمكن أن يُقال عن قيامة الأموات أنها صارت "بواسطة إنسان" (انظر يو11 :25)، فلا نزال نفسر هذه العبارة بأنها تعنى كلمة الله المتأنس الذي حل سلطان الموت. وهو سيأتي في الوقت المناسب كالابن الواحد والرب في مجد أبيه ليدين المسكونة بالعدل كما هو مكتوب (انظر مز 98: 9، أع 17: 31).