"فَوْقَ كُلِّ تُحْفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ." (أم4: 23)
السيدة/ ... قنا, تقول:
كنت دائمة التردد على القديس بسبب وبدون سبب لأننى أحبه جداً وأصدق كل ما يقوله لى وأعرف مقدار قداسته وأقول لكل معارفى: "كلمة سيدنا لا تنزل الأرض أبداً" وله معى مواقف كثيرة, ولكن حدث ذات مرة إنى كنت عنده وقال أمامى: "أنا خاطئ ومش بأصلى والدكاترة منعونى من الصوم ولا أعرف أوعظ مثل كل الأساقفة" وكلام كثير من هذا النوع مع العلم إنه فى إحدى المرات تكلم مع مجموعة من الناس أمامى كلام أفضل من أكبر الوعاظ .. ولكن للأسف صدقت كلامه ونسيت كل ما فعله معى وذهبت إلى أب اعترافى وقلت له بالحرف الواحد " سيدنا إنسان عادى مثلنا يعنى مش قديس ولا حاجة " فسألنى أب اعترافى لماذا هذا الكلام فأعلمته بما قاله القديس أمامى فأخبرنى وقال لى: "ما هى شطارته وحكمته أن يقنع كل واحد إنه أقل منه وأنه مش قديس وهذه هى فضيلة إنكار الذات" ولكى يثبت لى قداسته قال: "سوف أحكى لكِ حكاية تعرفى بها قداسته" وبدأ يحكى القصة ولكن حدث شيئاً غريباً وهو ... منذ أن بدأ يحكى لى سمعت البداية فقط وشعرت كأنَ أحداً آتى إلى َّووضع أصابعه فى آذانى فلم أسمع أى كلمةُ تكلم بها أبونا ولكن كنت أرى فمه يتحرك ولكن مش سامعة ولا فاهمة ماذا يقول! ولكننى تظاهرت بالسمع وعندما انتهى أبونا من كلامه سمعته يقول لى: "فهمتى قداسة سيدنا" فقلت له: "نعم", ولكن بعد نياحة سيدنا أراد الرب أن يعرفنى باقى القصة وهى مشكلة لسيدة ظهر لها القديس وهى تصلى أمام صورته (أثناء حياته بالجسد) وقال لها ربنا سوف يحل المشكلة ودخل الصورة مرة أخرى ولكن وقتها أراد القديس أن أبقى فى جهلى أصدق إنه لا يعرف يصلى أو يصوم أو يعظ .. الخ. لندرك كم أراد القديس أن يتمادى فى إنكار ذاته وجاء اثناء الحديث وسد أذنيها عن السمع حتى لا تفهم ولا تدرك قداسته حتى لا يأخذ كلمة مديح واحدة حتى فى ضمير الناس ولكن كل المجد لله وحده صاحب كل عطيه صالحة من عنده، له المجد والكرامة.