تشير عبارة "أَخَرجَه الرُّوحُ" إلى أول عمل ليسوع الذي تمُّ بتأثير قوَّة الرُّوح القُدُس بعد أن نزل عليه في اعتماده في نهر الأردنِّ (مرقس 1: 9-11). وهنا يظهر عمل الرّوح القُدُس في ارتباط بحدث المَعموديّة. إذ امتلئ يسوع من الرُّوح القُدُس لكي يتم َّرسالته (لوقا 4: 4: 14-18)، فقاده الرُّوح إلى البرِّيَّة لمُجابهة سُلطان الشَّيطان ومُحاربته وتحطيم قوته لحساب الإنْسَان. ومن هذا المنطلق، تدخل التَّجْرِبَة في مُخطَّط الله من خلال تضامن يسوع مع الإنْسَان لكيلا يسقط في التَّجْرِبَة، بل يستفيد من هذه التَّجْرِبَة ليمتحن إيمانه بالله ويختبر حبَّه له تعالى (أيوب 1-2) فيُثبِّت حريته بالله. يعلق البابا فرنسيس " يسوع نفسه، دفعه الرّوح القدس إلى البرِّيَّة ليُجرَّبَ في حرّيّته" (رسالة البابا لمناسبة الزمن الأربعيني 2024). جُرِّب يسوع فعرف ضعفنا، "لِيَكونَ عَظيمَ كَهَنَةٍ رَحيمًا مُؤتَمَنًا عِندَ الله" (عبرانيِّين 2: 17) فاستطاع مساعدة المُجرَّبين "لأنَّه قَدِ ابتُلِيَ هو نَفسُه بِالآلام، فهو قادِرٌ على إِغاثَةِ المُبتَلَين" (عبرانيِّين 2: 18).