منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 03 - 2014, 06:06 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ك - تفسير سفر المزامير
11- ك
رجاء وسط الظلمة


[81-88]
بعد أن تحدث المرتل عن التأديبات، مدركًا أحكام الله العادلة، فمن جهته يستحق التأديب على خطاياه، كما تدفعه المذلة إلى الالتجاء إلى كلمة الله ومواعيده، ومن جهة الأشرار المتكبرين فإن عدالة‍ الله تلاحقهم لتوبتهم، فإن أصروا على الاستخفاف بناموس الله يهلكون. الآن، إذ يشعر المؤمن بالمضايقات الشديدة التي تحوط به من كل جانب وكأن الظلمة تكتنفه يمتلئ رجاء حين يشرق عليه المخلص شمس البرّ.

1. صرت كزقٍ في جليد
81-83.
2. هذيان الأشرار وحق الوصية
84-87.
3. كرحمتك أحيني
88.
سرّ الرجاء
من وحي المزمور119(ك)
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ك - تفسير سفر المزامير - رجاء وسط الظلمة
1. صرت كزقٍ في جليد

يقول المرتل: "صرت مثل زقٍ في جليد" [83]، وحسب النسخة العبرية: "صرت كزقٍ في الدخان". الزق هو وعاء من جلد الحيوانات المدبوغ بعد ذبحها "قربة"، كانت الشعوب القديمة تستخدمها في نقل الماء إلى المنازل، كما في تخزين السوائل مثل الخمور واللبن. كانت هذه الأوعية تُحفظ في جوٍ جافٍ قريبة من حرارة الموقد أو الفرن.
ربما يشّبه المرتل نفسه هنا بالزق الذي يُعلق في الخيمة بينما يشعل صاحب الخيمة النار (الحطب) فيملأ الدخان الخيمة ويصعب على الإنسان أن يرى الزق المعلق لأن لونه اسمر داكن يحمل ذات لون الخيمة. لقد كادت التجارب أن تحطمه إذ حوطته كالدخان، وصار شبه مجهول، مُعلق في خيمة، لا يحمل إلا رائحة الموت (جلد حيوانات ميتة)... وسط هذه المشاعر المرة تتوق نفس المرتل إلى المخلص القادم حسب الوعد الإلهي، فهو وحده يقيم له وزنًا ويهتم بحياته، إذ يقول:
"تاقت نفسي إلى خلاصك،
وعلى كلامك توكلت" [81].
* من الذي ينطق بهذا إلاَّ الجيل المختار، الكهنوت الملوكي، الأمة المقدسة (1بط9:2)، هؤلاء يتوقون إلى المسيح (المخلص) منذ بدء الجنس البشري حتى نهاية هذا العالم، كل واحدٍ حسب زمانه سواء الذين عاشوا، والذين يعيشون أو سيعيشون...؟!
كان في الأجيال الأولى للكنيسة قديسون جاءوا قبل ميلاد البتول، هؤلاء اشتهوا تحقق تجسده. أما في هذه الأيام حيث صعد (البتول) إلى السماء فيوجد قديسون يتوقون إلى ظهوره ليدين الأحياء والأموات...
"وعلى كلامك ترجوت" [81]، أي على مواعيدك صار لنا الرجاء الذي به ننتظر الأمور التي لا يراها غير المؤمنين.
يفضل البعض ترجمة الكلمة اليونانية هنا "رجوت أعظم"، فإنه بلاشك الرجاء (في مواعيد الله) أعظم من أن يوصف.
القديس أغسطينوس
"كلت عيناي من انتظار أقوالك، قائلتين:
متى تعزيني؟!" [82].
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [مزامير داود تسبب ينابيع دموع تفيض1.]
يرى البعض أن المرتل وقد طال انتظاره وترقبه لمجئ المخلص يعلن شوقه إليه، طالبًا التعزيات الإلهية، وأن يحل كالندى أو كالجليد عليه، فقد صار المرتل كالزق الذي يميت بالتوبة شهوات جسده متقبلًا عمل المخلص فيه كالندى.
يقول القديس أثناسيوس أن المخلص هو ابن الله الذي خلصنا، وإليه تتوق النفس، وعليه يتكل المؤمنون، حتى قال أن أعين الآنبياء قد ذبلت منتظرة حضوره وعزائه. عنه كتب يوحنا الحبيب في الأصحاح الثاني من رسالته الأولى الجامعة: "وإن أخطأ أحد فلنا معزٍ عند الآب يسوع المسيح وهو كفارة لخطايانا". إنه يعزي من ينتظر مواعيده ويتطلع على أقواله الواردة في الأسفار الإلهية.
* "كلت (ذبلت) عينايْ من انتظار أقوالك: قائلتين: متى تعزيني" [82]... هذا الذبول الطوباوي الذي للعينين الداخلتين المستحق للمديح لا يقوم على ضعف العقل بل على قوة الاشتياق نحو الوعد الإلهي، لهذا يقول "من انتظار أقوالك". بهذا المعنى يمكن لهاتين العينين أن تقولا: "متى تعزيني؟" سواء عندما نصلي أو نتنهد بهذه الغيرة والآنتظار الشغوف.
القول: "متى تعزيني؟" يكشف عن امتداد المعاناة من الألم. متى يحدث هذا؟ يا رب، إلى متى تعاقبني؟ "مز3:6. تتحقق (التعزية) عندما نشعر بلذة السعادة بتأجيل (الألم) أو عندما نشعر بأن الزمن مقصر وسيأتي الله سريعًا للمساعدة. لكن الله يعرف ماذا يفعل ومتى، إذ هو "يرتب كل الأشياء بقياسٍ وعددٍ ووزنٍ" (حك18:11).
القديس أغسطينوس
"صرت مثل زق في جليد، ولحقوقك لم أنسَ" [83].
* إذ شُبه تجسد ابن الله بالندى على الجزة (قض37:6)... فإذًا يكون قوله وتعليمه جليدًا. وكل الذين يذعنون لقوله ويقبلون تعليمه يميتون أعضاءهم التي على الأرض كقول الرسول الإلهي، وهي الزنا النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الأوثان التي من أجلها يحل غضب الله على أبناء المعصية (كو5:3،6). لكن كل من يميتها ويضمر جسده ويجعله مثل الزق مقدمًا محبة لله الذي مات (من أجله) يستحق أن يقول: "تاقت نفسي إلى خلاصك، وعلى كلامك توكلت"... ولا ينسى أيضًا حقوقه.
أنثيموس أسقف أورشليم
واضح أن المرتل وقد اشتدت به الضيقة كاد أن يدخل إلى اليأس لولا رجاءه في وعود الله بالخلاص، وهنا نلاحظ الآتي:
أ. مع ما بلغه المرتل من حزنٍ شديدٍ وكآبة قلب حتى شبّه نفسه بالزق، إلا أنه بقي أمينًا في ثقته في مواعيد الله: "على كلامك توكلت"، واثقًا في مراحم الله التي تقيم من الموت إلى الحياة [88]، متمسكًا بحفظ شهادات الرب مهما يكن الثمن [88].
ب. أعلن المرتل شوقه إلى خلاص الرب [81]، فإنه لا ينتظر خلاصًا من آخر سواه. سرّ شوقه لا أن ينجو من الضيقة فحسب، وإنما أن يلتقى معه كمخلصٍ ويتعرف على حبه وأحكامه وأسراره.
ج. مهما اسودت الدنيا في عينيه يبقى المرتل منتظرًا خلاص الله، فهو آتٍ حتمًا، لأن الله لا يمكن أن ينقض وعوده أو يخزى الرجاء الذي بعثته كلمته. الخلاص قادم، وعلى المؤمن أن يطلبه ويلح في الطلب علامة ثقته في وعد الله.
د. ليس لنا أن نحدد لله أوقاتًا، إنما تبقى أعيننا تتطلع إليه وتنتظر تحقيقه: "كلّت عيناي من انتظار أقوالك، قائلتين: متى تعزيني؟" [82] قد تكل أعيننا من انتظارها تحقيق مواعيد الله، لكن تبقى قلوبنا مملوءة رجاءً لا تعرف الفشل، فلا تكل. لقد تطلع إبراهيم بعينيْ قلبه وذلك بالإيمان فرأى يوم الرب، أدرك خلاصه العجيب من بعيد (يو56:8).
ه. الإنسان بكل كيانه ينتظر تعزية الرب برجاءٍ مفرحٍ: الشفتان تنطقان لتعبّرا عما في داخل النفس: "تاقت نفسي إلى خلاصك" [81]، وتكل العينان من ترقبا انتظار الرب، ويصير الإنسان كله كزقٍ في جليد.
تكل العينان بارتفاعهما المستمر في اتضاع نحو السماء تترقبان خلاص الله العجيب. فما يعجز اللسان عن التعبير عنه تعلنه العينان بانسحاقهما ودموعهما، فتنفتح أبواب السماء وتدخل الطلبة إلى العرش الإلهي.
* حقيقة يريدنا أن نفهم بالزق الجسد المائت، وبالجليد البركة السمائية.
تُربط شهوات الجسد كما بجليد فتصير بطيئة الحركة، بهذا لا ينسحب برّ الله من الذاكرة، حيث تعبر كلمات الرسول: "لا تعطوا الجسد مئونة لأجل شهواته" رو14:13، "أنا لا أنسى بركم"... لأن هوى الشهوة يبرد، فتشرق ذاكرة الحب.
القديس أغسطينوس
* من يميت أعضاءه ويشعر أنه يسير في عرضٍ باطلٍ (العالم الزائل) لا يكف عن القول: "صرت كزقٍ في الجليد"، كل ما كان فيَّ من نقط متسربة للشهوة قد جفَّ فيَّ. وأيضًا "ركبتاي ضعفتا من الصوم، نسيت أن آكل خبزي، بسبب صوت تنهدي التصقت عظامي بجلدي" (مز7:102)1.
القديس جيروم
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ك - تفسير سفر المزامير - رجاء وسط الظلمة
2. هذيان الأشرار وحق الوصية

مع اشتياقه نحو المخلص وطول انتظاره لمجيئه وتمتعه بتعزياته يشعر المرتل بالمرارة التي تحل به بسبب مؤامرات الأشرار وافتراءاتهم وخداعاتهم، مقارنًا بين كلماتهم المهلكة وكلمة الله الواهبة الحياة.
"كم هي أيام عبدك؟!
متى تصنع لي حكمًا من الذين يضطهدونني؟!" [84]
* الذين يضطهدون المؤمنين هم الشياطين، يحاربوننا إما بواسطة الناس أو بدونهم، فيلتمس النبي من الله طالبًا كسر قوتهم وإخضاعهم تحت أقدامنا.
أنثيموس أسقف أورشليم
* هذه هي كلمات الشهداء في الرؤيا (10:6،11)، فقد طُلب منهم طول الآناة حتى يتم عدد رفقائهم.
"كم هي أيام عبدك؟" يسأل جسد المسيح بخصوص عدد أيامه، ماذا تكون في هذا العالم. هذا لا يفترض توقف وجود الكنيسة هنا قبل نهاية العالم، أو أنها تنسحب منه...
أظهر بالحقيقة أن الكنيسة تبقى على الأرض إلى يوم الدين عندما يحل الآنتقام بمضطهديها. ولكن إن كان أحد يندهش لماذا قُدم هذا السؤال... فقد سأل التلاميذ سيدهم ذات السؤال، وأجابهم: "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات" (أع7:1).
القديس أغسطينوس
يستدر المرتل مراحم الله بحديثه عن قصر أيام غربته، فإن حياته الزمنية تفنى سريعًا وها هي أحزان العدو بالأكثر تدمرها، لذا يطلب نجدة الله وسرعة تدخله ليرى عجائبه قبل رحيله. إنه يصرخ طالبًا عدل الله ضد عدو الخير وضد أعماله الشريرة.
"تكلم معي مخالفو الناموس بكلام هذيان
لكن ليس كناموسك يا رب" [85].
يرى القديس أغسطينوسأن الكلمة اليونانية المترجمة "هذيان" يترجمها البعض "الملذات"، بمعنى أن مخالفي الناموس يدخلون في مناقشات تحمل نوعًا من اللذة الفكرية.
* يضيف: "لكن ليس كناموسك يا رب" [85]، لأن ما يبهجني هو الحق لا الكلمات.
القديس أغسطينوس
* لكي يضطهدونني يروون لي قصصًا مبهجة، أما أنا ففضلت ناموسك عنها، "لأن كل وصاياك هي حق"، أما مناقشاتهم فتحمل بطلانًا متزايدًا. لهذا يضطهدونني باطلًا، إذ لا يضطهدون فيَّ إلاَّ الحق.
إني محتاج إلى عونك كي أجاهد من أجل الحق حتى الموت. هذه هي وصيتك، وهي أيضًا الحق.
القديس أغسطينوس
يحاول العدو أن يخدعني بكلام هذيان، أيضًا يغويني بالملذات، لكن المرتل يدرك أن لذته الحقيقية هي في ناموس الرب.
* تطلع أيها الرب إلهي، أين هي لذتي؟ يخبرني الأشرار عن الملذات، لكن ليست هناك لذة مثل ناموسك يا رب!1.
القديس أغسطينوس
* الهذيان هو أقوال العالم وتعاليم اليهود التي اتخذوها من تقليدات بشرية (تخالف الكتاب المقدس) وتفاسير الهراطقة، وكتب غير المؤمنين، هذه كلها لا نفع منها ولا خلاص مثلما في ناموس الله...
لقد طرد اليهود ربنا يسوع المسيح ورسله القديسين، وطرد غير المؤمنين المسيحيين، لا بسبب سرقة أو فسق أو ظلم أو قتل أو شيء آخر يوجب الموت، وإنما لأجل كلامهم بالحق. هذا عمل ظلم ونفي للحق...
كاد الأشرار أن يفنوا حياتي ويجعلونني مولعًا بالأرضيات، أما أنا فلم أبرح عمل وصاياك.
أنثيموس أسقف أورشليم
"لأن كل وصاياك هي حق.
وبظلم طردوني فأعني" [86].
"عما قليل أفنوني على الأرض.
وأنا فلم أرفض وصاياك" [87].
* تمت مذبحة عظيمة للشهداء وهم يعترفون بالحق ويشهدون له. وإذ لم يحدث هذا باطلًا يضيف: "أعني، وأما أنا فلم أترك وصاياك".
القديس أغسطينوس
لقد أدرك المرتل أن طريق الرب مملوء متاعب. يثيره العدو ناكرًا العناية الإلهية لكي يلقيه أرضًا أو يفنيه تمامًا، لكن لم يرفض المرتل وصايا الرب التي تحول اضطهادات الأشرار له إلى أكاليل مجد.
عبارات النبي هذه يرددها كل مؤمن في صلاة نصف الليل، لأنها كلمات تمس الواقع اليومي للإنسان التقي الذي لا يكف العدو عن مقاومته بكل الطرق، سواء كان شابًا أو شيخًا، رجلًا أو امرأة!
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ك - تفسير سفر المزامير - رجاء وسط الظلمة
3. كرحمتك أحيني

فم الأشرار يخرج هذيانًا غايته قتل نفسي وإهلاكها أبديًا، أما فم الله فيقدم لي شهادات واهبة الحياة. لهذا يقول المرتل:
"نظير رحمتك أحيني،
وأحفظ شهادات فيك" [88].
* ليس لله البرئ من الحسيات فم، لكن لما تجسد ربنا يسوع المسيح صار له فم ناطق. إذن شهادات فم الله هي أوامر الإنجيل المقدس المنطوق به منه. وأيضا الآنبياء والرسل والمعلمون هم فم الله، لأنهم يتكلمون كلامه بجهاد.
أنثيموس أسقف أورشليم
هكذا يختم المرتل حديثه المملوء مرارة من جهة متاعب الأشرار له بالفرح والرجاء، مختبرًا مراحم الله الواهبة الحياة، ومتذوقًا كلمة الله الحية الثابتة.
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ك - تفسير سفر المزامير - رجاء وسط الظلمة
سرّ الرجاء

تحولت حياة المرتل إلى زقٍ، وكادت الضيقات تحطم نفسه، لكن رجاءه في الرب أشرق بالنور في حياته، فتحولت مرثاته المرة إلى تسبحة مفرحة:
1. أنه لن يقبل الخلاص إلا من الله وحده... وقد تاقت نفسه إلى هذا الخلاص الذي ليس فقط ينجيه من الضيق وإنما يكشف له عن حب المخلص وأسراره [81].
2. الخلاص قادم على الأبواب، فإن الله وعد به، وهو يعطيه إن سألناه إياه، وتمسكنا بكلمته، دون أن نحدد له أوقاتًا.
3. يعلن المؤمن عن رجائه في الخلاص بكل كيانه، فاللسان يكشف عن اشتياق النفس، والدموع تنطق بما يعجز اللسان عن النطق به، ويتحول لسان جسده ونفسه إلى صلاة مرتفعة نحو السماء تعلن ثقتها في الله مخلصها.
4. يبذل عدو الخير كل قوته لتحطيم المؤمن وإفنائه تمامًا، أما المؤمن فلا ينحرف عن وصية الرب مطمئنًا أن كل محارباته تتحول إلى أمجاد.
5. لا يتوقف عدو الخير عن السخرية بالمؤمن لتحطيم كل رجاء فيه، ولا تتوقف كلمة الله عن تقديم الحياة له.
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ك - تفسير سفر المزامير - رجاء وسط الظلمة
من وحي المزمور119(ك)

وعودك تملأ نفسي بالرجاء المفرح


* إذ تحوط بي التجارب من كل جانب،
أصير كزقٍ من جلد الحيوان الميت في وسط الدخان،
يملأ الدخان الخيمة فأختفي عن الآنظار،
أصير نكرة،
ليس من ينظر إليّ،
ولا من يهتم بي.
لكن وعودك الإلهية صادقة، تملأ نفسي رجاء عظيمًا،
وتفتح لي باب الخلاص.
* إذ تشتد بي الضيقة جدًا تتطلع عيناي إليك وحدك.
لقد طال انتظاري وذبلت عينايْ،
لكن الخلاص قادم حتمًا!
متى تعزيني؟
فإن الرجاء فيك أكيد!
متى ترفع عني التجارب ولو مؤقتًا؟!
أو متى تأتي لتدين العالم وينتهي العالم بآلامه؟!
حقًا إن الوقت مقصر،
ولكل شيءٍ زمان عندك يا ضابط الكل!
* إذ يعجز لساني عن التعبير،
تنطق عيناي بالدموع والذبول.
صوتها أسرع وأعظم من صوت الفم واللسان!
عيناي تصرخان مع المرتل ومع الشهداء:
كم هي أيام عبدك؟
متى تصنع لي حكمًاضد إبليس وملائكته، الذين يضطهدونني.
لتسرع، فإن العدو يريد تحطيم أيام غربتي القصيرة!
* يحاول العدو أن يجتذبني إلى كلمات هذيان برَّاقة،
لكن لا أشعر بلذة إلا في ناموسك.
يريد أن يلهب قلبي بمحبة الأرضيات،
لكنني لن أبرح وصاياك!
كلمات العدو جّذابة لكنها مهلكة لنفسي،
أما كلمتك فحازمة، لكنها واهبة الحياة!
* يحاول العدو أن يحطم كل الرجاء فيّ، ساخرًا بي،
لكنك تحدثني بفمك خلال الآنبياء والرسل،
بل جاء كلمة الله نفسه يحدثني بلغة الحب على الصليب،
فتح لي باب الرجاء المفرح على مصراعيه!
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ك - تفسير سفر المزامير - رجاء وسط الظلمة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ت - تفسير سفر المزامير
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ش - تفسير سفر المزامير
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ط - تفسير سفر المزامير
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ز - تفسير سفر المزامير
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة و - تفسير سفر المزامير


الساعة الآن 10:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024