مدينة تعاقبت عليها حملات استعمارية عديدة، و تعتبر من المدن المهمة والإستراتيجية بشمال المغرب، وقد أولاها حكام المغرب الكثير من الاهتمام نظرا لموقعها المميز القريب من أوروبا لصد هجمات الإسبان والبرتغال المكثفة، حيث كان الغزاة يطمحون لاحتلال المدينة مهما كلف الأمر.
قوبلت محاولات البرتغاليين و الإسبان من اجل السيطرة على المدينة بالفشل الذريع لسنوات طويلة، كما أسس البرتغاليون قلعة غراسيوسا القريبة منها في عام 1489، و استمرت الهجمات على مدينة العرائش بشراسة لكن دون جدوى، إلى أن نجحوا في ذلك سنة 1610م من خلال معاهدة تسليم المدينة للإسبان مقابل مساعدتهم لأحد ملوك السعديين ضد أخيه لتولي الحكم و هو محمد الشيخ، و قد أقاموا فيها ثمانين سنة حتى حررها الملك العلوي مولاي إسماعيل سنة 1689م، ولكن ظل الهجوم الاستعماري مستمرا إلى أن تم احتلال المدينة مرة ثانية سنة 1911م، و سيطرت عليها اسبانيا لمدة 45 عامًا حتى عام 1956. كما تعرضت المدينة لهجوم فرنسي و نمساوي لفترات طويلة ومع ذلك ظلت المدينة صامدة.