رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شفاء يسوع (مر 1: 41-42) بعد توقفنا طويلاً على حالات الشقاء بحسب روايّة مرقس، وخاصة شقاء الأبرص في هذا المقطع، والّذي تشجّع بطلب إتمام المشيئة الإلهيّة عليه. وهنا يفاجئنا مرقس في سرده إذ يكشف علنيًا بكلمات واضحة رغبة يسوع، وإرادته، بناءً على طلب الأبرص، إذ يروي مرقس بالتدقيق أفعال يسوع ورغبته الكامنة: «فأَشفَقَ عليهِ يسوع ومَدَّ يَدَه فلَمَسَه وقالَ له: "قد شِئتُ فَابرَأ"» (مر 1: 41). نعم إرادة يسوع من إرادة الله الآب، وهي نوالنا جميعًا الشفاء من أمراض القلب والجسد والرّوح. كلمات يسوع تحمل ذات الصدى في حواره الحميميّ مع الآب، الّتي سيكشفها لنا مرقس حينما صرخ يسوع: «أَبَّا، يا أَبَتِ، إِنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير، فَاصرِفْ عنَّي هذِه الكَأس. ولكِن لا ما أَنا أَشاء، بل ما أنتَ تَشاء» (مر 14: 36). يمكننا أنّ نؤكد أنّ إرادة الله قد كشفت في الكلمات الّتي وجهها يسوع إلى الأبرص: "قد شِئتُ فَابرَأ"، وها هو اليّوم يوجهها لكلاً منا، سواء المريض بالجسد، أم بالروح أو بالنفس. سنتعافى بالشفاء وسيسمع لرغبات قلوبنا ويزيل شفائنا ويحوله إلى شفاء. هذا هو الإنجيل، هذا هو الإعلان المبهج الّذي يحمله يسوع لنساء ولرجال كل العصور. تكشف كلمات يسوع عن وجه الله الّذي يريد الشفاء والقضاء على كل فصل وتهميش. |
|