لذلك أُقام (الربّ) معه عهد سلام،
لكي يكون مسئولًا عن المقدس[6] وقائدًا لشعبه،
فتبقى له ولنسله عظمة الكهنوت مدى الدهور [24].
وقُطِع عهدًا مع داود بن يسى من سبط يهوذا،
لكنّ ميراث المُلك ينتقل من ابن إلى ابن فقط،
وأما ميراث هرون فلنسله [25].
هرون رئيس الكهنة وفينحاس الكاهن، أراد تأكيد التمييز بين العهد الكهنوتي الهاروني والعهد الملوكي الداودي، لتأكيد أن الكهنوت خاص بسبطٍ واحدٍ، وهو سبط لاوي، والملوكية خاصة بسبط يهوذا. العهدان متكاملان لكن ليس من حق الكاهن أن يجلس ملكًا على عرش إسرائيل، ولا من حق الملك أن يغتصب العمل الكهنوتي.
1. إن كان سبط داود قد انفرد بالملوكية غير أن ميراثه يُسَلَّم من ابنٍ واحدٍ إلى ابنٍ واحدٍ، أما ميراث هرون فليس لابنٍ بل لنسله [25].
2. ظهرت ملوكية إسرائيل وكهنوته في رؤى زكريا النبي ليسا زيتونة واحدة بل زيتونتان (زك 4: 3)، حتى لا يغتصب سبط ما هو للسبط الآخر. وقد تم تكاملهما كرمزٍ للسيد المسيح الذي وحده هو ملك الملوك (رؤ 19: 16) وفي نفس الوقت رئيس الكهنة السماوي (عب 8: 1).
العاملان الكهنوتي والملوكي يشرقان بالنور خلال زيت نعمة الله ليتمتَّع شعب الله بالاستنارة، أما السيد المسيح فهو نور العالم (يو 9: 5) الذي يهب المؤمنين من كل الشعوب أن يصيروا نورًا للعالم (مت 5: 14).
3. خلال الناموس كان شعب الله محتاج إلى الزيتونتين معًا، إحداهما عن يمين الكوز المملوء بزيت النعمة، والأخرى عن يساره (زك 4: 3). هذا التكامل للعمل معًا ظهر قبل الناموس في شخص ملكي صادق الذي هو ملك ساليم وفي نفس الوقت كاهن الله العلي (عب 7: 1).