منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 12 - 2021, 04:52 AM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟… إرعى غنمي (يو ٢١)

القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي

يا سمعان أتحبني أكثر من هؤلاء؟ إرعى غنمي (يو 21)
قاد بطرس الرسول التلاميذ أثناء الخمسين يوماً المقدسة ليذهبوا للصيد مرة أخرى رغم وصية المسيح لهم ألا يبرحوا أورشاليم حتى يلبسوا قوة من الأعالى (الروح القدس)، و ذهبوا إلى بحيرة طبرية لكى ما يصطادوا سمكاً لأكلهم، و تعامل المسيح مع ما حدث بمنتهى الرقة و المحبة فإذ به يتركهم ثم يذهب و يبارك لهم فى صيدهم فإمتلأت سفينتهم بالسمك ثم أكل معهم و لكنهم لما خرجوا وجدوا أكلاً جاهزاً مشوياً و كأن رسالة الرب لتابعيه و لخدامه هو ألا يهتموا كيف أو ماذا يأكلون لأن الرب يسدد إحتياجات تابعيه.
و بعدما أكلوا أخذ الربُ بطرس و تمشى معه و سأله ثلاث مرات “أتحبنى” و كان القصد من سؤاله ثلاثة مرات هو الرد على إنكار بطرس للمسيح ثلاث مرات قبل الصليب: فلا شك أن بطرس كان يحب المسيح و لكن عند الصليب عندما أمسكوا به و قالوا أنه معه خَاف أن يُحاكم أو يُقتل فأنكر معرفته بالمسيح ثلاث مرات و كان المسيح قد تنبأ لبطرس بما سيحدث و أنه كان سوف ينكره ثلاث مرات.
و لم يكن بطرس فقط هو من أنكر فكل التلاميذ بإستثناء يوحنا كانوا قد إختفوا من مشهد الصليب و لم يبق منهم سواه تابعاً المسيح، و منهم بطرس الذى تحمس أولاً ثم هربمنكِراً معرفته بالمخلص، و يهوذا الذى باع المسيح بثلاثين من الفضة، يهوذا يا أحبائى يأس و حزن و مضى و شنق نفسه و أما بطرس فإنه بكى بكاءًا مراً و لكنه لم ييأس و الفرق بينهما كبير ، فكلاهما بل و الجميع باعوا المسيح و تركوه و هو الذى أحبهم و كان يجول يصنع خيراً بينهم، أما الفرق الجوهرى الذى حدد مصير كل منهم كان فى يأس يهوذا الذى سيطر على فكره فشنق نفسه و أهلكها ، أما بطرس فكان يدرك جيداً محبة مخلصه له و قبوله له رغم ضعفه فلم ييأس و بكى بكاء التوبة الواثق من محبة سيده.
و لذلك فرؤية الإنسان الداخلية و إنفتاح بصيرته القلبية و إدراكه الداخلى بمحبة الرب الذى بذل نفسه عنا لفدائنا و إقتناء نفوسنا و إحيائها هو فقط ما يجعل توبة الإنسان مملؤة رجاءًا ، كما يقول بولس الرسول أن “الرجاء لا يخزى” ( رو 5).
و لهذا فحتى عندما ضعف بطرس و إقتاد التلاميذ للصيد ذهب المسيح ليعيده و معه التلاميذ مرة أخرى إلى أحضان الكرازة و البشارة بالخلاص بل و جدد عهده معه “إرع غنمى” و لكن بدأ المسيح أولاً بسؤال بطرس و ها هو يسألنى و يسألك معه، أتحبنى يا فلان؟ لا شك أن أياً منا سيكون رده على الرب، نعم يا رب أنا أحبك كما فعل بطرس و لكن بطرس لم يذكر ضعفه لأنه كان عالماً و مدركاً بمحبة المسيح له و بقبوله له رغم كل ضعفه و لكن كثير منا إذا تراءى له الربقائلاً له أتحبنى يا فلان؟ إرع غنمى سنقول و لكن أنا ضعيف أو أنا خاطىء أو أنا لا استحق و هذا كله حقيقى و لكن ينبغى لنا أن نعرف أن الرب يعرف هذا جيداً و يختارنا رغم ضعفنا لكى نخدمه ففى خدمته ستكون حياتنا و سيكون شفاؤنا و خلاصنا.
و إذا ما أكملت الحكاية سنرى أن بطرس استشهد منكس الرأس و كان السبب فى ذلك بحسب رواية تاريخ الكنيسة أنه كان قد حُكم عليه بالموت صلباً فهرب بطرس و إختبأ لكى لا يُصلب، و إذا بالمسيح يأتيه فى رؤيا و هو نائم و يظهر المسيح سائراً فى جسثيمانى حاملاً الصليب، فسأله بطرس إلى أين أنت ذاهب يا رب و ما هذا الصليب؟فيرد المسيح ذاهب لأُصلب بدلاً عنك، و إذا ببطرس يستيقظ مفزوعاً مما رأى و يذهب طالباً إتمام حكم الاستشهاد و لكن منكس الرأس حيث لم يحسب نفسه مستحقاً أن يُصلب كمخلصه.
انظروا يا أحبائى فى تعامل المسيح مع بطرس الذى أكملحياته حتى النهاية يخدم الرب و إن كان مازال ضعيفاً و لكنه كان يخدم الرب و هو مدرك ضعفه جيداً و مؤمن بقبول الرب له، أما الرب فكان وراءه يتعامل مع ضعفه حتى وصل للحظة النهاية و نال إكليل الشهادة فى آخر حياته.
فلنثق جميعاً يا إخوتى أن الله يعرف ضعفنا جيداً و يقبله و لكن يبقى سؤال واحد يريدنى الرب أن أجاوب عليه “أتحبنى يا فلان؟”. فكل ما نفعل فى حياتنا ينبغى أن يكون له دافع واحد فقط هو محبتنا للرب، كل ما نصنعه من عمل أو خدمة أو زواج أو أى شىء ينبغى أن نصنعه بهذا الدافع الذى هو وحده ما يتيح للرب أن يقود حياتنا للخلاص الأبدى، و أن نكون مدركين ضعفنا جيداً واثقين بقبول الرب لنا رغم هذا الضعف و استخدامه لنا و أنه فى الوقت المناسب سيتعامل معنا و مع هذا الضعف بمحبته المنتصرة على كل شر و ضعف فينا.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟
أتحبني أكثر مما يحبني هؤلاء؟
يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟... إرعى غنمي (يو ٢١)
فبعدما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟ ( يو 21: 15 )
فبعدما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟ ( يو 21: 15 )


الساعة الآن 08:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024