رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاء الرب يسوع من الجليل لكي يتعمد بواسطة يوحنا في نهر الأردن. عرف يوحنا أن إبن الله الذي بلا خطية لم يكن بحاجة إلى معمودية التوبة وأنه هو ليس مستحقاً أن يعمد مخلصه. ولكن يسوع أجاب على إعتراض يوحنا بأن طلب منه أن يعمده لكي "يكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ" بمعنى أنه كان يضع نفسه مكان الخطاة الذين جاء لكي يضحي بنفسه من أجلهم، وبالتالي يضمن لهم كل بر (كورنثوس الثانية 5: 21). أطاع يوحنا بإتضاع، ووافق أن يعمد المسيح (متى 3: 13-15). وعندما صعد المسيح من الماء "إِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (الآيات 16-17). بعد ذلك ألقى الملك هيرودس يوحنا المعمدان في السجن. كان هيرودس قد تزوج زوجة أخيه فيلبس السابقة. وتكلم يوحنا بجسارة ضد هذا الزواج، مما أثار إستياء هيروديا، زوجة هيرودس الجديدة (لوقا 3: 19-20؛ مرقس 6: 17-20). وعندما كان يوحنا في السجن، سمع بكل الأمور التي كان يسوع يعملها. وفي ما يبدو أنه لحظة شك، أرسل يوحنا تلاميذه إلى يسوع لكي يسألوه إن كان هو بالفعل المسيا. أجاب يسوع بأن قال للرجال أن يخبروا يوحنا ما رأوه وسمعوه – النبوات التي كانت تتحقق. لم ينتهر المسيح يوحنا؛ بل قدم دليلاً على أنه كان المخلص المنتظر (متى 11: 2-6؛ لوقا 7: 18-23). ثم كلم يسوع الجموع عن يوحنا قائلاً أنه كان الرسول الذي قالت النبوات أنه سيأتي قبل المسيا (متى 11: 10؛ لوقا 7: 27؛ أنظر أيضاً ملاخي 3: 1). كذلك قال الرب يسوع: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ" (متى 11: 11؛ لوقا 7: 28). إنتهت خدمة يوحنا المعمدان وأيضاً حياته فجأة على يد الملك هيرودس. قامت هيروديا بالتآمر مع إبنتها على قتل يوحنا في فعل إنتقامي فظيع. رقصت إبنة هيروديا أمام هيرودس وضيوفه بعد العشاء في إحدى الليالي، وسر بها هيرودس لدرجة أنه قال لها: "مَهْمَا أَرَدْتِ اطْلُبِي مِنِّي فَأُعْطِيَكِ" (مرقس 6: 22). تشاورت الصبية مع أمها قبل أن تجيبه بأنها تريد رأس يوحنا المعمدان على طبق (الآية 25). كان هيرودس يهاب يوحنا "عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ" (الآية 20)، لهذا لم يرد أن يقتل النبي، ولكنه كان قد وعد الصبية التي رقصت أن يعطيها أي شيء تطلبه. وحيث أن يوحنا كان محبوساً بالفعل، فكان إصدار الأمر بقطع رأسه شيء بسيط، وقد حدث بالفعل (مرقس 6: 27-28). كانت نهايه حزينة وغير كريمة لحياة رجل أمين كهذا. |
|