رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
3 مبدعين.. قتلهم الكيف 3مبدعين.. قتلهم الكيف في أشهر أعماله "الإلياذة" أشار الشاعر الإغريقي الكبير هوميروس إلى نبات الأفيون، وكذلك عرف أبقراط أبو الطب اليوناني أثر هذه المادة في التخدير، فأوصي بها في العلاجين الجسدي والنفسي، إذ رآها تخدر الداء، وتذهل المريض عن هواجسه الأليمة، وطبيعي أن ينقل الرومان عن اليونان ما لديهم، ويجعل أطباؤهم الأفيون مصدر راحة للمريض. وقيل إن طبيب الإمبراطور نيرون، "أندروماكلوس" كان يحرص على وصفه له حين تهيج انفعالاته، ولعل جنونه المتقطع كان من بواعث هذا الإدمان، وقد غلبت الخمور على الأفيون في أحقاب تالية إذ آثرها الأطباء في التخدير، حتى جاء القرن الثامن عشر فعادت السيطرة للأفيون. وعلي مدي مئة عام تجلى للأطباء خطره الداهم، فأصدر الطبيب الفرنسي مورودي تور سنة 1845 كتابه "الحشيش والجنون"، وهو خلاصة تجربة أليمة شاهدها المؤلف لدى مرضاه الكثيرين، إذ كان مديرًا لمستشفى الأمراض العقلية بباريس. وقد جازف بنفسه حين تناوله ليدرك أثره الجسمي والنفسي، وهي مجازفة دفعته إلى شن حرب عليه أعلنها في كتابه المشار إليها. ووقع في براثن المخدر إعلام من رجال الأدب منهم توماس دي كنسي، وشارل بودلير، تيوفيل جوتيه، وكلهم قد عاش في القرن التاسع عشر، ولهم في الحديث عن المخدرات كلام ذائع نشير إلى بعضه الآن. توماس دي كوينسي Thomas De Quincey كـاتب مقالات وروائي وناقد إنجليزي، اشتهر بجموح خياله وعمق تحليلاته في الأدب وعلم النفس والتاريخ. ولد في مانشستر وكان ضئيل الحجم معتل الصحة وبالغ الحساسية، ومع فقدانه والده وقع تحت تأثير أخيه الأكبر وليم، وقد وصف هذه التجربة لاحقًا في "مشاهد من سيرة حياتي" عام 1853. تلقى تعليمه في مدرسة باث، فبرع في اللغتين اللاتينية واليونانية، ثم انتقل إلى مدرسة مانشستر الثانوية، لكنه هرب منها إلى ويلز، ومن ثم إلى لندن حيث قضى عامًا كاملًا، في فقر مدقع، وتعرف إلى عدة أشخاص أثروا في حياته وظهروا في أعماله. ثم تصالح مع عائلته تحت ضغط الحاجة المادية، ودخل كلية ورستر في جامعة أوكسفورد عام 1803، إلا أنه لم يكمل دراسته رغم تفوقه، وبدأ بتعاطي الأفيون ليخفف من آلامه العصبية. أصدر توماس دي كوينسي كتابه "اعترافات آكل الأفيون"، ليبرر لنفسه وللناس عكوفه على الإدمان القاتل، فقد أحس إحساسًا قويًا بأثر المخدر في إنهاك جسمه، وتدهوره إلى الهاوية، كما أراد أن يجعل من اعترافاته وسيلة للدفاع عن مذنب يلمس آثار جريمته في كيانه الذاتي قبل أن يلمسها في نقد الساخر، وتهكم الشامت، لذلك نجده يسرف في الحديث عن لذة الأفيون ضعف ما يتحدث عن عواقبه الوخيمة، وهو انسياق لا شعوري إلى التبرير أكثر منه اعترافات بفداحة المصاب. وبدأ اعترافاته ليقول لقارئه إنه لا محالة من الاستسلام لسلطان هذه المادة، مع ما فيها من شقاء، وكيف القى بنفسه طائعًا مختارًا في هاويتها؟ وفي الإجابة عن هذه التساؤلات آخذ الكاتب يسهب في تعداد مآسيه التي واجهته في مطلع شبابه، وكيف حرم من ماله، واضطر إلى التشرد. وبعد إسهاب في شرح معاناته، ذكر إنه أحس بضرب مؤلم في ضرسه كاد ينزع روحه فخرج هائمًا عيل وجهه، ليدله أحد الناس على استعمال الأفيون كي يهدئ ضربات الضرس، وقد ذاقه لأول مرة فجن به جنونًا، وعزّ عليه أن يسلوه. كتب توماس صفحات مثيرة تصور إحساسه بهذا المخدر منها على سبيل المثال لا الحصر: "أيها الساحر العظيم، يا ذا القدرة التي لا تتلاشي، والقوة التي لا تقهر، يا من تجلب العزاء لقلوب الأغنياء والفقراء على السواء، إذا انطلق لسانك بسحر بيانك انتزع من القلوب الحقد والبغضاء، وإذا ما جلبت الأحلام ليلة واحدة عادت إلى المجرم التعس ذكري أيام الطفولة ملآي بألعابها الهانئة فتغسل عن يده دم الجريمة". شارل بودلير شاعر وناقد فني فرنسي، صاحب ديوان "أزهار الشر"، كتب عنه النقاد الكثير من الدراسات، وصف حواريه من النقاد شارل بودلير بـ"شارع الرذيلة"، وهذا من قبيل المدح، والحياة في عرف بودلير لا تبدو في مختلف ألوانها الصارخة إلا في الرذيلة والشر، حيث تبدو الفطرة الحيوانية مجردة من العرف الاجتماعي، تتوارد فيه أبشع صور الدعارة، يختلط فيها الإلحاد والعبث والفوضى الخلقية. عشق بودلير النساء والسواقط منهن بنوع خاص، وعشق الخمر، ثم قرأ كتــاب "اعترافات آكل الأفيون" لتوماس دي كنسي، فجره إلى هذا المخدر، وكتب عنه كثيرًا، ما أوحاه تفكيره، وصحب معه الحشيش أيضًا. يعتبر بودلير من أبرز شعراء القرن التاسع عشر ومن رموز الحداثة في العالم. وكان شارل بودلير يري أن الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية الرائعة، وهي القصائد التي أضيفت إلى أزهار الشر في طبعته الثانية عام 1861 تحت عنوان لوحات باريسية. تيوفل جوتيه ولد في 30أغسطس 1811، وتوفي في 23 أكتوبر 1872، وهو شاعر وروائي فرنسي وكاتب مسرحي رومانسي، وصحفي وناقد أدبي. كان صديقا لـ"نيرفال" و"بودلير"، وهو من أنصار المذهب البرناسي، الذي يدعو إلى اعتبار الأدب غاية في حد ذاته، وإلى الامتناع عن استعماله وسيلة لعلاج القضايا الاجتماعية والسياسية. تطور "البرناسي" إلى اتجاه آخر أطلق عليه اسم مذهب الفن للفن، يرى أن الأدب ينبغي أن ينتج بعيدا عن الاعتبارات الوطنية والاجتماعية والسياسية، وقد لخص ذلك تيوفيل جوتيه أحد زعماء هذا المذهب بقوله: على الشاعر أن يرى الأشياء الإنسانية، وأن يفكر فيها من خلال نظرته الخاصة دون أية مصلحة اجتماعية أو مذهبية. كان الشاعر الفرنسي تيوفيل جوتيه في فترة شبابه من أشد المدافعين عن الرومانسية، لكنه وبعد أكثر من عشرين عاما كان من أبرز المساهمين في زوالها ليمهد للحركة البرناسية في الشعر. وهو مولع بالدقة التعبيرية للصورة الشعرية ويهتم كثيرا بكمال الشكل. وكما عشق بودلير النساء والخمر، والمخدرات، فعل جوتيه صديقه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نجوم دمرهم الكيف |
أسقف الشباب مهرجان الكرازة المرقسية خرج مبدعين أحدهم كرمه الرئيس |
الداخلية تقتحم أوكار الكيف |
أوباما : أفضل حشيشة الكيف على شرب الكحول |
ديكورات 2012 حاجة تحفة وتصميم مبدعين |