|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُم وآثامَهُم مِنْ بَعْد”!
فَكُلُّ كَاهِنٍ يَقِفُ كُلَّ يَومٍ خَادِمًا، ومُقَرِّبًا مِرَارًا الذَّبَائِحَ نَفْسَهَا، وهِيَ لا تَقْدِرُ البَتَّةَ أَنْ تُزِيلَ الـخَطَايَا. أَمَّا الـمَسِيح، فَبَعْدَ أَنْ قَرَّبَ ذَبِيحةً واحِدَةً عنِ الـخَطَايَا، جَلَسَ عَن يَمِينِ اللهِ إِلى الأَبَد، وهُوَ الآنَ يَنْتَظِرُ أَنْ “يُجْعَلَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْه”. فإِنَّهُ بِتَقْدِمَةٍ وَاحِدَةٍ جَعَلَ الـمُقَدَّسِينَ كَامِلِينَ إِلى الأَبَد. والرُّوحُ القُدُسُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ لَنَا. فَبَعْدَ أَنْ قَال: “هـذَا هُوَ العَهْدُ الَّذي سَأُعَاهِدُهُم بِهِ، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، يَقُولُ الرَّبّ: أَنِّي أَجْعَلُ شَرائِعِي في قُلُوبِهِم، وأَكْتُبُهَا على أَذْهَانِهِم”، أَضَافَ قائِلاً: “وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُم وآثامَهُم مِنْ بَعْد”. فحَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةُ الآثَامِ والـخَطَايَا، لا تَبْقَى تَقْدِمَةٌ عنِ الـخَطِيئَة! قراءات النّهار: عبرانيّين ١٠: ١١- ١٨ / يوحنّا ١٧: ١-٨ التأمّل: قد يخطر للمتأمّل، حين يقرأ العبارة: “لا تَبْقَى تَقْدِمَةٌ عنِ الـخَطِيئَة!” أنّه لا جدوى من كلّ الطقوس أو الصلوات التي نقيمها من أجلنا أو من أجل الآخرين. ولكن ما لا يتنبّه إليه البعض هو أنّنا لا نصلّي أو نقيم الطقوس كي نعيد مشروع الخلاص من جديد بل لأنّ هذا المشروع الفدائي لا ينضب ولا حدود لمفاعيله في حياتنا وفي حياة البشريّة. لن ترفع صلواتنا خطيئة العالم، كما فعل يسوع، بل ستعيننا كي ننقي قلوبنا من أدران الشرّ في حياتنا والّتي تبعدنا عن سلوك درب الربّ أو الشهادة لاسمه ولخلاصه في حياتنا! “وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُم وآثامَهُم مِنْ بَعْد”: هذه هي إرادة الربّ الّذي يدعونا لملاقاة محبّته ورحمته كي نغتني منها ونحياها بالتالي مع من هم حولنا! |
|