16 - 11 - 2015, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 9981 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا مات يسوع ؟ موت يسوع هو خطة الله لخلاص البشر من خطاياهم وقد أوحى الله بها للأنبياء فى العهد القديم مثل موسى وداود وأشعياء وغيرهم. وقد قال يسوع أنه يموت من أجلنا، وهذا يعنى انه مات بدلا عنا، وذلك لأنه يحبنا ولايريد ان نُعاقب بسبب الخطايا والآثام التى تستحق الموت، وذهاب يسوع للصلب بدلا عنا يعنى انه صُلب كفارة لأجلنا، وبعد قيامته من الأموات قال لتلميذى من تلاميذه: "ايها الغبيان والبطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء. أما كان ينبغي ان المسيح يتألم بهذا ويدخل الى مجده، ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لوقا 24: 25-27). فمن أجل محبته لنا جميعا أسلم ذاته فدية عنا. والفدية هى الثمن الذى يُشترى به العبد، ليُطلق سراحه فيما بعد، كذلك المسيح دفع الفدية بدمه على الصليب، لكى يعتقنا من الخطية والذنب والعبودية والخوف. الحرية من الخطية وذلك وان كنا نشعر بأننا خطاة أم لا، فاننا فى الحقيقة جميعنا خطاة أمام الله لأننا كم أخطأنا اليه بالفكر والقول والفعل حيث تعدينا على وصايا الله المقدسة. و "أجرة الخطية هى موت" (رومية 6: 23)، والمقصود هنا هو الموت الروحى أى الإنفصال التام عن الله الحى، وهى عقوبة نستحقها جميعا. ولكن يسوع تحمل هذه العقوبة عنا وهكذا نقف أمام الله وكأننا بدون خطية، وذلك على حساب دم يسوع. الحرية من العبودية قال يسوع: "الحق الحق اقول لكم ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية." (يوحنا 8: 34)، ولقد مات المسيح عنا ليُحررنا من هذه العبودية القاسية، لذلك قال يسوع: " فان حرركم الابن (أى يسوع) فبالحقيقة تكونون احرارا." (يوحنا 8: 36). الحرية من الخوف لقد جاء يسوع الى عالمنا لكى "يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس ويعتق اولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية." (عبرانيين 2: 14)، فالآن لانخاف الموت. فالذين حررهم يسوع لا تنتهى حياتهم بالموت بل ينتقلوا الى ملكوت الله فى السماء. ويسوع الذى حررنا من عبودية الخوف من الموت قادر ان يحررنا أيضا من كل المخاوف الأخرى. القدرات الجديدة وعندما ترك يسوع عالمنا هذا ترك لنا الروح القدس المُعزى، وكل من يسأل يسوع ان يدخل حياته وقلبه وان يحل فيه بروحه القدوس فهو يستجيب له ويعطيه الحرية والقدرات التالية القدرة على معرفة الله بسبب الخطية، ينشأ حاجز يفصلنا عن الله، فالكتاب المقدس يقول: "بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع." (اشعياء 59: 2)، وعندما مات يسوع على الصليب تمزق هذا الحاجز بين الله وبيننا حتى انه يمكننا من خلال يسوع ان نأتى الى الله وتكون لنا معه علاقة حية، بل وأيضا يجعلنا الله من خلال الإيمان بيسوع أبناءا له. ومن خلال الروح القدس أى روح الله الحى تكون لنا ثقة فى الله وهو يساعدنا أيضا على التعمق فى العلاقة مع الله، وهو يعلمنا كيف نصلى الى الله وكيف نفهم كلمته المقدسة أى الكتاب المقدس. القدرة على محبة الآخرين يعلمنا الإنجيل أنه: "نحن نحبه (أى الله) لانه هو احبنا اولا. ان قال احد اني احب الله وابغض اخاه فهو كاذب.لان من لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب الله الذي لم يبصره." (1 يوحنا 4: 19)، ونحن عندما نرى الصليب نعرف مدى محبة الله لنا، وعندما يحل الروح القدس فى قلوبنا تحل هذه المحبة أيضا فينا، حتى اننا نصبح قادرين على محبة الله ومحبة الآخرين أيضا. عندها نصبح قادرين على حياة جديدة ملؤها المحبة وبعيدة عن التمحور حول الذات ورغباتها وشهواتها. القدرة على التغيير فهناك من يدّعى انه من المستحيل تغير البشر، ولكن عندما يحل الروح القدس فى حياة الإنسان فإنه يعطيه القدرة على تغيير حياته للأفضل، فيعلمنا بولس الرسول فى الإنجيل المقدس ان " ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف." (غلاطية 5: 22)، فهذه الصفات الطيبة تنمو فينا بحلول الروح القدس فينا حتى ان الخطاة والزوانى والقتلة والمجرمين ومدمنى المخدرات والكحوليات وغيرهم يتحولون الى قديسين بفعل الروح القدس فى حياتهم. ماذا إذن ؟ ان الله يعرض علينا مجانا هذه الحرية وهذه القدرات، فروح الله القدوس يريد ان يدخل حياة كل فرد منا، وذلك كهدية مجانية بدون مقابل. وكل فرد يستطيع ان يقبل الهدية ويفرح بها أو يرفضها ويبقى حزينا. وللأسف نجد العديد من الأشخاص الذين يرفضون عطية الله المجانية، واليك بعض الأمثلة البعض يدّعى انه لايحتاج الى الله: فالبعض يقول انه سعيد بدون الله، وينسى ان السعادة الحقيقية هى فى الحصول على الغفران من الله وحياة السلام معه. البعض يقول انه لابد وان يتخلى عن أشياء معينة: فهناك العديد من الأشياء فى حياة كل منا والتى لاتُرضى الله القدوس والتى تعطل كل علاقة حية معه، والتى يجب ان نتخلى عنها. ويجب علينا الا ننسى ان الله قبل كل شئ يحبنا جدا ولا يرضى لنا الضرر، فالأب الذى يمنع ابنه حبيبه من اللعب بالكبريت مثلا، لايريد غير مصلحة هذا الإبن الذى يحبه. ويجب ايضا الا ننسى ان ما نتخلى عنه لايُقارن بما نحصل عليه من الله. البعض لايصدق ان الله يهبنا شيئا بالمجان: فمن خلال التربية والعادات والتقاليد لايتصور البعض ان الله يحب البشر ويريد ان يمنحهم الخلاص بالمجان، ويحاول البعض ان يرضى الله بأعماله الصالحة أولا، وهذا ما يؤدى به للفشل. البعض يؤجل الرجوع الى الله: وهذه هى الأغلبية العظمى والتى تؤجل دائما للغد بحجة عدم الإستعداد، ولايوجد انسان فى عالمنا هذا يضمن حياته لحظة واحدة على الأرض، فقد تكون هذه الدقائق هى آخر دقائق فى عمرى، فمن يدرى. والآن ؟ ان الله يريد ان يتقابل معك اليوم شخصيا فاتحا يديه بهديته المجانية لك، فهل تقبلها ام تردها ممتنعا ؟ قد تبدو هذه الأمور غريبة عليك، فأنت لم تعرف من قبل ماهية العلاقة الشخصية بينك وبين الله، وكيف سيكون المستقبل، ولكن هذا القرار هو قرارك الشخصى وبمحض ارادتك، ولا يستطيع احد ان يتخذ هذا القرار بدلا عنك. فإن عرفت ان الحياة مع يسوع هى الحياة الحقيقية، فما عليك غير ان تخبر الله انك من الآن تريد ان تحيا تبعا لمشيئته المقدسة فى حياتك، وتتسائل كيف يتم ذلك، أقول لك فى ثلاث خطوات اطلب من الله ان يغفر لك ذنوبك وخطاياك التى تُخجلك وتُثقل ضميرك، واذا تذكرت الآن خطية معينة اذكرها أمام الله حتى يغفرها لك، والكتاب المقدس يُسمى هذه الخطوة باسم "التوبة" وهى ليست ممارسات جسدية لمعاقبة الذات ولكن هو الرجوع القلبى لله. اشكر الله لأن المسيح مات عنك على الصليب دافعا عنك الفدية، اشكره من أجل هذه الهدية والعطية المجانية التى منحت لك الغفران والمصالحة مع الله. اطلب من الله ان يأتى ليحل فى قلبك بالإيمان، فالله لايُرغم أحدا على شئ، ولكن هذه هى إرادته ان يشاركك فى حياتك اليوميه، فادعوه الآن لكى يأتى ويتولى قيادة حياتك. واليك مثال بسيط عن صلاة قصيرة بها يُمكنك التعبير عما سبق وقلته يارب انا أخجل من انى فعلت فى الماضى كل ما يروق لى متعديا وصاياك المقدسة وجلبت على نفسى أجرة الخطية وهى الموت والإنفصال عنك، فسامحنى من أجل يسوع الذى مات عنى على الصليب. يالله انى أقبل عطيتك المجانية بالغفران وأشكرك عليها من كل قلبى. واشكرك على انك دبرت لى هذا الغفران العجيب من خلال موت يسوع المسيح عنى. أرجوك يارب تعال من خلال روحك القدوس وحل فىّ وقُد دفة حياتى التى أُسلمها لك الآن، وابقى معى دائما، آمين. |
||||
16 - 11 - 2015, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 9982 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع مقدمة تلعب العلاقات دورا هاما فى حياتنا، فمثلا علاقتنا بالوالدين، بالاصدقاء، بالزوج او الزوجة، بالأولاد، بالأحفاد، بالزملاء وغيرهم والإيمان المسيحى بالدرجة الأولى هو علاقة وليس وصايا. ومحوره شخص وليس فلسفة. ويدور حول أهم علاقة وهى علاقتنا بالله الذى خلقنا. ويسوع (عيسى بن مريم) قال مرة أن أول وأهم الوصايا هى أن نحب الله، ثم أن نحب الآخرين، أى علاقتنا بالله وبالآخرين. لماذا نحتاج يسوع؟ أنا وأنت قد خُلقنا ليكون لنا علاقة حميمة وقوية بالله، وطالما لانجد هذه العلاقة، فإننا نشعر بأنه ينقصنا شئ فى حياتنا. وكأن لسان حالنا يقول: ان فى داخلنا فراغ عميق. وهناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من هذا الفراغ الداخلى، وربما قد شعرت أنت أيضاً به. ويحاول الناس أن يملأوا هذا الفراغ بكل الطرق. فيلجأ البعض إلى المال، ويدّعون أنه يطمئنهم، ولكنه لايحقق السعادة. و"أوناسيس" - وهو واحد من أغنى رجال العالم - قال عند موته: ان الملايين لا تستطيع ان تعطى الإنسان ما يتوق إليه. ويحاول الآخرين ملئ الفراغ بالخمر أو المخدرات أو الجنس. ولكن كما قد تكون لاحظت أن هذه الأشياء قد تعطى متعة وقتية، ولكن بعدها يصبح الفراغ أعمق. والبعض يحاول الهروب فى عمل مضن أو ينهمكوا فى الرياضة أوالسعى للنجاح أو ما شابه للشعور بالسعادة. وقد تكون بعض هذه الأشياء غير مضرة فى حد ذاتها، ولكن هذا الجوع الداخلى لايمكن إشباعه. وحتى العلاقات الإنسانية الحميمة، وعلى قدر جمالها، لكنها لاتستطيع أن تُشبع هذا الفراغ الداخلى. ويسوع قال: "أناهو خبز الحياة" (إنجيل يوحنا 6:35). وهو الوحيد الذى يمكنه أن يمنحنا ما نتوق إليه، لأنه هو الذى يجعلنا أصدقاء لله. هو الذى يمنحنا معنى للحياة فى بعض الأحيان نتسائل "ماذا أفعل هنا على الأرض؟" أو "ما هو معنى الحياة؟". وطالما نحيا بدون علاقة بالله، فان محاولتنا لإيجاد معنى للحياة تبوء بالفشل. قد تمنحنا الآن بعض الأشياء متعة وقتية، ولكن فى النهاية لايبقى شئ. وبدون علاقة بخالقنا لن نجد المعنى الحقيقى لحياتنا. هو الذى يمنحنا معنى لما بعد هذه الحياة قبل أن أصبح مسيحياً كنت لا استطيع التفكير فى الموت. وكنت احسب ان موتى سوف يأتى فى المستقبل البعيد. وكنت لاأعرف ماذا يأتى بعد الموت ولاأحب التفكير فيه. وفضلت أن أتعامى عن الحقيقة. والواقع اننا سنموت جميعاً. ولكن فى الكتاب المقدس مكتوب ان الله قد وضع الحياة الأبدية فى قلوبنا. وغالبية الناس لايريدوا الموت، ونتوق جميعاً ان ننجو من الموت. وفى يسوع المسيح وحده يمكننا الحصول على الحياة الابدية، لأن العلاقة بيننا وبين الله التى تبدأ هنا وفى هذه اللحظة، سوف تتخطى الموت وتبقى إلى الأبد. هو الذى يمنحنا الغفران عندما نكون صرحاء مع أنفسنا، فأننا نُقر باننا نفعل أشياء نعلم انها خاطئة. وبعض هذه الأشياء تُخجلنا جداً. وفوق ذلك هذه الأنانية التى تُفسد كل شئ، وتُبعد الآخرين عنا، وفوق ذلك تفصلنا عن الله. وهذه هى الخطية العامة. ويسوع قال: "ان الذى يخرج من الإنسان ذلك يُنجس الإنسان، لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة: زنى فسق قتل سرقة طمع خبث مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل. جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان." (مرقس 7: 20-23). لذلك فاننا نحتاج للغفران بصورة خاصة. ان المريض بالسرطان يحتاج إلى طبيب بغض النظر عما إذا كان المريض يعرف مدى إحتياجه للطبيب أم لا. هكذا نحن نحتاج إلى الغفران سواء كان ذلك واضحاً لنا أم لا. والمريض بالسرطان الذى يعرف مدى خطورة مرضه أفضل بكثير من المريض الذى يتعامى عن حقيقة مرضه. ويسوع جعل الغفران ممكناً لنا، معطياً الإجابة على أعمق إحتياجاتنا. لماذا ينبغى لنا أن نؤمن بالمسيح يسوع ؟ لأنه ببساطة هو الإيمان الحقيقى، وهو لذلك على قدر كبير من الأهمية. ولكن كيف نعرف انه الإيمان الحقيقى؟ انه يمكننا إختبار حقائق الإيمان المسيحى، لأنها ترتكز على وقائع تاريخية، أى على حياة وموت وقيامة يسوع المسيح. ان إيماننا المسيحى يرتكز على مصادر تاريخية موثوق بها. ويسوع نفسه يعطى الدلائل اليوم على انه حى وعلى انه يُخلِص الذى يؤمن به. من هو يسوع ؟ مما لاشك فيه ان يسوع شخصية فريدة من نوعها فى التاريخ البشرى، حتى اننا نقسم التاريخ إلى قسمين أحدهما قبل والآخر بعد مجئ يسوع. ان يسوع كان ومازال ابن الله. وان كان بعض الناس يقولون انه كان فقط احد الحكماء الدينيين، ولكن هذا القول لايثبت أمام الحقائق التالية مطالبه وحقوقه: لقد قال يسوع انه ابن الله وانه والآب واحد، وهو قام بغفران الخطايا على الأرض، وهو سوف يدين العالم فى يوم الدين على موقفنا تجاهه. واليك بعض الآيات: قال يسوع "انا والآب واحد" (يوحنا 10: 30)، "فلما رأى يسوع ايمانهم قال للمفلوج (المُقعد- الكسيح) يا بنيّ مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف.من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده. فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا في انفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم. أيّما ايسر ان يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك.أم ان يقال قم واحمل سريرك وامش. ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا.قال للمفلوج لك اقول قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجّدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط." (مرقس 2: 5-12)، قال يسوع "لانه كما ان الآب يُقيم الاموات ويُحيي كذلك الابن ايضا يُحيي من يشاء. لان الآب لا يُدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن. لكي يُكرم الجميع الابن كما يُكرمون الآب.من لا يُكرم الابن لا يُكرم الآب الذي ارسله. الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة." (يوحنا 5: 21-24). شخصيته لايوجد من يماثل يسوع فى المحبة والرحمة والكمال. وتعاليمه هى من أنقى وأفضل ما نطقت به شفاه إنسان. وهو الله الذى تجسد فى صورة إنسان مع الرغم من صعوبة تصور هذا الأمر. انتصاره على الموت انه من الحقائق المدهشة فعلا ان يسوع قد قام من الأموات، وعندما جاء أتباعه وتلاميذه الى القبر فى صباح الأحد لم يجدوا غير الأقمطة التى دُفن بها يسوع، أما يسوع نفسه فقد قام من الأموات. وفى الأسابيع الستة التالية لقيامته ظهر احدى عشر مرة لما يكثر عن 500 انسان. وعلى إثر ذلك تغيرت حياة المؤمنين به تغيرا جذريا، ومن يومها بدأت الكنيسة الأولى فى النمو والزيادة باستمرار. ان القبر الفارغ يشهد على قيامة يسوع من الأموات ويشهد على صحة تعاليمه وأقواله وأفعاله. لماذا أتى يسوع ؟ يسوع هو الشخص الوحيد الذى قرر بمحض إرادته ان يأتى الى عالمنا هذا متحملا آلام الصليب وموته الكفارى لرفع خطايانا ، فقد قال "لان ابن الانسان (يسوع) ايضا لم يأت ليُخَدم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مرقس 10: 45). وتعد عملية الصلب من أبشع عمليات الإعدام، ولقد تعرض يسوع للجلد ثم حمل الصليب حتى الإعياء، وعند مكان الصلب قام صالبيه بتسمير يديه ورجليه على خشبة الصليب وتُرك ليموت بهذه الطريقة المؤلمة. والإنجيل يخبرنا ان هذه الآلام لاتُقاس بالآلام الروحية والنفسية التى لازمت يسوع عندما حمل على نفسه خطايانا وآثامنا. لماذا مات يسوع ؟ موت يسوع هو خطة الله لخلاص البشر من خطاياهم وقد أوحى الله بها للأنبياء فى العهد القديم مثل موسى وداود وأشعياء وغيرهم. وقد قال يسوع أنه يموت من أجلنا، وهذا يعنى انه مات بدلا عنا، وذلك لأنه يحبنا ولايريد ان نُعاقب بسبب الخطايا والآثام التى تستحق الموت، وذهاب يسوع للصلب بدلا عنا يعنى انه صُلب كفارة لأجلنا، وبعد قيامته من الأموات قال لتلميذى من تلاميذه: "ايها الغبيان والبطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء. أما كان ينبغي ان المسيح يتألم بهذا ويدخل الى مجده، ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لوقا 24: 25-27). فمن أجل محبته لنا جميعا أسلم ذاته فدية عنا. والفدية هى الثمن الذى يُشترى به العبد، ليُطلق سراحه فيما بعد، كذلك المسيح دفع الفدية بدمه على الصليب، لكى يعتقنا من الخطية والذنب والعبودية والخوف. الحرية من الخطية وذلك وان كنا نشعر بأننا خطاة أم لا، فاننا فى الحقيقة جميعنا خطاة أمام الله لأننا كم أخطأنا اليه بالفكر والقول والفعل حيث تعدينا على وصايا الله المقدسة. و "أجرة الخطية هى موت" (رومية 6: 23)، والمقصود هنا هو الموت الروحى أى الإنفصال التام عن الله الحى، وهى عقوبة نستحقها جميعا. ولكن يسوع تحمل هذه العقوبة عنا وهكذا نقف أمام الله وكأننا بدون خطية، وذلك على حساب دم يسوع. الحرية من العبودية قال يسوع: "الحق الحق اقول لكم ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية." (يوحنا 8: 34)، ولقد مات المسيح عنا ليُحررنا من هذه العبودية القاسية، لذلك قال يسوع: " فان حرركم الابن (أى يسوع) فبالحقيقة تكونون احرارا." (يوحنا 8: 36). الحرية من الخوف لقد جاء يسوع الى عالمنا لكى "يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس ويعتق اولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية." (عبرانيين 2: 14)، فالآن لانخاف الموت. فالذين حررهم يسوع لا تنتهى حياتهم بالموت بل ينتقلوا الى ملكوت الله فى السماء. ويسوع الذى حررنا من عبودية الخوف من الموت قادر ان يحررنا أيضا من كل المخاوف الأخرى. القدرات الجديدة وعندما ترك يسوع عالمنا هذا ترك لنا الروح القدس المُعزى، وكل من يسأل يسوع ان يدخل حياته وقلبه وان يحل فيه بروحه القدوس فهو يستجيب له ويعطيه الحرية والقدرات التالية القدرة على معرفة الله بسبب الخطية، ينشأ حاجز يفصلنا عن الله، فالكتاب المقدس يقول: "بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع." (اشعياء 59: 2)، وعندما مات يسوع على الصليب تمزق هذا الحاجز بين الله وبيننا حتى انه يمكننا من خلال يسوع ان نأتى الى الله وتكون لنا معه علاقة حية، بل وأيضا يجعلنا الله من خلال الإيمان بيسوع أبناءا له. ومن خلال الروح القدس أى روح الله الحى تكون لنا ثقة فى الله وهو يساعدنا أيضا على التعمق فى العلاقة مع الله، وهو يعلمنا كيف نصلى الى الله وكيف نفهم كلمته المقدسة أى الكتاب المقدس. القدرة على محبة الآخرين يعلمنا الإنجيل أنه: "نحن نحبه (أى الله) لانه هو احبنا اولا. ان قال احد اني احب الله وابغض اخاه فهو كاذب.لان من لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب الله الذي لم يبصره." (1 يوحنا 4: 19)، ونحن عندما نرى الصليب نعرف مدى محبة الله لنا، وعندما يحل الروح القدس فى قلوبنا تحل هذه المحبة أيضا فينا، حتى اننا نصبح قادرين على محبة الله ومحبة الآخرين أيضا. عندها نصبح قادرين على حياة جديدة ملؤها المحبة وبعيدة عن التمحور حول الذات ورغباتها وشهواتها. القدرة على التغيير فهناك من يدّعى انه من المستحيل تغير البشر، ولكن عندما يحل الروح القدس فى حياة الإنسان فإنه يعطيه القدرة على تغيير حياته للأفضل، فيعلمنا بولس الرسول فى الإنجيل المقدس ان " ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف." (غلاطية 5: 22)، فهذه الصفات الطيبة تنمو فينا بحلول الروح القدس فينا حتى ان الخطاة والزوانى والقتلة والمجرمين ومدمنى المخدرات والكحوليات وغيرهم يتحولون الى قديسين بفعل الروح القدس فى حياتهم. ماذا إذن ؟ ان الله يعرض علينا مجانا هذه الحرية وهذه القدرات، فروح الله القدوس يريد ان يدخل حياة كل فرد منا، وذلك كهدية مجانية بدون مقابل. وكل فرد يستطيع ان يقبل الهدية ويفرح بها أو يرفضها ويبقى حزينا. وللأسف نجد العديد من الأشخاص الذين يرفضون عطية الله المجانية، واليك بعض الأمثلة البعض يدّعى انه لايحتاج الى الله: فالبعض يقول انه سعيد بدون الله، وينسى ان السعادة الحقيقية هى فى الحصول على الغفران من الله وحياة السلام معه. البعض يقول انه لابد وان يتخلى عن أشياء معينة: فهناك العديد من الأشياء فى حياة كل منا والتى لاتُرضى الله القدوس والتى تعطل كل علاقة حية معه، والتى يجب ان نتخلى عنها. ويجب علينا الا ننسى ان الله قبل كل شئ يحبنا جدا ولا يرضى لنا الضرر، فالأب الذى يمنع ابنه حبيبه من اللعب بالكبريت مثلا، لايريد غير مصلحة هذا الإبن الذى يحبه. ويجب ايضا الا ننسى ان ما نتخلى عنه لايُقارن بما نحصل عليه من الله. البعض لايصدق ان الله يهبنا شيئا بالمجان: فمن خلال التربية والعادات والتقاليد لايتصور البعض ان الله يحب البشر ويريد ان يمنحهم الخلاص بالمجان، ويحاول البعض ان يرضى الله بأعماله الصالحة أولا، وهذا ما يؤدى به للفشل. البعض يؤجل الرجوع الى الله: وهذه هى الأغلبية العظمى والتى تؤجل دائما للغد بحجة عدم الإستعداد، ولايوجد انسان فى عالمنا هذا يضمن حياته لحظة واحدة على الأرض، فقد تكون هذه الدقائق هى آخر دقائق فى عمرى، فمن يدرى. والآن ؟ ان الله يريد ان يتقابل معك اليوم شخصيا فاتحا يديه بهديته المجانية لك، فهل تقبلها ام تردها ممتنعا ؟ قد تبدو هذه الأمور غريبة عليك، فأنت لم تعرف من قبل ماهية العلاقة الشخصية بينك وبين الله، وكيف سيكون المستقبل، ولكن هذا القرار هو قرارك الشخصى وبمحض ارادتك، ولا يستطيع احد ان يتخذ هذا القرار بدلا عنك. فإن عرفت ان الحياة مع يسوع هى الحياة الحقيقية، فما عليك غير ان تخبر الله انك من الآن تريد ان تحيا تبعا لمشيئته المقدسة فى حياتك، وتتسائل كيف يتم ذلك، أقول لك فى ثلاث خطوات اطلب من الله ان يغفر لك ذنوبك وخطاياك التى تُخجلك وتُثقل ضميرك، واذا تذكرت الآن خطية معينة اذكرها أمام الله حتى يغفرها لك، والكتاب المقدس يُسمى هذه الخطوة باسم "التوبة" وهى ليست ممارسات جسدية لمعاقبة الذات ولكن هو الرجوع القلبى لله. اشكر الله لأن المسيح مات عنك على الصليب دافعا عنك الفدية، اشكره من أجل هذه الهدية والعطية المجانية التى منحت لك الغفران والمصالحة مع الله. اطلب من الله ان يأتى ليحل فى قلبك بالإيمان، فالله لايُرغم أحدا على شئ، ولكن هذه هى إرادته ان يشاركك فى حياتك اليوميه، فادعوه الآن لكى يأتى ويتولى قيادة حياتك. واليك مثال بسيط عن صلاة قصيرة بها يُمكنك التعبير عما سبق وقلته يارب انا أخجل من انى فعلت فى الماضى كل ما يروق لى متعديا وصاياك المقدسة وجلبت على نفسى أجرة الخطية وهى الموت والإنفصال عنك، فسامحنى من أجل يسوع الذى مات عنى على الصليب. يالله انى أقبل عطيتك المجانية بالغفران وأشكرك عليها من كل قلبى. واشكرك على انك دبرت لى هذا الغفران العجيب من خلال موت يسوع المسيح عنى. أرجوك يارب تعال من خلال روحك القدوس وحل فىّ وقُد دفة حياتى التى أُسلمها لك الآن، وابقى معى دائما، آمين. كيف تنمو فى الإيمان اقرأ فى الكتاب المقدس باستمرار، واذا لم يكن لديك نسخة منه، فأكتب إلينا ونحن نرسله اليك، وننصحك فى البداية بقرائة أحد الأناجيل الأربعة ولتبدأ مثلا بإنجيل لوقا أو يوحنا، واطلب من الله ان يفتح لك ذهنك لتفهم ما تقرأه وان يتحدث الله اليك من خلال كلماته المقدسة. تحدث مع الله كل يوم ويُستحسن ان تبدأ يومك بالحديث معه اى بالصلاة اليه، وليس هناك شكلا معينا للصلاة ولكن لك ان تتصور انك تتحدث الى ابيك، اى ابيك السمائى. فقد تتحدث معه عن نفسك وعما تشعر به تجاهه، أو قد تحكى له عما قرأته فى الكتاب المقدس أخيرا....تحدث اليه عن أخطائك ومشاكلك وشكوكك وكذلك عن الأشياء السارة التى قابلتك واشكره على كل شئ حتى فى المصاعب والضيقات لأن الله لايترك محبيه فى الضيقة بمفردهم.... تحدث اليه أيضا عن أصدقائك وأصحابك وزملائك وعائلتك وأيضا عن الأشخاص الذين لا ترتاح اليهم، صلِ من أجلهم ان الله يتدخل فى حياتهم أيضا كما تدخل فى حياتك. |
||||
16 - 11 - 2015, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 9983 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف تنمو فى الإيمان اقرأ فى الكتاب المقدس باستمرار، واذا لم يكن لديك نسخة منه، فأكتب إلينا ونحن نرسله اليك، وننصحك فى البداية بقرائة أحد الأناجيل الأربعة ولتبدأ مثلا بإنجيل لوقا أو يوحنا، واطلب من الله ان يفتح لك ذهنك لتفهم ما تقرأه وان يتحدث الله اليك من خلال كلماته المقدسة. تحدث مع الله كل يوم ويُستحسن ان تبدأ يومك بالحديث معه اى بالصلاة اليه، وليس هناك شكلا معينا للصلاة ولكن لك ان تتصور انك تتحدث الى ابيك، اى ابيك السمائى. فقد تتحدث معه عن نفسك وعما تشعر به تجاهه، أو قد تحكى له عما قرأته فى الكتاب المقدس أخيرا....تحدث اليه عن أخطائك ومشاكلك وشكوكك وكذلك عن الأشياء السارة التى قابلتك واشكره على كل شئ حتى فى المصاعب والضيقات لأن الله لايترك محبيه فى الضيقة بمفردهم.... تحدث اليه أيضا عن أصدقائك وأصحابك وزملائك وعائلتك وأيضا عن الأشخاص الذين لا ترتاح اليهم، صلِ من أجلهم ان الله يتدخل فى حياتهم أيضا كما تدخل فى حياتك. |
||||
16 - 11 - 2015, 06:39 PM | رقم المشاركة : ( 9984 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع المسيح عجيب لأنه رب وإنسان قد لا يخفىعليك عزيزي القارئ ان المسيح هو صورة الله الغير منظور وبهاء مجده ، صنع بذاته تطهيراً لخطايانا عندما تطوَّع من تلقاء نفسه حباً بنا ليبذل جسده قرباناً لله لأجل كل منا على الصليب ، وذاق الموت الزؤام دينونة من الله عليه شخصياً لأنه حمل خطايانا الشخصية كأنها له وهو الوحيد من البشر الذي لم يخطئ ليكفرعنها نيابة عني وعنك ، وكانت كفارته هذه مقبولة من الله لأنه (اي المسيح) بلا خطية وهو القدوس البار لم يقدر حتى اعداءه ان يثبتوا عليه خطيئة واحدة ، وهذا القدوس يسوع قام من الأموات في اليوم الثالث (*) منتصراً ظافراً ، وصار بإمكان كل من يؤمن به ان ينال غفران كامل وشامل لخطاياه السابقة واللاحقة . كما ان المسيح هو صورة الله هكذا هو ايضاً صورة الإنسان ، وهو إنسان بكل ما للكلمة من معنى لكنه بلا خطيئة ، أخذ صورة عبد وهو السيد الذي به خُلِقَ العالمين . به كل شيء كان ، وبغير لم يكن شيء مما كان ، هذا هو كلمة الله ، تعبير الله ، صار جسداً وحل بيننا . ليحمل قصاص خطايانا بموته ويبررنا بقيامته . صرخ ايوب النبي العربي سابقاً وقال لله : ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا . ايوب 9 : 33 لكي يضع احد يده على الله ينبغي ان يكون معادلاً له فمن يعادل الله ؟ لا أحد ! لذا جاء صورة الله الكلمة وصار بشراً . فاجاب الملاك وقال لها.الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله. لوقا 1: 35 . افتقر وهو الغني لكي نستغني نحن بفقره . وهو الذي ظهر قديماً الى منوح وامرأته بهيئة ملاك وسأله منوح عن اسمه آنذاك وأجابه: فقال له ملاك الرب لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب . قضاة 13 :18 يسوع هذا الذي تنبأ عنه النبي اشعياء : لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. اشعياء 9: 6 كان على المسيح المبارك ان يمثل جنسنا البشري العاصي امام الحضرة الإلهية كآدم الثاني لأن آدم الأول اخفق في طاعة الله فسقط في خطيئة العصيان هو وكل نسله قاطبة ، حتى الأنبياء والقديسين اخطأوا وتابوا وغُفر لهم باستثناء المسيح لأنه الوحيد الذي لم يخطئ قط ، ورأى الله في المسيح فقط المؤمن المطيع والعابد والخادم الكامل كما جاء في رسالة بولس الرسول الى اهل فيلبي الاصحاح الثاني: 6 الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا للّه (أي ان الرب يسوع المسيح لم يحسب معادلته لله اختلاساً او تعدياً) 7 لكنه اخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس. 8 واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب. 9 لذلك رفَّعه الله ايضا واعطاه اسما فوق كل اسم 10 لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض 11 ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب قال يسوع عن نفسه : في يوحنا الإصحاح العاشر: 27 خرافي تسمع صوتي وانا اعرفها فتتبعني. 28 وانا اعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى الابد ولا يخطفها احد من يدي. 29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي. 30 انا والآب واحد في بعض الحالات جاع المسيح كابن الإنسان ولكنه كإبن الله اشبع الآلاف، تعب وتألم ولكنه اراح الملايين. وغلب الشياطين أجمعين ويحرر المؤمنين به من الخطيئة وسلطتها وعاقبتها الأبدية. قال بطرس عنه في رسالته الثانية والاصحاح الاول ليبرهن ربوبية : 16 لاننا لم نتبع خرافات مُصنَّعة اذ عرّفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معاينين عظمته. 17 لانه اخذ من الله الآب كرامة ومجدا اذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى هذا هو ابني الحبيب الذي انا سررت به . 18 ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء اذ كنا معه في الجبل المقدس. وقال بطرس عنه في سفر اعمال الرسل الاصحاح الثاني ليبرهن بشريته : 22 ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال . يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون. عندما أقام الرب يسوع المسيح لعازر من الموت صلى مظهراً بشريته قال لها يسوع ألم اقل لك ان آمنت ترين مجد الله. فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ورفع يسوع عينيه الى فوق وقال ايها الآب اشكرك لانك سمعت لي. وانا علمت انك في كل حين تسمع لي.ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت. ليؤمنوا انك ارسلتني. ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجا. فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع حلّوه ودعوه يذهب فكثيرون من اليهود الذين جاءوا الى مريم ونظروا ما فعل يسوع آمنوا به .(يوحنا 11: 40-45 ) لكن عندما أقام الرب يسوع المسيح ابن الأرملة في بلدة نايين أظهر لاهوته ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال (للميت) ايها الشاب لك اقول قم . لوقا 7: 14 فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامّه وهي ارملة ومعها جمع كثير من المدينة. فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون.فقال ايها الشاب لك اقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه الى امه. فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه. وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة (لوقا 7: 12-17 ) كما تكلم الرب يسوع المسيح عن العثرات وقال طوبى لمن لا يعثر بي. بمعنى ان العثرات ممكنة والعقبات كثيرة وموجودة لفحص العزيمة في اتباع المسيح وتنقيتها وامام هكذا صعوبات يتنقى المؤمنون بالمسيح كتوما التلميذ الذي لم يقدر إلا ان يصرخ ساجدا ليسوع داعيا اياه ربي وإلهي ولم ينتهره المسيح على هذا الإعتراف بينما الملائكة لم يقبلوا سجود الناس لهم بل اوصوهم بالسجود لله. أخي القارئ آمل ان أكون قد وضّحت لك ولو قليلاً عن شخصية المسيح العجيب واوصيك ان تقرأ وتطيع كلمة الله خصوصاً العهد الجديد جيداً جداً ففيها الفرح والسلام والغذاء والإطمئنان ، والإيمان ينمو رويداً رويداً بقراءة الكلمة والصلاة والروح القدس يرشدك لملاحظة اعمال الله بحياتك . ويسوع نفسه يظهر لك ذاته حسب قوله الكريم في يوحنا 14: 21 الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه ابي وانا احبه واظهر له ذاتي. قارئي العزيز: ان فتحت نافذتك تدخل الشمس بنورها وحرارتها الى بيتك لترى بضوءها ما لم تراه من قبل لأن الظلمة قد انقشعت والنور يضيء ، هكذا من يفتح قلبه لدعوة يسوع اليه ، تستنير حياته بالمحبة والفرح والسلام والاطمئنان ويخلص من خطاياه ونتائجها في الدينونة والطرح في جهنم النارحيث العذاب الى أبد الآبدين ، وينعم بغفران الله حيث يصدر بحقه عفواً شاملاً وكاملاً ، دع نور الإنجيل يسطع بحياتك . وان لم تفتح قلبك لحب المسيح لا سمح الله فأنت الخاسر الوحيد لماذا تذهب الى الأبدية الرهيبة حيث الحسرة والندم والسعير الذي لا يتنهي ، بلا خلاص . ان اغلاق نافذة قلبك امام نور الإنجيل يبقيك في الظلام ويحرمك من الرؤية الدقيقة لنفسك ومحيطك. لماذا تفتح عينيك وانت امام القضاء الإلهي وستكون بلا عذر سيما وانك لم تستغنم فرصة الغفران هذه المتاحة لك الآن في التوبة والايمان بالمسيح . |
||||
16 - 11 - 2015, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 9985 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نعمة المسيح المجانية يكتب الرسول بولس :"فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلامٌ مع الله بربنا يسوع المسيح , الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالإيمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخرعلى رجاء مجد الله "( رو 1:5-2). وفي الرسالة الثانية الى اهل كورنثوس يكتب الرسول ايضا : "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم آمين"(2كو14:13) من المؤسف ان اقول, ان معظم المسيحيين اليوم باتوا يعتبرون ان الناموس الذي اعطي لموسى على جبل سيناء , لم يزل المبدأ الاساسي الذي ينبغي ان يسير عليه المسيحيون اليوم . ويسهى عن بالهم , ان المسيح قد افتدانا منه, اذ اخذ مكاننا وسوَّا قضيتنا كلياً. وقد اعطانا كل فوائد عمله وانتصاراته ,كما لو كنا نحن قد قمنا بها بالذات. لأن المؤمن الحقيقي قد مات وقام في المسيح وهو الآن حيٌّ في حياته .من هنا قول الرسول : "إذا يا اخوتي انتم ايضا قد متم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر للذي أُقيم من الاموات لنثمر لله" (رومية4:7) . كان الناموس (شريعة موسى) في العهد القديم هو الرباط القوي الذي يربط المؤمن بالله. وكنَّا بالطبيعة لا نستطيع ان نثمر لله ما دمنا تحت لعنته (التوراة تثنية ص27و28). اما الآن فالأمر قد اختلف كليًّا ومن اساسهِ . إذ أن المسيح قد احتمل اللعنة عنَّا على الصليب وحررنا من الناموس ونقلنا من ملكوت الظلمة الى ملكوته ابن محبته (الانجيل كو13:1), وقد ربطنا بشخصه المبارك الى الابد . واصبحنا واياه مسيحاً واحداً امام الله, ومطلب ناموسه العادل. فانه مكتوب:"لأنني قد متُّ بالناموس للناموس لاحيا لله . مع المسيح صلبت فأحيا لا انا بل المسيح يحيا فيَّ " (الانجيل غل 19:2و20). وعندما عُلِّقَ المسيح على الصليب كنَّا نحن جسده المعلَّق وهو رأسنا المنكَّس بسبب خطايانا. "لاننا اعضاء جسمه من لحمه وعظامه" .(اف 30:5). وهذا لا نستطيع فهمه وسبر غوره في عقولنا البسيطة الآن , بل علينا ان نعتمد على ما كتبه لنا الروح القدس بواسطة انبيائه ورسله القديسين. يكتب الرسول بولس: "لما كنت طفلا كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أفطن وكطفل كنت أفتكر. ولكن لما صرت رجلا ابطلت ما للطفل.فاننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه.الآن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عرفت.اما الآن فيثبت الايمان والرجاء والمحبة ولكن أعظمهن المحبة" (اكو: 11:13-13). في الرسالة الى رومية وغلاطية وعبرانيين, يعطينا الروح القدس عن فداء المسيح صورة لاهوتية عميقة. فهو لا يصور لنا المسيح كمجردِ فادٍ او بديلٍ فقط, بل يوصلنا عن طريق التأمل الى أعمق الحقائق الالهية الازلية . وهي ان الله في علمه السابق, ومعرفته الغير محدودة. قد هيَّأ للمسيح جسدًا قبل تأسيس العالم ,هو الكنيسة. يكتب صاحب رسالة العبرانيين في هذا تجاوبا لما جاء في (مز6:40), ان المسيح عند دخوله الى العالم يقول : "ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لي جسداً "(راجع عب5:10). ويكتب ايضا عن دم المسيح وقيمته في تطهير المنجسين , بالمناظرة مع دم الذبائح في الهيكل الحرفي القديم فيقول :"فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي" (عب 14:9). نرى ان المسيح هنا يقدم دمه لله في الازل قبل تأسيس العالم , وقد أُظهر في الازمنة الاخيرة بقصد الفداء وتطهير الضمائر ( راجع 1بط19:1و20وعب22:10). وقد ابتدأ الرب في إنجاز هذا القصد الالهي , وتحضير جسده, الكنيسة, وهو في مياه الاردن. بوضعه هناك مخططا للعمل الفدائي, الذي قد جاء من اجله, وهو فداء آدم ونسله. بقوله ليوحنا المعمدان :" اسمح الآن لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر"–أي على هذه الصورة سنبرر الناس من خطاياهم, وهي موت ودفن وقيامة. وهذا ما تمثله معمودية الماء المسيحية (مت15:3ورو2:6-6). وجسد المسيح هذا,كان يُرمز اليه في القديم بخيمة الاجتماع, من ثم بالهيكل الحرفي وقدس اقداسه وتابوت عهده. وقد ابدله الرب أخيرا بهيكلٍ حيٍّ جديدٍ آخرَ , هو الكنيسة الحية . يكتب الرسول الى المؤمنين بالمسيح : "فإنكم انتم هيكل الله الحي كما قال الله : اني سأسكن فيهم وأسير بينهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا" (راجع 2كو16:6). لم يقل الله , الابن الذي ظهر في الجسدا طبعًا, انه سيسير بينهم على هذه الارض دون ان يسكن فيهم اولاً, كما قرأنا اعلاه . حيث انه بالتالي يريد ان يؤلف معهم شخصية واحدة يسير بها الى الصليب. فتموت معه لتحيا ايضا معه . والاَّ لما امكننا فهم الرسول عندما يقول : "مع المسيح صلبت فأحيا لا انا بل المسيح يحيا فيَّ . فما احياه الآن في الجسد احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي" (غل 2 :20). وقال ايضا "قد متم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر للذي أُقيم من الاموات لنثمر لله" (رومية4:7). "وقوله ايضا: "إننا نحن اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (اف30:5) الخ. ان قصد الروح القدس من هذه الآيات جميعها, ان يبين لنا المركز المرموق الذي اصبح لنا في المسيح يسوع . وهو اننا نحن فيه وهو فينا. واننا واياه شخصية واحدة فقط لا غير. او بتعبيرٍ كتابيٍّ اوضح, اننا وإياه مسيح واحد, هو رأسه ونحن الاعضاء . ان المسيح لم يتخذ لحماً ودماً وعظاماً, الا عندما أتى في الجسد وحل بيننا. وكانت إقامته في هذا الجسد محددة بمدةٍ قدرها ثلاثاً وثلاثين سنة ونصف السنة. نستنتج من هذا, إننا كنا اعضاء جسم المسيح من لحمه ومن عظامه, ضمن هذه المدة المحددة بالتاريخ والزمن, التي عاشها سيدنا على الارض . وبعد ان صعد المسيح الى السماء وأرسلَ الروح القدس, أصبحنا نحن المؤمنين بإسمه هيكلا حيًّا لسكناه, مع ابيه والروح القدس (راجع يو23:14). كان رئيس الكهنة في عهد الناموس حاملا على صدره صدرة القضاء المرصعة باثنتي عشرجوهرة, وكانت هذه الجواهر الكريمة,ترمز آنذاك الى اسباط اسرائيل الاثني عشر. يتخللها الاوريم والتميم-النور والكمال-.وهما الحجران اللذان كانا يمثلان شعب الرب في نوره وكماله, امام الله في الهيكل القديم. وكان على رئيس الكهنة ان يُدخلَ الشعب مرة واحدة في السنة, مع البخور ودم الذبيحة, الى محضر الرب وراء الحجاب في قدس الاقداس. وهو المكان الوحيد للشفاعة, والتكفير عن خطايا الشعب وضعفاته, في عهد الناموس والهيكل الحرفي (راجع خر16:28و29). أما هذا الرئيس , فقدكان يُرمزُ بهِ الى رئيس كهنتنا المعظم ربنا يسوع المسيح . وقد حملنا في شخصه وعلى قلبه وسار بنا كل الطريق, من الاردن الى جبل الجلجثه فالصليب على جبل المريَّا أو الجلجثة . وهو المكان الصحيح, الذي كان معدًّا من الله منذ القديم, للفداء وكفارة الاثم. ليؤتى بالبر الابدي (دا24:9). وكانت ترمز اليه جميع اعمال الهيكل الحرفي وذبائحه واقداسه, وكمال مقاييسه . يكتب صاحب رسالة العبرانيين فيقول : "وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الاقداس فوجد فداء ابديا" (راجع خر29:28وعب9 :12) . إنطلاقا من هذا المعنى , نستطيع ان نفهم الرسول بولس عندما يكتب لنا: "اننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (اف 30:5). وإنطلاقاً من هذا المعنى ايضا نستطيع ان نفهم الكتاب عندما يقول أن هناك آدمين."آدم الانسان الاول تراب من الارض , وآدم الانسان الاخير الرب من السماء" ( 1كو 45:15) لقد حملنا آدم الأول في جسده, ونلنا ما ناله من عقاب في عدم حفظه الوصية في جنة عدن. وهكذا المسيح ايضا كآدمٍ ثانٍ , فقد حمل شعبه في جسده من جديد , وسار به تلك المرحلة الصعبة, وهي حفظ الوصية. التي عجز آدم وجميع نسله البشر عن حفظها. وقد وصفها الرسول بطرس بقوله,"حملٌ ثقيلٌ, لم يستطع آباؤنا ولا نحن ان نحمله" (راجع اع10:15). وقد سار بنا المسيح حافظاٌ الناموس بأكمله كل الطريق الى صليب الجلجثة. وهناك متنا بموته وقمنا بقيامته ( راجع كو20:2و1:3). وها نحن الآن" نخلص بحياته" (راجع رو10:5). فهو لم يزل حيًا فينا ونحن أحياء فيه. يقول الرسول: "متى أُظهر المسيح حياتنا حينئذ تظهرون انتم ايضا معه في المجد"( كو3:3و4) الخ. إن المسيح قد حفظ الناموس عنَّا بكاملهِ عندماكان في الجسد على الارض. بل هو الوحيد الذي استطاع كانسانٍ ان يحفظه بين كل الانبياء والبشر. قال الرب ذات يوم لليهود المحيطين به : "من منكم يبكتني على خطية". فلم يستطع احد ان ينبسَ ببنتِ شفة (يو45:8). ورسول العبرانيين يخاطبه كما خاطبه غيره من الانبياء بقوله : "احببت البر وابغضت الاثم" (عب9:1ومز7:45واش53 :9)الخ. وجسد المسيح هذا, هونحن المؤمنين باسمه . فعندما سُمِرَ جسد المسيح على الصليب كنَّا فيه. فأنه مكتوبٌ : "مع المسيح صلبت فأحيا لا انا بل المسيح يحيا فيَّ " (غل 19:2و20). وعندما مات المسيح على الصليب كنا نحن جسده المائت. فانه مكتوبٌ :"وانتم ايضا قد متُّم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر للذي أُقيم من الاموات لنثمر لله " (رو4:7). فان المسيح كانسان كان قد حفظ الوصية واكملها في حياته البشرية على الارض , عندها استطاع ان يقول كلمته الاخيرة وهو على الصليب, قد أُكمل واعمض عينيه وأسلم الروح, وانتهى أمر الفداء. وقد قام في اليوم الثالث من الموت بارًّا لكي يستطيع ان يبرركثيرين ( رو 15:5-19). وان الرب قال لليهود مطمئناً : "لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس والانبياء .ما جئت لانقض بل لاكمل. فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت17:5و18) . وهذا الكل الذي يختص بحقوق الناموس ومطلبه العادل من الانسان, كان الرب قد أكمله في حياته على الارض وعلى الصليب. للفداء والتكفير عن الخطية. يسأل ايوب رفاقه الثلاثة قائلا :"من يخرج الطاهر من النجس" ؟ (أي4:14) . وقال ايضا : "من هو الانسان حتى يزكو او مولود المرأة حتى يتبرر. هوذا قديسوه لا يأتمنهم والسموات غير طاهرة في عينيه. فبالحري مكروه وفاسد الانسان الشارب الاثم كالماء "(أي 14:15). وسأل ايضا اليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا" ؟ (أي33:9). ولكن ايوب عندما رأى مسبقاً, آلام المسيح الفدائية على الصليب (اقرأ أي ص 16) عندها كتب في سفره , بلسان صديقه اليهو, عن قيمة فداء الانسان الخاطي فوصفه بقوله : " إن وجد عنده مرسل وسيط واحد من ألف ليعلن للانسان استقامته, يترأف عليه ويقول اطلقه عن العبور الى الحفرة قد وجدت فدية . يصير لحمه أغض من لحم الصبي ويعود الى ايام شبابه. يصلي الى الله فيرضى عنه ويعاين وجهه بهتاف فيرد الى الانسان بره. يُغنِّي بين الناس فيقول قد اخطأت وعوَّجت المستقيم ولم أجازى عليه. فدى نفسي من العبور الى الحفرة فترى عيناي النور" (اي23:33-28)الخ. انطلاقاً من هذا المقطع الصغير الذي قرأناه من سفر أيوب بالذات : نستطيع ان نسأل نفوسنا والآخرين ايضا, الذين لا يثقون في خلاص المسيح الكامل على الصليب, والآني المجاني. نقول لمثل هؤلاء : ان كان هذا الانسان الخاطي, بعد ان استحصل على وساطةٍ هي واحدٍ من الف كما قرأنا اعلاه , وذلك بعد ان أخطأ وعوج المستقيم استطاع ان يغني بين الناس ويقول قد أخطأت وعوجت المستقيم ولم أجازى عليه. فدى نفسي من العبور الى الحفرة فترى عيناي النور. فبالاحرى كثيرا جدا ان نُغنِّي نحنُ الذين لنا وسيط كامل, وشفيع دائم , هو الرب يسوع المسيح, وقد فدى نفوسنا. ليس من العبور الى الحفرة فقط, بل من العبور الى جهنم ذاتها. ان المعنى الاعمق في هذا يكمن في اننا نحن اعضاء جسد المسيح الفادي , مبررين نظيره. فقد حفظنا به الناموس بكامله دون لائمة. ونلنا رضى الآب القدوس بابنه يسوع المسيح. "الذي صار لنا من الله حكمة وبرًّا وقداسة وفداء" ( 1كو30:1). وإننا الآن قديسون مئة بالمئة . ومتأكدون من اننا ذاهبون مع رأسنا المسيح ,الىالمجد الابدي. الذي سبق واعده لنا من قبل تأسيس العالم .لاننا نحن فيه وهو فينا وبتعبير رسوليٍّ اوضح . لقد اصبحنا مع رأسنا المسيح مسيحاً واحدا فقط لا غير. "لاننا بعد ان قبلنا فدائه وكفارته على الصليب اصبحنا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه"(اف 30:5). وقد أعلنها الرب يسوع المسيح لتعزيتنا في حديثه مع الآب قائلا : "ولست اسأل من اجل هؤلاء فقط"- مشير بعبارة هؤلاء الى تلاميذه الرسل- " بل أيضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم . ليكون الجميعُ واحدًا كما انكَ انت ايها الآب فيَّ وانا فيك ليكونوا هم أيضا واحدًا فينا ليؤمن العالم انكَ أرسلتني وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد. انا فيهم وانت فيَّ ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتني واحببتهم كما احببتني" يو20:17-23). لقد صلى الرب يسوع المسيح هذه الصلاة الشفاعية ليس من أجل رسله فقط كما قرأنا اعلاه, بل من أجل الذين يؤمنون به بكلامهم "(العدد20). وقد صلى ايضا قائلا: "ايها الآب أريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم" (راجع يو17 :24). ان ما جاء في صلاة الرب يسوع المسيح الشفاعية لاجلنا, لمما يبهجنا ويعزي نفوسنا, ويُطمئِنُنا من اننا ذاهبون الى المجد الابدي مع سيدنا المسيح , دون شك اوخوف من ابالسة الجحيم وعملائهم, في هذا العالم. باتِّهامنا باطلا بالادعاء والكبرياء. فان المؤمن الحقيقي وهو في المسيح يسوع, يستطيع ان يعلنها على الملا, بكل اعتزاز وافتخار وفم مفتوح, وأعطاء المجد للرب أنه قديس . وهو ذاهب الى المجد الابدي مع رأسه المسيح. آمين ثم آمين . القداسة التي بدونها لن يرى احد الرب لنلاحظ هنا : فانه مكتوب : "كونوا قديسين لاني انا قدوس" (لا26:20و1بط15:1) . ومكتوب ايضا: "اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب, ملاحظين لئلا يخيب احد من نعمة الله" (عب 14:12و15). وقد انذر الرب يسوع المسيح تلاميذه قائلا : "فاني اقول لكم انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات" (مت20:5). واخيرا يقول الرب ابضا "فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل" (مت 48:5). هنا يبرز أكثر من سؤال واحد: ماذا يترتب علينا عمله لكي نكون قديسين ويزيد برنا على الكتبة والفريسيين. او ما معناه ان نكون كاملين كما ان ابانا الذي في السموات هو كامل لكي نستطيع ان ندخل ملكوت السموات ونعاين الله ؟ . سوى ان نموت للناموس بجسد المسيح لكي نصير لآخر للذي قد اقيم من الاموات لنثمر لله "(راجع رو 4:7), وهذا ما فعله الرسول بولس وسائر الرسل القديسون ايضا. فاننا نقرأ ان الرسول بولس, وهو الذي ادَّعى قبلا ,عندما كان تحت الناموس, انه بلا لوم. أماعندما تعرف بولس على الرب صرَّح قائلا :" ما كان لي ربحا فهذا قد حسبته لاجل المسيح خسارة ". وزاد قائلا: "اني احسب كل شيء خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي" (راجع في (6:3-10). ويزيد ايضا موضح فيقول: "لانه لما كنا في الجسدكانت اهواء الجسد تعمل في اعضائنا لكي نثمرللموت واما الآن فقد تحررنا من الناموس . اذ قد مات الذي كنا ممسكين فيه حتى نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف".(راجع رو5:7و6)). وان سأل سائلٌ لماذا ناموس موسى إذاً ؟ . لمثل هذا الانسان, يجاوب الرسول نفسه : "قد زيد بسبب التعديات الى ان يأتي النسل, الذي قد وُعد له مرتَّباً بملائكة بيد وسيط" (غل19. كنا محروسين تحت الناموس مغلقا علينا يتابع الرسول بارشاد الروح القدس فيقول : "لانه لو اعطي ناموس قادر ان يحيي لكان بالحقيقة البر بالناموس. لكن الكتاب أغلق على الكل تحت الخطية ليعطي الموعد من ايمان يسوع المسيح للذين يؤمنون. ولكن قبلما جاء الايمان كنا محروسين تحت الناموس مغلقا علينا الى الايمان العتيد ان يعلَن. إذاً قد كان الناموس مؤدبنا الى المسيح لكي نتبرر بالايمان . ولكن بعدما جاء الايمان لسنا بعد تحت مؤدب. لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع. لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح…فان كنتم للمسيح فأنتم إذاً نسل ابراهيم وحسب الموعد ورثة" (راجع غل19:3-29). يا أباَ الآب ان المعرفة الخاطئة التي وصلت الينا عن الله في القديم, مع عدم اللجوء الى كتبه وأنبيائه لكشف الحقائق, قد جعلت من الله مجهول الهوية . فأصبحنا نتصور الله الكلي القدرة والغير منظور, هو إله مخيف لدرجةٍ ان البعض من البشر ابتدأوا يقدمون اولادهم ذبائح لمرضاته. اما الان إذ ارسل الله ابنه الوحيد وكلمته الى العالم, فقد تبلورت الامور وأُعلنت الحقائق الالهية للبشر. فان هذا الاسم المخيف الله, الكلي القدرة, ساكن الاعالي, قد اصبح بالنسبة لنا, اسما محبوبا. انه الآب المحب الكلي القدرة. القريب من الذين يدعونه بالحق. لدرجةٍ فيها نستطيعُ ان نصرخَ اليه مع ابنه الوحيد, قائلين : "يا أباَ الآب" (راجع إنجيل مرقس36:14). وقد نُقلت إلينا هذه العبارة "يا أباَ الآب",كما جاءت أصلا في اللغة الآرامية لإطمئناننا. لأنها تحمل معنىً للأبوةِ والبنوةِ لا يوجد في اللغات الآخرى.جميعها لهذا نفلت كما هي الى كل البشر. ويقول الوحي المقدس ايضا: "ثم بما انكم ابناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكمصارخا يا أباَ الآب" (راحع ايضا الانجيل غل6:4). لقد اختبرنا بالمسيح, ان الله المخيف الكلي القدرة, اسمه الآب المحب الكلي القدرة. ففي ظهور ابنه في الجسد قد انتفى الخوف وبطل القول انه الاله المخيف الغير منظور. وقد اصبحت علاقتنا مع الهنا متبادلة. فبدلا من ان يخيفنا هو اصبحنا نخافه نحن. وهكذا فقد اصبحت العلاقات المسيحية مع الله قوية مبنية على حب متبادل. يقول المسيح في صلاته الشفاعية لاجلنا: "انا أظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني من العالم "كانوا لك فاعطيتهم لي وقد حفظوا كلامك...من أجلهم أنا أسأل.لست أسأل منأجل العالم بل من أجل الذين أعطيتني لأنهم لك...أيها الآب القدوس إحفظهم في إسمك ال>ي أعطيتني الذين اعطيتني ليكوزوا واحدا كما نحن...لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير...قدسهم في حقك.كلامك هو حق.كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم...ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط بل ايضا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم.ليكون الجميع واحدا كما إنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم إنك أرسلتني.وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما إننا نحن واحد.أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحد وليعلم العالم إنك أرسلتني وأحببتهم كماأحببتني.أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا المجد الذي أعطيتني لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم.أيه الآب البار إن العالم لم يعرفك.أما أنا فعرفتك وهىلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني". ويختتم الرب المسيح صلاته لأبيه السماوي بقوله:"وعرَّفتهم اسمك وسأعرِّفهم ايضا ليكون فيهم الحب الذي احببتني به وأكون أنا فيهم" (يو6:17).(راجع انجيل يو6:17-26 ) . الذين سبق الله فعرفهم سبق فعينهم إن الاختيار المسبق من قبل الله للانسان المؤمن بالمسيح, لهو من أعظم مواضيع الكتاب المقدس واخطرها على الاطلاق . وهو ايضا الموضوع الذي قد أسيء فهمه من الكثيرين الى هذا اليوم , وقد اضل الكثيرين ايضا. فعلاوة على اتهام الله,من غير المؤمنين, بالمحاباة واللامبالات وهو منزه عنها سبحانه. نراهم ايضا ينسبون اليه القساوة وعدم المحبة والشفقة , وهو المحب الرحوم. اذ يعتبرون انه ما دام امر اختيار المخلصين بالمسيح يرجع لله الذي اختارهم قبل تأسيس العالم , وليس للانسان, فلماذا يلوم بعد ؟؟. وما هو ذنبنا ؟. لانه من يقاوم مشيئته. إذا هو يرحم من يشاء ويقسي من يشاء (راجع رو18:9و19). ولكن اذ نأتي الى نوركلمة الله وإعلاناته, نرى ان للانسان الدور الرئيسي في هذا الاختيار المسبق من الله . فاننا نقرأ في رسالةرومية الاصحاح الثامن : "ان الذين سبق الله فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين . والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم ايضا. والذين دعاهم فهؤلاء بررهم ايضا وحده. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم ايضا" (راجع رو28:8-30). ففي هذا الإطار , نرى ان الامر يرجع بالكلية الى الناس الذين يريدون, او لا يريدون, ان يكونوا مشابهين صورة ابنه وليس لله نفسه."الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون"(1تي4:2). "ومكتوب ايضا: "لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم" (راجع يو 14:3-21). بالنتيجة نرى في النهاية, ان اللائمة كلها تقع على الانسان وليس على الله, بحجة معرفته المسبقة لاولاده المخلَّصين بالمسيح. فاننا قد قرأنا اعلاه: ان الذين سبق الله فعرفهم سبق فعينهم., وقد جاء المسيح ليجمع هؤلاء الذين رأى انهم سيتجاوبون مع دعوة الله الى واحد (راجع يو52:11). ويقول الوحي بلسان داود مخاطب الرب: "لكي تتبرر في اقوالك وتزكو في قضائك"–(راجع مز4:51.أو "وتغلب متى حوكمت"(رو4:3) . ومن جهة أخرى نرى ان الله في معرفته المسبقة للاحداث, يرينا من جديد محبته الفائقة لبني البشر وطول اناته عليهم .كما يكتب بذلك الرسول بطرس "ان الرب يتأنى علينا وهو لا يشاء ان يهلك أناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة" (راجع 2بط9:3). ومن جهة ثانية نرى ان هؤلاء الناس الذين يتأنى الرب عليهم , هم الذين يرى في علمه السابق , ان من نسلهم سيأتي بعد اولادا يصيرون بايمانهم مشابهين لصورة ابنه يسوع المسيح, فتكون اسمائهم ايضا منذ القديم, قذ كتبت ايضا في سفر الحياة . وان الله من شدة محبته للبشر يتأنى على الكل الى مجيئه. وإرادته ان الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون (تي4:2) الخ. وهذا الاختيار المسبق من الله للمولودين ثانية بالمسيح آدم الثاني والاخير, فهو اختيار ابدي لميراث حي , "لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لاجلنا" (راجع1بط3:1-5). في هذا ايضا قال الرب : "خرافي تسمع صوتي وانا اعرفها فتتبعني. وانا اعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى الابد ولايخطفها احد من يدي" (يو27:10-28). وقال ايضا لمرثا اخت لعازر الميت : "انا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت الى الابد. اتؤمنين بهذا,قالت له مرثا نعم يا سيد". فيا ليت جميع الناس يأتون الى الرب, فيكون لهم هذا التأكيد بالرجاء المبارك, فيصرخون من كل قلوبهم مع مرتا: نعم يا سيد نؤمن بهذا (راجع يو23:11-27). وقد قال الرب ايضا : "لأن هذه هي مشيئة الذي ارسلني ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير" (يو40:6). يكتب يوحنا في رسالته مزيدا لتعزيتنا وانذارنا في آن واحد فيقول:"من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه . من لا يصدق الله فقد جعله كاذبا لانه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. وهذه هي الشهادة ان الله اعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (1يو10:5-12). ان المؤمن الذي ولد ثانية من المسيح, آدم الجديد, وتُبنِّيِّ للآب السماوي سبحانه, سوف لا يخسر بنوته وميراثه الابديين مطلقاً. فانه لهذا قد جاء ابن الله, لفداء الانسان وإعطائه تأكيدا بالحياة الابدية لكل من يؤمن به . هذا ما تصرح به كلمة الله الأمينة الصادقة . حياة جديدة افضل فان المؤمن الذي مات ودفن مع المسيح , فقد قام معه الى حياة جديدة افضل (راجع رو1:6-14). واصبح تحت تبكيت الروح القدس وارشاده المباشر. بعيدا كل البعد عن الحياة القديمة. التي كان فيها تحت وصايا موسى وفرائضه ولعنته (راجع تث ص27و28), وقدكانت بجملتها موضوعة الى وقت الاصلاح (راجع عب 9 :10 و10: 22). فان كل ما جاء به ناموس موسىكان موقوتا بمجيء المسيح (راجع عب 13:9و14). لهذا يكتب الرسول بولس : "اذاً قد كان الناموس مؤدبنا الى المسيح لكي نتبرر بالايمان. ولكن بعد ما جاء الايمان لسنا بعد تحت مؤدب" (غل24:3-25). البعض منطبيعة ناموس موسى وعمله يشرح الرسول بولس شيئا عن طبيعة الناموس وبعضا من عمله في كلمة الله فيقول. "لان بالناموس معرفة الخطية"(رو20:3). وقوله ايضا "لان الناموس ينشيء غضبا إذ حيث ليس ناموس ليس ايضا تعد"ٍ ( رو15:4)."وان الخطية لا تحسب ان لم يكن ناموس" (13:5).وقوله ايضا:"واما الناموس فقد دخل لكي تكثر الخطية" (رو20:5). "وانه باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امام الله". ولانه "لما كنا في الجسد كانت اهواء الخطايا التي بالناموس تعمل في اعضائنا لكي نثمر للموت. واما الآن فقد تحررنا من الناموس إذ مات الذي كنا ممسكين فيه حتى نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف". وزاد الرسول الامر توضيحا فكتب : "لم اعرف الخطية الا بالناموس . فأنني لم اعرف الشهوة لولم يقل الناموس لا تشتهي. ولكن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية انشأت فيَّ كل شهوة. لان بدون الناموس الخطية ميتة. أما انا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمت انا .فوجدت الوصية التي هي للحياة هي نفسها لي للموت. لان الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية خدعتني بها وقتلتني ". ويختم الرسول بقوله: "اذا الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة. ويسأل الرسول قائلا: فهل صار لي الصالح موتا .حاشا...بل لكي تصيرالخطية خاطئة جدا بالوصية (راجع رو5:7-11).. لهذا يكتب رسول العبرانيين : "فانه يصير إبطال الوصية السابقة من اجل ضعفها وعدم نفعها. إذ الناموس لم يكمل شيئا.ولكن يصير إدخال رجاء افضل به نقترب الى الله" "وعلى قدر ذلك قد صار يسوع ضامنا لعهد افضل"(عب18:7-23). ينتهي الرسول بالقول: "ان الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة" (رو14:6). ويتابع قائلا :" فماذا اذا . انخطيء لاننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة. حاشا…فانكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم احرارا من البر فأي ثمر كان لكم حينئذ من الامور التي تستحون بها الآن . لان نهاية تلك الامور هي الموت. واما الآن اذ اعتقتم من الخطية وصرتم عبيد لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة ابدية" (رو 20:6). في الرسالة الى كولوسي يكتب رسول الامم بولس ايضا : "واذ كنتم امواتا في الخطايا وغلف جسدكم احياكم معه مسامحا لكم بجميع الخطايا.اذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب" (راجع كو12:2-15). وتابع الرسول قائلا: "فلا يحكم عليكم احد في اكل او شرب او من جهة عيد او هلال او سبت التي هي ظل الامور العتيدة واما الجسد فللمسيح. راغبا في التواضع وعبادة الملائكة متداخلا في ما لم ينظره منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي وغير متمسك بالراس الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط متوازرا ومقترنا ينمو نموا من الله" (كو16:2-19). ويتابع الرسول يؤكد شرطية موتنا وقيامنا مع المسيح , للانتقال من ملكوت الظلمة الى ملكوته, ناصح ايانا بعدم الاصغاء الى البشر فيقول : "اذاً ان كنتم قد متم مع المسيح عن اركان العالم فلماذا كانكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض لا تمس ولا تذق ولا تجس. التي هي جميعها للفناء في الاستعمال.حسب وصايا وتعاليم الناس.التي لها حكاية حكمة بعبادة نافلة"-أي زائدة-"وتواضع وقهر الجسد ليس بقيمة ما من جهة اشباع البشرية" (كو20:2-23). حياتنا هي مستترة مع المسيح في الله يتابع الرسول : "فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الارض. لانكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله . متى أظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم ايضا معه في المجد" (كو4:3-4) . لهذا يحذرنا الرسول قائلا :"انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب اركان العالم وليس حسب المسيح" (كو8:2). قد متم للناموس بجسد المسيح واخيرا يكتب الرسول : "ان الناموس يسود على الانسان ما دام حياً. فان المرأة التي هي تحت رجل"-أي متزوجة برجل-"هي مرتبطة بالناموس"-اي بالزواج-"بالرجل الحي. ولكن ان مات الرجل فقد تحررت من ناموس الرجل. وهي حرة في ان تصير لرجل آخر(راجع رو3:7). يتابع الرسول: "اذا يا اخوتي انتم ايضا قد متم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر للذي اقيم من الاموات لنثمر لله" (راجع رو1:7-6). فكأني بالرسول بولس في هذا المثل يريد ان يبيِّنَ لنا أننا بحسب الطبيعة نحن مرتبطون بناموس الله , الذي يمثل كماله وعدالته,كما ترتبط المرأة الأمينة بزوجها الأمين والقديس العادل . وان هذا الزوج بسبب صفاته الكاملة هذه, فهو يحاسب زوجته عن كل شاردة وواردة . وهذا الزواج حسبما يكتب الرسول هنا هو زواجٌ غير موفق البتة. بسبب ضعف الزوجة البشري , وهي تمثل الكنيسة, وقدسية الزوج الكامل, ويمثل بدوره ناموس الله الكامل. فقد رأى الرسول ان زواجا كهذا سيقود حتماً, عاجلا ام آجلا, الى الهلاك الابدي . وقد رأى ايضا انه لا يمكن التحرر من هذا الزواج وفك روابطه , دون ان يموت احد الطرفين . وحيث ان ناموس الله, وهو يشير الى طبيعته وقداسته وعدله, لا يمكن ان يموت, فعلى الزوجة اذًا , وهي تمثل هنا كنيسة المسيح , ان تموت بجسسد المسيح وتقوم معه الى حياة افضل. تستطيع فيها ان تعيش وتثمر لله . بعيدة كل البعد عن زوجها الاول ,الناموس . ينتهي هنا الرسول بالقول : "اذا يا اخوتي انتم ايضا قد متم للناموس بجسد المسيحلكي تصيروا لآخر للذي اقيم من الاموات لنثمر لله"(راجع رو1:7-6). ان المعنى الاعمق في هذا يكمن في اننا, نحن المؤمنون بالمسيح , قد متنا للناموس بجسد المسيح. فقدحملنا المسيح كجسده, وسار بنا حافظٌ الناموس كل الطريق. الى صليب الجلجثة. حيث هناك صلبنا بصليبه ومتنا بموته.من ثم دفنا معه وقمنا بقيامته ابرارا كاملين وقديسين نظيره. لاننا جسده (رو25:4). ففي هذه الحالة فقط نكون فديسين, لانه هو القدوس. وكاملين, لان ابانا الذي في السموات هو الكامل . ويكون برنا قد زاد اضعافا عن الكتبة والفريسيين الذين يدَّعون خطأ انهم بلا لوم امام الله والناس (راجع في (6:3). وهذا العمل الذي قام به المسيح آدم الثاني والاخير,كان عمل رئيس الكهنة في عهد الناموس والهيكل الحرفي كرمز له, مع الفارق العظيم. اذ انه كان حاملا على الدوام شعب اسرائيل في شخصه. ممثلا بالجواهر الاثنتي عشر التي كانت مرصعة على صدرته وكتفيه, ويسير بها الى قدس الاقداس في هيكل الله. حيث هناك على غطاء تابوت العهد,يوجد كرسي الرحمة. هناك كان رئيس الكهنة يقدم البخور والدم للتكفير عن خطايا الشعب الذي يحمله . وهذه جميعها كانت رموزا تكلم عنها الانبياء وبلَّغتها الملائكة ونادى بها الرسل وحملت الانجيل وما يزالون الى اليوم الى مجيء الرب وانقضاء الدهر. ابطل الموت وانار الحياة والخلود ان الله من محبته قد خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى اعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي اعطيت لنا قبل الازمنة الازلية". ويتابع الرسول : "وانما قد اظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت وانار الحياة والخلود بواسطة الانجبل" (راجع2تي9:1و10). ان هذه العبارة , ابطل الموت وانار الحياة والخلود هي وعد بالبقاء الابدي بالشركة مع الآب والآبن والروح القدس التي ليس بعدها فراق. لان الذي قبل المسيح مخلصاً قد اصبح واحدا في المسيح وخالدا نظيره . وسوف لا يعتريه فساد او سقوط او انفصال مطلقا (راجع رو38:8) الخ . قان الملائكة القديسين, وهم خدام الرب ومفدييه معرضون للسقوط عند القيام باي عمل لا يوافق مشيئة الله. اما نحن البشر اولاد آدم, فاننا خلقنا في الاصل على صورة الله ومثاله. وقد كشف لنا المسيح بفدائه العجيب عن هُويَّتنا الخالدة المفقودة وارجعها لنا يكتب داود قي احدى ترنيماته عن المسيَّا وعهده الجديد فيقول: "الله قائم في مجمع الله.بين الآلهة يقضي". ويتابع في العدد السادس فيقول : "انا قلت انكم آلهة وبنو العلي كلكم. لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون" (راجع مز82). في هذا يتكلم داود كعادته عن المسيح والكنيسة انها مجمع الله , والرب قائم يقضي في وسطها (راجع ايضا مز5:89-7ورؤ4:20)الخ. ويجتمع الرب فيها مع اخوته وابنائه البررة , الذين قد بررهم ودعاهم دعوة مقدسة وجعلهم آلهة نظيره.هذا, لأن المسيح في تجسده على الارض قد اشترك مع البشر في طبيعتهم, وشارك المؤمنين به في طبيعته,الآلهية الخالدة . يكتب الرسول بطرس : "ان الله قد وهب لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة, اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة لكي نصير بها شركاء الطبيعة الالهية " (2بط4:1). ويرنم داود مخاطب اصله وذريته المسيح الملك فيقول:"السموات تحمد عجائبك يا رب-يهوه- وحقك ايضا في جماعة القديسين . لانه من في السماء يعادل الرب-يهوه-. من يشبه الرب بين ابناء الله. اله مهوب جدا في جماعة القديسين وحقك من حولك. انت متسلط على كبرياء البحر. عند ارتفاع لججه انت تسكنها" (مز 7:89-12). فان المؤمن الحقيقي الذي تخلَّصَ مرة بالولاده الجديدة, من المسيح آدم الثاني والاخير, فلا خوف عليه البتة من ان يُحرم من ميراثه الابدي. فان وعود المسيح الصادقة والامينة كفيلة بان تقوي فينا كل ضعف بشري , وتحمينا من مكايد ابليس وفخاخه. ومن السنة الناس الغير مؤمنين وما شابه. فإن الرب هوالذي وعد وقال:"خرافي تسمع صوتي وانا اعرفها فتتبعني. وانا اعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى الابد ولايخطفها احد من يدي" (يو27:10-28). الله لا يرفض شعبه ولا يترك ميراثه قد يضعف المؤمن المسيحي احيانا لسببٍ بشريٍّ معَّينٍ , ويحيد عن الطريق السويّ , ولكنَّ راعي الخراف العظيم , يحمله على كتفيه ويأتي به في كل مرة من جديد. وذلك, الى "سبعين مرة سبع مرات "(راجع مت21:18-22). تارة ينخسه نخسات التأديب الحنونة , وتارة اخرى بوسيلة حبية اخرى تكون اشد قساوة من تلك, ذلك لكي يرجعه الى طريق الحظيرة الضيق خوفا عليه من الضياع بين الكثيرين في الطريق الواسع . وان استمر هذا المؤمن في البعد عن القطيع واللامبالات , تأتي حينذاك الضربات الموجعات, والتأديبات القاسيات, والمرور في بوتقة النار والصعوبات. من عزلٍ من شركة القديسين, وضيقٍ بالروح المؤمنة, وما شابه ذلك. فان المؤمن الروحي الصحيح, الذي ذاق العشرة مرَّة مع الرب, لا بد وان تحن احشائه, ويرجع اليه سريعا , قبل فوات الاوان. يقول داود :"طوبى للرجل الذي تأدبه يا رب وتعلمه من شريعتك, لتريحه من ايام الشر… لان الرب لا يرفض شعبه ولا يترك ميراثه (راجع مز12:94-14). تأديباً يأدبني الرب والى الموت لا يسلمني فانه مكتوب : لانه قد وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة (عب 27:9). لهذا يسمح الرب بتأدبنا في هذه الحياة, لكي نشترك في قداسته . لئلا يداهمنا الموت فندان ساعتئذ مع الناس وبئس المصير. لذا يقول داود : "تأديباً يأدبني الرب والى الموت لا يسلمني" (مز 18:118). يتكلم الرب مع نبيِّهِ داود مؤكد صدق مواعيده له وانها ثابتة الى الدهر والابد فيقول: "الى الدهر احفظ له رحمتي وعهدي يثبَّتُ له…ان ترك بنوه شريعتي ولم يسلكوا باحكامي, ان نقضوا فرائضي ولم يحفظوا وصاياي, افتقد بعصا معصيتهم وبضربات إثمهم. أما رحمتيفلا انزعها عنه ولا اكذب من جهة امانتي. لا انقض عهدي ولا اغير ما خرج من شفتيَّ " (راجع مز30:89-37)الخ. كما في العهد القديم كذلك في الجديد ايضا واذ ننتقل الى العهد الجديد نرى ايضا بعضا من هذه الامراض الروحية الخبيثة والضعفات. والرقاد الروحي احيانا بين اولاد الله. ونرى معها ايضا تأديبات الله الصارمة وإنذاراته, ونتائجها المفرحة احيانا. فاننا في وسط الغيوم السوداء نرى الشمس المشرقة للانسان المؤمن, حتى لا يفقد الامل من خلاصه, في هذا المشوار الطويل احيانا. كتب الرسول بولس الى كنيسة كورنثس : حسب نعمة الله المعطاة لي كبناء حكيم قد وضعت اساسا وآخر يبني عليه. ولكن فلينظركل واحد كيف يبني عليه. فانه لا يستطيع احد ان يضع اساسا آخر غير الذي وضع الذي هو يسوع المسيح. ولكن ان كان احد يبني على هذا الاساس ذهبا فضة حجارة كريمة خشبا عشبا قشا فعمل كل واحد سيصير ظاهرا لان اليوم سيبينه. لانه بنار يستعلن وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. ان بقي عمل أحد قد بناه عليه فسيأخذ أُجرة . ان احترق عمل احد فسيخسر واما هو فسيخلص ولكن كما في نار (1كو10:3-15). وإن الرسول بولس بعد ان سمع ان هناك خطيئة شنيعة في الكنيسة عينها,كورنثوس , يكتب الى المسئولين فيها فيقول: "كان ينبغي مثل هذا ان يسلم الى الشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب" (راجع 1كو5:6). أي كان ينبغي لمثل هذا الانسان المؤمن , ان يُقطع وقتيا من الشركة المسيحية الروحية, ويُسلَّمُ من جديد الى العالم ورئيسه, الشيطان" (يو 12: 31). الى ان يعود الى نفسه بعد تأديبه من الرب وتوبته فتخلص الروح في يوم الرب. الا ان هذا الانسان يكون قد خسر فرحه المسيحي والشركة الاخوية في حضرة الرب لبعض الوقت. وهذه ستكون له سببا رئيسيا لخجله في يوم المسيح .يكتب الرسول يوحنا والآن ايها الاولاد اثبتوا فيه حتى اذا اظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه. ان علمتم انه بار هو فاعلموا ان كل من يصنع البر مولود منه "(1يو 28:2) اعرف انسانا قد وصل الى هذه الحالة من الضعف والموت الروحي . وعندما قطعته الكنيسة بكى ورجع في الحال الى الرب, والى الشركة مع الاخوة. وقد وبخ الرسول بعضا من هؤلاء , في الكنيسة المذكورة,كورنثس, لسوء استعمالهم فريضة العشاء الرباني إذ يقول لهم: "من اجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون"-أي فاترين ومائتين روحياً-." ويتابع الرسول: لاننا لوكنا قد حكمنا على انفسنا لما حكم علينا. ولكن اذ قد حكم علينا نؤدب من الرب لكي لا ندان مع العالم" (1كو30:11و31). ان الذي يحبه الرب يؤدبه يكتب صاحب رسالة العبرانيين الى الضعفاء والمرضى في الكنائس المسيحية, وبنوع خاص الى اليهود منهم فيقول: "قد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين يا ابني لاتحتقر تأديب الرب ولا تخر اذا وبخك. وان الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله. إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين.فإي ابن لا يأدبه أبوه. ولكن ان كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فانتم نغول لا بنون .ثم قد كان لنا آباء لأجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم. افلا نخضع بالاولى جدا لابي الارواح فنحيا.لان أُولئك أدبونا اياما قليلة حسب استحسانهم.وأما هذا فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته.ولكن كل التأديب في الحاضر لا يرى انه للفرح بل للحزن. وأما أخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام" .يتابع رسول العبرانيين يقول : "لذلك قَوِّموا الايادي المسترخية والركب المخلَّعة. واصنعوا لارجلكم مسالك مستقيمة لكي لا يعتسف الاعرج بل بالحري يشفى" . راجع الرسالة الى العبرانيين (4:12-15). ويكتب يوحنا الرسول بدوره الى المؤمنين بالمسيح مشجع فيقول:"وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الابدية…والآن ايها الاولاد اثبتوا فيه حتى اذا أظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه. ان علمتم انه بار هو فاعلموا ان كل من يصنع البر مولود منه" (راجع 1يو24:2-29). |
||||
16 - 11 - 2015, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 9986 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طريق المسيح لخلاص كل الناس والآن بالاتكال على هداية وبركة القدير نتقدم لشرح كيفية الخلاص الذي صنعه الرب يسوع لبني البشر وذلك بناءً على ما ورد في أسفار العهد القديم والعهد الجديد ,مع العلم بأن كثيراً من طرق الله العجيبة تخفى عن عقولنا المحدودة ,حيث أننا لا نقدر أن نعلم شيئاً من المقاصد الإلهية إلا ما شاء أن يعلنه لنا, وبما أنه منحنا عقولاً للفحص والتحري فيجب أن نستعملها في ما يعود بالمجد لذاته العلية, وإذ أنعم علينا بإعلان طريق الخلاص فيسره أن نتأمل في إعلانه باحترام إلى أن نفهم ما استطعنا فهمه بحسب عقولنا القاصرة - 1تس 5 :21 - ولا يتوقف خلاصنا على مقدار ذكائنا بل على حقيقة إيماننا بمخلص العالم, إن الله من فيض محبته وكثرة رحمته تعطف علينا فأعد خلاصاً للخطاة بواسطة ربنا يسوع المسيح ,كما هو واضح في أسفار العهد الجديد ,ومن أمثلة ذلك ما ورد في - لوقا 19 :10 ويو 3 :16 و2كو 5 :19 و21 و1تي 1 :15 و1بط 2 :21-24 و1يو 2 :12 و4 :9 و10 - أما كون الخلاص قد تهيأ بهذه الكيفية فهو حقيقة راهنة ,فيلزمنا الآن أن نجتهد لنفهم طريقة الوصول إلى الخلاص بالمسيح ,وكيف صحَّ أن تُسند إليه تلك الألقاب العالية في هذه الآيات وغيرها ,مما يؤكد لنا سمو طبيعته ,وأنه متوفرة فيه الشروط المذكورة في خاتمة الفصل الثالث, وتخبرنا الكتب المقدسة أن الله بحسب محبته الغير المحدودة ورحمته الغير المتناهية قصد من الأزمنة الأزلية أن يصنع هذا الخلاص - أفسس 3 :2 و1 بط 1 :18-21 ورؤ 13 :8 - فأنبأ على ألسنة أنبيائه في العهد القديم مبيّناً السبط والبيت الذي يخرج منه المخلّص ,وزمان ظهوره ,والكيفية التي يباشر بها خدمته بين الناس, كما أنه أنبأ برتبته وطبيعته وجميع متعلقات عمله الفدائي العظيم ,حتى أنه منذ العصور الأولى - أي من قبل ظهوره بمئات السنين - عرف بعضهم هذه المواعيد المباركة وآمنوا بها وانتظروا بفرح واشتياق ذلك المخلّص العظيم, ومنهم آدم أبو الجنس البشري فإنه علم من الله بقدوم المخلص وأنه سيكون قديراً بحيث يستطيع أن يسحق رأس الحية ,بمعنى أنه يستطيع أن يظفر بإبليس ويعتق الإنسان من عبوديته ومن الخطية - تك 3 :14 و15 -وقد رأينا في الفصول الماضية أن الله وعد إبراهيم أن بنسله تتبارك جميع قبائل الأرض - تك 22 :18 - وتشهد أسفار العهد الجديد أن ذلك النسل إنما هو المسيح - غل 3 :16 -ثم أنبأ على لسان موسى أن ذلك المخلّص يكون نبياً عظيماً يقوم من وسط إسرائيل - تك 17 :19 و21 و28 :14 - وأنه يعلّم الشعب طريق الله وإرادته - تث 18 :15 و18 و19 -وأما كون هذا النبي العظيم هو المسيح فقد صار أمراً معلوماً بشهادة ذلك الصوت الصادر من السماء يأمر الناس بالاستماع إليه - مت 17 :5 ومر 9 :7 - وهذا على وفق قول الله لموسى إن الإنسان الذي لا يسمع لما يتكلم به ذلك النبي فهو تحت طائلة قصاص صارم بالضبط ثم جاء داود وتنبأ عن هذا المخلّص ,وأنه سيأتي من ذريته ويدوم مُلكه إلى ما لا نهاية - 2 صم 7 :16 ومز 89 :3 و4 و27 و28 و29 و35 و36 و37 وإش 9 :6 و7 و11 :1 وإر 23 :6 و33 :15 و16 و17 و20 و21 و25 و26 قارن بما ورد في يوحنا 12 :24 . وجاء في تك 49 :10 أن المملكة لا تزول من سبط يهوذا حتى يأتي شيلون وهذا الاسم من ألقاب المسيح. وُلد يسوع من نسل داود - مت 1 :1 وأع 2 :30 و13 :22 و23 ورو 1 :3 - قبل التاريخ المسيحي المعروف بنحو أربع سنوات ,فيجب الإشارة هنا إلى أن المؤرخين أخطاوا في تعيين الوقت الذي وُلد فيه المسيح بالضبط ,إذ أخذوا ذلك عن راهب يُدعى ديونسيوس الصغير كان معاصراً للملك جوستينيان, وهذ الراهب أخَّر سهواً تاريخ ميلاد المسيح بضع سنوات غير أنه لا بأس من أن نعتمد على هذا التاريخ المتداول ,فنقول إن هيرودس الملك العظيم مات قبل تاريخ المسيح بأربع سنوات ,وكان يسوع حينئذ لا يتجاوز عمره السنتين كما يظهر من مراجعة - متى 2 :13 - وعند ذلك انقسمت مملكة اليهود أربعة أقسام ,ملك على أحدها المعروف باليهودية أرخيلاوس بن هيرودس, وفي السنة السادسة للميلاد خلعته الحكومة الرومانية ونفته من البلاد ,وأصبحت اليهودية ولاية رومانية بعد أن كانت مملكة مستقلة وإن كانت خاضعة للرومان, ومن ذلك الزمن إلى العصر الحاضر لم يكن لليهود ملك خاص ,وكان ذلك إتماماً لنبوة يعقوب بزوال قضيب الملك من يهوذا وأن اليهود أنفسهم أول المعترفين بذلك ,لأنهم كانوا يصرخون عند صليب المسيح قائلين : لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلَّا قَيْصَرُ - يوحنا 19 :15 -وهذا دليل صريح على إتيان المسيح ذلك الزمن, ثم أن المكان الذي كان ينبغي أن يولد فيه المسيح سبق الإنباء به على لسان النبي ميخا - مي 5 :2 -وتشير هذه النبوة إلى سمو مقام المسيح عن بني البشر ,إذ قيل عنه مَخَارِجُهُ مُنْذُ القَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ وقد ولد المسيح حيث أنبأ هذا النبي - مت 2 :1 و5 و6 -وأما أنه يولد من عذارء فقد دلّ عليه - تك 3 :15 - زاده دلالة - إش 7 :14 - وتم بالفعل كما في مت 1 :18-25 ولو 1 :26-38 وصادق عليه القرآن كما في سورة الأنبياء آية 91 وسورة التحريم 12, ومن جهة تعليمه واتضاعه وآلامه وموته وأيضاً الكفارة التي كان قاصداً أن يقدمها لفداء بني البشر كل ذلك سبق التخبير به قبل زمنه على ألسنة الأنبياء ,ونخص بالذكر منهم إشعياء النبي كما ترى في إش 42 :1-9 و61 :1-3 - قارن ذلك مع لو 4 :17-21 وإش 52 :13-15 و35 ومز 22 - وكذلك الوقت الذي كان مزمعاً أن يموت فيه قد تنبأ عند دانيال النبي وبيَّنه بوضوح كما ترى في دا 9 :24-26 فإنه يحسب من وقت خروج أمر أرتحششتا ملك الفرس بتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً ,وصدر ذلك الأمر في السنة السابعة من حكم أرتحششتا - عز 7 :1-7 - أي سنة 458 ق, م, فإن حسبنا تلك الأسابيع اليوم بسنة ,وأضفنا إليها الأسبوع الأخير الذي قيل إن المسيح يُقطع فيه ,وجدنا إتماماً لنبوة دانيال تلك المدة 490 سنة وهي توافق سنة 32 م, وقد مات المسيح حوالي ذلك الوقت ,وعلى الأرجح سنة 29 أو 30 م والخراب المنذر به أن يلحق مدينة أورشليم وهيكلها - دا 9 :25 و26 و27 - وقع عليها بعد موت المسيح بنحو أربعين سنة أي سنة 70 م حيثما هدمها تيطس القائد الروماني كما هو مدَّون في تاريخ يوسيفوس وغيره من المؤرخين الذين أصبحت أخبارهم مصدِّقة لما أنبأ به المسيح - مت 24 :21-28 ومر 13 :1-23 ولو 21 :5-24 -والضيقة التي كابدها اليهود في تلك الأيام - مر 13 :24 - لا زالوا يكابدونها اليوم ,فإنهم متفرقون على وجه الأرض يذوقون أصناف العذاب والمسلمون أنفسهم مشاهدون لما يحلّ بهم من النكبات ليس في بلادهم فقط بل وفي غيرها ولم تتم بعد أزمنة الأمم منذ استيلائهم على أورشليم إلى الآن - لو 21 :24 .( تذكر ان هذا الكلام كتب قبل مئة سنه من عام 1998 ) وفي أسفار الأنبياء شيء كثير من النبوات عن هذه الأمور مثل قيامة المسيح ,وصعوده إلى السماء ,وجلوسه عن يمين الله, ومن أمثلة ذلك ما ورد في - مز 16 :10 - بالمقارنة مع ما ورد في أع 2 :22-36 ومز 110 :1 ودا 7 :13 و14, وتنبأ دانيال أيضاً بأن مملكة المسيح ستتأسس في أيام سيادة المملكة الرابعة أي المملكة الرومانية - دا 7 :23 - كما زالت المملكة الرومانية وتمت فيها نبوة دانيال - تنظر دا 2 :34 و35 و44 و45 و7 :7 و9 و13 و14 و23 و27 -أما الممالك الأربع المشار إليها فهي مملكة بابل والفرس واليونان والرومان - دا 2 :37-45 و8 :20 و21 . ولما بلغ المسيح ثلاثين سنة من عمره - لو 3 :23 - أخذ يكرز بالبشارة كما يوضحه لنا الإنجيل ,ويجول يصنع خيراً ,فعمل معجزات باهرة : شفى مرضى وأخرج شياطين ووهب البصر للعميان والسمع للصم ,طهر البرص وجعل العرج يمشون ,وجاء ذلك موافقاً لما تنبأت به عنه أنبياء العهد القديم - إش 32 :1-5 و35 :3-6 و42 :1-7 و61 :1 و2 بالمقارنة مع متى 11 :4 و5 و12 :17-21 و21 :14 - - انظر سورة آل عمران 3 :43 - ومع أنه كان له هذا السلطان العظيم الذي به فعل المعجزات الباهرة لم يعمل معجزة واحدة لفائدته الشخصية ,ولا انتقم من أعدائه بل عاش فقيراً وضيعاً - متى 8 :20 - ولم يسع في طلب المجد والشرف الزائل قط, ولما أراد الشعب أن يُتوِّجوه ملكاً عليهم - يو 6 :15 - لم يقبل منهم ذلك, وبالجملة كانت أعماله بلا لوم وبدت حياته المقدسة تظهر لكل ذي عينين ,إلى أن قال مرة لمقاوميه : مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ - يو 8 :46 - وكل ما قالته عنه الأنبياء القدماء من حيث مجيئه الأول وحياته قد تمَّ, واختار المسيح من بين اليهود اثني عشر رسولاً هم الذين دربهم وعلّمهم الحق وأوصاهم أن يعلّموا الأخرين ,والأساس الذي بني عليه تعليمه هو أنه ابن الله, وقال ما معناه إن تلك البنوة هي بمثابة الصخرة التي سيبني عليها كنيسته - مت 16 :13-18 -ولما عرف الرسل أنه ابن الله وأنه المسيح المنتظر أخذ يعلّمهم درساً آخر عظيم الأهمية ,أنه ينبغي له أن يُصلب ويقوم من بين الأموات لخلاص البشر - مت 16 :21 ومر 8 :31 ولو 9 :22 - وكلّما دنت ساعة آلامه زادهم إيضاحاً بإنبائهم عن موته والكيفية التي يموت بها - لو 18 :31-34 -وقال لهم مرة إنه سيحتمل تلك الآلام ليس مرغماً بل بإرادته حباً ببني البشر حتى يمنحهم حياة أبدية - يو 6 :51 و10 :11-18 - إذا قبلوا هبة الله - رو 6 :23 - أي أن المسيح من أجل محبته الفائقة لبني آدم ورغبته في خلاصهم من خطاياهم سمح لليهود أن يقبضوا عليه ويسخروا به ويلكموه ويسلّموه ليد الحاكم الروماني بيلاطس والي اليهودية للجَلْد والصَّلْب - متى 26 :47-27 :56 ومر 14 :43-15 :1-14 ولو 22 :47-23 :49 ويو 18 :1-19 :37 - ويوافق ذلك ما تنبأ به داود في مز 22 وإش 52 :13-53 :12 منذ مئات السنين, وحكم بيلاطس على المسيح بالموت كمجرم مع أنه شهد له أنه بار - مت 27 :24 - وجرت العادة عند اليهود في ذلك الزمان أن يطرحوا جثث القتلى المجرمين في موضع يُدعى وادي ابن هنوم خارج أسوار أورشليم للحريق أو طعاماً للوحوش ,إلا أنهم لما صلبوا المسيح أخذ جسده تلميذ مُتخفٍّ يُدعى يوسف من الرامة ,رجل غني بموجب إذن من الوالي ,ودفنه في قبره الجديد الذي كان أعدَّه لنفسه - مت 27 :57-61 ومر 15 :42-47 ولو 23 :5-56 ويو 19 :37-42 - وكان ذلك على وفق نبوة إشعياء بالضبط - إش 53 :9 - حيث يصرح بأنه وإن يكن اليهود قصدوا أن يدفنوه مع الأشرار لأنهم أحصوه من جملتهم ,غير أنه عند موته دفنه ذلك الرجل الغني في قبر على حدته ,وعلى ذلك قوله وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ ,وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ - إشعياء 53 :9 . وكان قد تنبأ المسيح عن نفسه أنه يقوم من الموت في اليوم الثالث - مت 16 :21 و17 :23 و20 :19 ولو 9 :22 و18 :33 و24 :46 - وقد كان كما قال - مت 28 :1-10 ومر 16 :1-8 ولو 24 :1-43 ويو 20 و1 كو 15 :4 - وهذا يوافق نبوة داود في مز 16 :9 و10, وظهر بعد قيامته مراراً كثيرة لتلاميذه مدة أربعين يوماً - أعمال 1 :3 - وعلّمهم أن جميع ما حدث له لم يحدث اتفاقاً بل حسب مقاصد الله الأزلية التي أعلنها لأنبيائه القديسين منذ الدهر ,وعلَّمهم ما الغرض من آلامه وموته وقيامته - لو 24 :27 و44-49 - ثم فوض إليهم أن يتلمذوا له جميع الأمم - مت 28 :18-20 وأع 1 :8 -وبعد هذا صعد إلى السماء بمرأى منهم لو 24 :50 و51 وأع 1 :9 متقلداً الملك إلى ما لا نهاية كما أنبأ دانيال - 7 :13 و14 و27 - وليملأ الأرض من معرفة الرب كما كتب إشعياء - 11 :1-9 - وقد ترك لهم وعداً برجوعه منتصراً - انظر مت 24 :30 و31 و25 :13-16 ومر 13 :26 ولو 21 :27 ويو 14 :1-3 وأع 1 :2 و11 ورؤ 1 :7 و20 :11-21 :8 . وحيث أنه قد تم في شخص المسيح جميع ما أنبأت به الأنبياء من قديم الزمان من جهة مجيئه الأول وعمله وموته كفارة عن خطايا العالم إلى غير ذلك ,فيكون بالحقيقة مخلص العالم الذي علَّق عليه إبراهيم رجاءه - يو 8 :56 - وشهد له جميع الأنبياء, وإتمام هذه النبوات برهان قاطع على أن أسفار العهد القديم موحى بها من الله ,لأنه من ذا الذي يعلم بالحوادث قبل وقوعها بمئات من السنين إلا علام الغيوب؟ ولا تدع الشك يخالج صدرك وتقول ربما وفَّقت النصارى بين نبوات التوراة وأخبار إتمامها في الإنجيل ,فهذا مستحيل لأن أسفار التوراة محفوظة بأيدي اليهود وبلغتهم إلى اليوم كما هي عند النصارى, واعلم أن اليهود ,ولو أنهم رفضوا المسيح ,لم يتجاسروا أن يمسّوا جملة أو كلمة واحدة من تلك النبوات العديدة المشيرة إليه التي تدينهم في اليوم الأخير على قساوتهم وعدم إيمانهم, ومما تقدم علمنا أن طبيعة المسيح وعظمته ظاهرة بوضوح حتى في أسفار العهد القديم - انظر مز 2 :7 ومز45 :6 ومز 72 ومز 110 :1 وإش 6 :1-10 مع يو 12 :40 و41 وإش 9 :6 و7 وص 25 :7-9 وص 40 :1 و11 وإر 33 :16 ومي 5 :2 ومل 3 :1 وص 4 :2 الخ - وبناء على ما جاء في سفر ميخا وهو قوله مَخَارِجُهُ مُنْذُ القَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ - ميخا 5 :2 - يكون حقاً ما قاله المسيح عن نفسه قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ - يو 8 :58 -ولاحظ هنا أنه أسند إلى نفسه هذه الصفة كائن وهي من أخص وأشهر أسماء الله - خر 3 :14 - ومن هنا نعلم أنه هو بنفسه الذي دعا إبراهيم من بابل وأنزل التوراة على موسى وبعث الأنبياء والرسل, وعليه فلا تحسب أن الإنجيل يرفع مقام المسيح أكثر مما ترفعه التوراة ,بل كلا العهدين يتفقان على عظمة ذاته وسمو صفاته, راجع هذه الشواهد - مت 3 :16 و17 و16 :15-17 و17 :1-8 و26 :63 و64 و28 :18 ولو 1 :32 و35 ويو 1 :1-3 و9-18 و5 :17-29 و8 :23-29 و42 و56-58 و9 :35-37 و10 :27-38 و14 :9-11 و16 :12-15 و28 و17 :5 و21 وكو 1 :12-23 وفي 2 :5-11 وعب 1 ورؤ 1 :5-18 و21 :6-8 و22 :13 و16 . فإذا رفض إخواننا المسلمون دعوتنا إياهم أن يقبلوا المسيح مخلّصاً لهم - يو 5 :40 - يكون من الأسباب الداعية لهم إلى الرفض عدم تصديقهم ذات كلامه الذي قاله عن نفسه ,والذي قالته عنه الأنبياء السالفون, ثم يجب أن لا ننسى أنه من المحال أن يخلّص المسيح العالم من الخطية ومن بغضهم لله لو كان مجرد مخلوق من مخلوقات الله ,ولو كان رئيس الملائكة ,لأن الخلاص يتوقف على الثقة الكاملة فيه, وقد استحق هو هذه الثقة بما أعلنه عن حقيقة شخصه وما شهدت به له أسفار العهد القديم والجديد, فليس الاعتقاد بلاهوت المسيح إذاً فساد اًلحق النصرانية ,بل هو جوهر الدين الحق, لأنه لو فرضنا أن المسيح بسموه كان مخلوقاً لا يمكن أن يتخذ صلاحه وآلامه من أجلنا دليلاً على محبة الله لنا ,بل بعكس ذلك تخالجنا الشكوك في محبة الله العظيم ونعمته لأنه أسلم أفضل مخلوقاته وأكرمها ليقاسي آلاماً وأحزاناً مثل هذه, ولكن إن قبلنا تعليم الكتاب المقدس واعترفنا أن ا للّه كَانَ فِي المَسِيحِ مُصَالِحاً العَالَمَ لِنَفْسِهِ - 2كو 5 :19 - واقتنعنا أنه هو والله واحد - يو 10 :30 - حينئذ يتيسر لنا أن نفهم إلى حد ما حقيقة تعليم الثالوث ومحبة الله العظيم لنا واعتنائه بنا ,كما سنرى في الفصل الآتي, فحينئذ نرى أن البشارة وجوهر الكتاب المقدس كله متضمن في هذه الآية لِأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللّهُ العَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الوَحِيدَ ,لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ - يو3 :16 - التي تحتج إلى قلوبنا وضمائرنا احتجاجاً لا يُقاوم ,فتجذبنا إلى محبته وتخصيص ذواتنا لخدمته لأنه أحبنا أولاً - 1يو 4 :9 . غير أن تسمية المسيح في هاتين الآيتين بابن الله كان حجر عثرة في طريق كثير من المسلمين ,فانصرفت قلوبهم عن النظر إلى محبة الله المعلنة فيهما ,لأنهم ظنوا أن هذه التسمية مخالفة على خط مستقيم لما ورد عندهم في القرآن في سورة الإخلاص ,والحقيقة هي أنهم أساءوا فهم ما عناه الإنجيل بهذه التسمية, فإننا نحن المسيحيين ننكر بملء أفواهنا أن الله اتخذ ولداً بالمعنى الذي أنكره القرآن ,فهو لم يتخذ صاحبة ولا ولداً, ومَن من النصارى يتجاسر أن يجدف على الله بهذا المقدار حتى ينسب إليه تعالى التناسل الحيواني كما زعم الوثنيون والجاهلية من العرب الذي جعلوا لله بنات ,تعالى الله عن زعمهم! ومع ذلك قد تسمى المسيح في الإنجيل ابن الله لا ولده ,والفرق بين الابن والولد ظاهر ,لأن كلمة ابن كثيراً ما تُستعار لمعنى مجازي ,وأما كلمة ولد فلم تُستعمل إلا بحسب وضعها, وقد أنكر الكتبة المسيحيون الذين كانوا قبل الهجرة بمئات سنين كل الإنكار قول الوثنيين المذكور ,وبيَّنوا المعنى الحقيقي المتضمن في كون المسيح ابن الله ,فإن كاتباً من أوائل القرن الرابع - أي قبل الهجرة بأكثر من ثلثمائة سنة - اسمه لاكتنتوس قال : إن سمع أحد تعبير ابن الله فلا يخطر على باله هذا التصوّر المتناهي في الفظاعة ,أي أن الله أنتج ولداً بزواجه واتحاده بأنثى ,فإن فعلاً كهذا لا ينطبق إلا على ذوي الأجساد الحيوانية ,ولكن الله روح غير محدود ,وهو واحد ,فبمن يتحد؟ فهذه البنوة خاصة لا عامة أزلية ,لا حادثة تدل على وحدة الجوهر بين الآب والابن , على أن المسيح لم يتسمَّ بابن الله فقط ,بل تسمى بكلمة الله أيضاً كما في يوحنا 1 :1 و14 ورؤ 19 :13 - قارن لقب كلمة الحياة 1يوحنا 1 :1 - والاسمان كلاهما يؤديان ذات المعنى ,إلا أن الاسم الأول استعمل أكثر لسببين : 1 - لإفادة البسطاء ,وهم الأكثر الذين لا يقدرون أن يفهموا الاسم الثاني كلمة الحياة , 2 - لتنبيه إفهامنا إلى شخصية أو أقنومية ذلك الكائن المسمى بابن الله ,وإلى المحبة العظيمة بين أقانيم اللاهوت - قارن يو 15 :9 و10 مع 17 :23 و26 . ومع ذلك كله فإنه لا الاسم الأول ولا الثاني كافٍ لإيقافنا على كنه مُسمَّاهما ,بل اللغة كلها عاجزة عن التعبير عن ذات ذلك الكائن العجيب ,إلا أ ننا لسنا مخطئين إذا استعملنا للدلالة عليه ذينك الاسمين اللذين دوَّنهما الكتبة الأطهار بإلهام روح الله القدوس ,لأن العلاقة بين أقنوم وآخر من اللاهوت فوق عقولنا ,كما أن البحر العظيم لا يمكن أن ينحصر في إناء, ولكن قليل من مائه يطلعنا على طبيعته ,ومثل ذلك تسمية المسيح بابن الله وكلمة الله نستدل منها على طبيعته الإلهية ووحدانيته مع الآب - يو 10 :30 . وعليه فبالإيمان فقط بما قاله المسيح في هذا الصدد نقدر أن نفهم تعليم الكفارة وطريق الخلاص بالمسيح الذي قال لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلَّا بِي - يو 14 :6 بالمقارنة مع أع 4 :12 . ثم أن العهدين القديم والجديد لا يتفقان كلاهما على وصف المسيح بالأوصاف الإلهية فقط ,بل يتجاوزان ذلك الحد حتى أنهما يدلان على لاهوته بالقول الجلي الصريح فيسميانه الله ومن أمثلة ذلك ما ورد في - مز 45 :6 و7 وإش 9 :6 ويو 20 :28 و29 ورو 9 :5 وعب 1 :8 و1يو 5 :20 . من يقارن في هذه الآيات وأمثالها باهتمام مشفوع بالصلاة يدرك أن تلك الألقاب الرفيعة العظيمة نسبت إلى المسيح لا عن سبيل المبالغة ولا المجاملة ,بل لإظهار حقيقة جوهرية ينبغي لبني البشر معرفتها, ولا يُخفى على المسلم المطلع أن القرآن أيضاً قد يتفق مع التوراة والإنجيل في تسمية المسيح كلمة الله , وسنستفيض في شرح الثالوث الأقدس في الفصل التالي, وهنا نرجو القارئ الكريم أن يطرح التعصب الذي يُعمي عن معرفة الحق, لماذا لا يصدق المسلم شهادة التوراة والإنجيل والقرآن ,وكلها تتفق على نقط هامة ,ومن بينها موضوعنا أن المسيح كلمة الله وأن الله واحد, إن كلمة الله اسم لمسمى أو علم لأقنوم إلهي كان من البدء أي من الأزل عند الله ,وبه خُلق كل شيء - يو 1 :1-3 - وقد صار إنساناً وظهر بين الناس كواحد منهم - يو 1 :14 وفي 2 :5-11 - وكان يأكل ويشرب وينام ويستيقظ ,وشاطر الناس في أحزانهم وأفراحهم واختبر تجاربهم ,لكنه لم يخطئ بل لم يعرف خطية - عب 4 :15 قارن 7 :26 و1بط 2 :21-25 - فهو إنسان تام ذو جسد ونفس وروح ,وذلك بإجماع البشائر الأربع ,وبشهادته هوعن نفسه مراراً كثيرة أنه ابن الإنسان , وهذا اللقب عدا دلالتهعلى ناسوته يذكّرنا بالنبوات عنه في - تك 3 :15 ودا 7 :13 - وفوق ذلك يذكّرنا أنه مخلّص البشر ,والوسيط الوحيد بين الله والناس ,والإنسان الكامل المعصوم من الخطية, كإنسان صلى إلى الله أبيه وصام إلى غير ذلك ,مما لا يدع مجالاً للريب في ناسوت, لكنه كما هو إنسان تام هو إله تام أيضاً ,وأكد لاهوته إذ دعا الله أباه مخبراً بانقياده له كابن ينقاد لأبيه ,وأنه مرسل منه كابن مرسل من أبيه قال لِأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ ,لَيْسَ لِأَعْمَلَ مَشِيئَتِي ,بَلْ مَشِيئَةَ الذِي أَرْسَلَنِي - يو 6 :38 - وقال ا لْآبَ الذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً : مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ - يو 12 :49 - وقال أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي - يو 14 :28 - ومع ذلك دفع ما عساه يخطر على بال أحد من أن لله شركاء بأقوال قاطعة جازمة تفيد وحدانية الله - مر 12 :29 ويو 17 :3 - ووحدانيته هو مع الله - يو 10 :30 و17 :21 . هذا المدعو كلمة الله وابن الله وابن الإنسان والرب يسوع المسيح قيل عنه في التوراة لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لِأَجْلِ مَعَاصِينَا ,مَسْحُوقٌ لِأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلَامِنَا عَلَيْهِ ,وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا - إش 53 :4 و5 -وإن كان بالطبيعة كلمة الله غير أنه لم يبال بسمو طبيعته الإلهية ,فتخلّى عن مجده الأسنى الذي كان له عند أبيه قبل كون العالم - يو 17 :5 - آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ ,صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ ,وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى المَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذ لِكَ رَفَّعَهُ اللّهُ أَيْضاً ,وَأَعْطَاهُ ا سْماً فَوْقَ كُلِّ ا سْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِا سْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ ,وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللّهِ الآبِ - في 2 :7-11 . وإن سأل سائل : كيف يمكن أن تتحد الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية؟ نقول كيف يمكن أن تتحد في الإنسان الروح بالجسد والباقي بالفاني ,فمهما يريده الله كلي القدرة الخالق العظيم الضابط الكل يكون , ويعلمنا الإنجيل أن العلاقة بين ناسوت المسيح ولاهوته علاقة الاتحاد فقط بحيث لم تتحول الطبيعة الواحدة إلى الأخرى ولا امتزجت أو اختلطت بها, حقاً أن علاقة كهذه تفوق عقولنا المحدودة ,ولا نعرفها إلا من وحي الله في كلامه المقدس, وكان هذا الاتحاد في ناسوت ولاهوت المسيح لإتمام مقاصد الله الأزلية بأن يغمر الإنسان بفيض نعمته منقذاً إياه من الهلاك والخطية وعبودية إبليس ,ويصالحه مع الله ,ويؤهله للتمتع بالسعادة الدائمة في حضرته, وإذ فدانا يسوع بدمه من كل أمة وقبيلة وشعب ولسان - رؤ 5 :9 - صار لنا أثناء حياة تضحيته التي عاشها على الأرض مثال الكمال والطهارة والقداسة كي نقتدي به ونتبع آثار خطواته - يو 13 :15 و1بط 2 :21 . وقد يعترض بعضهم بقوله : ألم يكن مستطاعاً لله أن يخلّص الإنسان من عذاب جهنم بإجراء سلطانه المطلق ويعلن رحمته لمن يرحمهم بدون طريق الخلاص المعلنة في الإنجيل؟ أليس هو الذي يقول لما يشاؤه : كن فيكون؟ فللإجابة عن ذلك نقول : إن هذا السؤال ناتج من سوء فهم حالة الطبيعة البشرية وأعوازها الروحية ,ومن عدم معرفة قداسة الله, إن الخطية فضلاً عن كونها مضادة ومكروهة لطبيعة الله ,تتلف طبيعة الإنسان الأصلية الروحية التي كانت على صورة الله - تك 1 :26 و27 - والخطية تمنع بتاتاً إمكانية تمتع الإنسان بالسعادة الأبدية إلا إذا نجا منها, من السهل أن يذهب أهل النار إلى الجنة بأمر الله ,ولكن كيف يطهر القلب والعقل والضمير من ذلك البرص الخبيث الذي يزداد سريانه يوما فيوماً؟ حقاً أن الخطية أشر من البرص ,لأنها برص الروح, الموت ينقذ الإنسان من برص الجسد ,ولكنه لا ينقذه من برص الروح, فمن أين تكون سعادة في الدار الأخرى لمن روحه برصاء؟إن تشوُّه صورته وفساد هيئته يثير فيه عوامل الحزن والحسد حتى يبغض نفسه ويبغضه الآخرون ,وبالأحرى جداً يبغضه الله كلي القداسة الذي يكره ويمقت الخطية, وكانت شريعة موسى تمنع الأبرص بجسده أن يدخل محلة إسرائيل - لا 13 :45 و46 - أو يعاشر رفقاءه, فكم بالأَولى ممنوع من هو أبرص الروح والقلب أن يدخل فردوس النعيم ويتمتع بلقاء الله القدوس رب الأرباب, قال الكتاب وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلَا مَا يَصْنَعُ رَجِساً وَكَذِباً ,إِلَّا المَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الحَمَلِ - رؤيا 21 :27 - وحتى برص الجسد يعجز المريض به أن يشفي نفسه منه ,وتعجز الأطباء أيضاً عن ذلك, أما المسيح فشفى كثيرين من المرضى به ,وهو قادر أن يطهر برص الروح أيضاً ,إلا أنه ما طهر قط أبرص بالرغم عن إرادته ,وكذلك لا يطهر أبرص الخطية بالقوة أو بغير إرادته, إن الرجل الذي لم يشبع من الانغماس في حمأة الفجور في هذه الحياة قد فسدت روحه وأظلم ذهنه ,حتى لقد يصبح منتهى السعادة في اعتباره أن تكون الأبدية أوقيانوس فجور يسبح فيه إلى ما لا نهاية ,فمثل هذا مضروب بالبرص الروحي ,ويسوع المسيح وحده هو القادر أن يطهر هذا البرص ,لكنه لا يفعله بغير إرادة المريض ,ولا يُشفى منه إلا إذا تاب توبة صادقة وآمن بالمسيح إيماناً صحيحاً ,وصرخ مع داود قَلْباً نَقِيّاً ا خْلُقْ فِيَّ يَا اَللّهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي - مز 51 :10 -فإن تطهير البرص الروحي عبارة عن تجديد القلب والروح من محبة الخطية ويعيدها إلى جمال القداسة التي أتلفتها الخطية, وكيف يكون ذلك؟ يتمم الله دائماً عمله بوسائط, وقد أخبرنا الكتاب المقدس عن الواسطة التي اختارها الله لإتمام عرضه بأن شاء أن يعلن ذاته في شخص يسوع المسيح كلمة الله ويظهر محبته للناس بأن يحمل آلامهم ويشاركهم في أحزانهم بواسطة طبيعة المسيح البشرية التي مات بها على الصليب للتكفير عن خطاياهم ,حتى يجتذب قلوبهم إليه ويسبيهم بمحبته الفائقة كي يكرهوا الخطية ويثيروا عليها حرباً عواناً وحتى يتم لهم النصر الباهر, هذا ما يدعوه الكتاب بالطبيعة الجديدة التي تتولد في كل مؤمن حقيقي بيسوع, هذا هو القلب النقي والروح المستقيم الذي لجَّ داود في طلبه كما ذكرنا, وعلى هذا المنهح يخلق الله الخاطئ من جديد ,وعلى ذلك قوله إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي المَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ - 2كو 5 :17 . لا نقدر نقول أن لا طريقة عند الله غير هذه لخلاص البشر من الخطية ,إلا أ نه من المؤكد الذي لا شك فيه أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي شاء الله أن يستعملها ,وشاء أن يعلنها في كتابه المقدس - مت 1 :21 ويو 14 :6 - ولا يمكن وجود طريقة تجمع بين عدله ورحمته إلا هذه, * * * وبما أن البعض لم يفهموا تعليم الكفارة - رو 5 :11 - فيحسن أن نشرحه بإيضاح, نعني بالكفارة المصالحة بين الله والإنسان, من المعلوم أنه قد سقط الإنسان من الحالة التي خلقه الله عليها ,وبإجرامه بخطية آدم أولاً ,وبخطيته الفعلية ثانياً فقد الحياة الأبدية ونُفي من جنة عدن - تك 3 :3 -والحياة الأبدية متضمنة في معرفة الله بواسطة المسيح - يو 17 :2 - فلأجل إعادة تلك الحياة للذين فقدوها عليهم أن يقبلوها من الله واهب الحياة بيسوع ,فإن فِيهكَانَتِ الحَيَاةُ ,وَا لْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ - يو 1 :4 و5 :26 وكو 3 :4 و1يو 5 :12 - وتعطى الحياة بالمسيح وحده لا سواه - أع 4 :12 -وكيفية ذلك كما نعلم من الإنجيل أنه يتحد بالمؤمنين وهم يتحدون به بالإيمان كما تتحد أغصان الشجرة بأصلها والأصل بالأغصان - يو 15 :1-6 - وعلى هذا المنوال تجري فيهم طبيعته القدوسة وسجاياه الكاملة, وشبَّه ذلك الاتحاد بالاشتراك في جسده ودمه - يو 6 :40 و47 و48 و51-58 و63 - وكأنه إذ تسربل طبيعة البشر كإنسان صار رأساً جديداً للجنس البشري ,أو بعبارة الكتاب آدم الثاني وروحاً محيياً ونائباً عن البشر - يو 1 :14 و1كو 15 :22 و45 - فالذين يتحدون به بالإيمان - غل 2 :20 - يأخذون سلطاناً أن يصيروا أولاد لله - يو 1 :12 و1يو 1-3 و4 :9 - بفاعلية الميلاد الثاني الصادر من السماء بروح الله القدوس - يو 3 :3 و5 - فنموت مع المسيح عن الخطية ونحيا به من جديد للبر - رو 6 :1-11 . ولكي يخلص الإنسان من الموت الأبدي الذي تسبَّب عن الخطية كنتيجة طبيعية وعقوبة شرعية - تك 3 :3 وحز 18 :20 ورو 6 :23 - يجب أنه كما عصى وصية الله عن اختيار - تك 3 - يطيعها تماماً باختياره أيضاً, وإذ صار ذلك المسمى كلمة الحياة إنساناً كاملاً فقد تمم الوصية ,لأنه أطاع حتى الموت موت الصليب - في 2 :7 و8 قارن رو 5 :19 -وبموته الثمين عنا وهو لم يعمل خطية قط قدم حياته فدية عن كثيرين - إش 53 :5 و6 مت 20 :28 ورو 3 :15 و4 :15 و5 :8-11 و1بط 2 :24 - فيصحُّ أن يُقال إن المسيح حمل قصاص خطايانا - إش 53 :8 - ولكنه لم يكن مذنباً ,لأننا نعلم أنه ليس فيه خطية البتة - 1يو 3 :5 - بل يصح أن يُقال أيضاً أن كل ما احتمله من الآلام كان بسبب خطايانا ,وبواسطة آلامه كل الذين يؤمنون به إيماناً حقيقياً يخلصون من الخطية ومن نتيجتها النهائية المزعجة التي هي البعد عن حضرة الله أو الموت الأبدي, فإذا كان المسيح مجرد إنسان كانت طاعته حتى الموت غير كافية لتخليص أحد غير نفسه ,وما كان قادراً أن يمنح حياة روحية للغير, وأما إذا كان إلهاً كما هو إنسان فيقدر أن يخلّص ويمنح حياة أبدية لجميع الذين يؤمنون به - يو 5 :26 -إن الله لا يموت ويستحيل أن يموت ,ولكن كلمة الله إذ صار إنساناً جاز بحسب طبيعته البشرية أن يذوق الموت من أجل كل واحد - عب :9 - وقد مات من أجلنا - رو 4 :25 و6 :10 - وقام ثانياً منتصراً على الموت وكاسراً شوكته - 2تي 1 :10 - بل واهباً الحياة لكل من يتحد به بالإيمان - يو 3 :16 و11 :25 و26 . وقد قلنا إن الله يكره الخطية حتماً لأنه قدوس بالطبيعة ,لا سبيل لنا أن نغلب الخطية المكروهة منه إلا بإعلان محبته في المسيح الذي نحبه لأنه أحبنا أولاً - يو 3 :1و1يو 4 :19 - وبهذه المحبة الحاضرة نستطيع أن نحبه ونعيش طبقاً لإرادته بمساعدة نعمة روحه القدوس ,وهكذا نكون صالحين إلى حدٍّ ما في هذه الحياة ,وصالحين تماماً بعد الموت - 2كو 5 :14 . فبموت المسيح على الصليب نحصل على فائدتين : الأولى ,الخلاص من الموت الأبدي ,والثانية ,النعمة التي بها نكره الخطية وننتصر عليها - رو 6 :5-11 وغل 2 :20 ز6 :14 وكو 3 :1-17 و1يو 1 :7 - لأنه قد افتدانا من عبودية الخطية - مت 20 :28 و1كو 1 :30 وأف 1 :7 و1بط 1 :18-21 - وقدم الكفارة الوافية الحقيقية عن الخطية - عب 2 :17 ويو 2 :2 و4 :10 - وتلك الكفارة هي التي كانت ترمز إليها ذبائح وقرابين العهد القديم, وإن ضميرنا الذي يبكتنا على خطايانا ويهددنا من حين إلى آخر بغضب الله هو دليل قاطع على عظم حاجتنا إلى المصالحة مع الله, وإذ كنا في حد ذواتنا عاجزين عن تقديم الكفارة المرضية الكاملة قد كفانا الله مؤونة ذلك وقدَّمها على حسابنا في شخص يسوع المسيح الذي هو إنسان كامل كما هو إله كامل, ونعلم من موت المسيح مقدار فظاعة الخطية وسوء عاقبتها ,لأنها أدت إلى أعظم جرم تقشعر من هوله الأبدان ,إلى قتل ابن الله الوحيد ,وأن محبة الذات والإرادة كانت المحرك لآدم إلى المعصية التي أنتجت هذا الجرم العظيم, فيلزم تضحية الذات التي هي أصل الخطية ,وهذا ما فعله يسوع بموته على الصليب لأنه ضحى ذاته وضحى مشيئته لحياة العالم, ولا يتمّ استحقاق موته الموجب للتكفير عن خطايانا بآلامه بالجسد ,وإن كان بالغاً الحد ,بل على ذبيحة محبته غير المحدودة, تلك المحبة التي جعلت القدوس يموت بمحض اختياره عن الأثيم الفاجر - يو 10 :17 و18 - فهو نائبنا الذي وفى عنا مطالب العدل الإلهي القاضي علينا بحكم الموت - حز 18 :20 . فماهية ذبيحة المسيح هي في تسليمه نفسه بإرادته الحرة وتقديمه نفسه في طاعة كاملة حتى الموت أكثر منها في حقيقة الموت ذاته, وبالجملة تألم المسيح إلى الحد الذي في وسعه أن يحتمله في ناسوته المتحد باللاهوت ,فلم يتألم في جسده فقط بل في ذهنه وروحه ,لأن حزنه على خطايا الناس كسر قلبه المحب - يو 19 :34 -وإذ كان واحداً مع أبيه ,فقداسته ومحبته للناس قادتاه أن يشعر بفظاعة خطايانا ,إذ شاركنا في البشرية وأحسَّ بهول اللعنة التي ينبغي أن تصدر من الله القدوس ضد الخطية ,ولهذا ذاق الموت من أجل كل واحد - عب 2 :9 - بطريقة خاصة لا يمكن يعلمها إلا من كان قدوساً - مز 22 :1 ومت 27 :46 ومر 15 :34 - وبهذه الكيفية أظهر الله محبته وعدله ورحمته مرة واحدة, الذي مات على الصليب بناسوته كان إلهاً تاماً كما كان إنساناً تاماً ,وبما أنه حمل خطايانا ومات عنا نحن الأثمة فالذين يتحدون معه بالإيمان كاتحاد الأغصان بالكرمة - يو 15 :4 و5 - ينالون غفران خطاياهم ويُعتَقون من خوف الموت - عب 2 :14 و15 - لأن شوكة الموت هي الخطية - 1كو 15 :56 - التي تلقي في قلوب غير المغفور لهم الرعب العظيم من غضب الله المخيف, وأما كون ذبيحة المسيح حازت القبول عند الله فيدل عليه قيامته من الأموات وصعوده للسموات - رو 1 :4 ولو 22 :51 - ليظهر أمامه لأجلنا نيابة عنا - عب 9 :24 - وعودته إلى المجد الذي كان له عند أبيه قبل كون العالم - يو 17 :5 . * * * ولنشرح الآن بعض البركات الناتجة عن الكفارة التي قدمها يسوع أولاً : إن الله إكراماً له يغفر خطايا وتعديات المؤمنين به الحقيقيين - رو 5 :5-21 وأف 1 :3-7 وعب 1 :1-15 و1 يو 1 :7 -ولأجل المسيح يمنحهم الله نعمته الخصوصية ونور هدايته السماوي حتى يدركوا حالتهم الداخلية ويعرفوا معرفة عميقة الإله الحق ,ويملأ قلوبهم بمحبة من أحبهم أولاً ,بحيث يقدرون أن يحفظوا وصاياه ويثبتوا في حالة نقاوة القلب ويعرفون الحق - يو 8 :31 ورو 5 :5 و8 :5 و1 كو 1 :4 و5 و2 كو 4 :6 وأف 1 :15-23 وفي 4 :13 وكو 2 :3 وتي 1 :11-14 وعب 9 :11-14 -ومن فوائد الفداء أيضاً العتق من عبودية الشيطان ومن محبة الخطية ,والفوز بميراث السعادة الدائمة - رو 8 :12-17 و2تي 1 :9 و10 وعب 2 :14 و15 و1بط 2 :3-9 . وحيث أن الخلاص مقدم في المسيح للخطاة فهو أمر ثمين وعظيم يطهر به الناس من نجاسات الخطية ,حينئذ يفتح الله لهم خزائن بركاته وإحساناته فينير أذهانهم ويقدس قلوبهم ,وفي الختام يأخذهم إلى فردوس نعيمه ليتمتعوا بالحياة الأبدية, فقد ظهر الآن كالشمس في رائعة النهار إن تعليم الإنجيل الذي يشبع أشواق القلب ويغني طلبات النفس كما بينا في المقدمة ,وعليه يكون الكتاب المقدس كلام الله أوحي به لسعادة البشر, فإن سمع أحد بشارة الخلاص ورفضها يكون سبب رفضه عدم رغبته في التوبة عن الخطية ,وعدم معرفته حالة قلبه الأثيمة في اعتبار الله, وإن كان أحد لا يكترث بالخطر الذي يسرع به للهلاك الأبدي فهيهات يسعى في معالجة برصه الروحي بالدواء الذي وضعه طبيبنا العظيم, أما الإنسان الحريص المحاذر من حالة قلبه الأثيمة ,فيعلم بُغض الله القدوس للخطية ,ويشعر بهول الخطر الذي ينذره بالهلاك الأبدي بسبب خطاياه, وبما أنه غير قادر أن يكفر عنها من عند نفسه ,يبادر أن يسمع بشارة الخلاص الذي اقتناه المسيح بدمه الكريم من أجله ومن أجل كل الذين يؤمنون به, إن خبراً كهذا يلذ سمعه في أذنيه أكثر من أية بشارة أخرى على وجه الأرض ,لأنها بشارة الخلاص المجاني والدواء الذي يشفي القلوب المكسورة من ثقل حمل الخطايا ,والمرهم الذي يعصب جرح النفس المزمنة, إذا أحب المرء الخطية وكان متفانياً في حب الشهوات الجسدية سيبغض النور المعلن في الإنجيل ,كما يبغض الخفاش نور الشمس ,ويهرب من أشعتها الجميلة اللامعة إلى مغائر الظلمة, فمثل هذا جدير به أن يطرح في الظلمة الخارجية التي أحبها أكثر من النور - يو 3 :19-21 . ويستحيل عليه أن يفهم كثيراً أو قليلاً من الأمور الروحية ,حتى أنه يرى الإنجيل كأنه جهالة وحماقة كما رآه هكذا قدماء اليونان - 1كو 1 :18-25 و2 :14 - في حين أن الراغب في معرفة الحق وعمل إرادة الله ,تقع في نفسه بشارة الخلاص وإعلان محبة الله موقع القبول والاستحسان ,وتفيض كينبوع حي يروي قلبه الظمآن في سفره في صحراء الحياة الدنيا, ترى في طريق الخلاص قد أعلن الله محبة ورحمة مقترنة بعدل وقداسة بكل وضوح, أما محبته الفائقة فقد ظهرت ببذله ابنه الوحيد ,بهاء مجده ,ورسم جوهره لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية - عب 1 :3 ويو 3 :16 -فهذا التعليم الذي لا يُقدَّر بثمن يكشف لنا الحجاب عن صفات الله الجليلة التي أعظمها المحبة ,حتى إذا حملنا بتيار محبته نتجنب الخطية المكروهة لديه ,لأنه قدوس ,ونحفظ وصاياه سالكين في طريق الإيمان في المسيح المؤدي للحياة الأبدية, ومن يتأمل في أحوال الخليقة يظهر له ما يشبه طريق الخلاص ,فإن الله خلق كثيراً من خلقه على تضحية الذات على مذبح المحبة الطبيعية ,مما يصح أن يُتَّخذ مثالاً لآلام المسيح لأجلنا, ترى الآب يخاطر بحياته ويعاني الشدائد ويذوق المرارة لأجل قوت عياله وكسوتهم ,وترى الطبيب الأمين يعرض نفسه للخطر والموت لخلاص حياة العليل, حتى الطيور فإنك ترى الدجاجة تحضن فراخها ,وإن سطا عليها عدو تحاربه وتحمل الأذى عنها ,والعصفور يقع في مواضع الخطر ليلتقط الحب لفراخه الصغار ,ويقاسي عناءً لا مزيد عليه في دفع الشر عنها, فلماذا لا يكون معقولاً أن خالق المحبة الطبيعية هو محب أعظم من كل ذلك ,فإنه أعلن محبته على منهج الضحايا فبذل ابنه الوحيد الذي هو واحد معه ليموت على الصليب في سبيل خلاص الإنسان المسكين ولكن مَنْ لَا يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللّهَ ,لِأَنَّ اللّهَ مَحَبَّةٌ - 1يو 4 :8 . وعليه فالإيمان بالمسيح الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا هو الدواء الوحيد الذي وصفه الله العليم الحكيم لبرص الخطية, فكل من يثق في حكمة الله وعلمه يستعمل هذا الدواء ,وحينئذ يعلم بالاختبار إن كان المسيح مخلّصاً أم لا ,لأن الشفاء من المرض دليل قاطع على حُسن وجودة تأثيره, ومتى برئ الخاطئ من مرضه وعلم بالتحقيق أن المسيح مخلّص ,يشكر فضله ويعلم أن الكتاب المقدس حق. |
||||
17 - 11 - 2015, 03:32 PM | رقم المشاركة : ( 9987 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف يجعلك الإيمان بالمسيح مميزاً
أأحبائي وإخواني كل المعتقدات الموجودة حولنا تعطي إنطباع بالتميز للمؤمنين بها ، وحتى من ليس له معتقد (لاديني) يؤمن بتميزه عن الآخرين ولكن لماذا نحن مميزين في عيون الرب ، هل تساؤلتم عن السبب سابقاً ليس الإيمان هو ما يجعل الشخص مميزا ، بل ثمار ذلك الإيمان نجد في متى 16:7 مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ فنحن حين نؤمن بالمسيح ،يبدأ الروح القدس يملأنا وهذا الإمتلاء يزيدنا نمواً وقراءة للكتاب وفهماً للكلمة ، وتقرباً من أبانا الرحيم وتشبهاً بمسيحه حين نتعثر فالرب يساندنا وحين نضل يكون هو سراجاً لنا يكفينا فعراً أن نتقيد بتعاليمه التي كلها صالحة فالبشر نتيجة طبيعتهم المزدوجة بين الخير والشر غير قادرين بمفردهم بدون معزي أن يسيروا في طريق الخير ، فدوماً تقف طبيعتهم التي ورثوها من الخطية عائقاً أمامهم ولكن من يملأ الروح القدس قلبه يعلم أن عليه أن يكره الخطية ولكن في نفس الوقت يحب الخطاه ويعلم أن لا يكون مرائي ومنافق ، يقول الشيء في العلن ويفعل عكسه بالخفاء أنحن بالمسيح نتغير بسلاسة وسهولة و نتنصل عن ذلك الإنسان الأول الذي كنا عليه حتى نستغرب نحن مما حصل في حياتنا فنمجد الله كل الناس تبحث عن قدوة ، فالطفل يحاول تقليد والده وإن لم يكن قريب منه وغير مكترث له فسيبحث عن قدوة في مكان آخر نحن نعلم أن الله في وسطنا وأنه قدوتنا ، فهو الذي قال لنا أحبوا وهو من علمنا أن لا نرجم من يخطيء لأننا بدون الرب إلهنا مدنسون بالخطية وهو الذي استخدمتا رغم ضعفنا ورغم أننا غير مستحقين وشجعنا كما شجع الرسول بطرس إذ قال له إرع خرافي .... أوليس هذا الرسول هو من أنكر الله 3 مرات . ومع ذلك أنار الرب طريقه وجعله سبب بركه للآخرين هذه التعاليم وهذه العبر دوماً تخطر في بالي ويكلمني الرب من خلالها حين تصيبني حالات الضعف ، أحيانا أغضب من تصرف ما من شخص ما ، تصارعني طبيعتي القديمة فأجد الرب أمامي يذكرني بمحبته الفائقة ، ويقول لي ، أنا لم أغضب عليك حين كنت تتصرف مثلهم .. هذا الحضن الأبوي ، كفيل أن يجعلنا نحتضن الآخرين و نقول كما قال المسيح على الصليب : أغفر لهم يا أبتي لأنهم لا يدرون ما يفعلون أختم خاطرتي بصلاة صغيرة أبانا السماوي نعظمك ونمجد إسمك ، نشكرك على عملك على الصليب من أجل خلاص جميع الناس ، كل من يؤمن بأنك الحق والطريق والحياة يخلص يارب ، ويصبح الجميع واحداً ، أشكرك على محبتك الغير مشروطه و أمجد عمل روحك القدوس في حياتنا لتقوينا وتعزينا وترشدنا ، و تنقلنا من نمو إلى نمو ، نعظمك يا رب على تبنيك لنا نحن الخطاه وعلى وعدك بأن نكون ورثة متحدين جميعاً لا لمجد شخصي بل ليتمجد اسمك القدوس ، لك منا كل الكرامة والمجد من الآن وإلى أبد الآبدين |
||||
17 - 11 - 2015, 03:34 PM | رقم المشاركة : ( 9988 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لعازر حبيبنا قد نام (يو11: 11) لنيافه الانبا بيشوى في حديث السيد المسيح مع تلاميذه عن إقامة لعازر.. تكلّم بأسلوب غاية في البساطة والاتضاع. إذ قال: "لعازر حبيبنا قد نام. لكنى أذهب لأوقظه. فقال تلاميذه: يا سيد إن كان قد نام فهو يُشفى. وكان يسوع يقول عن موته. وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم. فقال لهم يسوع حينئذٍ علانية لعازر مات" (يو11: 11-14). تكلّم السيد المسيح عن إقامته للعازر من الموت بلغة بسيطة متواضعة، كأنه سوف يقيم من النوم شخصًا قد رقد. ولم يذكر للتلاميذ أن لعازر قد مات.. لم يحاول أن يتكلم بأسلوب الافتخار بعظيم الأعمال.. فالأعمال العظيمة تتكلم عن نفسها، ولا تحتاج إلى تفخيم وتعظيم. ومن جهة أخرى، فإن السيد المسيح كان يريد أن يؤكد أن الأبرار لن يموتوا، ولكنهم سوف يرقدون، طالما أن المخلّص مانح الحياة سوف يعيدهم إلى الحياة مرة أخرى، بعد نوالهم الفداء بدمه الثمين. لهذا قال: "أنا هو القيامة والحياة" (يو11: 25). |
||||
17 - 11 - 2015, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 9989 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كرسى المسيح والعرش الابيض العظيم يخلط البعض بين تعبيران فى غاية الاهمية الا وهما 1- كرسى المسيح 2- العرش الابيض العظيم هيا لنرى مفهم كل منهما 1- كرسي المسيح:- ( منقول من كتاب - قريب على الابواب- رجل الله/ ناشد حنا) +++++++++++++++++++++++++ نعلم من كلمة الله أنه لا شيء من الدينونة على الذين هم في المسيح يسوع (رو1:8)، إذ قال الرب بفمه الكريم «من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة» (يو24:5)؛ وذلك لأن كل الدينونة المستحَقة عليهم قد حملها المسيح على الصليب كنائب وبديل عنهم. ولكن نعلم من الكتاب أنه، وإن كانت لا توجد دينونة على المؤمنين، ولكن يوجد حساب لابد أن يعطوه عن أنفسهم وعن خدماتهم أمام كرسي المسيح. وقد أشار الرب إلى هذا المبدأ بقوله «وبعد زمان طويل أتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم. فجاء الذي أخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات أخر قائلاً يا سيد خمس وزنات سلمتني. هوذا خمس وزنات أخر ربحتها فوقها فقال له سيده نعماً أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك» (مت19:25-21)، وأيضاً «فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام في حينه. طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا. الحق أقول لكم أته يقيمه على جميع أمواله» (مت45:24-47، لو42:12-44). وقد وردت عبارة «كرسي المسيح» بالذات في رومية10:14 «وأما أنت فلماذا تدين أخاك؟ أو أنت أيضاً لماذا تزدري بأخيك؟ لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح» ثم يقول «فإذاً كل واحد منا سيعطي عن نفسه حساباً لله» (ع12). ووردت أيضاً في 2كورنثوس10:5 حيث نقرأ «لأنه لابد أننا جميعاً نُظهَر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع؛ خيراً كان أم شراً»؛ أما الخير فيناله المؤمنون عند ظهورهم أمام كرسي المسيح للمجازاة قبل الظهور، وأما الشر فيناله الأشرار عند وقوفهم للدينونة أمام كرسي المسيح (بصفته العرش العظيم الأبيض في النهاية بعد ملك الألف سنة). وقد وردت إشارات كثيرة في العهد الجديد عن المجازاة وإعطاء الأجرة والأكاليل للمؤمنين بحسب أتعابهم وخدماتهم، نذكر منها فضلاً عن الآيات السابق ذكرها ما يأتي: «فعمل كل واحد سيصير ظاهراً لأن اليوم سيبيّنه. لأنه بنار يُستعلَن وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقي عمل أحد قد بناه عليه فسيأخذ أجرة» (1كو13:3،14). وأيضاً «لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ... وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله» (1كو5:4). وأيضاً «وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء. أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفنى وأما نحن فإكليلاً لا يفنى» (1كو25:9). وأيضاً «مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب» (1كو58:15). وأيضاً «عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبداً كان أم حراً» (أف7:6) وأيضاً «قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيراً قد وُضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً» (2تي7:4،8). وأيضاً «ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى» (1بط4:5). وأيضاً «كُن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة» (رؤ10:2). وأيضاً «ها أنا أتي سريعاً تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك» (رؤ3:11). وأيضاً «وها أنا أتي سريعاً وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله» (رؤ12:22). ويتضح من مراجعة الآيات المتقدمة أن وقوف المؤمنين أمام كرسي المسيح لنوال المكافآت والأكاليل سيكون عند ظهوره المشار إليه بكلمة «اليوم» أو «ذلك اليوم» وبناء عليه سيتم ذلك في السماء في نهاية السبع السنين قبيل ظهور المسيح بالمجد مع قديسيه. 2- العرش الابيض العظيم :- ++++++++++++++++++++ أ- ( شرح سفر الرؤيا للاخ / يوسف رياض) شرار أمام العرش العظيم الأبيض. والذين احتقروا الدعوة للعشاء العظيم (لو14 :16)، أو حتى أهملوا الخلاص العظيم (عب2 :3)، لابد أن يقفوا أمام هذا العرش العظيم الأبيض! عرش :هنا نجد محكمة الكون العليا، ولا استئناف لأحكامها. عظيم :يتناسب مع القاضي العظيم، ومع القضية الكبرى ، ومع عدد المدانين الضخم، ومع هول الأحكام وأبديتها. أبيض :بمعنى لامع وبهي بهاء النور، نظراً للبر والعدل اللذين سيميزان الأحكام. وفي هذه الدينونة نجد :«أسفاراً»، فبحسب ما جاء بالأسفار سيُدان الأموات لأنه «وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة» (عب9 :27). ينكر البعض في هذه الأيام الدينونة الأبدية لكن هذه بشرى مزيفة كتلك التي قالها إبليس للمرأة «لن تموتا» (تك3 :4)، وماتا. والآن يقول للناس :لن تدانوا، لكنهم سيدانون بحسب أعمالهم. الله سيدين أيضاً الأقوال (مت12 :36، 37)، كما سيدين السرائر (رو2 :16). ويختم الفصل بالقول «وكل من لم يُوجد مكتوباً في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار». هذه نهاية كل الخطاة. ويالها من نهاية تعسة بلا شعاعة أمل واحدة تضئ في ليل الأبدية الرهيب لمن مات في خطاياه بدون المسيح. ب- (موقع اسئلة):- الحقائق الهامة المتعلقة بقضاء العرش الأبيض العظيم. 1. أن يسوع المسيح سيحاكم العالم. 2. أن غير المؤمنون سيقفوا أمام المسيح وسيحاسبوا عن أعمالهم. 3. أن الكتاب المقدس يوضح أن الغير مؤمن يدخر "غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رومية 5:2) ج- (موقع النعمة):- عرش القضاء ، دينونة الله . رؤيا 20: 11-15 “11 ثم رأيت عرشا عظيما ابيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الارض والسماء ولم يوجد لهما موضع. 12 ورأيت الاموات صغارا وكبارا واقفين امام الله وانفتحت اسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم. 13 وسلم البحر الاموات الذين فيه وسلم الموت والهاوية الاموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب اعماله. 14 وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار.هذا هو الموت الثاني. 15 وكل من لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار” ما أرهب العرش المُشار اليه في هذه الأعداد ! انه عرش دينونة رهيبة ، حيث لا نعمة ولا رحمة . سيما ان لهذا العرش مطالب ، ولكن يا للأسف فانه لا يوجد في ذلك الوقت من يوفيها حيث يقول: " وانفتحت أسفار ... ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم" تلك الأسفار مدوّن فيها تاريخ كل واحد من الخطاة الذين رفضوا نعمة الله عندما كانوا أحياء على الأرض في زمان النعمة. وسوف لا تكون مغالطة أمام ذلك العرش، كما أن كل شخص سَيُدان بحسب أعماله. ويتصور البعض ان الدينونة ستكون بسبب رفض الإنجيل فقط، ولكن الواضح هنا ان كل واحد سَيُدان "بحسب أعماله" لا شك أن رفض الإنجيل أينما كُرز به يضع السامعين الرافضين تحت مسؤولية الدينونة الرهيبة، لكن هذه الدينونة ستكون بحسب أعمال كل واحد ، حيث نرى أن غضب الله يأتي على ابناء المعصية لأجل خطاياهم . يا له من حق خطير جداً ، أن كل واحد يموت في خطاياه غير تائب ولا مؤمن إيمانا حقيقياً بالرب يسوع المسيح ليقبل ملكوته الروحي على حياته، لا بد وأن يُدان على جميع أعماله، ما ظهر منها وما استتر ، وسيقف جميع الخطاة بضمائر مستيقظة وذاكرة كاملة ، وسيظهرون أمام ذلك العرش الذي لا يُخفى منه شيء ، ولا يمكن أن يهرب من أمامه أحد . “15 وملوك الارض والعظماء والاغنياء والامراء والاقوياء وكل عبد وكل حرّ اخفوا انفسهم في المغاير وفي صخور الجبال 16 وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف 17 لانه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف. ” رؤيا 6: 15-17 حقا ما ارهب الوقوف للدينونة أمام عرش قضاء الله هذا ! كم من الأصوات ستسمع هناك من الملايين المحتشدة قائلة : "ويل لي لأني قد هلكت" . ولكن يا للأسف فانه لا يوجد هناك مذبح ولا واحد من السرافيم طائراً بجمرة ليطهّر أحد حيث لا نعمة ولا رحمة . ليس إلا بحيرة النار ، التي هي المقر الأبدي لرافضي خلاص الله المقدم في المُخلّص يسوع المسيح . بحيرة النار هي المقر الأبدي لمن عاشوا في الخطيئة بدون تقدير لقداسة الله وحسب قضائة العادل . ان كل من يقف أمام ذلك العرش العظيم الأبيض ستكون عاقبته ناراً لا تُطفأ ودوداً لا يموت . قد ينكر الناس ذلك ، قد يحاولون ابعاد هذه الحقيقة عنهم ، قد ينتقدونها، ولكن كل هذا لا يُغيّر من هذه الحقيقة شيئاً ولا يبطل أقوال الله الصادقة الخطيرة بهذا الخصوص. وهذه الأقوال تبيّن أن الذين كُتبَتْ أسماؤهم في سفر الحياة لا يأتون الى الدينونة على الإطلاق ، لأن المسيح قد تَحاسَب عنهم وحمل دينونة خطاياهم كلها على الصليب، كما انها تبيّن ايضاً أن الذين لم تكتب أسماؤهم في سفر الحياة, ويا لشقاوتهم الأبدية التي لا تنتهي ، سيدانون بحسب أعمالهم ويطرحون في بحيرة النار. د (موقع كلمة الحياة) العرش الأبيض العظيم وهناك حادث آخر سيأخذ مجراه في المستقبل وهو دينونة العرش الأبيض العظيم. إن جميع الذين لم يقبلوا الرب يسوع المسيح مخلصا شخصيا لهم سيقفون للدينونة أمام العرش الأبيض العظيم حيث يدانون على إهمالهم قبول الرب يسوع المسيح ورفضهم إياه ولان أسماؤهم ليست مكتوبة في سفر الحياة (رؤيا 15:20). فكل من يقف أمام العرش الأبيض العظيم سيطرح في جهنم. فهل تكون أحد أولئك المغضوب عليهم؟ انك ستكون حتما أحدهم إن لم تؤمن بالرب يسوع المسيح مخلصا شخصيا لك. -------------------- دعوة هامة عن موقع النعمة ------ أيها القارى العزيز، إن كنت لم تسلم قلبك للمسيح الى الآن ، ليتك تهرب من الغضب الآتي بقبولك ، من كل قلبك ، خلاص الله الكامل المهيأ لك بعمل ابنه المحبوب يسوع المسيح الحيّ الذي قام من بين الأموات وعاد حيّاً بعد ان مات بديلاً عنك على الصليب. أجثو على ركبتيك وصلي من كل قلبك تائباً متضرعاً الى السيد المسيح الذي مات عوضاً عنك ليفديك من الهلاك الأبدي ، قل له اشكرك لأنك فديتني ارحمني يا رب أنا الخاطي ، اني اقبلك يا رب يسوع مُخلِّصاً لي ورباً على حياتي , طهّر قلبي بدمك . ان فعلت هذا والتزمت باتباع المسيح ، الرب يضمن توبتك ويتبناك ، يسكن الروح القدس في قلبك لتصلي وتقرأ الإنجيل يومياً لتطيع ما تدركه ، وتنضم الى كنيسة حيّة تعلّم كلمة الله وتكرز بها، لكي ينمو ايمانك وتعيش حياتك لسيدك ومُخلِّصك الذي أحبك حتى الموت . +++++++++++++++++++====== الخلاصة ------ مما سبق ومن خلال كلمة الله يتضح لنا ان 1- كرسى المسيح هو للمحاسبة وهو مخصص للمؤمنين الحقيقيين - المولودين ثانية - جسد المسيح -كنيسته. 2- العرش الابيض العظيم وهو للدينونة وهو مخصص للخطاة الاشرار المتدينين الذين لم يولدوا من فوق انها دعوة لتعرف من أنت ولمن أنت فتحدد اين مكانك هل امام كرسى المسيح ام امام العرش الابيض العظيم.................. بيدك أنت والقرار قرارك والامر باختيارك |
||||
17 - 11 - 2015, 03:38 PM | رقم المشاركة : ( 9990 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ينبغي أن تولد ثانية يخبرنا الرب يسوع أن أبواب السماء تبقى مغلقة أمامنا حتى نولد ثانية. لذلك نسألك أيها الصديق: هل أنت مولود ثانية؟ يا عضو الكنيسة، هل أنت مولود ثانية؟ إذا لم تكن قد وُلدت ثانية فأنت هالك. لأن الرب يسوع قال: ”إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله“ (يوحنا 3:3). يقيناً إن أحداً لا يريد أن يهلك أو يموت خاطئاً. إذن ينبغي أن تولد من فوق! قد تسأل: ما معنى الولادة الثانية؟ ونجيبك: ليست الولادة الثانية ما يأتي: إنها ليست المعمودية بالماء، فهناك من اعتمد بالماء ولم يولد ثانية (أعمال 13:8 و18-24). وهي ليست عضوية الكنيسة، فهناك إخوة كذبة في الكنيسة (غلاطية 4:2). إنها ليست الأكل من مائدة الرب، فهناك من يأكل بدون استحقاق ويجلب على نفسه دينونة (1كورنثوس 29:11). إنها ليست الإصلاح الذاتي لتعيش حياة أفضل ”... فإني أقول لكم: إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون“ (لوقا 24:13). إنها ليست الصلاة، فقد قال الرب يسوع: ”يقترب إليّ هذا الشعب بفمه، ويكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً“ (متى 8:15). ربما تقول: ”إذا حاولت أن أعمل ما أستطيع: أن أعطي للفقراء، أن أزور المرضى، وأكون صالحاً كل يوم على قدر استطاعتي إذن فأنا بالتأكيد مولود ثانية“. ولكننا نقول لك: كلا. إنك لا تستطيع أن تكون على غير طبيعتك ”لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله، إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله، لأنه أيضاً لا يستطيع“ (رومية 7:8). يجب أن نحصل على تغيير القلب. لأن الله قال بالنبي: ”وأعطيكم قلباً جديداً، وأجعل روحاً جديدة في داخلكم، وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم“ (حزقيال 26:36). نحن نسأل إذن: ما هي الولادة الثانية؟ ولماذا تسمّونها ”ولادة“؟ وكيف ومتى نحصل عليها؟ قال يسوع: ”المولود من الجسد جسد هو...“ (يوحنا 6:3). الإنسان يلد إنساناً، وكل مخلوق يلد كجنسه. عندما يولد طفل فإن حياة جديدة تأتي إلى الأرض، حياة لم تكن موجودة من قبل، شخصاً جديداً، ولكن في الجسد، وهكذا حين نولد ثانية فإن حياة جديدة تأتي بالروح في المسيح يسوع. حياة لم تكن موجودة من قبل. من هنا نقارنها من هذه الناحية بالميلاد الطبيعي، ولذا تسمى ”ميلاداً“، أي حياة جديدة تحيا إلى الأبد في يسوع المسيح لأن الرب يسوع قال: ”كل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد“ (يوحنا 26:11). ألا نضم صوتنا إلى صوت نيقوديموس ونسأل: ”كيف يمكن أن يكون هذا؟“ (يوحنا 9:2) . وللمرة الثانية يجب أن نعرف الحقيقة التي عبّر عنها يسوع بالقول: ”عند الناس غير مستطاع، ولكن ليس عند الله“. لأننا إذا أتينا لله هالكين، ثقيلي الأحمال، ونحن في شوق للراحة والسلام، وفي يأسنا وتعاستنا نصرخ مع حافظ السجن: ”ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟“ عندئذ نسمع إجابة بولس: ”آمن بالرب يسوع المسيح“. لاحظ، إن هذا الرجل كان قد خرّ أمام الرسول بولس وسؤاله يحمل هذا المعنى : ”إنني سأفعل أي شيء لأخلص“. هذا هو التسليم الكامل. الله الذي ينظر إلى القلب، يرى أنك لا تقول له ”يا رب يا رب“ ولا تفعل ما يقول، ولكنك ستطيعه وتحيا له. إن الله يأتي إليك بواسطة الروح القدس، ويخلق فيك روحاً مستقيماً“ (مزمور 10:51). وهكذا تولد ثانية، خليقة جديدة في المسيح يسوع بالإيمان به (1كورنثوس 17:5). ولكن متى يجب أن أولد ثانية؟ يقول الله: ”اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم“ (عبرانيين 7:3). فالآن هو وقت مقبول. ولكن ما مدى الوقت الذي يأخذه الاختبار؟ ألا يجب أن أنمو حتى أولد ثانية؟ كلا يا صديقي العزيز. إننا نولد فجأة في ملكوت الله. وهذا يجعلنا أولاداً لله وورثة له. وهذا الاختبار يحدث في ذات اللحظة التي نسلِّم فيها كل شيء ونأتي للمسيح طالبين الرحمة والغفران. أخيراً، كيف أعرف أنني قد وُلدت ثانية؟ يعلمنا بولس في 2كورنثوس 5:13 قائلاً: ”جربوا أنفسكم، هل أنتم في الإيمان؟ امتحنوا أنفسكم أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم، إن لم تكونوا مرفوضين؟“ إذا أردنا أن نعرف أوصاف غير المولودين ثانية، فالكتاب يقول أنهم أموات بالخطية، هالكون، مدانون، لهم ضمير شرير، أذهانهم جسدية، بلا رجاء، عصاة، بلا إله في العالم، أولاد إبليس. وعلى العكس من ذلك فإن المسيحي المولود ثانية هو ابن الله، حي في المسيح، مخلَّص، لا دينونة عليه، له ضمير صالح، ذهنه روحي ملآن بالروح القدس والإيمان، له رجاء في الحياة الأبدية، خطاياه قد مُحيت بدم يسوع، قلبه ملآن بالمحبة والسلام الذي يفوق كل عقل، وهو يحب ويرغب، ويستطيع أن يعمل مشيئة الرب، وله رجاء بعد القبر، وله وعد المسيح: ”آتي أيضاً وآخذكم إليّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً“ (يوحنا 3:14). هل يمكن أن يحدث تغيير عظيم من هذا النوع في إنسان ولا يعرفه؟ يقيناً لا. ”الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله“ (رومية 16:8). يا صديقي القارئ، إذا لم تكن قد حصلت على هذا الاختبار فلا تريح نفسك بالباطل، لأنك تتلاعب بنفسك الغالية، ينبغي أن تولد ثانية، وهذا يحدث عندما تصلي إلى الله تائباً عن خطاياك ومؤمناً بالرب يسوع المسيح الذي مات من أجلك وقام. إذاً، صلِّ مثل هذه الصلاة: ”يا رب، أشكرك لأنك فديتني بدمك الكريم. أعترف لك بكل خطاياي. ارحمني واغفر لي. أنا أؤمن بك الآن وأقبلك مخلصي الشخصي والسيد المطلق على حياتي. ساعدني منذ الآن أن أعيش لك كل أيام حياتي، باسم يسوع، آمين“. |
||||