02 - 11 - 2015, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 9841 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إقرار إيمان ربي الغالي، إن كلمتك في قلبي وفي فمي اليوم ، لتُنتج إيماناً في داخلي وتنفرُ أي شكل من الخوف! وأشكرك من أجل الشجاعة، والجرأة والثقة التي تُدعم بها كلمتك روحي، بينما أناألهجُ وأفرحُ فيها. آمين. |
||||
02 - 11 - 2015, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 9842 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تحيا فى الخوف لا تحيا فى الخوف! "تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْهَبُوا..." (تثنية 6:31). كابنٍ لله، من الخطأ أن تخاف من أي شئ. ففي كل الكتاب المقدس، يحثُنا الله بإستمرار ألا نخاف. ولا يوجد سبب على الإطلاق لأي مسيحي أن يخاف من إبليس، إذ أنه قد هُزِم بالفعل! وقد قال يسوع فى متى 18:28 " دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ." لاحظ أنه قال "كل سلطان" "وليس بعض السلطان" ، وهذا يعني أنه لم يُترك أي شئ لإبليس. لقد اُبطِل مفعوله تماماً وطُرِح بلا قوة بيسوع. إن السبب في أن الكثيرون يعيشون في خوف من إبليس وإعتقادهم بما يُمكن أن يفعله هو جهلهم بكلمة الله، فهم يُسلطون مزيد من السلطان إلى إبليس. فبالرغم من أننا قد قرأنا أن كل السلطان ليسوع فقط، وليس لإبليس. لقد هزم يسوع إبليس وملائكته؛ أي أنه جردهم من كل سُلطانهم! وهو قد نزع عنهم كل قيمة، تاركاً الشيطان وجنوده مُجردين تماماً. وبفعله ذلك، قد أشهر (فضح) بوضوح أنه جرد الشيطان وملائكته كأسرى حرب – جرحى، مسحوقين وبلا فائدة أو قيمة: "إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ."(كولوسى 15:2). ثم قد أعطاك السلطان عليه: " هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ." (لوقا 10 : 19). هل أدركت الآن أنه يجب أن ترفض أن تكون مُنزعجاً أو مُضطربا بالخوف من أى نوع؟ إذ يجب عليك أن تحيا في الإيمان؛ الإيمان في الله وفي كلمته؛ والإيمان في غلبة يسوع على الشيطان وكل جنود الظُلمة. وأن تلك الغلبة كانت لأجلك. فمهما حدث من حولك – في حياتك، أو عائلتك، أو عملك، أو أمورك المادية – أرفض أن تخاف. بل بالحري، أحِط نفسك لكلمة الله. وسوف تُنتج كلمته إيماناً والإيمان يهزم الخوف، ويجعلك تتعامل بروح السيادة. إقرار إيمان ربي الغالي، إن كلمتك في قلبي وفي فمي اليوم، لتُنتج إيماناً في داخلي وتنفرُ أي شكل من الخوف! وأشكرك من أجل الشجاعة، والجرأة والثقة التي تُدعم بها كلمتك روحي، بينما أناألهجُ وأفرحُ فيها. آمين. |
||||
03 - 11 - 2015, 03:35 PM | رقم المشاركة : ( 9843 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله يستجيب للصلاة! اثبت ذلك دراسة حديثة فى تعافى مرضى الجراحات الذين صلى لهم الآخرين. تجاربنا تثبت ذلك. الكتاب المقدس يعدنا بذلك. لكن لوقا يؤكد على اجابة محددة للصلاة يتلقاها طالبى الله. الله يتوق ان يعطينا هدية عظيمة ورائعة: وجوده فينا من خلال روحه القدس. بسبب الروح الساكنة، يستطيع الله ان يفعل من اجلنا ومن خلالنا اشياء لا يمكن تصورها. |
||||
03 - 11 - 2015, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 9844 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة في كورنثوس الأولى 13: 4- 7
تعد كورنثوس الأولى 13: 4- 7 الوصف الأكثر تفصيلاً لصفات المحبة، ما فيها وما ليس فيها. فنقرأ هناك: كورنثوس الأولى 13: 4- 7 " الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ." سنحاول فيما يلي أن نشرح بشكل أعمق، كل من الأشياء التي تتصف بها المحبة وما لا تتصف بها. 1) " الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى " (كورنثوس الأولى 13: 4) جملة "تتأنى" هي الفعل اليوناني " makrothumeo" الذي يتكون من الكلمات " makros" والتي تعني "طويلاً" وكلمة " thumos" والتي تعني "غضب" أو "غضب شديد". وبمعنى آخر، تعني كلمة "makrothumeo": "أن تأخذ وقتاً طويلاً قبل أن تغضب1" وهي مضاد لكلمة "الغضوب". فتعني كلمة "Makrothumeo" أن نتأنى مع الناس أكثر من التأني مع المواقف. لأنه هناك معنى آخر للتأني في المواقف باللغة اليونانية والذي سيستخدم لاحقاً في نفس الفقرة من كورنثوس الأولى. المحبة إذاً لا تغضب من الناس سريعاً ، فهي ليست غضوبة بل تتحمل بصبر. 2) "الْمَحَبَّةُ تَرْفُقُ" (كورنثوس الاولى 13: 4) شيء آخر يميز المحبة وهو أنها ترفق. المعنى اليوناني لكلمة "ترفق" هو الفعل "chresteuomai" والمستخدم هنا فقط في العهد الجديد. ومع ذلك، فلقد استخدم لمرات قليلة بشكلين آخرين. الأول هو الصفة " chrestos" بينما كان الثاني هو الإسم " chrestotes". تعني كلمة "Chrestos": "جيد، لطيف، خَيِّر، حميد؛ خَيِّر بشكل نشط على الرغم من الجحود". وبالتالي، تعني كلمة "chresteuomai" إظهار الـ "chrestos " اي أن تكون لطيفاً، جيداً، مترفقاً على الرغم من أنك قد تواجه الجحود. 3) " الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ" (كورنثوس الأولى 13: 4) كلمة "حَسَد" المستخدمة في تلك الفقرة هي الفعل اليوناني "zeloo". والإسم المشتق منه هو "zelos". ويستخدم كل من "zeloo" و"zelos" في كلا السياقين؛ الصالح والسيء. فتستخدم مع السياق الصالح، بمعنى تَحَمُس أو غيرة. ومن ثم، فعلى سبيل المثال، دُعِينا في كورنثوس الأولى 14: 1 أن نتبع المحبة ونَجِدّ [zoloo] للمواهب الروحية. ومع ذلك، فغالباً ما تستخدم كل من zelos وzeloo في السياق السيء. وفي مثل هذا السياق، تعني كلمة zelos الحسد أو الغيرة. وتوضح يعقوب 3: 14- 16 نتائج ومصدر الغيرة: يعقوب 3: 14- 16 " وَلكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ [zelos] مُرَّةٌ وَتَحَزُّبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ. لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ [zelos] وَالتَّحَزُّبُ، هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ." إن الجسد أو الطبيعة القديمة هو مصدر الغيرة والحسد، (أنظر أيضاً غلاطية 5: 20). عندما توجد الغيرة، فأنت تفرح لألمي وتتألم لفرحي، وهذا يناقض تماماً ما توصينا به كلمة الله (كورنثوس الأولى 12: 26). وعلى العكس، فبما أن المحبة لا تحسد، إذاً فعندما تحب، فأنت تفرح عندما أفرح وتتألم عندما أتالم. 4) " الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ" (كورنثوس الأولى 13: 4) الكلمة المُتَرجَمة إلى "تفاخر" هنا هو الفعل اليوناني "perpereuomai" والذي يعني "إظهار التباهي أو التفاخر". إنه نوع من السلوك الذي يقول صاحبه باستمرار "أنا فعلت، أنا عندي، أنا صنعت..... إلخ". وكثيراً جداً ما يُستَخدَم الضمير "أنا" بواسطة مثل هذا الشخص. ونحن أيضاً كمسيحيين، أحياناً ما نفعل نفس الشيء. فنقول: "أنا صنعت هذا لأجل الرب..." أو "أني صليت هذا المقدار" أو "قضيت الكثير من الوقت في دراسة الكتاب المقدس اليوم" أو "أعرف هذا وذاك من الكتاب المقدس" مما يعني أني أحق منك لأنك على الأغلب لم تقم بالأمر "بهذا القدر". ومع ذلك، فنحن عندما نحب لا نتفاخر، لأننا ندرك أنه لا يوجد أي شيء يميزنا عن أي أخ أو أخت لنا في الجسد. وكما تقول كورنثوس الأولى 4: 7: كورنثوس الأولى 4: 7 " اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ الَّتِي تُعْطِي صَوْتًا: مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ، مَعَ ذلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقًا لِلنَّغَمَاتِ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ؟" كل شيء نمتلكه لم نحققه من أنفسنا بل أُعطِيَ لنا من قِبَل الرب. ولهذا، ليس لنا الحق في التفاخر بأي شيء أو بأي أحد غير الرب. كما تقول لنا كورنثوس الأولى 1: 31: كورنثوس الاولى 1: 31 " مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ" إذاً، هل سنفخر بقدراتنا، بقيمتنا أو حتى بتقوانا؟ نحن لن نفعل هذا إن كانت المحبة فينا. لأنه، إن كنا نحب سنفخر فقط بالرب. 5) " الْمَحَبَّةُ لاَ تَنْتَفِخُ" (كورنثوس الأولى 13: 4) شيء آخر ليس من صفات المحبة وهو الانتفاخ. المعنى اليوناني لكلمة " تَنْتَفِخُ" هو الفعل "fusioo" والتي تعني حرفياً "أن ينفخ، ينفث، يتضخم". واستخدمت في العهد الجديد سبع مرات، ست منها مستخدم في كورينثوس الاولى2. وفي كل الأحوال، فهي تستخدم بشكل رمزي بمعنى التفاخر. هناك استخدام خاص لهذه الكلمة في كورنثوس الاولى 8: 1 حيث نقرأ: كورنثوس الاولى 8: 1- 3 " وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ: فَنَعْلَمُ أَنَّ لِجَمِيعِنَا عِلْمًا. الْعِلْمُ يَنْفُخُ [fusioo]، وَلكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِي. فَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا، فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ! وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ اللهَ، فَهذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ." العلم ينفخ. ولكننا لا ندرس الكتاب المقدس فقط للعلم، بل لمعرفة الله، الذي يُظهِر ذاته فيه. وكما تقول يوحنا الأولى 4: 8: "مَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ". بدون المحبة لن نعرف الله حتى وإن كان لدينا المعرفة الكاملة بالكتاب المقدس. بالإضافة إلى ذلك، إن بقي هذا العلم مجرد علم بدون أن تصحبه المحبة إذاً فستكون النتيجة هي الانتفاخ، أن نصير متفاخرين وهذا الشيء يناقض خواص المحبة. 6 ) "الْمَحَبَّة لاَ تُقَبِّحُ" (كورنثوس الأولى 13: 5) شيء آخر ليس من صفات المحبة هو أنها لا " تُقَبِّحُ". كلمة " تُقَبِّحُ" هنا هو الفعل اليوناني "aschemoneo" والذي يعني "أن نسلك بشكل غير لائق... أن نتصرف بانحراف أخلاقي". ومن ثم، فعلى سبيل المثال في رومية 1: 27 فخطيئة اللواط تُدعَى " aschemosune" (نتاج ال "aschemosune"). المحبة إذاً لا تسلك بشكل غير أخلاقي أو غير صحيح، وعندما يتواجد مثل هذا السلوك، فيكون مصدره الوحيد هو الإنسان العتيق. 7) "الْمَحَبَّة لاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا" (كورنثوس الأولى 13: 5) صفة أخرى من صفات المحبة هي أنها لا تطلب ما لنفسها. وجملة " مَا لِنَفْسِهَا" هي الصفة اليونانية " eautou". هناك عدد متوسط من المواضع في الكتاب المقدس والتي توصينا بالا نطلب ما لأنفسنا. تخبرنا رومية 15: 1- 3 رومية 15: 1- 3 " فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ، وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا [eautou]. فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ لِلْخَيْرِ، لأَجْلِ الْبُنْيَانِ. لأَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ [eautou]، بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«تَعْيِيرَاتُ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ»." وأيضاً كورنثوس الأولى 10: 23- 24 " «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوَافِقُ. «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي. لاَ يَطْلُبْ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا هُوَ لِلآخَرِ." عندما نسلك بالمحبة لا نبحث عن إرضاء أنفسنا، صانعين من أنفسنا مركزاً لأفعالنا (مذهب الفردية). على العكس، فبخدمة الله بالمحبة، نبحث عن إرضاء، ومباركة الآخرين. هذا ما فعله يسوع المسيح. لقد خدم الله بالمحبة ولم يبحث عن إرضاء ذاته. وهذا هو سبب قبوله للصليب. كما تخبرنا فيليبي 2: 7- 11 فيليبي 2: 7- 11 " لكِنَّهُ [المسيح] أَخْلَى [باليونانية: "أخلى نفسه] نَفْسَهُ [eautou]، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ [كنتيجة] رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." بسبب محبة المسيح لنا، أخلى نفسه وذهب إلى الصليب لأجلنا. ولكن، هل ذهب هذا الشيء هباء أو أدى إلى خسارة شخصية؟ كلا، بل على العكس، فلأنه فعل هذا، مجده الله. وبالمثل، فعندما نحب، نضع اهتماماتنا الخاصة أو اهتماماتنا الذاتية جانباً ، ونعطي اهتمامنا وانتباهنا لله وأخوتنا وأخواتنا في الجسد. يلزم أن أوضح هنا أنه عندما أتحدث عن "الاهتمامات الخاصة" فأنا لا أعني التزاماتنا الخاصة، أو الأشياء التي علينا الاهتمام بها كجزء من الحياة. بل إني أتحدث أكثر عن الوقت الذي نهدره في الأنشطة والهوايات الخاصة التي لا تجلب أي مجد لله وتقوم فقط بإرضاء الجسد أو الإنسان العتيق. بإعطاء الأولوية، ليس للذات بل لله ولشعبه، لن تكون النتيجة هي خسارة شخصية بل مكافآت هنا وفي السماء. كما قال المسيح في يوحنا 12: 25-26 يوحنا 12: 25-26 " مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَه3 فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ." كذلك مرقس 10: 29- 30 " فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً، لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ، بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَدًا وَحُقُولاً، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ." كم من الاستثمارات التي تعرفها والتي أعادت " مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ"؟ أنا لا أعرف شيئاً يقدر أن يفعل هذا غير التحول من البحث عن ذواتنا أولاً إلى البحث عن ذات الله وذات أخوتنا وأخواتنا في الجسد. ونستخلص من ذلك: إما أننا قد صرنا فرديين، نطعم الجسد واهتماماته ونخسر كل شيء، أو نحب وعوضاً عن الاهتمام أولاً بأنفسنا نهتم أولاً بالله وبالأخوة والأخوات الآخرين في الجسد. في تلك الحالة سيرجع لنا " مِئَةَ ضِعْفٍ" بالإضافة إلى مجد الله ذاته. 8) " الْمَحَبَّة لاَ تَحْتَدُّ" (كورنثوس الأولى 13: 5) الكلمة المترجمة هنا إلى "تحتد" هي الفعل اليوناني "paroxuno" والذي يعني حرفياً "جعله حاداً عن طريق حكه في أي شيء، شحذ؛ جعله حاداً، حرّض، أحنق". والإسم المقابل هو كلمة "paroxusmos" والتي تشتق منها كلمة "paroxysm" في اللغة الإنجليزية. ومن الواضح أن الاحتداد والغضب لا يمكن أن يتواجدوا مع المحبة الصادقة بأي حال من الأحوال، لأنهما ضد المحبة. 9) " الْمَحَبَّة لاَ تَظُنُّ السُّؤَ" (كورنثوس الأولى 13: 5) كلمة "تظن" هنا هي الفعل اليوناني " logizomai" والذي يعني "أعتقد". والذي يعني حرفياً "أن يختلق في عقله، أن يحسب لشغل النفس بالتقديرات والحسابات4". وهناك ترجمة أدق بالإنجليزية في نسخة ال NIV للكتاب المقدس والتي تُقرأ بنفس المعنى: " الْمَحَبَّة لاَ تَظُنُّ السُّؤَ" أي أن المحبة تنسى سريعاً ودائماً كل ما يحدث في حقها من شرور. في بعض الأحيان، يعمل الناس الذين في العالم لسنين مختطين كيف ينتقمون من شخص أذاهم. ومع ذلك، عندما نسلك بالطبيعة الجديدة أو عندما نسلك بالمحبة، فلن نحتفظ بسجل الأخطاء التي قابلتنا بل سننساها. 10) " الْمَحَبَّة لاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ" (كورنثوس الأولى 14: 6) كلمة "الإثم" هي الكلمة اليونانية "adikia". وهي تعني: "كل ما هو غير مطابق للصواب، ما لا ينبغي أن يكون؛ ما لا ينبغي أن يكون بسبب الحقيقة المباحة؛ ومن ثم، خطأ، غير صالح."، كل ما هو ضد الحق، يُعَد غير صالح. وبما أننا نعرف من يوحنا 17: 17 أن الحق هو كلمة الله، فكل ما هو ضد كلمة الله هذه، يعد ”adikia"، أو غير صالح. ومن ثم، فوفقاً لهذه الفقرة، تفرح المحبة بالحق، أو بكلمة الله وليس بما هو ضدها والذي يُعَد غير صالح. 11) " الْمَحَبَّة تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْء" (كورنثوس الأولى 14: 7) كلمة "تحتمل" هي الفعل اليوناني "stego". هناك استخدام مميز لهذه الكلمة في كورنثوس الأولى 9: 12 حيث نقرأ أن بولس ورفقائه، على الرغم من مسؤولياتهم العظيمة، إلا أنهما فضَّلا عدم استخدام حقهم في "العيش من الإنجيل" (كورنثوس الأولى 9: 14) " بَلْ نَتَحَمَّلُ [stego] كُلَّ شَيْءٍ لِئَلاَّ نَجْعَلَ [بولس وفريقه] عَائِقًا لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ". فتَحَمَّلا كل شيء لأجل إنجيل المسيح، وفَعَلا ذلك بسبب المحبة، لأن المحبة تحتمل كل شيء. 12) " الْمَحَبَّة تُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ" (كورنثوس الأولى 14: 7) كلمة "تصدق" هي الفعل اليوناني "pisteuo" والذي ذُكِرَ 246 مرة في العهد الجديد. وبطريقة الإنجيل، فالتصديق يعني أن نصدق ما أظهره الله في كلمته أو من خلال إعلانات روحه5 (والذي مع ذلك يجب أن يكون متوافقاً مع كلمته المكتوبة). المحبة إذاً تصدق كل شيء يقوله الله في كل من كلمته ومن خلال إعلانات الروح. 13) "َالْمَحَبَّة تَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ" (كورنثوس الأولى 14: 7) واحدة أخرى من صفات المحبة التي تخبرنا بها كلمة الله هو أنها ترجو كل شيء. ومرة أخرى، لابد من أن تؤخذ جملة "كل شيء" بالسياق الأشمل لكلمة الله. وكما هو الحال مع التصديق، كذلك ايضاً مع الرجاء، فالمرجع هو كل الأشياء التي تتكلم عنها كلمة الله. فالمحبة إذاً ترجو كل الاشياء التي حددها الله في كلمته بأنها حقائق مستقبلية، أو كأشياء علينا أن نرجوها. وأكثر ما هو واضح منها هو بالطبع مجيء ربنا يسوع المسيح. 14) "الْمَحَبَّة تَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" (كورنثوس الأولى 14: 7) وأخيراً نتعلم أن المحبة تصبر على "كل شيء". وكلمة "تصبر" هنا هي الفعل "hupomeno". ومعناها مشابه لمعنى "makrothumeo" (أن نتحمل) التي اختبارناها سابقاً. والفرق بينهما هو أنه "بينما تشير hupomeno إلى ردة فعل الشخص نحو الظروف، مظهراً المثابرة في مواجهة الصعوبات، فتشير makrothumeo إلى ردة فعل الإنسان تجاه الأشخاص، مظهراً احتمال صبور للآثام وحتى الأشياء المثيرة للغضب الصادرة عن الآخرين بدون الرغبة في الانتقام6. فالمحبة إذاً، بعيداً عن كونها صبورة جداً تجاه الناس (makruthumeo) فهي أيضاً صبورة جداً تجاه الظروف (hupomeno). وهي تصبر بدون الضعف في الضيقات. لكي ننهي هذا المقال، فلنقرأ الأن كورنثوس الأولى 13: 4- 7 مرة أخرى كورنثوس الأولى 13: 4- 7 " الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ." وكما تقول لنا كولوسي 3: 12- 14 " فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ." |
||||
03 - 11 - 2015, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 9845 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الْمَحَبَّةُ: تَكْمِيلُ النَّامُوسِ
وصف يسوع محبة بعضنا البعض في يوحنا 13: 34 بالوصية الجديدة. وقد يتحير بعضنا في سبب وصفه لها بذلك. أكان هذا لأنه أوصي بها للمرة الأولى؟ كلا من الواضح، لأن سفر اللاويين يحتوي على تلك الوصية التي كتبت قبل مئات السنين. فيخبرنا حقاً سفر اللاويين 19: 18 لاويين 19: 18 "تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ." وبشكل حرفي إذاً، لم تكن وصية جديدة تلك التي أعطاها يسوع. لماذا إذاً دعاها بالجديدة؟ السبب البسيط في ذلك، هو أنه على الرغم من كونها وصية الناموس، إلا أنه حتى ذلك الوقت لم يكن من السهل على الناس حفظها. فكون المحبة من ثمار الطبيعة الجديدة (غلاطية 5: 22) - أي الطبيعة التي نستقبلها بالولادة الجديدة والتي تدعى أيضاً في الإنجيل "بالإنسان الجديد" (افسس 4: 24)، أو "الروح" (غلاطية 5: 5- 25) - فهي تحتاج لهذه الطبيعة الجديدة حتى تنمو، ولم تكن هذه الطبية الجديدة متاحة حتى ذلك اليوم. ومن ثم، فعلى الرغم من أن الناس قد أُوصُوا بأن يحبوا بعضهم بعضاً، إلا أنهم لم يقدروا على حفظ هذه الوصية. ومع ذلك، فمنذ يوم الخمسين وحتى الآن، يستطيع الناس بكل حرية أن يستقبلوا الطبيعة الجديدة عن طريق الاعتراف بأفواههم بالرب يسوع والإيمان بقلوبهم بأن الله أقامه من بين الأموات ومن ثم يقدرون على المحبة. ولهذا السبب، دعى يسوع محبة بعضنا بعضاً بالوصية الجديدة. فهي لم تكن جديدة لأنه أوصي بها للمرة الأولى، بل لأنه قريباً (منذ يوم الخمسين) سيصبح من الممكن حفظها من خلال الطبيعة الجديدة. وفي الحقيقة، لم تكن وصية أن نحب بعضنا بعضاً هي الوحيدة في وصايا الناموس التي كان من المستحيل حفظها بسبب افتقاد الناس للطبيعة الجديدة. فتصف رومية 8: 3 الناموس كله بأنه " كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ [الطبيعة القديمة]" . لم تكن مشكلة الوصية هي كونها سيئة. بل على النقيض، تخبرنا رومية 7: 12 بأنها كانت " مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ". ومع ذلك، لم تكن هناك طريقة لحفظها وكان السبب في ذلك هو عدم توافر الطبيعة الجديدة. كما تقول لنا رومية 7: 14 أن " النَّامُوسَ رُوحِيٌّ" لكن حكمه كان "جَسَدِيٌّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ". ومن ثم، لم يقدر الناس على حفظ الوصية. ومع ذلك، فمنذ اليوم الذي أتيحت فيه الطبيعة الجديدة، أصبح هؤلاء الذين يملكونها قادرين على المحبة وبالمحبة يكملون الناموس تلقائياً. وبالفعل، تخبرنا رومية 13: 8- 10 بالآتي: رومية 13: 8- 10 " لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ. لأَنَّ «لاَ تَزْنِ، لاَ تَقْتُلْ، لاَ تَسْرِقْ، لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ، لاَ تَشْتَهِ»، وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى، هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هذِهِ الْكَلِمَةِ:«أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ." وكذلك: غلاطية 5: 13- 14 " فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ:«تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ»." أنهى يسوع المسيح عصر الناموس بعمل فدائه، فاتحاً بذلك وفي نفس الوقت عصراً جديداً هو عصر النعمة. ومع ذلك، فلا تزال العديد من أمور الناموس صالحة في العصر الحالي كذلك. على سبيل المثال، فالوصايا التي توصي بعدم السرقة أو الزنى أو الكذب هي أيضاً وصايا عصر النعمة1. والآن، وفقاً للفقرة السابقة، فلتكميل وصايا الناموس، والتي قد تكون أيضاً وصايا لتنسيق أمورنا، لا نحتاج لشيء إلا المحبة. وكما تقول الفقرة: فالمحبة هي تكميل الناموس وكل الوصايا مجموعة في وصية أحبوا بعضكم كأنفسكم. ليس علينا أن نركز تفكيرنا على قائمة من الأعمال التي يجب ولا يجب القيام بها مثل، "لا ينبغي أن أسرق، لا ينبغي أن أقتل، لا ينبغي أن أزني، لا ينبغي أن أكذب... إلخ" بل أن نحب وكل هذه الأشياء ستحدث. لأنه عندما نحب لن نكذب ولن نسرق ولن نقتل.. إلخ. لا يجب أن نبدأ بتحديد السلبيات ("لا يجب أن أفعل...كذا وكذا") بل أن نحب ولن تكون السلبيات قضية ابداً. كما تقول غلاطية 5: 16: " وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ [الطبيعة الجديدة] [ونتيجة لذلك] فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ [الطبيعة القديمة]". عندما تسلك بالمحبة، تسلك بالروح أو بالطبيعة الجديدة، ونتيجة لذلك، لن تكمل شهوة الجسد التي للطبيعة القديمة أي أنك لن تسرق أو تقتل أو تزني أو تفعل أي شيء آخر يكون نتاج لهذه الطبيعة. نستخلص من ذلك إذاً أن المحبة هي بالفعل تكميل الناموس: " لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ:«تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ»." (غلاطية 5: 14). كذلك المحبة هي بالفعل " وَصِيَّةً جَدِيدَةً " (يوحنا 13: 34) لأنها ثمر الطبيعة الجديدة (غلاطية 5: 22)، الذي ينمو كلما سار بالطبيعة الجديدة هؤلاء من حصلوا عليها. |
||||
03 - 11 - 2015, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 9846 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة: الوصية الجديدة
حتى نبدأ هذا المقال، دعونا نذهب إلى بشارة يوحنا. فما سنقرأه، حدث في ليلة القبض على يسوع المسيح. في تلك الليلة، أعطى يسوع العديد من التعاليم للتلاميذ والتي تغطي جزءاً كبيراً من بشارة يوحنا (يوحنا 13- 17). ومن ضمن الأشياء التي قالها يسوع للتلاميذ تلك الليلة كانت هي الشيء الذي أكد عليه أيضاً بوصفه بالوصية الجديدة. فتخبرنا يوحنا 13: 34: يوحنا 13: 34 " وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا." كانت الوصية الجديدة التي أعطاها يسوع هي أن نحب بعضنا بعضاً، وتظهر الأهمية الكبرى التي أعطاها لهذه الوصية في تكراره لها لمرتين أخريتين في نفس الليلة. فتخبرنا يوحنا 15: 12- 17: يوحنا 15: 12- 17 " «هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا." يوصينا يسوع المسيح بأن نحب بعضنا بعضاً، وفي الحقيقة، بأن نحب بعضنا بعضاً بقدر حبه لنا. ولكن كم أحبنا؟ تعطينا أفسس 5: 2 الجواب فتقول: افسس 5: 2 " وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَ [ونتيجة لحبه] أَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً." أحبنا يسوع المسيح كثيراً جداً حتى أسلم نفسه لأجلنا. وبمثل هذا النوع من المحبة يوصينا أيضاً أن نحب بعضنا بعضاً. فقال " أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ". ووصف محبتنا لبعضنا البعض بالوصية، كشيء وجب القيام به بشكل ضروري. وكذلك تخبرنا بطرس الأولى 1: 22 بالتالي: بطرس الأولى 1: 22 " طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ." هذا بالإضافة إلى بطرس الأولى 4: 8 " وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً." وقبل كل شيء، علينا أن نحب بعضنا البعض وأن نفعل هذا بشدة، بنفس المحبة الشديدة التي أحبنا بها يسوع. ونستخلص مما سبق إذاً أن الوصية الجديدة التي أعطانا إياها يسوع هي أن نحب بعضنا بعضاً وأن نفعل ذلك بشدة. ونختبر في مقال "الْمَحَبَّةُ: تَكْمِيلُ النَّامُوسِ" السبب الذي لأجله وصف يسوع محبة بعضنا لبعض بالوصية الجديدة، على الرغم من إمكانية وجودها بنفس الشكل تماماً في العهد القديم أيضاً ("أحب قريبك كنفسك"). |
||||
03 - 11 - 2015, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 9847 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة: لازمة لمعرفة الله
يوحنا الأولى هي واحدة من ضمن العديد من الفقرات المتحدثة عن المحبة، فنقرأ هناك: يوحنا الأولى 4: 7- 8 " أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ." كما تقول الفقرة: " وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ". يعتقد العديد أن الاحتياج الوحيد لكي تعرف الله هو أن تعرف الإنجيل جيداً. وبالفعل، أعطانا الله النصوص الكتابية لمعرفته إذ أنه يكشف عن ذاته فيها. ومع ذلك، كما هو واضح، لا يمكن أن يحدث هذا عن طريق العلم فقط. فالأمر يحتاج أيضاً إلى المحبة. فحتى وإن كان للإنسان المعرفة الكاملة بنصوص الكتاب المقدس، لن يعرف الله إن لم تكن هذه المعرفة مصحوبة بالمحبة. كما تقول لنا كورنثوس الأولى 13: 1- 3 كورنثوس الأولى 13: 1- 3 " إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ. وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا. وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا." لا تقول هذه الفقرة أن النبوة والإيمان العظيم والتحدث بألسنة هي أمور سيئة أو أن التكلم بألسنة والتجليات الأخرى للروح (كورنثوس الثانية 12: 8- 10) ليس لها وجود الآن ولا ينبغي القيام بها. ما تقوله الفقرة هو أنه إن كانت لي كل هذه الأشياء ولكن ليس لي محبة فلست شيئاً. ولا أنتفع شيئاً. حتى وإن كنت أفهم الكتاب المقدس كله بدون أي تشكك، حتى وإن كانت معرفتي بالكتاب المقدس عظيمة جداً، ولكن ليس لي محبة فلست شيئاً. وإن أعطيت كل حياتي وأموالي ولكن ليس لي محبة فلست شيئاً. وإن سلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلست شيئاً. لأنه إن لم يكن لي محبة فلازلت جاهلاً بالله الذي هو المحبة. الناس الذين يعرفون أقل ويحبون أكثر سيعرفون الله أفضل مني. كما تقول كورنثوس الأولى 8: 1- 3 كورنثوس الأولى 8: 1- 3 " وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ: فَنَعْلَمُ أَنَّ لِجَمِيعِنَا عِلْمًا. الْعِلْمُ يَنْفُخُ، وَلكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِي. فَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا، فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ! وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ اللهَ، فَهذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ." المعرفة ليست سيئة. ومع ذلك، فإن لم ترافقها المحبة، لن ينتج عنها معرفة الله بل انتفاخ وتفاخر. بالإضافة إلى هذا، توضح نفس الفقرة بالاشتراك مع يوحنا الأولى 4: 20- 21 أن الجدال يذهب أيضاً في الاتجاه المعاكس، أي اننا إن لم نحب بعضنا البعض، لن نعرف الله وفقط بل أيضاً لن نُعْرَف من قِبَله. كورنثوس الأولى 8: 3 " وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ اللهَ، فَهذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ" يوحنا الأولى 4: 20- 21 " إِنْ قَالَ أَحَدٌ:«إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ وَلَنَا هذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا." لا يمكننا أن نقول أننا نحب الله بينما لا نحب بعضنا بعضاً. أو بمعنى آخر، محبة بعضناً لبعض هي شرط لمحبة الله. والآن، فبما أن محبة الله هي شرط لمعرفة الله لنا، وبما أنه لا يمكننا محبة الله إن كنا لا نحب بعضنا بعضاً، فنستطيع أن نستنتج بسهولة أن المحبة هي شرط لمعرفة الله لنا. إذاً، فما الذي يتطلبه أن نعرف الله ونًعرَف من قِبَله؟ الجواب هو أن نحب بعضنا بعضاً. |
||||
03 - 11 - 2015, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 9848 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ (رومية 12: 9) رومية 12: 9 "اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ" جملة " بِلاَ رِيَاءٍ" هي كلمة واحدة في اللغة اليونانية: وهي الصفة "anupokritos" والمكونة من الكلمة "an"، وهو حرف نفي ينفي الكلمة، والوصف "hupokrisia"، والذي يعني "رياء". وكلمة "الرياء" تعني أن تتظاهر بامتلاكك صفات خاصة لا تمتلكها في الحقيقة أو أن تكون على غير ما أنت عليه. على سبيل المثال، تخبرنا كورنثوس الثانية 11: 13- 15 أن الشياطين " مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ. وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ!". هذا التغير في شكل الشيطان وخُدَّامه إلى شيء ليس فيهم هو رياء محض1. والآن، فلنرجع إلى رومية 12: 9 التي تطلب منَّا ألا نتظاهر بالمحبة ونحن ننوي شيئاً آخر في عقولنا، بل أن نحب بصدق. فقط المحبة الصادقة هي المحبة الحقيقية. ونفس الشيء ذُكر في رسالة بطرس الأولى 1: 22 بطرس الأولى 1: 22 "طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ [anupokritos]، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ." فلتنبع محبتنا من قلب طاهر، فلتكن مخلصة، حقيقية وصادقة. فلا تكون بالقول بل بالفعل وبكل أمانة. فلتكن بشدة. لعلنا إذاً ننمو في محبة بعضنا بعضاً وفي تقديرنا لانتماءنا جميعاُ لنفس الجسد الواحد، الذي هو جسد المسيح، ولنفس الأسرة الواحدة، التي هي أسرة الله وأننا جميعاً أخوة. فلنضع المحبة فوق كل شيء آخر لأن المحبة هي "رِبَاطُ الْكَمَالِ" (كولوسي 3: 14). لعلنا نتغاضى عن ضعفات كل واحد منَّا ونحب بعضنا بعضاً بقلب طاهر صادق بدون رياء. |
||||
03 - 11 - 2015, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 9849 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ"
احبنا يسوع المسيح، وأظهر حبه ببذله لذاته عنا. ويتضح من هذا أن المحبة ليست بالكلام فقط بل تحتاج إلى أعمال أو إلى عطاء. قد تعطي الكلمة أو التشجيع أو جزء من وقتك أو مالك.. إلخ. ولكن النقطة هنا هو أن المحبة مستعدة أن تعطي وأن تدعم حقاً عندما تكون هناك الحاجة إلى ذلك. تخبرنا يوحنا الأولى 3: 16- 17 قائلة: يوحنا الأولى 3: 16- 17 " بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ. وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟" أظهر لنا يسوع محبته بأن أعطى حياته لأجلنا. فالمحبة ليست مبدأ نظري بل هي شيء لابد من إظهاره بالأعمال. فكما تقول يوحنا الأولى 3: 18 يوحنا الأولى 3: 18 " يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!" لا تكون محبتنا بالكلام بل بالعمل والحق. لا يجب أن تكون نظرياً بل فعلياً. لا تكون كما في يعقوب 2: 15- 16 يعقوب 2: 15- 16 " إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ:«امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟" من السهل أن تحب بالكلام، وأن تعرف كل ما هو "نظري" عن المحبة. فليس سيئاً أن تقول "فليباركك الله."، بل يجب أن تصحبها الأعمال اللازمة عند الحاجة. كما توصينا غلاطية 5: 13 بأن نخدم بعضنا بعضاً بالمحبة. لا ينبغي لنا أن نكون غير مبالين تجاه بعضنا البعض وأن نفر هاربين عند احتياج أحد أعضاء الجسد لدعمنا. قد يتسائل البعض بعد سماع هذا الكلام، كيف يمكننا أن نعرف ما إذا كان الشخص صادق في احتياجه إلينا، وكيف يمكننا أن نعرف ما إذا كان الشخص الذي نجهل احتياجاته كلها أو جزء منها، في حاجة إلينا بالفعل ؟ نعرف إجابة هذا السؤال من خلال روح الله. وضع الله روحه فينا، حتى يمكنه أن يخبرنا إن كان علينا أن نفعل شيئاً وكذلك متى وكيف نفعله. كما تقول فيليبي 2: 13 فيليبي 2: 13 " لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ." وضع الله روحه فينا، وهو يعمل من خلاله. فعلينا إذاً أن نستمع إلى تلقينات روح الله وأن ندعه يعمل فينا. فالمحبة لا تعني أن أفعل أي شيء يطرأ إلى رأسي، لأنني قد أعتبره مفيداً. ما تعنيه المحبة هو أن أكون مستعداً ومتاحاً أن أفعل، من خلال المحبة، أي شيء يلقنني إياه روح الله الساكن فيَّ لأي إنسان يلققني الروح تجاهه. ومن ثم، أنا لا أعطي لمن يعترض طريقي طالباً المال، لأنه قد لا يكون محتاجاً إليه في الحقيقة. بل أنا أعطي لهذا الإنسان أو لهذا الهدف الذي يخبرني به الله. يعرف الله من له احتياج صادق ومن ليس له. يعرف من يحتاج الدعم ومن لا يحتاج. هو يعرف كيف يستخدم محبتنا بالشكل الأفضل. نستخلص من ذلك إذاً أن المحبة الحقيقية ليست بالكلام فقط. بل هي أفعال أو أنها مستعدة للتصرف متى تكون هناك حاجة إليها وتحت إرشاد من الروح القدس |
||||
03 - 11 - 2015, 06:12 PM | رقم المشاركة : ( 9850 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجسد والروح
خُصِّص الإصحاح الخامس من رسالة غلاطية بدرجة كبيرة للمقارنة بين الطبيعة القديمة (التي تدعى "الجسد")، والطبيعة الجديدة (والتي تدعى "الروح")، والصراع الدائر بينهما. أما بخصوص المصطلحات "الجسد" أو "الطبيعة القديمة" و"الروح" أو "الطبيعة الجديدة"، فتستخدم لوصف حالة الإنسان قبل وبعد إيمانه. فيوصف الإنسان قبل أن يصير مسيحي، أي قبل أن يعترف بفمه بالرب يسوع ويؤمن من قلبه بأن الله أقامه من بين الأموات (رومية 10: 9)، بأنه كان ميتاً " بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا" (أفسس 2: 1). مهما كانت أعمال الإنسان الذي لم يحصل على الخلاص، فهو، من وجهة نظر الله، ميت بالذنوب والخطايا. قد يبدو مهذباً، قد يعمل الخير، قد يظهر عواطفه للسلام، للحيوانات أو للبيئة ولكنه من وجهة نظر الله، ميت بالذنوب والخطايا، فهو إنسان مُحطَّم، إنسان مُتَجَنِّب "عَنْ حَيَاةِ اللهِ" (أفسس 4: 18) تماماً كما كان آدم بعد السقوط. وها هي بعض المصطلحات التي يستخدمها الكتاب المقدس لوصف هذا الإنسان أو تلك الطبيعة المحطمة: "الإنسان العتيق" (أفسس 4: 22، كولوسي 3: 9)، "الجسد" (غلاطية 5: 13- 26، رومية 8: 1- 13)، " الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ" (كورنثوس الأولى 2: 14)، " جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ" (رومية 7: 24). ولحسن الحظ، فليست هذه الطبيعة المحطمة، أو "الجسد"، هي الفرصة الوحيدة للإنسان. لم يُحكَم على الإنسان أن يظل ميتاً إلى الأبد في الذنوب والخطايا. فيمكن لهذا الوضع أن يتغير بالاعتراف بالفم بالرب يسوع وبالإيمان من القلب بأن الله أقامه من الأموات. كما تخبرنا رومية 10: 9 رومية 10: 9 " لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ." عندما يعترف الإنسان بفمه بالرب يسوع ويؤمن من قلبه بأن الله أقامه من الأموات، يولد من جديد ونتيجة لذلك يستقبل طبيعة جديدة، تدعى في غلاطية 5 "الروح". فهو، من وجهة نظر الله، لم يعد ميتاً بالذنوب والخطايا ولكنه خلص (رومية 10: 9)، فهذا الإنسان مقدس وبار أمامه (رومية 3: 21- 28، كورنثوس الأولى 1: 30)، وصار لديه الروح القدس والذي يستطيع أن يستثمره أيضاً (كورنثوس الأولى 12: 8- 10) وهو ابن لله (غلاطية 3: 26)، وهذا مجرد إشارة لبعض الأشياء التي تصير للإنسان نتيجة لهذه الولادة الجديدة. كل هذه الأشياء التي يمتلكها الإنسان بسبب الولادة الجديدة تؤسس الطبيعة الجديدة، أو باستخدام مصطلحات الإنجيل، تؤسس "الإنسان الجديد" (افسس 4: 24)، أو "الروح1" (غلاطية 5: 5- 25). والآن، فحقيقة استقبال الشخص للطبيعة الجديدة بعد إيمانه لا يعني اختفاء الطبيعة القديمة تلقائياً. ولكن بعد الولادة الجديدة، يصبح للإنسان الذي صار ابناً لله كل من الطبيعتين الجديدة والقديمة بداخله، كل منهما ضد الأخرى. كما تخبرنا غلاطية 5: 16- 17 غلاطية 5: 16- 17 " وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ [الطبيعة الجديدة] فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ [الطبيعة القديمة]. لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ." إن الطبيعة القديمة أو الجسد ضد الطبيعة الجديدة أو الروح. فمن الضروري لكي تفوز في هذا الصراع، أن تسلك بالطبيعة الجديدة أو بالروح. كما تقول الآية: " اسْلُكُوا بِالرُّوحِ [ونتيجة لذلك] فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ"، فالطريقة التي تقدرون بها أن لا تكملوا شهوة الجسد هو بأن تسلكوا بالروح أو بالطبيعة الجديدة أي عن طريق لبس واستخدام كل ما تقوله كلمة الله بخصوص الطبيعة الجديدة. وبهذا، سيقل عمل الجسد أو الطبيعة القديمة. وما ينتج عن السير بالروح معطى في غلاطية 5: 19- 23 بالإضافة إلى ما ينتج عن السير بالجسد: غلاطية 5: 19- 23 " وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ." في القسم الأول من الأعمال، لدينا أعمال الجسد، أي الأعمال الظاهرة للطبيعة القديمة، بينما لدينا في القسم الثاني " ثَمَرُ الرُّوحِ" أي نتائج السير بالطبيعة الجديدة. وبأخذ المحبة كمثال: فكما نرى، فهي تنتمي لثمر الطبيعة الجديدة أو الروح. إذاً، فالمحبة ليست ميزة موجودة في الإنسان العتيق، إذ أنها من ثمر الإنسان الجديد أو الطبيعة الجديدة. ونفس الشيء بالنسبة لبقية الثمار، الفرح، السلام، طول الأناة، اللطف، الصلاح، الإيمان، الوداعة والتعفف. سيأتي كل هذا كثمر في حياتنا بالسلوك بالروح. الجسد والروح: الخلاصة نستخلص مما سبق إذاً أننا لدينا طبيعتين: تدعى واحدة منهما الجسد أو الطبيعة القديمة أو الإنسان العتيق وتدعى الأخرى الروح أو الطبيعة الجديدة أو الإنسان الجديد. الطبيعة القديمة هي الطبيعة التي كانت لنا قبل إيماننا بالرب يسوع المسيح وقيامته. وعلى النقيض، فالطبيعة الجديدة هي ما استقبلناه بعد إيماننا بربنا. الجسد أو الطبيعة القديمة ميتة في الذنوب والخطايا وهي في صراع دائم مع الطبيعة الجديدة أو الروح. ثم رأينا أن المحبة، الفرح، السلام، طول الأناة، اللطف، الصلاح، الإيمان، الوداعة والتعفف هي ثمار الطبيعة الجديدة. إذاً، فهي لا تظهر إلا من خلال هؤلاء من يمتلكون هذه الطبيعة والذين أيضاً اختاروا أن يسلكوا بها، تماماً كما تدعونا الكلمة. والسؤال الآن موجه إلينا: بأي طبيعة سنختار أن نسلك؟ بالجسد أم بالروح؟ وبقدر اهتمام الله، فكلمته واضحة جداً بدون أدنى شك: غلاطية 5: 16 " وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ." غلاطية 6: 7- 8 " لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً." رومية 8: 12- 13 " فَإِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ. لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ." رومية 13: 13- 14 " لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ: لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ." |
||||