27 - 10 - 2015, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 9771 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تضع الظروف في الإعتبار لا تضع الظروف في الإعتبار "وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ." (2كورنثوس 18:4) يقول الكتاب المقدس في حديثه عن إبراهيم "... لَمْ يَعْتَبِرْ جَسَدَهُ وَهُوَ قَدْ صَارَ مُمَاتًا، إِذْ كَانَ ابْنَ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ وَلاَ مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ" (رومية 19:4) كان إبراهيم ابن مائة سنة عندما أخبره الله أنه سيكون له ابناً ودعا اسمه اسحق. وبالرغم من أنه قد طعن بالفعل في السن، إلا أنه رفض أن يضع في الإعتبار أن جسده غير قادر على الإنجاب! ولا وضع في الإعتبار حقيقة أن رَحِم سارة كان ميتاً. ولم ينثنِ بالأدلة الطبيعية والمادية التي تحدت كلمة الله. فكل ما كان يعرفه في هذا العالم، كان يخبره أنه من المستحيل أن يولد له طفلاً. إلا أن إبراهيم لم يضع كل هذه الأمور في الإعتبار. إذاً ما الذي وضعه إبراهيم في الإعتبار؟ كلمة الله! لقد فكر، وانتبه، وركز فقط على كلمة الله التي تكلم بها إليه. فالإيمان لا يعني أنك لا تشعر بالألم. الإيمان يعني: "حسناً، أنا أشعر بالألم، ولكنني أرفض أن أضعه في الإعتبار؛ أنا أرفض أن أسمح له أن يُملي عليَّ أفعالي" لا تدع أبداً ما تراه، أو ما تشعر به، أو كل ما هو مضاد لكلمة الله أن يقود حياتك. إن كلام الله لك هو "النعم" و"الآمين" (2كورنثوس 20:1)؛ وهذا يعني أنها ثابتة ومؤكدة. ودورك هو أن تؤمن بها ولا تعطي مكاناً للشك وعدم الإيمان. إقرار إيمان أنا أملك إيماناً مطلقاً في الله وفي كلمته الأبدية التي لا تسقط أبداً! فلا يمكن للرياح أو الظروف أو المواقف المضادة التي قد أواجهها أن تبدد ثقتي في كلمة الله لي! فأنا – بقوة كلمة الله – قد استقبلت إيماني الذي يسود اليوم، في اسم يسوع. آمين |
||||
27 - 10 - 2015, 06:55 PM | رقم المشاركة : ( 9772 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إقرار إيمان ربي الغالي، أشكرك لأنك إخترتني لحياة الإزدهار والوفرة. فلا يعوزني شئ صالح لأنني أعرفك كربي وراعيَّ. وأشكرك يا رب، لأنك تُباركني وتُغنيني في كل الأمور لمجدك، ولما فيه خير للآخرين من حولي في اسم يسوع. آمين! |
||||
27 - 10 - 2015, 06:55 PM | رقم المشاركة : ( 9773 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإزدهار- حقك المُعَيَّن لك من الله فى المسيح الإزدهار- حقك المُعَيَّن لك من الله فى المسيح "فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ (ملء محبة وتحنن) رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ." (2 كورنثوس9:8). إن هذا الجزء الكتابي هو ضمان للحصول على حياة الوفرة الفوق طبيعية. لقد قُلتُ مِراراً، أن المسيحية ليست للفقير الذي يحاول أن يكون غنياً، ولكن ليكتشف الغني ميراثه الذي لا يُقدر بثمن في المسيح. فهناك مسيحيون لا يؤمنون في الإزدهار، ولكن ما نقرأه في الشاهد أعلاه، يُعلنُ أن إرادة الله لك أن تزدهر. ويقول فى 3يوحنا 2:1 " أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ (أود) أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا (فى صحة)، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ." إن الله لا يُريدك فقط أن تكون سليماً وقوياً، ولكنه أيضاً يُريدك أن تزدهر مادياً؛ فهو حقك المُعين لك من الله، لأنك نسل إبراهيم. والكتاب المقدس يقول أن إبراهيم كان مُباركاً في كل شئ (تكوين 1:24)؛ وكان غنياً جداً في المواشى والفضة والذهب (تكوين 2:13). وفي لغة اليوم، يُمكننا أن نقول كان لديه الكثير من المال. وكنسل إبراهيم، أنت أيضا مُباركاً وغني في كل شئ إلى مِلء جود الله " فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ. " (غلاطية 3 : 29). أنت وارث لله، ووراثُ مع المسيح؛ لذلك تعلم أن تتكلم بعظمة. وأرفض أن تتكلم بفقر. وعندما تتحدث بعظمة، وتبدأ في النظر إلى الأمور لأعلى، بالنسبة لما يخصك في الحياة، فإن بعض الناس، ولا سيما أهل الدين من حولك، سيبدأون في التذمر عليك ونقدك. لا تتأثر بذلك. واستمر فقط في التكلم على طرقك بالوفرة، واستمرفي التمتع بإزدهارك في الله. فالمتدينون لا يُدركون إزدهارنا. بل يجعلهم في قلق وعدم راحة: "...أَمَّا الأَشْرَارُ فَكَالْبَحْرِ الْمُضْطَرِبِ لأَنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْدَأَ، وَتَقْذِفُ مِيَاهُهُ حَمْأَةً وَطِينًا." (أشعياء 20:57). ولكن شكراً لله إذ يقول الكتاب المقدس " َيرَى ذلِكَ الْمُسْتَقِيمُونَ فَيَفْرَحُونَ، وَكُلُّ إِثْمٍ يَسُدُّ فَاهُ. " (مزمور 42:107). إن الإزدهار هو حقك المُعين من الله لك في المسيح يسوع، فلا تدع أحداً يخدعك. إذ لا يوجد شئ لا يُمكنك أن تحصل عليه لأنك ابن الملك! فأرفض أن تكون مُفلساً. وكلما قدمت عطاياك، ودفعت عشورك، وبذرت بِذارك، فأنت تعترفُ بوعي قائلاً: "لقد تحولتُ إلى الإزدهار؛ ولن أكون مُفلساً في حياتي!" استمر في التكلم بالإزدهار؛ وعندما ترى أخ أو أخت لك في إزدهار، كُن سعيداً وافرح معه أو معها، لأن هذه هي الحياة التي قد دُعينا إليها كأولاد لله. إقرار إيمان ربي الغالي، أشكرك لأنك إخترتني لحياة الإزدهار والوفرة. فلا يعوزني شئ صالح لأنني أعرفك كربي وراعيَّ. وأشكرك يا رب، لأنك تُباركني وتُغنيني في كل الأمور لمجدك، ولما فيه خير للآخرين من حولي، في اسم يسوع. آمين! |
||||
27 - 10 - 2015, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 9774 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إقرار إيمان أنا لستُ من هذا العالم؛ فأنا إختيار الله، إختارني بنعمته الخاصة من قبل تأسيس العالم للمجد والتميز. وحياتي هي لإظهار الفوق الطبيعي لأنني ولدت لأكون مِلكاً لله، للمجد والبهاء والجمال! إن حياتي لمجد الله. |
||||
27 - 10 - 2015, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 9775 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مُختار بالنعمة مُختار بالنعمة " وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ(مُنتحب)، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ (ملك الله نفسه)، لِكَيْ تُخْبِرُوا(تُظهروا) بِفَضَائِلِ (الأمور الفائقة) الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ." (1بطرس 9:2). يُخبرنا الكتاب المقدس في سفر التكوين 6، عن بعض الملائكة الذين تزوجوا من بنات الناس فولدنَ الجبابرة في الأرض. وهكذا إنتشر نسلهم على الأرض وأصبح لهم أقارب في كل مكان. ولم تكن هذه بذوراً إلهية؛ إذ كانت حيلة الشيطان كي يُلوث الجنس البشري. ولكن الله وضع حداً لهذا التلوث عن طريق تدمير العالم بأسره. لقد علم الشيطان أن الله قد وعد أن نسل المرأة سوف يسحق رأسه (تكوين 15:3)، وهكذا فبتلويثه للجنس البشري بالنسل الفاسد من الجبابرة، كان يأمل أن يلغي خطة الله. ولكنه فشل. إذ قد حفظ الله ثمانية أشخاص من الإختلاط الملوث – نوح وعائلته! فكانوا غير مدنسين. ويقول الكتاب المقدس أن نوح وجد نعمة في عينيّ الرب، وكان رجلاً باراً، وكاملاً في أجياله (تكوين 6: 8، 9). وهكذا فمن خلاله هو وأسرته، بدأ الله جيلاً جديداً بالكامل. ويُعرفنا الكتاب المقدس أيضاً أن العالم كله تحت الدينونة بسبب تعدي (وعصيان) آدم. ولكن تماماً كما حفظ الله بقية لنفسه في زمن نوح، " فَكَذلِكَ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ أَيْضًا قَدْ حَصَلَتْ بَقِيَّةٌ حَسَبَ اخْتِيَارِ النِّعْمَةِ."(رومية 5:11). وبمعنى آخر، إن الله، عن طريق إرساال إبنه يسوع كذبيحة للخطية، حفظ لنفسه بقية. ويقول في يوحنا 16:3 " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ (لا ينبغي أن يهلك) كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." وبالتالي، فنحن الذين نؤمن بيسوع وقبلناه وإعترفنا به سيداً لحياتنا، البقية المختارة من الله حتى لا نُدان مع هذا العالم. نحن اليوم مختاري الله، ودُعينا دعوة خاصة بالنعمة! وليس فقط أنه قد إختارنا، ولكنه جعلنا آية في عالمنا. فنحن الآن جيل مختار، وكهنوت ملكي، وأمة مقدسة، وشعب ملك الله نفسه، عيننا لإظهار حكمته وكماله الفائق للخليقة كلها. ياله من شرف مجيد أن تكون مختاراً بنعمة الله! إقرار إيمان أنا لستُ من هذا العالم؛ فأنا إختيار الله، إختارني بنعمته الخاصة من قبل تأسيس العالم للمجد والتميز. وحياتي هي لإظهار الفوق الطبيعي لأنني ولدت لأكون مِلكاً لله، للمجد والبهاء والجمال! إن حياتي لمجد الله. |
||||
28 - 10 - 2015, 02:32 PM | رقم المشاركة : ( 9776 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نربح الناس العدائيين تجاهنا كيف نربح الناس العدائيين تجاهنا إلى إنجيل المسيح؟ بينما نحتاج مدافعين ذوى خبرة وعارضين للحقائق التى فى الإنجيل، الطريقة التى سوف يربح بها معظمنا الآخرين هى بالطريقة التى نعيش بها حياتنا والطريقة التى نعاملهم بها. بغض النظر عن كم الانتقاد او المعاملة القاسية التى قد نتلقاها، اعمالنا يجب ان تبقى مثل المسيح. ان تفعل اقل هو ان تسرق من الناس فرصة ان يروا المسيح الحى فعليا. |
||||
29 - 10 - 2015, 03:07 PM | رقم المشاركة : ( 9777 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو دورنا فى المخطط الكبير للأشياء؟ ما هو دورنا فى المخطط الكبير للأشياء؟ فى مزمور 21، تؤكد الروح على أهميتنا "كمشجعى" الله. نحن نسأل الله ان يظهر نفسه فى مجد. ونحثه ان يجعل قوته معروفة لكل الناس. نتعجب فى ذهول من اعماله العظيمة. نمجد الله على كل الاشياء المدهشة التى فعلها من اجلنا. |
||||
29 - 10 - 2015, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 9778 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شجرة التين
مثل شجرة التين وَقَالَ هذَا الْمَثَلَ: «كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَرًا وَلَمْ يَجِدْ. فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا فِي هذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضًا؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَرًا، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا». (لوقا13: 6‑9) * نعيش هذه الأيام في جو مليء بالأحداث والحوادث؛ وفي كل يوم نرى ونسمع ونقرأ عن حوادث طائفية وحوادث بلطجة وكوارث طبيعية يموت فيها أعداد كثيرة من الناس بلا ذنب فعلوه. ولكن مَن مِنَّا فكر أنه كان يمكن أن يكون أحد هؤلاء الموتى؟ فهم ليسوا أَشَرَّ مِنَّا لذا ماتوا، ونحن لسنا أَبَرَّ منهم فلم نَمُت. ولكن الحقيقة هي أن الله في رحمته أعطانا فرصة جديدة في الحياة، فهل نغتنمها ونتوب ونرجع إليه؟ هذا ما قصد الرب توضيحه لمستمعيه عندما دار الحديث عن بيلاطس وكيف خَلَط دم المُصَلِّين في الهيكل بدم ذبائحهم (حادث إرهابي طائفي) وعن الذين سقط عليهم برج سلوام وماتوا (كوارث طبيعية)، فقال لهم الرب: «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ» (لوقا13: 1‑5). ولتوضيح هذه الحقيقة تكلم الرب بهذا المثل وفيه نرى أن: صاحب الكرم والتينة هو الله، والكرم هم جماعة المؤمنين، والكَرَّام هو الرب يسوع، وشجرة التين هي صورة لكل إنسان. ومن هذا المثل نخرج بالحقائق الآتية: * الله وحقوقه قبل أن يغرس صاحب الكرم شجرة التين هَيَّأ لها كل ما يقودها للإثمار من تربة جيدة ومياه كافية وجو مناسب وعناية مستمرة؛ لتُخرِج أفضل ما عندها من ثمر. وهذا ما فعله الله؛ فقد خلق للإنسان كل شيء يقوده لطاعته وعبادته. فقد قال الرب مرة: «مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضًا لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟» ويكمل: « لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَبًا، صَنَعَ عِنَبًا رَدِيئًا؟» (إشعياء5: 4). فماذا يصنع الكرَّام بالشجرة غير المثمرة؟ * الله وطول أناته العدل يقول: يجب أن تُقطَع وتُلقَى في النار، وهذا ما تستحقه فعلاً، كما قال المصلوب بجوار المسيح لزميله: «أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا،» لكن الله طويل الروح وكثير الرحمة؛ فثلاث سنين وهو يمر على الشجرة ولا يجد فيها ثمرًا، ثم يتركها وينتظر! احسبها صح! كم سنة والرب صابر عليك؟ فبرحمة المسيح التي ظهرت في الصليب رحمك وتركك هذه السنة رغم ثمرك الرديء! فالآن أنت في سنة الرب المقبولة ومن أدراك فقد يكون هذا هو اليوم الأخير فيها : «هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» (2كورنثوس6: 2). * حُجرة العناية المركزة أعطى الكرام اهتمامًا خاصًّا للتينة غير المثمرة أكثر من الأشجار المثمرة! سنة كاملة بفصولها الأربعة؛ مطر الشتاء لإروائها، ورياح الخريف لتحريكها وتثبيتها، ونسيم الربيع لإخراج أزهارها، وشمس الصيف لإنضاج ثمرها، مع إزالة الحشائش الضارة من حولها وتغذيتها بأجود أنواع الأسمدة. ألا نرى هذا في معاملات الرب مع غير المؤمنين وهو يهتم بهم بلطف بديع؟! والغرض: لعلهم يتوبوا ويرجعوا للرب ويُثمروا! وقد تكون أنت، عزيزي القارئ، مِمَّن يفعل الرب معهم هذا. فكم من شباب مثلك ماتوا في مثل سنك ولكن الرب نَجَّاك وأبقاك أنت؟ وكم من مَرَّة حضرتَ فُرَص كرازة ومؤتمرات روحية وسمعتَ عظات دينية وقرأتَ كتبًا مسيحية؟ والرب زودك بصحة جسدية وعطايا زمنية واجتماعية. اهتمام وعطايا خاصة بك محروم منها الكثيرين! كل هذا ليعطيك فرصة للتوبة! وأنت كما أنت، فماذا تنتظر؟! * الإنسان وإهماله للأسف، فالناس تستغل طول أناة الله بصورة سيئة: «لأَنَّ الْقَضَاءَ عَلَى الْعَمَلِ الرَّدِيءِ لاَ يُجْرَى سَرِيعًا، فَلِذلِكَ قَدِ امْتَلأَ قَلْبُ بَنِي الْبَشَرِ فِيهِمْ لِفَعْلِ الشَّرِّ» (جامعة8: 11). لذا يقدِّم لك الرب هذا التحذير: «أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟» (رومية2: 4). وإن لم تَتُب فبأية طريقة ستنجو من الهلاك؟ «فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟» (عبرانيين2: 3). * الإنسان وتوبته لاحظ أن الرب لم يَقُل: “إن لم تعملوا أعمالاً صالحة” أو “إن لم تصوموا وتصلوا” بل قال: «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ.». والتوبة هي: تغيير الفكر والهدف والرجوع عن الطرق الرديئة وحياة الشر إلى المسيح، مُعتَرِفًا له بخطاياك ليغفرها لك، وإن كنتَ مُستَعبَدًا لشيء وغير قادر على تركه فقُل للرب: «تَوِّبني فأتوب!» وهو سيفعل لك ذلك. وبعد التوبة والإيمان يأتي دور الأعمال الصالحة: «فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ.» (متى3: 8). * الإنسان وأثماره شبَّه الرب يسوع الناس - الأشرار منهم والصالحين - بالأشجار. فمنهم من يُشَبَّه بشجرة عالية مملوءة بالأغصان والأوراق؛ منهم من لم يعملوا حساب للرب فقطعهم: «قَدْ رَأَيْتُ الشِّرِّيرَ عَاتِيًا، وَارِفًا مِثْلَ شَجَرَةٍ شَارِقَةٍ نَاضِرَة. عَبَرَ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ، وَالْتَمَسْتُهُ فَلَمْ يُوجَدْ» (مزمور37: 35، 36). ومنهم من أفاق عندما أعطاه الرب فرصة أخيرة فأثمر كنبوخذ نَصَّر (اقرأ دانيآل4). ومنهم من أتي بثمر كثير: «يُوسُفُ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ» (تكوين49: 22). فأنت مَن مِن هؤلاء؟ لا تنخدع بنشاطك الكثير وعملك في المجال الروحي وتحركاتك الكثيرة في كل الاتجاهات! فقد تكون مِن القادة المسؤولين أو مِن فريق الترنيم: فروع عالية وأوراق خضراء هي فقط لستر العُري. وكما استطاع الناس صناعة الفواكه والخضراوات من البلاستيك: منظر جميل بلا طعم أو رائحة، هكذا يستطيع الجسد أن يخدعك بتقليد أمور الله، وأنت بلا ثمر حقيقي، الذي هو ثمر الروح: «لأَنَّهُ مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَرًا رَدِيًّا، وَلاَ شَجَرَةٍ رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا. لأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ تِينًا، وَلاَ يَقْطِفُونَ مِنَ الْعُلَّيْقِ عِنَبًا» (لوقا6: 43، 44). * الله وقضاؤه قال المعمدان: « وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.» (متى3: 10). وقال الرب عن إيزابل، وفيها نرى صورة لكل مسيحي بالاسم: «وَأَعْطَيْتُهَا زَمَانًا لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ. هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ» (رؤيا2: 21، 22). فمَن لا يؤمن بالمسيح في زمان النعمة الحاضر فقد أضاع الفرصة على نفسه وسيأتي عليه يوم الانتقام: «وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ» (رومية2: 5). * عزيزي القاريء : اهرب من الغضب الآتي بتوبة قلبية ورجوع حقيقى للمسيح! وإن كنتَ غُصنًا حقيقيًّا ثابتًا في المسيح فاطلب منه أن ينقيك لتأتي بثمر أكثر! أشكرك أحبك كثيراً... الرب يسوع يحبك ... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
29 - 10 - 2015, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 9779 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«لأَنَّ لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ»
«لأَنَّ لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ» (فيلبي 1: 21) في أحد فصول رواية هملت، وازن الكاتب الكبير وليم شكسبير بين آلام الحياة التي يمكن للموت ان ينقذ الإنسان منها، وبين أهوال الموت التي يعفيه منها البقاء في الحياة. ثم تساءل. أهو خير له أن يبقى في الحياة أم لا يبقى؟ فللحياة آلامها الكثيرة: نكبات الزمن غرور الغنى، شموخ النفس، قذارة الطمع، شر محبة المال، وغير ذلك من الامور التي تأنفها النفس الكريمة. واذ يزن هذا بميزان تقديره، يعتقد بأنه من الأفضل له ان يموت لكي يتفادى هذه الآلام. ولكن ما ان يفكر في ما سوف يجرعه الموت من غصات حتى يعود الى تفضيل الحياة. * أما الرسول المغبوط بولس، فانه يرى في كل من الحياة والموت خيراً ولهذا لا يدري أيهما يختار. لأن كلاً منهما حلو ولذيذ. فالحياة بالنسبة له حلوة لأنها المسيح. وكذلك الموت حلو لأنه ربح، إذ ينقله الى جوار المسيح ليتمتع أكثر بالميراث الذي وهب له في المسيح. ولهذا قال: «فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ» (فيلبي 1: 23). لا أرى أيهما أفضل. ولكن يبدو ان الرسول الكريم، مر في برهة كان الموت فيها يجذبه أكثر. حتى انتزع من شفتيه ذلك التصريح المشتاق: «لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا» (فيلبي 1: 23). إلا أنه مع ذلك لم يرجح فضل أي منهما على الأخر، بل راح يشرح بركات كل منهما. ففي نظرته الى الحياة، قال: «لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيح... مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ» (فيلبي 1: 21، غلاطية 2: 20). ويا لها من عبارات مجيدة ترسم في خاطر المتأمل صورة للرسول وكأنه واقفاً على رصيف ميناء نيابوليس في فيلبي. ثوبه ينبئ بوعثاء السفر، ومنظره البسيط ينم على الفقر والضعة. ولهذا لم يعتد به أحد أولئك الناس الذين اكتظ بهم الرفيع من مختلف الطبقات. فهنا تاجر جاء ليسقبل بضائعه الآتية من الشرق ولسان حاله يصرخ: لي الحياة هي الثروة. وهناك جمع من العمال يعملون بكد لتفريغ السفينة ونقل البضائع الى المخازن ولسان حالهم يصرخ: لي الحياة هي التعب والعرق. وهنالك فيلسوف يمسك بيده درجا كتبت فيه كلمات الحكمة، واذ يتطلع الى التاجر المعتز بثروته، والى العامل المتذمر من شدة أتعابه. يفتخر لأنه يحيا لقصد أسمى ولا يلبث ان يصرخ مزهوا: لي الحياة هي المعرفة. وهنالك جندي تدل هيئته وسلاحه على انه خاض المعارك وبلأ فيها بلاء حسنا، ولسان حاله يصرخ بخيلاء: لي الحياة هي الأوسمة. ولكن وسط الجميع يرن صوت الرسول قائلا: بلهجة التأكيد: لا، ان الحياة ليست في الثروة ولا في الكد ولا في العلم ولا في المعارك لكسب الأوسمة الحياة هي المسيح، المسيح أولاً وآخرا انه الكل في الكل. ولو سألت الرسول المغبوط: لماذا المسيح هو وحده الحياة؟ لأجابك فورا: -1- لأن المسيح هو مصدر حياتنا. فمنذ يوم الخمسين أتى الروح القدس ببذرة حياة المسيح وزرعها في تربة أرواحنا. فصارت طبيعة المسيح المجد فينا، وتبعا لذلك صار القول الرسولي: «لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ» (أعمال17: 28). والواقع ان الكتاب المقدس يعلمنا بأننا حين نخلع من جهة التصرف السابق انساننا العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، يحل المسيح بالايمان في قلوبنا فيؤسسنا ويؤهلنا في محبته. وحينئذ نستطيع ان نقول مع الرسول: «فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ». علق أحد الاتقياء على هذه العبارة فقال: بالأمس كنت أنا واليوم هو. وهو غداً والى الأبد. -2- المسيح نموذج حياتنا، كما هو مكتوب: «لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ» (رومية 8: 29). قال القديس الصيني الصاد هو سندر سنغ: اننا حين نسلم حياتنا كلياً للمسيح، ونموت عن ذواتنا يصير كل منا مسيحاً صغيراً يمشي على الأرض بين الناس. هكذا قال الرسول بطرس: «نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ» (1بطرس 1: 15). -3- المسيح هدف حياتنا، وقد دعينا لكي نعيش كما يحق لإنجيله، لكي يعرفه الناس عبر حياتنا. يجب ان نظهر مجده بسلوكنا كأولاد لأَنَّ «ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرّ وَحَقّ» (أفسس 5: 9). يجب ان نكون رسالة المسيح المكتوبة، لا بحبر بل بروح الله الحي. -4- المسيح تعزيتنا، فحين تعصف بنا الآلام غمراً ينادي غمراً. وحين تحيق بنا البلايا وحين ينتابنا حزن وحين يغشانا الخوف وحين يلوح لنا شبح اليأس. يقترب منا قائلاً لا تخافوا أنا هو، لا تخف لاني معك لأني أنا الرب الهك الممسك بيمينك القائل لا تخف أنا أعينك. كل هذه الامتيازات لاحت لعيني بولس دفعة واحدة فقال لي الحياة هي المسيح. وما أمجدها من حياة، تستأهل ان يحياها الإنسان لأنها الحياة المستترة مع المسيح في الله. انها تحقيق الوعد الذي قطعه الرب يسوع لما قال: «وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا 10: 10). والموت هو ربح، قال الرسول، لو سألته كيف يمكن ان يكون الموت ربحا، لأجابك الموت ربح: • أولا: لأنه بداية الأبدية السعيدة، وقد حسبه الرسول بطرس خروجاً. ولعله أخذ التعبير من خروج بني اسرائيل من مصر حيث كانوا تحت نير فرعون. انه بالفعل خروج الروح من عقالها وانفلاتها من الربط التي تربطها بالعالم ومجيؤها الى وجودها الحقيقي الى الله باريها. انه تحرر من الخطية تحرر من حدود الفناء تحرر من التجارب والأحزان تحرر من انتظار الموت نفسه. • ثانيا: الموت ربح لانه يتيح لنا ان نعرف ماذا سنكون في ما بعد، فكل ما نعرفه هو ان المسيح سأل من أجلنا ان نكون معه لننظر مجده. ولكن الموت سيدخل كل مؤمن عاش حياة المسيح الى داخل الحجاب. فيرى المسيح الممجد، ويتمتع به بكيفية لم تتح له هنا، ويسمع كلمته الترحيبية: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِير اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متّى 25: 21). • ثالثا: الموت ربح، لأنه ينقلنا الى مكان أفضل فقد قال الرسول: «إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ» (2كورنثوس 5: 1). والواقع ان الجسد يشبه الخيمة في الوهن وسهولة النقل. ثم قال: فاننا في هذه نئن مشتاقين الى أن نلبس مسكننا الذي من السماء. وعلة الأنين هي انه ما دام الإنسان مستوطناً في الجسد فهو متغرب عن الله. * يا أخي في البحر سفينتان الواحدة رفعت مرساتها وبدأت رحلتها، والثانية ما زالت منتظرة في الميناء. الأولى ... حملت الأحباء في رحلتهم الميمونة الى السماء والثانية ... تنتظرك، فاحرص على ان تكون مستعدا حين تأتي اللحظة لاقلاع السفينة. واحسب أناة ربنا خلاصا. متذكرا وصية المسيح: «لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ» (متّى 24: 44). «فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ» (فيلبي 1: 23) الحياة المسيح والموت الربح، هذا كان قول الرسول بعد المقابلة بين الأمرين الخطيرين. إلا أنه انتهى خيراً الى القول: «أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ» (فيلبي 1: 24). فقد علم الرسول ان الله استحسن ان يستخدمه بعد لتقوية الكنائس التي أسسها والتي ما زالت في حاجة الى رعايته. فقد يكون جميلاً ان ننطلق الى ما هو أفضل حينما يفتح لنا الباب، وانما هناك أسباب ترجح كفة البقاء في هذه الحياة. صحيح ان الذهاب يؤدي بنا الى الديار اللؤلؤية حيث يوجد المسيح الرب لنخدمه في السماء. ولكن الخدمة هنا أكثر ضرورة. فهناك لا يوجد ابن ضال لإرجاعه ولا خروف شارد للبحث عنه ولا نفس يائسة لإشاعة الرجاء فيها. * أما هنا فيوجد أشخاص ساقطون في استطاعتنا ان نسندهم، وضالون في استطاعتنا ان نهديهم وحزانى في استطاعتنا ان نعزيهم، ومنكسرون نستطيع ان نجبرهم، وجرحى نستطيع ان نعصب جراحهم. نعم من أجل هؤلاء لا أريد أن انطلق قبل وقتي. * قدمت سيدة أوتوغرافها للجنرال وليم بوث، مؤسس جمعية جيش الخلاص ليكتب كلمة. فكتب: ان حياتي تمر سريعا ومهما طالت فبعد قليل ستكون في حكم الماضي. أفلا أكرم ربي ومخلصي في مواساة الناس، والتخفيف من آلامهم؟ كلنا نمر في لحظات يشد فيها حنيننا الى أورشليم السماوية حيث مسكننا مع الله. ولكن من الأفضل ان نبقى هنا، طالما يوجد درس آخر لنتعلمه، أو رسالة أخرى لنتممها، أو نفس أخرى عطشى لإروائها، أو ضال واحد لإرجاعه. * بعد يوم حافل في العمل المتواصل استسلمت سيدة تقية للنوم فحلمت انها ترتفع الى المدينة السماوية وأهل السماء يرحبون بها. ولكنها سمعت أصواتا خلفها فنظرت لترى، واذا بمئات من الرجال والنساء بمدون أيديهم مستغيثين بها لكأنهم يودون الذهاب معها. فصلت متأثرة من هذا المنظر قائلة: أيها الآب لا تأخذني الآن من أجل هؤلاء. ولما استيقظت صممت على أن تجذب أكبر عدد من النفوس نحو السماء، والرب أعطاها سؤل قلبها فقد آمن كثيرون بواسطة شهادتها. * هكذا تصرف يسوع له المجد تاركاً لنا مثالاً لنتبع خطواته فلم يشأ البقاء على جبل التجلي بالرغم من ترغيبات بطرس، بل هبط الى الحضيض حيث كان آب حزين ينتظره لشفاء ابنه المعذب من الأرواح النجسة. وهكذا تصرف الرسول بولس، متمثلاً بسيده الذي لأجل خلاصنا احتمل الصليب مستهينا بالخزي. فقد كان الرسول الكريم متيقنا ان رغبته في البقاء، مقبولة لدى ربه وفاديه ومرسله. ولهذا نراه يقول: فاذ أنا واثق بهذا اني أمكث وأبقى مع جميعكم لأجل تقدمكم وفرحكم في الإيمان. فليكن فينا فكر الرسول المغبوط من جهة الحياة والموت وليكن شعارنا بعد الآن قوله في رسالته الى أهل رومية: «إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ» (رومية 14: 8). * * * أشكرك أحبك كثيراً... الرب يسوع يحبك ... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
29 - 10 - 2015, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 9780 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من جهة كيفيه حمل خطايانا وهو البار والذي لم يوجد في فمه مكر، وهو الذي قال [ من منكم يبكتني على خطية، فأن كنت أقول الحق فلماذا لستم تؤمنون بي ] (يوحنا 8: 46)، فأن بداية إعلان حَمل خطايانا كان في جثسيماني عندما صلى ثلاثة مرات بلجاجة أن يُعفيه الله الآب من شرب هذه الكأس [ يا أبتاه إن شئت أن تُجيز عني هذه الكأس ] (لوقا 22: 42؛ متى 26: 41 – 42)؛ وهنا يلزمنا أن نُلاحظ ونُدقق لكي نفهم عمل المسيح الرب الخلاصي بوضوح وبدقة شديدة، فهو لم يكن خائفاً من الموت أو في حالة جزع منه أو كارهاً للصليب، أو في صراع ما بين ان يقبل الصليب والآلام أم يرفضها، هذا لم يحدث إطلاقاً، لأن لأجل هذا أتى: + وفي الغد نظر يوحنا يسوع مُقبلاً إليه فقال: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم"؛ الآن نفسي قد اضطربت، وماذا أقول أيها الآب "نجني من هذه الساعة، ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة" (يوحنا 1: 29؛ 12: 27)فأن المسيح الرب القدوس، بسبب حمله خطايانا الشنيعة كلها يعود فوق الصليب على مرأى ومسمع من الجميع يصرخ قائلاً بجملة دوخت مُعظم الشراح لأنهم لم يفهموها في إطار تقدمة ذبيحة الخطية، وكثيرين انجرفوا بالشرح بعيداً عن المعنى إذ قال: [ إلهي إلهي لماذا تركتني ] (متى 27: 46) وهنا فقط يتضح جداً آية جثماني ومعناها الحقيقي [ نجني من هذه الساعة ]، وهذا لأنه وقف ضمنياً موقف الخطاة (وليس موقفه الشخصي) وهو [ الذي لم يعرف خطية (مُطلقاً) صار خطية لأجلنا ] (2كورنثوس 5: 21)، أو بمعنى أوضح وأدق أنه صار: [ ذبيحة خطية لأجلنا ] ومن المعروف جيداً لدينا بيقين أن الله لا يرى الخطية أو يتعامل معها لا من قريب ولا من بعيد، لأن الظُلمة يستحيل جمعها مع النور قط، ومن أجل ذلك أحتجب وجه الآب (بصورة ما) عن المسيح وهو في الجسد حامل الخطية، ولا نستطيع أن نُدرك الطريقة التي حجب بها وجهه أو نفهمها لأنها سرّ صنعه المسيح الرب بإخلائه العجيب للغاية، مع أنه ظل بار وقدوس (مطلق القداسة والبرّ) لا يعرف الخطية قط من جهة الخبرة إطلاقاً، وطبعاً لن نعود نكرر أن المسيح الرب ليس هو الخطية بل الحامل الخطية، ولم يُحجب وجه الآب عنه بمفهومنا نحن لأنه معه واحد في الجوهر ومستحيل ينفصل عنه قط، حتى لو ظهر وكأنه منفصل بسبب التجسد لكنه ظل قائماً معه بطريقة نعجز تماماً عن إدراكها واستيعابها لأنه لا يوجد ما يُشبهها قط، وهي تحتاج لبصيرة بالروح القدس لنُشاهد ونُعاين بلا فحص أو شرح، لكنه إعلان إلهي فائق لا يُمكن إدراكه أو وضعه بصورة شرح وتفاصيل، كما حاول البعض فخرجوا بهرطقات وشروحات غريبة شقت الكنيسة وأفسدت الأذهان عن الحق... ولذلك – بعد هذا الشرح الموجز – لن نعود نستغرب أو نتعجب من تعبير الرب مُخلصنا الصالح الذي عَبَّرَ عن شناعة هذا الوجه من الصليب، ذبيحة الخطية، وذلك بقوله: [ إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ]، مع أننا سمعناه في الذبيحة السابقة (ذبيحة المحرقة) وهو في صورة الابن البار الطائع الآب حتى الموت إذ قال: [ الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها ]، إذاً ففي الصليب عملان متداخلان يظهران وكأنهما متعارضان مع بعضهما البعض لمن لم يفهم معاني الذبائح في العهد القديم، وانها إشارة لعمل المسيح الخلاصي، فلم يَدَعْ الطقس في القديم محلاً لتعارُض ولا لاعتراض؛ فالمسيح الرب أكمل على الصليب ذبيحتين معاً في نفس ذات الوقت عينه، ذبيحة محرقة للرضا والسرور، وذبيحة خطية ولعنة لا يوجد فيها أي مسرة بل ألم وأوجاع لا تنتهي، هي في الحقيقة أوجاعي وأوجعاك أيها القارئ العزيز بل والبشرية كلها أيضاً بلا استثناء.وكان من اللائق به جداً أن يفرح بالصليب ويُقبل إليه كعلامة طاعة وإظهار برّ البنوة المُطلق الذي له، كما كان يليق أيضاً – وبالضرورة – أن يرتعب ويفزع منه كخشبة عار وعلامة لعنة بسبب الخطية التي لا يعرفها ولا يحتملها إطلاقاً، فهو يحمل الخطايا التي منها التجديف والزنا والشذوذ والعداوة والقتل والبُغضة وغيرها من الخطايا الشنيعة التي ارتكبها الإنسان في تاريخه المؤلم، ولو حملها لا يستطيع أن يقف أمام الآب، لأن الله لا يستطيع أن يتعامل مع الخطية أو ينظرها، وأفظع شيء هو حجب وجه الله عن أحد، فكم يكون ابنه الوحيد الذي معه واحد بلا افتراق!!! ليتنا نفهم: • إلى متى يا رب تنســـاني كل النسيان إلى متى تحجب وجهك عني (مزمور 13: 1)فأن كان الإنسان بهذه الحال حينما يجد أن وجه الله محجوب عنه، فكيف الحال وابن الله الحي لا ينظر إليه الآب من جهة انه ذبيحة خطية واقف مكاننا نحن البشرّ وهو يحمل خطايانا البشعة، فكيف له أن يُحسب مجدفاً، كيف يُجدف على الله أبيه الذي هو معه واحد في الجوهر، وكيف للمسيح البار الذي لا يوجد في فمه مكر أو يحمل غش ولا شبه خطية حتى أنهُ يلقب كخاطئ ويحمل خطايانا فعلاً بكل جُرمها الشنيع على الصليب، كيف له أن يقف كمتعدٍ وخاطئ أمام الآب، فيتم حجب وجه الآب عنه كنوع من الدينونة الذي اجتازها لحسابنا نحن، وهو يرتضي بهذا كله قائلاً [ لتكن مشيئتك لا مشيئتي ] وهو يظهر سرّ إخلائه العجيب في صورة عبد منتظراً أن يُتمم مشيئة الآب التي هي مشيئته أيضاً، حاملاً خطايا كل الإنسانية بلا استثناء في جسده، وهذا كله لأجلنا نحن، ونحن لا نشعر بقيمة عمله العظيم جداً، ونأخذه كثيراً في منتهى الاستهانة ونعود نُخطئ ببلادة حس بدون أن نعود إليه مُلقين كل حياتنا بالتمام على شخصه القدوس البار. + والآن علينا أن نُركز مدققين جداً لكي لا ننجرف عن المعنى بعيداً ويظن أحد ظن على خلاف مكانه الصحيح، لذلك نكرر مراراً وتكراراً، أن شخص ربنا يسوع واحد مع الآب في الجوهر، وهو من جهة لاهوته في حالة وحدة واتحاد مُطلق بلا افتراق قط مع الآب والروح القدس، وكل أعماله وهو في حالة الإخلاء تتناسب مع وضعه كوسيط مُخلِّص: [ لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائرا في شبه الناس، وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ] (فيلبي 2: 7، 8)، ففي كل أعماله الخلاصية وأفعاله هو يعملها بكونه حمل الله رافع خطية العالم، وهو واقف موقفنا نحن لا موقف ذاته هوَّ، فالرب وهو في الجسد في حالة إخلاء من مجده ليقف موقف الإنسانية المُتعبة الشقية ليُدين الخطية في الجسد على الصليب وينهي على إنسانيتنا العتيقة الفاسدة في نفس ذات الجسد الذي اتخذه منا لكي يُعطينا فيه بره الخاص ويُلبسنا مجده كما سوف نرى في باقي شرح الموضوع. ________________ملحوظـــــة________________ هذا الجزء من موضوع كتاب الذبائح (من الكتاب الثالث: ذبيحة الخطية) تم وضعه بعد التعديل وتم وضع هذا الجزء على الأخص بسبب تكرار هذا السؤال لدى الكثيرين |
||||