منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06 - 02 - 2018, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 961 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة متنوعة من أقوال الأباء وكلمة منفعة

السيد المسيح الاله الحق ـ القديس امبروسيوس



فمن ثمَّ فإن المسيح لا يكون إلهاً فقط، ولكن هو الله نفسه حقيقة، هو إله حق من إله حق، إذ أنه هو الحق(يو 14 : 6) وإن سألنا عن اسمه، فإن “الحق” هو اسمه :27) وإن بحثنا لنعرف مرتبته الطبيعية ومنزلته، فهو بالحق تماماً ابن الله الحقيقي، لأنه في الحقيقة ابن الله الخاص كما هو مكتوب: “اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ” (رو32:8) وعندما يقول “بذله” فإنه يتحدث عن الجسد، أما أن يكون ابن الله الخاص، فهذا يُعلن ألوهيته؛ وإذ هو إله حقيقي فهذا يُبيّن أنه ابن الله الذاتي؛ أما مذلته فهي بسبب خضوعه وهو في الجسد، وبسبب ذبيحته، وهي بداية طريق خلاصنا.
ومع ذلك، فلئلا يُحرِّف البعض الكتب المقدسة بسبب العبارة: “الله بذله”، فإن الرسول نفسه يقول في مكان آخر: “سَلاَمٌ مِنَ اللهِ الآبِ، وَمِنْ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،. الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا “ (غل3:1و4)، وأيضاً: “كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً” (أف2:5) و “بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا”(تي 2 :14)فإن كان الآب قد بذله، وأيضاً هو بذل نفسه من تلقاء نفسه، فمن البيِّن إذن أن إرادة وعمل الآب والابن هما واحد.
فإن كنا نسأل عن تفوقه الطبيعي، فإننا نجد أن سبب ذلك هو كونه مولود، أمّا إن كنت تفكر أن ابن الله مولود (من الله) فهذا معناه أنك تفكر أنه ابن الله الذاتي؛ وكذلك أن تُنكر أن المسيح هو ابن الله الذاتي، فهذا معناه أنك تُصنِّفه مع سائر البشر ولا يكون بعد ابناً مختلفاً عن الآخرين. أمَّا إن كنا نسأل عن خاصية ميلاده المُتميزة فهي هكذا: إنه خرج من الله. لأنه بينما نعرف من خبرتنا أن كلمة يخرج تتضمن أيضاً شيئاً موجوداً من قبل، والشيء الذي يُقال عنه إنه يخرج يظهر لنا أنه ينتقل من أماكن داخلية ومستترة، فنحن مع أننا قدَّمنا الموضوع في عبارات موجزة، إلاّ أنه علينا أن نلاحظ الخاصية المميزة للميلاد الإلهي، كون الابن لا يظهر أنه يخرج من مكان، ولكنه يخرج كإله من إله، أي كابن من أبيه، كما أنه ليست له بداية زمنية، ولكنه خرج من الآب بالميلاد. أمّا عن كونه هو نفسه مولوداً، فإنه يقول: ” إني خرجت من فم العلي” (سي5:24).

ولكن إن كان الآريوسيون لا يعترفون بطبيعة الابن، وإن كانوا لا يؤمنون بالكتب المقدسة، دعهم على الأقل يؤمنون بالأعمال المقتدرة. ونحن نسأل لمن يقول الآب: “نَعْمَلُ الإِنْسَانَ” (تك26:1) إلاّ لمن يعرف أنه ابنه الحقيقي؟ وهل يمكن للآب أن يرى صورته إّلا في هذا الواحد الحقيقي؟ إن الابن المتبنَّي ليس مثل الابن الحقيقي، وإلاّ ما كان يمكن للابن أن يقول: “أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ” (يو 10: 30) إن كان يقيس نفسه بمن هو حقيقي بينما هو نفسه غير حقيقي. لذلك فإن الآب يقول: “نَعْمَلُ الإِنْسَانَ” (تك26:1) إن الذي يتكلم هو صادق، فهل يمكن أن الذي يعمل (معه) لا يكون صادقاً؟ هل يمكن للكرامة التي تُقدم لذاك الذي يتكلم أن تُحجز عن الذي يعمل؟

كيف يمكن للآب إن لم يكن يعرف أنه ابنه الحقيقي أن يستودعه إرادته للتعاون الكامل. وأن يستودعه أعماله ليخلق الأشياء بالفعل؟ وإذ نرى أن الابن يعمل الأعمال التي يعملها الآب (يو 5 : 19)، وأن الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ” (يو 5: 21) كما هو مكتوب، فمن ثمَّ فهو مساوٍ في القوة وحر في إرادته، وهكذا تتأكد الوحدانية بينهما، نظراً لأن قوة الله تكمن في أن جوهر الألوهة هو خاص بكل أقنوم، والحرية لا تعني أي اختلاف، ولكنها تكمن في وحدة المشيئة (يو 5 : 30).
والرسل عندما تقاذفتهم العواصف وهم في البحر، حالما رأوا المياه تقفز حول أقدام سيدهم وهم ينظرون خطواته الشجاعة غير الخائفة على الماء وهو يسير وسط أمواج البحر الثائرة، وعندما رأوا السفينة التي كانت تضربها الأمواج، وقد هدأت حالما دخلها المسيح، وأيضاً لما رأوا الأمواج والريح يطيعانه، فمع أنهم لم يكونوا قد آمنوا بعد، فقد آمنوا أنه هو ابن الله الحقيقي وقالوا: “بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ” (مت 14: 33).
وبالمثل فإن نفس الأمر نجده عندما اعترف قائد المائة والآخرون الذين كانوا معه لمّا عاينوا اهتزاز أساسات المسكونة وقت آلام الرب، وهذا تنكره أنت أيها الهرطوقي! قال قائد المائة: “حَقّاً كَانَ هَذَا ابْنَ اللَّهِ” (مت 54:27) إنه قال: “كان” والآريوسيون يقولون: “لم يكن!”، لذلك فإن قائد المائة وبأيدي مصبوغة بالدم، ولكن بذهن ورع مخلص يفصح عن حقيقة وأزلية ميلاد المسيح كليهما، وأنت أيها الهرطوقي تُنكر حقيقة هذا الميلاد وتجعله زمنياً! هل لطخت يداك أكثر من نفسك! ولكنك أنت غير الطاهر حتى في يديك، والقاتل عمداً، تطلب موت المسيح الذي تترصده إذ أراك تفكر فيه كوضيع وضعيف، كلاَّ، فهذه خطية رديئة، لأنه ولو أن جوهر الألوهة غير متألم، إلاّ أنك تعمل باجتهاد لتذبح المسيح، ليس جسده ولكن مجده.
لا يمكننا إذن أن نشك بأن الابن هو إله حق حيث إن ألوهته الحقة يؤمن بها حتى القتلة، والأرواح الشريرة كذلك تعترف بها (مر 1 : 24) (لو 4 : 34) . إننا لا نحتاج الآن إلى شهادتهم، ولكنها مع ذلك هي أعظم من تجاديفك. إننا استدعيناهم للشهادة لنجعلك تستحي، هذا بالإضافة إلى أننا نقتبس مما هو مكتوب في الوحي الإلهي بقصد أن نقودك إلى الإيمان.
يُعلن الرب بفم إشعياء: “وَيُسَمِّي عَبِيدَهُ اسْماً آخَرَ. فَالَّذِي يَتَبَرَّكُ فِي الأَرْضِ يَتَبَرَّكُ بِإِلَهِ الْحَقِّ وَالَّذِي يَحْلِفُ فِي الأَرْضِ يَحْلِفُ بِإِلَهِ الْحَقِّ” (اش 65 : 15-16) إنني أقول إن إشعياء نطق بهذه الكلمات عندما رأي مجد الرب، وقد قيل بوضوح في الإنجيل إنه “رَأَى مَجْدَهُ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ” (يو41:12) .
اسمع أيضاً ما كتبه يوحنا البشير في رسالته قائلاً: “وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةًلِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (1يو20:5) يوحنا يسميه ابن الله الحقيقي والإله الحق، فإن كان هو الإله الحق، فبالتأكيد يكون غير مخلوق، بلا وصمة كذب أو خداع، وليس فيه اختلاط ولا عدم تماثل مع أبيه.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2018, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 962 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة متنوعة من أقوال الأباء وكلمة منفعة

الله يعطيك الفرصة للتوبة ـ القديس امبروسيوس



- إن كان الله لا يدينه ، فهل أنت تدينه ؟!
لقد قال بأن من يؤمن به لا يبقى فى الظلمة ، بمعنى انه قبل الإيمان كان فى الظلمة ، لكنه بعد الإيمان لا يعود بعد فيها ، بل تصلح اخطاؤه ويحفظ وصايا الرب الذى قال : ” إنى لا أسر بموت الشرير ، بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا “ ( حز 33 : 11 ) . وكأن الرب يقول : “لقد سبق أن قلت أن من يؤمن بى لا يدان . وأنا أحفظ له هذا ، لأنى لم آت لأدين العالم بل لأخلصه “ ( يو 12 : 47 ). إننى عن طيب خاطر أغفر له ، وبسرعة أسامحه …
“إنى أريد رحمة لا ذبيحة “ ( هو 6 : 6 ) لأنى “لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة “ ( مت 9 : 13 ) ومرة أخرى يقول الرب : “من رذلنى ولم يفبل كلامى فله من يدينه ” (يو 12 : 48) … فالذى رجع عن طريقه يكون قد قبل كلامه ، لأنه هذا هو كلامه أن يعود الكل عن الخطية . وبذلك فإنكم بإدانته تكونون قد أزدريتم بكلام المسيح هذا ، وإلا فاقبلوا الخطاة …
حقا يلزمهم أن ينتفضوا من الخطية ، ويحفظوا وصاياه مزدرين بالأثم … لكن يا لها من قسوة أن نزدرى بتوبة إنسان لم يحفظ بعد وصايا الرب ، وإنما سيحفظها . لنترك الرب نفسه يعلمنا بشأن أولئك الذين لم يحفظوا بعد وصاياه . “إن نقضوا فرائضى ولم يحفظوا وصاياى . أفتقد بعصا معاصيهم ، وبضربات إثمهم . أما رحمتى فلا أنزعها عنهم “ ( مز 89 : 31-33 ). هكذا وعد الجميع بالرحمة .
غفر الرسل الخطايا ، فبأى سلطان تحرمون البعض من الغفران ؟ من الذى يكرم الله أكثر : بولس أم أتباع نوفاتيوس ؟! كان بولس يعلم أن الله رحيم ، وأن الرب يسوع كان يعارض تهور التلاميذ .
انتهر يسوع يعقوب ويوحنا عندما تحدثا طالبين إرسال نار من السماء تهلك أولئك الذين لم يقبلوا الرب . قائلا لهما : “لستما تعلمان من أى روح أنتما . لأن أبن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص “ ( لو 9 : 55 – 56)
- من أى روح انتما ، أنكم لا تحملون حنانى وتزدروا بمراحمى ؟
حقا قال لهما : ” لستما تعلمان من أى روح أنتما “ … أما أنتم فيقول لكم : ” أنكم لستم من روحى ، لأنكم لا تحملون حنانى ، مزدرين بمراحمى ، رافضين توبة من أريد أن أبشرهم بواسطة الرسل بأسمى ” .
باطلاً تكرزون بالتوبة وأنتم رافضون ثمارها . لأنه من يقوم بعمل دون أن يشجعه بجزاء أو نتيجة ؟! إذا ، إن كان أحد قد أرتكب خطايا ( تحسبونها خفيفة ) ، ولم يقدم عنها توبة جادة فكيف ينال جزاء ، ما لم تصلحه جماعة الكنيسة ( بحثه على التوبة ) ؟! حقاً ، إننى أريد من الخطاة أن يترجوا المغفرة ، وان يطلبوها بدموع وتنهدات ، مستشفعين بدموع الشعب كله وتوسلاتهم من أجل غفران خطاياهم . وإن تاجلت إعادتهم إلى الشركة فترة أو فترتين ( للتأديب ) … فليزيدوا من دموعهم ، وليأتوا فى ندم عميق … فيقول لهم الرب : “قد غفرت خطاياكم الكثيرة ، لأنكم أحببتم كثيراً “ ( لو 7 : 47 ) .
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2018, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 963 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة متنوعة من أقوال الأباء وكلمة منفعة

الرب يسوع في البرية – القديس امبروسيوس



حقاً إن الرب يسوع، بصومه ووحدته، يعضدنا ضد مجاذبات الشهوات. فربنا كلنا قد احتمل أن يُجرَّب من الشيطان لكي ما نتعلَّم نحن جميعاً فيه كيف نظفر به… لقد جاع الرب في البرية حتى ما يُكفِّر بصومه عن الطعام الذي ذاقه الإنسان الأول بعصيانه. لقد كانت أفضل وسيلة لكسر فخاخ الشيطان هي تقديم طُعم مناسب له. وهكذا إذ يأتي لينقضَّ على الفريسة، يقع هو نفسه في شباكها، وبذا يمكن أن نقول مع النبي: “حَفَرُوا قُدَّامِي حُفْرَةً. سَقَطُوا فِي وَسَطِهَا”(مز 57: 6). وماذا عساه أن يكون هذا الطُّعْم سوى الجسد؟ لذا لَبِسَ الرب يسوع جسداً ضعيفاً وقابلاً للموت ليُصلَب به “مِنْ ضُعْفٍ”(2كو 13: 4)… لنتبع، إذن، آثار خطوات الرب، ونحن نَعْبُر من البرية إلى الفردوس، ولننظر أية طُرق نسلكها. فالآن ها هو المسيح في البرية، يدفع الإنسان إليها، ليُعلِّمه ويُشكِّله ويُدرِّبه ويمسحه بالدهن المقدس…

لقد صام الرب أربعين يوماً… وبهذا الرقم السرِّي يفتح لنا الرب طريق الدخول إلى الإنجيل. فإن كان أحد يريد أن يقتني مجد الإنجيل والقيامة، فعليه ألاَّ يستعفي من هذا الصوم السرِّي. ولكن لماذا ذَكَرَ الإنجيلي أن المسيح جاع، الأمر الذي لا نجد أية إشارة إليه في صوم موسى وإيليا؟ فهل احتمال الناس أكثر من الله؟ إن الذي استطاع أن يبقى أربعين يوماً بدون أن يجوع، قد دلَّ بذلك على أنه جائع، ليس إلى خبز الجسد، بل إلى خلاص (الناس)، وبنفس هذا الجوع كان يستثير الشيطان الذي كان قد تلقَّى ضربة أولى بصوم الرب أربعين يوماً. وهكذا كان جوع الرب حيلة فاضلة. فقد كان إبليس يهاب عظمته مُتحذِّراً منه، ولكن لما رآه قد جاع، انخدع لذلك وتقدَّم ليُجربه كإنسان ظانّاً أنه لن يمنعه شيء من الظفر به. فاعلموا، إذن، هذا السر: إنه من عمل الروح القدس ومن تدبير الله أن يتواجه المسيح مع الشيطان ليُجرَّب.
ونحن نعلم أن إبليس يستعمل ثلاثة سهام يُصوِّبها نحو النفس البشرية، تلك هي: الشراهة، والمجد الباطل، والطموح. إنه يبدأ (في تجربة المسيح) بما سبق أن غَلَبَ به (آدم)؛ وهكذا أنا أيضاً أبدأ أن أغلب، في المسيح، بما سبق أن غُلِبتُ به في آدم. إنني أغلب في المسيح بقدر ما يكون المسيح – وهو صورة الآب – مثالاً لي في الفضيلة.
1- شهوة الجسد (الشراهة):
فلنحذر، إذن، من الشراهة والشهوات الحسية، فهي سهام العدو… كان إبليس يعلم أن ابن الله سيأتي، ولكنه لم يكن يظن أنه سيأتي في مثل هذا الجسد الضعيف، فقال له:
“إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ”(مت 4: 3) (مت 4: 6) … إنه يشهد بأنه يؤمن بالله، ولكنه يجتهد أيضاً أن يخدع (المسيح) كإنسان. ولكن انظروا أسلحة المسيح التي ظفر بها لأجلنا وليس من أجله هو. إنه لا يستعمل قوته كإله – لأني ماذا كنتُ أستفيد من ذلك؟ – ولكنه كإنسان يلجأ إلى الوسيلة العادية، وهي أن ينشغل الإنسان بأن يغتذي بالمطالعة في الكتب الإلهية بالدرجة التي يهمل معها جوع الجسد، ويقتني طعام الكلام السمائي؛ هكذا كان موسى، فلم يشته الخبز، وإيليا فلم يحس بالجوع حتى بعد صوم طويل. لأنه من غير الممكن لمَن يتبع كلمة الله أن يشتهي الخبز الأرضي حينما يقبل جوهر خبز السماء؛ وما من شك أن الإلهي يُفضَّل عن البشري، والروحي عن الجسدي. وهكذا أيُّ مَن يشتهي الحياة الحقيقية، فليطلب هذا الخبز الذي بجوهره غير المنظور يُثبِّت قلب البشر (مز 104: 15). وهو قد أظهر في نفس الوقت بقوله: “لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ”(مت 4: 4) ، أنه تجرَّب بالجسد الذي أخذه منا، وليس بألوهيته.


2- شهوة العيون (المجد الباطل):
يأتي بعد ذلك سهم المجد الباطل. وما أسهل ما يُصطاد به الناس، لأنهم حينما يتمنون إظهار الفضيلة يتركون عنهم المركز والموضع الجدير بأتعابهم. لقد قيل: ثم جاء به إلى أورشليم،
“وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ”(مت 4: 5) … فإن هذا هو المجد الباطل، حينما يظن الإنسان أنه يزداد علوّاً، تأتيه شهوة عمل الأعمال الخارقة لتُحدره إلى الهاوية. فتعلَّموا، إذن، أنتم أيضاً كيف تغلبون إبليس. إن الروح القدس يقودكم، فاتبعوا الروح القدس. لا تنقادوا بشهوة الجسد. تعلَّموا احتقار الملذَّات. صوموا إن كنتم تريدون أن تغلبوا… إن إبليس لا يستطيع أن يؤذي إلاَّ ذاك الذي يُلقي بذاته إلى أسفل. فمَن يترك عنه السماء ليختار الأرض، يَدَع حياته تسقط بإرادته في مثل تلك الهوَّة. إن إبليس حينما يرى إنساناً متديناً، مشهوراً بالفضيلة، مقتدراً في الأعمال والمعجزات، فإنه ينصب له شبكة المجد الباطل لكي ما ينتفخ بالكبرياء، فلا يعتمد على التقوى، بل على برِّه الباطل، ولا ينسب الخير لله بل يُمجِّد به نفسه. ولذلك كان الرسل يأمرون الشياطين باسم المسيح، ليس بأسمائهم الخاصة كيلا يُظهروا أنه في أنفسهم شيء. وهكذا قال بطرس للمقعد: “بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ”(أع 3: 6)، كما نتعلم من بولس الهرب من المجد الباطل، إذ قال:“وَأَعْرِفُ هَذَا الإِنْسَانَ. أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ”(2كو 12: 3)“وَلَكِنْ مِنْ جِهَةِ نَفْسِي لاَ أَفْتَخِرُ إِلاَّ بِضَعَفَاتِي”(2كو 12: 5). وهنا أيضاً لم يفعل الرب ما يُرضي إبليس، بل أجابه: “لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ”(مت 4: 7).


3- تعظُّم المعيشة (الطموح):“ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ”(لو 4: 5). حقاً تُرَى أمور الدهر الحاضر والأرضي في لحظة من الزمان، وهذا لا يعني سرعة الرؤية بقدر ما يعني هزالة قوتها البالية. في لحظة من الزمان يزول هذا كله، وكثيراً ما يمضي نعيم الدنيا قبل أن يأتي فـ “الْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ” (1يو 2: 17)… هذا يدعونا لإزدراء الطموح الباطل. فلنعبد، إذن، إلهنا الواحد. ولا نخدمنَّ سواه حتى ما يجازينا بثمار الحياة الأبدية الأفضل، ولنهرب من كل ما هو تحت سيادة إبليس لئلا نقع تحت عبوديته المُرَّة. وغير خافٍ أن من أكبر مساوئ الطموح هو أنه يجعل الإنسان يتمسح من أجل استجداء الكرامة، الأمر الذي قد يؤدِّي به إلى الإجرام، إنه يستجلب الاحترام من خارج ويجرُّ الهلاك على الداخل، ومن أجل أن يسود على الآخرين، يبدأ بأن يكون عبداً لهم، إنه يتزلَّف من أجل أن يقبل الكرامات، ويتسفَّل من أجل أن يرتفع… “وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ”(لو 4: 13)
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2018, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 964 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة متنوعة من أقوال الأباء وكلمة منفعة

خطورة الحياة المترفة ـ القديس اكليمندس السكندري



أما النِساء الأكثر تهذيباً يربون الطيور الهندية والطاواويس المديانية. يبقونها على أرائكهم بينما هم يضطجعون، ويلعبون مع هذه الحيوانات ذوات المناقير، ويسلون أنفسهم بهذه المخلوقات غير الجميلة، التي تتصرف مثل آلهة الغابات الإغريقية. يشترون (الحيوانات الأليفة) بثمن باهظ، ويفتخرون بهذه الحيوانات أكثر مما يفتخرون بأزواجهن. يزجرون الأرملة المتعقلة، مع أنها أكثر أهمية للغاية من جروهم المستورد (من ميليتيا).
يهملون الرجل المسن الصالح، الأفضل شكلاً – بحسب ما أرى – من أي حيوان مُشترى. لا يقتربوا حتى من أي طفل يتيم، بالرغم من أنهم يطعمون ببغاواتهم ودجاجاتهم البرية بأياديهم الخاصة. بل والأسوأ من ذلك، يُهملون الأطفال المولدين لهم حتى الأذى، ومع ذلك يُغدقون العناية بذرية الطيور التي لهم. يضعون الحيوانات غير العاقلة في منزلة وقيمة أعلى من البشر العاقلين، بالرغم من واجبهم هو توقير أولئك الرجال الذين يعززون ضبط النفس، الذين هم أكثر وسامة – على ما أعتقد – من قرودهم، وقادرين على الكلام بمقاطع أكثر بلاغة من عصافيرهم المغردة (عندليبهم).
أن الكتاب المقدس يقول لنا: “بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ” (مت 25: 40). ومع هذا يفضل هؤلاء النساء الحماقة أكثر من ضبط النفس، إذ أنهم يحولون كل معيشتهم إلى حجارة: لآلئ وزمرد من الهند. في الحقيقة هم يلقون بأموالهم بعيداً، ويهدرونها في الأصباغ التي تبهت، وعلى العبيد التي تشترى بالمال، فهم مثل الدجاج المتخم ينبشون في مزابل الحياة. لقد قيل “الفقر يذل الإنسان”، يقصد هنا فقر البخيل، الذي يجعل من الغني فقيراً في الكرم، كما لو أنهم لم يمتلكوا شيئاً لكي يعطوا.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2018, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 965 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة متنوعة من أقوال الأباء وكلمة منفعة

ترنيمة للمسيح ـ القديس اكليمندس السكندري



أنت لجام المهور الجامحة،
أنت جناح الطيور فلا تتيه،
أنت الدفة الثابتة لسفننا في البحر،
أنت راعي خراف الله الملكية.
أولادك البسطاء،
يتجمعون حولك،
ويغنون لك بكل رهبة وتقديس،
ويرنمون لك بإخلاص،
بشفاة نقية لا تعرف الغش،
إليك أيها المسيح مرشدهم.
أنت ملك القديسين،
كلمة الآب المرهوب،
أنت حاكم كل الأشياء،
السائد دائماً بكل حكمة،
البلسم الشاف لكل العمال،
مصدر الفرح اللا نهائي،
يسوع القدوس، مخلص
الناس الذين يصرخون إليك.
أنت الراعي، أنت العريس،
أنت الدفة، أنت اللجام،
أيها الجناح، يا من تقود
قطيع البراءة إلى السماء.
ياصياد الناس،
يا من إجتذبتهم بسلامة،
من محيط الخطية،
صيداً لحياة نقية،
أسماكاً غير ملوثة،
من بحر العدو الشرير.
أيها الراعي كلي القداسة،
إرشدنا نحن أولادك،
وجه خرافك بسلامة أيها الملك!
خطوات المسيح،
طريق مؤدي إلى السماء،
لأزمنة غير محدودة،
الكلمة الأبدية،
ضياء الخلود،
ينبوع الرحمة،
الذي يغرس الفضيلة،
في قلوب تقدم لله،
هدية تبجيلهم،
يا يسوع، مسيحنا!
حليب العروس،
معطى من السماء،
نابع من أثداء حلوة،
أي عطايا حكمتك،
التي يتغذى عليها،
أطفالك الصغار،
بشفاة أطفال رضع،
يملئون نفوسهم،
بمذاق روحي،
من أثداء الكلمة.
هلما نغني جميعاً،
للمسيح ملكنا،
أغاني البراءة الحلوة،
تراتيل النقاوة الساطعة،
الشكر والإمتنان المقدس،
من أجل تعاليم الحياة.
هلما نُمجد بابتهاج،
ذلك الطفل كلي القدرة.
هلما نحن المولودين للمسيح،
نهتف ونغني في تناغم،
جوقة السلام بصوت مرتفع،
نحن القطيع النقي غير الملوث،
نغني لله، رب السلام.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2018, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 966 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة متنوعة من أقوال الأباء وكلمة منفعة

المحبة والتسامح – القديس افرام السرياني



[إنني أقبل عطاياك وأصوامك حالما تتصالح مع أعدائك، حينما لا تحمل أي كراهية أو حقد على أحد، وحين لا تَدَع الشمس تغرب على غيظك]
«تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم. لأن نيري هيِّن وحِمْلي خفيف» (مت 11: 28-30)
حقاً يقول الرب إنَّ «حملي خفيف». لأنه أي حِمل هو وأي تعب في أن نغفر للأخ إساءاته لنا؟ فهو حقّاً خفيف، بل وليس بشيء يُذكَر أن نغفر وننسى بإرادتنا فنُحسب للوقت نحن أنفسنا أبراراً. فهو لم يَقُلْ: ”قدِّموا لي أموالاً أو عجولاً أو أغناماً أو أصواماً أو أسهاراً“، حتى تقول إنه ليست لديَّ هذه الأشياء، أو إنني لا أستطيع فعل هذه الأمور. لكن ما هو خفيف وسهل ويُعمَل بسرعة، هذا هو ما يطلبه منا أن نفعله:
اغفروا ما لأخيكم عليكم وسأغفر أنا لكم ما هو عليكم نحوي،
أنتم تسامحون إساءات صغيرة أو تتركون ديوناً قليلة: بضعة قروش أو دريهمات،
أما أنا فأسامحكم إلى ست مئة وزنة فضة،
ثم إنكم إذ تسامحون لستم تعطون شيئاً مما لكم،
في حين أنني إذ أمنحكم الغفران أهبكم في نفس الوقت شفاء النفس وميراث الملكوت
إنني أقبل عطاياك حالما تتصالح مع أعدائك،
حينما لا تحمل أي كراهية أو حقد على أحد،
وحين لا تَدَع الشمس تغرب على غيظك،
وحين يوجد فيك السلام والمحبة تجاه كل الناس؛
حينذاك تُسمَع صلواتك، وتكون تقدمتك مقبولة ومرضية لله،
فيصير بيتك مُبارَكاً وتتبارك أنت أيضاً.
أما إذا كنت لا تريد أن تتصالح مع أخيك،
كيف يتسنَّى لك أن تطلب الصفح والغفران مني؟
أتدوس كلامي في الأرض وتأمل أن تنال صفحاً؟
وإذ أنا نفسي سيدك آمرك ولستَ تسمع لي، وأنت العبد،
كيف تجرؤ أن تأتي وترفع الصلاة إليَّ أو تُقدِّم لي الذبائح والبكور
بينما يملأ الحقد قلبك على الآخرين؟
لأنه كما تحوِّل أنت وجهك عن أخيك،
هكذا سأُحوِّل أنا عيني عن صلواتك وعن تقدماتك.
أعود فأسألكم يا إخوتي: طالما أن الله محبة، وطالما أن كل ما يُعمَل بدون محبة هو غير مَرْضيٍّ لله، فكيف يقبل الله الصلوات والتقدمات والبكور وكافة الأعمال الصالحة التي يُقدمها القاتل ما لم يُقدِّم توبة كما ينبغي؟ ولكنك قد تقول: أنا لستُ قاتلاً! وسأُبين لك أنك كذلك، بل بالأحرى يوحنا اللاهوتي سيكشف لك هذا بأجلى بيان حين يقول: «كل مَن يبغض أخاه فهو قاتل نفس» (1يو 3: 15).
سبيلنا، إذن، أنه لا ينبغي أن نُقدِّم شيئاً على المحبة، أو نُفضِّل امتلاك أي شيء مهما كان على امتلاك المحبة. فلا نترك شيئاً فينا ضد أي شخص آخر أو نردّ الشر بالشر، كما ولا نَدَع الشمس تغرب على غيظنا؛ ولكن فلنصفح عن كل ما يُساء إلينا به، ولنعلم جيداً أنَّ «المحبة تستر كثرة من الخطايا» (1بط 4: 8).
لأنه أي ربح يكون لنا، يا أولادي، لو أننا نقتني كل الأشياء ونحيا بدون المحبة المُخلِّصة المعطية الحياة؟ أَلاَ يكون ذلك كما لو أنك أعددتَ وليمة عظيمة ودعوت إليها ملوكاً وعظماء ولم يفوتك إعداد كل ما يلزم للوليمة، إلاَّ أنه لم يوجد هناك ملح. فهل يمكن لأي شخص أن يتلذَّذ بالطعام على هذه الحال؟ بالطبع لا.
وأعظم من ذلك هو ما يُصيبك من خسارة لهذا السبب، لأنك لست تخسر فقط تعبك والجهد الذي بذلته وحسب، بل زِد على ذلك الخجل الذي ينتابك أمام أولئك الذين دعوتهم. وهذا هو الحاصل هنا، لأن كل تعبك يصير باطلاً عديم النفع إن كنتَ عادم المحبة التي بدونها كل عمل صالح تعمله مهما كان، يبقى غير طاهر حتى ولو كان مَن يقوم به يدَّعي الحياة البتولية، حتى ولو كان يتوفر على الصوم أو سهر الليالي، حتى ولو كان يأوي الفقراء، أو يُرَى مُقدِّماً العطايا والبكور لله، أو يصنع أعمالاً صالحة، حتى ولو كان سيبني كنيسة، أو أي عمل صالح آخر من أي نوع، وكان خالياً من المحبة؛ فجميع هذه الأعمال تُحسب له كلا شيء أمام الله، لأنه بدون المحبة ليس شيءٌ مَرضيٌّ أمام الرب.
وهاك ما يقوله الرسول (بولس) عن هذا الأمر: «إن كنتُ أتكلَّم بألسنة الناس والملائكة، وإن كانت لي نبوَّة وأعلم جميع الأسرار وكل علم، وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال، ولكن ليس لي محبة، فلا أنتفع شيئاً» (1كو 13). لأن كل مَن يُربِّي العداوة في قلبه نحو أخيه، ومع ذلك يُرَى مُقدِّماً أية تقدمة لله، فهو يكون كمَن يذبح كلباً أو يُقدِّم أجرة زانية (إش 66: 3؛ أم 6: 26).فاحترس، إذن، من أن تُقدِّم شيئاً لله خلواً من المحبة طالما أن المحبة تستر كثرة من الخطايا.
يا للعجب! كم من أمور صالحة كثيرة نخسرها، وكم من بهجة ومسرَّة نُباعِد نفوسنا منها إذا كنا عادمين المحبة. يهوذا احتقر المحبة، وترك صُحبة الرسل، ورفض النور الحقيقي سيده، كارهاً إخوته ومُقبلاً بذلك إلى الظلمة. ولأجل هذا كتب بطرس الرسول: «… هذه الخدمة والرسالة التي تعدَّاها يهوذا ليذهب إلى مكانه (الظلمة)» (أع 1: 25). وأيضاً يوحنا اللاهوتي يقول: «وأما مَن يُبغض أخاه فهو في الظلمة، وفي الظلمة يسلك ولا يعلم أين يمضي، لأن الظلمة أعمت عينيه» (1يو 2: 11).
ألعلك تقول: إنني ولو أني لا أحب قريبي إلاَّ أنني أحب الله؟ يوحنا نفسه يكشف كذبك حيث يقول: «إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب. لأن مَن لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره» (1يو 4: 20)؟ فالذي يحب قريبه ولا يحمل أي عداوة لأحد، ثم يُحقِّق قول الرسول «لا تغرب الشمس على غيظكم»، هو الذي يحب الله بالحقيقة وهو تلميذ حقيقي للمسيح الذي قال: «بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حب بعضكم لبعض» (يو 13: 35). وهكذا نرى بكل وضوح أنه ليست وسيلة أخرى بها تُعرفون أنكم تلاميذ للمسيح سوى ممارسة المحبة الحقيقية. لأن مَن يكره أخاه ويظن في نفسه أنه يحب المسيح، هو ”كاذب ويخدع نفسه“، لأن يوحنا الرسول يخبرنا: «ولنا هذه الوصية منه: أنَّ مَن يُحِبُّ الله يُحِبُّ أخاه أيضاً» (1يو 4: 21). وأيضاً يقول الرب: «تحب الرب إلهك… وقريبك كنفسك» (مت 22: 39،37). وحين أراد أن يُعرِّفنا بقوة هذه المحبة قال: «بهاتين الوصيتين يتعلَّق الناموس كله والأنبياء».
يا لهذا الأمر العجيب والمذهل حقاً! إن كل مَن كانت له محبة حقيقية فهو يُكمِّل الناموس كله: «فالمحبة هي تكميل الناموس» (رو 13: 10). فيا لعظمة اقتدار المحبة التي لا مثيل لها، فليس ثمة شيء في السماء أو على الأرض يمكن أن يعلو على المحبة. ولهذا فإن بولس الرسول إذ أدرك أنه ليس شيء أكثر كمالاً من المحبة، يُعلِّمنا قائلاً: «لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلاَّ بأن يحب بعضكم بعضاً» (رو 13: 8). لذلك ضعوا حياتكم من أجل بعضكم البعض، لأن بهذه تقوم المحبة رأس كل الفضائل وملحها.
المحبة هي تكميل الناموس. المحبة خلاصٌ أكيد. سكنت المحبة قلب هابيل منذ البدء، وملكت على قلب نوح. اكتسى بها الآباء البطاركة مثل الثوب. المحبة جعلت من داود مسكناً للروح القدس. المحبة أقامت خيمة الشهادة وسط الأنبياء (لا 26: 11). المحبة هي التي عضدت أيوب.

ولماذا لا أتحدث عمَّا هو أعظم؟ فالمحبة هي التي اضطرت ابن الله أن يأتي إلينا من السماء. فالذي هو بغير جسد، لَبِسَ جسدنا. والذي هو فوق الزمن، خضع للزمن لأجلنا. الذي، وهو ابن الله، صار ابن الإنسان. من خلال المحبة كل الأشياء تخدم خلاصنا. من خلال المحبة انغلب الموت وانكسرت قوة الجحيم، أُعيد آدم للحياة وحواء استردَّت الحرية. من خلال محبة الله، صار الاثنان واحداً: الناس والملائكة. وبواسطة هذه المحبة بطُلَت اللعنة، وانفتح الفردوس، واستُعلِنَت لنا الحياة، وبُشِّرنا بملكوت السموات.
المحبة حوَّلت صيَّادي السمك إلى صيَّادي الناس. إنها المحبة التي أعطت الشهداء القوة والشجاعة في آلامهم، وهي التي جعلت في البراري مدناً للسكن، وملأت الجبال والمغاير بأنغام تسابيح المزامير الشجية. المحبة غيَّرت الناس إلى ملائكة. وهي التي علَّمت الرجال والنساء معاً أن يسلكوا الطريق الضيِّق.
ولكن لماذا أظل أضفر خيط حديثي منحصراً في أمور تفوق إدراك البشر؟ لأنه مَن ذا الذي بمقدوره أن يتحدث بأمجاد المحبة؟ إنني أعتقد أنه ولا الملائكة في مقدورهم أن يفعلوا ذلك. فيا للمحبة المباركة التي وهبتنا كل ما هو صالح! يا للمحبة المباركة التي تجعل كل مَن يشتهيها مُبارَكاً أيضاً! مباركٌ ومغبوطٌ جداً هو الإنسان الذي من قلب طاهر وضمير صالح يمتلك المحبة. والآن حين تسمع عن هذه المحبة، احترس أن تفهمها بإحساس أرضي جسداني كما يحدث في الأعياد والولائم مع أولئك الذين «إلههم في بطونهم، ومجدهم في خزيهم» (في 3: 19)، الذين تنحصر محبتهم في أكلة يأكلونها على مائدة واحدة وحبهم إهانة لله. هناك يدعون الأصدقاء وليس الغرباء، حيث لا يوجد نصيب للفقير. هناك تجد الضحك والعربدة والضوضاء والسُّكْر والخلاعة. عن هؤلاء يقول يعقوب الرسول: «كل مَن أراد أن يكون مُحِباً للعالم، فقد صار عدواً لله» (يع 4: 4). عن هذه المحبة، بل قُلْ بالأحرى أنها الهزء والسخرية، يقول الرب إن الأمم يصنعون مثلها: «لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم، فأيُّ أجر لكم. أليس العشَّارون أيضاً يفعلون ذلك» (مت 5: 46)؟ لكننا لسنا نتحدث عن هذه المحبة، لسنا نكرز بها ولا نمتدحها.
لكننا إنما نكرز بتلك المحبة التي بلا رياء، المحبة الفائقة الوصف التي لا عيب فيها ولا دنس ولا يدركها أي لوم. هذه المحبة، أقول إنها تحوي داخلها كل الأشياء ويحتويها كل عمل صالح كما علَّمنا إيَّاها ربنا قائلاً: «أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» (يو 15: 13). لأن الرب نفسه علَّم بذلك وفعله أيضاً إذ أسلم ذاته لأجلنا؟ ليس لأجل أحبائه فقط، بل ومن أجل أعدائه أيضاً: «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد (لأجل العالم)» (يو 3: 16). أما بولس الرسول فقد التهب بهذه المحبة، وإذ اقتنى المحبة الإلهية داخله أخبرنا أن «المحبة لا تصنع شرّاً للقريب» (رو 13: 10)، وأن المحبة لا تجازي عن شرٍّ بشر، ولا تردّ باللعنة لكنها تصير دائماً تحتمل ودائماً تتأنَّى وترفق: «المحبة لا تحسد… ولا تحتد، ولا تظن السوء، ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق، وتحتمل كل شيء، وتُصدِّق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء»، ومحبة مثل هذه «لا تسقط أبداً» (1كو 13: 4-8). كل مَن ارتبط بهذه المحبة فهو مبارك، يحظى بالبركة في هذه الحياة، ويصير مُباركاً في الدهر الآتي. مغبوطة هي النفس التي تزيَّنت بالمحبة التي لا تنتفخ ولا تحسد، التي لا تكره أي إنسان في أي وقت، التي لا تصد الفقير ولا تنصرف عن المحتاج، التي لا تحتقر الأرملة أو اليتيم أو الغريب. فالذي له هذه المحبة في قلبه، يحب ليس فقط الذين يحبونه وحدهم – لأن هذا ما يفعله بالمثل الأُمميون – بل ويحب أيضاً كل مَن يُسيء إليه. فالقديس استفانوس الشهيد إذ تسربل بهذه المحبة، صلَّى لأجل الذين رجموه قائلاً: «يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية»(أع 7: 60).
ثم أعود فأقول ولا أملُّ من الحديث:
طوبى للإنسان الذي يزدري بكل الأشياء الأرضية والتي مآلها إلى الفساد، ويقتني المحبة؛ فإنَّ ربح المحبة يُزاد له يوماً بعد يوم، مكافأته وإكليله يُعَدُّ له. الفردوس ينفتح أمامه، وملكوت السموات يُنعَم به عليه كموهبة. الملائكة جميعاً تُنادي بطوباويته، السموات وكل القوات معاً تغبطه. صفوف الملائكة تتقبَّله بفرح وابتهاج، وأمامه تنفتح الأبواب السمائية باتساع، ومنها يدخل ليُقدِّموه أمام عرش الله لكي يُتوَّج عن يمين الله الذي سيملك معه إلى الأبد. فمَن يكون أكثر غبطة من هذا الإنسان؟ مَن يحظى برفعةٍ أو ينال تكريماً أكثر منه؟ تطلَّع إلى فوق وتأمَّل: إلى أي علو ترفع المحبة كل مَن يقتنيها. فكما أعلن الرسول بحق: ينبغي ألاَّ نكون مديونين لأحد بشيء إلاَّ بأن يحب بعضنا بعضاً، لأن «الله محبة، ومَن يثبت في المحبة، يثبت في الله والله فيه» (1يو 4: 16).

  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2018, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 967 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة متنوعة من أقوال الأباء وكلمة منفعة

خلصني لأني ألجأ اليك ـ القديس افرام السرياني



لا يستطيع أحد أن يشفي مرضي
إلا الذي يعرف أعماق القلب

كم من مرة وضعتُ حدوداً لنفسي

وبنيتُ جدراناً بين نفسي والخطية

لكن أفكاري تعدَّت الحدود

وإرادتي هدمت الجدران

لأن مخافة الله لم تضمن الحدودَ

والجدران لم تتأسس على توبة صادقة
وها أنا أقرع الباب ثانية لكي يُفتح لي
لا أكفّ عن السؤال حتى أنال ما أطلب
ولا أعرف عيباً في طلب رحمتك يا رب
أيها الرب مخلّصي
لماذا تخليَّت عني ؟
ارحمني يا محبَّ البشر وحدك
خلِّصني أنا الخاطئ أنت أيها العادم الخطية وحدك
اسحبني من حمأة آثامي حتى لا أتلطخ إلى الأبد بها
خلِّصني من فك العدو الذي يزأر كأسد ويلتمس ابتلاعي
أنهِضْ قوتك وهلمَّ إلى خلاصي
أرسل برقك وبدِّد قوته
كي يضربه الخوف فيفرّ من وجهك
فلا قوة له للوقوف أمامك وأمام وجه الذين يحبونك
وحالما يدرك علامة نعمتك يستولي عليه خوفك وينسحب من هذا مُخزىً
خلّصني الآن يا سيد لأني ألجأ إليك
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2018, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 968 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة متنوعة من أقوال الأباء وكلمة منفعة

صلاة ـ القديس افرام السرياني



لك المجد ايه المتمهل المتانى لك المجد ايها المتعطف على الناس
لك المجد ايها الصالح
لك المجد ايها المشرق شمسه على الابرار والاخيار والممطر غيثه على الظالمين
اليك اتضرع ايها القدوس
لانك انت الوحيد سيد الكل غير الخاطىء وحدك
الذى اسلمت من اجلى, انا الخاطىء غير المستحق, الى الموت
لتعتق نفسى من قيود الخطايا
اسالك ياربى يسوع المسيح ان تغفر خطاياى الكثيره
وتعطى لقلبى احساسا بمعرفة رحمتك لى
ليامن من خوفه من الدينونه والعقاب الابدى
فانى اذا ذكرت تلك الساعه اذا انحدرت بغضب وغيظ شديد
واذا جئت
وجلست على عرش مجدك
واستدعيت الارض من مشارق الشمس الى مغاربها للمحاكمه
تجازى كل احد نظير اعماله

ويلى ويلى
كيف بسبيلى وانا عريان خائف من بروز الخطيه على
يا ويلى يا ويلى
اين اهرب ساعتها يارب يسوع
اين اهرب ساعتها
يارب لاتنسانى رافتك
يارب
لا تكتفئنى نظر اثمى
ولاتعرض وجهك عنى
ولاتقل لى “حقا اقول لك اننى لست اعرفك”
نجنى وارحمنى انا الخاطى
سامحنى يارب واقبل توبتى
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2018, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 969 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة متنوعة من أقوال الأباء وكلمة منفعة

كيف لي أن أصور جمالك ؟! ـ القديس يعقوب السروجي




يا ابن البتول ساعدني ان أتكلم عن أمك، وأنا أعترف أن الكلام عنها يعلو كثيراً عن فهمنا … السماء الثانية التي حل في حضنها رب الأعالي وأشرق منها ليطرد الظلمة من أقاصي الأرض، المباركة في النساء، بها زالت اللعنة، ومنذ عهدها انتهي القصاص، العفيفة والمحتشمة والمليئة بجمال القداسة، حتي أن لساني يعجز عن أن ينطق بكلمة واحدة بخصوصها ! ابنة الفقراء أصبحت أماً لرب الملوك وأعطت الغني للعالم المحتاج ليحيا به، السفينة الحاملة للكنوز والبركات من بيت الآب التي جاءت وسكبت غناها علي عالمنا المقفر، الحقل الجيد الذي بغير بذار أنبت حزمة، وبغير حرث أثمر ثمراً عظيماً، حواء الثانية التي ولدت الحياة للمائتين ودفعت الديون ومزقت صق حواء أمها … الابنة التي حاكت ثياب المجد[1] واعطتها لأبيها (آدم) ليغطي بها نفسه لأنه كان عرياناً وسط الأشجار، العذراء التي بغير زواج بأعجوبة صارت أماً، والأم التي بقيت بغير تغيير في بتوليتها، المقصورة الجميلة التي بناها الملك ودخلها وسكن فيها ولم تنفتح الابواب أمامه حين خرج منها (حز 44: 2)، الفتاة التي صارت مثل مركبة السمائيين (حز 1) وبقداسة حملت الاله الوحيد القدير حامل الخليقة (كو 1: 17) (عب 1: 3)، العروس التي حبلت مع أنها لم تر العريس نهائياً وولدت طفلاً دون أن تذهب الي مكان مع أبيه !
كيف لي أن أصور صورة هذه الفائقة الجمال بألوان بسيطة ؟ اذ لا يمكن مزج هذه الألوان لتصويرها ! فهي أيضاً غير لائقة بها ! صورة جمالها أكثر مجداً وسمواً عن كل تصوري، فلست أجرؤ أن أدع عقلي يرسم صورة لمحياها، من الأسهل أن أرسم صورة للشمس بنورها وحرارتها عن أن أخبر بقصة مريم وروعتها ! ربما نستطيع أن نقبض علي أشعة الكون ونصبغها بألوان، ولكن قصتها لم تُحكَ بعد كما ينبغي بواسطة الكارزين، اذا حاول أحد فبأية طريقة يستطيع أن يصفها ؟! …ـ الحب يحركني أن أتكلم عن البهية ولكن سمو الكلام يصعب عليّ كثيراً ! ماذا أفعل ؟! سأصرخ علناً أنني لم أكن أصلح لذلك ولن أكون، ولكني سأعود أحكي بدافع الحب … الحب وحده لا يُلام اذا تحدث، لأن طريقه مفرح ويثري سامعيه…
الفقيرة بنت أحد الفقراء وملاك تقابلا، وتكلما في قصة كلها عجب، عذراء نقية وساهر ناري تكلما في روعة، حديث صالح السمائيين مع الأرضيين، احدي النساء وأمير لكل الطغمات صنعا اتفاقاً من أجل مصالحة كل العالم، جلس الاثنان بين العلويين والسفليين، تكلما وصنعا سلاماً لكل الذين كانوا غاضبين، الفتاة والساهر تقابلا وتناقشا في الأمر فبطل الخصام بين الرب وآدم، هذا النزاع العظيم الذي بدأ بين الأشجار (تك 3: 1-7) أصبح موضوع مناقشة ! وأتي الي نهايته وأصبح هناك سلام، مخلوقة أرضية ومخلوق سمائي تكلما بمحبة وتوقف الخصام بين الفريقين وأصبحا في سلام ! … الزمن الشرير الذي قتل آدم قد تغير وأتي زمن جميل حيث يرتفع آدم … بدلاَ من الأم التي كتبت ديونها وأذنبت بين الأشجار سددت الابنة كل ديون أبيها آدم، حواء والحية قد استبدلا بالساهر ومريم، القضية التي تشوهت من البدء أخذت مكانها الصحيح ! … من الباب الذي دخل منه الموت دخلت أيضاً الحياة، وفكت القيد العظيم الذي قيدنا به الشرير هناك … كما أن الأولي (حواء) جاهلة فالأخيرة حكيمة لمن له الفهم، فكل ديون الأولي أوفتها الأخيرة، بسبب الأولي حدث السقوط وبالأخيرة قيامة لكل جنسنا، حدثت خطية بسبب حواء، ولكن نشأ بر من داخل مريم .
ظهرت مريم الينا كمثل الرسالة المختومة التي كانت مخفية فيها أسرار الابن وغوامضه، لقد أعطت جسدها كورقة نظيفة وقد كتب الكلمة عليها بجوهره، الابن ذاته هو الكلمة وهي الرسالة التي عن طريقها أُرسلت المغفرة الي كل العالم، هي الرسالة ليس لأنها قد خُتمت بعد أن نُقش عليها لكن لأن القدوس ختمها ثم كتب عليها، ختمها ثم نقش عليها، وهي أيضاً قُرئت بالرغم من أنها لم تفتح، لأن الآب أعلن بها سرائر فائقة، دخل الكلمة وحل في داخلها بالرغم من الأختام، علامات البتولية في جسدها ! والحبل في بطنها ! وهذا هو العجب ! معها أرسل الآب أنباء مليئة بالأخبار السارة، ومنها مغفرة لكل المحكوم عليهم برباط الخطية، بها أرسل التحرير لآدم الذي كان في العبودية الذي أصبح وارثاً ! منها أتي وسط الأبناء لأنه اصبح ابناً ! بها تصالحت الكائنات السمائية بالسفلية، والجهتان اللتان كانتا في عداوة أصبحتا في سلام عظيم، بسببها رفع جنس المرأة وجهه وزال عار جميع النساء من كل الأمم، بسببها انفتح الطريق الي جنة عدن هذا الذي كان مغلقاً وهربت الحية وعبر الانسان الي الله، بسببها ترك الكاروب رمحه حتي لا يحرس مرة أخري شجرة الحياة … لقد أعطتنا ثمرة جميلة مملوءة بالحياة حتي نأكل منها ونحيا الي الأبد مع الله….
الطوبي للطوباوية التي هي بالحقيقة مباركة، اذ تطويبها أعظم من أفواه كل العالم ! … مطوبة لأن جمال بتوليتها العظيم يستمر، واسمها يضئ بجسارة الي الأبد، مطوبة لأن بسببها جاء الفرح الي جنس آدم وبها قام الساقطون الذين طردوا من بيت الآب … مطوبة هذه التي ببطنها الصغير سكن الوحيد العظيم الذي يملأ السماوات بل وتضيق عليه، مطوبة هذه التي ولدت العتيق الأيام الذي أوجد آدم والذي به تجددت كل الخليقة التي أصبحت قديمة، مطوبة هذه التي أعطت قطرات الحليب من أعضائها للذي بأمره تتحرك أمواج البحر العظيم، مطوبة هذه التي حملت وحضنت ولاطفت كطفل: الله العظيم الي الأبد الذي بقوته الخفية يحمل العالم، مطوبة هذه التي منها ظهر المخلص للذين في الأسر الذي بغيرته أسر السجان وطمأن الأرض … مطوبة هذه التي غذته كرضيع بحليبها الطاهر، الثدي الذي منه أخذ العالم الحياة، مطوبة لأن ابنها يعطي الطوبي لجميع الطوباويين، مبارك هو ذاك الذي أشرق علينا من طهرها بقداسة.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2018, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 970 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة متنوعة من أقوال الأباء وكلمة منفعة

الصلاة مفتاح كل البوابات ـ القديس يعقوب السروجي



الصلاة تكشف حُجُب اللاهوت، بها يعرف الانسان سر الخفيات، هي مفتاح كل البوابات، بها يعرف الانسان كل الاسرار، هي التي ترفع النفس لتكلم اللاهوت، ترفع العقل ليفهم سر عظمة اللاهوت، تعلمنا بسهولة أسرار اللاهوت، تدخل الي عرش الله دون ان تمنعها القوات السمائية، لا ملاك بأجنحة أسرع منها، تصعد للأعالي دون أن يحملها السيرافيم، تتردد في قلب الانسان فتدوي في اذن الله دون وسيط ليسمعها في عرض مسكنه الممجد، تصعد الي حيث لا تستطيع الملائكة ان تصعد، وتدخل لعرش لاهوته.
السيرافيم يخبئون وجوههم بأجنحتهم من أجل عظم لاهوته، لكن الصلاة تقف أمام عظمته دون أن تستر نفسها، لا يوجد من يقف في الطريق بينها وبين الله الذي يسمعها بسرور وفرح. الملائكة يرتعدون أمامه والصفوف السمائية في اتضاع تقف بعيداً، بينما الصلاة تقف أمام الله تخبره عما تريد، الشاروبيم حاملي العرش لا يرون ما يحملون ولكن الصلاة تقف أمام الله وبحب تكلمه وبحب عظيم تدخل الي عرشه الممجد.
في حب ترتفع فوق الرتب السمائية، الشاروبيم يخافون أن يرفعوا أعينهم نحو عظمته اذ هم مربوطين بنير النار الالهية، وطغمات الملائكة النارية لا تقدر أن تقترب من الله الغير منظور لكنه هو الذي أعطي الصلاة سلطة أن تقترب اليه أكثر من الشاروبيم. الصلاة تكلم الله دون خوف أو خجل، فوق ربوات من الطغمات السمائية تطير دون عائق أو مانع من الملائكة لتسأل الله كل ما هو لائق ومناسب، وايضاً كل ما تريده، فلا تعود ترجع فارغة، اذ انها تسأل الله ذاته الذي يأمر ملائكته فتنفذ الملائكة ما طلبته الصلاة .
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مجموعة متنوعة من أقوال الآباء
من أقوال الأباء وكلمة المنفعة
أقوال القديس اغناطيوس وكلمة منفعة
أقوال الأنبا برصنوفيوس وكلمة منفعة
أقوال الأنبا ايسيذورس وكلمة منفعة


الساعة الآن 05:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024