09 - 10 - 2015, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 9571 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن أردت أم إن استطعت؟
نقرأ في مرقس 1: 40 " فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِيًا وَقَائِلاً لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي»" والآن لنذهب إلى الإصحاح 9 من نفس البشارة، نرى شخصاً آخر في احتياجه لأبيه، كان لديه هذا الحوار مع يسوع: مرقس 9: 21- 23 " فَسَأَلَ أَبَاهُ:«كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ. وَكَثِيرًا مَا أَلْقَاهُ فِي النَّارِ وَفِي الْمَاءِ لِيُهْلِكَهُ. لكِنْ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ»." في كلتا الحالتين، كان هناك إنساناً يتألم يأتي إلى يسوع للمساعدة، ويبدأ توسله بكلمة "إن". وبعد، كل "إن" منهما كانت مختلفة عن الأخرى، وكذلك كان رد فعل الرب تجاهها. ومن ثم فالأبرص قال: " إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي". إن أراد يسوع، وإن كانت هي إرادة الله لهذا الإنسان أن يشفى وإن رغب الرب في ذلك، فلم يكن لدى هذا الرجل أي شك في أن الرب سيقوم بهذا. لقد كان متأكداً أن هذا الأمر يرجع، ليس لمقدرة الله وإنما لإرادة الله. إنها لم تكن أبداً مسألة قدرة الله ولكنها دائماً مسألة إرادة الله. الإيمان ليس أن تؤمن بأن الرب سيصنع ما تريد بغض النظر عن إن كان هذا إرادته أم لا. بل الإيمان هو أن تؤمن بأنه إن أراد الرب ، فهو يقدر. نعم فحرف "إن" هو بالقطع صحيح. إن أراد الرب، يقدر. قد لا يكون لديك جواباً بخصوص أمر ما وقد لا يكون لديك أي شيء واضح، ومع ذلك، اذهب إلى الرب كما ذهب الأبرص وأنت تؤمن أنه إن كان هذا ما يريد، فسيقدر. اطلب أن ينفذ مشيئته واقبل النتيجة لأنها آتية من يده. هذا ما فعله المسيح أيضاً في بستان جسثيماني: لوقا 22: 41- 42 " وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ»." علم يسوع أن أمر صلبه لم يكن في يد الشيطان ولا في يد اليهود. إن كان هذا إرادة الله، لاستطاع أن يتفاداه. عندما كان يشرب الكأس، كان يعلم أنه آت إليه من يد ابيه ( " الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟».(يوحنا 18: 11)). لقد صلى لأجل هذا الأمر. فعندما تصلي للرب وأن تؤمن أنه إن أراد فسيقدر، وإن لم يتحقق ما قد صليت لأجله، فاعلم أن هذا ليس بسبب أن الله لم يسمعك وإنما السبب هو أنه أراد ذلك. لأن كل شيء تطلبه في صلاتك وأنت تؤمن أنه إن أراد فسيقدر فتأكد أنه لو كان الأمر بالفعل حسب مشيئته، فستناله. الأبرص قد ذهب للرب وهو يؤمن بأنه إن أراد فسيقدر أن يشفيه، وهو الشيء الذي حدث في النهاية. ومع ذلك فهذا لم يحدث في الحالة الثانية. وحقاً فبالتعمق في الأمر، نرى أن الرجل الثاني بدأ سؤاله أيضاً بكلمة "إن". ومع ذلك، فما جاء بعد كلمة "إن" كان مختلفاً تماماً عما جاء بعد كلمة "إن" في الحالة الأولى للأبرص. فذكره للحرف "إن" لم يكن "إن أردت فستقدر" بل كان "إن قدرت أن تفعل شيئاً...". على عكس الأبرص، فهذا الرجل لم يبني طلبه على إرادة الرب وإنما على مقدرته. ولهذا السبب فما جاء بعد طلبه لم يكن فعل الرب وإنما توبيخه: مرقس 9: 23 " فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ». " الرب أجاب عن جملة هذا الرجل التي تقول: "إن كنت تستطيع" بنفس الجملة "إن كنت تستطيع". "إن كنت تستطيع أن تؤمن". تؤمن بماذا؟ بما آمن به ايضاً الأبرص أي "إن أردت فستقدر". فالمسافة بين الإيمان وعدم الإيمان هو بقدر المسافة التي توجد بين "إن أردت فستقدر" و "إن تستطيع أن تفعل شيئاً...". في الحالة الأولى، إن كان هذا الأمر إرادته، فسيعمل الله، ومع ذلك ففي الحالة الثانية كان جوابه : إن كنت تستطيع أن تؤمن، فكل شيء مستطاع". وبرغم ذلك، فهو لم يتوقف عند هذا، ولكنه إن أراد شيئاً، فهو يتحرك ليعين هؤلاء الذين يبحثون عنه بأمانة، كما تحرك أيضاً من أجل هذا الرجل: مرقس 9: 24- 27 " فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ:«أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي». فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ الْجَمْعَ يَتَرَاكَضُونَ، انْتَهَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ قَائِلاً لَهُ:«أَيُّهَا الرُّوحُ الأَخْرَسُ الأَصَمُّ، أَنَا آمُرُكَ: اخْرُجْ مِنْهُ وَلاَ تَدْخُلْهُ أَيْضًا!» فَصَرَخَ وَصَرَعَهُ شَدِيدًا وَخَرَجَ. فَصَارَ كَمَيْتٍ، حَتَّى قَالَ كَثِيرُونَ: «إِنَّهُ مَاتَ!». فَأَمْسَكَهُ يَسُوعُ بِيَدِهِ وَأَقَامَهُ، فَقَامَ." الرب يعين ويشفي ويقوي. إنه لا يتغاضى عن عدم الإيمان. على العكس، فهو ينتهره، ومع ذلك فهو يساعد كل إنسان يبحث عنه بأمانة. ومن ثم فقد شفى الطفل كما أنقذ بطرس من قبل عندما كان يغرق في وسط البحر (متى 14: 28- 31)، وكما ساعد أيضاً التلاميذ الذين ارتعبوا ليلة هبوب العاصفة (مرقس 4: 37- 41). أيمكنك أن تتخيله حقاً تاركاً بطرس ليغرق بسبب نقص إيمانه؟ ولكنه لم يتركه. عندما صرخ إليه، مد الرب إليه يده وأخرجه، ثم وبخه على قلة إيمانه. الرب لن يصرف أبداً أي إنسان يبحث بأمانة عن معونته. عندما يدعوه أي إنسان بأمانة ، يمد الرب يده له بالعون. حقاً كم هو إلهاً رائعاً! إنها ليست مسألة مقدرته وإنما هي مسألة مشيئته. هذه الإرادة هي ما ينبغي أن نؤكد عليها في صلواتنا. "إن اردت، فستقدر"، إن لم ترد "فلتكن مشيئتك" (متى 26: 42). جملة "إن كنت تستطيع شيئاً" هي جملة تدل على عدم إيمان وينتهرها الله. ومع ذلك، وحتى إن شعر إنسان بقليل من الإيمان، وحتى وإن كاد أن يغرق مثل بطرس، فالرب يستدير إليه حقاً ولا يتركه. فما نحتاجه هو أن ندعو معونته والرب سيمسك بنا. إنه لن يسمح بهلاك أي نفس تبحث عنه بصدق للمعونة. |
||||
10 - 10 - 2015, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 9572 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوحنا المعمدان: سفير الله قرأت مؤخراً كتاب بعنوان: "سفراء الله" (وهو بالإنجليزية). وهو، للذين لم يقرأوه، كتاب يتحدث عن الكهنة المشهورين الذين كانوا موجودين بالقرنين التاسع عشر والعشرين. حيث أن لكل من الكهنة المقدمين هناك سيرة ذاتية لأوقاتهم السعيدة والمرة، بالإضافة إلى تعليقات الكاتب. ومتأثراً بذلك، كنت افكر في أن اتناول التسجيل الذي يعطيه الكتاب المقدس لواحداً من أشهر سفراء الله وهو: يوحنا المعمدان. 1. رجال الكتاب المقدس: ليسوا جبارين انا أؤمن ان الله قد وضع قصص هؤلاء الناس أمثال يوحنا وبولس واليشع... إلخ في الكتاب المقدس ليعلمنا من خلال أمثلة حياتهم. ويميل العديد إلى الاعتقاد بان هؤلاء الناس كانوا فوق بشريين وأن هناك القليل من التشابه أو لا تشابه على الإطلاق بينهم وبيننا. ومع ذلك، فالوضع هنا ليس كذلك. إذ أن يعقوب يقول عن أليشع: يعقوب 5: 17 " كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا" وكما قال بطرس ايضاً لكورنيليوس عندما سجد له: أعمال الرسل 10: 26 " «قُمْ، أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ»." وقبل ذلك عندما حدق الناس في بطرس ويوحنا، بعد شفاء الرجل الأعرج، قال بطرس: اعمال الرسل 3: 11- 13 ، 16 " .... مَا بَالُكُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هذَا؟ وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا، كَأَنَّنَا بِقُوَّتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هذَا يَمْشِي؟ إِنَّ إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، إِلهَ آبَائِنَا، مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ، الَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ وَجْهِ بِيلاَطُسَ، وَهُوَ حَاكِمٌ بِإِطْلاَقِهِ....... وَبِالإِيمَانِ بِاسْمِهِ، شَدَّدَ اسْمُهُ هذَا الَّذِي تَنْظُرُونَهُ وَتَعْرِفُونَهُ، وَالإِيمَانُ الَّذِي بِوَاسِطَتِهِ أَعْطَاهُ هذِهِ الصِّحَّةَ أَمَامَ جَمِيعِكُمْ." أُناس الله الذين نقرأ عنهم في الكتاب المقدس ونتعجب من أعمال الله التي يصنعها من خلالهم، لم يكونوا بأي وسيلة فوق بشريين. كانوا جميعهم بشر " تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا " (يعقوب 5: 17). كما يقول بولس في كورنثوس الثانية 3: 4- 6: " وَلكِنْ لَنَا ثِقَةٌ مِثْلُ هذِهِ بِالْمَسِيحِ لَدَى اللهِ. لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئًا كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ، الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. " إن الله هو كفايتنا. فيوحنا وبولس وبطرس وأليشع لم يكونوا أكثر "كفاية " من أي واحد منا. ليس هناك حاجة لنكون فوق بشريين، أو فوق مكتفيين لتقوم بعمل ما دعاك الله لأجله. إنه هو كفايتنا الغير عادية وهو بالتأكيد يكفينا كما كان لهؤلاء الذين أرادوا أن يسيروا معه في الماضي. 2. يوحنا المعمدان: دعوته بعد هذه المقدمة البسيطة، دعونا الآن نتوجه إلى يوحنا المعمدان. الملاك الذي أعلن عن مولده لابيه ، قال عنه: لوقا 1: 15- 17 " لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا»." وكما قال يسوع لاحقاً: متى 11: 9- 11أ " لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ. فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ" يوحنا سيكون " عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ" (لوقا 1: 15). من بين كل المولودين من النساء، لم يكن هناك أعظم من يوحنا المعمدان. كان ليوحنا هدف من حياته. لقد كان سيصبح رسول الرب يسوع المسيح. " لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا" (لوقا 1: 17). كانت لديه مهمة يحققها، وقد عُيِّن لهذا الأمر حتى قبل مولده. لا يزال هذا صحيحاً ليس بالنسبة له فقط. إنه صحيح بالنسبة لنا ايضاً. فكما يقول الكتاب المقدس، أن الله عرفنا من قبل ( رومية 8: 29)، وكل واحد منا قد أُعطِيَ وظيفة في جسد المسيح (كورنثوس الأولى 12: 8). كما كانت مهمة يوحنا هي أن يكون رسول المسيح وتلك المهمة تم تحديدها من قِبَل الله، كذلك نحن أيضاً لنا وظيفة في الجسد، نداء تم تحديده خصيصاً لكل واحد منا. إننا لم نوجد على هذه الأرض مصادفة. بل نحن معروفين جيداً، قد لا يكون عند لناس ولكن بالتحديد عند الرب أبانا. 3. يوحنا المعمدان: في البراري لم يُذكر الكثير عن الوقت الذي سبق تبشير يوحنا. تلخص لوقا 1: 80 هذه الفترة كالتالي: لوقا 1: 80 " أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، وَكَانَ فِي الْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيلَ." كان يوحنا في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل. فقدكان لديه نداء منذ البدء. ومع ذلك، فقد كان هناك أيضاً وقتاً محدداً لتنفيذه. فكل منا له وظيفة محددة في جسد المسيح، ولايزال الله هو الذي يحدد هذه الوظيفة ويحدد أيضاً طريقة تنفيذها. كما تقول كورنثوس الأولى 12: 18 كورنثوس الأولى 12: 18 " وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الأَعْضَاءَ، كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي الْجَسَدِ، كَمَا أَرَادَ." ليس عليك أن تبحث عن مكان في جسد المسيح. لقد وضعنا الله هناك، وفعل هذا كما أراد. هو وحده قد عين لنا وظائفنا، لقد عينك لهذه الوظيفة وأعدك للقيام بها. و بالإضافة إلى ذلك، حدد الشيء الذي ستعمله وكيفية عمله. كان واجب يوحنا هو إعداد طريق الرب وكان يعرفه منذ وقت مبكر جداً. من الممكن أن يتخيل البعض أنه قد ترك كل شيء آخر وبدأ يكرز بمجرد أن عرف بالأمر. ولكن يوحنا قام بهذا فقط بعدما " كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَى يُوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا" (لوقا 3: 1- 6). فبمجرد استقباله لكلمة من الرب، عندها فقط ، تقدم لتنفيذها. حقيقة تقول لنا لوقا 3: 1- 6 لوقا 3: 1- 6 " وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ عَشْرَةَ مِنْ سَلْطَنَةِ طِيبَارِيُوسَ قَيْصَرَ، إِذْ كَانَ بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ وَالِيًا عَلَى الْيَهُودِيَّةِ، وَهِيرُودُسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الْجَلِيلِ، وَفِيلُبُّسُ أَخُوهُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى إِيطُورِيَّةَ وَكُورَةِ تَرَاخُونِيتِسَ، وَلِيسَانِيُوسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الأَبِلِيَّةِ، فِي أَيَّامِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا، كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَى يُوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا فِي الْبَرِّيَّةِ، فَجَاءَ [ بعدما كانت كلمة الله عليه] إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ أقْوَالِ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ :«صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. كُلُّ وَادٍ يَمْتَلِئُ، وَكُلُّ جَبَل وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ، وَتَصِيرُ الْمُعْوَجَّاتُ مُسْتَقِيمَةً، وَالشِّعَابُ طُرُقًا سَهْلَةً، وَيُبْصِرُ كُلُّ بَشَرٍ خَلاَصَ اللهِ»." كان يوحنا معيناً من قِبَل الله لأجل مهمة خاصة. كان هو الذي سيُبَشِر بالرب يسوع المسيح ويعد طريق الرب ويكرز بمعمودية التوبة. كان من الممكن أن يمضي منذ البداية ويفعل ما قد يعتقد أنه يوفي بمهمته على أكمل وجه. كان من الممكن أن يخرج بآلاف الأفكار، حول كيفية القيام بهذه المهمة بشكل أفضل. ولكنه لم يفعل هذا، بل انتظر كلمة الله. وبمجرد الحصول عليها، وبدون اي تفكير، بدأ بعمل ما قيل له: وهو الكرازة بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. الله قد عيننا في جسد المسيح للقيام بوظائف معينة، وحدد أيضاً ما هو شيء الذي سنقوم به في هذه الوظيفة وكيفية القيام به. بدأ يوحنا في الكرازة فقط عندما " كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَىه" (لوقا 3: 2) وهذا حدث ........ فِي الْبَرِّيَّةِ. كان هذا بمثابة "مركز تدريب" ليوحنا. فالاوقات التي قد لا نُقَدِّرهَا، والتي يهملنا الله فيها، قد تكون هي الأوقات التي يستخدمها الله لتدريبنا. إذاً، فعندما ينكسر الجسد وأفعاله هناك، في "البرية"، سنكون مستعدين أن نفعل، ليس ما نعتقد أنه ما علينا القيام به من أجله، بل ما دعانا هو للقيام به منذ البدء. 4. يوحنا المعمدان: الجموع آتية إليه وتكمل بشارة لوقا قائلة: لوقا 3: 7- 9 " وَكَانَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ الَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ:«يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا لإِبْرَاهِيمَ. وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ»." " خرجت الجموع ليعتمدوا بواسطة يوحنا". لم يكن يوحنا هو من جذب تلك الجموع. بالتأكيد، لم يكن دبلوماسياً عندما قال " يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي". فمن الواضح أنه لم يحاول إسعادهم. ولكن عوضاً عن ذلك قال ما اراده الله أن يقول وبالحجم الذي أراد الله لهذا الكلام أن يخرج به. وكانت كرازة يوحنا تنمو كلما اتبع ما قد عينه الله للقيام به. لم يعمل اي معجزة (يوحنا 10: 4)، على الأقل لم يكن هناك تسجيلاً لواحدة. لم يعلن عن نفسه. وإنما عَلِمَ الناس أنهم قد واجهوا نبياً. هناك أناس اليوم يجولون قائلين "أنا معلم" أو "أنا نبي". ولكن يوحنا لم يفعل هذا. لم يقم بعمل حملة مادحاً نفسه لكونه نبي. وفي الحقيقة، لن تجده في أي مكان يقول أنه نبي. ولكن الناس عرفته. والرب يسوع أكد هذا أيضاً. إذا كان يوحنا حياً حتى يومنا هذا، لاتت إليه الملايين من الناس. ومع ذلك فيوحنا لم يكن يبحث عن الجموع. فعندما وصلت كرازته إلى السماء، وكانت الجموع تأتي إليه، وعندما كان الجميع يظن أنه قد يكون المسيح، فيوحنا " اعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ" (يوحنا 1: 20): يوحنا 1: 20- 23 " فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ:«إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ». فَسَأَلُوهُ:«إِذًا مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ:«لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ:«لاَ». فَقَالُوا لَهُ:«مَنْ أَنْتَ، لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» قَالَ:«أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ»." لم يحاول يوحنا ان ياخذ لنفسه تلك الألقاب المشهورة مثل المسيح وإليا أو النبي، مع أن كلمة نبي أو إليا كانت ألقاب لائقة كثيراً به. ولكن لم تكن تلك هي النقطة. فالنقطة هي أنه كان يقوم بما عُيِّن لأجله. كان ينبغي أن يكون صوتاً صارخاً في البرية وقد كان كذلك. لا ينبغي ان يكون اهتمامنا هو الحصول على لقب أو اسم ولكن أن يكون اهتمامنا هو القيام بما عيننا الله لعمله، مهما كان ذلك وبغض النظر عن الاسم الذي قد يكون لنا. 5. يوحنا المعمدان: نهاية كرازته كانت شهرة يوحنا واسعة جداً. كان معروفاً جداً ..... كل هذا حتى بدأت كرازة يسوع. ويبدو أنه عندما بدأت كرازة الرب، بلغت كرازة يوحنا نهايتها. الكارز الذي كان مشهوراً يرى الآن الجموع تتركه وتتبع الرب. ماذا كانت ردة فعله؟ يوحنا 3 تقول لنا عن هذا: يوحنا 3: 26- 30 " فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ» أجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ:«لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ. أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ. يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ." انه لم يكن يبغى الجموع ولذلك لم يشعر بعدم ارتياح في رؤية تناقص كرازته. وفي الحقيقة أنه كان مبتهجاً ومدركاً أن الهدف من كرازته لم تكن لتحويل الناس إليه وإنما للمسيح. وفي النهاية اصبح في السجن حيث قطعت رأسه. وكما تقول الرسالة إلى العبرانيين الإصحاح 11 للذين اختاروا الشهادة مثله: العبرانيين 11: 35- 38 " أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضًا وَحَبْسٍ. رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ." كان يوحنا، مثل هؤلاء في العبرانيين 11: 35- 38، رجلاً مثلنا. بل كان مُعَيَّناً لعمل ما دعاه الله لعمله. كان من الممكن أن ينكر واجبه ويعيش كالآخرين من سنه (كان في عمر ال 30 تقريباً!). لكان هذا أسهل بكثير. اليس كذلك؟ ولكنه فضل أن يتبع الله. كمسيحي، قد تواجه أوقاتاً غير مريحة، أوقاتاً حين تضطر أن تسلك فيها الطريق الضيق. ستستطيع أن تقف منتصباً في مثل هذه الأوقات، فقط لو كان نظرك موجهاً إلى الرب يسوع المسيح . كما تقول العبرانيين مرة أخرى: العبرانيين 12: 1- 2 " وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ." الطريقة الوحيدة لمحاضرة الجهاد الروحي هو بالنظر إلى يسوع المسيح. ليس بالنظر إلى ما يُرَى وإنما إلى ما لا يرى، التي هي الابدية. كورنثوس الثانية 4: 18 " وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ." هذا ما فعله يوحنا وما ينبغي علينا فعله أيضاً. |
||||
10 - 10 - 2015, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 9573 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ" كنت أفكر مؤخراً في الصورة المعطاة في تيموثاوس الأولى 1: 18. نجد هناك أن بولس يعطي التعليمات لتيموثاوس: تيموثاوس الأولى 1: 18- 20 " هذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الابْنُ تِيمُوثَاوُسُ أَسْتَوْدِعُكَ إِيَّاهَا حَسَبَ النُّبُوَّاتِ الَّتِي سَبَقَتْ عَلَيْكَ، لِكَيْ تُحَارِبَ فِيهَا الْمُحَارَبَةَ الْحَسَنَةَ، وَلَكَ إِيمَانٌ وَضَمِيرٌ صَالِحٌ، الَّذِي إِذْ رَفَضَهُ قَوْمٌ، انْكَسَرَتْ بِهِمِ السَّفِينَةُ مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَالإِسْكَنْدَرُ، اللَّذَانِ أَسْلَمْتُهُمَا لِلشَّيْطَانِ لِكَيْ يُؤَدَّبَا حَتَّى لاَ يُجَدِّفَا." بعض الناس، الذين منهم هيمينايس والإسكندر، انكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان. لم يكن هؤلاء الناس غير مؤمنين. فلكي تنكسر السفينة من جهة الإيمان، لابد وأنه قد كان مؤمناً في وقت ما. كما يقول بولس مرة أخرى، متحدثاً هذه المرة لأجل هيمينايس وفيليتس: تيموثاوس الثانية 2: 17- 18 " وَكَلِمَتُهُمْ تَرْعَى كَآكِلَةٍ. الَّذِينَ مِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَفِيلِيتُسُ، اللَّذَانِ زَاغَا عَنِ الْحَقِّ، قَائِلَيْنِ: «إِنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ صَارَتْ» فَيَقْلِبَانِ إِيمَانَ قَوْمٍ." يزوع الشخص عندما يكون على الطريق ويفقده. حدث مثل هذا الشيء مع هيمينايس والإسكندر وفيليتس: بخصوص الحقيقة، فلقد زاغوا؛ ومن جهة الإيمان، انكسرت سفينتهم. ومع الأسف، فليسوا هم الوحيدين الذين حدث معهم ذلك. فحالتهم هذه، على الرغم من أنها مثال لابد من تفاديه، إلا أن به دروس مستفادة كثيرة نتعلمها. هل حفظ الإيمان شيء ممنوح لنا؟ عند معرفتي بالرب في البداية، اعتقدت أنه نعم، حفظ الإيمان شيء ممنوح ويستحيل فقدانه. ومع ذلك، اكتشفت مع مرور السنين أن هذا الاعتقاد لم يكن صائباً. حفظ الإيمان غير ممنوح. إن كان كذلك، لما كنا قد وجدنا في الكتاب المقدس التحذيرات التي سنراها اليوم، ولا كانت كلمة الله قد تحدثت عن الناس الذين انكسرت سفينتهم من جهة الإيمان. أنا أعتقد أن الحياة المسيحية والإيمان هما شيئان لا ينتهيان بالاعتراف الموجود في رومية 10: 9 ( لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ.). بل على النقيض، فهو شيء محدود المدة وطريق يجب أن نستمر بالسير فيه ما دمنا أحياء. وهو بالطبع يبدأ بالاعتراف الموجود في رومية 10: 9، ولكنه لا ينتهي عند ذلك. أ. تيموثاوس الثانية 4: 6- 9 في تيموثاوس الثانية، وبوصول بولس لنهاية حياته، يعطي تعاليمه لتيموثاوس. وهناك، في الآيات 6- 9 ، يعطي ملخصاً قصيراً لحياته: تيموثاوس الثانية 4: 6- 9 " فَإِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيبًا، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا. بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعًا" إن كان الإيمان هو شيء قد بدأ وانتهى يوم آمن بولس، ما كان قد قال: " حَفِظْتُ الإِيمَانَ". فالإيمان بالفعل هو شيء يحتاج لحفظه. فبينما حفظ بولس الإيمان، انكسرت سفينة هيمينايس والإسكندر من جهة الإيمان. لاحظ أيضاً أن بولس لم يقل في هذا الملخص: "أنشأت العديد من الكنائس، كتبت العديد من الكتب، عَلَّمْت جموع كثيرة، ساعدت الكثيرين على الإيمان"، بل كان رصيده في غاية البساطة عند نهاية كرازته إذ قال: قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ. الحياة المسيحية هي جهاد، سعي وطريق على الإنسان أن يسيره. يبدأ يوم إيماننا بالرب ولكنه لا ينتهي هناك. فقط عند نهاية حياته وبعدما بدء كلامه بقوله: "إِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيبًا"، عندئذ فقط، تحدث بولس مستخدماً الفعل الماضي فيما يخص الإيمان، السعي والجهاد. عندها فقط، وبالضبط قبل نهاية رحلته على هذه الأرض، يرسم حدود الحساب الأخير. وعلى نقيض هذا، يعتقد العديد من المسيحيين أن السعي قد انتهى يوم إيمانهم، وأن إيمانهم لا يمكن أن يتعرض للخطر. فمن الواضح أن بولس لم ليتفق معهم. وعلى الأغلب أن هذا أيضاً هو سبب عدم فهم العديد منا له، عندما تقول فيليبي 3: 12- 14 فيليبي 3: 12- 14، 17 " لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضًا الْمَسِيحُ يَسُوعُ. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.... كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي مَعًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ" على عكس بولس، يحسب العديد من الأخوة أنفسهم وكأنهم فازوا بالجائزة بالفعل. ويظن بعضنا أنه "ما دمنا قد آمنا وخلصنا، فنستطيع أن نعيش مثلما يحلو لنا. فلقد فزنا بالجائزة بالفعل". ولكن الحياة المسيحية لم تكن على هذا النحو بالنسبة لبولس، فهي لم تكن شيء ساكن وكأنها تقول "توقف لتنال الخلاص، ثم أكمل كما سبق"، بل على العكس، كانت شيئاً متحركاً، كانت جهاداً وسعياً عليه أن يكمله. إذ قال مرة أخرى في رسالته إلى العبرانيين 12: 1- 2 العبرانيين 12: 1- 2 "وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ." فالحياة المسيحية، هي بالفعل جهاد وطريق موضوع أمامنا علينا السير فيه بالنظر إلى يسوع. فالإيمان هو شيء علينا حفظه. فيقول بولس في كورينثوس الثانية 13: 5: "جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ". هل نحن في الإيمان أم أن حياتنا مبنية على نظرة مشوهة تبرر الخطية.. لأننا الآن تحت "النعمة"؟ فلنختبر أنفسنا! كما يقول بولس مرة أخرى: كورينثوس الأولى 9: 24- 27 " أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا. وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى. إِذًا، أَنَا أَرْكُضُ هكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لاَ أَضْرِبُ الْهَوَاءَ. بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا." ب. مثال الزارع هذا مثال معروف بالنسبة لمعظمنا. تحدث فيه يسوع عن أربع أنواع من الناس والأثر الذي يكون للبذار، أو لكلمة الله، فيهم. فنقرأ في لوقا 8: 11- 15: لوقا 8: 11- 15 " وَهذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ، وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. وَالَّذِينَ عَلَى الصَّخْرِ هُمُ الَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ الْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ، وَهؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ، وَفِي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. وَالَّذِي سَقَطَ بَيْنَ الشَّوْكِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا، وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَرًا. وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ." ودائماً ما أثار النوع الثاني والثالث تساؤلاتي. هذين النوعين لم يرفضا كلمة الله، على الأقل، لم يكن على الفور، بل على العكس، فقد انبتت البذار، ومع ذلك لم تعطي ثمر. كما يتحدث الرب بوضوح عن النوع الثاني فيقول: " فَيُؤْمِنُونَ" ولكن " إِلَى حِينٍ". وعلى الرغم من إنبات بذار الكلمة في الأنواع الثلاثة، إلا أن النوع الأخير هو من يقدر على إعطاء الثمر. وبينما كان للنوعين الأخرين إيمان، إلا أنه اختفى على الطريق. ولنقل هذا بطريقة أخرى: حقيقة اعتراف الشخص بالإيمان بيسوع المسيح لا يصنفه ليكون من النوع الرابع بشكل تلقائي. يعتمد النوع الذي ننتمي إليه على ما سيحدث في الطريق بعدما نؤمن. كان يوم إيماننا، هو يوم إنبات البذرة. ومع ذلك، فكيفية نمو البذرة ليس بالشيء الذي يمكن للإنسان معرفته منذ البداية. فالسيرة الوحيدة الصحيحة هي السيرة الأخيرة. فقط في النهاية، يمكن للإنسان ان يتحدث مثل بولس مستخدماً الفعل الماضي. ذًكِرَت بعض الأشراك التي يمكن أن تضع الإيمان تحت الاختبار والتي لا ينبغي للإنسان أن يستسلم لها في الفقرة السابقة من لوقا 8 والتي سيتم دراستها بشكل أكثر توسعاً فيما يلي. 1. التجارب كما تقول يعقوب 1: 14- 15 " وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا." لا ينبغي لأحد أن يستسلم للتجارب. ستأتي أوقات عندما سيكون علينا أن نختار إما الله أو "شهواتنا". سيكون هناك مفترق طرق خطير، أوقات حيث سنضطر فيها إلى أن نختار إما أن نتبع طريق الله أو طريقنا الخاص. وفي مثل هذه الأوقات، يتحول الناس من النوع الثاني عن الله ومرة أخرى يجرون خلف شهواتهم الخاصة. إن لم يكن هناك ندم وتوبة، فمن الممكن للنتائج أن تكون مدمرة. 2. الضيقات/ الاضطهاد من أجل الكلمة هذا السبب معطى لنفس النوع من البشر المذكور في مرقس فيما يخص مثال الزارع (مرقس 4: 17). وكما يقول بولس فيما يخص الضيقات: " لاَ يَتَزَعْزَعَ أَحَدٌ فِي هذِهِ الضِّيقَاتِ." (تسالونيكي الأولى 3: 3). تُزعزِع الضيقات والاضطهات الناس من النوع الثاني. وعلى الرغم من إيمانهم في البداية، إلا أنهم لا يثبتون في التجارب والضيقات. فبمجرد ظهور تلك الأشياء في الميدان، يفضلون أن يغيروا طريقهم ويرجعوا إلى طريقة حياتهم القديمة. 3. محبة المال، الطمع، خداع الغنى يقول بولس عن هذا الشرك: تيموثاوس الأولى 6: 9- 10 " وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ. لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ." يحتوي الكتاب المقدس على مراجع لأناس صالحين كانوا أغنياء جداً، مثل إبراهيم (سفر التكوين 13: 2، 24: 35) وأيوب (أيوب 1: 3). ومع ذلك، ما كانوا طماعين؛ ما كانوا محبين للمال. عندما فقد أيوب كل شيء في لحظة واحدة، كانت ردة فعله في غاية البساطة: أيوب 1: 21 "عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا." ليست المشكلة في المال ذاته بل في محبة المال. لم تكن المشكلة مع النبي بلعام هي عدم سؤاله للرب، بل أنه " أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ" (بطرس الثانية 2: 15) كثيراً حتى سعي ورائه. 4. الهموم أحد العوائق الأخرى التي تقف أمام نمو بذار كلمة الله هي الهموم. كما يحذر المسيح: لوقا 21: 34 " «فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ وَسُكْرٍ وَهُمُومِ الْحَيَاةِ، فَيُصَادِفَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ بَغْتَةً." تتسبب الهموم في تثاقل قلب المؤمن وخنق بذار الكلمة. وعوضاً عن المركز الأول، يأخذ الله المركز الثاني أو مركز أقل في حياتنا وهو، بطريقة ما، يعتبره الناس غير مناسب لتلبية الاحتياجات. فيصير الانشغال بالهموم مسؤوليتنا الشخصية وليست مسؤولية الله كما يدعونا: بطرس الأولى 5: 7 " مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ." عندما نعتبر الله بأنه غير مناسب للاهتمام بهمومنا، ونلقيها على أنفسنا، يصبح ثمن ذلك عدم إثمارنا في كلمة الله. وعلى الرغم من سماعنا للكلمة في يوم من الأيام وإيماننا بها، إلا أننا تركنا هذه البذرة لتُخنَق بالهموم وبعدم إيماننا بإلقاء همومنا عليه. وكما أوضح الرب، فنفس الأثر الخطير الذي يكون للخمار والسكر على الجسد، يكون أيضاً على القلب والإيمان (قد نستخدم اليوم كلمات "الاحتفال" أو "الارتياد"). 5. مباهج الحياة تحدث الرب بخصوص نتائج هذا الشرك في الفقرة السابقة المعطاة من لوقا. فسليمان، رجل الله المعروف، هو مثال واضح جداً لآثار هذا الشرك. أغنى ملكوك إسرائيل، الإنسان الذي أعطاه الله حكمة عظيمة حتى كان يأتي إليه ملوك الأمم الأخرى ليستمعوا إليه، "أمال قلبه" في النهاية بعيداً عن الله وكلمته. كما تخبرنا ملوك الأول: ملوك الأول 11: 1- 9 " وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ. فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ،" و نحميا 13: 26 " أَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ أَخْطَأَ سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَكُنْ فِي الأُمَمِ الْكَثِيرَةِ مَلِكٌ مِثْلُهُ؟ وَكَانَ مَحْبُوبًا إِلَى إِلهِهِ، فَجَعَلَهُ اللهُ مَلِكًا علَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ. هُوَ أَيْضًا جَعَلَتْهُ النِّسَاءُ الأَجْنَبِيَّاتُ يُخْطِئُ." عندما ولد سليمان، أرسل الرب ناثان النبي ودعاه يَدِيدِيَّا الذي يعني "محبوب الرب" (صموئيل الثانية 12: 24- 25). لقد أعطاه حكمة عظيمة حتى أنهم كانوا يأتون من ممالك أخرى ليتحدثوا إليه (ملوك الأول 10). ومع ذلك، كل هذا لا يعني أن نهاية سليمان كانت صالحة. والسبب في ذلك هو أنه أمال قلبه بعيداً، " وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا". فسقط في النهاية في الأشراك التي كان هو نفسه يعلم بوجوب الابتعاد عنها (أمثال 2: 16- 9، 5: 20، 6: 24): كان قصره يضم مجموعة من كل أنواع النساء الأجنبيات، وبالطبع بالإضافة إلى النتائج المترتبة على ذلك - " نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ" بعيداً عن الله (ملوك الأول 11: 3). وبغض النظر عن محاولات الإنسان العتيق الشديدة في إقناعك بأنه لا توجد مشكلة إن كنت مرناً قليلاً تجاه الخطية، بما أن ... لم تؤذ أحداً في نهاية اليوم... فلا تقتنع به. فتقول كلمة الله " خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ؟" (كورنثوس الأولى 5: 6). لن يضر بإثمارك أي رفض للخطية. فالخطية مثلها مثل الهموم والطمع وكل الأشراك الأخرى، تثقل القلب وترهقه وتفقده حماسه. من حقاً من الممكن أن يتخيل أن الإنسان الذي علم الناس بشدة أن يحفظوا أنفسهم بعيداً عن النساء الأجنبيات (أنظر على سبيل المثال سفر أمثال 5) امتلك في النهاية المئات منهن؟ على الرغم من حقيقة أن الله وبخ سليمان (ملوك الأول 11)، إلا أنه لم يتغير، فتحجر قلبه لدرجة أنه لم يعد يرى خطأه أو أنه صار غير مبالٍ تجاهه. 6. العلم الكاذب/ الإلحاد هذا السبب معطى في تيموثاوس الأولى 6: 20- 21، حيث كان بولس يعلم تيموثاوس قائلاً: تيموثاوس الأولى 6: 20 " يَا تِيمُوثَاوُسُ، احْفَظِ الْوَدِيعَةَ، مُعْرِضًا عَنِ الْكَلاَمِ الْبَاطِلِ الدَّنِسِ، وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاسْمِ، الَّذِي إِذْ تَظَاهَرَ بِهِ قَوْمٌ زَاغُوا مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ " أيضاً، كما قرأنا من قبل عن هيمينايس وفيليتس: تيموثاوس الثانية 2: 17 " وَكَلِمَتُهُمْ تَرْعَى كَآكِلَةٍ. الَّذِينَ مِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَفِيلِيتُسُ، اللَّذَانِ زَاغَا عَنِ الْحَقِّ، قَائِلَيْنِ: «إِنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ صَارَتْ» فَيَقْلِبَانِ إِيمَانَ قَوْمٍ." زاغ كل من هيمينايس وفيليتس عن الحق، قائلين أن القيامة قد صارت. وكما يرى الإنسان من كلمة الله، أن الرسل حذروا كثيراً من تعاليم خاطئة وخطيرة. حذر يوحنا من أن الإنسان الذي لم يعترف بأن يسوع المسيح جاء في الجسد فهو ليس من الله (يوحنا الأولى 4: 3). اجتمع الرسل في أورشليم لمواجهة التعاليم المنتشرة والتي ارادت التلاميذ ان يختنوا ويتبعوا الناموس (أعمال الرسل 15). فكما قال بولس أيضاً في تيموثاوس الأولى 4: 1- 3: تيموثاوس الأولى 4: 1- 3 " وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ." فلنحترس إلى أين نوجه آذاننا. ليس الإنسان هو من يظهر خطأ أو صواب الشيء بل هي كلمة الله. هل ما نسمعه متفق مع كلمة الله؟ لا يهم إن كان يبدو جيداً أو سيئاً، مختلف أو متفق مع "التقاليد"، فالحق وحده يحرر، وسيستعبدنا أي شيء آخر حتى وإن كان يشبه الحق، أو يبدو لطيفاً أو كامل المعرفة. واليوم، إن شعر أحد أن علاقته بالله في موقف صعب، فأعتقد أن السبب الخطير في هذا هو وجود معتقدات خاطئة فيما يخص الله والكتاب المقدس، إذ تستقر في عقولنا صورة لله من تكويننا نحن وليست لله الموجود في الكتاب المقدس. تتسبب الأشراك أيضاً في ظهور مثل هذه الأشياء. الخلاصة اعتقد أنه قد اتضح مما سبق أن الحياة المسيحية لا تنتهي عند اعترافنا بأن يسوع هو الرب الإله. أجل، فقد بدأت حينذاك، ولكنها بالتأكيد لم تنتهي عند ذلك، فهناك طريق صالح علينا إكماله، وجهاد حسن علينا السعي فيه. فتتبين صحة اعترافنا من عدمه مع مرور الأيام. هل يسوع المسيح هو إلهنا اليوم؟ كما رأينا بولس يعلم تيموثاوس: تيموثاوس الأولى 6: 20 " يَا تِيمُوثَاوُسُ، احْفَظِ الْوَدِيعَةَ...." وكما أن البذرة لا تنمو في الحال عندما تسقط على الأرض، كذلك أيضاً بذار كلمة الله، فهي متحركة، إنها تنمو وتحتاج للنمو! في كل الحالات الثلاثة من مثل الزارع، انبتت البذرة ولكنها لم تعطي ثمر إلا مع النوع الأخير. فلنتبع مثال بولس وعوضاً عن أن نتخيل أنفسنا بأننا قد وصلنا للنهاية، أو اننا فزنا بالجائزة، فلنحسب أنفسنا ساعين ورائها، ليس ككاملين بل ساعين نحو الكمال، لأن قرار إعطاء حياتنا للمسيح هو بالفعل قرار نتخذه يومياً. هل حياتنا للمسيح اليوم؟ لا يمكن أن تكون حياتنا للاثنين معاً للمسيح وللعالم. ومع ذلك، يعتقد العديدين أن هذا ممكناً، فتكون النتيجة هي الرياء وازدواجية التفكير. إن كنت في مثل هذا الموقف، فهناك مخرجاً، إذ يستطيع الله أن يساعدك، فاقترب منه وسيقترب منك وقرر ان لا يكون هناك شيئاً في حياتك أغلى منه واعطه حياتك بالكامل. وها هو ما يقترحه يعقوب: يعقوب 4: 7- 10 " فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ. اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إِلَى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إِلَى غَمٍّ. اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ." وأمثال 22: 4 " ثَوَابُ التَّوَاضُعِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ هُوَ غِنًى وَكَرَامَةٌ وَحَيَاةٌ." الحياة الحقيقية توجد في الاتضاع ومخافة الرب. ولإنهاء هذه الدراسة، فلنرجع لكورنثوس الثانية 13: 5، الآية التي استعرناها كعنوان لهذا المقال: كورنثوس الثانية 13: 5 ". جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟" |
||||
10 - 10 - 2015, 06:01 PM | رقم المشاركة : ( 9574 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
|
||||
10 - 10 - 2015, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 9575 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سيُكثر ويُضاعف بذارك المزروعة! سيُكثر ويُضاعف بذارك المزروعة! " وَالَّذِي يُقَدِّمُ بِذَارًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ وَيُكَثِّرُ (يُضاعف) بِذَارَكُمْ وَيُنْمِي غَّلاَتِ (يُزيد ثمار) بِرِّكُمْ." (2كورنثوس 10:9). كلما تُقدم لله، فهو يُضاعف بذارك ويُطلق حصاداً وفيراً لك، هذه هي طبيعته، فهو مُضاعِف، ولا يُعطيك أبداً تماماً كما أعطيته. بل يُضاعفه ويضمن امتلاء مخزنك بالشبع، وفيض معاصرك مسطاراً (وفرة تتجاوز الحدود) (أمثال 3: 9، 10) وأظهر يسوع هذا عندما أشبع خمسة آلاف رجل (دون النساء والأولاد) بخمسة أرغفة وسمكتين. ويُسجل الكتاب المقدس أن الجموع قد كانت معه في برية لمدة ثلاثة أيام، ليستمعوا لتعليمه. وانزعج تلاميذه وطلبوا أن يُصرف الجموع حتى يتمكنوا من الذهاب إلى القرى المحيطة للحصول على طعام،(متى 15:14). ولكن قال لهم يسوع " لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا». فَقَالُوا لَهمُ: لَيْسَ عِنْدَنَا ههُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ" (متى 14: 16، 17). ومن الطبيعي، خمسة أرغفة، مهما كانت كبيرة، وسمكتان، مهما كبر حجمهما، فمن المؤكد لن تكفي لإطعام خمسة آلاف رجل (غير النساء والأولاد) ولكن يقول الكتاب المقدس بعد ذلك، أن يسوع أخذ الخمسة أرغفة والسمكتين في يديه وباركهم. وعندما فعل هذا، أتت المسحة على الخبز والسمك، ثم طلب من التلاميذ أن يُطعموا الجموع. وهكذا، أطعم التلاميذ خمسة آلاف رجل، بالإضافة إلى النساء والأطفال بخمسة أرغفة وسمكتين (متى 19:14). وبعد أن شبع الجمع، جمعوا اثنتا عشرة سلة ممتلئة من ما جُمع من بقايا الخبز والسمك (مرقس 43:6). ومن المنطقي أن الاثنتا عشر سلة ذهبت إلى الصبي الصغير، الذي قدم وجبته تطوعاً والتي أطعم بها السيد الجموع، فلقد حصل على أكثر من كفايته، لأنه قدم للرب ما كان لديه، فضاعفه الرب! استمر في زرع بذارك وفي العطاء لعمل الله، وهو سوف يضمن تواصل من الإمداد اللا نهائي، وسوف يُضاعف بذارك المزروعة ويُكثر ثمار برك. صلاة ربي الغالي، أشكرك على الفرص التي تخلقها لي لأُقدم وأكون بركة في الملكوت، عالماً أنني في القيام بذلك، أنا في المقابل أُبارك وأزداد! وأشكرك لأنك تُضاعف بذاري المزروعة وتُكثر ثمار بري، مما يُسبب لي أن أحيا في فيض بركاتك الإلهية، اليوم ودائماً، في اسم يسوع. آمين. |
||||
10 - 10 - 2015, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 9576 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة أبويا الغالي، أشكرك على كلمتك التي هي حياتي، والتي ألهج بها في كل الأوقات. وأنا أحيا اليوم في كلمتك، وبكلمتك، ومن خلال كلمتك التي تضمن الإزدهار الكامل والمجد المتزايد – في عملي، وعائلتي، وتجارتي، وخدمتي، وفي كل جانب من حياتي، في اسم يسوع. آمين. |
||||
10 - 10 - 2015, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 9577 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإزدهار بكلمة الله الإزدهار بكلمة الله " طُوبَى (بركة) لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ (الغير منتمين لله)، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ (المستكبرين) لَمْ يَجْلِسْ. لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ (سعادته)، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِه في مَوسمه) ِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ (يزدهر)" (مزمور 1:1-3). إن الحياة التي قد أعطاها لنا الله في المسيح هي حياة المجد العظيم والإزدهار المُطلق. فلقد عُينت للإزدهار، ليس فقط مادياً أو في جوانب معينة من حياتك، ولكن هي تشمل كل شئ من حولك وبكل وسيلة. وهذا ما يجب أن يكون إختبارك في الحياة. ويُقدم لنا الشاهد الإفتتاحي المفتاح لهذا الإزدهار الشامل، حيث كل ما تفعله وكل ما له علاقة بك يزدهر وينجح! ويحدث ذلك بأن تُسر نفسك في ناموس الرب – كلمته – وتلهج فيه نهاراً وليلاً!ما مدى الإزدهار الذي تُريد أن تكون عليه؟ وإلى أي مدى تُريد أن تكون حياتك مجيدة؟ إن كانت مسرة نفسك في الرب، ولهجت في كلماته بإنتظام أو بإستمرار، ستكون كشجرة مغروسة على مياه الأنهار، التي تأتي بثمرها في الموسم المُحدد لها؛ ولا يزبل ورقك؛ وكل ما تفعله سينجح ويزدهر. ويقول في أشعياء 14:58، " فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ (تفرح نفسك) بِالرَّبِّ، وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ، وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ." ولكن كيف تتلذذ بالرب؟ عن طريق أن تُقدم نفسك لكلمته؛ فتفعل كلمته؛ وتلهج فيها نهاراً وليلاً، وتحيا بها! فتكون رغبتك في كلمة الله والتمسك بها أكثر من الطعام الللازم لك (أيوب 12:23)! وعندما تفعل هذا، فكل ما تعمله سينجح ويتحول للصالح. وكل ما تُشارك فيه سيعمل بنجاح. هذه هي حياتي! كل ما أعمله ينجح ويزدهر. لأنني قد جعلت كلمة الله مسرتي ولهجي. إن حياتك المُعينة من عند الله هي للإنتقال من مستوى مجد لمستوى أعلى. فهو خلقك للنجاح، والتميز، والكرامة، والشرف، والجمال. ويجب أن تعكس هذا في كل جانب من حياتك: في عملك، وصحتك، وعائلتك، وعلاقاتك، وتجارتك، وخدمتك، إلخ – فأنت للإزدهار المتزايد! وتذكر، أن الإزدهار، والنجاح، والصحة، والغلبة، والحياة الصالحة هي جميعها حقك المكتسب بالولادة في المسيح يسوع. ودراستنا اليوم لمساعدتك على تحقيق ذلك ولتعرف بعض الأشياء التي يجب أن تعملها لتختبر إزدهار الله وبركات الروح المتنوعة في حياتك. صلاة أبويا الغالي، أشكرك على كلمتك التي هي حياتي، والتي ألهج بها في كل الأوقات. وأنا أحيا اليوم في كلمتك، وبكلمتك، ومن خلال كلمتك التي تضمن الإزدهار الكامل والمجد المتزايد – في عملي، وعائلتي، وتجارتي، وخدمتي، وفي كل جانب من حياتي، في اسم يسوع. آمين. |
||||
10 - 10 - 2015, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 9578 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة أبويا الغالي، أشكرك من أجل شرف وإمتياز علاقتي بك ونسبتي اليك. أشكرك أنك ضمنتي لأنبل عائلة سماوية. بقوة روحك القدس سأسلك بحسب هذا الإعلان في اسم الرب يسوع. آمين |
||||
10 - 10 - 2015, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 9579 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحق بشأن عائلتك الجديدة الحق بشأن عائلتك الجديدة "بِسَبَبِ هذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَة (عائلة) فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ" (أفسس 14:3-15) هل سمعت أبداً شخصاً يقول: "أنا من عائلة متوسطة" أو "أنا من عائلة فقيرة" وهكذا؟ للأسف، فإن بعض المسيحيين يقولون أيضاً كلمات مثل هذه لأنهم يركزون على نسبهم الأرضي؛ ووالديهم، وجدودهم، وأسلاف آخرين، في وصولهم لإستنتاج مثل هذا. وأنا أود لو أنهم أدركوا أن هناك شجرة عائلة أخرى وهي أكثر واقعية من تلك التي ينظرون إليها. لقد قال الله لإبراهيم: "أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ..." (تكوين 17:22-18). لقد باركه هو ونسله. وعندما تدرس حياة نسله؛ ابنه اسحق، وأحفاده وهكذا، ستلاحظ البركة في عدة أجيال بعده. يقول رومية 29:11 "لأَنَّ هِبَاتِ اللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ" (إن الله لا يغير رأيه بخصوص من يختارهم ويباركهم). وهذا يعني أن بركة إبراهيم مازالت فعالة حتى في يومنا الحاضر. لذلك فمن الذي ينتفع بهذ البركة اليوم؟ يجيب الكتاب المقدس على هذا السؤال في غلاطية 29:3 "فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.". يشير "الموعد" في الكتاب المقدس إلى بركة إبراهيم. فإن كنت مولود ولادة ثانية، إذاً فأنت نسل إبراهيم؛ وإن كنت نسل إبراهيم، فأنت شريك في بركة إبراهيم. وهذا يعني أن لك شجرة عائلة جديدة وهذه ليست عائلة متوسطة! ففي هذه العائلة، لم يوجد فشل، ولا مرض في الدم، ولا فقر. فقد كان كل واحد من أجدادك ناجحاً. لذلك، فعندما تفكر في شجرة عائلتك، فكر في إبراهيم، وأسحق، ويعقوب، ويشوع، وداود، ويوحنا، ويسوع، وبولس.، وبطرس وكل رجال ونساء الله العظماء. وتصل شجرة العائلة هذه إليك مباشرة وهي سلسلة نسب من الأبطال والرابحين! فأنت تمتلك أعظم، وأغنى، وأسمى هوية عائلية، وهي عائلة الله. فاسلك في النور الأعظم لهذا الحق اليوم ودائماً! صلاة أبويا الغالي، أشكرك من أجل شرف وإمتياز علاقتي بك ونسبتي اليك. أشكرك أنك ضمنتي لأنبل عائلة سماوية. بقوة روحك القدس سأسلك بحسب هذا الإعلان في اسم الرب يسوع. آمين |
||||
10 - 10 - 2015, 06:11 PM | رقم المشاركة : ( 9580 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
|
||||