07 - 10 - 2015, 07:00 PM | رقم المشاركة : ( 9531 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأثير الصلاة
واحدة من الأشياء التي يتحدث عنها الله بكثرة في الكتاب المقدس. ومن ثم، نقرأ في تسالونيكي الأولى 5: 17 تسالونيكي الأولي 5: 17 " صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ" من ناحية أخرى، تقترح كولوسي 4: 2 " وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ" وكذلك، تقول لنا بطرس الأولى 4: 7 "فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ." وتكرر رومية 12: 12 "مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ" وبعيداً عن الآيات السابقة- فهناك المزيد منها في الكتاب المقدس1 - والتي توصينا بالصلاة وفي الحقيقة بالصلاة باستمرار وبمواظبة وبلا انقطاع، فهناك أيضاً آيات أخرى والتي توضح فعالية الصلاة بواسطة أمثلة الناس التي صلت. إنه هذا النوع الأخير من الىيات الذي سيتم دراسته في هذا المقال، بدءاً من أعمال الرسل 12 بدءاً من أعمال الرسل 12: 1- 5أ فنقرأ: 2. ملوك الثانية 6: 11- 22 أعمال الرسل 12: 1- 4 " وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ مَدَّ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ يَدَيْهِ لِيُسِيئَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْكَنِيسَةِ، فَقَتَلَ يَعْقُوبَ أَخَا يُوحَنَّا بِالسَّيْفِ. وَإِذْ رَأَى أَنَّ ذلِكَ يُرْضِي الْيَهُودَ، عَادَ فَقَبَضَ عَلَى بُطْرُسَ أَيْضًا. وَكَانَتْ أَيَّامُ الْفَطِيرِ. وَلَمَّا أَمْسَكَهُ وَضَعَهُ فِي السِّجْنِ، مُسَلِّمًا إِيَّاهُ إِلَى أَرْبَعَةِ أَرَابعَ مِنَ الْعَسْكَرِ لِيَحْرُسُوهُ، نَاوِيًا أَنْ يُقَدِّمَهُ بَعْدَ الْفِصْحِ إِلَى الشَّعْبِ" أما بالنسبة لهيرودوس الموجود في فقرتنا هذه، فهو حفيد هيرودوس الذي اضطهد يسوع عندما كان لا يزال طفلاً (متَّى 2) و "َقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ." (متَّى 2: 16). وكان أيضاً ابن أخو هيرودس "الأمير" الذي قطع رأس يوحنا المعمدان و " واحتقر يسوع بفرح وستهزأ به وألبسه لباساً لامعاً [ليزيد من الاستهزاء به]" (لوقا 23: 11) قبل صلبه. فيبدو إذاً أنه ورث كل شر جدِّه وعمه إذ قتل يعقوب أحد الاثناعشر، وإذ رأى أن هذا قد أسعد اليهود، قبض أيضاً على بطرس، بهدف تقديمه للشعب ثم يتضح بعد ذلك، أنه فعل هذا لكي يقتله أيضاً. ومع ذلك، لم يحسبها هيرودس جيداً لأن الآية 5 تقول لنا: أعمال الرسل 12: 5 " فَكَانَ بُطْرُسُ مَحْرُوسًا فِي السِّجْنِ، وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ." عيَّن الملك رجالاً مسلحون لحراسة بطرس. واعتقد أنه بذلك قد يجعل تحرره مستحيلاً. ومع ذلك، لم يأخذ في الاعتبار حقيقة أنه بالرغم من أن بطرس كان في السجن، إلا أن الكنيسة كانت تصلي بلجاجة إلى الله من أجله. لم يقدر هيرودس على منع هذا، ومن ثم لم يقدر أن يمنع الله من الاستجابة لتلك الصلوات. فانظر ما حدث بعد ذلك: أعمال الرسل 12: 6 " وَلَمَّا كَانَ هِيرُودُسُ مُزْمِعًا أَنْ يُقَدِّمَهُ، كَانَ بُطْرُسُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ نَائِمًا بَيْنَ عَسْكَرِيَّيْنِ مَرْبُوطًا بِسِلْسِلَتَيْنِ، وَكَانَ قُدَّامَ الْبَابِ حُرَّاسٌ يَحْرُسُونَ السِّجْنَ. وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ، وَنُورٌ أَضَاءَ فِي الْبَيْتِ" أخذ هيرودوس ما يكفي من الاحتياطات ليمنع بطرس من الفرار. فكان هناك عسكريين عن يمينه وعن يساره، وكان هو في وسطهما مربوطاً بهما بسلاسل. أينما أراد أن يذهب، عليهما أن يوافقا أولاً! بلإضافة إلى ذلك، وكأن هذا لم يكن كافياً، فكان هناك حراس قدام الباب! ومع ذلك، فبالرغم من أن هيرودس رتب الكثير من القوات العسكرية لحراسة بطرس، لم يكن هذا شيء يذكر مقارنة بالله وقوته. فانظر ما فعله الرب: أعمال الرسل 12: 7- 11 " وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ، وَنُورٌ أَضَاءَ فِي الْبَيْتِ، فَضَرَبَ جَنْبَ بُطْرُسَ وَأَيْقَظَهُ قَائِلاً: «قُمْ عَاجِلاً!». فَسَقَطَتِ السِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ. وَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ:«تَمَنْطَقْ وَالْبَسْ نَعْلَيْكَ». فَفَعَلَ هكَذَا. فَقَالَ لَهُ:«الْبَسْ رِدَاءَكَ وَاتْبَعْنِي». فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ. وَكَانَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي جَرَى بِوَاسِطَةِ الْمَلاَكِ هُوَ حَقِيقِيٌّ، بَلْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَنْظُرُ رُؤْيَا. فَجَازَا الْمَحْرَسَ الأَوَّلَ وَالثَّانِيَ، وَأَتَيَا إِلَى بَابِ الْحَدِيدِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَانْفَتَحَ لَهُمَا مِنْ ذَاتِهِ، فَخَرَجَا وَتَقَدَّمَا زُقَاقًا وَاحِدًا، وَلِلْوَقْتِ فَارَقَهُ الْمَلاَكُ. فَقَالَ بُطْرُسُ، وَهُوَ قَدْ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ:«الآنَ عَلِمْتُ يَقِينًا أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ، وَمِنْ كُلِّ انْتِظَارِ شَعْبِ الْيَهُودِ»." يعتقد العديدون أنه لكي يحدث كل هذا، ينبغي أن يكون الحراس نائمون. حسناً، أين يقول الكتاب المقدس هذا؟ ولا في أي موضع! بل على النقيض، فيقول الكتاب المقدس، أن بطرس هو من كان نائماً- بين حارسين- وأن الحراس الآخرين قدام الباب " يَحْرُسُونَ السِّجْنَ". أما بالنسبة للأخير، فهل تعتقد أن الكتاب المقدس قد يقول أنهم كانوا يحرسون السجن إن كانوا نائمين؟ أنا لا أعتقد هذا، فأي نوع من الحراسة يكون ذلك؟ وعلى اي حال، فأنا لا أعلم كيف فعلها الله، ولكني أعلم أنه فعلها وأنقذ بطرس " مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ، وَمِنْ كُلِّ انْتِظَارِ شَعْبِ الْيَهُودِ" أعمال الرسل 12: 5 " فَكَانَ بُطْرُسُ مَحْرُوسًا فِي السِّجْنِ، وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ" أنظر حرف "أما" هناك. إنه يخبرنا بالسلاح الذي استًخدِم ضد حقيقة حبس بطرس بالسجن. كان هذا السلاح هو الصلاة. صلت الكنيسة بلجاجة واستجاب الله لهم ومرر ما كان مستحيلاً، هازماً هيرودس وقوته، ومخلِّصاً بطرس من هذه المحنة. لم يكن المثال السابق هو المثال الوحيد حيث نرى الله يحرر شعبه بمثل تلك العظمة في استجابة لصلواتهم. ومثال مشابه موجود في ملوك الثانية 6. هناك، نجد اليشع، رجل الله، والذي كشف الله من خلاله لملك إسرائيل عن خطط الآراميين. وبسبب هذا، اضطرب كثيراً ملك آرام وعقد اجتماعاً في هذا الشأن. 3. المزيد من الأمثلة للصلوات المستجابة ملوك الثانية 6: 11- 12 " فَاضْطَرَبَ قَلْبُ مَلِكِ أَرَامَ مِنْ هذَا الأَمْرِ، وَدَعَا عَبِيدَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا تُخْبِرُونَنِي مَنْ مِنَّا هُوَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ؟» فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِهِ: «لَيْسَ هكَذَا يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ. وَلكِنَّ أَلِيشَعَ النَّبِيَّ الَّذِي فِي إِسْرَائِيلَ، يُخْبِرُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بِالأُمُورِ الَّتِي تَتَكَلَّمُ بِهَا فِي مُخْدَعِ مِضْطَجَعِكَ»." وعلى كل حال، كشف الله لأليشع ما قاله وما خططه ملك آرام، والذي بدوره كشف الأمر لملك إسرائيل. ثم تقول لنا الآيات 13- 15 ملوك الثانية 6: 13- 14 " فَقَالَ: «اذْهَبُوا وَانْظُرُوا أَيْنَ هُوَ، فَأُرْسِلَ وَآخُذَهُ». فَأُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: «هُوَذَا هُوَ فِي دُوثَانَ». فَأَرْسَلَ إِلَى هُنَاكَ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتٍ وَجَيْشًا ثَقِيلاً، وَجَاءُوا لَيْلاً وَأَحَاطُوا بِالْمَدِينَةِ." وأنظر إلى نمط التفكير المتشابه لهذا الملك وهيرودس: كلاهما حاول القبض على رجال الله وإيذائهم باستخدام قوات عسكرية هائلة. ومن ثم، أرسل ملك آرام " خَيْلاً وَمَرْكَبَاتٍ وَجَيْشًا ثَقِيلاً" ضد أليشع، بينما أسلم هيرودس بطرس لست عشر جندي لحراسته. كل من هيرودس وملك آرام أعتقد أنه قد اتخذ كل المقاييس المادية التي كانت ستضمن له نجاح خططه. ومع ذلك، كل منهما أخرج الله ومقاييسه خارج المعادلة وكل منهما فشل فشلاً ذريعاً. رأينا ذلك في الجزء السابق مع هيرودس وسنراه في هذا الجزء مع ملك آرام أيضاً. تقول لنا الآيات 15- 16 ملوك الثانية 6: 15- 16 " فَبَكَّرَ خَادِمُ رَجُلِ اللهِ وَقَامَ وَخَرَجَ، وَإِذَا جَيْشٌ مُحِيطٌ بِالْمَدِينَةِ وَخَيْلٌ وَمَرْكَبَاتٌ. فَقَالَ غُلاَمُهُ لَهُ: «آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟» فَقَالَ: «لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ»." جواب أليشع لسؤال غلامه يُظهر شيئاً، فإما أن هذا الغلام لديه مشكلة بصرية ولم يقدر أن يرى الذين كانوا معه، أو من ناحية أخرى، كان أليشع مخطئاً. وكما سنرى، فالحالة الأولى كانت هي الوضع القائم. لم يكن السبب هو مشكلة بإبصار غلامه، بل لأنه استخدم إبصاره المادي فقط. وبعد، فليس هذا هو الإبصار الوحيد الذي يمكن أن يكون للإنسان. وحقاً، فبجانب الصورة الفيزيائية التي تكون لموقف معين، قد يكون هناك أيضاً صورة روحية والتي إن تم تجاهلها فالنتائج التابعة لهذا التجاهل ستكون غير محتملة. ويتضح أن هذا الغلام تجاهل هذا البعد الروحي وعليه الآن أن يأخذه في عين الاعتبار. تقول لنا الآية 17 كيف هذا حدث: ملوك الثانية 6: 17 " وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ." صلي أليشع واستجاب الرب لصلاته، فاعلاً ما طلبه وفاتحاً عيني خادمه لتكون له نظرة روحية للموقف. ومع ذلك، كان هناك شيئاً إضافياً لابد من القيام به للاهتمام بهؤلاء الآراميين. رأينا في بداية الفقرة، كيف أُخبِر الملك عنه وأين كان بالضبط. إذاً، فقد عرف الجيش الآرامي عن من كانوا يبحثون بالتحديد. كيف واجه أليشع هذا؟ تقول لنا الآيات 18- 20 ملوك الثانية 6: 18- 20 " وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «اضْرِبْ هؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى». فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ. فَقَالَ لَهُمْ أَلِيشَعُ: «لَيْسَتْ هذِهِ هِيَ الطَّرِيقَ، وَلاَ هذِهِ هِيَ الْمَدِينَةَ. اتْبَعُونِي فَأَسِيرَ بِكُمْ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي تُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ». فَسَارَ بِهِمْ إِلَى السَّامِرَةِ. فَلَمَّا دَخَلُوا السَّامِرَةَ قَالَ أَلِيشَعُ: «يَا رَبُّ افْتَحْ أَعْيُنَ هؤُلاَءِ فَيُبْصِرُوا». فَفَتَحَ الرَّبُّ أَعْيُنَهُمْ فَأَبْصَرُوا وَإِذَا هُمْ فِي وَسَطِ السَّامِرَةِ. فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لأَلِيشَعَ لَمَّا رَآهُمْ: «هَلْ أَضْرِبُ؟ هَلْ أَضْرِبُ يَا أَبِي؟»" وكما هو واضح، فالرب لا يفتح الأعين لرؤية الأشياء المادية والروحية الغير مرئية، بل أيضاً يغلقها عن رؤية الأشياء المادية المرئية! عرف الآراميون عن من كانوا يبحثون بالتحديد. وبعد، كان أمام أعينهم ولم يقدروا على رؤيته!! وليس هذا فقط، بل وانتهى بهم الحال في السامرة، عاصمة عدوهم! كيف حدث كل هذا؟ صلى أليشع، وضرب الرب الآراميين بالعمى فاتحاً أعينهم فقط عندما وصلوا للسامرة وفقط بعدما صلى اليشع من أجل هذا! تخبرنا الآيات 21- 23 بما حدث بعدما وقعوا في يد ملك إسرائيل. ملوك الثانية 6: 21- 24 " فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لأَلِيشَعَ لَمَّا رَآهُمْ: «هَلْ أَضْرِبُ؟ هَلْ أَضْرِبُ يَا أَبِي؟» فَقَالَ: «لاَ تَضْرِبْ. تَضْرِبُ الَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ بِسَيْفِكَ وَبِقَوْسِكَ. ضَعْ خُبْزًا وَمَاءً أَمَامَهُمْ فَيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا، ثُمَّ يَنْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ». فَأَوْلَمَ لَهُمْ وَلِيمَةً عَظِيمَةً فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ فَانْطَلَقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ. وَلَمْ تَعُدْ أَيْضًا جُيُوشُ أَرَامَ تَدْخُلُ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أَرَامَ جَمَعَ كُلَّ جَيْشِهِ وَصَعِدَ فَحَاصَرَ السَّامِرَةَ." وللتلخيص إذاً: جاء جيشاً عظيماً ضد أليشع. وفي المقابل، بعد تقييمه للموقف من الناحية الروحية، صلى وضربهم الرب بالعمى. ثم، وبعد أن قادهم إلى السامرة، عاصمة إسرائيل، صلى مرة أخرى وفتح الرب أعينهم ورأوا أين كانوا. من الذي صنع كل هذه الأشياء العظيمة؟ إنه الرب. إنه الرب من أمر أن يُصنَع كل هذا؟ بصلاة أليشع. ولهذا تقول الكلمة:"صلى اليشع والرب...." عمل وفقاً لذلك. لم تكن الحالات السابقة هي الوحيدة التي تتعلق بالصلوات المؤثرة. 3. 1 صموئيل ويوحنا المعمدان حقاً، كان صموئيل رجل عظيم من رجال الله وكان وجوده استجابة لصلوات أمه. كما تقول لنا صموئيل الأولى 1: 10- 11 3. 2 درس كورنيليوس صموئيل الأولى 1: 10- 11 " وَهِيَ [حنة، أم صموئيل] مُرَّةُ النَّفْسِ. فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً، وَنَذَرَتْ نَذْرًا وَقَالَتْ: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِنْ نَظَرْتَ نَظَرًا إِلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ، وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَ أَمَتَكَ بَلْ أَعْطَيْتَ أَمَتَكَ زَرْعَ بَشَرٍ، فَإِنِّي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلاَ يَعْلُو رَأْسَهُ مُوسَى»." كانت حنة في محنة. فماذا فعلت؟ صلت، وهو أيضاً ما تقترحه علينا يعقوب 5: 13 في مثل هذه الحالات. فحقاً نقرأ هناك: يعقوب 5: 13 " أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ." كانت حنة في محنة وصلت، وعلينا فقط أن نذهب للآية 20 من نفس الإصحاح لنرى ما حدث نتيجة لذلك. فنقرأ هناك: صموئيل الأولى 1: 20 " وَكَانَ فِي مَدَارِ السَّنَةِ أَنَّ حَنَّةَ حَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ صَمُوئِيلَ2 قَائِلَةً: «لأَنِّي مِنَ الرَّبِّ سَأَلْتُهُ»." طُلِبَ صموئيل من الرب. واسمه ذاته يعلن أنه كان استجابة لصلاة. ومع ذلك لم يكن هو الوحيد الذي كان استجابة لصلاة. فنفس الشيء حدث مع يوحنا المعمدان كذلك. وحقيقة، عندما ظهر الملاك لزكريا، أبو يوحنا، قال له: لوقا 1: 13 " فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا." كان مولد يوحنا المعمدان استجابة لصلاة زكريا ابيه- وبالطبع تحقق النبؤات الخاصة بمجيئه كمبشر بالرب يسوع المسيح (ملاخي 4: 5- 6، لوقا 1: 15- 17) - تماماً كما كان ميلاد صموئيل استجابة لصلاة أمه. بالأستمرار في القراءة، على الأغلب، يعرف جميعنا كورنيليوس، ذاك القائد الروماني الأممي، والذي ببيته تأكد لأول مرة أن " أَعْطَى اللهُ الأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!" (أعمال الرسل 11: 18). ومع هذا، أتعرف كيف حدث وذهب بطرس إلى بيته ليتحدث إليه بالكلمة؟ تقول لنا أعمال الرسل 10: 3- 6 3. 3 أعمال الرسل 4: 24- 31 أعمال الرسل 10: 3- 6 " فَرَأَى [كورنيليوس] ظَاهِرًا فِي رُؤْيَا نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ مِنَ النَّهَارِ، مَلاَكًا مِنَ اللهِ دَاخِلاً إِلَيْهِ وَقَائِلاً لَهُ:«يَا كَرْنِيلِيُوسُ!». فَلَمَّا شَخَصَ إِلَيْهِ وَدَخَلَهُ الْخَوْفُ، قَالَ:«مَاذَا يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ لَهُ:«صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَارًا أَمَامَ اللهِ. وَالآنَ أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالاً وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ...." لم يذهب بطرس إلى هناك مصادفة. بل قد رأى رؤيا عن هذا (أعمال الرسل 10: 9- 20)، وأستجاب لدعوة القائد الروماني. ومع ذلك، أنظر ماذا قال الملاك لكورنيليوس عندما ظهر له: "صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَارًا أَمَامَ اللهِ". سمع الله صلوات كورنيليوس. ونتيجة لذلك، قيل له أن يُرسِل إلى بطرس، الذي، كما أخبره الملاك،"يُكَلِّمُكَ كَلاَمًا بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ." (أعمال الرسل 11: 14). وحقاً، فبينما كان بطرس يتحدث إلى " كَثِيرِينَ مُجْتَمِعِينَ." (أعمال الرسل 10: 27) عند بيت كورنيليوس " حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ..... لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ" (أعمال الرسل 10: 44، 46). صلى كورنيليوس، فاستجاب الرب وخلص الكثيرين، كذلك شهدوا للروح القدس بتكلمهم بألسنة. ولازلنا في أعمال الرسل، فيوجد في الإصحاح الرابع مثالاً آخر عن قوة الصلاة ، الآيات 24- 31. خرج بطرس ويوحنا من السجن للتو، حيث ألقيا فيه لأنهما كانا يناديان بالقيامة (أعمال الرسل 4: 2)، صانعين معجزات عظيمة باسم يسوع (أعمال الرسل 3: 1- 7). وبعد إطلاق سراحهما، ذهبا إلى المؤمنين وأخبراهم بما حدث. ماذا فعل التلاميذ بعد ذلك؟ صلوا. في الحقيقة، تقول لنا الآيات 24، 29- 30 4. النتيجة أعمال الرسل 4: 24، 29- 30 " فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِ وَقَالُوا:«أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا.... وَالآنَ يَارَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ، وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ»." لقد صلوا أن يصنعوا بالضبط ما يزعج السلطات (أعمال الرسل 4: 18) أي التكلم بكلام الله بكل مجاهرة ولتُجرَ آيات وعجائب باسم يسوع. وما الذي تبع صلاتهم؟ تقول لنا الآية 31 أعمال الرسل 4: 31 " وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ." لقد صلوا أن يتكلموا بكلام الله بمجاهرة وأحذر ماذا حدث: لقد تكلموا بكلام الله بمجاهرة. للتلخيص إذاً: درسنا في هذا المقال تأثير الصلاة، كما ظهر من خلال العديد من تسجيلات الكتاب المقدس. رأينا في كل الأحوال كيف حُرِكَت يد الله بمنتهى القوة، في استجابة لصلوات شعبه. وهذا لم يحدث فقط في ذلك الوقت. بل في الحقيقة، تُحَرَّك يد الله كذلك بنفس الطريقة في يومنا هذا، مغطياً بوجوده وحكمته كل ما طلبناه منه في الصلاة والذي يكون متوافقاً مع إرادته. كما تقول لنا يوحنا الآولى 5: 14 يوحنا الأولى 5: 14 " وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا." يسمعنا الله عندما نصلي إليه. وكما تقول لنا أمثال 15: 9، أن صلاتنا " مَرْضَاتُهُ". إنه ينتظرها ليأخذها ويحققها، إن كانت بالطبع متوافقة مع مشيئته. إن تحقق هذا الشرط فلن يقدر شيئاً إذاَ على إيقافه ليستجيب لها مهما تطلب هذا الأمر. |
||||
07 - 10 - 2015, 07:03 PM | رقم المشاركة : ( 9532 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الْمَحَبَّةُ لاَ تَظُنُّ السُّؤَ كورنثوس الأولى 13 هي واحدة من أكثر الفقرات شهرة عن موضوع المحبة. فنقرأ هناك في الآيات 4- 8أ كورنثوس الأولى 13: 4- 8أ " الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا....." من ضمن الجوانب العديدة للمحبة، والجانب الذي أود أن أركز عليه هنا هو أنها لا " تَظُنُّ" السوء. وكلمة " تَظُنُّ" في هذه الفقرة هي ترجمة للفعل اليوناني "logizo" والتي تعني "أن تظن، تعتقد، تحسب، تًعُدّ1". فالمحبة إذاً لا تحسب ولا تَعُد السوء. وأنا أعتقد أن هذه هي تلك المحبة التي تعنيها كلمات الرب في متى 5: 38- 42 متى 5: 38- 42 "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ." فقط المحبة التي لا تحسب الشر تستطيع أن تعمل وفقاً لكلمات الرب السابقة، ومثل هذا هي محبة الله كما ارانا إياها: رومية 5: 6- 8 " لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا." وأفسس 2: 4- 6 " اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" لم تظهر محبة الله فقط في بذله لابنه الوحيد، بل أيضاً في بذله إياه من أجل الخطاة، من أجل من كانوا أمواتاً في الذنوب والخطايا! فمثل تلك المحبة هي مثالنا: يوحنا الأولى 4: 10- 11 " فِي هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هكَذَا، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضًا أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا." يوحنا 15: 12- 13 "«هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ." يوحنا الأولى 3: 16 " بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ." لم تظن محبة الله السوء الذي فينا، لم تحسب أننا كنا أمواتاً في الذنوب والخطايا، فالله لم يبذل ابنه من أجل الأبرار بل الخطاة: تيموثاوس الأولى 1: 15 " الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ" لوقا 5: 32 " لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" إن يسوع لم يغسل أقدام التلاميذ المطيعين فقط، بل قدمي يهوذا أيضاً! تلك هي حقاً محبة الله. المحبة المذكورة في كورنثوس الأولى 13 ليست هي أن نحب هؤلاء الذين يحبوننا فقط، أو هؤلاء من تظن أنهم يستحقون محبتك، بل على العكس، إنها تعني أيضاً أن تحب هؤلاء الذين يبغضونك وحتى هؤلاء الذين أضروك: متى 5: 43 - 48 "«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ." أعتقد أننا قرأنا الفقرة السابقة مرات عديدة واعتقدنا في كل مرة أنه من الصعب تطبيقها، ولكن المحبة ليست بالشيء الذي يأتي من أنفسنا، فنحن لا نقدر أن نفعل شيء من أنفسنا (يوحنا 5: 30)، بل المحبة هي ثمرة - شيء يأتي بشكل طبيعي من خلال الطبيعة الجديدة. وباستسلامنا للرب، وبإخلاء أنفسنا وبالسماح للمسيح بأن يسكن في قلوبنا (افسس 3: 17)، تعطي الطبيعة الجديدة ثماراً بنفس الطريقة التي تعطي بها الشجرة الصحيحة الطبيعية ثماراً أي بشكل طبيعي. غلاطية 5: 22- 23 " وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ." |
||||
07 - 10 - 2015, 07:04 PM | رقم المشاركة : ( 9533 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في محضر الله
"فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ (التكوين ١:١)" و بعد التحدث في حيز الوجود في الكون ﺑأسره و كل كائن حي..." وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ. فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ... "(التكوين ١: ٢٦-٢٧ ) الله خلق اﻹنسان، وقد وضع هذا الخلق الرائع و الثمين تحت رعايته. فكروا بهذا! فقد خلق الكون بكامله للإنسان ليسكن به في محضره!. يوحناالأولي ١: ٥ "وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ." الله نور يوحنا الأولي ٤: ٨ "وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ". الله محبة الرب الإله القادر على كل شيئ، بـ و في و من خلال حبه الكامل قد أعطى اﻹنسان حرية اﻹرادة و الحرية ليختيار، فاختار اﻹنسان أن يستجوب خالقه، و هذا ما أدى ﺈلى... التكوين ٣: ٨ "وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ." لقد خرجوا من ملء وجود الله، و مع ذلك هل تخلى الله عن أثمن مخلوق لديه بين الخليقة كلها؟ أبداً. لقد كانت الخطة جاهزة و وَعْد اﻹنتصار على الخطيئة - عزلة اﻹنسان عن الله - و الظلام والشر و الموت آتية بعد سبعة آيات لاحقا. التكوين ٣: ١٥ "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ." (يرجى الأخذ بعين اﻹعتبار أن الاستعمال الأول لكلمة "يَسْحَقُ" في هذه الآية، في النص الحقيقي هي فعلا كلمة اسحق/ حطم) . إذاً فقد سُحِقَت رأس الشيطان. لقد حدث روحانياً مع قيامة ربنا، و سوف يتجلى ذلك في ملء مجده، وفي توقيت الله المناسب. بطرس الثانية ٣ :٩ "لا يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ." دعونا نلقي نظرة على بعض الآيات: رؤيا ٢١: 10- ١١ "وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَلٍ عَظِيمٍ عَالٍ، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ." رؤيا ٢١: ٢٢ "وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلاً، لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ هُوَ وَالْخرُوفُ هَيْكَلُهَا." رؤيا ٢١: ٢٤ "وَتَمْشِي شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ بِنُورِهَا، وَمُلُوكُ الأَرْضِ يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا." رؤيا ٢٢: ٣ "وَلاَ تَكُونُ لَعْنَةٌ مَا فِي مَا بَعْدُ. وَعَرْشُ اللهِ وَالْخرُوفُ يَكُونُ فِيهَا، وَعَبِيدُهُ يَخْدِمُونَهُ." بدأ اﻹنسان في محضر الله و سيبقى هكذا إلي أبد اﻵبدين. و لكن ماذا عن اﻵن؟ ماذا عن اليوم؟ مزمور ١١٨: ٢٤ "هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ." الله خلصنا، حررنا، افتدانا، دعانا من جديد إلي محضره بنعمته. اﻵن! لنر كيف نكون في محضر الله. مزمور 100: ٢ "اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ. ادْخُلُوا إِلَى حَضْرَتِهِ بِتَرَنُّمٍ." أخبار اﻷيام اﻷول ١٦: ٢٦ - ٢٧ "لأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ الأُمَمِ أَصْنَامٌ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ السَّمَاوَاتِ. الْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ أَمَامَهُ. الْعِزَّةُ وَالْبَهْجَةُ فِي مَكَانِهِ." مزمور ١٦: ١١ "تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ." مزمور ٩٥: ٢ "نَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِحَمْدٍ، وَبِتَرْنِيمَاتٍ نَهْتِفُ لَهُ." هناك فرح، جلال و شرف، و تسبيح... تسبيح... تسبيح، في محضر الله؛ هناك شكر. أعمال ٣: ١٩ "فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ." نحن بحاجة إلي أن ﻧﺴأل الله أن يطهرنا، للدخول ﺈلى محضره، من خلال اﻹعتراف و التوبة اللذان يقودانا ﺈلى المغفرة، الله يباركنا، ليكون لدينا الجرأة و الوصول ﺈلى عرشه، ﺈلى محضر. كورنثوس الأولي ١ :٢٩-٣١ "لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ. وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً. حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ." التواضع: لا يوجد مجال للمجد بل للرب الإله القدير. الله يدعونا اليوم للمجيء ﺈلى محضره. الله هو من سيقودنا ﺈلى قدس القداسة. الله هو من سيعلمنا كيف نتقرب منه و نمجده. الله هو من سيعطينا اﻹيمان بوعوده و بحقيقته. الله هو من يطهرنا من خلال مغفرته غير المُسْتَحَقّة ، و حتي نقدر علي الوقوف امامه بكل جرأة. و دورنا هو أن نثق به بكل تواضع، أن نعتمد عليه ليحملنا، أن نعطيه قلوبنا، حتي يرشدها لكي تقترب أكثر فأكثر إلي أن تصل إليه. تلك هي مشيئته. دورنا هو اﻹستسلام ﻹلهنا العظيم، معلمنا المحب و ﺈستجابتنا لدعوته يجب أن تكون : "أنا هنا يا ﺈلهي، أنا لك." نحن لا نساوي شيئاً ﺈلا فيه. نحن لا نعلم أي شيء ﺈلا بحكمته. نحن لا نستطيع فعل أي شيء ﺈلا ﺑقدرته و هو يدعونا لكي نستحق وعوده. فلهذا ﺈﺳألوا ! ﺈﺳألوه أن يأخذكم إلي محضره. هو أمين. متى ٧:٧-٨ "اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ." ليس علينا أن " نعرف كيف" . هو ﻳطلب منا فقط أن نبحث عن محضره. هو مخلص و يشتاق أن يرى أولاده العزيزين يبحثون عنه أكثر و أكثر. يهوذا ٢٤-٢٥ "وَالْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ، وَيُوقِفَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي الابْتِهَاجِ، الإِلهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ." ﺂمين! الله يباركك يا ابن الله. اﻵن حان الوقت المناسب ﻟﻺسراع في البحث عنه! |
||||
07 - 10 - 2015, 07:11 PM | رقم المشاركة : ( 9534 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمة "القلب" في الكتاب المقدس
كلمة "القلب" هي أحد أكثر الكلمات المستخدمة في الكتاب المقدس، فذُكِرت فيه هذه الكلمة 876 مرة وأود في هذا المقال أن أدرس بعضاً مما ذُكِر. لكي نبدأ، فلنذهب إلى متى 12: 33 - 35 حيث قال يسوع المسيح: 2. الكلمة والثمار متى 12: 33- 35 "لأَنْ مِنَ الثَّمَرِ تُعْرَفُ الشَّجَرَةُ. ..... فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ." وكذلك، تخبرنا متّى 7: 16- 18 " مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً." دائماً ما تكون الثمار نتيجة للشجرة التي تصنعها، ولا يمكن للثمار أن تختلف عنها. يستخدم الرب هذا التشبيه هنا ليخبرنا بما ينتجه الإنسان كنتيجة وفي تجانس مباشر مع كنز قلبه. فالقلب الصالح ينتج الثمار الصالحة، والقلب الشرير ينتج الثمار الشريرة، كما يخبرنا سفر أمثال 4: 23 سفر أمثال 4: 23 " فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ." فمن القلب مخارج الحياة أي النتائج أو الثمار التي نصنعها في حياتنا. إذاً، فالقلب وما يدخل إليه يجدد الثمار التي ستخرج منه. وبعدما رأينا أن النتيجة التي نخرجها في حياتنا تعتمد على الكنز الموجود في قلوبنا، وبفرض أن جميعنا يريد إخراج ثمار جيدة، فسنرى الآن الكنز الصالح الملائم لإخراج هذه الثمار، ولمعرفتها سنذهب إلى سفر أمثال 4: 20، وهناك يتحدث الله كأب قائلاً: 3. الله ينظر إلى القلب ويريد القلب سفر أمثال 4: 20- 21 " يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ." يدعونا الآب أن نصغي إلى كلامه؛ أن نًمِل أذنينا إلى أقواله وأن نحفظها في وسط قلوبنا. وكما رأينا فيما سبق، أن الكنز الذي يوجد في قلوبنا يحدد الثمار التي ننتجها في حياتنا، وهذا صحيح أيضاً بالنسبة لكلمة الله، فهي أيضاً تُخرج الثمار عندما تُحفَظ في القلب، ونوع الثمار الذي تخرجه مُعطَى في الآية 21 حيث نقرأ: أمثال 4: 21- 22 "اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ [كلمات الله] . لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ." فكلمات الله المحفوظة في القلب حياة ودواء، كما قال يسوع في متَّى 4: 4 متى 4: 4 "لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ" يستحيل للإنسان أن يعيش بدون كلمة الله، ومع ذلك، فلإنتاج الثمار الصالحة من الكلمة، عليه أن يحفظ هذه الكلمة في قلبه، وكما يقول يسوع مرة أخرى وهو يشرح مَثَل الزارع الشهير: لوقا 8: 11 - 15 " وَهذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ، وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. وَالَّذِينَ عَلَى الصَّخْرِ هُمُ الَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ الْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ، وَهؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ، وَفِي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. وَالَّذِي سَقَطَ بَيْنَ الشَّوْكِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا، وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَرًا. وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ." إن كلمة الله التي تُحفَظ في قلب جيد صالح هي التي تعطي ثمار جيدة مدى الحياة، تماماً كما يريدها الله أن تكون لنا (يوحنا 10: 10). اهتمام الله بالقلب يتضح من الأجزاء الأخرى من كلام الله، ومن ثم، نقرأ في صموئيل الأولى 16: 7 4. "مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ" صموئيل الأولى 16: 7 "لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ." الله مهتم بالقلب، فهو لا يهتم بالمظهر الخارجي، أي أن يبدو علينا "الصلاح" و"التدين"، إذ كان الفريسيين هكذا، يبدو عليهم التدين ظاهرياً ولكنهم كانوا مرائين داخلياً! كما وجه يسوع المسيح كلامه لهم خصيصاً: لوقا 16: 15 " فَقَالَ لَهُمْ:«أَنْتُمُ الَّذِينَ تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ! وَلكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ." الله يعرف قلوبنا وكما تقول كورنثوس الأولى 4: 5 أنه سيجيء اليوم عندما " يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ. وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ." على عكس الناس المهتمين بالظاهر، فالله يهتم بالباطن، أي بالقلب. ولهذا السبب يدعونا في أمثال 23: 26 : أمثال 23: 26 " يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي." الكثيرون مستعدون لفعل العديد من الأشياء باسم الله، ومع ذلك، فكل ما يريده الله هو ببساطة أن نعطيه قلوبنا. فهو لا يريد الثمار أو أفعالنا أولاً بل يريد الشجرة التي تصنع الثمار، فإن كانت الشجرة - قلوبنا - له، إذاً فستُنتَج الثمار وستكون صالحة إذ أنها ستكون صادرة من القلب المُعطَى له وستكون موجهة إليه. الله لا يهتم فقط بالقلب، بل يريده بالكامل أيضاً، وحقاً نقرأ بدءاً من متى 22: 35- 38 5. الخطية: تخص القلب متى 22: 35- 38 " وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ نَامُوسِيٌّ، لِيُجَرِّبَهُ قِائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ." كذلك سفر التثنية 10: 12 "«فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ، مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلاَّ أَنْ تَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ لِتَسْلُكَ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَتُحِبَّهُ، وَتَعْبُدَ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ" سفر التثنية 4: 29 " ثُمَّ إِنْ طَلَبْتَ مِنْ هُنَاكَ الرَّبَّ إِلهَكَ تَجِدْهُ إِذَا الْتَمَسْتَهُ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ." إرميا 29: 13 " وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ." يوئيل 2: 12- 13 " « وَلكِنِ الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ ..... وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ». وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ." أمثال 3: 1- 5 " يَا ابْنِي، لاَ تَنْسَ شَرِيعَتِي، بَلْ لِيَحْفَظْ قَلْبُكَ وَصَايَايَ. فَإِنَّهَا تَزِيدُكَ طُولَ أَيَّامٍ، وَسِنِي حَيَاةٍ وَسَلاَمَةً..... تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ." قد اخترت الفقرات السابقة بسبب إشارتهم إلى "كُلِّ قَلْبِكُمْ". الله يريد كل قلبنا، يريدنا أن نحبه من كل قلبنا وأن نلتمسه من كل قلبنا، أن نخدمه من كل قلبنا، أن نتوكل عليه من كل قلبنا وأن نرجع إليه بكل قلبنا. كما يقول سفر أخبار الأيام الثانية 6: 14 أن الرب "حَافِظُ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِعَبِيدِكَ السَّائِرِينَ أَمَامَكَ بِكُلِّ قُلُوبِهِمُ." وكما رأينا حتى الآن، أن الله ينظر ويهتم بالقلب، فلا عجب إذاً من أنه يعتبر الخطية أيضاً كموضوع خاص بالقلب، وحقاً نقرأ في متى 5: 27 - 28 6 . الخلاصة متى 5: 27 - 28 " «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ." حيرت هذه الفقرة العديدين وهذا بسبب أنهم يربطون الخطية بالأعمال ، ولكن الله لا يفعل هذا، فهو يربط الخطية بالقلب، الذي هو باطن الإنسان والمكان الذي ينظر إليه. فعندما يصير الشر، يصبح جزءاً من قلوبنا خاطيء، بغض النظر عن متى وما إذا كان سيظهر ذلك في الأعمال الظاهرية1 أو لا. كما يخبرنا مزمور 66: 18 مزمور 66: 18 " إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ." ونقرأ في إشعياء 59: 1- 2 " هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ. بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ." تكسر الخطية صحبتنا بالله، وكما قد يكون واضحاً مما سبق، فهذا يحدث بمجرد تصوره في القلب، فلهذا السبب من المهم جداً أن نحرس قلوبنا، وأن نسأل الله كما فعل داود، بأن يطهر قلوبنا من كل إثم (مزمور 51: 9- 10، 139: 23 - 24)، لفحص وتنقية ما يدخل إليه، متأكدين أن الوحيد الذي يسود هناك هو الله وكلمته. نظرنا في هذا المقال إلى بعض الفقرات التي تشير إلى القلب، فعندما تُذكر كلمة "القلب" 876 مرة في الكتاب المقدس يتضح أنه من المستحيل تغطية الموضوع بالكامل في عشر صفحات، ومع ذلك، نأمل أن ما رأيناه يوضح قدر القلب والأهمية التي يعطيها الله له، ومن ثم، فكما رأينا: 1) فالقلب، الذي هو باطن الإنسان، يعد هو الشجرة التي تعتمد عليها الثمار التي ننتجها في حياتنا. إن كان ما لدينا في قلبنا صالح، فالثمار التي سننتجها ستكون صالحة والعكس صحيح. 2) ولكي ينتج القلب ثماراً صالحة، ينبغي أن تكون كلمة الله فيه، فكلمات الله تكون حياة عندما تحفظ في قلوبنا. 3) والآن، فبما أن الثمار التي ننتجها تعتمد على الكنز الموجود في قلوبنا (متى 7: 16- 18) وبما أن الثمار الجيدة تنتج فقط بواسطة هؤلاء الذين يحفظون كلمة الله في قلوبهم (لوقا 8: 15)، فنستطيع أن نستنتج أنه عندما تخبرنا كلمة الله بأنه يجب علينا ان نحفظ قلوبنا بعيداً عن كل شيء آخر، لا يعني أنه ينبغي علينا أن نحرس الكنز الشرير الذي قد يكون هناك، بل ينبغي أن يُنزَع هذا ثم علينا أن نراعي دائماً أن نُبقِي على الكنز الصالح القادر على إعطاء الثمار الصالحة والحياة: كلمة الله. 4) القلب هو ما ينظر إليه الله وهو ما يريدنا أن نعطيه إياه. 5) يريدنا أن نحبه من كل قلبنا. 6) أن نخدمه من كل قلبنا. 7) أن نلتمسه من كل قلبنا. 8) أن نرجع إليه من كل قلبنا، عندما ننحرف عن طرقه. 9) أن نتكل عليه من كل قلبنا. 10) وأخيراً راينا أن الخطية متعلقة بالقلب، إذاً فعلى هذا الأساس ينبغي أن نعاملها. فلنعطي قلوبنا إذاً لأبينا، كما يدعونا الرب ويقول: يوحنا 15: 4- 8 " اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ. إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ." الحواشي 1. وكما رأينا بالفعل أن " مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ" (متى 12: 34)، وأن "35اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ" (متى 12: 35). إن احتفظ الإنسان بالخطية في قلبه، فسيظهر هذا في الأعمال المماثلة آجلاً أوعاجلاً. |
||||
07 - 10 - 2015, 07:16 PM | رقم المشاركة : ( 9535 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْد
(فيليبي 2: 7) نقرأ عن يسوع في مرقس 15: 29- 31 مرقس 15: 29- 31 " وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ، وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ:«آهِ يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ! خَلِّصْ نَفْسَكَ وَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!» وَكَذلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَهُمْ مُسْتَهْزِئُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ مَعَ الْكَتَبَةِ، قَالُوا: «خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا!" " خَلِّصْ نَفْسَكَ". كم كان غريباً حقاً على هؤلاء الرجال رؤية أن من خَلَّص الكثيرين معلق الآن على الصليب، غير مهتم بنفسه. فالإنسان المهتم بخدمة ذاته يتعجب عندما يرى شخصاً يمتنع عن فعل نفس الشيء. هو الذي كان من الممكن أن يكون معه اثنا عشر فيلق من الملائكة (الفيلق = 6826 رجل)، أنكر ذاته، وأطاع حتى الموت، موت الصليب، داعياً إيانا أن يكون لنا نفس فكره: فيليبي 2: 5- 8 " فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." لوقا 9: 23- 24 " وَقَالَ لِلْجَمِيعِ:«إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهذَا يُخَلِّصُهَا." أنكر يسوع المسيح ذاته وأهلك نفسه ولكن ليس للابد، فلقد أقامه الله من الأموات بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال، فكما تقول فيليبي: فيليبي 2: 9- 11 " لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." ضيق هو الطريق الذي يرينا إياه يسوع المسيح (متى 7: 14). إنه الطريق الذي يقدر الإنسان على السير فيه، ليس بحفظ حياته بل بفقدانها، فهو أيضاً طريق القيامة. قد يسبب الألم صلب الإنسان العتيق أو النفس، ولكن دائماً ما يُتبَع الصلب بالقيامة. علينا أن لا نتفادى آلام الصلب، لأن بدون الصلب لا توجد قيامة. نحن لا نريد الإنسان العتيق أن يعيش في قلوبنا، بل الإنسان الجديد، المسيح المقام، فهو مثالنا الحي، ومن ينبغي أن ننظر إليه: عبرانيين 12: 1- 2 "وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ." |
||||
07 - 10 - 2015, 07:17 PM | رقم المشاركة : ( 9536 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأَنَّكَ فَاتِرٌ (سفر الرؤيا 3: 16) يصنع الخليط بين الساخن والبارد خليطاً فاتراً، أي لا هو ساخن ولا هو بارد، فيصف الرب الفتور في سفر الرؤيا الإصحاح الثالث، متحدثاً إلى ملاك كنيسة اللاودكيين، حيث نقرأ: سفر الرؤيا 3: 15- 19 " أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِدًا أَوْ حَارًّا! هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ. إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ." كما توضح الفقرة السابقة، أن الفتور غير مقبول من قِبَل الرب. إذ أن الفاتر ليس غيوراً على الرب، وقلبه غير متقد بمحبته. فنظرته لنفسه تكون مختلفة تماماً عن نظرة الرب له، فبينما ينظر الرب إليه مثل "الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ"، تكون نظرته إلى نفسه كغني لا حاجة له لشيء. فتركيزه ليس على الرب ورأيه، بل بالأحرى على ذاته. فهو يقول " أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ [أنا]". لأنه بالنسبة للفاتر، كان يسوع المسيح في الغالب هو ربه وإلهه واعتُرِف به بذلك أيضاً في وقت ما في الماضي، ومع ذلك، فهو ليس ربه ورئيسه اليوم. فرئيسه اليوم هي بالأحرى ذاته ، وعلى أي حال، تقول لنا متى 16: 24- 25 متى 16: 24- 25 " حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ:«إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا." إن اتباع المسيح ليس بالشيء الساكن، فلكي يتبع الإنسان يسوع المسيح، عليه أن ينكر ذاته، وهذا ليس بالشيء الساكن، ليس هو الشيء الذي بسبب قيامنا به أمس، يكون من المؤكد أننا نقوم به اليوم. فعلى الرغم من أننا قد نكون قد اعترفنا بيسوع بأنه الرب الإله، بأنه بالفعل هو إلهنا ورئيسنا، إلا أن هذا الأمر علينا أن نقرره كل يوم، وحتى في كل لحظة. لا يريد يسوع المسيح مجرد شعب اعترف به في وقت ما في الماضي بل شعباً يعيش اعترافه باستمرار. كما قال لنا بولس في كورنثوس الثانية 13: 5 كورنثوس الثانية 13: 5 " جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟" فحقيقة أننا آمنا من قبل، لا يعني أننا نؤمن اليوم أيضاً. إذاً، فلنكف عن التراخي بل لنجرب أنفسنا، هل نحن في الإيمان اليوم؟ ليس هدف السؤال السابق هو توليد الإدانة أو الخوف (عدا الخوف الإلهي)، بل حتى نجرب أنفسنا كما يقول الكتاب المقدس أنه علينا أن نفعل هذا. وعلى الرغم من أن الرب يكره الفتور، إلا أنه يحب الإنسان الفاتر ويريد أن يغيره. يريد أن يراه تائباً وغيوراً؛ ولهذا السبب يقول في نفس الفقرة من سفر الرؤيا الإصحاح الثالث: " إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ". فرد فعل الرب تجاه الإنسان الفاتر ليس رفضاً بل هو تأديباً، وحتى كما تقول الرسالة إلى العبرانيين 12: 11 أن " كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ". ومع ذلك، فهذا "الحزن الإلهي" هو الذي " يُنْشِئُ [ال] تَوْبَةً" (كورنثوس الثانية 7: 10) التي يحتاجها الإنسان الفاتر بشدة. |
||||
07 - 10 - 2015, 07:19 PM | رقم المشاركة : ( 9537 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بارتيماوس الأعمى
نقرأ في مرقس 10: 46 " وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ، كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِسًا عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي." من يعرف كم عدد السنين التي قضاها بارتيماوس وهو أعمى. طول حياته في الغالب. طول حياته بدون أي تواصل بصري مع بيئته، كان جالساً هناك على الطريق، يستعطي. وبالطبع، لابد وأنه قد سمع بما فعله يسوع مع العمي الآخرين وكيف انهم استعادوا أبصارهم. وفي الواقع، كم كان عليه أن يكون متطلعاً ليكون واحداً من الذين قابلوه. وقابله: مرقس 10: 47 " فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ، ابْتَدَأَ يَصْرُخُ وَيَقُولُ:«يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي!» " فصرخ بارتيماوس قائلاً: "يا يسوع ارحمني". ويقول الكتاب المقدس في (متى 12: 34) "فإنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ القَلبِ يتَكَلَّمُ الفَمُ." . إنك لن تصرخ إلى الرب وقلبك مغلق أمامه. فالصوت - طبقته، ونبرته ومحتواه- يعكس ما في القلب. فكان بارتيماوس متطلعاً للرب، وكان الرب هناك. وبدأ الآخرون في الدمدمة: "لماذا يصنع بارتيماوس كل هذه الضجة؟" ولكنه لم يعد يستمع إليهم: مرقس 10: 48 " فَانْتَهَرَهُ كَثِيرُونَ لِيَسْكُتَ، فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيرًا:«يَا ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي!»." كان بارتيماوس يبحث عن الرب يائساً. وسيصرخ إليه حتى يُسمع. وسمعه يسوع، فصراخ بارتيماوس جعل الرب يقف. كان هناك حشد كامل يتبعه، ولكن صراخ المُستعطي الأعمى كان مُقَدَّراً عنده. وكأنه كان يبحث عنه. فوقف وناداه: مرقس 10: 49- 51 " فوَقَفَ يَسوعُ وأَمَرَ أنْ يُنادَى. فنادَوْا الأعمَى قائلينَ لهُ: "ثِقْ! قُمْ! هوذا يُنادِيكَ".فَطَرَحَ رِداءَهُ وقامَ وجاءَ إلَى يَسوعَ. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ: "ماذا تُريدُ أنْ أفْعَلَ بِكَ؟"" يقف الرب عند صراخ الذين ينادونه. فبالنسبة له، كل روح لها قيمة غالية عنده، بغض النظر عن اللون أو العرق أو الوضع. فهو لا ينظر إلى الأسماء أو إلى المناصب ولكنه ينظر إلى قلب الإنسان وفقط بدون استثناء ويحتاجه أن يكون كذلك. فهم عميان حتى يقابلونه، وكل الذين يقابلونه، يستقبلون أبصارهم. كما تقول أعمال الرسل 26: 18 " لتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كيْ يَرجِعوا مِنْ ظُلُماتٍ إلَى نورٍ، ومِنْ سُلطانِ الشَّيطانِ إلَى اللهِ." الرب وحده هو من يستطيع أن يهب نور الحياة. ومقابلته وحدها هي ما تستطيع أن تجعل الروح تستقبل بصرها، وسكناه قلب الإنسان هي فقط ما تجعله حياً ومبتهجاً. عودة إلى بارتيماوس: مرقس 10: 51- 52 " فَقَالَ لَهُ الأعْمَى:"يا سيِّدي، أنْ أُبصِرَ!". فَقَالَ لهُ يَسوعُ: "اذهَبْ. إيمانُكَ قدْ شَفاكَ". فللوقتِ أبصَرَ، وتَبِعَ يَسوعَ في الطَريقِ." كان من الممكن للأعمى أن يكون لديه ألف شك في الصراخ للرب ("ماذا سيقول الناس؛ كان يتوجب على أن اسال الكهنة أولاً ليقولوا لي ما يعتقدون بخصوص يسوع هذا؛ آه، حسناً هنا؛ فأنا حي على الأقل"). ولكن اتعلم ماذا ستكون النتيجة؟ فكان سيظل أعمى إلى الأبد. لن يقوم يسوع بشفاء العميان جميعاً وإنما هؤلاء الذين يريدون استعادة ابصارهم ويصرخون إليه. وسيتوقف عندك. إنك تستطيع أن تظل حبيساً لأفكارك و استنتاجاتك. فتستطيع أن تفكر في ذلك قدرما تشاء وتشك قدرما ترغب. ولكن اتعلم يا صديقي شيئاً؟ فستظل كفيف إلى الابد. إذا لم تصرخ للرب بروحك- أي انت شخصياً- فلن تستقبل بصرك أبداً، وليس هذا فقط، ولكنك لن تشارك في الحياة الابدية. لأنه عندما كان يسوع يمر، لم تدعوه؛ لم تفتح له الباب. ولكن عوضاً عن ذلك، أوصدت على نفسك بقيود كبرياءك وأنانيتك و..... لقد كنت تفكر في هذا. إذاً، فامض وحطم تلك القيود!! فما الذي أفادتك به؟ أصرخ كما فعل بارتيماوس الأعمى: يا يسوع ابن الله، ارحمني. ثم سيقف لك الرب يسوع المسيح، أجل لك أنت شخصياً، كما وقف لأجل بارتيماوس. سيقف ويعطيك ما أنت بحاجة إليه كثيراً: نور الحياه. يوحنا 1: 9- 13 "كانَ النّورُ الحَقيقِيُّ الذي يُنيرُ كُلَّ إنسانٍ آتياً إلَى العالَمِ. كانَ في العالَمِ، وكوِّنَ العالَمُ بهِ، ولمْ يَعْرِفهُ العَالَمُ. إلَى خاصَّتِهِ جاءَ، وخاصَّتُهُ لم تقبَلهُ. وأمّا كُلُّ الذينَ قَبِلُوهُ فأعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أنْ يَصِيرُوا أولادَ اللهِ، أيِ المُؤمِنونَ باسمِهِ. الذينَ وُلِدوا ليس مِنْ دَمٍ، ولا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، ولا مِنْ مَشيئَةِ رَجُلٍ، بل مِنَ اللهِ." |
||||
07 - 10 - 2015, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 9538 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سدوم وعمورة: لماذا هُدِما؟
تعد سدوم وعمورة منطقتين معروفتين جيداً في الكتاب المقدس. كانت سدوم هي المكان الذي اختاره لوط، أخو إبراهيم، في البداية ليعيش فيه. وبخصوص المنطقة، يخبرنا عنها سفر التكوين 13: 10 بأن "جَمِيعَهَا سَقْيٌ..... كَجَنَّةِ الرَّبِّ.". من الواضح أنها كانت أرض غنية وخصبة للغاية. وكان سكانها في الغالب أغنياء ومستوى رفاهيتهم مرتفعاً مقارنة بالمناطق الأخرى. لم يكن لديهم نقص في الطعام والشراب إذ أن أراضيهم كانت خصبة وماءها وفير. كانت تلك الصفات هي ما جذب لوط وجعلته يختار هذا المكان ليسكنه. وكما يخبرنا سفر التكوين 13: 10: "رَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى"، صانعاً اختياره حسبما رأى. ومع ذلك، فما قد نراه "برفع أعيننا"، وعلى الرغم من أنه قد يبدو ممتازاً، إلا أنه حقاً لا يكون هو ما يراه الرب بعينيه (صموئيل الأولى 16: 7). وبالفعل، فما رآه لوط كان مختلف تماماً عن ما رآه الرب بالنظر في قلوب الناس الساكنين هذه الأرض. وحقاً نقرأ في سفر التكوين 13: 13 تكوين 13: 13 " وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدًّا." وعلى الرغم من أن ما رآه لوط كان أرضاً خصبة إلى أبعد حد، إلا أن ما رآه الرب كان أرضاً قذرة إلى أبعد حد. كما يقول في تكوين 18: 20 تكوين 18: 20 " وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا." وفي النهاية، بعدما أنقذ الرب لوط، دمر سدوم وعمورة. وبينما كان لوط راحلاً عن سدوم، كانت نصيحة الرب على عكس ما صنعه في البداية تماماً: تكوين 19: 17 " وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجَاهُمْ إِلَى خَارِجٍ أَنَّهُ [ملاك الرب] قَالَ: «اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ..." عندما اختار لوط سدوم ليسكنها، اختار بعدما "رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَرَأَى". والآن عليه أن يهرب "ولا ينظر إلى ورائه". وبعدما غادر لوط دمر الله المنطقة. ومع ذلك، فبما أخطأت سدوم؟ تخبرنا حزقيال 16: 49- 50 عن ما رآه الرب: حزقيال 16: 49- 50 " هذَا كَانَ إِثْمَ أُخْتِكِ سَدُومَ: الْكِبْرِيَاءُ وَالشَّبَعُ مِنَ الْخُبْزِ وَسَلاَمُ الاطْمِئْنَانِ كَانَ لَهَا وَلِبَنَاتِهَا، وَلَمْ تُشَدِّدْ يَدَ الْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ، وَتَكَبَّرْنَ وَعَمِلْنَ الرِّجْسَ أَمَامِي فَنَزَعْتُهُنَّ كَمَا رَأَيْتُ." لقد تأثرت كثيراً عندما رأيت أن " الشَّبَعُ مِنَ الْخُبْزِ وَسَلاَمُ الاطْمِئْنَانِ" كانا مع الكبرياء ضمن "إِثْمَ سَدُومَ". وعلى الرغم من أن الكبرياء مرفوض بشكل عام، على الأقل ظاهرياً، إلا أن هذا الرفض لا ينطبق على العاملين الآخرين: الشبع من الخبز وسلام الاطمئنان (أي أناس يعيشون من دون القيام بأي مجهود، فهم عاطلين عن العمل). وعلى النقيض، ففي العديد من المرات، تعتبر هذه الأشياء أهدافاً حتى من قِبَل المسيحيين. نحن بالطبع لا نقول أنه يجب علينا أن نكون كئيبين وجوعى. ما نقوله مع ذلك هو أن الشبع من الخبز والحياة بدون عمل، ليست هي الأشياء التي تجب علينا ملاحقتها وهذا يناقض ما يقوله العالم. وعلى النقيض، فالرب وكلمته وأهدافه هو ما ينبغي علينا ملاحقته. فمحور حياتنا وهدفها ليس هو التعطل عن العمل وتحقيق الغنى بل أن نعمل مشيئة الله؛ أن نعرف ونُعرِّف الناس بالآب وبابنه الرائع الرب يسوع المسيح. وكما أن سدوم وعمورة اختفيا عن الوجود، فهذا العالم أيضاً سيختفي عن الوجود. وكما أخرج الرب لوط من ذاك المكان ثم دمره، كذلك أيضاً سيخرجنا من هذا العالم قبل أن يصنع به ما صنعه بسدوم وعمورة. فلنستعد إذاً ونترقب. فالرب آتٍ. و " كَذلِكَ أَيْضًا كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ: كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ. وَلكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ، أَمْطَرَ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. هكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ.... اُذْكُرُوا امْرَأَةَ لُوطٍ! مَنْ طَلَبَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ أَهْلَكَهَا يُحْيِيهَا." (لوقا 17: 28- 33). |
||||
07 - 10 - 2015, 07:28 PM | رقم المشاركة : ( 9539 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مخافة الرب
أود أن أبدأ هذا المقال بطريقة مختلفة عن العادة و عوضا أن أقول أي شيء ﺂخر، سوف أعطي عدة فقرات من الكتاب المقدس التي تتكلم عن مخافة الرب و وعود الله المتعلقة به. الرجاء أن تقرأوا بكل ﺈنتباه: مزمور ٣٤: ٩ "اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ، لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ." مزمور ٣٤:۷ "مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ." مزمور 112 :1-٢ "هَلِّلُويَا. طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَّقِي الرَّبَّ، الْمَسْرُورِ جِدًّا بِوَصَايَاهُ. نَسْلُهُ يَكُونُ قَوِيًّا فِي الأَرْضِ. جِيلُ الْمُسْتَقِيمِينَ يُبَارَكُ." مزمور ٢٥ :12 "مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الْخَائِفُ الرَّبَّ؟ يُعَلِّمُهُ طَرِيقًا يَخْتَارُهُ." مزمور ٢٥: 14 "سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ، وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِمْ." مزمور 31:٩ا "مَا أَعْظَمَ جُودَكَ الَّذِي ذَخَرْتَهُ لِخَائِفِيكَ، وَفَعَلْتَهُ لِلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ تُجَاهَ بَنِي الْبَشَرِ!" مزمور ٣٣: 18 "هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ" مزمور ٨٥: ٩ "لأَنَّ خَلاَصَهُ قَرِيبٌ مِنْ خَائِفِيهِ، لِيَسْكُنَ الْمَجْدُ فِي أَرْضِنَا." مزمور 103: 11 "لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ." مزمور103 : 13 "كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ." مزمور 103 : 17 "أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ، وَعَدْلُهُ عَلَى بَنِي الْبَنِينَ." مزمور111 : ٤-٥ "صَنَعَ ذِكْرًا لِعَجَائِبِهِ. حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ هُوَ الرَّبُّ. أَعْطَى خَائِفِيه طَعَامًا. يَذْكُرُ إِلَى الأَبَدِ عَهْدَهُ." مزمور 115 : 13 "يُبَارِكُ مُتَّقِي الرَّبِّ، الصِّغَارَ مَعَ الْكِبَارِ" مزمور 128: 1 – ٤ "طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ، وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ. لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ، طُوبَاكَ وَخَيْرٌ لَكَ. امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ. هكَذَا يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ." مزمور 145: 19 "يَعْمَلُ رِضَى خَائِفِيه، وَيَسْمَعُ تَضَرُّعَهُمْ، فَيُخَلِّصُهُمْ." أمثال 10 : ٢۷ "مَخَافَةُ الرَّبِّ تَزِيدُ الأَيَّامَ" أمثال 14: ٢٦ "فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ ثِقَةٌ شَدِيدَةٌ، وَيَكُونُ لِبَنِيهِ مَلْجَأٌ." أمثال 14: ٢۷ "مَخَافَةُ الرَّبِّ يَنْبُوعُ حَيَاةٍ لِلْحَيَدَانِ عَنْ أَشْرَاكِ الْمَوْتِ." أمثال 15 : ٣٣ "مَخَافَةُ الرَّبِّ أَدَبُ حِكْمَةٍ، وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ." أمثال 16: ٦ "بِالرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ يُسْتَرُ الإِثْمُ، وَفِي مَخَافَةِ الرَّبِّ الْحَيَدَانُ عَنِ الشَّرِّ." أمثال 19: ٢٣ "مَخَافَةُ الرَّبِّ لِلْحَيَاةِ. يَبِيتُ شَبْعَانَ لاَ يَتَعَهَّدُهُ شَرٌّ." أمثال ٢٢ : ٤ "ثَوَابُ التَّوَاضُعِ ومَخَافَةِ الرَّبِّ هُوَ غِنًى وَكَرَامَةٌ وَحَيَاةٌ." أمثال ٢٣ : 17 " بَلْ كُنْ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ الْيَوْمَ كُلَّهُ." الجامعة ٨ : 12 – 13 "اَلْخَاطِئُ وَإِنْ عَمِلَ شَرًّا مِئَةَ مَرَّةٍ وَطَالَتْ أَيَّامُهُ، إِلاَّ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ يَكُونُ خَيْرٌ لِلْمُتَّقِينَ اللهَ الَّذِينَ يَخَافُونَ قُدَّامَهُ. وَلاَ يَكُونُ خَيْرٌ لِلشِّرِّيرِ، وَكَالظِّلِّ لاَ يُطِيلُ أَيَّامَهُ لأَنَّهُ لاَ يَخْشَى قُدَّامَ اللهِ." الجامعة 12 : 13 – 14 "فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ." من الواضح مما سبق أننا نتعامل مع موضوع مهم جدا. ما هي مخافة الرب التي نراها في كل الفقرات التي رأيناها قبلا؟ ماذا تعني "مخافة الرب"؟ هل هذا يعني أن نخاف أو نرتعب من فكرة الله؟ هل من الممكن أن يكون موضوع "مخافة الرب" غير ساري اليوم ﻷن اليوم نحن أولاد الله؟ و علاوة على ذلك ألا تقول لنا يوحنا الأولي أن لا خوف في المحبة؟ هل من الممكن أن تكون "مخافة الرب" هذه هي شيء للعهد القديم فقط؟ هدف هذا المقال هو الجواب عن هذه اﻷسئلة. حسب خلفية كل شخص، البعض يعتقد أن مخافة الرب هو نوع من الرعب، أن تكون خائفاً من الله. و البعض اﻵخر يعتقد أنه ﺈحترام بسيط، مثلا ﮐﺈحترامهم لزملائهم أو ... أنهم لا يفهمون المعنى إطلاقاً إذ يعتقدون أنه غير مناسب لعصر النعمة الحالي. انا لا أعتقد أن أياً من هذه اﻵراء صحيحة. بدئاً من اﻹحترام البسيط : اﻹحترام الموجود بين اﻷناس المتساويين ليس مثل اﻹحترام ﻟﻷعظم. في المملكة، لا يحترم المرؤوس مَلِكَه كما يحترم زملائه. حتى لو كان الشخص لديه الجرأة الكاملة أمام العرش، كما نحن أيضاً لدينا ، من خلال دم المسيح، أمام عرش الله، حتي وإن كان ابن الملك، كما نحن أيضاً من خلال اﻹيمان، هو لا يزال مرؤوس أمام الملك.و ككل ملك ، فاﻹحترام العميق مطلوب. ناهيك عن ملك الملوك فالاحترام العميق واجب . أو بكلمات أخرى، فحقيقة أننا أولاد الملك هذا لا يلغي الخوف، اﻹحترام العميق المطلوب للملك، للأعظم ،و لا يتحول أيضا ﺈلى ﺈحترام بسيط، ﮐﺈحترام المتساويين. ٢. الجرأة و مخافة الرب في العهد الجديد من ناحية أخري، ﺈبن الملك لا يتقرب من الملك كما يتقرب الغريب منه. ﺈبن الملك يتقرب من الملك ليس بالرعب وإنما بالجرأة و الثقة، عالما ﺑأنه يتكلم ﺈلى أبيه المحب. و في الوقت نفسه و كما قلنا سابقا، يتقرب منه بكل اﻹحترام العميق، عالما ﺑأنه لا يتقرب من زميل بل من أبيه، والذي في الوقت نفسه هو اﻷعظم، رب اﻷرباب و ملك الملوك. بمعنى آخر، حقيقة أننا أولاد الملك تعني أيضاً أن مخافة الرب لا يجب أن تُفهم كرعب، كما أن تكون خائفاً من الملك. عوضا عن ذلك يجب أن نفهم أنه أعظم و أعمق ﺈحترام من اﻷولاد تجاه أباهم المحب، الذي هو في الوقت نفسه خالق كل شيء، و هو اﻷعظم. بعدما وضحنا الفكرة أعلاه، لنري الآن فقرات تشير ﺈلى عظمة الرب و مصحوبة بمخافة الرب. أنا أستعمل هذه الفقرات إشارة لعظمة وسمو الله و ليس لأقول أن المسيحيين يجب أن يخافوا و يرتعبوا من الله. كما قلنا سابقا و كما سنرى لاحقا أن مخافة الرب لا تعني الخوف من الرب. أنا أعتقد في عصرنا هذا، عندما سد يسوع المسيح الفجوة بين الله و اﻹنسان، أن مخافة الرب تعني التقرب منه ﮐأب ( بكل جرأة و بدون الخوف منه) و ﮐأعظم واحد (بكل الاحترام العميق). عودة إلي الفقرات التي ذكرناها سابقاً , بئاً من ارميا 10 : ٦-٧ : أرميا 10 : ٦-٧ "لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ، وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ. مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا مَلِكَ الشُّعُوبِ؟" و رؤيا ١٥ : ٤ "مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا رَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ؟" و أرميا ٥ : ٢٢-٢٤ "أَإِيَّايَ لاَ تَخْشَوْنَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَوَلاَ تَرْتَعِدُونَ مِنْ وَجْهِي؟ أَنَا الَّذِي وَضَعْتُ الرَّمْلَ تُخُومًا لِلْبَحْرِ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً لاَ يَتَعَدَّاهَا، فَتَتَلاَطَمُ وَلاَ تَسْتَطِيعُ، وَتَعِجُّ أَمْوَاجُهُ وَلاَ تَتَجَاوَزُهَا. وَصَارَ لِهذَا الشَّعْبِ قَلْبٌ عَاصٍ وَمُتَمَرِّدٌ. عَصَوْا وَمَضَوْا. وَلَمْ يَقُولُوا بِقُلُوبِهِمْ: لِنَخَفِ الرَّبَّ إلهَنَا الَّذِي يُعْطِي الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ فِي وَقْتِهِ. يَحْفَظُ لَنَا أَسَابِيعَ الْحَصَادِ الْمَفْرُوضَةَ." مزمور ٣٣ : ٦-٩ "بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ، وَبِنَسَمَةِ فِيهِ كُلُّ جُنُودِهَا. يَجْمَعُ كَنَدٍّ أَمْوَاهَ الْيَمِّ. يَجْعَلُ اللُّجَجَ فِي أَهْرَاءٍ. لِتَخْشَ الرَّبَّ كُلُّ الأَرْضِ، وَمِنْهُ لِيَخَفْ كُلُّ سُكَّانِ الْمَسْكُونَةِ. لأَنَّهُ قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ." الله خلقنا و خلق الكون كله. كل شيئ، ما يُرَى و ما لا يُرَى، صُنِع بيديه. هو أبانا و ربنا. هو اﻷعظم. معرفة الكتاب المقدس بدون خوف، باﻹحترام العميق لله العظيم , هي قمة كل المعارف والتي ستؤدي حتماَ ﺈلى الافتخار ( كورنثوس الأولي ٨ : ١) . و كما تقول لنا اﻷمثال : أمثال ٢ : ١ – ٥ "يَا ابْنِي، إِنْ قَبِلْتَ كَلاَمِي وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ، حَتَّى تُمِيلَ أُذْنَكَ إِلَى الْحِكْمَةِ، وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى الْفَهْمِ، إِنْ دَعَوْتَ الْمَعْرِفَةَ، وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى الْفَهْمِ، إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ." سنفهم مخافة الرب فقط عندما نخزن كلمة الله داخلنا و في حال أصبحت جزء من قلبنا. في حال ليس لدينا اﻹحترام العميق ﻟﻷعظم، عندها كل معرفة من الكتاب المقدس ستبقى في الرأس فقط، ﺈﻻ طبعا ﺈذا خزناها في قلوبنا بدلاً من رأسنا، فلن تثمر و ستؤدي ﺈلى الكرامة. لدى البعض ﺈعتقاداً، ضمنيا أو صراحة، بأن مخافة الرب قد أُوقفت بطريقة أو بأخري بعمل الرب يسوع المسيح. و لكني لا أعتقد أن هذا صحيح. لنر فقرات من العهد الجديد تتكلم عن مخافة الرب: ٣ . مخافة الرب: العمل على وصيته أعمال ٩ : ا٣ "وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ، وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ، وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ." بطرس الاولي ٢ :17 "أَكْرِمُوا الْجَمِيعَ. أَحِبُّوا الإِخْوَةَ. خَافُوا اللهَ." كورنثوس الثانية ٧ : 1 "فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ." كولوسي ٣ : ٢٢ "أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ، لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ." كورنيليوس هو أول شخص غير يهودي يتم التبشير باﻹنجيل في منزله، كان ﺈنسان يخاف الله. و كما تقول لنا اﻷعمال 10 :1-٢ : أعمال 10 : 1-٢ "وَكَانَ فِي قَيْصَرِيَّةَ رَجُلٌ اسْمُهُ كَرْنِيلِيُوسُ، قَائِدُ مِئَةٍ مِنَ الْكَتِيبَةِ الَّتِي تُدْعَى الإِيطَالِيَّةَ. وَهُوَ تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ، يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً لِلشَّعْبِ، وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ." و كما قال بطرس في اﻷعمال 10 : ٣٤-٣٥ أعمال 10 : ٣٤-٣٥ "فَفَتَحَ بُطْرُسُ فَاهُ وَقَالَ:«بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ." كما نرى مخافة الله موجودة أيضا في العهد الجديد. و لكن في الوقت نفسه كما أعتقد و ذكرت قبلا ﺑأنه يوجد فرق واسع بين العهد القديم و العهد الجديد. هذا يرجع إلي حقيقة أنه قد أصبح متاحاً الآن ، نتيجة عمل الرب يسوع المسيح، علاقة مختلفة جداً مع الله. يجب أن تؤخذ بعين اﻹعتبار هذه العلاقة المختلفة عندما نحاول فهم معنى مخافة الله. ﻟﻨأخذ المثل الذي ذكرناه قبلا، ﺑأنه يوجد فرق واسع بين مواطني المملكة و هم ليسوا سوى غرباء و بين مواطنين آخرين و هم أولاد الملك. الغرباء و اﻷولاد لا يتقربون من الملك بالطريقة نفسها. يتقرب الغرباء من الملك برعب و ذلك ﻷنه صاحب الجلالة و بسبب عدم وجود أية علاقة معه سوي علاقة الرعية بالراعي. أما هذا فهو غير صحيح مع اﻷولاد. يتقرب اﻷولاد من اﻷب بكل جرأة، من دون خوف، كعندما يتقرب اﻷطفال من أبيهم المحب. هذا ما يقول لنا الكتاب المقدس للتقرب من العرش: العبرانيين ٤ : 14-16 "فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ." نتقدم ﺈلى عرش النعمة بكل ثقة. هذا ليس بسببنا و لكن بسبب الرب يسوع المسيح، الذي سد الفجوة بيننا و بين الله و جعل ذلك ممكنا لكل من آمن ﺑأنه ﺈبن الله لنصبح أولاد الله (يوحنا الأولي ٥ :1). و تقول لنا أيضا يوحنا الأولي ٤ : 17- 19: "لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ. نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً." ﺈذا أحببنا الله، فلن نخاف منه، فالخوف و الحب لا يسيران جنبا ﺈلى جنب. وفي الوقت نفسه و أكرر ﺑأن هذا لا يعني أنه من الصحيح التقرب من الله بالطريقة نفسها التي نتقرب بها من المتساويين، ربما مع اﻹحترام البسيط و من دون إدراك عظمة من نتقرب منه. و لمرة أخرى فهذا ليس رعب و لا خوف منه. ﺈذا كان رعباً فهذا يعني أننا لا نحبه كما ينبغي لنا، إذ لا مكان للخوف في الحب. عوضا عن ذلك، كما قلنا: مخافة الرب يعني التقرب منه ﻛأب ( بكل جرأة و بدون الخوف منه) و كاﻷعظم( بكل الاحترام العميق). كل ما رأينا أعلاه مع خطوة واحدة ﺈلى اﻷمام، في الحقيقة لا أعرف كيف يستطيع شخص ما المشي في ﺈرادة الرب بينما ليس لديه مخافة الله و كيف يستطيع الشخص ان يخاف الله إذا لم يعمل وصيته.فمخافة الرب تعني إذن أن نعمل وصيته. القصد من هذا هو ﺈتخاذ خطوة اﻹيمان كما قال لنا الله حتى ﺈذا لم نفهم كيف تحصل هذه اﻷشياء و لم نر الصورة بكاملها. هؤلاء من في داخلهم مخافة الله يريدون العمل على وصية الله. لهؤلاء كلام اﻷب له قيمة كبيرة و غير قابل للتفاوض و هذا ﻷنه جاء من فم الرب. مخافة الرب، اﻹحترام العميق للرب و ﺈرادته، طاعة الرب و ﺈرادته يمشون جنبا ﺈلى جنب. في الواقع تخيل أطفالاً عصاة.هل ستقول أن هؤلاء اﻷطفال يحترمون أباهم؟ قد يتقربون من اﻷب للحصول على أشياء و لكن في الحقيقة هم لا يحبونه و لا يحترمونه. ﺈذا أحبوه سيخزنون وصيته في قلوبهم و يتممون ﺈرادته. ﻟﻷسف يوجد بعض المسيحيون هكذا: يترددون ﺈلى الله فقط عند الحاجة الكبيرة بينما معظم الوقت يعيشون تماما كالعالم. من الواضح أن هذا يجب أن يتغير. يجب علينا أن نعميق علاقتنا مع الله عوضا عن التقرب ﺈليه بهذه الطريقة، طالبين أولا ملكوت الله و بره و هذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَنا( متى ٦ : ٣٣). و كما قال أهل فيلبي عن مثالنا في ٢ : ٥ -11 ، أن الرب يسوع المسيح: أهل فيلبي ٢ : ٥ -11 "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." يقول اﻹنجيل، دعوا الفكر نفسه يكون فينا، كما كان في الرب يسوع المسيح. ماذا كان هذا الفكر؟ هذا كان فكر الطاعة حتى الموت. هذا كان فكر "لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ"(لوقا ٢٢ :٤٢). ما أريد أن أقول مع ما ورد أعلاه هو ﺑأننا لا نستطيع أن نخاف الله في حال لم نعمل على وصيته. بل هو في الواقع نفس محبة الرب. كما قال: يوحنا 14: ٢٣-٢٤ "إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً. اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي." لا نستطيع القول ﺑأننا نحب الله في حال لا نفعل ما يقول. أعتقد أيضا أننا لا نستطيع القول ﺑأننا نخاف الله ما دمنا ما دمنا لا نعمل وصيته. ﻹختتام هذا القسم، فمخافة الرب تعني ﺈطاعة الرب. تعني أن نحفظ الله و ﺈرادته مهما كان الثمن. و هذا ما يعني في عبارة واحدة: عقد الله ومشيئته على أعلى تقدير. ٤. الخلاصة بدأنا هذا المقال موضحين بركات مخافة الرب. فعلا ﺈنه من الصعب جدا وجود موضوع آخر في اﻹنجيل يتضمن وعود كثيرة مثل هذا: حياة طويلة، ﺈزدهار، خلاص، و وعود أخرى كثيرة ترافق هؤلاء الذين يخافون الله. بعدها حاولنا تعريف مخافة الرب موضحين ﺑأنه ليس ﺈحتراما بسيطا، كاﻹحترام الذي يظهره المتساويون لبعضهم البعض، و لا يعني أيضا الخوف من الله و لا الرعب منه. بالعكس مخافة الرب هو ﺈحترام عميق جدا ﺈلى اﻷب، الله، الرب و خالق كل شيء. ووضحنا أخيرا ﺑأنه لا يوجد خوف من الله من دون العمل على وصيته. أو بكلمات أخرى من يخاف الله يعمل على وصيته و لكن من لا يخاف منه، و يريد ﺈشباع غرائزه، قد لا يعمل على وصيته،أو يعملها متي يحلو له حسب الظروف. ﻹختتام هذا المقال لنستمع بكل ﺈنتباه ﺈلى تعليمات الجامعة: الجامعة 12 : 13-14 "فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ." |
||||
07 - 10 - 2015, 07:29 PM | رقم المشاركة : ( 9540 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أولاً وقبل كل شيء
متى 6: 33 " لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ." بعد سقوطه وطرده من جنة عدن، وبازدياد رغبته في البقاء، سعي الإنسان إلى إخضاع الأرض التي كانت تحت لعنة الله (سفر التكوين 3: 17- 19 و 23- 24). وكانت كل افكاره وتصرفاته في تلك السنوات الأولى، متجهة نحو بقائه على أرض معادية. وحتى يومنا هذا، وعلى الرغم من التقدم والنمو الثقافي، إلا أن الإنسان لا يزال سائراً في نفس الطريق. فبالنسبة للجميع، يبدو أن ما يأتي أولاً وقبل كل شيء هو المثابرة على الحياة وزينتها مع مجد وغنى هذا العالم. ومع ذلك، كتب الرسول بولس موجهاً كلامه إلى هؤلاء الذين دُعِيوا أن يخرجوا من روح هذا العالم لعمل مشيئة الله: " وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ" (رومية 12: 2) عندما كتب الرسول بولس تلك الأشياء، كان بالطبع يضع في حسبانه العمل العظيم والصعب الذي سيكون على أتباع المسيح المخلصين القيام به؛ عمل غير أناني مبني على إرادة خاضعة تماماً لإرادة الله، فَيَعِد الله أنه إن فعلنا هذا، ستكون مكافأة من يزرع للروح أكبر بكثير من مكافأة من يزرع للجسد والتي ستكون هي الموت بالتأكيد. نرى يسوع في مرقس 14 متحدثاً مع شاب غني والذي كان مهتماً بأن يرث الحياة الأبدية، وبعدما تناقشا حول شريعة موسى، وصارت استجابة الشاب الإيجابية واضحة، أخبره الرب بشيء إضافي كان لازماً له من أجل الحياة الابدية، فتخبرنا مرقس 10: 21 سقوط العديدين " اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ." (مرقس 10: 21) ومن ثم، قدم الرب مبدأ الإخلاص التام غير المتحفظ كشرط أساسي للحصول على جائزة الحياة الأبدية التي كان يبحث عنها هذا الشاب. وبرؤية العائق العظيم الذي كان موجوداً في حياته، طلب منه الرب أن يتخلى عن ممتلكاته الأرضية وعن نمط الحياة الذي اعتاد عليه وأن يحمل صليبه ويتبعه، أوبمعنى آخر، فقد علمه أن يكرس حياته في خدمة الرب والحقيقة والأخوة، وأن يقوم بذلك في حقاً بدون أي ضغط، بل بفرح وبإرادته. وفعلاً، هذا هو ما يطلبه من هؤلاء الذين يتبعونه:: أن يضعوا كل شيء على مذبح الله العظيم!!! على الرغم من أنه شيء مبرر أن ينشغل المؤمن بتغطية احتياجات الحياة اليومية، إلا أنه من اللازم أن يتناسق قلبه ورغبته بحيث يكون في قلبه أولاً وقبل كل شيء هو الرب وعمله. تحدث الرب أيضاً عن العوائق التي تتسبب في فشل الكثيرين في أن يضعوا أنفسهم في خدمته بشكل كامل، فكما قال: " فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:«مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!» فَتَحَيَّرَ التَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ:«يَا بَنِيَّ، مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ»" (مرقس 10: 23- 25) كان التلاميذ متعجبون، فبالنسبة لعقل مثل الذي كان لهم قبل يوم الخمسين، كانت تبدو المصطلحات مثل ضبط النفس والإخلاص قاسية ومن المستحيل تقريباً الحصول عليها، ولهذا السبب سألوه: "«فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ:«عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ، لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ»." (مرقس 10: 26- 27) وحقاً، يصير المؤمن المخلص قادراً على إتمام شروط ضبط النفس، ليس بقدرته الخاصة وقراره بل من خلال قوة الله التي تعمل في قلبه وعقله من خلال روحه القدس. وبطرس والذي مع التلاميذ الآخرين، ترك عمله وممتلكاته ومنزله ليتبع الرب، سأله عن نتيجة مثل حياة التضحية هذه، فأسرع الرب بإجابته قائلاً: "«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً، لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ، بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَدًا وَحُقُولاً، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ" (مرقس 10: 29- 30) والفكرة هي أن شعب الله سيستقبلون في النهاية جائزة لا مثيل لها من المجد الروحي وحياة لأجل أمانتهم وحفظهم لأهم شيء أولاً وقبل كل شيء، ومن ثم، فلنطلب " أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ (لنا)" (متى 6: 33) |
||||