06 - 10 - 2015, 03:27 PM | رقم المشاركة : ( 9521 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله: مصدر النعمة
في هذا المقال سننظر إلى النعمة وكيفية نوالها. وسنبدأ من سفر استير ثم نتطرق إلى بعض الشخصيات الأخرى الذين نالوا نعمة. أُخبِرنَا في عدة مواضع في سفر استير أنها وجدت نعمة. وابتداءاً بأول هذه المرات عندما ذهبت أستير إلى المسابقة فنقرأ: من هو مصدر النعمة؟ استير 2: 8- 9 " فَلَمَّا سُمِعَ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ، وَجُمِعَتْ فَتَيَاتٌ كَثِيرَاتٌ إِلَى شُوشَنَ الْقَصْرِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ، أُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ حَارِسِ النِّسَاءِ. وَحَسُنَتِ الْفَتَاةُ فِي عَيْنَيْهِ وَنَالَتْ نِعْمَةً بَيْنَ يَدَيْهِ، فَبَادَرَ بِأَدْهَانِ عِطْرِهَا وَأَنْصِبَتِهَا لِيَعْطِيَهَا إِيَّاهَا مَعَ السَّبْعِ الْفَتَيَاتِ الْمُخْتَارَاتِ لِتُعْطَى لَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَنَقَلَهَا مَعَ فَتَيَاتِهَا إِلَى أَحْسَنِ مَكَانٍ فِي بَيْتِ النِّسَاءِ." والسبب في أن أستير تلقت أدهان عطرها، وسبع خادمات مختارات لها من بيت الملك و " أَحْسَنِ مَكَانٍ فِي بَيْتِ النِّسَاءِ" هو أنها نالت نعمة من الشخص المسؤول اي نعمة هيجاي خَصِيِّ الملك. ولكن استير لم تنل نعمة هيجاي الملك فقط. فاستير 2: 15- 17 تقول لنا: " وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ أَسْتِيرَ ابْنَةِ أَبَيِحَائِلَ عَمِّ مُرْدَخَايَ الَّذِي اتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ ابْنَةً لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ، لَمْ تَطْلُبْ شَيْئًا إِلاَّ مَا قَالَ عَنْهُ هَيْجَايُ خَصِيُّ الْمَلِكِ حَارِسُ النِّسَاءِ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَنَالُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ رَآهَا. وَأُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ إِلَى بَيْتِ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ، هُوَ شَهْرُ طِيبِيتَ، فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِمُلْكِهِ. فَأَحَبَّ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ، وَوَجَدَتْ نِعْمَةً وَإِحْسَانًا قُدَّامَهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الْعَذَارَى، فَوَضَعَ تَاجَ الْمُلْكِ عَلَى رَأْسِهَا وَمَلَّكَهَا مَكَانَ وَشْتِي." والسبب في أن استير صارت ملكة هو لانها كانت " تَنَالُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ رَآهَا" والأهم هو أنها نالت نعمة في عيني الملك نفسه. ولاحقاً، غامرت استير وذهبت إلى الملك بدون دعوة وهو الأمر الذي كان " خِلاَفَ السُّنَّةِ" (استير 4: 16). ومع ذلك فلم تهلك: استير 5: 2 " فَلَمَّا رَأَى الْمَلِكُ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ وَاقِفَةً فِي الدَّارِ نَالَتْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ، فَمَدَّ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ قَضِيبَ الذَّهَبِ الَّذِي بِيَدِهِ، فَدَنَتْ أَسْتِيرُ وَلَمَسَتْ رَأْسَ الْقَضِيبِ." السبب في أن استير لم تهلك هو أنها وجدت نعمة في عيني الملك. وبعيداً عن الفقرات السابقة، يستطيع القاريئ أن يراجع استير 5: 8، 7: 3، 8: 5. سيجد أنه لأن أستير قد وجدت نعمة في عيني الملك فقد: أ) سمح لها بان تنظم وليمة ثانية (أستير 5: 8) ، ب) أجاب سؤالها بخصوص تهديد هامان (أستير 7: 3) و جـ) رد أمر هامان (استير 8: 5). وكما هو واضح من كل ما سبق، لقد كانت استير إنسانة مميزة، وفي الحقيقة كانت مفضلة كثيراً حتى أنها صارت ملكة بسبب النعمة التي وجدتها. وبما ان معظمنا، على ما أعتقد، نحتاج إلى النعمة في حياتنا، سيكون من الممتع جداً أن نبحث عن مصدر نعمة أستير. ومن الواضح، انه إن قدرنا أن نجد هذا المصدر، فنستطيع إذاً أن نتقدم خطوة للامام ونستغلها في استقبال النعمة التي نحتاجها. لكي نجد مصدر النعمة، لا ينبغي لنا أن نخمن أو أن نتبع آراء العالم، بل إنها فقط كلمة الله التي تستطيع أن تكشف لنا هذا المصدر وكيف نستطيع أن ننتفع به. ومن ثم فلكي نجد الجواب الصحيح بخصوص مصدر النعمة سنذهب إلى مزمور 84: 11. حيث نقرأ: آخرين ممن نالوا النعمة مزمور 84: 11 " لأَنَّ الرَّبَّ، اللهَ، شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْدًا. لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ." وفقاً للآية السابقة فمصدر الرحمة أو النعمة ليس الجمال، أو التعليم الجيد أو الوسيط البشري وإنما هو الرب. إنه هو من يعطي النعمة. فالآيات المعطاة سابقاً عن أستير تخبرنا أن أستير بالفعل نالت نعمة. والآيات الحالية من المزامير تخبرنا عن الذي أعطاها إياها. هذا الشخص ليس إلا الرب، مصدر النعمة. وبعيداً عن استير، هناك ايضاً بعض الناس الآخرين الذين قال عنهم الكتاب المقدس أنهم نالوا نعمة. واحداً من هؤلاء كان يوسف ابن يعقوب الذي سجن في مصر، ومع ذلك انظر ماذا حدث له بسبب النعمة التي أعطاها له الرب: النتيجة سفر التكوين 39: 21- 23 " وَلكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا، وَجَعَلَ نِعْمَةً لَهُ فِي عَيْنَيْ رَئِيسِ بَيْتِ السِّجْنِ. فَدَفَعَ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ إِلَى يَدِ يُوسُفَ جَمِيعَ الأَسْرَى الَّذِينَ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. وَكُلُّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ هُنَاكَ كَانَ هُوَ الْعَامِلَ. وَلَمْ يَكُنْ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ يَنْظُرُ شَيْئًا الْبَتَّةَ مِمَّا فِي يَدِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَمَهْمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ." كان ليوسف نعمة كبيرة في عيني رئيس بيت السجن، والذي دفع إليه جميع الأسرى الذين كانوا في السجن!! ولكن كيف وجد هذه النعمة؟ وجدها لأن الرب الذي يعطي النعم، قد أعطاه إياها. وتسجيل آخر فيما يخص النعمة ومصدرها، موجود في كتاب سفر الخروج. هناك نتعلم أنه عندما كان بني إسرائيل خارجين من مصر، أعطاهم المصريون " أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا" (سفر الخروج 11: 2، 3: 21) أي هدايا قيمة للغاية. لماذا؟ سفر الخروج 3: 21 تجيبنا عن هذا: سفر الخروج 3: 21- 22 " وأُعْطِي [الرب] نِعْمَةً لِهذَا الشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ". والسبب الذي جعل المصريين يعطون بني إسرائيل هذه الهدايا هو لأنهم وجدوا نعمة في عيني المصريين. كيف وجدوها؟ الجواب بسيط: وهو أن الرب، مصدر النعم هو من أعطاهم إياها. و أخيراً، عندما نتعلم أن دانيال في دانيال 1 قرر أن لا ينجس نفسه بالطعام الذي أكله الملك وبالخمر الذي شربه، " وَأَعْطَى اللهُ دَانِيآلَ نِعْمَةً وَرَحْمَةً عِنْدَ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ." (دانيال 1: 9) فكسر بذلك وصايا الملك ولكن الملك بعد ذلك أعطى لدانيال واثنين من أصدقاءه الطعام الذي يتوافق مع ناموس موسى. مما سبق، يجب أن يكون قد اتضح أن النعمة لها مصدر يزودها، وأن هذا المصدر ليس إلا الله. ومن ثم، لقد كان الله، مصدر النعمة، هو من جعل أستير تحصل على أدهان عطرها وهو من أعطاها افضل مكان بالقصر في بيت النساء، وهو أيضاً من أعطاها نعمة في عيني كل من يراها والذي جعلها زوجة الملك أي الملكة، وهو الذي أنقذها من الموت عندما دخلت على الملك بدون دعوة منه والذي منحها هي ومردخاي وكل اليهود ذلك الخلاص العظيم. وبالمثل لقد كان الله مصدر النعمة هو من جعل يوسف ودانيال أن يجدوا نعمة تحت ظروف صعبة للغاية وهو أيضاً من جعل بني إسرائيل يجدوا نعمة في عيني المصريين، برغم من أنهم كانوا راحلين عن أراضيهم. ولنلخص إذاً، فلكي نجد النعمة علينا أن نذهب إلى الله الذي يمدنا بها. كما في عبرانيين 4: 14- 16 إذ تقول: عبرانيين 4: 16 " فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ [ أي عرش الله] لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً [ باليونانية "شاريس" والتي تعني نعمة1] وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ." وبمعنى آخر، فدعونا نتقدم بجرأة لله وبالتأكيد سنجد النعمة كما نحتاجها. |
||||
06 - 10 - 2015, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 9522 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أُقيم من الأموات!
يسجل سفر أعمال الرسل وعظة للرسول بطرس يوم الخماسين، بعد قليل من حلول الروح القدس عليهم وبدء ما حدث بعد ذلك من تكلمهم بألسنة. سنقرأ بدءاً من الآية رقم 22: 2. براهين القيامة أعمال الرسل 2: 22- 24 ""أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ. هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ." لم يكن جماهير بطرس أجانب. بل على النقيض، لقد كانوا أناساً تعودوا العيش هناك وعلموا العجائب والآيات التي صنعها الله بيد يسوع المسيح. ومع ذلك، فعلى الرغم من القوات العظيمة التي صنعها، إلا أنهم صلبوه. ولكن هذه لم تكن نهاية القصة، فبعد ثلاثة أيام فقط من الصَلْب، حدث شيء آخر، شيء غَيَّر العالم كله تماماً. ما هذا الذي حدث؟ ما حدث هو القيامة. حقاً، أُقيم يسوع مرة أخرى من الأموات بعد ثلاث أيام وثلاث ليال في القبر! تقول لنا لوقا 24: 1- 7: لوقا 24: 1-7 " ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، أَوَّلَ الْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَنِ الْقَبْرِ، فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ. وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذلِكَ، إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ. وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ:"لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ"." قام يسوع المسيح من الأموات، تماماً كما وعد تلاميذه، وتماماً كما وعد الله في نصوص العهد القديم. وأحد هذه النبؤات بخصوص قيامة يسوع مُقتبسة في نفس الوعظة التي كانت للرسول بطرس: أعمال الرسل 2: 25- 31 " لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. لِذلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا. عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ. أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ. فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا. فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ، سَكَبَ هذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ." منذ سنوات كثيرة مضت، وعد الله من خلال داوود بأن يسوع المسيح لن يموت ولن يرى جسده فساداً. هذا الوعد تحقق يوم القيامة. فيسوع المسيح هو الوحيد الذي بالرغم من موته، أقيم وهو الآن حي إلى الأبد1. وليس هذا فقط: فسيأتي يوماً ما مرة أخرى، وسيحيى كل من آمن به وبقيامته إلى الأبد. كما تقول لنا كورنثوس الأولى 15: 20- 23 : كورنثوس الأولى 15: 20- 23 " وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ." وبعيداً عن إثبات قيامة يسوع بأدلة من نصوص العهد القديم، فقد قال بطرس الرسول أيضاً أن يسوع المسيح هو من أخذ موعد الروح القدس من الآب وسكبه. فيتضح من هذا إذاً، أنه إن لم يكن يسوع المسيح قد قام من الأموات، ما كان قد أخذ موعد الروح القدس وسكبه ومن ثم لا التلاميذ ولا اي أحد آخر كان من الممكن أن يأخذه ويشهد له. وبالنظر إلى الموضوع من ناحية أخرى، فحقيقة أننا لدينا الروح القدس يرجع إلى قيامة يسوع من الأموات وسكبه الروح القدس، وهو دليل على القيامة. حقيقة، كم حدث تعرفه يستطيع أن يقدم مثل هذا الدليل الحي على وجوده؟ أنا شخصياً لا أعرف. فوجود الأحداث التي حدثت في الماضي دائماً ما يُشهَد لها في التاريخ فقط. وللقيامة أيضاً شهودها التاريخيين وهم الناس الذين رأوا المسيح المقام والذين سُجِلت شهادتهم في الكتاب المقدس. ومع ذلك، فالأمر يذهب إلى أبعد من ذلك. فهذا الحدث له أيضاً شاهد حي: إنه الروح القدس الذي يسكن فيك. قال بطرس بشكل خاص في سفر أعمال الرسل 5: 32 : أعمال الرسل 5: 30، 32 " إِلهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ......... وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهذِهِ الأُمُورِ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا، الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ" أنظروا "واو العطف" هناك. فالتلاميذ وغيرهم ممن رأوا يسوع المقام، ليسوا فقط الشهود الوحيدين على القيامة. وبعيداً عن هؤلاء، فهناك أيضاً شاهداً آخر. وهو الروح القدس الذي يعطيه الآب لكل من يؤمن بالرب يسوع وبالقيامة، والذي يمكن أيضاً أن يُرَى من خلال التسع طرق المذكورة في كورنثوس الأولى 12: 8- 10. صحيح، ففي كل مرة تستثمر فيها هذه الروح، تعرف فيها أن المسيح أُقيم من الأموات. لأنه إن لم يكن قد أقيم من الأموات، ما كان من الممكن أن يكون لديك الروح القدس، ومن ثم، ما كنت لتستطيع أن تستثمره. هل لدينا إذاً دليلاً حياً على القيامة؟ أجل: إنه الروح القدس والأدلة المُصاحبة له. بالرغم من تركيزنا فيما سبق على حقيقة أن وجود الروح القدس وتجليه هي أدلة حية على القيامة، إلا أن هذا لا يعني عدم أهمية شهود العيان. ولرؤية بعض الاشياء التي يقولها الكتاب المقدس فيما يخص هذا النوع من الأدلة، دعونا نذهب إلى سفر أعمال الرسل 13. حيث كان بولس الرسول يكرز في كنيسة بأنطاكية، وهي مدينة بآسيا الصغرى. فنقرأ بدءاً من الآية 27: 3. القيامة: قمنا مع يسوع! أعمال الرسل 13: 27- 31 " لأَنَّ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا هذَا. وَأَقْوَالُ الأَنْبِيَاءِ الَّتِي تُقْرَأُ كُلَّ سَبْتٍ تَمَّمُوهَا، إِذْ حَكَمُوا عَلَيْهِ. وَمَعْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا عِلَّةً وَاحِدَةً لِلْمَوْتِ طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يُقْتَلَ. وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ، أَنْزَلُوهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَوَضَعُوهُ فِي قَبْرٍ. وَلكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. وَظَهَرَ أَيَّامًا كَثِيرَةً لِلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، الَّذِينَ هُمْ شُهُودُهُ عِنْدَ الشَّعْبِ." أقام الله المسيح من الأموات، ووضع الكهنة والفريسيين الحراس ليحرسوا القبر، وختموه أيضاً. ولكن كل هذا ذهب هباءً. لأن المسيح أقيم من الأموات، و "ظَهَرَ أَيَّامًا كَثِيرَةً لِلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ". أود هنا أن أشير إلى كلمة "كثيرة" المستخدمة في هذه الفقرة، والتي، كما نعلم، تدل دائماً على الكثرة. وفي حالتنا هذه تدل على كثرة الأيام التي ظهر فيها المسيح المقام. وهذا هو أول دليل على كثرة الأدلة فيما يخص القيامة وهي أن المسيح المقام ظهر أياماً كثيرة، ماحياً بذلك كل الشكوك التي تخص قيامته. ومع ذلك، فليس هذا هو الدليل الوحيد الموجود لدينا. فتقول لنا الثلاث آيات الأولى من سفر أعمال الرسل: أعمال الرسل 1: 1- 3 " اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ، عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ، بَعْدَ مَا أَوْصَى بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الرُّسُلَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ. اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ." قدم يسوع المسيح نفسه ببراهين كثيرة. ولكي نفهم معنى البرهان، دعونا نقل أني ارتكبت جرماً وقبضت علي الشرطة متلبساً. فسيكون هذا في المحكمة برهاناً. لا يمكن نقضه حتى وإن استأجرت شهود زور، ليقولوا بعض الأكاذيب، فشهادتهم لن تثبت لأنها ستبطل بالبرهان. حسناً، فحدث قيامة يسوع المسيح مبني على براهين اي على أدلة لا يمكن نقضها. وفي الحقيقة، ليس على دليل أو دليلين وإنما على الكثير، أي على التعدد!! وكما يتضح مما سبق، فالقيامة لم تكن حدثاً سرياً، لدينا بخصوصها بعض المعلومات المشكوك فيها وفقط. بل على النقيض، فكما قال بطرس في أعمال الرسل 10: 39- 41: أعمال الرسل 10: 39- 41 " وَنَحْنُ شُهُودٌ بِكُلِّ مَا فَعَلَ [يسوع] فِي كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي أُورُشَلِيمَ. الَّذِي أَيْضًا قَتَلُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِرًا، لَيْسَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ، بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ اللهُ فَانْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. " الله أظهر يسوع بكل وضوح، فلم تكن القيامة حدثاً سرياً. بل على العكس، أكد الله بشكل واضح غير قابل للجدل، من خلال ظهور يسوع المتكرر، أن ابنه كان حياً. ومع أننا قد رأينا حتى الآن أن يسوع ظهر لأياماً كثيرة، وبالكثير من البراهين، إلا أننا لم نعرف بعد لكم واحد ظهر أي كم هم شهود العيان على قيامته. ولإجابة هذا السؤال، دعونا نذهب إلى كورنثوس الأولى 15: 3- 82. حيث نقرأ: كورنثوس الأولى 15: 3- 8 " فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا [بطرس] ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ. وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ. وَآخِرَ الْكُلِّ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ظَهَرَ لِي أَنَا." ظهر يسوع في أحد ظهوراته لأكثر من خمسمئة أخ!! إن لم يكن هذا شهود عيان، فما هو إذاً؟ وعودة إلى مثالنا، ففي كثير من الأحيان، يكون شاهد عيان واحد كافياً لإثبات حقيقة حدث ما. وليس لقيامة يسوع المسيح شاهداً واحداً، بل ما يفوق الخمسمئة شخص، بغض النظر عن شهود الظهورات الأخرى. ولتلخيص ذلك إذاً، فقيامة يسوع المسيح لها نوعان من الشهود. الأول هو الروح القدس والشهادة التابعة له. وبعيداً عن ذلك، فهناك أيضاً شهود العياد على القيامة، والذين سجلت شهادتهم في الكتاب المقدس. وكما رأينا فيما سبق أن المسيح المقام ظهر للكثيرين لعدة أيام وبالكثير من البراهين ومن ثم ماحياً كل الشكوك التي تخص قيامته. حقيقة، كم حدث تعرفه يستطيع أن يقدم مثل كل هذه الأدلة، والتي تملك لها، فوق أي شاهد آخر، شهود أحياء ايضاً (الروح القدس)؟ وبعيداً عن القيامة، فأنا لا أعرف أي حدث مثل هذا. بعدما عرفنا شهود القيامة وحقيقة أن بسببها قد صار الروح القدس متاحاً، فدعونا نمضي قدماً لنرى المزيد من آثارها. ولكي نبدأ سنذهب إلى أعمال الرسل 3: 26. والفقرة المتعلقة بالموضوع هي عن وعظة للرسول بطرس قيلت لليهود. 4. الخلاصة أعمال الرسل 3: 26 " إِلَيْكُمْ أَوَّلاً، إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ، أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ"." أقام الله يسوع المسيح وأرسله ليباركنا. فقط البركات هي ما يستطيع الإنسان الحصول عليها منه. ومع ذلك، فبدون القيامة ما كان من الممكن أن يحدث هذا. وليس هذا فقط، فكما توضح كورنثوس الأولى 15: 17 : كورنثوس الأولى 15: 17 " وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!" قبل أن يؤمن الناس بالرب يسوع وبقيامته، يوصَفون بأنهم " أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا" (أفسس 2: 1). وهذا الوضع يتغير فقط بعد إيمانهم. ومع هذا، فكما توضح الفقرة السابقة، أنه إن لم يكن المسيح قد قام، لكان هذا الإيمان فاسداً وبلا جدوى! وبالإضافة إلى ذلك، لكنا بقينا في خطايانا! ولكن لحسن الحظ، كل هذا كان سيحدث فقط إن لم يكن المسيح قد قام من الأموات. وأنا أقول لحسن الحظ بسبب: كورنثوس الأولى 15: 20 " وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ." قام المسيح من الأموات، ولم نعد في خطايانا بعد الآن، فإيماننا لم يعد بلا جدوى. كما تقول افسس 2: 1، 4- 8 أفسس 2: 1، 4-8 " وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا،...... اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ." يسوع المسيح حي الآن، ولم نعد أمواتاً في خطايانا. فعندما قام المسيح، أقامنا معه. عندما أحياه، أحيانا معه. وعندما جلس في السماويات، أجلسنا معه. واستخدام الفعل الماضي في الفقرة السابقة يُظهِر أن كل هذا من وجهة نظر الله يعتبر كحقائق محققة منذ اليوم الذي أُقام فيه المسيح من الأموات. فيتضح أنه إن لم يكن المسيح قد أقيم من الأموات، ما كان من الممكن أن يحدث شيئاً من هذا. وبعد الانتهاء من هذه الدراسة القصيرة، أعتقد أنه ينبغي لنا أن نكون قد عرفنا حقيقة القيامة والأشياء التي لنا بسببها. أنه بسبب القيامة، صار لنا الروح القدس، والذي يعتبر بشهادته وشهود العيان دليلاً على أن يسوع حي. وبسبب القيامة، نعتبر قد قمنا مع المسيح وأُجلِسنا معه في السماويات. بسبب القيامة، صار المسيح فينا (كولوسي 1: 27) ليباركنا. بسبب القيامة، لم يصبح إيماننا فاسداً، ولم نعد نعيش في الخطية. وبسبب القيامة، هؤلاء الذين ماتوا مؤمنين بالمسيح لن يهلكوا بل سيقاموا أيضاً في مجيئه الثاني. هذه فقط بعض الأمور التي صارت لنا بسبب القيامة، ونحث القاريء على دراسة الكتاب المقدس لمعرفة المزيد. ومع هذا فأنا أعتقد أن هذه كافية لإيضاح أهمية هذا الحدث. ليس للمسيحية رئيس ميت نتبع حكمه ونظرياته. بل رئيسها حي، وهو حي إلى الأبد؛ إنه رئيس أثبته الله بإقامته من الأموات (رومية 1: 1، 3- 4، اعمال الرسل 17: 29- 31) والذي سيأتي مرة أخرى في يوم ما ليأخذ هؤلاء الذي ينتظرونه، ومنهم نحن أيضاً! |
||||
06 - 10 - 2015, 03:33 PM | رقم المشاركة : ( 9523 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعض صفات يسوع المسيح إن محور الكتاب المقدس بدون أي شك، هو يسوع المسيح. ومن ثم، فمن المهم كثيراً أن ننظر إلى كلمة الله ونرى بعض الأشياء التي يقول لنا عنها هذا الكتاب أنها من صفات يسوع. أنا أقول "بعض"، لأنه من المستحيل أن نختبر كل صفات يسوع في مقال كهذا. ومع ذلك، فأنا أتمنى أن تساعدنا الأشياء التي سندرسها اليوم على تقدير قيمة يسوع المسيح وأهميته بالنسبة لنا بشكل أفضل. 1. يسوع المسيح: ابن الله لكي نبدأ دراستنا في صفات يسوع المسيح، سنذهب إلى يوحنا : 10: 35- 36. فهناك، قال يسوع في أثناء حوار له مع اليهود: يوحنا 10: 35- 36 " إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟" وكما يتضح لنا من هذه الفقرة، فيسوع قد قال أنه ابن الله أي أن الله ابوه. إذاً، فأول ما نرى من صفات يسوع، أنه ابن الله. وحقيقة أن يسوع المسيح هو حقاً ابن الله شوهدت كذلك من قِبَل العديدين في الكتاب المقدس. فعلى سبيل المثال إذاً، عندما أعلن الملاك لمريم العذراء أنها ستكون أم يسوع، أخبرها أيضاً أن يسوع سيدعى ابن الله. فحقاً تقول لنا لوقا 1: 35 لوقا 1: 35 " فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها [للعذراء] : "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ." وبالإضافة إلى ذلك، أعلنه الله ابناً له مرتين على مرأى من الناس، مرة في معمودية يسوع (متى 3: 16- 17) ومرة على جبل التجلي (متى 17: 5). وحقاً تقول لنا الآيات المتعلقة بهذا الأمر: متى 3: 16- 17 " فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:" هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ"." وكذلك تقول لنا متى 17: 5 " وَفِيمَا هُوَ [بطرس- أنظر متى 17: 1- 4 لمعرفة السياق] يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:"هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُو"." وبالإضافة إلى كل ذلك، فدليل آخر على أن يسوع بالفعل هو ابن الله، هو حقيقة أن الله أقامه من الأموات. فحقاً تخبرنا رومية 1 عن هذا فتقول: رومية 1: 1، 3- 4 " بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْمَدْعُوُّ رَسُولاً، الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ،..... عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ، وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ." ونستطيع أن نضيف إلى ما سبق عدة تسجيلات أخرى تعلن أن يسوع هو ابن الله1. إذاً فأول ما نرى من صفات يسوع هي أنه ابن الله. 2. يسوع المسيح: مخلص العالم بعدما رأينا أن يسوع المسيح هو ابن الله، فلنمضي قدماً لنرى بعض صفات يسوع الأخرى. ولكي نبدأ، سنذهب لرسالة يوحنا الأولى 4: 14 حيث نقرأ: يوحنا الأولى 4: 14 " وَنَحْنُ قَدْ نَظَرْنَا وَنَشْهَدُ أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَ الابْنَ مُخَلِّصًا لِلْعَالَمِ." وقال يسوع أيضاً في يوحنا 12: 47 " وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ." يتطلب الخلاص مخلصاً، فهو يحتاج إلى من يجعله متاحاً. وكما توضح الفقرة السابقة، فهذا المخلص هو الرب يسوع المسيح. وحقاً تقول لنا رومية 10: 9 رومية 10: 9 " لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ." بالإضافة إلى ذلك، تخبرنا أعمال الرسل 4: 12 عن يسوع فتقول: " وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ." يستحيل الخلاص بدون يسوع المسيح ولا يمكن الحصول عليه بأي طريقة أخرى غير الإعتراف بأنه الرب والإيمان بأن الله أقامه من الأموات. إذاً فالصفة الثانية التي نراها من صفات يسوع هي أنه المخلص الذي ليس بأحد غيره الخلاص. 3. يسوع المسيح: الرب بعيداً عن كونه ابن الله والمخلص، فاللقب الآخر الذي استخدم ليسوع المسيح هو لقب الرب. أما بالنسبة لكلمة "الرب"، فهي ترجمة للكلمة اليونانية "كوريوس" (kurios) والتي تعني الرئيس أو شخص في موضع سلطة2. وكون يسوع المسيح بالفعل في موضع سلطة يظهر في حقيقة أنه دعي بـ "الرب يسوع المسيح" 82 مرة في الكتاب المقدس. وبعيداً عن هذا، فهناك العديد من النصوص في الكتاب المقدس تشير إلى ربوبيته وسلطانه مثل فيليبي 2: 9- 11 حيث نقرأ: فيليبي 2: 9- 11 " لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ [يسوع] اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." وأيضاً تقول لنا كورنثوس الأولى 15: 24- 28 " وَبَعْدَ ذلِكَ النِّهَايَةُ، مَتَى سَلَّمَ [يسوع] الْمُلْكَ ِللهِ الآبِ، مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ. لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ. لأَنَّهُ [الله] أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ [يسوع]. وَلكِنْ حِينَمَا يَقُولُ :"إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُخْضِعَ" فَوَاضِحٌ أَنَّهُ [الله] غَيْرُ الَّذِي أَخْضَعَ لَهُ [يسوع] الْكُلَّ. وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ [يسوع] الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ." كما توضح الفقرة السابقة، قد أُخضِع أو سيُخضَع كل شيء تحت قدمي يسوع. الاستثناء الوحيد هو الله الذي " أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ " والذي له أيضا،ً يسوع نفسه سيخضع. وبعيداً عن الله، كل شيء أو كل شخص آخر صار أو سيصير تحت إخضاع يسوع حتى " يَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." 4. يسوع المسيح: رأس الكنيسة يسوع المسيح ليس هو فقط الرئيس، الرب، ولكنه أيضاً الرأس، رئيس جسد المؤمنين به، أي رأس "الكنيسة". حقاً كما تقول لنا كولوسي 1: 18 كولوسي 1: 18 " وَهُوَ [يسوع المسيح] رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ." وأيضاً تقول لنا أفسس 4: 15- 16 " بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ، الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ [الكنيسة] مُرَكَّبًا مَعًا، وَمُقْتَرِنًا بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِل، حَسَبَ عَمَل، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ." كما توضح الفقرة السابقة، فالكنيسة ليست فقط مبنى وإنما هي جسد مكون من كل واحد منا قد اعترف بفمه بالرب، الرئيس، يسوع وآمن في قلبه بأن الله اقامه من الأموات. وكما تقول كورنثوس الأولى 12 عن هذا الجسد وأعضائه. كورنثوس الأولى 12: 12، 14، 18، 27 " لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا...... فَإِنَّ الْجَسَدَ أَيْضًا لَيْسَ عُضْوًا وَاحِدًا بَلْ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ........ وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الأَعْضَاءَ، كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي الْجَسَدِ، كَمَا أَرَادَ......... وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا. " وتضيف أيضاً كورنثوس الأولى 11: 3 " وَلكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُل هُوَ الْمَسِيحُ، وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ، وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ." كل واحد فينا هو عضو في جسد المسيح والمسيح ربه. فنحن جميعاً نُكَوِّن جسد المسيح، الذي هو الكنيسة، التي يكون رأسها المسيح والذي بدوره يكون رأسه الله (كورنثوس الأولى 11: 3). وكما يحدث الآن في الجسد الواقعي، فالرأس هو الجزء الذي يصنع القرارات وهو المسؤول عن كل شيء يقوم به الجسد، كذلك أيضاً المسيح في الكنيسة: هو (وحده) المسؤول عن كيفية عمل الجسد ككل، وعمل كل واحد منا، كأعضاء. هو رأس الكنيسة، ونحن أعضائه، والله هو من وضعنا في الكنيسة حسب مشيئته. وكما أن يدي تطيع رأسي كذلك نحن أيضاً، كأعضاء في الكنيسة، علينا أن نطيع رأس الكنيسة، الذي هو المسيح. إنه هو من يملك موقع الرأس في الكنيسة. والعمل الصحيح لكل الأعضاء الآخرين ضروري من أجل العمل المنظم للجسد كذلك. 5. يسوع المسيح: الطريق الوحيد لله برغم من أننا قد رأينا حتى الآن العديد من صفات يسوع إلا أن القائمة لا تتوقف عند هذا الحد. ففي الحقيقة تقول لنا يوحنا 14: 6 يوحنا 14: 6 " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة. وكما قال، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا به أي أنه هو الطريق الوحيد لله. وبوضوح، فهذا يعني أنها خاطئة تماماً تلك النظرة التي ترى أن كل الأديان المتعددة هي ببساطة طرق مختلفة تؤدي في النهاية إلى الإله الواحد الصحيح. وحقيقة، فوفقاً لما قرأناه بالضبط، فهناك طريق واحد لله، وهو الرب يسوع المسيح. وبدونه لا يقدر أحد أن يذهب إليه. 6. يسوع المسيح: الوسيط الوحيد بين الله والناس بعيداً عن الطريق الوحيد لله، فيسوع المسيح هو أيضاً الوسيط الوحيد بين الله والناس. حقيقة، تقول لنا تيموثاوس الأولى 2: 5 تيموثاوس الأولى 2: 5 " لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،" وكما يتضح من هذه الفقرة، فكما أن نظرة "الطرق المتعددة لله" خاطئة من وجهة نظر الكتاب المقدس، كذلك أيضاً تلك النظرة3 التي تعتقد في وجود "وسطاء عدة بين الله والناس". وحقاً كما توضح الفقرة السابقة، فهناك وسيط واحد ووحيد بين الناس والله، وهو الإنسان يسوع المسيح. وحده هو الذي عينه الله ليتشفع فينا وهو الوحيد المناسب لهذا العمل. 7. يسوع المسيح: خبز الحياة هناك معلومات أكثر عن صفات يسوع معطاة في يوحنا 6: 35 فنقرأ هناك: يوحنا 6: 35 " فَقَالَ لَهُمْ [اليهود] يَسُوعُ:"أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا." ويكرر أيضاً يوحنا 6: 47- 48 " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ." أعطى يسوع المسيح وعداً بأن من يُقبِل إليه لا يجوع ولا يعطش إلى الأبد. قال أنه هو خبز الحياة. يعلم جميعنا كم أن الخبز والماء أساسيين لحياتنا. ومع ذلك فبالرغم من توافرهما إلا أنهما لا يستطيعان أن يعطيانا أكثر من متوسط سبعين أو ثمانين عاماً من الحياة، أما الخبز الذي يُدعَى يسوع المسيح يعطينا حياة أبدية. كيف يكون ذلك؟ لقد رأينا هذا بالفعل: عن طريق الاعتراف بأنه الرب والإيمان بأن الله اقامه من الأموات (رومية 10: 9) 8. يسوع المسيح: نور الحياة بعيداً عن خبز الحياة الذي كما رأينا أنه من صفات يسوع، فهو أيضاً الشخص الذي إن تبعناه، سيكون معنا نور الحياة. تقول لنا بشارة يوحنا: يوحنا 8: 12 " ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً:"أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ"." يوحنا 12: 46 " أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ." وكما أن بقاءنا يتطلب الخبز والماء، كذلك ايضاً سيرنا في الحياة يتطلب نوراً حتى تكون آمنة وحتى نعرف طريقنا. كما قال يسوع بشكل خاص: يوحنا 12: 35 "وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ." عندما نسير في الظلام لا نعلم إلى أين نذهب. ولهذا السبب نحتاج إلى نور. ومع ذلك، فبالرغم من أن الضوء الفيزيائي أو الصناعي كافي لسيرنا على الأرض، إلا أنه لا يكفي لسيرنا في الحياة كما هو واضح، لأن في مثل هذا السير نحتاج إلى نوع آخر من النور، وهو نور الحياة. كيف يمكن أن يكون لنا هذا النور؟ يكون لنا عن طريق اتباع يسوع المسيح. حقيقة، كما تقول لنا الفقرات السابقة أنه إن اتبعنا يسوع، الذي هو الطريق والحق والنور لن نسير في الظلام بل سيكون لنا نور الحياة. 9. يسوع المسيح: الباب لكي نرى صفة أخرى من صفات يسوع المسيح سنذهب إلى يوحنا 10 حيث نقرأ: يوحنا 10: 7- 10 " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ. جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ. أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى. اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." يستخدم يسوع المسيح هنا تشبيهاً ليعطينا معلومات أكثر عنه وعن الذي سيحدث للذين سيتبعونه. يشبه يسوع نفسه في هذا التشبيه بالباب. وبخصوص معنى هذا التشبيه، فجميعنا يعرف أن الباب هو الشيء الذي يدخلنا لمكان مختلف غير المكان الذي كنا فيه. إذاً فعندما تقوم كلمة الله بتشبيه يسوع بالباب فهي تريد أن تخبرنا أنه الشخص الذي إن دخلنا بواسطته سنكون في مكان مختلف عن الذي كنا فيه قبل دخولنا. وإن سأل أحد عن نوع هذا المكان، فالجواب معطى بواسطة يسوع المسيح نفسه إذ قال: " إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى" . وبأخذنا كل من هذه الأمور بالترتيب، فإن دخل أحد من الباب الذي يدعى يسوع المسيح أي إن اعترف بفمه بالرب يسوع وآمن في قلبه بأن الله أقامه من الأموات (رومية 10: 9) سيخلص. بالإضافة إلى ذلك، سيستطيع أن " يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ" أي سيكون حراً والذي سيعني إذن أنه طالما الإنسان باقياً خارج باب يسوع ليست لديه الحرية. وهذا هو الوضع الذي يمكن أن يُرَى من كورنثوس الثانية 4: 3- 4 والتي تقول لنا مشيرة إلى الإنسان الذي لم يخلص: كورنثوس الثانية 4: 3- 4 " وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُومًا، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ، الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ." أتستطيع أن تطلب الحرية وأنت أعمى؟ هل تستطيع أن تدخل وتخرج؟ بالطبع لا. فقط إن دخل الإنسان من باب المسيح، يتحرر حقاً من قيود الشيطان وتصبح له حرية حقيقية. وأخيراً، هناك شيئاً آخر يجده الإنسان عندما يمر من باب يسوع، ألا وهو المرعى. نستطيع أن نفهم أهمية المرعى إن تذكرنا أن يسوع كان يستخدم مثال الخراف. فالمرعى للخراف مثل الطعام للإنسان. إن تخيلنا إذاً كيف يكون الخروف راض عندما يجد المرعى الجيد سنحصل على الصورة التي توضح مدى رضى الإنسان أيضاً الذي يمر عبر باب يسوع المسيح. 10. يسوع المسيح: الراعي الصالح بعيداً عن باب الخراف، فيسوع أيضاً هو الراعي الصالح الذي تحتاجه (نحتاجه) الخراف. حقاً تقول لنا يوحنا 10: 11، 14- 15 يوحنا 10: 11، 14- 15 " أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.... أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي، كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ." ولكي يكون القطيع في مأمن، يحتاج أيضاً أن يكون معه راع صالح يراعاها. وعودة الآن إلينا، فالسؤال هو: هل هناك راع صالح لحياتنا، أي من يرعانا مثلما يرعى الراعى خرافه؟ وكما رأينا فالجواب هو أجل هناك واحداً: وهو الرب يسوع المسيح. حقاً، يسوع المسيح هو الراعي الصالح والذي نحتاج إلى إرشاده ورعايته. كما قال: "الرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ"، وحقاً بذل نفسه عنا" كما تقول لنا4 أفسس 5: 2 أفسس 5: 2 " وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً." اثبت يسوع صلاحه بأن أسلم نفسه عنا. ومع ذلك فهو ليس فقط راع صالح وإنما أيضاً راع قادر، راع نشعر تحت رعايته بالأمن والأمان. وكما تقول لنا يوحنا 10: 27- 29 يوحنا 10: 27- 29 " وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي." لا يقدر أحد أن يخطفنا من يد راعينا، لأن الله هو الذي أعطاه إيانا كخراف، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد الله. إذاً، فمع يسوع المسيح راعينا نستطيع حقاً أن نشعر بالأمن والأمان لأننا تحت حماية الأعظم الذي هو الله. 11. الخلاصة اختبرنا في هذا المقال بعض صفات يسوع المسيح. ومن ثم رأينا أن يسوع المسيح هو: 1. ابن الله 2. مخلص العالم 3. الرب 4. رأس الكنيسة 5. الطريق الوحيد لله 6. الوسيط الوحيد بين الله والناس 7. خبز الحياة 8. نور الحياة 9. الباب 10. الراعي الصالح هذه القائمة ليست متعمقة بأي حال من الأحوال. فهناك بالتأكيد الكثير من الأشياء التي يستطيع أن يجدها الشخص بدراسة الكتاب المقدس. ومع ذلك، فتلك التي رأيناها في هذا المقال كافية،على ما أعتقد، حتى توضح كم هي عظيمة أهمية يسوع المسيح بالنسبة لنا. لعل، كما صلى بولس، "تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ" وأن نعرف محبته " الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ" (أفسس 3: 18- 19) |
||||
06 - 10 - 2015, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 9524 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سجين يطلب الإعدام
سجين يطلب الإعدام تقدم السجين البلجيكي الخطير “فرانك فان دن بليكين” بطلب رسمي إلى السلطات البلجيكية من أجل إنهاء حياته وتنفيذ حكم الموت الرحيم - الإعدام - فيه، تطبيقًا لقانون مساعدة المسجونين على الوفاة الذي صدر في عام 2002 بعد موافقة البرلمان البلجيكي عليه. * كان بليكين قد أُدين في قضايا اغتصاب وقتل في ثمانينيات القرن الماضي، وعلى أساسها تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة للحد من خطورته على المجتمع والسيطرة عليه بقدر الإمكان. لكن بالرغم من مرور سنين طويلة عليه خلف قضبان السجن، مسلوب الإرادة والحرية، إلا إنه كان بالفعل سجين شقي من النوع المشاكس والذي يصعب التحكم فيه. حيث إن مشكلته الأساسية كانت تكمن في ضعفه الشديد أمام نزعاته الجنسية مما جعله يشعر بآلام نفسية بشعة وفراغ رهيب لا يُحتملا. وعلى هذا الأساس تقدَّم بطلبه لإنهاء حياته؛ إذ إنه فقد الأمل في العيش حياة إنسانية شريفة بعيدًا عن القيود الجنسية التي كانت تسيطر عليه وتقيِّده بشدة بقيود أقوى من قيود السجن نفسه. تقدَّم بليكين بطلبه لتنفيذ حكم الموت الرحيم فيه عام 2011 بعد أن أدرك عدم جدوي الحياة؛ إذ إنه لن يُطلق سراحه أبدًا من السجن وما أضاف الأوجاع عليه هو بئر النجاسة والخطية الغارق فيها. * بالفعل، تم اقتياد السجين الخطير لتنفيذ حكم الموت ( المسمى بي ) “الرحيم” فيه بعد ثلات سنوات (عام2014) بواسطة الأطباء في مستشفى خاص للسجناء. صديقي.. صديقتي.. تألمت جدًا عندما قرأت هذه القصة المأساوية التي أوصلت صاحبها بأن يطلب الموت لنفسه وبصور رسمية من الحكومة. تذكرت قول الرب يسوع عن الشيطان: «اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا10:10). تأملت الفارق الرهيب ما بين إنسان أعطى حياته لإبليس للدرجة التي يطلب فيه الموت لنفسه، وآخر وجد الحياة الفضلى من خلال شخص المسيح، وذلك في نقاط قليلة أريد أن أشاركها معك: -1- خطأ كل البشرية لا اعتقد أن أحد منا يستطيع أن يشير بإصبع الإدانة أو الاتهام إلى بليكين كشخص سقط في بئر الشر والخطية من دون أن يشير إلى نفسه أنه أول الخطاة، مثل بولس الذي صرخ عندما أدرك حقيقة نفسه أمام نعمة وخلاص المسيح قائلاً: «الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا» (1تيموثاوس1: 15). وهذا ما يؤكده ويوضحه الكتاب المقدس بطوله وعرضه عن سقوط كل البشر في الشر والخطية والنجاسة إذ «الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ» (رومية3: 12). لذا صدر التقرير الإلهي عن القلب والفكر البشري «كُلُّ الرَّأْسِ مَرِيضٌ، وَكُلُّ الْقَلْبِ سَقِيمٌ. مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ» (إشعياء1: 6،5). فهذا ما أدركه أيضًا أبينا داود قائلاً «هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي» (مزمور51: 5). وأقرَّه النبي إشعياء في نبوته : «وَمِنَ الْبَطْنِ سُمِّيتَ عَاصِيًا.»، ثم أضاف لاحقًا : « كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، » (إشعياء48: 8؛ 53: 6). -2- إبليس وقيود العبودية كانت مشكلة بليكين الأساسية ليست في السجن مدى الحياة وقيود الحرية لحياته الشخصية، لكنها كانت تكمن في ضعفة وعجزه أمام قيود الشهوة والخطية التي طرحت به أصلاً خلف القضبان، وهذا ما يؤكِّده حكيم الحكماء سليمان في أمثاله : «الشِّرِّيرُ تَأْخُذُهُ آثَامُهُ وَبِحِبَالِ خَطِيَّتِهِ يُمْسَكُ» (أمثال5: 22)، وبالأخص الخطايا الجنسية منها : «لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ» (أمثال7: 26). هذه هي أكبر حيلة يخدع بها إبليس فرائسه إذ يقيدهم بقيود العبودية حتى ينطبق عليهم قول الرب يسوع نفسه : «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ» (يوحنا8: 34). ووصف قائلاً : «ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ» (يوحنا8: 44). تلك الصورة بعينها نراها واضحة جدًا في مجنون كورة الجدريين “لاجئون” الذي كان قد «رُبِطَ بِسَلاَسِل وَقُيُودٍ مَحْرُوسًا، وَكَانَ يَقْطَعُ الرُّبُطَ وَيُسَاقُ مِنَ الشَّيْطَانِ» (لوقا8: 29). -3- المسيح والحرية الحقيقية كان الحل الأنسب للسلطات البلجيكية هو الرضوخ لطلب بليكين بالموت الرحيم، بعد صراع لمدة 3 سنوات تطبيقًا للقانون؛ ومنها نستنتج عجز الإنسان عن إصلاح وتهذيب الإنسان، بالرغم من القوانين الصارمة، وحتى ولو بالسجن سنين هذا عددها. أما الرب يسوع المسيح المخلِّص الأعظم والأوحد جاء لعالمنا هذا : و«جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ» (أعمال10: 38). لقد لخَّص رسالته قائلاً: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ» (لوقا4: 18). فهو الذي جاء ليعطي الحياة لمن فقد الرجاء وأي أمل فيها، فهو الذي أعلن : «وَأما أنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا10:10)، مؤكِّدًا أن هذه الحياة الفضلى ستكون مملؤة بالفرح، السلام، الحرية «فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا» (يوحنا8: 36). فهو : «يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ» (عبرانين7: 25). عزيزي.. عزيزتي.. قد تكون مربوطًا بقيود الشهوة والنجاسة ولا تجد أي رجاء. لعلك حاولت طرقًا كثيرة للشفاء، لكنها أضافت الألم ولم يعُد ينفع أي دواء، لكن الرب يسوع نفسه يبحث عنك؛ فهو القادر أن يشفي من كل داء، إنه أقرب من الأهل والأصدقاء. فهل تُقبل إليه وتتجاوب مع أرق نداء؟ * * * أشكرك أحبك كثيراً... الرب يسوع يحبك ... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين |
||||
06 - 10 - 2015, 03:38 PM | رقم المشاركة : ( 9525 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ بقلم الأب القمص أفرايم الانبا بيشوى + نحن رائحة المسيح الذكية { لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ لِلَّهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ} (2كو 2 : 15). وكلما كان لنا شركة مع المسيح وصلة دائمة وشبع بكلامه المحيي يظهر ذلك في كلامنا وسلوكنا وحياتنا ويحيا السيد المسيح فينا (غل 2 : 20). فالسيد المسيح غير منظور بالعين المجردة تظهر رائحته في المؤمنين باقوالهم وأعمالهم. ويجب أن نصلى ونعمل ليكون كل منا سبب بركة وحياة لمن حوله. هناك من يقبل كلامنا يتأثر بكرازتنا وسلوكنا ويؤمن ويخلص كما هناك من يرفض هذه المحبة ولا يؤمن فتكون دينونة عليه ويهلك. قبول كلمة الإيمان يتوقف على الناس، فكلمة الله لا تلزم بل هي تحث وتدفع للتفكير والإيمان. رائحة المسيح الذكية فينا يشتمها البعض فيتوب فتكون لهم رائحة حياة لحياة وتكون رائحة موت لمن لا يؤمن أو يقاوم الإيمان، كالشمس تخرج بنورها نباتات لها رائحة جميلة وتخرج من كوم النفايات رائحة كريهة. وهذا ما قيل عن المسيح شمس البر أنه وضع لسقوط وقيام كثيرين (لو 2 : 34). بينما أتى الرب يسوع المسيح لخلاص الناس جميعاً. هكذا كلمة الكرازة من يقبلها ويعمل بها يتحرر من الخطية بسلطانها فتكون له حياة، ومن لا يقبل كلمة الله ستكون كلمة الله دينونة له (يو 12 : 48). + أن البخور العطري يقدم في الكنيسة وهو يرمز إلى رائحة المسيح الذكية وللصلوات المقدسة المرفوعة لله فمثل قارورة الطيب الناردين الخالص كثير الثمن الذى تفوح رائحتها هكذا مات المسيح على خشبة الصليب وجرى منه دم وماء لكي يطهرنا من كل خطية ونغتسل من أثامنا، وأنتشرت من صليبه وإنجيله رائحة الخلاص في العالم كله. وعلينا أن نحيا كما يليق بانجيل المسيح وننقل ونكرز ببشري الخلاص ونخبر بكم صنع الرب معنا ورحمنا. وفي سبيل ذلك نحتمل الأتعاب ونحمل صليبنا بشكر وكما ان العطر يستخلص من الورود بالضغط والتعرض للألم، وزيت الزيتون ينتج من العصر وكما ينقى الذهب بالنار هكذا المؤمن كلما تعرض للتجارب والضيقات وحمل الصليب فان رائحة المسيح الطيبة منه تفوح ويظهر صبره وقوة تحمله كما الشهداء والمعترفين. + نحن مخلوقين لأعمال حسنة خلقها الله لنسلك فيها ليضيء بها نورنا قدام الناس لكي يروا أعمالنا الحسنة ويمجدوا أبانا الذي في السموات. فلنسير زمان غربتنا بخوف في محبة الله ونكون بسلوكنا وأعمالنا وتصرفاتنا رائحة المسيح الذكية.أن المؤمنين هو رائحة المسيح الذكية بنقاوة سيرتهم وقلوبهم وبكلامهم الطيب فهم الصورة الحلوة لمسيحهم القدوس. يقدموا الأبتسامة الصادقة للجميع والكلمة المشجعة والمحبة الصادقة ويجولوا يصنعوا خير كرسل سلام يتبعوا السلام مع الجميع ويحبوا الجميع محبة صادقة { وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً }(اف 5 : 2). تمتد محبة المسيحي حتى لمحبة الأعداء لكي نكون ابناء لابينا السماوى { أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.} (مت 44:5-45). أن وداعة الشهداء وشجاعتهم في مواجهة الآلام والموت كانت ومازالت باعث لنشر الإيمان كما ان وداعة وتواضع ومحبة المؤمنين تجعلهم رائحة المسيح الذكية كانوار تضئ في برية هذا العالم { شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ }(2كو2 : 14) + عندما سألوا السيد المسيح عن جواز اعطاء الجزية لقيصر أم لا؟ فقال { أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّه} (مر 12 : 17). وعلينا أن نستخدم المال والاشياء التى في العالم لمجد الله أما نحن كصورة الله خلقنا على صورته ومثاله ويجب أن نكون لله, نحن رائحة المسيح لله والبخور يجب أن يستخدم في الكنيسة بقلب طاهر فقط في الصلوات التى تقام لله ونحن اشترانا المسيح بدمه، فنحن ملك الله. فمجدوا الله في أرواحكم وأجسادكم التي هي لله. نحن رائحة المسيح الذكية مادمنا في المسيح والمسيح فينا هو يعطينا النور ويبث فينا الحكمة والنعمة والقوة ما دمنا متصلين بالتيار الإلهي فتشرق فينا شمس البر والشفاء في أجنحتها. فلنشكر الله لانه جعلنا رائحة الذكية تفوح من حولنا ونصلى لتكون لهم رائحة حياة وخلاص وبركة، أمين |
||||
06 - 10 - 2015, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 9526 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
{ أَنْتُمْ أَحِبَّائِي } بقلم الأب القمص أفرايم الانبا بيشوى + كل إنسان يريد أن يكون محبوب ومحب، ولن نجد محبة مثل محبة الله لنا. فمحبة الله غير محدودة وغير مشروطة وليس شئ يحد عمق محبته للبشر. محبة الله تتجلى لنا من خلال تجسد أبنه الوحيد يسوع المسيح ربنا وتنسكب علينا بالروح القدس. { بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ} (1يو4:9). خلال تجسد الأبن الكلمة والفداء أعلن لنا الله محبته الغافرة والمحرره { لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَم}( يو 3: 16-17(. ونحن بعد خطاه وأشرار مات المسيح عنا وقام من أجل تبريرنا {لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ.وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ! لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِه} (رو5: 6- 10). + من محبة الله لنا أنه جعلنا أبناء وبنات له بالإيمان وبسر العماد المقدس نولد من فوق، من الماء والروح { اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ الله) { 1يو ٣ :١-٢).{ لأَنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ }(غل 3 : 26). أن المؤمن الذى يحب الله لا تستطيع قوة أن تفصله عن محبة الله التى فى المسيح يسوع. وتتجلي محبة الله لنا عندما نبادله المحبة ونحفظ وصاياه ونعمل بها { أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ}(يو 15 : 14). الله يكشف أسراره لأحبائه، وعلينا أن نسأل الله يوما فيوم ماذا تريد يارب ان نفعل؟ ونصنع أرادة الله فيقودنا ويرعانا كراعي صالح ويكون فردوس لنفوسنا وصديق شخصي لنا وفرح لنفوسنا الباحثة عن الحب والحياه والفرح. هكذا راينا فى كل جيل رجالا ونساء نموا فى معرفة الله ومحبته لتكون لهم عشره وصداقة واتحاد بالله. اصبح كل واحد منهم يحس بالحضور الالهي والحديث المتبادل حتى فى العمل اليومي البسيط كما في الأمور الهامة والصلاة الدائمة والعشرة الصادقة مع الله تتأصل محبة الله فينا وندرك عمق محبته لنا. + الله يريد مننا طاعته وحفظ وصاياه كابناء، فالتمرد هو جحود لمحبة الله ورفض لصداقته {الذى عنده وصاياي ويحفظها فهو الذى يحبني والذى يحبني يحبه ابى وانا احبه واظهر له ذاتي} (يو 14 : 21) نحن لا نحب باللسان والكلام بل بالعمل والحق نحن مدعوين اذن لطاعة الله وحفظ وصاياه والعمل بها ومدعوين ان ننكر ذواتنا ونحمل الصليب كل يوم ونتبعه. ننسى ما وراء ونمتد الى ما هو قدام طالببن منه ان يجذبنا بربط المحبة {من يتقي الرب يحصل على صداقة صالحة لان صديقه يكون نظيره }(سير 6 : 17). من محبتنا لله نبتعد عن طرق إبليس والخطية التي تمثل عائق لقبولنا لمحبة الله، فالانسان الخاطئ يهرب من الله ولا يريد ان يلتقى به، الابن الضال فى طلبه نصيبه من ثروة ابيه ذهب الى الكورة البعيدة ليبذر ماله فى عيش مسرف ولكنه جاع ولم يجد مثل قلب الله الابوي فرجع اليه وعلينا ان نعلم ان آبار العالم المشققة لا تضبط ماء ولا تعطى شبع أو ارتواء. وان الله يبقى أمينا وصادق وصديق يستقبل الخاطئ بالاحضان الأبوية دون توبيخ أو تعنيف او لوم ويريد ان يملأ قلوبنا فرحا وهو يدعونا ان نستريح فيه { تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم} (مت 11 : 28). وبمحبتنا لله نعيش لا لانفسنا، بل للذي مات لأجلنا وقام { وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لالَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ } (2كو 5 : 15). |
||||
06 - 10 - 2015, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 9527 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
( هل كان يعرف قايين ان القتل محرم حينما قتل اخوه هابيل ؟! + هل كان هناك تشريع يحرم القتل وقت قايين ؟ ) 1- بالنسبة للقتل العمد ( فقد حذره الله ) عندما قال له (فقال الرب لقايين لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك إن احسنت أفلا رفع.وان لم تحسن فعند الباب خطية رابضة واليك اشتياقها وانت تسود عليها ) ولكنه لم يسود على الخطيه فاستحق العقاب فهناك اضواء حمراء و اجراس خطر و أصوات تنبيه و تحذير يعلنها الله لكل انسان قبل قدومه على أى عمل شرير ـ تتمثل فى صوت الضمير و الاحاسس الداخلى والخوف والقلق من ارتكاب الخطأ ، فما بالك عندما يكون الله بنفسه بجانب ضمير الانسان حذروا قايين من الخطيئة ؟! لتوضيح تحذير الله دعنا نفكر مع بعض فى تحذير الله لقايين : أ - " قريبة جدا " ( عند الباب خطيئة ) أى انها تلازمك فى جلوسك و قيامك فى دخولك و خروجك تسيطرعليك و على أفكارك تذهب و تجئ معك وها قد قربت منك و بدأت تتملكك . وهنا يعلن الله لقايين ان فكر القتل الذى يكنه لاخوه هابيل ( انه خطيئة ) و انه مسيطر على فكره . ( فاحذر يا قايين ولكنه لم يتحذر ) . ب- "رابطة " اى متوحشة مفترسة لقد شببها الله بالوحش المفترس الرابض فى الحقول أو الجبال يترقب قريسته لينقض عليها فى لحظة ما دون استذان وهنا تحذير الله لقايين من الحقد و الغيرة المتوحشة حتي لا يفترس اخيه ، والوحشية هنا ليس القتل فحسب بل فى قتل أخيه أنها قتل للطفولة البرئية و الذكريات الحلوة و الايام الجميلة و العلاقات الدافئة بل هي قتل لانسانية الانسان : قتل للصدق و الوفاء و الحب و الشرف أنها قتل لأثمن ما فينا ألم يتذكر قايين وهو يفكر فى التخلص من اخية تلك الايام الجميلة التى لعبها فيها و ضحكا و تصادقا و حلما و شاركا بعضهما بأمالهما و احلامهما معاً ؟! لكن الكراهية والحسد و الغيرة تملكت قلبه فضرب بكل تلك المشاعر عرض الحائط و سقط فريسة. و استخدم الرب لفظة " رابضة " اى لكي عندما يقِدم قايين على قتل أخاه يتذكر قول الرب و تحذيرة حيث ان قايين قتل هابيل فى الحقل فقد ربض قايين لاخاه هابيل مثل الحيوان الذى يربض لفريسته ( كلم قايين هابيل اخاه.وحدث اذ كانا في الحقل ان قايين قام على هابيل اخيه وقتله ) ج) " تسود عليها " ان الله اعطي للانسان إرادة يستطيع ان يتحكم فى غزائرة و اهوائه ورغباته لقد خلقنا الله أحرار و عاقلين حتي نستطيع ان نُميز الصواب من الخطأ . وهنا قال الله لقايين " انت تسود عليها " حتي لو كان " إليك اشتياقها " وتملكت الرغبة الشريرة ولكن هناك إرادة صالحة وقوة من الله تقودك . د) عدم التوبة بعد القتل لذلك استحق العقااااب لقد قال له الله ( اين هابيل اخوك ) كان الله يقصد ان يثير فى قايين الرغبة فى الاعتراف و الندم عالى الخطيئة و ليس السؤال عن مكان هابيل فالله لا يجهل ما حدث ثم يقول له الله " أخوك " لينبهه الى الجرم العظيم الذى ارتكبه ، فقد أراد الله أن يحرك مشاعره وضميره ويواجهه بفعلته لعله ينهار تحت وطأة الاحساس بالذنب الذى انتباه بعد القتل فقد انتظر الله توبته ولكن بلا طائل فالله هنا : حذرة + انتظر توبته + صوت الضمير الانساني . 2- هل لم يدري قصة والديه عندما حذرهم الله قائلاً ( لانك يوم تأكل منها موتا تموت ) و الموت هنا عقوبه فكيف ينزل بالعقوبه فكيف يقوم قايين بالعقوبة بدلاً من الله ؟! |
||||
07 - 10 - 2015, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 9528 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكوينز بحب احتفظ بالعملات المعدنية " الكوينز " اللي باخدها كباقي للفلوس اللي بدفعها في شرا طلبات البيت وخلافه بينفعوني جدا لما باجي اركن او لو حد في اشارة مسحلي العربية او لو جيت اشتري حاجه تمنها بسيط " جنيه او اتنين بالكتير " او لو اشتريت طلبات بـ 102 جنيه وخلافه ... مش دي المشكلة .. المشكلة لو جيت تشوف معايا قد ايه هتستغرب في مرة جالي تليفون وانا راجع من شغلي علشان اجيب حاجه ضروري وتمن الحاجه دي كانت اكتر من الفلوس اللي معايا بحوالي 120 جنيه فمكنش قدامي غير اني افتح البوكت بتاع الكوينز واعد اللي فيه واكمل منه كانت المفاجأة لما لقيت معايا فيه 165 جنيه رغم اني كونتهم جنيه فوق التاني وكل جنيه لوحده جايز ميعملش حاجه ولا ينقذ من موقف مهم الا انهم علي بعضيهم غيروا مسار تفكيري لحاجه كنت لازم اشتريها سرحت شويتين وحسيت ان ربنا بيعمل معانا نفس الموضوع يعني اعتقد لما تعدي واحد كبير في السن الطريق ’’ مش الموقف ده اللي ممكن يدخلك الملكوت " الجنه " بعد ماتموت لكن اهو نواية تسند الزير عد معايا بقي كم موقف من المواقف البسيطة اللي ممكن تتعمل وربنا يحوشهالك وفجاة تلاقيها بتغير في مجرى حياتك • قشرة موز مرميه ممكن توقع حد ورحت شلتها • حد محتاج مساعده مالية او غيره ووقفت جنبه • راجل كبير وعربيته عطلانه في اشارة وركنت عربيتك ونزلت تزوقها معاه • اسرة متيتمه ودخلها مش مكفيها وانت حاولت تساعدهم • طفل متشرد بيذاكر وبيبيع مناديل ومينفعش يروح غير لما ييبع اللي معاه وانت طلعت من جيبك 5 جنيه واشتريت العشر اكياس اللي قدامه علشان يمشي وغيرها كتير من المواقف السهله والبسيطة اللي مش هتكلفك لا مجهود ولا مال بس عند ربنا كبيرة اوي ولما موقف يتحط فوق موقف ويجيلك مكالمة من السما انك مسافر حالا واعمالك اللي في دوسيه فكرك متكفيش لدخولك الملكوت " الجنه " بتلاقي ربنا علي طول طلع البوكيت اللي فيه اعمالك الصغيرة اللي انت تكاد تكون ناسيها .. وفضل يعد عمل اتنين تلاته اربعه ....... الخ ويقولك اتفضل .. كنت امين علي القليل فسأقيمك علي الكثير ادخل الى فرح سيدك صدقوني مش مجرد قصة لتجميع-?ہايكات لو جالك فرصة انك تعمل خير .. اتشعبط فيها لأن الفرصة دي ممكن اوي تكون اخر عملة معدنية في صندوق اعمالك اللي تغير من الميزان .. وتخليه يطب بسببها .. بجوار ايمانك بربنا طبعا .. ملحوظة : " القصة هدفها انساني .. فلا تمزجها بالطائفية وتصبغها صبغة دينية وتقرر من سيدخل المكوت ومن لا " قصة لـ مايكل سامي |
||||
07 - 10 - 2015, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 9529 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أعمال الرسل 16: 6- 40
سفر أعمال الرسل هو كتاب عملي جداً يوضح حياة الكنيسة الأولى كما يوضح الطريق الذي سلكه رجال الله أمثال بولس وبطرس... وغيرهم ممن كانوا معه ، ومن ثم إعطائنا مثالاً عملياً. مثل هذا المثال تم تسجيله في أعمال الرسل 16، وهو الإصحاح الذي تم تخصيصه لزيارة بولس إلى أهل فيليبي. نبدأ بحثنا من أعمال الرسل 16: 6- 8، فنقرأ: 2. أعمال الرسل 16: 11- 40 : الزيارة إلى فيليبي ونتائجها أعمال الرسل 16: 6- 8 " وَبَعْدَ مَا اجْتَازُوا فِي فِرِيجِيَّةَ وَكُورَةِ غَلاَطِيَّةَ، مَنَعَهُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالْكَلِمَةِ فِي أَسِيَّا. فَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مِيسِيَّا حَاوَلُوا أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى بِثِينِيَّةَ، فَلَمْ يَدَعْهُمُ الرُّوحُ. فَمَرُّوا عَلَى مِيسِيَّا وَانْحَدَرُوا إِلَى تَرُوَاسَ." إن رجعت إلى الخريطة، ستجد أن ما ذُكِرَ هنا في سطرين كان حقاً رحلة طويلة. ففريجية وغلاطية وآسيا (الصغرى) كانت ثلاث مناطق تلت كل واحدة الأخرى. فبولس ومن كانوا معه، اجتازوا أول منطقتين (فريجية وغلاطية) ثم أتوا إلى المنطقة الثالثة التي هي آسيا الصغرى. ومع هذا، فكما تقول الآية، أن الله أو الروح القدس، منعهم من أن يتكلموا بالكلمة هناك، ومن ثم أتوا إلى ميسيا شمالاً، ثم عندما حاولوا الذهاب إلى بِثِينِيَّةَ، منعهم الرب مرة أخرى. ونتيجة لذلك، مروا بميسيا وانحدروا إلى تَرُوَاسَ على بحر إيجة. وكما يتضح مما سبق، ففيليبي لم تكن هي المكان الذي كان بولس وسيلا ينويان الذهاب إليه. وفي الحقيقة فلقد حاولا مرتين الذهاب إلى أماكن أخرى، ولكن الله منعهم من هذا. والسبب في منعهم من القيام بهذا لم يكن أنه لم يرغب في أن تتم الكرازة بكلمته في هذه الأماكن، بل الحقيقة هي أن بولس قد ذهب إلى آسيا الصغرى فيما بعد كما تقول لنا أعمال الرسل 19: 10:" وَكَانَ ذلِكَ مُدَّةَ سَنَتَيْنِ، حَتَّى سَمِعَ كَلِمَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِي أَسِيَّا، مِنْ يَهُودٍ وَيُونَانِيِّينَ." ومع ذلك، فجميعنا يعرف أنه من المستحيل أن يتواجد الإنسان في مكانين مختلفين في وقت واحد. أو بمعنى آخر، من المستحيل أن تتم الكرازة بالكلمة عن طريق نفس الشخص في كل من آسيا او بِثِينِيَّةَ وفي فيليبي معاً في نفس الوقت. لابد وأن تأتي واحدة ثم تليها الأخرى. وكما يبدو، فمن وجهة نظر الله، كان لفيليبي واليونان الأولوية عن آسيا و بِثِينِيَّةَ. ومن هذا نستطيع أن نستنتج أن الله لم يكن مهتماً فقط بالكرازة، وإنما أيضاً بالكرازة بكلمته أينما يريد وكما يريد ووقتما يريد. كما تقول لنا أفسس 5: 23: "الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ" فللكنيسة رئيس، وهو الشخص الذي يجب الرجوع إليه في كل ما يخصها. وهذا ليس أنا ولا أنت ولا أي إنسان بشري وإنما هو المسيح. وبالنسبة للوضع هنا، فما أراده الرئيس حقاً مدون في الآيات 9- 10: أعمال الرسل 16: 9- 10 " وَظَهَرَتْ لِبُولُسَ رُؤْيَا فِي اللَّيْلِ: رَجُلٌ مَكِدُونِيٌّ قَائِمٌ يَطْلُبُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ:"اعْبُرْ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ وَأَعِنَّا!". فَلَمَّا رَأَى الرُّؤْيَا لِلْوَقْتِ طَلَبْنَا أَنْ نَخْرُجَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ، مُتَحَقِّقِينَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَانَا لِنُبَشِّرَهُمْ." الله لم يدعهم يبشرون بكلمته في آسية بِثِينِيَّةَ في ذلك الوقت بالتحديد، ولكنه قد دعاهم للتبشير بكلمته في مكدونية وأخيراً في كل الجانب الشرقي من اليونان. كيف عرفت هذا؟ الرب عرفهم هذا من خلال رؤيا الليل. ولقد أعلمهم هذا بمثل تلك الطريقة حتى أنهم تجمعوا وهم متحققين بدون أدنى شك في أن الله كان يقودهم إلى أن يذهبوا إلى هناك. ومع ذلك، فهل تعتقد أن الله كان ليفعل هذا إن لم يكونوا مستعدين أن يتحركوا إلى حيثما أرادهم أن يذهبوا؟ أنا لا أظن ذلك. الله لن يجبر أحداً على العمل في مجال يخصه، ومع ذلك، فإن أراد أحد العمل من أجله- وهو الشيء الذي ينتظره منا - لا ينبغي له أن يقرر الطريقة التي يسلكها من أجل القيام بهذا الأمر أوالوقت والمكان الذي سوف يتحرك فيه، ولكنه يجب عليه أن يستشير سيده المسؤول عن أخذ القرار في هذه الأمور. وبأخذ الأمر الصريح من الله في الإبحار إلى مكدونية، غادر بولس ورفاقه على الفور. الآيات 11- 12 تقول لنا: 2. 1 ليدية: أول من آمن في أوروبا أعمال الرسل 16: 11- 12 " فَأَقْلَعْنَا مِنْ تَرُوَاسَ وَتَوَجَّهْنَا بِالاسْتِقَامَةِ إِلَى سَامُوثْرَاكِي، وَفِي الْغَدِ إِلَى نِيَابُولِيسَ. وَمِنْ هُنَاكَ إِلَى فِيلِبِّي، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ مَدِينَةٍ مِنْ مُقَاطَعَةِ مَكِدُونِيَّةَ، وَهِيَ كُولُونِيَّةُ. فَأَقَمْنَا فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ أَيَّامًا." الله قد أخبرهم أن يذهبوا إلى مكدونية. فلم يتوقفوا إذاً للكرازة بالكلمة في ساموثراكي، ولكنهم توجهوا مباشرة إلى فيليبي، وهي أول مدينة من مقاطعة مكدونية. وهناك، حدث العديد من الاشياء التي سنناقشها فيما يلي. بدءاً من الآيات 13- 15 نقرأ: 2. 2 جارية بها روح. أعمال الرسل 16: 13- 15 " وَفِي يَوْمِ السَّبْتِ خَرَجْنَا إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ عِنْدَ نَهْرٍ، حَيْثُ جَرَتِ الْعَادَةُ أَنْ تَكُونَ صَلاَةٌ، فَجَلَسْنَا وَكُنَّا نُكَلِّمُ النِّسَاءَ اللَّوَاتِي اجْتَمَعْنَ. فَكَانَتْ تَسْمَعُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا لِيدِيَّةُ، بَيَّاعَةُ أُرْجُوَانٍ مِنْ مَدِينَةِ ثَيَاتِيرَا، مُتَعَبِّدَةٌ للهِ، فَفَتَحَ الرَّبُّ قَلْبَهَا لِتُصْغِيَ إِلَى مَا كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ. فَلَمَّا اعْتَمَدَتْ هِيَ وَأَهْلُ بَيْتِهَا طَلَبَتْ قَائِلَةً: "إِنْ كُنْتُمْ قَدْ حَكَمْتُمْ أَنِّي مُؤْمِنَةٌ بِالرَّبِّ، فَادْخُلُوابَيْتِي وَامْكُثُو". فَأَلْزَمَتْنَا." هل تعبدت ليدية لله؟ أجل، هذا ما تقوله الفقرة. ومع ذلك فهل نالت الخلاص؟ كلا، هذا لأنها لم تعرف الرب يسوع المسيح. ومن ثم، فلقد كانت مثل كورنيليوس، كان رجلاً متديناً، يخاف الله هو وكل أهل بيته وكان يتصدق بالمال بمنتهى الكرم. و دائماً ما كان يصلي لله (أعمال الرسل 10: 2). ومع ذلك فلقد احتاج إلى بطرس لكي يقول له الكلمات، كما قال له الملاك، والتي بواستطها خلص هو وأهل بيته (أعمال الرسل 11: 14). وبالمثل، فلقد تعبدت ليدية لله. ومع ذلك فلقد احتاجت إلى من يأتي إليها ويحدثها عن يسوع المسيح، حتى تستطيع أن تؤمن وتَخلُص. و هذا بالضبط ما حدث: الله أتي ببولس كل هذه المسافة من سيليسيا لكي يخبرها بكلمة الله. ولقد صدقته وجُعِلت المؤمنة الأولى التي تم تسجيلها على المكان الأول بأوروبا. ومع ذلك، فقد كانت هذه مجرد البداية. تقول لنا الآيات 16- 18: 2. 3 صحبة السجن التي كانت في وقت متأخر من الليل الآيات 16: 16- 18 " وَحَدَثَ بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى الصَّلاَةِ، أَنَّ جَارِيَةً بِهَا رُوحُ عِرَافَةٍ اسْتَقْبَلَتْنَا. وَكَانَتْ تُكْسِبُ مَوَالِيَهَا مَكْسَبًا كَثِيرًا بِعِرَافَتِهَا. هذِهِ اتَّبَعَتْ بُولُسَ وَإِيَّانَا وَصَرَخَتْ قَائِلَةً:"هؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ الْخَلاَصِ". وَكَانَتْ تَفْعَلُ هذَا أَيَّامًا كَثِيرَةً. فَضَجِرَ بُولُسُ وَالْتَفَتَ إِلَى الرُّوحِ وَقَالَ:"أَنَا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا!". فَخَرَجَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ." كان من الواضح أن الجارية بها روح عرافة والذي من خلالها، بدا وكأنه يعلن عن ما كان يفعله بولس ومن معه هناك. وللوهلة الأولى، قد يبدو لنا أن الشيطان يدعم عمل الرب!! ولكن، هل من الممكن أن يحدث هذا؟ أنا لا أظن ذلك. كما قال بولس للعلِّيم، وهو رجل آخر مملوك من الشيطان: أعمال الرسل 13: 9- 10 " وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا، فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ وَقَالَ:"أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَاعَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟" ما يبحث عنه الشيطان باستمرار هو منع طرق الرب الصالحة. ومن ثم، فالسبب الوحيد الذي من أجله بدا وكأنه يعلن - من خلال هذه الفتاة- نفس الشيء الذي كان يقوم به بولس، هو أنه أراد أن يمنع طرق الرب الصالحة. إنه ليس من الصعب أن نفهم كيف خطط للقيام بهذا. فقط تخيل كم تلوثت الكلمة التي كان يبشر بها بولس بسبب الموافقة الظاهرية التي جاءت في الإعلان الذي نطقت به الجارية المملوكة من قِبل الروح. ولم تكن بالنسبة للسكان المحليين، سوى متحدثة بلسان الإله اليوناني أبولو. نحن نعرف هذا من النص اليوناني القديم والذي لا يقول أن الجارية كانت عليها روح عرافة، ولكن كان بها روح "بايثون". كما تقول لنا زودهياتيس : "كان "بايثون" هو الاسم اليوناني للأفعى الأسطورية أو التنين الذي عاش في بايثون أسفل جبل برناسوس وقام بحراسة الوحي الدلفي. ثم أصبح الأسم بعد ذلك هو الأسم الأول لابوللو، إله الشعر في الاسطورة اليونانية، ومن ثم اُطلِق على كل أرواح العرافة والتنبؤ." من الواضح، أن المحليين اعتبروا أن هذه الفتاة كانت واحدة من هؤلاء الذين تحدث أبوللو من خلالهم، ولهذا السبب قال النص أنها كانت بها روح بايثون. بالإضافة إلى ذلك، فإلهها الأعلى، والذي كان المحليين مخدوعين بانه كذلك، لم يكن هو الإله الحقيقي أبو الرب يسوع المسيح ، ولكنه كان ... زيوس. أصبح من السهل الآن أن نفهم اي إفساد قد أتت به إلى تبشير بولس وأن هذا ما اراد الخصم أن يفعله من خلالها، لم يكن أن يعلن وإنما أن يمنع طرق الرب الصالحة. ولحسن الحظ، لم ينجح في تحقيق أهدافه. حقاً تقول لنا أعمال الرسل 16: 18: " وَكَانَتْ تَفْعَلُ هذَا أَيَّامًا كَثِيرَةً. فَضَجِرَ بُولُسُ وَالْتَفَتَ إِلَى الرُّوحِ وَقَالَ:"أَنَا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا!". فَخَرَجَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ." علم بولس من خلال تمييز الأرواح (كورنثوس الأولى 12: 10) أن من تحدث من خلال هذه الجارية كان روحاً شريرة. ولهذا السبب قام بتوجيه الكلام إليها بشكل مباشر جداً، آمراً إياها أن تخرج، فخرجت على الفور. للاسف، لم يسعد الجميع بخلاص الجارية. فقد كان أسيادها يجنون أموالاً كثيرة من الأعمال الزائفة للروح الشريرة التي امتلكت هذه الفتاة، وعندما رأوا أن أملهم في مكاسبهم قد تلاشت: أعمال الرسل 16: 19- 24 " فَلَمَّا رَأَى مَوَالِيهَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ رَجَاءُ مَكْسَبِهِمْ، أَمْسَكُوا بُولُسَ وَسِيلاَ وَجَرُّوهُمَا إِلَى السُّوقِ إِلَى الْحُكَّامِ. وَإِذْ أَتَوْا بِهِمَا إِلَى الْوُلاَةِ، قَالُوا:"هذَانِ الرَّجُلاَنِ يُبَلْبِلاَنِ مَدِينَتَنَا، وَهُمَا يَهُودِيَّانِ، وَيُنَادِيَانِ بِعَوَائِدَ لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْبَلَهَا وَلاَ نَعْمَلَ بِهَا، إِذْ نَحْنُ رُومَانِيُّونَ". فَقَامَ الْجَمْعُ مَعًا عَلَيْهِمَا، وَمَزَّقَ الْوُلاَةُ ثِيَابَهُمَا وَأَمَرُوا أَنْ يُضْرَبَا بِالْعِصِيِّ. فَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا ضَرَبَاتٍ كَثِيرَةً وَأَلْقُوهُمَا فِي السِّجْنِ، وَأَوْصَوْا حَافِظَ السِّجْنِ أَنْ يَحْرُسَهُمَا بِضَبْطٍ. وَهُوَ إِذْ أَخَذَ وَصِيَّةً مِثْلَ هذِهِ، أَلْقَاهُمَا فِي السِّجْنِ الدَّاخِلِيِّ، وَضَبَطَ أَرْجُلَهُمَا فِي الْمِقْطَرَةِ." بعد مثل هذه المحنة، قد يبدا بعضنا بالشكوى لله، ويلومونه على ما حدث. ومع ذلك، فالتذمر ليس هو ما توصينا به الكلمة أن نفعله في المناسبة المشابهة. ولكن في الواقع، تقول لنا بطرس الأولى 4: 16: بطرس الأولى 4: 16 " وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ." وهذا بالضبط ما قام به بولس وسيلا: أعمال الرسل 16: 25 " وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا." بعيداً عن حقيقة أن الرجلين الذين تم تعذيبهما بقسوة كانا يصليان ويغنيان لله، لاحظ أيضاً أن كل المساجين كانوا يستمعون إليهما. كلمة "يسمعونهم" في هذه الفقرة، هي ترجمة للفعل اليوناني "إيباكروماي" والتي لا تعني "أن يسمع" وإنما " أن ينصت منتبهاً إلى ما يقال" . أنظر ايضاً ما حدث: أعمال الرسل 16: 26 " فَحَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْنِ، فَانْفَتَحَتْ فِي الْحَالِ الأَبْوَابُ كُلُّهَا، وَانْفَكَّتْ قُيُودُ الْجَمِيعِ. " لكي ندرك أهمية الحدث السابق، دعونا لدقيقة نضع أنفسنا مكان أحد هؤلاء السجناء. فدعونا نفرض إذاً أنك في السجن تستمع بانتباه خاص إلى رجلين تم تعذيبهما بوحشية وهم يمجدان الله، وفجأة يحدت زلزال يؤدي إلى ..... فك قيودك وفتح جميع ابواب السجن. ألن تقوم هذه الظاهرة بإحداث علامة في حياتك إلى الأبد وتصبح كافية لتجعلك تزور إله بولس وسيلا ولو زيارة قصيرة؟ أنا أظن ذلك. وفي الحقيقة دعونا نري رد الفعل الفوري لأحد الرجال الذين كانوا هناك في تلك الليلة: أعمال الرسل 16: 27- 30 " وَلَمَّا اسْتَيْقَظَ حَافِظُ السِّجْنِ، وَرَأَى أَبْوَابَ السِّجْنِ مَفْتُوحَةً، اسْتَلَّ سَيْفَهُ وَكَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ، ظَانًّا أَنَّ الْمَسْجُونِينَ قَدْ هَرَبُوا. فَنَادَى بُولُسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:"لاَ تَفْعَلْ بِنَفْسِكَ شَيْئًا رَدِيًّا! لأَنَّ جَمِيعَنَا ههُنَا!". فَطَلَبَ ضَوْءًا وَانْدَفَعَ إِلَى دَاخِل، وَخَرَّ لِبُولُسَ وَسِيلاَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ، ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا وَقَالَ:"يَا سَيِّدَيَّ، مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟"" كيف كان هذا الرجل متأكداً من أن بولس وسيلا كانا قادرين على إعطاءه الجواب الصحيح لمثل هذا السؤال الصعب؟ الجواب هو لأنه سمعهما يمجدان الله ورأى كيف أن الله اجابهما من خلال الزلزال وما تبعه. لقد كان مقتنعاً إذاً بأن بولس وسيلا كانا يمثلان الله. ولهذا كان سؤاله الأول لهما هو ماذا يفعل لكي يخلص. كان يعلم أن لديهما الجواب السليم. دعونا الآن نرى جواب بولس وسيلا: أعمال الرسل 16: 31 " فَقَالاَ:"آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ"." حقيقة، أنا لا أعرف كم من الناس اليوم يعيشون بالاستقامة من أجل الخلاص كما كان بولس وسيلا. " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ". هذا حقاً كل ما نحتاجه. ان تؤمن أنك خلصت ولا تؤمن أنك لن تخلص. كما تقول لنا أيضاً رومية 10: 9 : رومية 10: 9 " لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ." كم هذا بسيطاً! عودة إلى حارس السجن، فبعدما أعطياه بولس وسيلا الجواب الذي كان يحتاجه، أكملا تعليمه أكثر فقالا: أعمال الرسل 16: 32- 33 " وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ. فَأَخَذَهُمَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَغَسَّلَهُمَا مِنَ الْجِرَاحَاتِ، وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ." أنظر الوقت الذي حدث فيه كل هذا. لقد حدث بعد منتصف الليل، لأن هذا قد كان في منتصف الليل عندما كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله (الآية 25). بعد منتصف الليل إذاً، كانت لبولس وسيلا وحارس السجن وكل أهل بيته صحبة رائعة خلصت فيها أنفس عديدة وفرحت في الرب!! من في الحقيقة يستطيع أن يتخيل أن هذا يمكن أن يحدث؟ ومع ذلك فهو مذكور في هذا الكتاب المقدس. ومع ذلك، هل كان من الممكن أن يحدث هذا إذا كان بولس وسيلا عوضاً عن تمجيدهما لله، أخذا في التذمر له بسبب ما هما فيه؟ كلا. لقد مجدَّا الله في مشاكلهما، معلمين كلمة الله للمساجين الآخرين من خلال تمجيدهما لله وصلاتهما له. الله دعم كلمته بعلامة هائلة والتي كانت لها حقاً وقعاً كبيراً على الجميع. وفي الحقيقة، فقد آمن حارس السجن وكل أهل بيته في تلك الليلة، وكانت لهم صحبة عظيمة مع بولس وسيلا بعد منتصف الليل!! حقاً يا لها من نعمة هي قراءة مثل تلك الأحداث. ومن المؤكد أن هذا كان بركة وشفاءاً لبولس وسيلا بعد العذاب الذي لقياه. ومع ذلك، فالبركات لم تتوقف عند ذلك. ففي اليوم التالي: أعمال الرسل 16: 35- 40 " وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ أَرْسَلَ الْوُلاَةُ الْجَّلاَدِينَ قَائِلِينَ: "أَطْلِقْ ذَيْنِكَ الرَّجُلَيْنِ". فَأَخْبَرَ حَافِظُ السِّجْنِ بُولُسَ بِهذا الكَلاَّمِ أَنَّ الْوُلاَةَ قَدْ أَرْسَلُوا أَنْ تُطْلَقَا، فَاخْرُجَا الآنَ وَاذْهَبَا بِسَلاَمٍ. فَقَالَ لَهُمْ بُولُسُ: "ضَرَبُونَا جَهْرًا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ رَجُلاَنِ رُومَانِيَّانِ، وَأَلْقَوْنَا فِي السِّجْنِ. أَفَالآنَ يَطْرُدُونَنَا سِرًّا؟ كَلاَّ! بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَ". فَأَخْبَرَ الْجَّلاَدُونَ الْوُلاَةَ بِهذَا الْكَلاَمِ، فَاخْتَشَوْا لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُمَا رُومَانِيَّانِ. فَجَاءُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِمَا وَأَخْرَجُوهُمَا، وَسَأَلُوهُمَا أَنْ يَخْرُجَا مِنَ الْمَدِينَةِ. فَخَرَجَا مِنَ السِّجْنِ وَدَخَلاَ عِنْدَ لِيدِيَّةَ، فَأَبْصَرَا الإِخْوَةَ وَعَزَّيَاهُمْ ثُمَّ خَرَجَا." في نهاية اليوم، كان الولاة هم من ذُلوا وليس بولس وسيلا. في الحقيقة، لقد تضرعوا إلى بولس وسيلا لكي يخرجوا من المدينة. ومع ذلك، فلقد نجحا في تأسيس كنيسة هناك. هذه الكنيسة، مثلها مثل العديد من الكنائس الأخرى في اليونان، لم تكن لتنشأ أبداً إن لم يخضع بولس ومن معه لإرادة الله في الذهاب إلى مكدونية بل تصرفا وفقاً لرغباتهم. ومع ذلك، فحقيقة أنهم أطاعوا إرادة الله، لم يعني أنهم لم يعانوا من الاضطهاد، ولكن الله حول الاضطهاد إلى خير والذي من خلاله خلصت أنفس عديدة، ونمت الكنيسة في ذلك المكان وأعطت خلاصاً عظيماً وشجاعة لشعبه. |
||||
07 - 10 - 2015, 06:58 PM | رقم المشاركة : ( 9530 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القيامة أم الحياة مباشرة بعد الموت؟
سنلمس في هذا المقال كما في سلسلة مقالات أخرى موضوع جدي جداً والذي كان مصدراً لنقاشات طويلة وأسئلة عديدة. هذا الموضوع يشير إلى ما سيحدث بعد الموت، وسنتناوله من وجهة نظر الكتاب المقدس، والذي نؤمن بصدق أنه بكونه كلام الله، فهو المصدر الوحيد الذي يمكن أن يعطينا معلومات موثوقة. ولكي نبدأ البحث في موضوعنا، سنذهب إلى تسالونيكي الأولى 4: 13 حيث نقرأ: 2. " بِأَيِّ جِسْمٍ سَيَأْتي الأَمْوَاتُ"؟ تسالونيكي الأولى 4: 13 "ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ....." كما هو واضح من هذه الفقرة، أن الله لا يريدنا أن نجهل من جهة " الرَّاقِدِينَ" أي الموتى، بل على العكس، يريدنا أن نكون على علم، والذي يعني بدوره أيضاً أنه وفر كل المعلومات اللازمة لإزالة أي جهل أو سوء فهم. وكل ما هو لازم من جهتنا لاستقبال هذه المعلومات هو ببساطة أن نكمل قراءة نفس الفقرة، وحقاً تخبرنا الآيات 13- 18 من نفس الإصحاح ما يلي: تسالونيكي الأولى 4: 13- 18 "ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ. فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ." كما يمكن أن نرى، تشير هذه الفقرة إلى " الأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ" أو " الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ" أي هؤلاء الذين ماتوا وهم مؤمنون بالرب يسوع المسيح. وعلى الرغم من أن هذا هو فقط قسم واحد من مجموع الموتى، إلا أن النتائج المستخلصة من الفقرة السابقة فيما يخص وضع الموتى لها تطبيق عام1. فلننتقل الآن إلى ما تخبرنا به الفقرة السابقة أي إلى المعلومات التي أعطانا الله إياها لإزالة جهلنا وسوء فهمنا بخصوص الراقدين، ونستطيع أن نرى أنه لا يوجد أي إشارة إلى حياة مفترضة بعد الموت مباشرة، بل على العكس، فما تشير إليه هذه الفقرة بوضوح هو القيامة، وأنه المخرج الوحيد من حالة الموت والطريق الوحيد للرجوع إلى الحياة مرة أخرى. وحقاً، وفقاً للفقرة السابقة، فالأموات في المسيح سيقاموا يوم مجيء الرب الثاني، بينما سيُخطَف المسيحيين الأحياء في ذلك اليوم معهم في السماء لملاقاة الرب في الهواء. " وَهكَذَا نَكُونُ (كل المسيحيين الأحياء والأموات) كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ"، وهذا يعني بدوره أنه بما أننا سنكون (التعبير بالأفعال في المستقبل) مع الرب، فليس هناك أمواتاً مع الرب الآن ولا حتى سنكون مع الرب مباشراً إن متنا، بل سنكون معه عند مجيئه. بخلاف الفقرة السابقة من تسالونيكي 4: 13- 18 التي أعطيت لنا حتى نكون عالمين بما سيحدث للذين رقدوا في المسيح، تحتوي كلمة الله على المزيد من الفقرات التي تؤكد ما أخبرتنا به تسالونيكي الأولى 4: 13- 18. ومثل تلك الفقرات هي كورنثوس الأولى 15: 20- 24، حيث نقرأ بدءاً من الآيات 20- 22 كورنثوس الأولى 15: 20- 22 "وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ." يتضح من الفقرة السابقة شيئان، الأول هو أن الجميع سيحيون على الرغم من أن الآية 23 التالية لها تخبرنا بأن " كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ"، أي لن يقاموا معاً، وبخلاف هذا، هناك شيء آخر توضحه الفقرة السابقة أيضاً وهو أن الجميع سيحيون، والذي يعني بدوره أنهم ليسوا أحياء الآن، ومن ثم، فالعقائد التي تُعَلِّم عكس ذلك، أي أنهم أحياء الآن، لا يمكن أن تكون صحيحة. والسؤال الآن هو متى سيحيا الراقدون، وسيجاب عنه في الآيات 23 - 24 من نفس الإصحاح، حيث نقرأ: كورنثوس الأولى 15: 23- 24 "وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ. وَبَعْدَ ذلِكَ النِّهَايَةُ، مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ ِللهِ الآبِ، مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ." فأول من قام من بين الأموات هو المسيح - والوحيد حتى الآن- ومع ذلك، فقيامته لن تكون الوحيدة إلى الأبد، لأنها ستُتبَع في المستقبل أولاً بقيامة الذين في المسيح، أي هؤلاء الذين ماتوا مؤمنين بالرب يسوع المسيح ثم بعد ذلك، ستتبع بقيامة الآخرين، وسيكون الوقت الذي ستحدث فيه أول هذه القيامات، أي قيامة من هم للمسيح، في نفس وقت المجيء الثاني للمسيح ، وهو الذي تخبرنا به تسالونيكي الأولى 4. ومن هذا، ووفقاً للترتيب الزمني الذي للفقرة السابقة، يمكن استنتاج أنه بما أن الأموات في المسيح سيقاموا أولاً، وبما أن يوم قيامتهم سيكون هو يوم مجيء المسيح، وهو الذي لا يزال في المستقبل، فليس هناك أي ميت حي الآن بخلاف الرب يسوع، بل على العكس، فسيقام الجميع في المستقبل كل واحد في رتبته. لا يقول لنا الكتاب المقدس فقط أن هؤلاء من ماتوا مؤمنين بالمسيح سيقاموا يوم مجيئه، بل أيضاً تخبرنا بطبيعة الجسد الذي سيقام به الأموات. وحقاً، نقرأ بدءاً من كورنثوس الأولى 15: 35 - 41 3. تحليل إضافي فيما يخص الموتى كورنثوس الأولى 15: 35- 41 "لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ:«كَيْفَ يُقَامُ الأَمْوَاتُ؟ وَبِأَيِّ جِسْمٍ يَأْتُونَ؟» يَاغَبِيُّ! الَّذِي تَزْرَعُهُ لاَ يُحْيَا إِنْ لَمْ يَمُتْ. وَالَّذِي تَزْرَعُهُ، لَسْتَ تَزْرَعُ الْجِسْمَ الَّذِي سَوْفَ يَصِيرُ، بَلْ حَبَّةً مُجَرَّدَةً، رُبَّمَا مِنْ حِنْطَةٍ أَوْ أَحَدِ الْبَوَاقِي. وَلكِنَّ اللهَ يُعْطِيهَا جِسْمًا كَمَا أَرَادَ. وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْبُزُورِ جِسْمَهُ. لَيْسَ كُلُّ جَسَدٍ جَسَدًا وَاحِدًا، بَلْ لِلنَّاسِ جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَلِلْبَهَائِمِ جَسَدٌ آخَرُ، وَلِلسَّمَكِ آخَرُ، وَلِلطَّيْرِ آخَرُ. وَأَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ، وَأَجْسَامٌ أَرْضِيَّةٌ. لكِنَّ مَجْدَ السَّمَاوِيَّاتِ شَيْءٌ، وَمَجْدَ الأَرْضِيَّاتِ آخَرُ. مَجْدُ الشَّمْسِ شَيْءٌ، وَمَجْدُ الْقَمَرِ آخَرُ، وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ." والسبب في إشارة بولس لكل هذا؛ للبزور التي تنمو بشكل مختلف، فتصير نبات، وإلى الاختلافات بين الأجسام و"الأجساد".. إلخ، يُظهَر في بداية الفقرة حيث أُخبِرنا بوضوح أن كل هذا قيل في إجابة على التساؤل " كَيْفَ يُقَامُ الأَمْوَاتُ؟ وَبِأَيِّ جِسْمٍ يَأْتُونَ"، كما في الآية 42 حيث نقرأ: كورنثوس الأولى 15: 42 "هكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ..." جملة الربط "هكذا أيضاً" تربط بين ما سبقها (الآيات 35- 41) وما تلاها ("قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ"). أو بمعنى آخر، فكما أن البزرة، على الرغم من أنها تموت، إلا أنها تُخرج نباتاً كاملاً، وكذلك أيضاً، فعلى الرغم من أن هذا الجسم الترابي يموت، إلا أن جسم آخر سيتبعه في القيامة، وكما أن الأجسام لا تشبه بعضها، كذلك يضاً الجسم المقام لن يكون هو نفس الجسم الترابي، كما تخبرنا الآيات 42- 45 كورينثوس الأولى 15: 42- 45 "هكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ. هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا:«صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا»" في هذه الفقرة، جملة " جِسْمًا حَيَوَانِيًّا" هي ترجمة للجملة اليونانية " σώμα ψυχικόν" (soma psuchikon)، حيث أن كلمة " psuchikon" هي الصفة من الاسم "psuche" والذي يعني "نفس". ومن ثم، فكلمة " soma psuchikon" تعني "جسد نفس" أي الجسد الذي تعتمد حياته على النفس2. وهذا هو الجسد الذي لدينا الآن، الجسد الذي " يُزْرَعُ" (كورنثوس الأولى 15: 44). ومع ذلك، فهذا الجسد غير مناسب للحياة الابدية التي وعدنا بها الله. فحقاً تخبرنا كورنثوس الأولى 15: 50 كورنثوس الأولى 15: 50 "فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ." هذا الجسد الذي من لحم ودم، كونه قابل للفساد، لا يقدر أن يرث عدم الفساد، ومن ثم يجب أن يتغير. كما تقول الآيات 53- 55 كورينثوس الأولى 15: 53- 55 "لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ. وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ:«ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ». «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟»" فقط عندما يلبس هذا الجسد البائد الفاسد، عدم الموت وعدم الفساد، سيُبتَلع الموت إلى غلبة، والسبب هو أن الجسد الجديد - الجسد المقام (كورنثوس الاولى 15: 44) - الذي سيأخذ محل الجسد الحيواني الفاسد الموجود الآن- الجسد الذي يُزرَع (كورنثوس الأولى 15: 44) - سيكون بلا فساد، ولن يكون للموت سلطان عليه. لن يكون جسد حيواني أي جسد حياته مبنية على نفس، بل جسد روحاني أي جسد له نفس الخصائص والقدرات مثل جسد الرب يسوع المسيح، الذي هو الوحيد من له مثل هذا الجسد. وكما تخبرنا الآيات 44- 49 من كورنثوس الأولى 15 كورنثوس الأولى 15: 44- 49 "يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ. هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا:«صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». لكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلاً بَلِ الْحَيَوَانِيُّ، وَبَعْدَ ذلِكَ الرُّوحَانِيُّ. الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ." أي إنسان مر من على وجه الأرض، آدم والمسيح كذلك، كان له جسد حيواني . ومع ذلك، فيسوع هو الوحيد الذي ذهب إلى أبعد من ذلك، لأنه على الرغم من موته، إلا أنه لم يبق ميتاً مثل الآخرين، ولكنه اقيم بجسد روحاني بلا فساد بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال. ومن ثم، فالجسد الروحاني ليس قيمة نظرية، بل هو حقيقة بما أنه الجسد الذي للرب يسوع المسيح الآن3. وبما أننا نرتدي الآن جسد آدم أو الجسد الحيواني- "صُورَةَ التُّرَابِيِّ" - إذاً، فيوم ما، يوم مجيء المسيح، سنرتدي أيضاً جسده أو الجسد الروحاني - " صُورَةَ السَّمَاوِيِّ" . ومتى سيحدث هذا هو سؤال مجاب عنه في الآيات 51- 52 من نفس الإصحاح من كورنثوس الأولى، حيث نقرأ: كورنثوس الاولى 15: 51- 52 "هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ." وكما أخبرتنا تسالونيكي الاولى 4: 15- 18 تسالونيكي الأولى 4: 15- 18 "فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ." نستنتج إذاً مما شاهدناه حتى الآن: أن الله لم يردنا جهلاء بخصوص الراقدين ولهذا السبب، وفر في كلمته كل المعلومات ذات الصلة من أجل منفعتنا، ومن ثم، وفقاً لهذه المعلومات، فالمسيح هو الأول والوحيد الذي على الرغم من موته، إلا أنه حي الآن، إذ أقامه الله من بين الأموات، كما أخبرتنا كورنثوس الأولى 15: 23 بشكل خاص، وقالت أنه باكورة الراقدين، أول واحد، وبعده، سيقام هؤلاء الذين للمسيح أي الموتى المسيحيين، بينما سيتبعهم الموتى الباقين في وقت لاحق (كورنثوس الأولى 15: 23). أما الآن فبخصوص وقت قيامة الذين ماتوا في المسيح، فتحدده كلمة الله بأنه سيكون وقت المجيء الثاني للرب. وهذا يعني بدوره، أنه بما أن المجيء الثاني للرب لايزال حدث سيحدث في المستقبل، فلا يمكن للأموات بأي حال من الأحوال أن يكونوا أحياء الآن، بل سيقاموا في ذلك اليوم. ومع ذلك، لن يكون هذا هو الحدث الوحيد الذي سيحدث في ذلك اليوم إلى جانب قيامة الأموات المسيحيين، فهؤلاء المسيحيين الذين سيكونوا أحياء في ذلك اليوم سيخطفون مع المسيحيين المقامين إلى السحاب لملاقاة الرب في الهواء (تسالونيكي الأولى 4: 17). وكما تخبرنا تسالونيكي الأولى 4: 17: " وَهكَذَا نَكُونُ (جميع المسيحيين) كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ". والآن، بخصوص الجسد الذي سيكون للموتى في ذلك اليوم، فسيكون هذا هو ما يقول عنه الكتاب المقدس بأنه "الجسد الروحاني" أي بلا فساد، جسد لا يرى الموت تماماً مثل الجسد الذي ليسوع المسيح الآن. سيكون هذا أيضاً هو الجسد الذي سيناله المسيحيين الأحياء الذين سيخطفون في السحاب في ذلك اليوم كبديل عن الجسد الحيواني الحالي القابل للفساد. ووفقاً للكلمة، سيحدث كل هذا فقط " فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ" (كورينثوس الأولى 15: 52)، ويمكن أن يحدث في أي وقت، حتى في اللحظة التالية. فالوقت بالضبط لم يحدده الله في كلمته، فلا يمكن لأحد إذاً أن يعرفه (أنظر تسالونيكي الأولى 5: 1- 2، مرقس 13: 32، بطرس الثانية 3: 4- 13) بغض النظر عن إعلان الكتاب المقدس لحقيقة الموتى بشكل واضح جداً، إلا أن النظر إلى ما يؤمن به معظم المسيحيون يُظهر فرقاً كبيراً. وحقاً، فمن وجهة نظر العديد من المسيحيين، عندما يموت شخص، تظل روحه حية وتذهب بعد محاكمتها إلى السماء حيث تكون مع الرب ومع أحبائها، ويكون لها الإدراك الكامل وتمجد الرب في سعادة. ومن ثم، فوفقاً لهذه النظرة العامة، يكون الموت في الواقع صديقاً نحصل بواسطته على حياة أفضل في الحياة الأخرى. وبمقارنة هذه النظرة مع ما رأيناه فيما أظهره الله لمنفعتنا، يتضح أنها ليست آتية من الإنجيل. ومع ذلك، فبخلاف الفقرات التي رأيناها حتى الآن، يحتوي الكتاب المقدس على المزيد من الفقرات التي تزيد من وضوح خطأ تلك النظرة العامة وادعائاتها. وفيما يلي، سيتم فحص الادعائات الأساسية لهذه النظرة ومقارنتها مع كلمة الله4. 3. 1. هل السماء هي المكان الذي يذهب إليه الموتى بعد الموت؟ كما رأينا سابقاً، أن المجموعة الأولى التي ستذهب إلى السماء هي مجموعة المسيحيين الذين سيقاموا يوم مجيء الرب. ومن هذا، يمكن بسهولة استنتاج انه لا يوجد أموات في السماء الآن- بخلاف المسيح المقام بالطبع - ولا يذهب أحد إلى هناك بعد الموت. أين يذهب الموتى إذاً بعد الموت؟ والجواب الذي يعطينا إياه الإنجيل هو ببساطة القبر، إذ أن هذا هو معنى كلمتي "الهاوية" و"الجحيم" اللذين يستخدمهما الكتاب المقدس ليدل على مكان الموتى. ويمكن أن نحصل على إيضاح كامل لخصائص مكان 3. 2 هل للموتى إدراك ومعرفة؟الموتى أو القبر بدراسة لفظية لهتين الكلمتين. ولهذا السبب، يحتوي الجزء الموجود بعنوان "ظهور كلمتي "الهاوية" و"الجحيم" في الكتاب المقدس" على بيان كامل بظهورها في الكتاب المقدس. هناك زعم آخر للتقاليد وهو أن الموتى، يستمرون في الحياة بعد الموت ويكون لهم كامل المعرفة والإدراك ويساعدون الأحياء. ومرة أخرى، فمما أخبرنا به الله حتى لا نظل جاهلين، يتضح أن هذا الزعم لا يمكن أن يكون صحيحاً. وحقاً، فوفقاً لما رأيناه، أن الموتى ليسوا أحياءاً الآن والذي يعني بدوره أنهم لا يقدروا على فعل الأشياء التي يمكن أن تميز الأحياء وتُعَيَّن لهم فقط. وحقاً، لا يترك سفر الجمعاء 9: 4- 6، 9 مجالاً لأي رأي مخالف، فنقرأ هناك: 3. 3 هل يمجد الموتى الله؟ سفر الجمعاء 9: 4- 6، 10 "لأَنَّهُ مَنْ يُسْتَثْنَى؟ لِكُلِّ الأَحْيَاءِ يُوجَدُ رَجَاءٌ، فَإِنَّ الْكَلْبَ الْحَيَّ خَيْرٌ مِنَ الأَسَدِ الْمَيْتِ. لأَنَّ الأَحْيَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا الْمَوْتَى فَلاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا، وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ لأَنَّ ذِكْرَهُمْ نُسِيَ. وَمَحَبَّتُهُمْ وَبُغْضَتُهُمْ وَحَسَدُهُمْ هَلَكَتْ مُنْذُ زَمَانٍ، وَلاَ نَصِيبَ لَهُمْ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ، فِي كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ.... كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَافْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَل وَلاَ اخْتِرَاعٍ وَلاَ مَعْرِفَةٍ وَلاَ حِكْمَةٍ فِي الْهَاوِيَةِ الَّتِي أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهَا." كما هو واضح من هذه الفقرة، فالموتى لا يعلمون شيئاً، " وَلاَ نَصِيبَ لَهُمْ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ، فِي كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ" أي في أي شيء يُعمَل في الحياة. وهذا لا يفند فقط الزعم الذي يزعم بالإدراك والمعرفة بعد الموت بل يفند أيضاً زعم العديد من الطوائف بظهور القديسين الموتى لقديسين آخرين والتحدث معهم، أو أن أشخاص آخرين مثل مريم العذراء يسمعون ويجيبون الصلوات. كما رأينا، فوفقاً للكتاب المقدس لا يوجد أحياء الآن من الموتى ، فيما عدا المسيح المقام. ومن ثم، فلا يوجد من يقدر من الموتى على الظهور للأحياء أو سماع وإجابة الصلوات لأنهم بكونهم أموات، ليس لهم إدراك ولا يقدروا أن "يكون لهم نصيب في كل ما يُعمل تحت الشمس." زعم آخر من مزاعم التقاليد فيما يخص الموتى هو أنه عندما يموت الإنسان يذهب إلى السماء حيث يمجد الله. ولكن، فعلى الرغم من المعلومات التي أعطانا إياها الله حتى نعلم ولا نكون جهلاء، إلا أنه يتضح أن هذا الزعم خاطيء مرة أخرى، إذ أن الموتى لا هم في السماء ولا هم أحياء حتى يمكنهم أن يمجدوا، فكلمة الله تجيب على هذا بشكل مباشر أيضاً. وهكذا يخبرنا المزمور 6: 5 3. 4 هل الموت صديق مرسل من الله؟ مزمور 6: 5 "لأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْمَوْتِ ذِكْرُكَ [الله]. فِي الْهَاوِيَةِ [في العبرية: الجحيم] مَنْ يَحْمَدُكَ؟" على عكس الأفكار التقليدية، توضح الكلمة أنه " لَيْسَ فِي الْمَوْتِ ذِكْرُ" لله. ولن يحمده أحد في الهاوية أو في القبر، لأنه ليس هناك أي أحد حي حتى يقدر أن يفعل هذا، بل على العكس، فالأحياء وفقط هم من سيمجدوا الله ويحمدوه. وحقاً تخبرنا إشعياء 38: 18- 19 إشعياء 38: 18- 19 "لأَنَّ."الْهَاوِيَةَ لاَ تَحْمَدُكَ [الله]. الْمَوْتُ لاَ يُسَبِّحُكَ. لاَ يَرْجُو الْهَابِطُونَ إِلَى الْجُبِّ أَمَانَتَكَ. الْحَيُّ الْحَيُّ هُوَ يَحْمَدُكَ....." فالأحياء وليس الأموات هم من سيحمدوا وسيسبحوا الله. الآن هو الوقت الذي سنحمد فيه الله ونسبحه وليس بعدما نموت. بالإضافة إلى ما سبق، هناك زعم آخر وهو أن الموت صديق أُرسِل لنا من قِبَل الله ليقربنا منه. ومرة أخرى، فما عرفناه في الجزئين 1 و2 يكفي لإظهار خطأ هذا الزعم. وحقاً، فإن كان الموت هو صديق مُرسَل من الله إذاً فلم يكن هناك سبباً يجعل الله يُلغي تأثيره بالقيامة. وهذا يُظهِر أن الموت لا يمكن أن يكون صديقاً كما تقول التقاليد. وحقاً نقرأ في كورنثوس الأولى 15: 26 4. الخلاصة كورنثوس الأولى 15: 26 "آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ." فالموت ليس صديقاً، كما يقدمه العديدين وإنما هو عدو ومثل هذا سيتم تدميره5. ومن هذا نستطيع أن نستنتج استنتاجاً إضافياً وهو أن الموت كونه عدو سيدمره الله، فلا يمكن أن يكون هو خالقه. فمن هو إذاً منشئه الحقيقي؟ والجواب معطى في عبرانيين 2: 14 حيث نقرأ: عبرانيين 2: 14 "فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ" إنه الشيطان إذاً هو رئيس الموت وليس الله ، كما تخبرنا يوحنا 8: 44 بشكل خاص: يوحنا 8: 44 "أَنْتُمْ [يقصد اليهود الذين كان يتحدث معهم] مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ [الشيطان] كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ" فالشيطان كان قتالاً للناس منذ البدء، وعلى العكس، فلم يرغب الله الموت أبداً وحسب، وإنما عمل أيضاً في الاتحاه المعاكس، موفراً حلاً كاملاً لمشكلة الموت. ما هو هذا الحل؟ إنه الإيمان بالرب يسوع المسيح، وحقاً قال يسوع في يوحنا 11: 25 يوحنا 11: 25 "قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" متى سيحيا؟ لقد رأينا هذا من قبل، فهو سيحيا في يوم المجيء الثاني للرب، عندما "يُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ" (كورنثوس الأولى 15: 52) درسنا في هذا المقال ما سيحدث بعد الموت، وكما رأينا، فبخلاف الرب يسوع المسيح المقام من الأموات، لا يوجد أي أموات أحياء الآن، ومن سيقاموا بعده سيكونوا هم من كانوا للمسيح أي الموتى المسيحيين في يوم مجيئه الثاني. والجسد الذي سينالونه في ذلك اليوم، لن يكون جسداً حيوانياً مثل الذي تعودوا عليه حتى وقت موتهم، بل جسداً روحانياً، مثل الجسد الذي للرب يسوع الآن. وسيتبع قيامة الموتى المسيحيين اختطاف المسيحيين الذين سيكونوا أحياءاً في ذلك الوقت، والذين ستتغير أجسادهم من الأجساد الحيوانية إلى الأجساد الروحانية. وبعد كل هذا، " نَكُونُ [حميع المسيحيين، الأموات والأحياء] كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ." (تسالونيكي 4: 17). بعدما اختبرنا ما قاله الكتاب المقدس عن الموتى، وأكملنا بحثنا واختبرنا بعض الادعاءات الشائعة من التقاليد في ضوء ما تقوله كلمة الله، نستطيع أن نرى أن الموتى: 1. لا يذهبون إلى السماء بل إلى القبر (بالعبرية: الجحيم، باليونانية: الهاوية). 2. ليس لهم إدراك ولا يشاركون في أي شيء يحدث في الحياة. 3. لا يسبحون الله ولا يحمدونه. ورأينا بالإضافة إلى ذلك: 4. أن الموت ليس صديقاً يقربنا من الله، بل إنه عدو سيُدمَّر، وأن 5. الله ليس هو من أنشأه بل الشيطان. من كل ما سبق، لابد وأن يكون قد اتضح لنا أن الموت ليس أمل نبتغيه كما يفكر المسيحيين، بل أملنا يجب ان يكون هو مجيء الرب يسوع المسيح والذي به، سنقام إن كنا أمواتاً أو سنُخطف إلى السحاب إن كنا أحياءاً لملاقاة الرب في الهواء (تسالونيكي الأولى 4: 17). وكمسيحيين إذاً، فلا يجب إذاً أن ننتظر يوم موتنا، بل أن ننتظر يوم مجيء الرب، كما تخبرنا فيليبي 3: 20- 21 بشكل خاص: فيليبي 3: 20- 21 "فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا [الجسد الحيواني] لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ [الجسد الروحاني]، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ." لعلنا إذاً نفتح آذاننا وقلوبنا ليس للراحة الزائفة التي للدين، بل للراحة الحقيقية التي لكلمة الله، حتى لا ننتظر يوم الحدث المحزن للموت بل يوم مجيء الرب المجيد، حيث سيتغير شكل جسدنا القابل للفساد "لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ" وبعد ذلك " نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ". |
||||