06 - 10 - 2015, 02:51 PM | رقم المشاركة : ( 9511 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة أبويا الغالي، أشكرك لأنك تمنحني ثقتك كعطية. وأنا أتعامل من هذا المستوى العالي في الحياة اليوم بأن أختار أن أثق في الآخرين كعطية، سواء كانوا يستحقونها أم لا. وأُقدم الإمداد لأخطائهم، وأراهم بعيون الحب، في اسم يسوع. آمين. |
||||
06 - 10 - 2015, 02:51 PM | رقم المشاركة : ( 9512 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الثقة هي عطية الثقة هي عطية " المحبة.... لاتقبح (تندفع في إظهار النقد)، ولا تطلب ما لنفسها ، ولا تحتد (سريعة الغضب) ، ولا تظن السؤ (تحتفظ بسجل اخطاء علي الاخرين )، ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق ، وتحتمل كل شئ (تدعم) ، وتصدق كل شئ (وفيه في الانتماء ) ، وترجو (تتوقع امور ايجابية ) كل شئ وتصبر (تثق لأخر المطاف) علي كل شئ" كورنثوس الاولي 5:13-7 ذات مرة، بعد أن قُلتَ مباشرة لأحدهم "إن الثقة لا تُمنح لك؛ ولكنك تكتسبها"، أوقفني روح الله وقال، "لا يا ابني، أنت مُخطئ. أنت لا تكتسب الثقة؛ لأن الثقة عطية." وتفاجأت لأن قبل هذا الوقت، ظننت أن الثقة تُكتسب. ولكن الرب هنا كان يقول أنه لا يمكن لإنسان أن يكتسب الثقة. ثم قادني الرب من خلال الآيات الكتابية ورأيت أموراً لم أكن أُدركها وانتهيتُ إلى أن الثقة بالحق هي عطية كما علمني. فلا يستحق أي إنسان في ذاته أن يوثق به بغض النظر عما يبدو عليه بأنه أهل للثقة. وإن كنت أميناً مع نفسك، ستكتشف أنك حتى أنت لستَ أهلاً للثقة بالكامل. قد يكون في بعض الأحيان مثلاً أنك قلت أنك ستُصلي لأحدهم، ولكنك لم تفعل. ماذا لو أن حياة هذا الإنسان الذي كان عليك أن تُصلي لأجله اعتمدت فقط على صلواتك؟ وبالرغم من ذلك، قد اختار الله أن يثق بك لنشر الإنجيل (2كورنثوس 18:5). إن الكتاب المقدس يقول أن الإنجيل المجيد لله المبارك قد اؤتمنا عليه (1تيموثاوس 11:1)، ليس بسبب أننا اكتسبناه ولكن اختار الله أن يأتمنا، ويثق بنا لنأخذ رسالته للخلاص إلى أطراف الأرض. وعندما أُفكر في هذا، أتلامس بمحبة الله. إذ دفع مثل هذا الثمن العظيم من أجل خلاصنا بأن أرسل ابنه ليموت، ثم بعد ذلك يودع الإنجيل في أيدي رجال ونساء ليسوا أهلاً للثقة. ولكنه يحسبنا أمناء، ويستأمنا الإنجيل، لماذا؟ لأن الثقة عطية! إن هذا الأمر يحتاج أن يتعلمه الأصدقاء، والزملاء في العمل، وشركاء الحياة. إن الناس غير مُتأهَلين لثقتك. ولكنك تثق بهم لأنك تُحبهم وتتوقع الأفضل منهم. فالإنسان الذي يقدر أن يثق في آخر هو أعظم من الشخص الذي يثق فيه، لأن الثقة تُساعده أن يكتسب مستوى من الإيمان ليُقدم الإمداد عند أخطاء الآخرين. وأولئك الغير قادرين على الثقة في الآخرين هم أشخاص ضيقي الأفق. فعندما تبدأ في أن ترى الطريقة التي يرى بها الله، ستبدأ أن تتعلم أن تثق في الناس ولا تُقيمهم وفقاً لما هم عليه ولما يفعلونه (2كورنثوس 16:5)، ولكن وفقاً لتوقعك فيهم. صلاة أبويا الغالي، أشكرك لأنك تمنحني ثقتك كعطية. وأنا أتعامل من هذا المستوى العالي في الحياة اليوم بأن أختار أن أثق في الآخرين كعطية، سواء كانوا يستحقونها أم لا. وأُقدم الإمداد لأخطائهم، وأراهم بعيون الحب، في اسم يسوع. آمين. |
||||
06 - 10 - 2015, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 9513 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة أبي السماوي، أشكرك لأنك وضعت محبتك في قلبي، فالبُغضة والمكر ليس لهما مكاناً فيّ، لأن محبة الله تملأ حياتي للفيض، وقد غمرت قلبي بالروح القدس، إن هذه المحبة تشع اليوم من خلالي، وأنا أُظهرها لكل من في عالمي في اسم يسوع. آمين. |
||||
06 - 10 - 2015, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 9514 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اظهر محبة الله اظهر محبة الله ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا . الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه يوحنا الاولي 16:4 إن الله محبة، وكابناء لله، علينا أن نُحب كما أحبنا المسيح: "فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَة." فبُغضك لأي شخص، بغض النظر عما قد فعله ضدك، غير مقبول عند الله. ولقد أظهر لنا يسوع مثلاً صالحاً في محبته لكل من تقابل معه. فأحب حتى من اتهموه باطلاً – أولئك الذين علقوه على الصليب. ويجب علينا أن نفعل كما فعل السيد بأن نُحب كل واحد، بغض النظر عن الظروف. إن البُغضة من إبليس، ويصفها الكتاب المقدس بأنها أحد أعمال الجسد (غلاطية 5: 19، 20). أما المحبة فهي ثمر الروح البشري التي أُعيد خلقها (خلقة روح الانسان من جديد) (غلاطية 22:5). وأيضاً، يقول في رومية 5:5 " وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا." فالحياة المسيحية هي حياة الحب، قُدمت لنا مجاناً من الله. فاظهر نفس هذا الحب لعالمك. إنه وقت ميلاد المسيح، ويا لها من فرصة مُتميزة لإظهار محبة المسيح لكل من حولك! فالحب يجعلك تُقدم من ذاتك للآخرين دون التفكير فيما يعود إليك. ويجعلك تُفكر في الآخرين وتقبلهم كما هم تماماً. ولا يجب عليهم أن يتصرفوا أو يعملوا شيئاً يستحق حبك، لأن الحب ليس أنانية ولا يبحث عن ما لنفسه. وهو يكسر حواجز العنصرية، والحزبية، والأوضاع الإجتماعية. ويجعل من الممكن لك أن ترى الجمال في الآخرين وتُقدرهم لما هم عليه. استغرق وقتاً لكي تُقدر من حولك وافعل شيئاً مُحدداً لتُظهرلأحدهم محبة يسوع في وقت الميلاد هذا. اجعل أحدهم يختبر محبة، وإهتمام ولمسة يسوع من خلالك اليوم! واجعل محبة الله تحيا في داخلك؛ فسترفعك إلى مستوى جديد من الحياة وستُسر أن هذا قد حدث. صلاة أبي السماوي، أشكرك لأنك وضعت محبتك في قلبي، فالبُغضة والمكر ليس لهما مكاناً فيّ، لأن محبة الله تملأ حياتي للفيض، وقد غمرت قلبي بالروح القدس، إن هذه المحبة تشع اليوم من خلالي، وأنا أُظهرها لكل من في عالمي في اسم يسوع. آمين. |
||||
06 - 10 - 2015, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 9515 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع: ابن داود
الملاك جبرائيل في لوقا : 1: 32 في إعلانه للعذراء بأنها ستكون أم يسوع، قال عنه:" وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ". وكذلك في العهد الجديد نرى في العديد من المرات أن يسوع يدعى ابن داود. فيما يلي بعض المراجع من بشارة متى حول هذا الأمر: متى 9: 27 " وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ وَيَقُولاَنِ:"ارْحَمْنَا يَا ابْنَ دَاوُدَ!"." متى 12: 23 " فَبُهِتَ كُلُّ الْجُمُوعِ وَقَالُوا:"أَلَعَلَّ هذَا هُوَ ابْنُ دَاوُدَ؟"" متى 15: 22 " وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:"ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّ"." متى 20: 30 " وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: "ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ!"" متى 21: 9 " وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ:"أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ!" قول الملاك للعذراء - أن الرب الإله سيعطي يسوع عرش أبيه داود- له معنيان: 1. أن يسوع كان من نسل داود، أي أن داود كان أبيه. 2. أنه كان يستحق كرسي داود شرعاً، اي أنه من الناحية الشرعية كان هو وريث داود على العرش. أن استيفاء يسوع لكل من هذين الشرطين قد اتضح في نسبي يسوع الذين تم ذكرهما في متى 1: 1- 17 وفي لوقا 3: 23- 38. أول هذين النسبين يشير إلى نسبه من يوسف المفترض بأن يكون هو والد يسوع ، وهذا يظهر أنه انحدر مباشرة من النسل الملكي للملك داود. ولهذا السبب، فمن وجهة نظر شرعية، أصبح ليسوع حقوق شرعية على عرش داود. ومع ذلك لم يكن هذا كافياً وقد احتاج أيضاً أن ينحدر مباشرة من نسل داود. وكان هذا من خلال أمه، مريم العذراء. وحقاً، فنسبها الذي ذكر في لوقا 3: 23- 38 يُظهِر أنها كانت ذات نسباً مباشراً لداود. ولذلك فمن ناحية النسب والشرع، كان يسوع من بيت داود وصاحب حقوق مباشرة على عرشه. ولم يكن هذا بالطبع من قبيل الصدفة، ولكنها كانت الصفات التي كان لابد من توافرها في المسيا، إذ أنه وفقاُ لنبؤات العهد القديم، فالمسيا المنتظر كان لابد له وأن يكون من نسل إبراهيم ( أنظر سفر التكوين 21: 12 وغلاطية 3: 16) وأيضاً من نسل داود ( أنظر مزمور 132: 11 وأعمال الرسل 2: 29- 30). وكان يسوع من نسلهما. ومتى 1: 1 تظهر هذه الحقيقة بشكل مباشر جداً: متى 1: 1 " .......... يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ" إذاً فنسبي يسوع المسيح ليسا فقط تعداداً تاريخياً ولكنه دليلاً على أن يسوع هو المسيا، المسيح، المنتظر، ابن داود وابن إبراهيم. والله قد حقق بذلك وعده ليس لإبراهيم وداود فقط (سفر التكوين 21: 12، مزمور 132: 11) ولكن أيضاً وعده للجنس البشري كله ( التكوين 3: 15)، الذي ظل ينتظر مجيء المسيح من بعد السقوط لتصحيح الوضع الذي خلقه هذا السقوط. |
||||
06 - 10 - 2015, 03:01 PM | رقم المشاركة : ( 9516 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل ولد يسوع حقاً في 25 ديسمبر؟
لقرون عديدة، ظل المسيحيون يحتفلون بميلاد يسوع المسيح في الخامس والعشرين من ديسمبر. نحن نؤمن تماماً نأه من غير المرجح أن يكون يسوع قد ولد في هذا التاريخ للاسباب الآتية: 1. لوقا 2: 1- 3 تحكي لنا عن إحصاء رسمي للسكان كان يُجرى والذي كان سبباً في سفر يوسف ومريم. ولم يكن أبداً هذا التعداد ليقام في قلب الشتاء إذ أن أحوال الطقس كانت ستجعل انتقال الناس إلى موطن أهاليهم1 في غاية الصعوبة. وفي الحقيقة، فحتى في عصر سرعة وسائل المواصلات الذي نعيشه الآن، عادة ما تتم تعدادات السكان في أوقاتاً ملائمة بحيث لا تكون الأحوال المناخية عائقاً. إذاً، فمولد المسيح الذي اعتقد انه في الخامس والعشرون من يناير ووجود تعداد سكاني في نفس التوقيت ليسا شيئين من الممكن أن يكونا قد حدثا معاً. 2. بالإضافة إلى ذلك، فتحدث الآية رقم 8 عن الرعاة الذين كانوا مع قطعانهم وهي ترعى دليلاً آخر على أن يسوع لم يولد في الخامس والعشرين من ديسمبر، حيث أن القطعان لن تخرج إلى المراعي في ديسمبر. وكما يقول آدم كلارك على نحو التخصيص: " حيث أن هؤلاء الرعاة لم يُرجعوا قطعانهم بعد، لذلك نفترض أن شهر أكتوبر لم يحل بعد، وبالتالي فالرب لم يولد في الخامس والعشرين من ديسمبر حيث لا تكون أي قطعان في المراعي .... وعلى هذا الأساس فينبغي علينا أن لا نعتقد بأن ميلاد السيد المسيح كان في ديسمبر" ( المقطع مأخوذ من R. E. Woodrow: "Babylon Mystery Religion", Ralph Woodrow Evangelistic Association Inc., 1966, this printing 1992 p.141) من الحقائق السابقة، يتضح أنه من غير المحتمل على الإطلاق أن يكون يسوع قد ولد في الخامس والعشرين من ديسمبر. لماذا إذاً يتم الاحتفال بمولده في هذا اليوم؟ والسبب هو ليس إلا عادات وثنية أتى بها الوثنيون الذين آمنوا بالمسيحية . كما قال جي فرايزر: " الثقافة الوثنية الكبرى و التي شجعت احتفال الخامس والعشرين من ديسمبر في العالمين اليوناني والروماني كانت هي الميثرائية - عبادة الشمس الوثنية .... وهذا الاحتفال الشتوي سمي " الميلاد" - " ميلاد الشمس" ( انظر كتاب J. Frazer: "The Golden Bough", New York, Macmillan Co., 1935 p.471.) حتى مثل هذا المصدر المحافظ " كالموسوعة الكاثوليكية" يعترف بأن هذا التقليد الوثني كان هو السبب في بدأ الحتفال بميلاد يسوع المسيح في الخامس والعشرين من ديسمبر: " العيد الشمسي المشهور المسمى بميلاد الشمس الحصينة يتم الاحتفال به في الخامس والعشرين من ديسمبر، له السبب الأقوى في أخذنا بهذا التاريخ" (انظر: "The Catholic Encyclopedia", New York, Robert Appleton Co., 1911, p.725. This quotation was taken from R. Woodrow, op. cit. p.143) مما سبق2، يتضح أن الخامس والعشرين من ديسمبر ليس هو يوم ولادة يسوع وإنما هو اليوم الذي كان يحتفل فيه الوثنيون بميلاد الشمس. فعندما تحول هؤلاء الوثنيون إلى المسيحية، أحضروا معهم ممارساتهم الوثنية. وبدلاً من أن تتخذ الكنيسة وقفة واضحة وتقوم بمحاربة تلك الممارسات، فضلت أن تساعدهم في مسيحيتهم. إذاً " فميلاد إله الشمس" تحول إلى " ميلاد ابن الله". وللأسف،هذه فقط واحدة من العديد من الممارسات والعادات الوثنية التي لا يزال أعداد كبيرة من المسيحيون يتبعونها. وأنا لا أعني مما سبق بأن نتخذ موقفاً ضد الاحتفال بميلاد يسوع في الخامس والعشرين من ديسمبر ولا أعني أننا ينبغي علينا أن نبدأ في التشاجر مع عائلاتنا في عيد الميلاد. فتاريخ ولادة يسوع ليس بتلك الاهمية. وإنما المهم هو حقيقة أنه قد ولد!!! مع ذلك، فمن المهم جداً أن نعرف هذه الاشياء ولا نسمح لانفسنا بان نتحمس للاعتقاد في العديد من العادات التي هي من صنع الإنسان. |
||||
06 - 10 - 2015, 03:04 PM | رقم المشاركة : ( 9517 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملوك الثاني 4: 1- 38، الارملة والمرأة الشونمية
أحد رجال الله الذي فُرِدَت له مساحة واسعة في كلمة الله هو أليشع. كان أليشع يتبع إليا، والذي تبعه في النبوة ( أنظر ملوك الثاني 2). لقد سار بقوة مع الرب ومن العديد من المعجزات التي صنعها الله على يديه، سوف ندرس هنا اثنتين فقط منها. وفي كلتا الحالتين سيكون تركيزنا على قدرة الله على إنقاذ الذين يطلبونه من أي مشكلة قد يواجهونها. أولى الحالتين التي سيتم اختبارها في هذه الدراسة هي المتعلقة بالارملة وولديها. ملوك الثاني 4: 1 تقول لنا عن هذه المرأة ومشكلة كبيرة كانت تواجهها بعد موت زوجها. ملوك الثاني 4: 8- 30: المرأة الشونمية ملوك الثاني 4: 1 " وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَائِلَةً: "إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ. فَأَتَى الْمُرَابِي لِيَأْخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ"." ووفقاً للفقرة، فهذه المرأة كانت زوجة رجل يخاف ويوقر الرب بعمق. ولكن للأسف، مات زوجها تاركاً لأسرته ديناً لا يقدرون على سداده. ونتيجة لذلك، جاء صاحب الدين ليأخذ ولديها ليكونا عبديه. ومن هذا نستطيع أن نفهم بسهولة خطورة الموقف: فالمرأة كانت على وشك أن تخسر ولديها بسبب دين لم يتم تسديده. ولمواجهة هذه المشكلة صرخت لاليشع، رجل الله. وبالطبع لم يكن اختيارها في الهروع إلى رجل الله في هذا الظرف الصعب من قبيل الصدفة. وحقيقة، فعندما يكون الوقت محدوداً جداً ("صاحب الدين كان آتياً" أي في طريقه) لا تذهب إلَّا لهؤلاء الذين تعرف أنهم يقدرون على مساعدتك. و من الواضح أن الرجل الذي آمنت المرأة بقدرته على مساعدتها هو أليشع، رجل الله1. ومن الجلي، أنها قد قررت أن تحارب هذه الشدة وأن تحاربها مع الله. وقد رأينا ما قالته الارملة لاليشع، فدعونا الآن نرى بماذا أجابها أليشع: ملوك الثاني 4: 2 " فَقَالَ لَهَا أَلِيشَعُ: "مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ؟"." وأنظر تواجد أليشع. فقد كان أليشع هناك مستعداً لمساعدة الأرملة. لم يدينها على الدَّيْن. وفي رأيي الشخصي، لابد وأن كان هناك وقتاً طويلاً قبل أن تصل الارملة وزوجها إلى مرحلة الإفلاس. فبالتأكيد أنت لا تصل إلى هذه المرحلة في عشية وضحاها بدون التعامل مع بعض الأمور في ذلك الوقت بشكل خاطيء. ولكن، النقطة هنا ليس ما قد حدث. فما حدث قد حدث. فما يهمنا الآن ليس الماضي، وإنما الحاضر في ذلك الوقت هو أنها كانت تحتاج إلى مساعدة عاجلة، ولكي تجدها بحثت عن الرب. أيضاً لاحظ أن أليشع لم يحاول أن يتخلص منها لأن المشكلة كانت "صعبة للغاية". فبالطبع لم يكن لديه حل لمشكلتها، قبل أن يمدهما الله بالحل المعجزي والذي سنقرأه بعد دقيقة. ومع ذلك، فهذا لا يعني انه لم يكن متواجداً لمساعدتها. وعلى النقيض، فرده يظهر أنه كان مستعداً أن يقوم بالمساعدة بأي طريقة يستطيع. الآية الثانية تعطينا جواب المرأة على سؤال أليشع: ملوك الثاني 4: 2 " فَقَالَتْ: "لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ"." فهذه الأرملة كانت فقيرة جداً. فلم يكن في منزلها إلا إناء زيت. ومن الواضح أنه في محاولة للتخلص من الدَّيْن، قامت ببيع كل شيء. فلم يكن هناك منضدة، أسرَّة ولا حتى أواني للطبخ. فالشيء الوحيد الذي بقي هو إناء الزيت. ومع ذلك، فإناء الزيت هذا كان كافياً لله ليخلصها. الآيتين 3 - 4 تقول لنا: ملوك الثاني 4: 3- 4 " فَقَالَ [اليشع]: "اذْهَبِي اسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أَوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ، مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ، أَوْعِيَةً فَارِغَةً. لاَ تُقَلِّلِي. ثُمَّ ادْخُلِي وَأَغْلِقِي الْبَابَ عَلَى نَفْسِكِ وَعَلَى بَنِيكِ، وَصُبِّي فِي جَمِيعِ هذِهِ الأَوْعِيَةِ، وَمَا امْتَلأَ انْقُلِيهِ"." فمن خلال أليشع، قال الله للمرأة أن تقم باستعارة أوعية فارغة وتقوم بصب الزيت الذي عندها في هذه الأوعية. فإذا لم نأخذ الله في الاعتبار، فهذه الخطوات تبدو مجنونة. حيث أنه، وفقاً للقوانين العلمية، لا يستطيع إناء الزيت أن يملأ سوى إناء زيت آخر بنفس الحجم. وبالتالي، فعلمياً، ما قاله أليشع للارملة أنه سيحدث كان مستحيلاً. ومع ذلك فإني أكرر، أنه كان ليصير مستحيلاً إذا لم نأخذ الله في الاعتبار. لأنه إذا أخذنا الله في الاعتبار، فستتغير الاشياء تماماً. والسبب هو ان الله غير مُقَيَّد بالقوانين العلمية. وحقيقة، أنه عندما يتعلق الأمر بالله فما يهم ليس كون الشيء ممكناً علمياً أو لا، ولكن ما إذا كانت هي إرادة الله أم لا. فعندما يريد شيئاً، سيحدث مهما قال العلماء. بالتأكيد، فمما قرأناه حتى الآن، نستطيع أن نستنتج أن الله رغب في خلاص هذه المرأة من مشكلتها إذ أنه يرغب دائماً في أن يعيش أولاده منتصرين. إذن فمن جهة الكتاب المقدس، ما قاله أليشع تَوَافَق مع إرادة الله فيما يخص الموقف، وبالتأكيد سيحدث 100 % إذا اتبعت الأرملة ما قاله الله لها أي إذا: أ) قامت باستعارة الأوعية الفارغة ، ب) أغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها، ج) صبت الزيت من الإناء إلى الأوعية الفارغة. أنا لا أستطيع أن أصدق أن الأرملة رأت في حياتها من قبل إناء زيت يملأ العديد من الأواني الفارغة. ومع ذلك، فلكي يقوم الله بتنفيذ إرادته، كان عليها أن تؤمن بأنها سترى هذا للمرة الأولى. فمع الله لا يهم إذا كان الشيء قد حدث لآخرين أم لا. فما يهم هو ما إذا كنا سنؤمن ونعمل على حسب قوله أم لا. لنرى إذاً ما إذا كانت المرأة ستصدق الله أم لا: ملوك الثاني 4: 5 " فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَأَغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا. فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لَهَا الأَوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ." لقد صدَّقَت المرأة قول الله وتبعته . إذاً فبمجرد ذهابها من عند أليشع، استعارت أوعية فارغة، " وأغلقت الباب" على نفسها وعلى ولديها، وبدأت تصب الزيت من إناءها إلى الأوعية، تماماً كما قال لها الله. ونتيجة هذا مذكورة في الآية 6: ملوك الثاني 4: 6 " وَلَمَّا امْتَلأَتِ الأَوْعِيَةُ قَالَتْ لابْنِهَا: "قَدِّمْ لِي أَيْضًا وِعَاءً". فَقَالَ لَهَا: "لاَ يُوجَدُ بَعْدُ وِعَاءٌ". فَوَقَفَ الزَّيْتُ." جميع الأوعية التي كانت قد استعارتها امتلأت بالزيت. "ووقف" الزيت فقط عندما لم يكن هناك وعاء آخر فارغ. ومع ذلك، فالاوعية المملوءة كانت كافية لتعبر بها هي وولديها من الإفلاس إلى الغنى. وحقيقة، تقول لنا الآية 7 : ملوك الثاني 4: 7 " فَأَتَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَ اللهِ فَقَالَ: "اذْهَبِي بِيعِي الزَّيْتَ وَأَوْفِي دَيْنَكِ، وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ"." كان الزيت كثيراً جداً حتى استطاعت هي وولديها أن تدفع الدَّيْن وأن يعيشوا بالباقي. فالأرملة لم يتم إنقاذها فقط من مشكلتها ولكن أكثر من ذلك: اصبح لديها ثروة من الزيت. وكل هذا لأنها بحثت عن إنقاذ الله. لقد ذهبت إلى الله ورجله فقيرة ومظلومة، ورجعت غنية ومُخَلَّصة. فالمجد لله المستعد دائماً ان يخلص. قصة الارملة السابقة ليست الوحيدة في الكتاب المقدس التي نرى فيها قوة إنقاذ الله في التجلي. كما قلنا، فإلهنا هو إله الخلاص ونتيجة لذلك فالكتاب المقدس مليء بالحالات التي تتحدث عن الناس الذين وثقوا به وخلصوا. يمكن أن نجد واحدة من هذه الحالات في نفس الإصحاح من ملوك الثاني ويتبع قصة الأرملة وولديها. لنبدأ إذاً من الآية الثامنة حيث نقرأ: 3. النتيجة ملوك الثانية 4: 8 " وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا." ولمرة أخرى، تكون إمرأة هي شخصية من الشخصيات الرئيسية للقصة. ومع ذلك، فعلى النقيض للحالة السابقة حيث كانت المرأة فقيرة جداً، فهذه المرأة كانت عظيمة، أي إنسانة لها وضعها وغالباً لم يكن لديها اي مشاكل اقتصادية. والآن، ففي يوم من الأيام كان اليشع في المنطقة، واقنعته هذه المرأة العظيمة أن يأكل في بيتها، واخيراً فكلما عبر يميل إلى هناك ويأكل. ونستطيع من ذلك أن نفهم أحترام هذه المرأة ورعايتها لأليشع. إذ إنك لا تقوم بدعوة أحد ليأكل في بيتك كلما مر إلا إذا كنت تحترمه وتهتم لأمره. ولكن لماذا حقاً اهتمت هذه المرأة كثيراً بأليشع؟ وباقي الآية 8 تجيبنا على هذا. ملوك الثاني 4: 9 " فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: "قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا...." فكان أليشع في نظر هذه المرأة "رجل الله مقدس". ولهذا السبب كانت كريمة جداً معه. فاحترامها لأليشع ورعايتها له كان انعكاساً لاحترامها ورعايتها لإله أليشع. ومع ذلك، فرعاية المرأة لم تنتهي عند الطعام. وفي الحقيقة، تقول لنا الآيتان 9 و 10 أن الأمر زاد عن ذلك: ملوك الثاني 4: 9- 10 " فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: "قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا. فَلْنَعْمَلْ عُلِّيَّةً عَلَى الْحَائِطِ صَغِيرَةً وَنَضَعْ لَهُ هُنَاكَ سَرِيرًا وَخِوَانًا وَكُرْسِيًّا وَمَنَارَةً، حَتَّى إِذَا جَاءَ إِلَيْنَا يَمِيلُ إِلَيْهَ"." كم كانت هذه المرأة كثيرة التفكير حقاً من أجل أليشع. لم تقدم له الطعام فحسب، وإنما أرادت أيضاً ان تبني له حجرة حتى يبقى فيها كلما مر من هناك. ولسنا في حاجة لأن نقول ان الله لم يستطع ترك رعاية واهتمام المرأة بدون مكافأة. تقول لنا الآيات 11- 13: ملوك الثاني 4: 11- 13 " وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ جَاءَ إِلَى هُنَاكَ وَمَالَ إِلَى الْعُلِّيَّةِ وَاضْطَجَعَ فِيهَا. فَقَالَ لِجِيحْزِي غُلاَمِهِ: "ادْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ". فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ أَمَامَهُ. فَقَالَ لَهُ: "قُلْ لَهَا: هُوَذَا قَدِ انْزَعَجْتِ بِسَبَبِنَا كُلَّ هذَا الانْزِعَاجِ، فَمَاذَا يُصْنَعُ لَكِ؟ هَلْ لَكِ مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ أَوْ إِلَى رَئِيسِ الْجَيْشِ؟" فَقَالَتْ: "إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسْطِ شَعْبِي"." اعترف أليشع باهتمام المرأة به وكان شاكراً جداً. فرداً لجودها، اقترح عليها في البداية أن يتكلم بالنيابة عنها للملك أو إلى قائد الجيش. ومع ذلك، فلم يكن هذا ما رغبت فيه الشونمية حيث كانت مكتفية بالعيش وسط شعبها. ولكن ما رغبت فيه كثيراً معطى في الآية التالية: ملوك الثاني 4: 14- 17 " ثُمَّ قَالَ: "فَمَاذَا يُصْنَعُ لَهَا؟" فَقَالَ جِيحْزِي: "إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا ابْنٌ، وَرَجُلُهَا قَدْ شَاخَ". فَقَالَ: "ادْعُهَ". فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ فِي الْبَابِ. فَقَالَ: "فِي هذَا الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ تَحْتَضِنِينَ ابْنً". " فهذه المرأة لم يكن لديها ابناء، ولكي نتحدث بشكل علمي، لم تكن لديها الاحتمالات لذلك، لأن زوجها قد شاخ. ومع ذلك، فهذا لم يعني أنها لا تستطيع ان يكون لديها طفل. لأنه يوجد شخص واحد يستطيع أن يحقق الرغبات حتى إن لم يعطى العلم أي احتمالات لتحقيقها. من هو؟ الجواب هو الله. وكما قلنا أثناء دراستنا لمثال الأرملة، الله لا يعرف المستحيل، وعندما يريد شيئاً، فسيحدث، بغض النظر عما تقوله الاحتمالات. من وجهة نظر العلم، فتلك المرأة لم تكن لديها الاحتمالات لتنجب طفلاً. على كل حال، فسوف تنجب طفلاً، لأن الله اراد ان يكون لديها طفل. وبعيداً عن ذلك، فهناك نقطة أخرى جديرة بالذكر وهي أن أليشع لم يعرف من البداية رغبة المرأة التي سيتم تحقيقها. وإلا فلم يكن قد اقترح عليها من البداية أن يتكلم بالنيابة عنها للملك أو لقائد الحرس، ولا طلب من جحزي أن يخبره ماذا يصنع من أجلها. ومع ذلك، فلا شيء غريب في هذا. فبالنسبة لاليشع ، كاي رجل آخر لديه الروح القدس2، يستطيع أن يحصل على المعلومات فقط إما من خلال حواسه الخمس أو من خلال إعلان الله له. ومن الواضح في حالتنا هذه أن الله لم يكشف له منذ البداية أن المرأة كانت ترغب بشدة في إنجاب طفل. عوضاً عن ذلك، فقالت له هذا بواسطة جحزي حيث اعتقد أنها الطريقة الأفضل لجعل المعلومات متاحة. ثم، وبعد أن عرف أليشع من جحزي أن المرأة لم يكن لديها طفل، أعلن له الله مباشرة قائلاً له أنه في خلال عام من ذلك الوقت، سيكون للمرأة طفل، ولهذا السبب أعلن لها أليشع هذا الخبر. ورد فعل المرأة تجاه هذا الوعد العظيم معطى في الآية 16 الملوك الثاني 4: 16 " فَقَالَتْ: "لاَ يَا سَيِّدِي رَجُلَ اللهِ. لاَ تَكْذِبْ عَلَى جَارِيَتِكَ"." اعتقدت المرأة أن أليشع كان يكذب عليها، فلم تستطع تصديق أن رغبتها الكبرى ستتحقق أخيراً. فهذا ليس شيئاً غير عادي: في بعض الأحيان نصبح بطيئين في تصديق الأشياء الرائعة التي تقول كلمة الله بانها ستكون لنا او وعود الله لنا. فنعتقد انها جيدة جداً بحيث لا يمكن ان تكون صحيحة. ومع ذلك، فعلينا أن نفهم أنه من عند الله، تاتي فقط العطاية الجيدة والحسنة (رسالة يعقوب 1: 17). عندما نتحدث عن الله، فلا يوجد شيء مثل " جيد جداً بحيث لايصدق"، لأنه من الله فقط تأتي الاشياء الجيدة والصحيحة. كما تقول لنا افسس 3: 20 أن الله " قَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا،". فهو ليست لديه مشكلة في أن يقوم بعمل ما يريد. عودة للمراة، في رأيي، فالوعد بطفل كان لها بمثابة شيء يفوق كثيراً كل طلب وفكر. ولهذا اعتقدت أن أليشع كان يكذب عليها. ومع ذلك، فبعيداً عن كون هذا الوعد رائعاً، فقد كان صحيحاً أيضاً. الآية 17 تسجل هذا التحقق: ملوك الثاني 4: 17 " فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا فِي ذلِكَ الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ، كَمَا قَالَ لَهَا أَلِيشَعُ." فبعد عام ولدت المرأة ابناً تماماً كما وعدها الله. وبالرغم من أن القصة كان من الممكن أن تنتهي جيداً جداً هنا، ولكن لم تكن تلك هي النهاية. وهذا لان الآيات التالية تقول لنا عن مشكلة كبيرة ظهرت في صحة الطفل عندما كبر: ملوك الثاني 4: 18- 20 " وَكَبِرَ الْوَلَدُ. وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ خَرَجَ إِلَى أَبِيهِ إِلَى الْحَصَّادِينَ، وَقَالَ لأَبِيهِ: "رَأْسِي، رَأْسِي". فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: "احْمِلْهُ إِلَى أُمِّهِ". فَحَمَلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُمِّهِ، فَجَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهَا إِلَى الظُّهْرِ وَمَاتَ." لقد اصيب الطفل بهذا المرض الخطير حتى أنه مات سريعاً جداً. وكما نستطيع أن نرى أنه بالرغم من أن الطفل كان هدية من الله لدرجة أنها كانت- حسب يعقوب 1: 17- صالحة وتامة، ولكن الشرير نجح في ضربها. و مرة أخرى، لم يكن هذا غريباً. فحقاً لم تقل كلمة الله في اي موضع أن ابناء المؤمنين (أو الآباء أو الأخوة أو الزوجات أو المؤمنين ذات نفسهم) لن يمرضوا ابداً. فهناك عدو وهو الشيطان ووظيفته هي تسبيب المرض. ولهذا دعا الكتاب المقدس الذين تم شفائهم عن طريق الرب يسوع المسيح أنهم "الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ" (اعمال الرسل 10: 38): فقد دعاهم كذلك لأن الشيطان تسلط عليهم بالمرض. ومن ثم، فالموت والمرض ليسوا اشياءاً تأتي من عند الله. على النقيض فهما شيئان مصدرهما هو عكس قوة الله الروحية، والتي تجلب المرض، فالله الذي هو اعظم بكثير من الشيطان (يوحنا الأولى 4: 4) ، يستطيع أن يشفينا من اي مرض. كما يقول المزمور 103: 3: مزمور 103: 3 " الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ" الله لا يشفي نصف امراضنا فقط وإنما جميعها، بخلاف رأي العلماء حول بعضها القابل للشفاء. عودة الآن للمرأة، ايستطيع الرب أن يذهب إلى ابعد ما يكون ويُرجع الحقيقة التي يستحيل إرجاعها وهي موت الطفل؟ سنرى الجواب في دقيقة، بعدما نرى رد فعل المراة تجاه هذه الحقيقة. ملوك الثانية 4: 21- 24 " فَصَعِدَتْ وَأَضْجَعَتْهُ عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ اللهِ، وَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ وَخَرَجَتْ. وَنَادَتْ رَجُلَهَا وَقَالَتْ: "أَرْسِلْ لِي وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَإِحْدَى الأُتُنِ فَأَجْرِيَ إِلَى رَجُلِ اللهِ وَأَرْجعَ". فَقَالَ: "لِمَاذَا تَذْهَبِينَ إِلَيْهِ الْيَوْمَ؟ لاَ رَأْسُ شَهْرٍ وَلاَ سَبْتٌ". فَقَالَتْ: "سَلاَمٌ". وَشَدَّتْ عَلَى الأَتَانِ، وَقَالَتْ لِغُلاَمِهَا: "سُقْ وَسِرْ وَلاَ تَتَعَوَّقْ لأَجْلِي فِي الرُّكُوبِ إِنْ لَمْ أَقُلْ لَكَ"." فمن رد فعل المرأة، واضح أنها لم تعتبر ان موت ولدها كان حقيقة لا يمكن إرجاعها. وحقاً، فبدلاً من أن تقوم برثاء ابنها وتخبر زوجها بموته، وضعت الطفل على سرير رجل الله وطلبت من زوجها ان يعطيها حماراً وغلاماً حتى تتمكن من الذهاب إليه. ومن الواضح ان هذه المرأة قد اعتبرت أن طفلها كان هدية أعطاها الله إياه وان موته لم يكن إرادة الله. ومن ثم فلم تقبل أن يكون موت ابنها حقيقة لا يمكن تغييرها. ولهذا السبب اندفعت إلى أليشع، ولم تحكي لأي أحد عما حدث. الآيات 25- 28 تقول لنا ما حدث عندما قابلت أليشع. ملوك الثانية 4: 25- 28 " وَانْطَلَقَتْ حَتَّى جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللهِ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ. فَلَمَّا رَآهَا رَجُلُ اللهِ مِنْ بَعِيدٍ قَالَ لِجِيحْزِي غُلاَمِهِ: "هُوَذَا تِلْكَ الشُّونَمِيَّةُ. اُرْكُضِ الآنَ لِلِقَائِهَا وَقُلْ لَهَا: أَسَلاَمٌ لَكِ؟ أَسَلاَمٌ لِزَوْجِكِ؟ أَسَلاَمٌ لِلْوَلَدِ؟" فَقَالَتْ: "سَلاَمٌ". فَلَمَّا جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللهِ إِلَى الْجَبَلِ أَمْسَكَتْ رِجْلَيْهِ. فَتَقَدَّمَ جِيحْزِي لِيَدْفَعَهَا، فَقَالَ رَجُلُ اللهِ: "دَعْهَا لأَنَّ نَفْسَهَا مُرَّةٌ فِيهَا وَالرَّبُّ كَتَمَ الأَمْرَ عَنِّي وَلَمْ يُخْبِرْنِي". فَقَالَتْ: "هَلْ طَلَبْتُ ابْنًا مِنْ سَيِّدِي؟ أَلَمْ أَقُلْ لاَ تَخْدَعْنِي؟"" ومرة أخرى نستطيع ان نرى انه بدون أن يقوم الله بإخباره، فأليشع ، مثل اي إنسان، من المستحيل أن يعرف مقدماً ما كان يجري للمرأة. كان من الواضح ان المراة في شدة الحزن. ومع ذلك، بالرغم من حزنها العميق، كان لديها الشجاعة لتترك ابنها الميت بالمنزل وتذهب لزيارة رجل الله. وكان رد فعل أليشع فوري: ملوك الثاني 4: 29- 31 " فَقَالَ [أليشع] لِجِيحْزِي: "أُشْدُدْ حَقَوَيْكَ وَخُذْ عُكَّازِي بِيَدِكَ وَانْطَلِقْ، وَإِذَا صَادَفْتَ أَحَدًا فَلاَ تُبَارِكْهُ، وَإِنْ بَارَكَكَ أَحَدٌ فَلاَ تُجِبْهُ. وَضَعْ عُكَّازِي عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ". فَقَالَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ: "حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ". فَقَامَ وَتَبِعَهَا. وَجَازَ جِيحْزِي قُدَّامَهُمَا وَوَضَعَ الْعُكَّازَ عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ، فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُصْغٍ. فَرَجَعَ لِلِقَائِهِ وَأَخْبَرَهُ قَائِلاً: "لَمْ يَنْتَبِهِ الصَّبِيُّ"." رجح جحزي أولاً إلى المنزل. ولكن بالرغم من انه فعل ما قاله له أليشع، فالطفل لم يستيقظ. وبعد لحظة، رجع أليشع وأم الطفل كذلك: ملوك الثانية 4: 32- 33 " وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ وَمُضْطَجعٌ عَلَى سَرِيرِهِ. فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ." صلَّى اليشع إلى الرب. فكان هذا رد فعله تجاه الموقف. فقد كان بالطبع في موقف صعب: فالطفل الذي وعد به الله المرأة من خلاله كان ميتاً، وبدون اي علامة للشفاء حتى بعدما فعل جحزي ما قاله له أليشع. وبالرغم من ذلك، فنحن لا نرى في اي لحظة أن أليشع قد فقد ثقته في الله، أو شعر بالإحباط والاستسلام. ولكن عوضاً عن ذلك، فقد واجه الموقف كما ينبغي: فقد صلى إلى الرب. إنه الرب الذي هو مصدر كل الأجوبة، واحتاج أليشع أن يحصل على جواباً حول ما يفعله في هذا الموقف. لذلك صلى للوحيد الذي يعرف الجواب: للرب3. ونتيجة لذلك، فاستجاب الله لصلاته. الآيات 34- 35 تقول لنا: ملوك الثانية 4: 34- 35 " ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ. ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ." فكل تلك الاشياء التي فام بها أليشع والتي تخبرنا بها الفقرة السابقة، لم تكن اشياء من تفكيره. وإنما قد تم القيام بها بإعلان من الله. وهذه هي الحالة الواضحة من النتيجة: تم شفاء الطفل وأعاده أليشع إلى أمه: ملوك الثانية 4: 36- 38 " فَدَعَا جِيحْزِي وَقَالَ: "اُدْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ" فَدَعَاهَا. وَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَالَ: "احْمِلِي ابْنَكِ". فَأَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ، ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَخَرَجَتْ. وَرَجَعَ أَلِيشَعُ إِلَى الْجِلْجَالِ. " الله انقذ المرأة وأرجع الحقيقة التي كانت تبدو وكأنها من المستحيل إرجاعها وهي موت الطفل، موضحاً أنه من الممكن أن يذهب حقاً إلى أبعد ما يكون بقدر ما هو ضروري لإنقاذ هؤلاء الذين يبحثون عن قوته المنقذة. في هذا المقال اختبرنا حالتين أظهرتا قوة الله المنقذة. وهذا يشجع القاريء على دراسة كلمة الله لنفسه ليجد المزيد من الأمثلة. وفي كلتا الحالتين التين قمنا بدراستهما، وعامة في كل الحالات التي يستطيع الإنسان أن يجدها بدراسته للكتاب المقدس، فهو نفس الدرس المُعطى: هؤلاء الذين يثقون في الرب ويبحثون عنه لن يخذلون أبداً مهما كانت المشكلة التي قد يواجهونها. فإلهنا هو إله الإنقاذ ولا حدود لقوته المنقذة. فإنه يستطيع الذهاب إلى ابعد ما يكون لدرجة ملء اوعية فارغة أو إقامة أطفال أمواتاً في سبيل إنقاذ شعبه. فهو حقاً "يستطيع أن يفعل أكثر بكثير جداً وبأوفر مما قد نطلب أو نفكر". ونحن قد نثق إذاً في قوته المنقذه، في كل شيء قد نحتاجه، فإذا فعلنا هذا، شيء واحد فقط سيحدث: سيتم إنقاذنا. الحواشي 1. فمن الارجح أنها كانت تعرف أليشع من خلال زوجها والذي كان أحد أبناء الأنبياء ورجلاً كان يوقر الرب 2. اليوم الروح القدس يكون معنا بولادتنا الجديدة، والتي بدورها تحدث عندما يعترف الإنسان بفمه بالرب يسوع ويؤمن من قلبه ان الله اقامه من الأموات (رومية 10: 9). وللمزيد عن هذا أنظر: الولادة الجديدة 3. للمزيد عن أهمية الصلاة انظر: رأي يسوع عن الصلاة |
||||
06 - 10 - 2015, 03:06 PM | رقم المشاركة : ( 9518 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
النبوات : ما قيل وما كتب
نقرأ في متى 2: 23 2. نبؤة الثلاثين من الفضة متى 2: 23 " وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ:"إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّ"" العديد منا مضطربون بسبب هذه الآية، لأن النبؤة التي تقول أن المسيا سيدعى الناصري لا نستطيع أن نجدها في أي مكان بالعهد القديم. ولحل هذه المعضلة، فدائماً ما نقوم بافتراض1 بعض الترابط ما بين كلمة "ناصري" والكلمة العبرية "نتسر" والتي تعني "قضيب". وبعيداً عن حقيقة أن هذا الارتباط ليس أكثر من مجرد افتراض، فالتناقض الموجود في هذه النظرة يظهر أيضاً في أنه بينما متى 2: 23 تقول أن النبؤة قد قيلت بالأنبياء، أي من قِبَل مجموعة من الناس، استخدمت كلمة "نتسر" مع المسيح من قِبَل أشعياء وحده (أشعياء 11: 12). ومع ذلك فنحن نؤمن أن هذه ليست مشكلة حقيقية لكلمة الله ولكنها مشكلة تم اختلاقها بسبب عدم انتباهنا لما نقرأ. وحقاً، فبينما يقول الكتاب المقدس أنه قد قيل بالأنبياء "إنه سيدعى ناصرياً" [باليونانية: "ريثين" وتعني "التي قيلت]، ولكننا نفهم ذلك على أن النبؤة قد كتبت [باليونانية: "أو جيجرابتاي" وتعني "المكتوبة] بالأنبياء. ومع ذلك، فعندما يقول النص أنه قيل فتعني أنه قيل. بعض النبؤات قد قيلت ولم تكتب. بعضها لم تقال ولكنها كتبت فقط، بينما البعض الآخر قد قيل وكتب. عندما نقرأ ما يقول "كما كتب" ، سنجدها بكل تأكيد في الكتاب المقدس، حيث أنه شيء مضمون ان تكون قد كتبت. ومع هذا فإن راينا ما يقول أنه قيل ، إذاً فربما نجد هذا الشيء مكتوباً أو قد لا نجده مكتوباً. والكلمة لا تضمن أن هذه الجملة قد كتبت. فما يضمنه هو أنه قيل. هناك خمس عشر استشهاداً في الكتاب المقدس يقال لنا فيه أنه قيل3. لكي نعرف إذا كانت هذه النبؤات قيلت وكتبت، أم أنها قيلت فقط، فعلينا أن نبحث في الكتاب المقدس لنرى إن كنا نستطيع إيجادهم. مثل هذا البحث يظهر أن كل النبؤات التي قيلت كانت أيضاً مكتوبة، بعيداً عن النبؤة التي تقول أن يسوع سيدعى الناصري. فتحقق النبؤة قد أعطي في متى 2: 23. هذه النبؤة فقط قيلت بالأنبياء ثم كتبت فيما بعد بواسطة متى. "هذا أيضاً شكلاً من اشكال الرواية. وبهذا الشكل، سيضيف الروح القدس في نصوص لاحقة، بعض التفاصيل الإضافية والتي لم تُعطى في التاريخ ذاته؛ وفي بعض الأحيان، حتى الحقائق التاريخية التي لم تذكر ابداً فيما قبل4". واحدة من هذه الحقائق التي لم تذكر أبداً فيما قبل هي نبؤة أن المسيا سيدعى الناصري. هذه النبؤة قيلت بواسطة الكثير من الأنبياء. لم تكتب بواستطهم وإنما بواسطة متى الذي أظهرها بتحققها. بعيداً عن متى 2: 23، هناك فقرة أخرى والتي كانت لنفس الأسباب عقبة أمام العديدين، وهي متى 27: 9- 10 حيث نقرأ: النتيجة " حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ:"وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ"." المشكلة التي يواجهها العديد في هذه الفقرة هو أن هذا النص لا نستطيع أن نجده في أي مكان في كتاب إرميا5. ولحل هذه المشكلة ، تم الاقتراح بأن متى 27: 9- 10 هي في الحقيقة اقتباس من زكريا 11: 12- 13، على أساس أن كل من الفقرتين يتحدثان عن الثلاثين من الفضة . وبعيداً عن الاختلافات العظيمة بين هاتين الفقرتين، فالتناقض في هذه النظرة تم إيضاحه بحقيقة أن الله يقول في متى 27: 9- 10أن النبؤة قيلت بإرميا النبي. إذا كانت هذه الآيات مقتبسة من زكريا، فبدلاً من أن يقول الله إرميا، لكان قد قال زكريا. وبمعنى آخر، فعوضاً عن أن يقول لنا "تم ما قيل بإرميا النبي" لقال "تم ما قيل بزكريا النبي". ونحن نؤمن أنه عندما يقول الله إرميا، فهو يعني إرميا وعندئذ فليس من حق أحد أن يقول أن الله كان يعني زكريا. ومع ذلك، فمرة أخرى فالمشكلة هي مشكلة مختلقة. وهي مختلقة لأننا لا ننتبه إلى ما نقرأه. فالنص لا يقول أن النبؤة كُتِبت ولكنها تقول أنه قيل. فبعض النبؤات كانت فقط مكتوبة ولم تقال. والبعض الآخر كان قد كتب وقيل أيضاً والبعض الآخر قد قيل فقط ولم يكتب. والنبؤة المذكورة في متى 27: 9- 10 قد قيلت ولكنها لم تكتب. ومتى باستعارته عن طريق الرواية يخبرنا عن النبؤة بعد مدة طويلة من زمن قولها. نستنتج مما سبق أننا نستطيع أن نقسم الفقرات والنبؤات الموجودة بالعهد القديم إلى قسمين: تلك التي قيل لنا عنا أنها كتبت وتلك التي قيل لنا عنها أنها قيلت. الغالبية الكبرى من الاقتباسات المعطاة في العهد الجديد تنتمي إلى القسم الأول أي إلى تلك التي قيل لنا عنها أنها كتبت. إذ أننا قد قيل لنا بصراحة أن هذه الفقرات والنبؤات قد كتبت، فنضمن بذلك أن نجدها في العهد القديم. وبمراجعتها نستطيع أن نتأكد من أنه لا يوجد فقرة قد تم ذكر أنها كتبت ولا نستطيع أن نجدها في العهد القديم. ومن ناحية أخرى، فبخصوص الفقرات التي قيل لنا عنها أنها قيلت، لا يمكن أن نضمن أننا سنجدها مكتوبة بالعهد القديم. هذه الفقرات قد توجد في العهد القديم فقط إذا كان قد قيل لنا عنها أنها مكتوبة ايضاً بخلاف أنها قيلت. ولكن لا أحد يستطيع أن يجزم أن كل النبؤات التي قيل عنها أنها قيلت مكتوبة ايضاً. من الخمس عشر فقرة الذين قيل لنا عنهم أنهم قيلوا، ثلاث عشر منها فقط نستطيع أن نجدها في العهد القديم مما يعني أنهم قد قيلوا وكتبوا معاً. الاثنتين المذكورتين في متى 2: 23 ومتى 27: 9- 10. هاتين النبؤتين قيلتا فقط. و من خلال الرواية، يخبرنا متَّى بوجودهما بعد زمن طويل من التكلم بها. إذاً، فهل هناك أي صعوبة حقيقية بخصوص متى 2: 23 و 27: 9- 10؟ لا يوجد إلا إذا اختلقنا واحدة. الحواشي 1. انظر على سبيل المثال: S. S. Zodhiates: "The Complete Word Study Dictionary", AMG Publishers, 1993, p. 1,003. 2. هذه الكلمة ذكرت في مجملها اربع مرات. بعيداً عن إشعياء 11: 1، فالثلاثة الآخرين موجودين بإشعياء 14: 19، 60: 21 ودانيال 11: 7. وبالنظر إلى هذه الآيات سيؤكد أن ولا واحدة منها تشير إلى المسيح 3. هذه هي متى 1: 22، 2: 15، 17، 23، 3: 13، 4: 14، 8: 17، 12: 17، 13: 35، 21: 4، 22: 31، 24: 15، 27: 9، 27: 35، ومرقس 13: 14. 4. أنظر E. W. Bullinger: "Figures of Speech used in the Bible", Baker Book House, originally published 1898. This printing 1995, pp. 709-713. 5. وجود هذه الصعوبة يتضح ايضاً في الملاحظات الموجودة بالعديد من النسخ الانجليزية. إذاً فالملاحظات الموجودة بنسخة كينج جيمز ترشدنا إلى أن نبحث في زكريا 11: 13. نسخة الملك جيمز الجديدة ترشدنا إلى إرميا 32: 6- 9. والنسخة العالمية الجديدة ترشدنا إلى ثلاث أماكن لعشرين آية معاً: زكريا 11: 12، 13، إرميا 19: 1- 13 و 32: 6- 9. يتشجع القاريء إلى أن يذهب ويتأكد بنفسه من هذه الفقرات . إن كان سيقوم بهذا، سيرى أنه لن يجد في أي مكان ما ذُكِر في متى 27: 9- 10 |
||||
06 - 10 - 2015, 03:10 PM | رقم المشاركة : ( 9519 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حقلي الدم
(بناءاً على تحليل 1. اختلاف المشترون: E.W. Bullinger: The Companion Bible, Appendix 161: "The purchase of "the Potter's field". ) في المقال الذي كان بعنوان "متى انتحر يهوذا" تعاملنا مع التوقيت الذي مات فيه يهوذا. ومع أننا في هذا المقال قد غطينا، على ما اعتقد، معظم ما كانت له علاقة بالتوقيت الذي مات فيه يهوذا، ولكننا لم نناقش جميع أبعاد هذا الحدث. ومن ضمن الأبعاد ذات العلاقة بالموضوع والتي قد تم تسجيلها بمتى وأعمال الرسل و لم نناقشها هي ما يسمى بـ "حقل الدم". هذا الأسم يظهر في مكانين في العهد الجديد: في متى 27: 8 وفي أعمال الرسل 1: 19. كل من هذين التسجيلين مذكورين فيما يلي بالنص: متى 27: 3- 8 " حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلاً:"قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئً". فَقَالُوا:"مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!" فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا:"لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ". فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ "حَقْلَ الدَّمِ" إِلَى هذَا الْيَوْمِ." أعمال الرسل 1: 15- 19 " وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسْطِ التَّلاَمِيذِ، وَكَانَ عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعًا نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ. فَقَالَ: "أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ، إِذْ كَانَ مَعْدُودًا بَيْنَنَا وَصَارَ لَهُ نَصِيبٌ فِي هذِهِ الْخِدْمَةِ. فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ، وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. وَصَارَ ذلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، حَتَّى دُعِيَ ذلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ "حَقَلْ دَمَ" أَيْ: حَقْلَ دَمٍ." بالنسبة لمعظم الناس، فقطعتي الأرض المذكورتين في الفقرتين السابقتين هما متماثلتين وأن "أجرة الظلم" المذكورة في أعمال الرسل 1: 18 هم الثلاثين الفضة الموجودة بمتى 27: 3- 5. ومع ذلك، فلنا الأسباب الآتية لنعتقد أن أي من هذه لم يحدث: المشترون الذين اشتروا قطعة الأرض المشار إليها في متى مختلفون عن المشترون الذين اشتروا قطعة الأرض المشار إليها في أعمال الرسل 1. وفي الحقيقة فقطعة الأرض المشار إليها في متى ، تم شراؤها بواسطة رئيس الكهنة (متى 27: 6- 7). أما الأرض المشار إليها في أعمال الرسل قد تم شراؤها بواسطة يهوذا (أعمال الرسل 1:18). 2. أختلاف النقود: النقود التي استخدمت لشراء قطعة الأرض المشار إليها في متى 27 تختلف عن النقود التي استخدمت من أجل شراء قطعة الأرض المشار إليها في أعمال الرسل 1. وبالفعل، فشراء قطعة الأرض الأولى قد تم عن طريق الثلاثين الفضة التي ألقاها يهوذا في الهيكل (متى 27: 5-7). إذاً فأجرة الظلم التي استخدمها يهوذا ليشتري أرضه (أعمال الرسل 1: 18) لا يمكن أن تكون هي الثلاثين من الفضة، إذ أنه قد رماها في الهيكل ومن ثم فمن المستحيل له أن يستخدمها. 3. كلمات يونانية مختلفة: فيما يتعلق بهوية ومصدر "أجرة الظلم " هذه، فالجملة نفسها تعلن عن نقوداً قد تم الحصول عليها بطريق غير شرعي، عن طريق الظلم. ونفس الجملة تم استخدامها في بطرس الثانية 2: 15 حيث أن نفس الكلمات اليونانية قد تمت ترجمتها إلى "أجرة الظلم". والمرجع هناك هو للعطايا التي أحبها بلعام (عدد 22: 7) والتي لأجلها قد عصى أوامر الله1. وعموماً فـ "أجرة الظلم" تشير إلى نقود قد تم الحصول عليها عن طريق غير شرعي. وفيما يخص حالة يهوذا التي نتحدث عنها هنا، فتقوم يوحنا 12: 6 بتوضيح الأمر، فهي تقول :" كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ" . إذاً، فبما أن يهوذا كان لصاً، فقد اعتاد أن يأخذ ما كان يلقى في الصندوق، فالأموال الغير شرعية "أجرة الظلم" المذكورة في أعمال الرسل 1: 18، قد تكون في الأغلب هي أموال مسروقة من الصندوق. لقد كان هذا هو المال الذي اشترى به يهوذا قطعة الأرض. نقطة أخرى توضح أن قطعتي الأرض مختلفتين، هي حقيقة أنه هناك كلمات يونانية مختلفة قد تم استخدامها لكل واحدة منهما. وللأسف فهذا مفقود في معظم الترجمات والتي تترجم كلا الكلمتين اليونانيتين بـ "حقل الدم". ومع ذلك، فالنص اليوناني يوضح أن قطعة الأرض المشار إليها في متى من الممكن لها فقط أن توصف بالحقل. وبالفعل، فالكلمة اليونانية المستخدمة لهذه القطعة هي كلمة "أجروس" والتي تعني "حقل". 4. أسباب مختلفة لأسمائهم ومع ذلك، فالكلمة التي استخدمت في أعمال الرسل 1: 19 هي كلمة "شوريون" وهي تعني " مكان محدد، ملك عقاري، مقاطعة2". إذاً ففي حين أن الكهنة والشيوخ اشتروا حقلاً "أجروس"، اشترى يهوذا عقاراً، "شوريون". ووفقاً للنص اليوناني، فما اشتراه الكهنة كان يدعى "حقل الدم" بينما ما اشتراه يهوذا كان يدعى "عقار الدم". وبالإضافة لما سبق، فقطعتى الأرض دعيا بالترتيب "حقل الدم" (متى 27: 8) و "عقار الدم" (أعمال الرسل 1: 19) لاسباب مختلفة. وبالفعل، فـ "حقل الدم" الذي اشتراه رؤساء الكهنة دعي كذلك لأنه قد تم شراؤه بمال الدم (متى 27: 7، 9) أي بالثلاثين من الفضة الذين دفعوا من أجل تسليم الرب يسوع المسيح. ومع ذلك، فعقار الدم الذي اشتراه يهوذا دعي كذلك لأن يهوذا انتحر هناك (أعمال الرسل 1: 19). 5. النتيجة يتضح مما سبق أن أعمال الرسل 1: 15- 20 ومتى 27: 3- 8 تتحدثان عن قطعتان مختلفتان من الارض. متى 27 تتحدث عن حقل تم شراؤه بواسطة الكهنة بالثلاثين من الفضة التي ارجعها يهوذا. ودعيت حقل الدم لأنه قد تم شرائها بمال الدم أي بالثلاثين الفضة التي دفعت من أجل دم الرب يسوع المسيح. بينما تتحدث أعمال الرسل 1 عن عقار "شوريون"، تم شراؤه بواسطة يهوذا "بأجرة الظلم" أي عن طريق النقود التي تم الحصول عليها عن طريق غير شرعي، غالباً ما سرقت من الصندوق الذي حمله التلاميذ. ولقد دعيت "عقار الدم" لأن يهوذا انتحر هناك. مراجع The Companion Bible: Kregel Publications, Michigan 49501, This printing 1994. |
||||
06 - 10 - 2015, 03:15 PM | رقم المشاركة : ( 9520 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جدعون: دراسة للكتاب المقدس
(قضاة 6 و 7) الكتاب المقدس، وخاصة العهد القديم، مليء بالأحداث الكاملة التي تُظهِر لنا الطريقة التي عمل بها الله مع العديد من الناس. أحد هؤلاء كان جدعون. هذه المقالة هي دراسة للكتاب المقدس حول حياته. فيما يتعلق بالوقت الذي جرت فيه أحداث قصتنا، فنحن في فترة حُكْم القضاة لإسرائيل. وكان آخر القضاة قبل جدعون هي دبورة، إمرأة الله والتي في أثناء حكمها "اسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً"(قضاة 5: 31). ومع ذلك، فهذه الاستراحة لم تستمر إلى الأبد. قضاة 6: 1- 6 تقول لنا: جدعون: البداية (قضاة 6: 11- 35) قضاة 6: 1- 6 " وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ مِدْيَانَ سَبْعَ سِنِينَ. فَاعْتَزَّتْ يَدُ مِدْيَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. بِسَبَبِ الْمِدْيَانِيِّينَ عَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمِ الْكُهُوفَ الَّتِي فِي الْجِبَالِ وَالْمَغَايِرَ وَالْحُصُونَ. وَإِذَا زَرَعَ إِسْرَائِيلُ، كَانَ يَصْعَدُ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَبَنُو الْمَشْرِقِ، يَصْعَدُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَنْزِلُونَ عَلَيْهِمْ وَيُتْلِفُونَ غَلَّةَ الأَرْضِ إِلَى مَجِيئِكَ إِلَى غَزَّةَ، وَلاَ يَتْرُكُونَ لإِسْرَائِيلَ قُوتَ الْحَيَاةِ، وَلاَ غَنَمًا وَلاَ بَقَرًا وَلاَ حَمِيرًا. لأَنَّهُمْ كَانُوا يَصْعَدُونَ بِمَوَاشِيهِمْ وَخِيَامِهِمْ وَيَجِيئُونَ كَالْجَرَادِ فِي الْكَثْرَةِ وَلَيْسَ لَهُمْ وَلِجِمَالِهِمْ عَدَدٌ، وَدَخَلُوا الأَرْضَ لِكَيْ يُخْرِبُوهَا. فَذَلَّ إِسْرَائِيلُ جِدًّا مِنْ قِبَلِ الْمِدْيَانِيِّينَ. وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ." بعد اربعين عاماً من الاستراحة، واجهت إسرائيل ظلماً عظيماً من قِبَل المديانيين. كما يقول لنا الكتاب المقدس، أنهم قاموا بتدمير أراضيهم لدرجة أنهم " َلاَ يَتْرُكُونَ قُوتَ الْحَيَاةِ، وَلاَ غَنَمًا وَلاَ بَقَرًا وَلاَ حَمِيرًا" لهم (قضاة 6: 4). ومع ذلك فكل تلك الأحداث لم تحدث مصادفة. قضاة 6: 1 تعطينا السبب: قضاة 6: 1 " وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ مِدْيَانَ سَبْعَ سِنِينَ" " عَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ" . كان هذا هو سبب ذلهم1، ومع ذلك، فقد كان لهذا نتيجة إيجابية. ففي الواقع تقول لنا قضاة 6: 6: " فَذَلَّ إِسْرَائِيلُ جِدًّا مِنْ قِبَلِ الْمِدْيَانِيِّينَ. وَ[كنتيجة لهذا الذل] صَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ." صرخ بنو إسرائيل إلى الرب بسبب ذلهم. ومرة أخرى، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسلكون فيها هكذا. حقيقة، أنه بالرغم من صنعهم للشر في عيني الرب لمرات عديدة، عابدين آلهة غيره، كانوا يتوجهوا باحثين عن الإله الحقيقي عندما تقع عليهم المصائب2. قضاة 6: 7- 10 تقول لنا كيف استجاب الله لصراخهم: قضاة 6: 6- 10 " فَذَلَّ إِسْرَائِيلُ جِدًّا مِنْ قِبَلِ الْمِدْيَانِيِّينَ. وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ. وَكَانَ لَمَّا صَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمِدْيَانِيِّينَ أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ رَجُلاً نَبِيًّا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالَ لَهُمْ: "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَخْرَجْتُكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ يَدِ جَمِيعِ مُضَايِقِيكُمْ، وَطَرَدْتُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ وَأَعْطَيْتُكُمْ أَرْضَهُمْ. وَقُلْتُ لَكُمْ: أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. لاَ تَخَافُوا آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ أَرْضَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي"." كاستجابة لصراخ بني إسرائيل، أرسل لهم الله رسولاً بكلمته، موبخهم على أفعالهم التي قد عملوها. ومع ذلك، فقد كانت تلك فقط البداية. في الفصول التالية، سنرى ما فعله الله أيضاً. بعدما أرسل الله رسولاً مُوَبِخَاً إسرائيل، فكانت خطوته الثانية هي التواصل مع رجل يُدعى جدعون. تقول لنا قضاة 6: 11- 12 : جدعون وجزة الصوف (قضاة 6: 36- 40) قضاة 6: 11- 12 " وَأَتَى مَلاَكُ الرَّبِّ وَجَلَسَ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي فِي عَفْرَةَ الَّتِي لِيُوآشَ الأَبِيعَزَرِيِّ. وَابْنُهُ جِدْعُونُ كَانَ يَخْبِطُ حِنْطَةً فِي الْمِعْصَرَةِ لِكَيْ يُهَرِّبَهَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ. فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: "الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ"." عندما نقرأ أن ملاكاً ظهر لجدعون، دعونا لا نتخيل كائناً أشقراً لابساً ردءاً أبيضاً مرفرفاً في الهواء بجناحين أبيضين كبيرين. الملاك الذي يشبه هذه الصورة ليس شيئاً غير الأساطير والتخيلات. وفي الواقع، فالكتاب المقدس لا يذكر ابداً أن الملاك له أجنحة أو يلبس أبيض أو أنهم شقر. ما يقوله الكتاب المقدس هو أنهم " أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!." (العبرانيين 1: 14). عودة إلى موضوعنا، انظر كيف أن الله، من خلال ملائكته، حيَّا جدعون. لقد دعاه بالـ" جَبَّارَ الْبَأْسِ" . وفي كل الأحوال كان جدعون فقط رجلاً فقيراً يخبط الحنطة في المعصرة لكي يهربها من المديانيين. ومع ذلك، فبالنسبة لله، كان رجلاً جبار البأس، وكما سنرى أنه رجلاً آمن بالله وتبعه، مُنفذاً كل ما أمره به بمنتهى الطاعة. الآيات التي تلت ذلك تعطينا جواب جدعون لموقف الملاك: قضاة 6: 13- 14 " فَقَالَ لَهُ جِدْعُونُ: "أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هذِهِ؟ وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِي أَخْبَرَنَا بِهَا آبَاؤُنَا قَائِلِينَ: أَلَمْ يُصْعِدْنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ؟ وَالآنَ قَدْ رَفَضَنَا الرَّبُّ وَجَعَلَنَا فِي كَفِّ مِدْيَانَ". فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَقَالَ: "اذْهَبْ بِقُوَّتِكَ هذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ مِنْ كَفِّ مِدْيَانَ. أَمَا أَرْسَلْتُكَ؟"" سأله جدعون كيف أن رب كان معهم ويصيبهم كل هذا؟ ومع ذلك، فلم يكن الله هو من تركهم، وإنما هم من تركوا الله. وكجواب لسؤال جدعون، قال له الله أن يتقدم، مؤكداً له أنه سيكون مُخَلِّص إسرائيل. قال له " أَمَا أَرْسَلْتُكَ؟". كان بالفعل الله هو من أرسله. لم تكن هذه المهمة من اختلاق جدعون. لقد كان هناك يخبط الحنطة لكي يهربها من المديانيين! و تعطينا قضاة 6: 15- 16 رد جدعون: قضاة 6: 15- 16 " فَقَالَ لَهُ: "أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، بِمَاذَا أُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ؟ هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي". فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: "إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُل وَاحِدٍ"." ينقاد الناس بسهولة وراء شخص ذو موقع قيادي مثل ملك أو جنرال. ولكن من سيتبع جدعون؟ لقد كان شخصاً غير معروف. ومع ذلك، أكد الله له مرة أخرى أنه سيكون معه. فقد قال الله " إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُل وَاحِدٍ". لذلك لم تكن لجدعون أي أسباب حقيقية ليخاف. ولكن جدعون كان لايزال يشعر بالشك: قضاة 6: 17- 24 " فَقَالَ لَهُ: "إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَاصْنَعْ لِي عَلاَمَةً أَنَّكَ أَنْتَ تُكَلِّمُنِي. لاَ تَبْرَحْ مِنْ ههُنَا حَتَّى آتِيَ إِلَيْكَ وَأُخْرِجَ تَقْدِمَتِي وَأَضَعَهَا أَمَامَكَ". فَقَالَ: "إِنِّي أَبْقَى حَتَّى تَرْجعَ". فَدَخَلَ جِدْعُونُ وَعَمِلَ جَدْيَ مِعْزًى وَإِيفَةَ دَقِيق فَطِيرًا. أَمَّا اللَّحْمُ فَوَضَعَهُ فِي سَلّ، وَأَمَّا الْمَرَقُ فَوَضَعَهُ فِي قِدْرٍ، وَخَرَجَ بِهَا إِلَيْهِ إِلَى تَحْتِ الْبُطْمَةِ وَقَدَّمَهَا. فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ اللهِ: "خُذِ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ وَضَعْهُمَا عَلَى تِلْكَ الصَّخْرَةِ وَاسْكُبِ الْمَرَقَ". فَفَعَلَ كَذلِكَ. فَمَدَّ مَلاَكُ الرَّبِّ طَرَفَ الْعُكَّازِ الَّذِي بِيَدِهِ وَمَسَّ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ، فَصَعِدَتْ نَارٌ مِنَ الصَّخْرَةِ وَأَكَلَتِ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ. وَذَهَبَ مَلاَكُ الرَّبِّ عَنْ عَيْنَيْهِ. فَرَأَى جِدْعُونُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، فَقَالَ جِدْعُونُ: "آهِ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ! لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَلاَكَ الرَّبِّ وَجْهًا لِوَجْهٍ." فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: "السَّلاَمُ لَكَ. لاَ تَخَفْ. لاَ تَمُوتُ". فَبَنَى جِدْعُونُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَاهُ "يَهْوَهَ شَلُومَ". إِلَى هذَا الْيَوْمِ لَمْ يَزَلْ فِي عَفْرَةِ الأَبِيعَزَرِيِّينَ." [يهوة شلوم تعني: الرب سلام] تلك هي المرة الأولى التي نقرأ فيها أن جدعون طلب علامة من الله وحصل عليها. ومع ذلك، فلم تكن تلك هي المرة الوحيدة. فسنرى الكثير كلما قرأنا . ومن ضمنها علامة جزة الصوف . سوف نحتفظ بالإطراء حول العلامات التي طلبها جدعون وعموماً حول ممارسة طلب العلامات، لما بعد. وللوقت الحالي، يكفينا القول بأنه قبل طلب العلامة، علم جدعون إرادة الله بخصوص الموقف. إنه لم يطلب العلامة لكي يعلم إرادة الله من خلالها، ولكنه عوضاً عن ذلك، طلبها من أجل أن يؤكد ما قد أخبره به الله، والتي كانت إذاً إرادة الله. بتوسل جدعون، استجاب الله بشكل إيجابي، وأعطاه ما طلبه. الاتصال بين الله وجدعون أُكمِلَ حتى المساء أيضاً. قضاة 6: 25- 27 تقول لنا: " وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: "خُذْ ثَوْرَ الْبَقَرِ الَّذِي لأَبِيكَ، وَثَوْرًا ثَانِيًا ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ، وَاهْدِمْ مَذْبَحَ الْبَعْلِ الَّذِي لأَبِيكَ، وَاقْطَعِ السَّارِيَةَ الَّتِي عِنْدَهُ، وَابْنِ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ عَلَى رَأْسِ هذَا الْحِصْنِ بِتَرْتِيبٍ، وَخُذِ الثَّوْرَ الثَّانِي وَأَصْعِدْ مُحْرَقَةً عَلَى حَطَبِ السَّارِيَةِ الَّتِي تَقْطَعُهَا. فَأَخَذَ جِدْعُونُ عَشْرَةَ رِجَال مِنْ عَبِيدِهِ وَعَمِلَ كَمَا كَلَّمَهُ الرَّبُّ. وَإِذْ كَانَ يَخَافُ مِنْ بَيْتِ أَبِيهِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَعْمَلَ ذلِكَ نَهَارًا، فَعَمِلَهُ لَيْلاً." قال الله لجدعون أن يهدم مذبح البعل ويقطع السارية التي عنده. فوجود المذبح والسارية وكذلك ردود أفعال الناس الذين غضبوا -كما سنقرأ فيما بعد- عند رؤيتهم لهذه الأشياء مُدَمَّرة (أنظر قضاة 6: 28- 30) تؤكد أن عبادة الأوثان كانت هي الشر الذي صنعه بنو إسرائيل في عيني الرب. وتُظهِر أيضاً عدم رجوع كل إسرائيل للرب باحثة عنه، وإنما جزء منهم. ومع ذلك، فبسبب الجزء الذي عاد إليه، سيُخلص الله الأمة كلها. وبعد أن رأينا كيف ظهر الله لجدعون، بعد صراخ بني إسرائيل إليه، وكيف أعلن له أنه سيكون مُخلص إسرائيل، دعونا نكمل الآن لنرى ما حدث بعد ذلك: قضاة 6: 33- 35 " وَاجْتَمَعَ جَمِيعُ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالْعَمَالِقَةِ وَبَنِي الْمَشْرِقِ مَعًا وَعَبَرُوا وَنَزَلُوا فِي وَادِي يِزْرَعِيلَ. وَلَبِسَ رُوحُ الرَّبِّ جِدْعُونَ فَضَرَبَ بِالْبُوقِ، فَاجْتَمَعَ أَبِيعَزَرُ وَرَاءَهُ. وَأَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى جَمِيعِ مَنَسَّى، فَاجْتَمَعَ هُوَ أَيْضًا وَرَاءَهُ، وَأَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى أَشِيرَ وَزَبُولُونَ وَنَفْتَالِي فَصَعِدُوا لِلِقَائِهِمْ." اجتمع أعداء إسرائيل، " الْمِدْيَانِيِّينَ وَالْعَمَالِقَةِ وَبَنِي الْمَشْرِقِ" جميعاً في مكان واحد. في هذا الوقت، دفع الله جدعون لإرسال رسلاً ليقوموا بدعوة الأسباط لكي يجتمعوا خلفه. لاحظ أن الله هو من حرَّك جدعون لكي يصل إلى قرار بدء المعركة في هذا التوقيت، دافعاً إياه لدعوة الناس. ومرة أخرى، فهذا يظهر أن الله كان هو مخطط المعركة بينما كان جدعون هو منفذ خطة الله. لو لم يقل الله لجدعون ما يفعل، لم يستطيع أن يعرف إرادة الله وما سيعمله. وإن لم يكن جدعون مؤمناً بكلام الله وبالخطوات التي قالها له، حتى ينفذها، ما تمت إرادة الله. إذاً، فنجاح العملية كلها كان معتمداً على التعاون بين الله، الآمر، وجدعون المنفذ لخطة الله. لم يكن جدعون هو من قرر ونفذ بل الله هو من قرر وكان جدعون هو من نفذ. هذا المبدأ هو نفسه بالنسبة لنا، ففي أي وقت نريد أن نتبع إرادة الله: فالله هو من عليه أن يظهر لنا إرادته- وقد قام بهذا من خلال كلمته المكتوبة أو بالإعلان- ونحن من علينا أن نتبع هذه الإرادة. بعدما اجتمع شعب إسرائيل خلف جدعون، طلب من الله علامة مرة أخرى. تقول لنا قضاة 6: 36- 38 جدعون: هزيمة المديانيين (قضاة 7) قضاة 6: 36- 40 " وَقَالَ جِدْعُونُ لِلهِ: "إِنْ كُنْتَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ، فَهَا إِنِّي وَاضِعٌ جَزَّةَ الصُّوفِ فِي الْبَيْدَرِ، فَإِنْ كَانَ طَلٌّ عَلَى الْجَزَّةِ وَحْدَهَا، وَجَفَافٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا، عَلِمْتُ أَنَّكَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ". وَكَانَ كَذلِكَ. فَبَكَّرَ فِي الْغَدِ وَضَغَطَ الْجَزَّةَ وَعَصَرَ طَلاًّ مِنَ الْجَزَّةِ، مِلْءَ قَصْعَةٍ مَاءً. فَقَالَ جِدْعُونُ لِلهِ: "لاَ يَحْمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ فَأَتَكَلَّمَ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. أَمْتَحِنُ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ بِالْجَزَّةِ. فَلْيَكُنْ جَفَافٌ فِي الْجَزَّةِ وَحْدَهَا وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ لِيَكُنْ طَلٌّ". فَفَعَلَ اللهُ كَذلِكَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ. فَكَانَ جَفَافٌ فِي الْجَزَّةِ وَحْدَهَا وَعَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا كَانَ طَلٌّ." فالفقرة السابقة، والتي تصف ما يعرف باسم واقعة "جزة جدعون"، لم تُفهم بالشكل الصحيح للأسف، إذ أن العديد من الناس استخدموها للتأكيد على ممارسة معرفة إرادة الله من خلال العلامات . لذلك، فهناك البعض الذين يقومون بتحديد إرادة الله عن طريق إلقاء القطع المعدنية. والبعض يحددونها من خلال فتح الكتاب المقدس وقراءة أي صفحة بشكل عشوائي وآخرين يحددونها من خلال طرق مماثلة. ومع ذلك، فوجود أي علاقة بين مثل هذه الممارسات و بين "جزة جدعون" خاطيء جداً. والسبب هو أن جدعون لم يبحث عن تحديد إرادة الله من خلال علامة الجزة. ولكنه بوضعه لجزة الصوف، أراد التأكيد على أن ما كان يعلمه مسبقاً - عن طريق الإعلان- هو إرادة الله. وحقيقة، فقضاة 6: 36 تقول لنا:" وَقَالَ جِدْعُونُ لِلهِ: "إِنْ كُنْتَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ، ........ ". وجملة " كَمَا تَكَلَّمْتَ" تظهر أن جدعون كان يعرف إرادة الله من قبل. ومن ثم، فهو لم يطلب علامة لكي يحدد إرادة الله بواسطتها. ولكنه عوضاً عن ذلك، قد طلبها للتأكيد على إرادة الله التي كان يعلمها مسبقاً. ، ولابد من ملاحظة شيء آخر بالنسبة للعلامات، وهي أن كلمة الله لم تجبر الله في أي من مواضعها على أن يعطينا علامة، عندما يكون قد أظهر لنا بالفعل إرادته من خلال كلمته المكتوبة أو عن طريق الإعلان. عندما لا نعرف إرادة الله، نحاول أن نكتشفها. نحن ندرس الكتاب المقدس ثم نصلي لله لكي يكشفها لنا، إذا لم يكن قد أعلنها في الكتاب المقدس. لا يجب علينا أن نضع قيوداً على الله أو نفرض سلفاً الوقت ونوع إجابة الله. فالكتاب المقدس لا يجبر الله على أن يعطينا الجواب الذي نفضله ولا أن يعطينا الجواب عندما نريد أن يتم إعطاءه لنا. ولكن الله بمحبته ورعايته ملزم بأن يعطينا الجواب الأفضل في الوقت الذي يراه مناسباً. وبالنسبة لممارسة طلب العلامات، فما نستطيع قوله بخصوص الثقة المبنية على كلمة الله، هو أن الله بالتأكيد سيقوم بمساعدتنا في اتباع إرادته (بالطبع إذا كنا نريد اتباعها). ومع ذلك، لا يستطيع احد أن يقيده في الطريقة التي سيقوم بمساعدتنا بها. سيقوم بعمل ما يراه الأفضل. عندما يريد الله شيئاً، سيدعمه الله إلى أقصى حد، حتى إن كان هذا يعني أن يجعل الجزة تجف بينما الأرض المحيطة لا تزال رطبة، أو لإعطاء فقرة داعمة عند ..... فتح الكتاب المقدس على صفحة عشوائية أو القيام بأي شيء آخر لازم لجعلنا نؤمن ونعمل مشيئته. لا أحد يقول أن الله لا يستخدم العلامات ليساعدنا على اتباع إرادته. ومع ذلك، فعندما تُعطَى هذه العلامات، فهى لا تُعطَى كبديل عن الكتاب المقدس وإنما كطريقة تأييد لكي نؤمن بمشيئة الله المعلنة- من خلال الكتاب المقدس أو الإعلان. ولمناقشة موضوع العلامات بشكل أعمق، فأنا أؤمن أن العلامة الكبرى حول ما إذا كان الشيء آتياً من الله أو لا هي الطريقة التي تجري بها أحداثها. فكل شيء آتياً من عند الله يجري بطريقة بحيث يكون متوافقاً مع كلمة الله. كما تقول لنا المزامير 10: 22: المزامير 10: 22 " بَرَكَةُ الرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلاَ يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا." وكما تقول لنا أيضاً أفسس 3: 20 عن الله: " وَ[هو ] الْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ " وإضافة إلى ذلك تضيف يعقوب 1: 16- 17: " لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ. كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ." كل شيء آتياً من الله هو عطية كاملة. ويكون أكثر مما نطلب أو نفتكر. لا يوجد به حزن. إنه مثالي على المدى القصير والمدى المتوسط والمدى البعيد. على نقيض ما هو آت من الشيطان، عاجلاً أم آجلاً سينتهي بعكس هذه النتيجة تماماً، أي بالدموع والأوجاع والجراح3. هذا لا يعني على الإطلاق أنه إذا كان شيئاً له علاقة بالاضهاد فقد لا يكون آتياً من الله. فالكلمة واضحة في (يوحنا 16: 33) حيث تقول: " فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ" . ومع ذلك، فحتى في الضيق فستكون لدينا راحة وشجاعة الله اللذان يرافقان هؤلاء الذين يتبعونه. ولن يقدر أحد أن ينزعهما. عودة إلى جدعون، فلقد تقوى بعد معجزة جزة الصوف. ومع ذلك، فلم يكن وقت المعركة قد حان بعد. وفي الواقع، فبعدما اجتمع بني إسرائيل وراءه وبالرغم من حقيقة مواجهتهم لجيش ضخم، اوحى الله لجدعون بأن يقلل جيشه! تقول لنا قضاة 7: 1- 2: جدعون: النتيجة " فَبَكَّرَ يَرُبَّعْلُ، أَيْ جِدْعُونُ، وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ وَنَزَلُوا عَلَى عَيْنِ حَرُودَ. وَكَانَ جَيْشُ الْمِدْيَانِيِّينَ شِمَالِيَّهُمْ عِنْدَ تَلِّ مُورَةَ فِي الْوَادِي. وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: "إِنَّ الشَّعْبَ الَّذِي مَعَكَ كَثِيرٌ عَلَيَّ لأَدْفَعَ الْمِدْيَانِيِّينَ بِيَدِهِمْ، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ عَلَيَّ إِسْرَائِيلُ قَائِلاً: يَدِي خَلَّصَتْنِي." أراد الله أن يُظهِر لإسرائيل أنه هو الإله، الإله القادر على أن يُخَلِّص بغض النظر عن حجم العدو. لذلك قد أمر جدعون بتقليل الجيش. قضاة 7: 3- 8 تقول لنا: " وَالآنَ نَادِ فِي آذَانِ الشَّعْبِ قَائِلاً: مَنْ كَانَ خَائِفًا وَمُرْتَعِدًا فَلْيَرْجعْ وَيَنْصَرِفْ مِنْ جَبَلِ جِلْعَادَ". فَرَجَعَ مِنَ الشَّعْبِ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. وَبَقِيَ عَشَرَةُ آلاَفٍ. وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: "لَمْ يَزَلِ الشَّعْبُ كَثِيرًا. اِنْزِلْ بِهِمْ إِلَى الْمَاءِ فَأُنَقِّيَهُمْ لَكَ هُنَاكَ. وَيَكُونُ أَنَّ الَّذِي أَقُولُ لَكَ عَنْهُ: هذَا يَذْهَبُ مَعَكَ، فَهُوَ يَذْهَبُ مَعَكَ. وَكُلُّ مَنْ أَقُولُ لَكَ عَنْهُ: هذَا لاَ يَذْهَبُ مَعَكَ فَهُوَ لاَ يَذْهَبُ". فَنَزَلَ بِالشَّعْبِ إِلَى الْمَاءِ. وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: "كُلُّ مَنْ يَلَغُ بِلِسَانِهِ مِنَ الْمَاءِ كَمَا يَلَغُ الْكَلْبُ فَأَوْقِفْهُ وَحْدَهُ. وَكَذَا كُلُّ مَنْ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ لِلشُّرْبِ". وَكَانَ عَدَدُ الَّذِينَ وَلَغُوا بِيَدِهِمْ إِلَى فَمِهِمْ ثَلاَثَ مِئَةِ رَجُل. وَأَمَّا بَاقِي الشَّعْبِ جَمِيعًا فَجَثَوْا عَلَى رُكَبِهِمْ لِشُرْبِ الْمَاءِ. فَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: "بِالثَّلاَثِ مِئَةِ الرَّجُلِ الَّذِينَ وَلَغُوا أُخَلِّصُكُمْ وَأَدْفَعُ الْمِدْيَانِيِّينَ لِيَدِكَ. وَأَمَّا سَائِرُ الشَّعْبِ فَلْيَذْهَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَكَانِهِ". فَأَخَذَ الشَّعْبُ زَادًا بِيَدِهِمْ مَعَ أَبْوَاقِهِمْ. وَأَرْسَلَ سَائِرَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ كُلَّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ، وَأَمْسَكَ الثَّلاَثَ مِئَةِ الرَّجُلِ. وَكَانَتْ مَحَلَّةُ الْمِدْيَانِيِّينَ تَحْتَهُ فِي الْوَادِي." وأخيراً، بعد اختيار الله، تبقَّى فقط 300 رجل. وسيهزم الله من خلالهم جيش المديانيين العظيم وحلفائهم. وحقيقة أن المعركة ستنتهي بانتصار بني إسرائيل رغم الفرق الكبير في العدد، فقد كان متأكداً تماماً من قول الله له. فكما قال له: " بِالثَّلاَثِ مِئَةِ الرَّجُلِ.... أُخَلِّصُكُمْ وَأَدْفَعُ الْمِدْيَانِيِّينَ لِيَدِكَ" (قضاة 7: 7). كان محتوم إذاً، أنه إذا آمن جدعون واتبع إرشادات الله، سيكون النصر لإسرائيل في المعركة، لأن الله قد وعد بهذا. ومع ذلك، فلم يؤكد الله النصر في المعركة فقط وإنما أيضاً ساعد جدعون على الإيمان بهذا الوعد والمضي قدماً. قضاة 7: 9- 14 تقول لنا: قضاة 7: 9- 14 " وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: "قُمِ انْزِلْ إِلَى الْمَحَلَّةِ، لأَنِّي قَدْ دَفَعْتُهَا إِلَى يَدِكَ. وَإِنْ كُنْتَ خَائِفًا مِنَ النُّزُولِ، فَانْزِلْ أَنْتَ وَفُورَةُ غُلاَمُكَ إِلَى الْمَحَلَّةِ، وَتَسْمَعُ مَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ، وَبَعْدُ تَتَشَدَّدُ يَدَاكَ وَتَنْزِلُ إِلَى الْمَحَلَّةِ". فَنَزَلَ هُوَ وَفُورَةُ غُلاَمُهُ إِلَى آخِرِ الْمُتَجَهِّزِينَ الَّذِينَ فِي الْمَحَلَّةِ. وَكَانَ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَكُلُّ بَنِي الْمَشْرِقِ حَالِّينَ فِي الْوَادِي كَالْجَرَادِ فِي الْكَثْرَةِ، وَجِمَالُهُمْ لاَ عَدَدَ لَهَا كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ فِي الْكَثْرَةِ. وَجَاءَ جِدْعُونُ فَإِذَا رَجُلٌ يُخَبِّرُ صَاحِبَهُ بِحُلْمٍ وَيَقُولُ: "هُوَذَا قَدْ حَلُمْتُ حُلْمًا، وَإِذَا رَغِيفُ خُبْزِ شَعِيرٍ يَتَدَحْرَجُ فِي مَحَلَّةِ الْمِدْيَانِيِّينَ، وَجَاءَ إِلَى الْخَيْمَةِ وَضَرَبَهَا فَسَقَطَتْ، وَقَلَبَهَا إِلَى فَوْق فَسَقَطَتِ الْخَيْمَةُ". فَأَجَابَ صَاحِبُهُ وَقَالَ: "لَيْسَ ذلِكَ إِلأَّ سَيْفَ جِدْعُونَ بْنِ يُوآشَ رَجُلِ إِسْرَائِيلَ. قَدْ دَفَعَ اللهُ إِلَى يَدِهِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَكُلَّ الْجَيْشِ"." الله لم يعلم جدعون بإرادته فقط وإنما أيضاً ساعده مرة بعد مرة لتصديقها. وانظر الطريقة الرائعة التي استخدمها ليفعل هذا: أرسله إلى معسكر الأعداء ليسمع بأذنه واحداً منهم يصف نصر بني إسرائيل على المديانيين!!! ونتيجة هذه المساعدة موجودة بالآية 15. حيث نقرأ: قضاة 7: 15 " وَكَانَ لَمَّا سَمِعَ جِدْعُونُ خَبَرَ الْحُلْمِ وَتَفْسِيرَهُ، أَنَّهُ سَجَدَ وَرَجَعَ إِلَى مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: "قُومُوا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَ إِلَى يَدِكُمْ جَيْشَ الْمِدْيَانِيِّينَ"." وبمجرد أن سمع جدعون الحلم وتفسيره، أصبح متأكداً من أن الرب قد دفع بجيش المديانيين إلى يده. قضاة 7: 16- 22 " وَقَسَمَ الثَّلاَثَ مِئَةِ الرَّجُلِ إِلَى ثَلاَثِ فِرَق، وَجَعَلَ أَبْوَاقًا فِي أَيْدِيهِمْ كُلِّهِمْ، وَجِرَارًا فَارِغَةً وَمَصَابِيحَ فِي وَسَطِ الْجِرَارِ. وَقَالَ لَهُمُ: "انْظُرُوا إِلَيَّ وَافْعَلُوا كَذلِكَ. وَهَا أَنَا آتٍ إِلَى طَرَفِ الْمَحَلَّةِ، فَيَكُونُ كَمَا أَفْعَلُ أَنَّكُمْ هكَذَا تَفْعَلُونَ. وَمَتَى ضَرَبْتُ بِالْبُوقِ أَنَا وَكُلُّ الَّذِينَ مَعِي، فَاضْرِبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِالأَبْوَاقِ حَوْلَ كُلِّ الْمَحَلَّةِ، وَقُولُوا: لِلرَّبِّ وَلِجِدْعُونَ". فَجَاءَ جِدْعُونُ وَالْمِئَةُ الرَّجُلِ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى طَرَفِ الْمَحَلَّةِ فِي أَوَّلِ الْهَزِيعِ الأَوْسَطِ، وَكَانُوا إِذْ ذَاكَ قَدْ أَقَامُوا الْحُرَّاسَ، فَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ وَكَسَّرُوا الْجِرَارَ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ. فَضَرَبَتِ الْفِرَقُ الثَّلاَثُ بِالأَبْوَاقِ وَكَسَّرُوا الْجِرَارَ، وَأَمْسَكُوا الْمَصَابِيحَ بِأَيْدِيهِمِ الْيُسْرَى وَالأَبْوَاقَ بِأَيْدِيهِمِ الْيُمْنَى لِيَضْرِبُوا بِهَا، وَصَرَخُوا: "سَيْفٌ لِلرَّبِّ وَلِجِدْعُونَ". وَوَقَفُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ حَوْلَ الْمَحَلَّةِ. فَرَكَضَ كُلُّ الْجَيْشِ وَصَرَخُوا وَهَرَبُوا. وَضَرَبَ الثَّلاَثُ الْمِئِينَ بِالأَبْوَاقِ، وَجَعَلَ الرَّبُّ سَيْفَ كُلِّ وَاحِدٍ بِصَاحِبِهِ وَبِكُلِّ الْجَيْشِ. فَهَرَبَ الْجَيْشُ إِلَى بَيْتِ شِطَّةَ، إِلَى صَرَدَةَ حَتَّى إِلَى حَافَةِ آبَلِ مَحُولَةَ، إِلَى طَبَّاةَ." وباتباع جدعون لخطة جريئة وذهابه ليحارب جيش عظيم فقط بثلاثمئة رجل، مسلحين بـ ......... جرار فارغة ومصابيح وأبواق، استطاع أخيراً أن يهزم هذا الجيش العظيم. والآن، إذا سأل سائل عن لماذا قرر أن يذهب لمحاربة المديانيين مستخدماً تلك الوسائل، والجواب الواضح هو أن الله أخبره بهذا. وفي الواقع، فكما نتذكر، أن الله هو من قال له أنه سيخلص إسرائيل. وكان الله أيضاً هو من أخبره بأن يجمع بني إسرائيل للحرب وكان هو من اختار ثلاثمئة رجل من بني إسرائيل للمعركة. وكان هو من قال لجدعون أن يتبع الخطة التي تم اتباعها ذلك الليل. وكانت النتيجة هي الانتصار الكبير لبني إسرائيل. وكما تقول الفقرة:" وَجَعَلَ الرَّبُّ سَيْفَ كُلِّ وَاحِدٍ بِصَاحِبِهِ وَبِكُلِّ الْجَيْشِ. فَهَرَبَ الْجَيْشُ إِلَى بَيْتِ شِطَّةَ، إِلَى صَرَدَةَ حَتَّى إِلَى حَافَةِ آبَلِ مَحُولَةَ، إِلَى طَبَّاةَ". الآيات 23- 25 تعطينا الجزء الأخير من هذا النصر العظيم الذي كان لبني إسرائيل: قضاة 7: 23- 25 " فَاجْتَمَعَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ نَفْتَالِي وَمِنْ أَشِيرَ وَمِنْ كُلِّ مَنَسَّى وَتَبِعُوا الْمِدْيَانِيِّينَ. فَأَرْسَلَ جِدْعُونُ رُسُلاً إِلَى كُلِّ جَبَلِ أَفْرَايِمَ قَائِلاً: "انْزِلُوا لِلِقَاءِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَخُذُوا مِنْهُمُ الْمِيَاهَ إِلَى بَيْتِ بَارَةَ وَالأُرْدُنِّ". فَاجْتَمَعَ كُلُّ رِجَالِ أَفْرَايِمَ وَأَخَذُوا الْمِيَاهَ إِلَى بَيْتِ بَارَةَ وَالأُرْدُنِّ. وَأَمْسَكُوا أَمِيرَيِ الْمِدْيَانِيِّينَ غُرَابًا وَذِئْبًا، وَقَتَلُوا غُرَابًا عَلَى صَخْرَةِ غُرَابٍ، وَأَمَّا ذِئْبٌ فَقَتَلُوهُ فِي مِعْصَرَةِ ذِئْبٍ. وَتَبِعُوا الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَتَوْا بِرَأْسَيْ غُرَابٍ وَذِئْبٍ إِلَى جِدْعُونَ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ." وكما نرى، فقد شارك الإسرائيليون الآخرون أيضاً في المرحلة الأخيرة من المعركة. تعطينا الآية 28 من الإصحاح الثامن مقدار النصر والخلاص الذين أعطاهما الله لإسرائيل على يد جدعون: قضاة 8: 28 " وَذَلَّ مِدْيَانُ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَعُودُوا يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ. وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أَيَّامِ جِدْعُونَ." عندما صنع بني إسرائيل الشر في عيني الرب وتخلوا عنه عابدين آلهة زائفة، كانت النتيجة هي الابتلاء والفقر العظيم. ومع ذلك، فعندما رجعوا وطلبوا خلاصه، ارسل لهم الرسول الذي وبخهم بكلمة الله. وبالإضافة إلى ذلك، رفع جدعون ليصبح قائدهم. وبالرغم من أنه كان فقيراً ولا يعرفه أحد، كان مستعداً أن ينفذ إرادة الله ، والله بدوره ساعده بكل الطرق الممكنة للقيام بمهمة خلاص إسرائيل. وكانت النتيجة هي الخلاص العظيم لبني إسرائيل واستراحة لكل السنين التي عاشها جدعون. وبالطبع تبارك جدعون كثيراً. كما تقول لنا قضاة 8: 29- 32: قضاة 8: 29- 32 " وَذَهَبَ يَرُبَّعْلُ بْنُ يُوآشَ وَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ. وَكَانَ لِجِدْعُونَ سَبْعُونَ وَلَدًا خَارِجُونَ مِنْ صُلْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَتْ لَهُ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ. وَسُرِّيَّتُهُ الَّتِي فِي شَكِيمَ وَلَدَتْ لَهُ هِيَ أَيْضًا ابْنًا فَسَمَّاهُ أَبِيمَالِكَ. وَمَاتَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ، وَدُفِنَ فِي قَبْرِ يُوآشَ أَبِيهِ فِي عَفْرَةِ أَبِيعَزَرَ." عاش جدعون حياة طويلة هادئة، ولم تكن هناك حاجة لتخبئة القمح من العدو وإنما العيش مع عائلته في سلام. إذاً نستخلص أن: الانفصال عن الله يجلب فقط الظلم والمصائب. ومع ذلك، حتى وإن حدث هذا، فالله موجود دائماً ومستعد أن يغفر ويخلص كل إنسان يرجع إليه. وبعيداً عن ذلك، فهناك شيء آخر نتعلمه من التسجيلات التي قرأناها وهي أنه عندما يريد الله شيئاً فهو مستعد أن يساعدنا على تنفيذ هذا الشيء. وبخصوص العلامات، فعندما تأتي من عند الله لابد وأن تكون متوافقة مع كلمة الله، وتدعم إرادة الله المعلنة مسبقاً. الله قد أعطانا كلمته وتجليات روحه ليُعلمنا بإرادته. والآن إذا أردنا المساعدة، فبالتأكيد سنحصل على ما نحتاجه منها. أنا لا أعرف كيف ستأتي هذه المساعدة. ولكنني على كل حال أعرف أنها ستأتي بالفعل وأنها ستكون كافية لدعمنا طول الطريق، تماماً كما كانت كافية لجدعون. الحواشي 1. للأسف، ليس هذا هو الموضع الأول حيث يتم ذكر جملة " وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ" في الكتاب المقدس. فهناك العديد منها (أنظر كمثال على ذلك، قضاة 2: 11- 15 4: 1- 2، 10: 6، 13: 1، ملوك الأولى 11: 6، نحميا 9: 28) وهذه إضافة تظهر لنا أن الشر الذي صنعته إسرائيل كان عبادة الأوثان والإهمال المتكرر لله. وكذلك، فكنظرة لهذه التسجيلات توضح أن هذا الشر كان دائماً ما يتبع بالدمار والمصائب والظلم. 2. وكمثال أنظر قضاة 3: 7- 9، 3: 12- 15، 4: 3، 10: 10، نحميا 9: 28. 3. يستطيع الشيطان أيضاً أن يعطي علامات، ولكنها علامات زائفة تهدف إلى أن تقودنا للوقوع في أشراكه. لذلك يجب علينا أن نكون حريصين جداً تجاه هذه العلامات. ومرشدنا ليست العلامات وإنما كلمة الله. فكل شيء يكون متوافق مع كلمة الله فهو آت من الله. وأي شيء ضد كلمته فهو من الشيطان. فالعلامات تكون صحيحة فقط عندما تدعم موقفاً تكون أحداثه متناغمة تماماً مع الكلمة. وإلا تكون لا أساس لها من الصحة. |
||||