05 - 10 - 2015, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 9481 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جسد، نفس و روح
هل الإنسان فقط جسد و نفس أم أنه جسد و نفس و روح؟ هذا في اعتقادي من أكثر الاسئلة أهمية بالنسبة للإنسان , و يحتاج أن يكون لديه الإجابة الصحيحة. فأنا اعتبر موضوع الجسد و النفس و الروح واحد من أهم المواضيع التي تتم مناقشتها في هذه المجلة، لذلك أود أن أطلب منك أن تنتبه جيداً أثناء مناقشتنا للكلمة لإيجاد جواباً، ليس فقط عن موضوع الجسد و النفس و الروح و لكن أيضاً عن بعض الأسئلة التي لا تقل أهمية و التي تتعلق كذلك بهذا الموضوع. لكي نقترب من موضوع الجسد و النفس و الروح نحتاج أن نذهب إلي السفر الأول من الكتاب المقدس، وهو سفر التكوين. أنه بعدما خلق الله الإنسان، فرض عليه قيد و أوضح العقاب في حالة انتهاك هذا القيد: 2. الجسد، النفس و الروح: جزئي الجسد و النفس التكوين 2: 16- 17 "وَأوصيَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِل" : مِنْ جَمِيعِ شْجَرِ الْجَنَّةِ تَاكُلُ أكلاً، و أما شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرّ فَلا تَأكُلْ مِنها، لأَنَّكَ يوم تَأْكلُ مِنْهَا مَوتأً تَمُوت" ." الشرط الذي وضعه الله علي آدم كان ألا يأكل من شجرة معرفة الخير و الشر. و كان العقاب في حالة كسر الوصية : " يوم [ انتبه: هذا اليوم] تَأْكلُ مِنْهَا مَوتأً تَمُوت". شيئان مهمان وجب ملاحظتهما في هذا العقاب. الأول أنه إذا أكل آدم من الشجرة سيحدث الموت حالاً، في هذا اليوم. و الثاني أنه سيحدث بالتأكيد. جملة " مَوتأً تَمُوت " تؤكد أن الموت سيحدث 100%، بالتأكيد في ذلك اليوم. الآن من سفر التكوين 3: 1- 6 نعرف جميعنا كيف خدع الشيطان آدم و حواء لكسر القيد الوحيد الذي و ضعه الله عليهم، و اكلا من شجرة معرفة الخير و الشر. وبعد الأكل من تلك الشجرة ووفقاً لما قاله الله لهم في سفر التكوين 2: 17، كان لابد أن يموتا في تلك اللحظة. و المشكلة هنا هي أن سفر التكوين 5: 4- 5 يقول عن آدم: "و كانَت أيَّامُ آدَمَ بَعدَ ما وَلَدَ شيثاً ثَمانيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَ بَناتٍ. فكانَتْ كُلُّ أيَامِ آدَمَ الَّتِي عاشَها تِسْعَ مِئَةٍ و ثَلاثِينَ سنَةً و ماتَ." إذاً، فوفقاً للكتاب المقدس، عاش آدم في جسده لسنين عديدة بعدما أكل من شجرة معرفة الخير و الشر. و من ناحية أخري، قال الله أن الذي يأكل من الشجرة موتاً يموت، أي سيموت بالتأكيد 100% في نفس ذات اليوم. و لكن ماذا حدث في الحقيقة يوم أكل آدم و حواء من الشجرة. هل ماتا كما قال الله أم لم يموتا؟ كلا! كلمة الله هي الوحيدة التي تستطيع أن تعطينا اجوبة. و إذا أردتم هذه الكلمة أن تعطيكم الأجوبة، فلابد أن تتركوها لتتحدث عن نفسها ( تفسير ذاتي ). في حالتنا، و بما أن الله لا يمكن أن يكذب (العدد 23: 19) يوم أكل آدم و حواء من الشجرة فقد ماتا فعلاً. في الحقيقة كان هو الشيطان من قال" لن تموتا" عندما خدع حواء، و من ثم، فإذا لم يموتا في ذلك اليوم، كما قال الله، إذن فقد أصاب الشيطان و أخطأ الله و هو ببساطة من المستحيل. علي أي حال فهذا بالضبط ما يُدَرِسه الكثيرون عندما يقولون: " في الحقيقة عندما قال الله أنهما موتاً يموتا فقد كان يعني أن بذرة الموت ستُغرَس". كلمة الله لا تحتاج إلي مثل هذا الدفاع. و في الحقيقة فهي لا تحتاج إلي أي دفاع لأنها حقيقة و الحقيقة تبقي دون أي مساعدة أو تبرير. عودة إلي موضوعنا: عندما قال الله أنهما موتاً سيموتا في ذلك اليوم، فقد ماتا بالفعل في ذلك اليوم. لكن بما أنهما قد أكملا حياتهما في جسديهما حتي بعد أن أكلا من شجرة معرفة الخير و الشر، فهو دليل ذاتي علي انه لابد و قد كان لهما نوع آحر من الحياة التي فقداها يوم أكلا ، بالإضافة إلي الحياة في جسديهما، و لهذا السبب كان الموت (غياب هيئة من هيئات الحياة). لذلك، وجب علينا البحث في الكتاب لنري كيف خُلِق الإنسان و ماذا كانت أجزائه. معرفة ما قد كَوَّن حياة الإنسان الأول سوف تمكننا أيضاً من معرفة ما قد فُقِد في ذلك اليوم. بداية لبحثنا عن كيفية خلق الإنسان الأول، دعنا نذهب إلي تكوين 2: 7. حيث قال: 3. الجسد، النفس و الروح: جزء الروح " ثُمَّ جَبَلَ الرَّبُّ الِإلَهُ آدَمَ مِنْ تُرَابِ الأرْض ......" أي جزء من الإنسان قد خلقه الله من تراب الأرض؟ جسده. لهذا السبب عناصر جسد الإنسان يمكن أن تتواجد في الأرض. إذاً فجزء من جسم الإنسان الأول هو الجسد. و لكن دعونا نكمل: تكوين 2: 7 " ثُمَّ جَبَلَ الرَّبُّ الِإلَهُ آدَمَ مِنْ تُرَابِ الأرْض وَ نَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ، فَصَارَ آدَمُ نَفْسَاً حَيَّة [ نفس= نِفِشْ بالعبرية]" لقد راينا أن الله قد خلق جسد الإنسان من تراب الأرض. لكن هذا الجسد لم تكن لديه حياة. فقد تم تكوينه فقط، بدون حياة. علي ذلك، فالكلمة تقول ان الله " نَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ، فَصَارَ آدَمُ نَفْسَاً حَيَّة ". إذاً، ما هي النفس؟ النفس هي ما تعطي الجسد الحياة. فالواقع أن الناس لا يفهمون الحقائق البسيطة التي تذكرها كلمة الله في هذا الشأن، مما يسبب تشويشاً لا نهاية له. فكلمة الله تقول لنا هنا أن النفس هي ما تعطي الحياة للجسد. فالجسد ميت بدون النفس. أين النفس، حياة البدن، حياة الجسد؟ مرة أخري كلمة الله دقيقة جداً: اللاويين 17: 11، 13- 14 " لأنَّ حياة [نِفِشْ بالعبرية ] الجسد هي في الدم....... اي إسرائيلي، أو غريب مقيم في وسطكم، يقتنس حيواناً أو طيراً محللا أكله، يسفك دمه و يغطيه بالتراب، لأن حياة كل مخلوق هي دمه، و لهذا أوصيت بني إسرائيل ألا يأكلوا دم جسد ما، لأن حياة كل جسم هي دمه " لقد رأينا في تكوين 2: 7 أن النفس [ نِفِشْ بالعبرية] هي ما تعطي الحياة للجسد. هنا في اللاويين نري "أن حياة الجسد هي في الدم" . في المقطع السابق كلمة "حياة" هي ترجمة للكلمة العبرية [نِفِشْ] و التي تترجم كـ " نفس " في تكوين 2: 7 كما أيضاً في الـ 471 مكان من الـ 753 مكان حيث توجد1. إذاً، ما هي "نِفِشْ" أو النفس؟ وفقاً لتكوين 2: 7 النفس هي ما تعطي الحياة للجسد. أين هي الـ "نِفِشْ"، النفس، حياة الجسد ؟ وفقاً للاويين 17: 11- 14 أنها في الدم: "أن حياة [نِفِشْ، النفس ] الجسد هي في الدم". كيف أن حياة النفس تمر من جيل إلي جيل؟ عن طريق الدم. و لهذا أعمال 17: 26 تقول: " وَ صَنَعَ مِنْ دمٍ واحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ الناسِ يَسكُنونَ عَلي كُلِّ وجهِ الأرضِ" الـ " دَمٍ واحِدٍ " في هذه الفقرة هو دم آدم الذي يمر من جيل إلي جيل و هو في الحقيقة الدم الذي يوجد بداخلنا جميعاً. في الحقيقة، النفس ليست شيئاً للإنسان فقط. الحيوانات أيضاً لها نفس و التي توجد في الدم. و بالرغم من أن هذا مفهوم في فقرة اللاويين، حيث قيل لنا أن حياة كل جسم هي دمه، إذاً فدعونا نذهب إلي تكوين 1: 20- 21، 29- 30 تكوين 1: 20- 21 " ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: " لِتَزْخَر الْمِيَاهُ بِشَتَّي الْحَيَوَاناتِ الحَيَّةِ [ نِفِشْ، نفس ] وَ لْتُحَلِّق الطُّيُورُ فوْقَ الأرْض عَبْرَ فضَاء السَّمَاء". وَ هَكَذا خَلَقَ اللهُ الْحَيَوَاناتِ المَائيَّة الضَّخْمَة، وَ الكائِناتِ الحَيَّة [ نِفِشْ، نفس ] الَّتِي اكْتَظَّتْ بهَا الميَاهُ، كُلاً حَسَبَ أجْناسِهَا، وَ أيْضَاً الطُّيُورَ وَفْقاً لِأنْوَاعِهَا. وَ رَأي اللهُ ذلِكَ فاستَحْسَنهُ." تكوين 1: 29- 30 " ثُمَّ قالَ لَهُمْ: " إنِّي قدْ أعْطَيْتُكُمْ كُلَّ أصْنافِ البُقُول المُبْزِرَةِ المُنْتَشِرَة عَلي كُلِّ سَطْح الأرْض، وَ كُلَّ شَجَرٍ مُثمِرِ مُبْزِر، لِتَكُونَ لَكُمْ طَعَامَا. أمَّا العُشْبُ الأَخْضَرُ فَقَدْ جَعَلْتُهُ طَعَاماً لِكُلِّ مِنْ وُحُوش الأرْض وَ طُيُور السَّمَاءِ وَ الحَيَوَاناتِ الزَّاحِفَةَ، وَ لِكُلِّ مَا فِيِه نسَمَةُ حَيَاةِ". وَ هَكذا كَانَ." إذاً فليس فقط الإنسان و لكن أيضاً الحيوان لديه "نِفِشْ" أي "نفس". هذا ليس غريباً علي الإطلاق، إذا فهمنا أن النفس هي ما تعطي الحياة للجسد. فعندما نموت تتلاشي الحياة، و تتلاشي النفس. و هذا أيضاً يحدث للحيوانات. النفس لهم كما للإنسان أيضاً، أي ما يعطي الحياة للجسد. علي رغم من أنه لا مشكلة في تعريف النفس في الكتاب المقدس، المشكلة هي في رجوعنا للكتاب المقدس بالفكرة القديمة عن النفس و كونها أبدية، فحيث أن لديهم "نِفِشْ" كما أن الإنسان لديه "نِفِشْ". فالنفس ليست شيئاً خالداً. إنها فقط تعطي الحياة للجسد. و حينما تتوقف الحياة في الجسد، تتلاشي النفس. حتي الآن، نري أن الكتاب المقدس يُعَلِّم أن الله قد خلق جسد الإنسان من تراب الأرض، و أنه قد أعطي لهذا الجسد حياة، أي نفس. و حيث أن هناك شيئاً كان لابد أن يموت لآدم في ذلك اليوم، إذن فلابد أنه قد كان لديه، علي الأقل، جزءاً إضافياً قد ضاع، أو مات عندما أكل. إذاً فدعونا نكمل قراءة الكتاب لنري ماذا يقول في هذا الشأن. لكي نُكمل البحث دعونا نذهب إلي تكوين 1: 26- 27 حيث يقول: تكوين 1: 26- 27 " ثُمَّ قَالَ اللهُ " : لِنَصْنَعِ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا، آَمِثَالِنَا.......... "فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ." وفقاً لهذه الفقرة، فقد خلق الله الإنسان "عَلَى صُورَتِهِ ". هنا نقطة هامة جداً، نقطة رئيسية، فإذا أردنا أن نفهم، ليس فقط ما حدث يوم اكل آدم و حواء من شجرة معرفة الخير و الشر، و لكن أيضاً الفقرات الأخري من الكتاب المقدس التي تأثرت بما قيل هنا. و نحن نقرأ الفقرة السابقة، فالسؤال الذي يجب أن يُسأل هنا هو ما هي صورة الله؟ ماذا يُشبه؟ تقول لنا يوحنا 4: 24 " اللهُ رُوحٌ" الله ليس جسد و إنما روح . تلك هي صورته.إذن، فعندما تقول لنا الكلمة أن الله قد خلق الإنسان علي صورته، فهذا يعني أنه بالإضافة للجسد و النفس، فالإنسان لديه أيضاً ما لصورة الله أي الروح . و لكي نتمكن من ان نفهم بشكل افضل استخدام جملة "علي صورته" في الفقرة الاساسية السابقة، دعونا نري مكاناً آخر حيث توجد هذه الجملة. تكوين 5: 1- 3 "هَذَا سِجِلٌّ بِمَوَالِيدِ آدَمَ. يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ، صَنَعَهُ اللهُ عَلَى مِثَالِهِ .وَقَدْ خَلَقَهُ ذَكَراً وَأُنْثَى . وَيَوْمَ خَلَقَهُ، بَارَآَهُ وَسَمَّاهُ آدَمَ. كانَ عُمْرُ آدَمَ مِئَةً وَثَلاَثِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ وَلَداً كَشَبَهِهِ وَمِثَالِهِ، وَسَمَّاهُ شِيثاً. " تقول الفقرة ان آدم قد انجب ابناً " كشبهه و مثاله" ماذا تعني هذه؟ تعني أنه كما كان آدم، فقد كان ابنه أيضاً أي كما كانت لآدم أيدي، فشيث كانت لديه أيدي ايضاً، كما كانت لآدم أقدام، فشيث كانت لديه اقدام أيضاً، و هكذا. كما كان آدم جسداً و نفس كذلك شيث أيضاً كان جسداً و نفس. بالمثل، عندما تقول الكلمة أن الله قد خلق الانسان " علي صورته" ، " علي صورة الله"، ما تعنيه انه كما هو الله، كذلك كان آدم. الله ليس جسداً، ليست لديه اقدام أو ايدي او رأس. إنه روح. إذاً فكما أن الله روح فلآدم روح أيضاً. يمكن أن يتسائل الانسان انه لماذا جعل الله لآدم، بخلاف الجسد و النفس، روحاً أيضاً؟ السبب البسيط هو انه بدون الروح لا يستطيع آدم ان يتواصل مع الله الذي هو روح. الله بكونه روحاً لا يستطيع التواصل مع الجسد و النفس. إنهم اشياء مختلفة. فانك لا تستطيع ان تستقبل رسائل محطة الراديو إلا إذا كان لديك مُسْتَقبل راديو. ربما يكون لديك ماكينة غسيل و لكن حقيقة أن لديك ماكينة غسيل لا تجعل استقبال موجات محطة الراديو ممكنة ولكن تحتاج إلي مٌستَقبل راديو. بالمثل، الله روح و للتواصل معه لابد أن تكون لك روحاً. الجسد و النفس كافيان لأمور الحواس الخمس، و لكن عندما نأتي لأمورالله، فما نحتاجه هو الروح. هذه الحقيقة مشروحة أيضاً في كورنثوس الأولي 2: 14 " غَيْرَ انَّ الإنْسَانَ البَشَريَّ [ سوشيكوس في اليونانية] لا يَتَقَبَّلُ أُمُورَ رُوح الله إذْ يَعْتَبرُهَا جَهَالةً، وَ لا يَسْتَطيعُ انْ يَعْرفْهَا لأنَّ تمْييزَهَا إنَّمَا يَحْتَاجُ إلي حِسّ رُوحيّ" في هذه الفقرة، الكلمة المُتَرجمة " البشري" هي النعت اليوناني " سوشيكوس" و الذي يأتي من الاسم "سوشي" و التي تعني نفس. إذن فسوشيكوس تعني " الإنسان النفس" أي الإنسان بالجسد و النفس فقط2. وفقاً لهذه الفقرة فالإنسان الذي هو جسد و روح فقط " لا يستقبل أشياء روح الله". حيث أنه قيل فيما سبق أنه لاستقبال " امور روح الله" أو للاتصال بالله نحتاج المُسْتَقْبِل المُلائم أي الروح. و لهذا تقول الفقرة: " وَ لا يَسْتَطيعُ [الإنسان ذو الجسد و النفس] انْ يَعْرفْهَالأنَّ تمْييزَهَا إنَّمَا يَحْتَاجُ إلي حِسّ رُوحيّ". الإنسان ذو النفس و الجسد يستحيل عليه معرفة امور الله للسبب البسيط وهو أن مثل هذه الأشياء لها علاقة بالروح، " لأنَّ تمْييزَهَا إنَّمَا يَحْتَاجُ إلي حِسّ رُوحيّ"، و بما أنه يفتقد الروح فلا يستطيع أن يعرفها. لتلخيص كل ما سبق، آدم له جسد، مُكَوَّن من تراب الأرض، والنفس التي تعطي الحياة للجسد و الروح للاتصال بالله. لقد كان جسداً و نفساً و روحاً. بالوصول إلي هذا فلا مجال للسؤال عما حدث يوم أكل آدم و حواء من شجرة معرفة الخير و الشر. فقد قال الله لهما أنهما يوم يأكلا منها، موتاً يموتا. مع الأخذ في الاعتبار ان الموت يعني أختفاء شكل الحياة، و نحن الآن نستطيع أن نري ما قد مات في ذلك اليوم. كان آدم جسداً و نفسأً و روحاً و قد مات جسده بعد سنين طويلة من يوم أكله من الشجرة. الآن حيث أنه بدون النفس فلا حياة للجسد، فقد كان لآدم جسداً و نفساً حتي بعد أن أكل من تلك الشجرة، و من ناحية أخري، وحيث أن الله علي صواب دائماً في كل ما يقوله، فكان لابد لشيء أن يموت ذلك اليوم. و حيث أن آدم كان جسداً و نفساً و روحاً قبل أن يأكل، و كما نري أنه قد أستمر في أن يكون لديه جسداً وروحاً بعد أكله فما قد فُقد منه في ذلك اليوم كانت الروح التي أعطاها له الله. لقد أكمل بالجسد و النفس و لكن لم تكن له روحاً. لقد انفصلت عنه الروح و كان هذا هو الموت بالنسبة له حيث ان الروح، التي هي شكل من أشكال الحياة التي كانت له قبل أن يأكل، لم تعد موجودة. أترون كيف أن الكتاب المقدس يقوم بتسوية الامور بوضوح عندما نتركه ليفسر نفسه. فقد كان هذا بالحقيقة هو فقدان الروح التي أُعيدت من جديد في يوم الخمسين عندما أصبحت الروح القدس مُتاحة مرة أخري، بحيث أنه بعد إيماننا بيسوع المسيح فأصبحت مرة أخري جسد و نفس و روح. و لهذا السبب إذن يقول بولس في تسالونيكي الاولي 5: 23 " وَ إلهُ السَّلام نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ إلي التَّمَام وَ يَحْفَظُكُمْ سَالِمِينَ، رُوحاً وَ نَفْساً وَ جَسَداً، لِتَكُونُوا بلا لوْمٍ عِنْدَ عَوْدَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسيح" نحن الآن، بعد الإيمان بالرب يسوع المسيح و قيامته و تلقي نعمة الروح القدس، فلم نعد جسداً و نفساً فقط و إنما جسد و نفس و روح. |
||||
05 - 10 - 2015, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 9482 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" هؤُلاَءِ عَنْ تَحَزُّبٍ يُنَادُونَ بِالْمَسِيحِ ... " يتحدث بولس في فيلبي 1عن نتائج حبسه فيما يخص حركة كلمة الله، فنقرأ في الآيات 12- 18: فيلبي 1: 12- 18 "ثُمَّ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّ أُمُورِي قَدْ آلَتْ أَكْثَرَ إِلَى تَقَدُّمِ الإِنْجِيلِ، حَتَّى إِنَّ وُثُقِي صَارَتْ ظَاهِرَةً فِي الْمَسِيحِ فِي كُلِّ دَارِ الْوِلاَيَةِ وَفِي بَاقِي الأَمَاكِنِ أَجْمَعَ. وَأَكْثَرُ الإِخْوَةِ، وَهُمْ وَاثِقُونَ فِي الرَّبِّ بِوُثُقِي، يَجْتَرِئُونَ أَكْثَرَ عَلَى التَّكَلُّمِ بِالْكَلِمَةِ بِلاَ خَوْفٍ. أَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ حَسَدٍ وَخِصَامٍ يَكْرِزُونَ بِالْمَسِيحِ، وَأَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ مَسَرَّةٍ. فَهؤُلاَءِ عَنْ تَحَزُّبٍ يُنَادُونَ بِالْمَسِيحِ لاَ عَنْ إِخْلاَصٍ، ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يُضِيفُونَ إِلَى وُثُقِي ضِيقًا. وَأُولئِكَ عَنْ مَحَبَّةٍ، عَالِمِينَ أَنِّي مَوْضُوعٌ لِحِمَايَةِ الإِنْجِيلِ. فَمَاذَا؟ غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضًا." يتحدث بولس في السجن عما كان يراه يحدث خارج السجن: فقد كان يُنَادَى بالإنجيل وفرح بولس لأجل هذا كثيراً. ومع ذلك، لم ينادي الكل بإخلاص، فمن بين هؤلاء الذين نادوا بالمسيح كان هناك من نادى بتحزب، إذ لم يكن دافعهم هو المحبة أو الاهتمام بكلمة الرب بل كان دافعهم هو التحزب، ليس مهماً ما نعمل ولكن أيضاً السبب الذي لأجله نعمل، فكما حدث آنذاك، كذلك يحدث اليوم أيضاً، فهناك الكثير من الكهنة الذين لم يعتمدوا كليا على الإخلاص في عملهم بل (أيضاً) على التحزب. هؤلاء الناس الذين كانوا ينادون بالمسيح بتحزب منافسة لبولس عملوا هذا اعتقاداً منهم أنهم بذلك يزيدون عليه ضيقه، ولكن ذلك لم يحدث، فبولس كان فرحاً بسبب المناداة بالكلمة، إذ لم يكن اهتمامه بمجده الذاتي بل كان بنشر كلمة الرب. بعد أن عبر لنا بولس عن سعادته، انتقل بنا إلى الإصحاح الثاني من فيلبي: فيلبي 2: 1-3 "فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ مَا فِي الْمَسِيحِ. إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ. إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ. إِنْ كَانَتْ أَحْشَاءٌ وَرَأْفَةٌ، فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْرًا وَاحِدًا وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئًا وَاحِدًا، لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ." كما تعلن لنا الكلمة بكل وضوح انه لا ينبغي أن نفعل أي شيء بتحزب أو بعجب، فكل ما يُعمَل بهذه الدوافع غير مقبول، حتى لو كان ذلك هو النداء بالكلمة مثلما كان يفعل حساد بولس. في الحقيقة، فإن التحزب هو أحد أعمال الجسد المذكورة في غلاطية 20:5، وهذا يعني أنه يمكنك أن تنادي بكلمة الرب ولكن إذا عملت هذا بتحزب فسيكون هذا مجرد أحد أعمال الجسد، لذلك دعونا نفكر قبل أن نبدأ نشاطا جديدا: لماذا أريد أن أبدأ هذا النشاط؟ هل هو بسبب دعوة الرب لي أم بسبب التحزب (لأني أحسد فلان أو فلان وأريد أن أنافسه) أم بسبب العجب (لأني أريد أن أستعرض إمكانياتي وخدماتي أمام الآخرين)؟ فالدافع هو ما يحدد نوعية العمل، ولذلك فنحن لا نريد أعمالاً تُحرَق يوم الدينونة بل أعمالا دعانا الله لنعملها، وفي الواقع، هناك احتياج كبير للعاملين بمثل هذه الأعمال. |
||||
05 - 10 - 2015, 06:12 PM | رقم المشاركة : ( 9483 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تيموثاوس الثانية 3: 16-17
فائدة الكتاب المقدس لماذا نحن بحاجة ﺈلى الكتاب المقدس؟ ما هي فاﺋدته؟ هذا ما يقول لنا في تيموثاوس 3: 16- 17: تيموثاوس الثانية 3: 16- 17 " كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ." المعلومة الأولي المعطاة في المقطع السابق من تيموثاوس الثانية 3: 16- 17 تخبرنا أن الكتاب المقدس حقا مفيد ونافغ. لماذا نافع؟ " لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ." لنفصل كل واحدة على حدى. أول شيئ تقوله لنا تيموثاوس الثانية 3: 16- 17 هو أن الكتاب المقدس مفيد لِلتَّعْلِيمِ. هذا مهم جدا لأنه عندما يتعلق الأمر بالله. فعادة ما يتبع الناس تعاليم تقاليدهم أو التعاليم التي يعتبرها المجتمع "المصدر الصحيح للمعلومات الدينية". و هذه المعلومات ﺗأتي من خلال الكاهن، العاﺋلة و المدرسة، ﺈلخ. لا مشكلة مع هذه المصادر إذا كانت تُعَلَّم ما يُعَلِّمه الكتاب المقدس. و لكن للأسف هذا لا يحدث عادة في حالة أن تكون هذه التعاليم مكتسبة من هذه المصادر، ومع أنها قد تكون دينية وصادقة، فهي أيضاً غير صحيحية لأنها لا تتفق مع التعاليم التي يعطيها الله في الكتاب المقدس. ٢."للتوبيخ" مثل من الكتاب المقدس يستعمل في موضوع الخلاص. جواب الكتاب المقدس واضح جدا عن هذا الموضوع: رومية 10: 9 " لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ." و أيضا أفسس 2: 8- 9 " لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ." أيمكن إيضاح هذا أكثر من ذلك أنه لكي تخلص، فما تحتاجه ليس الأعمال وإنما أن تؤمن أن يسوع هو الرب والله أقامه من بين الأموات؟ ﺈذا كانت مدرستك، كاهنك، أو عاﺋلتك يؤمنون بشيئ ﺂخر، فتعاليم من ستتبع؟ تعاليم الكتاب المقدس أم تعاليم الناس العديدين، أيا كانوا؟ أنا أُفَضِّل تعاليم الكتاب المقدس، ﻷن الكتاب المقدس "نَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ" (تيموثاوس الثانية 3: 16- 17) غير التعليم، تيموثاوس الثانية 3: 16- 17 تقول لنا أن الكتاب المقدس صالح للتوبيخ و التقويم. و هذا يعني أن الكتاب المقدس قادر على ﺈظهار ما ﺈذا كنا على خطأ، وأين خطأنا. ولذلك، فإذا ﺂمنت أن الخلاص يُعْطَي باﻷعمال أو بالإيمان بالإضافة إلي بعض الأعمال الجيدة، أو بأي طريقة فأنا لا أعرف أي شيئ ﺂخر عدا الإيمان بأن المسيح هو الرب و أن الله أقامه من بين اﻷموات، فما أحتاجه هو التوبيخ و التقويم. المقطع السابق من رومية 10: 9 مفيد أيضاً من أجل هذا الهدف، فإذا لم أؤمن بما تقول، فهي تقول أنني مخطيء عن طريق توضيح الصحيح. فهي تعلمني، تصححني و توبخني و كل هذا في نفس المقطع. مثال آخر في أفسس 4: 31 ٣. " للتقويم" أفسس ٣١:٤ "مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ" إذا كنت أشعر بمرارة وسخط، ﺈلخ. فالكتاب المقدس يقول لي أنني على خطأ. و هل تعرف لماذا خطأ؟ ليس لأن المجتمع والنظام الأخلاقي يُعَّرِفَانه علي أنه خطأ و لكن ﻷن الله يقول أن هذا خطأ. لتعرف الخطأ من الصواب، لا تحتاج أن تعرف و أن تتبع النظام الأخلاقي للعالم. ما تحتاج أن تعرف و تتبع هو كلمة الله. وفقا لتيموثاوس الثانية 3: 16- 17 فالشيئ الثالث المفيد في الكتاب المقدس هو التقويم. فالتقويم يكون دائماً ضروري ويكمل التوبيخ. فمع التوبيخ نرى أين كنا مخطئين بينما مع التأديب نعرف ما هو الصواب. رأينا أعلاه في حالة أفس ٣١:٤، أنه يكفي أن نرى آية أخرى واحدة لكسب اﻟﺘقويم بعد التوبيخ. إذاً ففي أفسس ٣٢:٤ تقول لنا: ٤" لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ" أفسس ٣٢:٤ " وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ." كل هذه اﻷشياء التي يكون الكتاب المقدس مفيد فيها أي التَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ والتَّقْوِيمِ تجعل الكتاب المقدس مفيد للتعليم في البر، أو كما يقرأه اليونانيون، للتدريب في البر. السبب في أن الله قد أعطى الكتاب المقدس، و الذي هو مفيد في كل هذه اﻷشياء هو "لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً" .هذا يعني أنك لا تستطيع أن تكون كاملاً ﺈلا من خلال تطبيق ما يقوله الكتاب المقدس. مقطع تيموثاوس الثانية 3: 16- 17 يقول أيضا أن الكتاب المقدس قد أُعطِى " لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ". اﻷعمال الصالحة المعنية هنا ليست اﻷعمال الصالحة التي "حضرتها" للرب . فبالنسبة لله فالأعمال الوحيدة الصالحة فعلاً هي "الأَعْمَال الصَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا"(أفسس 2: 10). لكي تكون ﻣﺘأهب لهذه اﻷعمال الصالحة فما تحتاجه هو كتاب الله: الكتاب المقدس. |
||||
05 - 10 - 2015, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 9484 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الروح القدس قبل وبعد يوم الخمسين
رأينا في مقال "جسد، نفس وروح" ان آدم قد خُلِقَ في الأصل كجسد ونفس وروح وأنه عندما أكل من شجرة معرفة الخير والشر فقد روحه. فلم يعد الله قادراً على التواصل معه لأن آدم لم يعد لديه المُستَقبِل اللازم لذلك، أي الروح. في هذا المقال سوف ندرس توافر الروح قبل وبعد يوم الخمسين. حيث أن الروح لم تكن متاحة بعد سقوط آدم، فما كان يحدث أثناء تلك الفترة هو أن الله كان يضع روحه على هؤلاء الذين أراد أن يتواصل معهم. هذا لا يعني أن الروح كانت متاحة. من سفر التكوين إلى أعمال الرسل، لم يُذكر أي شيء عن كيفية استقبال الروح، للسبب البسيط وهو أنها لم تكن متاحة1. تخبرنا يوحنا 7: 37- 39 بالآتي: 2. منذ يوم الخمسين: أصبحت الروح متاحة مرة أخرى يوحنا 7: 37- 39 " وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى قِائِلاً:"إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ". قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ." وفقاً لهذه الفقرة، فالروح القدس لم تكن متاحة في الوقت الذي قال فيه يسوع المسيح هذه الكلمات وبالطبع لم تكن متاحة قبل ذلك الوقت كذلك. لقد أصبحت متاحة في يوم الخمسين. أثناء كل هذه الفقرة (منذ سقوط آدم وحتى يوم الخمسين) إذا أراد الله أن يتواصل مع أحد، كان يضع روحه عليه . دعونا نرى بعض الأمثلة المتعلقة بهذه النقطة من العهد القديم، بدءاً من سفر العدد 11: 16- 17. وفقاً للكتاب المقدس، اراد موسى وجود المعاونين من أجل حكم شعب إسرائيل وأجاب الله طلبه في الآيات 16- 17: سفر العدد 11: 16- 17 " فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: "اجْمَعْ إِلَيَّ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ شُيُوخُ الشَّعْبِ وَعُرَفَاؤُهُ، وَأَقْبِلْ بِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ فَيَقِفُوا هُنَاكَ مَعَكَ. فَأَنْزِلَ أَنَا وَأَتَكَلَّمَ مَعَكَ هُنَاكَ، وَآخُذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْكَ وَأَضَعَ عَلَيْهِمْ، فَيَحْمِلُونَ مَعَكَ ثِقْلَ الشَّعْبِ، فَلاَ تَحْمِلُ أَنْتَ وَحْدَكَ." يتضح من تلك الفقرة أنه قد كانت لموسى روح وأنها كانت عليه. ومن المهم أن نشير إلى شيئين هنا: أولاً أن الروح لم تكن في موسى، وإنما كانت عليه. وثانياً، حقيقة أن موسى كانت عليه الروح لم تكن بسبب أنه قرر أن تصبح لديه الروح. حتى وإن كان قد قرر أن تصبح لديه الروح، فلم يكن هناك ما يضمن امتلاكه لها، للسبب البسيط وهو أن الروح لم تكن متاحة. في الحقيقة، الله هو من قرر أن يضع روحه على موسى وليس العكس. ونفس الشيء بالنسبة للرجال السبعين كذلك: حلَّت روح الله عليهم، ليس بسبب أنهم قرروا أن يستقبلوها بل لأن الله وضعها عليهم لكي يجعل التواصل معهم ممكناً. هناك فقرات أخرى في العهد القديم فيما يتعلق بوضع الله لروحه على الناس: القضاة 3: 9- 10 " وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ، فَأَقَامَ الرَّبُّ مُخَلِّصًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَخَلَّصَهُمْ، عُثْنِيئِيلَ بْنَ قَنَازَ أَخَا كَالِبَ الأَصْغَرَ. فَكَانَ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، وَقَضَى لإِسْرَائِيلَ. وَخَرَجَ لِلْحَرْبِ فَدَفَعَ الرَّبُّ لِيَدِهِ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ مَلِكَ أَرَامَ، وَاعْتَزَّتْ يَدُهُ عَلَى كُوشَانِ رِشَعْتَايِمَ." هل كانت لعثنيئيل الروح قبل ذلك؟ لا، بل وضعها الله عليه لأنه كان قاض إسرائيل و أراد الله أن يتواصل معه. دعونا نرى مثالاً آخر: قضاة 6: 33- 34 " وَاجْتَمَعَ جَمِيعُ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالْعَمَالِقَةِ وَبَنِي الْمَشْرِقِ مَعًا وَعَبَرُوا وَنَزَلُوا فِي وَادِي يِزْرَعِيلَ. وَلَبِسَ رُوحُ الرَّبِّ جِدْعُونَ فَضَرَبَ بِالْبُوقِ [لجمع شعب إسرائيل من أجل الحرب ] ، فَاجْتَمَعَ أَبِيعَزَرُ وَرَاءَهُ." هل كانت لجدعون أي روح من قبل؟ لا. هل جدعون هو من استقبل الروح من الله أم أن الله هو من ألبس جدعون الروح؟ لاستقبال شيء لابد وأن يكون هذا الشيء متاحاً والروح لم تكن متاحة بعد سقوط آدم. إذاً فقد كان الله هو من اختار أن يُلبِس جدعون الروح لأن جدعون كان قاض إسرائيل في ذلك الوقت وأراد الله أن يتواصل معه. هناك العديد من الأمثلة المشابهة في العهد القديم. أيضاً إذا قمنا بدراسة حالة شاول، أول ملوك إسرائيل، يمكن أن نرى أنه عندما عصى الله، انفصلت عنه روح الله التي كانت عليه (أنظر صموئيل الأولى 15: 26 و 16: 14). للتلخيص: كان آدم وحواء في الأصل جسد ونفس وروح. ولكنهما فقدا الروح يوم أكلا من شجرة معرفة الخير والشر. فالموت هو فقدان الحياه. لهذا السبب قد ماتوا في ذلك اليوم، تماماً كما قال الله، كما تبع ذلك موتهم الجسدي. منذ ذلك الحين أصبحت الروح غير متاحة. ومن ناحية أخرى، لكي يتمكن الله من التواصل مع الشعب، ينبغي أن تكون لديهم الروح. ولهذا السبب، أثناء تلك الفترة، كان على الله أن يضع روحه على أناس معينين من اختياره. على سبيل المثال، كل الأنبياء كانت عليهم روح الله. وضعها الله عليهم لإعطائهم الوحي. ومن ثم، بالنسبة للفترة ما قبل يوم الخمسين يجب ملاحظة ثلاثة أشياء: 1. أن الروح القدس لم تكن متاحة. 2. وضع الله روحه على هؤلاء الذين كان يريد التواصل معهم. 3. أنهم يستطيعون أن يفقدوا الروح، مما يعني أن امتلاكهم للروح كان مشروطاً. كما رأينا الحال الذي كان سائداً قبل يوم الخمسين، فحان الوقت الآن لنرى ماذا حدث بعد يوم الخمسين. 1.2) وُلِدَ من فوق: قبل أي شيء، دعونا نذهب إلى البشائر لنرى بعضاً مما قاله يسوع هناك. يجب أن نتفهم أثناء قراءتنا لتلك الكلمات أنه -إذ أننا قد رأينا من قبل في يوحنا 7: 37- 39- في الوقت الذي كان فيه يسوع المسيح على الأرض، لم تتح الروح القدس بعد. إذاً، فمهما رأينا في البشائر عن الروح فهو يشير بشكل تنبؤي إلى الوقت الذي ستكون فيه الروح متاحة. بتفهم هذا، دعونا نلقي نظرة على يوحنا 3: 1- 6: 2. 2) ماذا حدث يوم الخمسين؟ يوحنا 3: 1- 6 " كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ:"يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ". أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ [وفقاً للنص اليوناني]لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ". " وفقاً ليسوع المسيح لا يستطيع أحد أن يدخل ملكوت الله ما لم يولد من فوق. في الغالب هذا كاقياً لحل العديد من الخلافات والتكهنات عن كيفية الوصول إلى ملكوت الله. والجواب بسيط: لابد وأن يولد من فوق. والآن، ماذا تعني جملة " مولود من فوق" ؟ الولادة الوحيدة التي يعرفها معظمنا هي الولادة الطبيعية. ومن ثم، يقول لنا يسوع المسيح هنا أن هناك ولادة أخرى وتلك الولادة هي التصريح لكل إنسان لكي " يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ" . قد ترد إلى عقولنا الأسئلة الآتية: " كيف تكون تلك الولادة؟ " ، من هو أب هذه الولادة؟"، " ما الذي سنناله من هذه الولادة؟". كيف سنجيب عن هذه الأسئلة؟ الإجابة عنها تكون بالذهاب إلى الكتاب المقدس وإتاحة الفرصة له ليفسر نفسه. لذا دعونا نرى ما يقول: يوحنا 3: 4- 5 " قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ:"كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟" أَجَابَ يَسُوعُ:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ." يشرح لنا يسوع المسيح في هذه الفقرة أنه لكي يتمكن الإنسان من دخول ملكوت الله يجب عليه أن يولد من الماء والروح. وأن يولد من الماء تعني الولادة الأولى. وبدون الولادة الأولى، كيف تستطيع أن تولد ثانية؟ يقول لنا أيضاً أن الإنسان لابد وأن يولد من الروح. كلمة "الروح" لها عدة استخدامات في الكتاب المقدس. ومع ذلك، فمعظم الاستخدامات تشير إلى أن الله هو الروح (يوحنا 4: 24 " اَللهُ رُوحٌ " ) أو إلى الروح التي يمنحها الله. في الفقرة السابقة "مولود من الروح" تعني مولود من الله، الذي هو الروح. في الولادة الأولى، ولدنا "من الماء2" . في الولادة الثانية، وُلِدْنَا من الروح أي من الله، الذي هو روح. أنه في هذه الولادة الثانية نولد من الله كما هو واضح أيضاً في الآية 6 و حيث نتعلم أيضاً ما الذي نناله من هذه الولادة: يوحنا 3: 6 " اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ." مرة أخرى تم الجمع بين الولادتين في جملة واحدة ولكن الهدف هذه المرة هو لتوضيحهما ولإظهار الفرق الكبير بينهما. من الولادة الأولى تنال ما لوالديك أي الجسد والدم . وبالمثل، فمن الولادة الثانية تنال ما لأبيك السماوي، الذي هو الله اي الروح. الكتاب المقدس أيضاً في منتهى الوضوح حول كيفية حدوث الولادة الثانية. فنقرأ في يوحنا الأولى 5: 1 : رسالة يوحنا الأولى 5: 1 " كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ." في هذه الفقرة، تقول لنا كلمة الله أنه لكي نولد من الله، فما نحتاجه هو الإيمان من القلب بأن يسوع هو المسيح أي المسيا، المُخَلِّص. استغرق دقيقة في التفكير في هذا. إذا كنت قد وُلِدت من الله فما أنت إذاً؟ ابن لله. ابن أو ابنة لله!! هذا بالضبط أيضاً ما تقوله لنا غلاطية : غلاطية 3: 26 " لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ." لكي تصبح ابناً لأحد لابد وأن تكون مولوداً منه. وفي الفقرات السابقة، تعلن كلمة الله أن في الوقت الذي نؤمن فيه بيسوع المسيح نصبح أبناء لله. هل تؤمن من قلبك أن يسوع هو المسيح، المسيا، المُقام من الأموات، ابن الله؟ إذا كان الجواب نعم، فابوك هو الله. هل هناك من هو أقدر من الله؟ بالطبع كلا. فما هو المستحيل بالنسبة له؟ ولا أي شيء، ولكن بسبب الدين أو العادات يعتقد معظم الناس أن الله لا يمكن التقرب منه. وأنه يصبح قريباً قليلاً فقط بعد اتباعهم لطقس معين او القيام بالأعمال الدينية. إذا كنت تؤمن بنفس الشيء، فلابد أن تغير هذا الاعتقاد، مستبدلاً إياه بما تقوله كلمة الله أنك: ابن لله. دعونا نتحدث أكثر عن هذا الأمر. فتقول لنا أشعياء 49: 15: "هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟" إذا كان الجواب نعم، فمن أين أتى كل هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في الشوارع وفي المؤسسات؟ ولهذا السبب يقول الله: اشعياء 49: 15 " حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ" ومع ذلك فالآية لا تتوقف عند هذا. وإنما تكمل قائلة: أشعياء 49: 15 " وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ" العديد من الآباء ينسون أبنائهم أو يسيئون معاملتهم. ومع ذلك، فالله لن ينساك. أتعلم لماذا؟ لأنك ابنه وهو يحبك. كما تقول العبرانيين 13: 5: " لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ:"لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ". حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ:"الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟"" من قال هذا؟ لست أنا. وإنما الله هو من قال هذا ("لأَنَّهُ قَالَ"). إنه يعد بأن لا يهملك ولا يتركك. قد يتركك أصدقائك، قد تتخلى عنك الحكومة، قد يهملك مُديرك، ولكن الله لن يتركك أبداً لأنك ابنه. إذا شعرت انك منسي او مُهمل ... إلخ، فذلك لأنك تهتم بالأمور الخاطئة. اهتم بالله، أبيك؛ قم بتكوين علاقة مع الله مثل علاقة الاب وابنه وسترى كم ستضيء حياتك بعد ذلك. يمكنك ايضاً بكل شجاعة أن تقول: " الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟" نستخلص من هذا إذاً: أنه لكي يستطيع الإنسان دخول ملكوت الله، يحتاج أن يولد من فوق (" أن يولد من الروح" أو "يولد ثانية" ، أو "يولد من الله"). هذه هي الولادة الجديدة. ولكي تكون مشاركاً في الولادة الجديدة تحتاج للإيمان، للإيمان الحقيقي الذي هو الإيمان بأن يسوع هو المسيح، المسيا، القائم من الأموات ابن الله. كما رأينا في مقال "جسد، نفس وروح"، أن آدم فقد الروح يوم أخطأ. فلم تعد الروح متاحة بعد هذا اليوم. ومن ثم، ففي يوحنا 3: 6 يتحدث يسوع المسيح بشكل تنبؤي إلى نيقوديموس، قائلاً أن الإنسان يستطيع أن ينال الروح مرة أخرى. فالوقت الذي كانت الروح القدس ستصبح متاحة فيه مرة أخرة هو يوم الخمسين، قبل نحو 2000 عاماً. لذلك دعونا نقرأ لنرى ما حدث في ذلك اليوم: 2. 3) منذ يوم الخمسين: الروح تسكن فيكم وأنتم هيكل الله. الأعمال 2: 1- 4 " وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا." ما ذُكِر في الفقرة السابقة هو أول تدفق للروح القدس، والذي حدث في يوم الخمسين. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت الروح القدس متاحة مرة أخرى وكل إنسان يعترف بفمه أن يسوع هو الرب ويؤمن من قلبه أن الله أقامه من بين الأموات (رومية 10: 9- 10) يستقبل الروح ويستطيع أيضاً أن يظهر هذا بالتسع طرق المذكورة في كورنثوس الأولى 12: 7- 10. واحدة من تلك الطرق هي التكلم بألسنة وهذا الإعلان هو الذي قد تمت مناقشته في الفقرة السابقة من أعمال الرسل. رأينا فيما سبق انه قبل يوم الخمسين كان الله يضع روحه على الناس. لم تكن تسكن فيهم. وفي الخمسين تغير هذا الوضع تماماً. ومنذ ذلك اليوم، فالإنسان الذي يؤمن من قلبه بيسوع المسيح لا ينال فقط الروح القدس وإنما تسكن فيه أيضاً. كما تقول لنا كورنثوس الأولى 6: 19 الخــلاصـــــة كورنثوس الأولى 6: 19 " أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، ...." أين هي الروح القدس التي استقبلتموها عندما آمنتم بيسوع المسيح؟ إنها تمكث فيكم. إنها ليست عليكم بل فيكم. كما تقول لنا كورنثوس الأولى 3: 16: " أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" مرة أخرى اين تسكن روح الله؟ إنها تمكث فيكم. كما تقول لنا أيضاً " أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ". إذاً فهيكل الله ليس هو الكنيسة التي توجد على ناصية الشارع وإنما هذا الهيكل هو أنتم، أتعرف لماذا؟ لأن روح الله تمكث فيكم . هناك فرق كبير بين أن تكون عليك الروح (قبل يوم الخمسين) وبين أن تمكث فيك الروح (منذ يوم الخمسين). قبل يوم الخمسين، هؤلاء الناس القليلون الذين كانت عليهم روح الله، لم يكونوا هياكل الله للسبب البسيط وهو أن روح الله لم تكن فيهم بل عليهم. وكان هذا هو سبب إنشاء هيكل سليمان. لقد كان مكاناً مؤقتاً لمكوث الرب. ولكن اليوم، ليست هناك حاجة لمزيد من الهياكل المشيدة لأن اليوم، لا يسكن الله في بنايات مشيدة، وإنما في الإنسان المؤمن بابنه يسوع المسيح. نستخلص من هذا المقال: أنه بعد سقوط آدم وحتى يوم الخمسين، أصبحت الروح القدس غير متاحة. وعوضاً عما حدث في يوم الخمسين، عندما كان الله يريد التواصل مع شخصاً، كان عليه أن يضع على هذا الشخص روحه. ولكن، في يوم الخمسين ونتيجة لصنع يسوع المسيح، تغير هذا الوضع تماماً. منذ ذلك اليوم، أصبحت الروح القدس متاحة مرة أخرى، كنعمة، لكل إنسان يؤمن بإخلاص أن يسوع هو المسيح، المسيا، المقام من الأموات ابن الله. بالإضافة إلى أن كل إنسان يؤمن بإخلاص يصير ابن الله أي يصبح مولوداً من فوق أو مولوداً من جديد. ونتيجة لذلك، يستطيع الله مرة أخرى أن يتواصل معنا ونحن نتواصل معه. بالإضافة إلى أن الروح القدس تمكث فينا وليست علينا كما كان الوضع في العهد القديم. ونحن عندئذ، كما يقول بولس في كورنثوس الأولى 3: 16، نصبح " هَيْكَلُ اللهِ" لأن " رُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" |
||||
05 - 10 - 2015, 06:17 PM | رقم المشاركة : ( 9485 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع والصلاة
هذا المقال يناقش الأهمية التي قد كانت للصلاة عند يسوع المسيح. وكيف يقوم الكتاب المقدس بتقدير الصلاة يتضح في حقيقة أنه يقول لنا "صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ" (تسالونيكي الأولى5: 17)، و " تَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ" (بطرس الأولى 4: 7)، " [أن نكون ] مُوَاظِبِينَ عَلى الصَّلاةِ" (رومية 12: 12)، " وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ" (كولوسي 4: 2) ...... إلخ1. ومع ذلك، فبالرغم من كل هذه المراجع من الكتاب المقدس والتي تشير إلى أهمية الصلاة، فأحياناً يتم إهمالها أو يتم اعتبارها كنشاط بلا أولوية. هدف هذا المقال هو إيضاح أهمية الصلاة عن طريق إظهار كيف كان هذا مهماً في حياة يسوع المسيح. سنبدأ هذه الدراسة لبعض التسجيلات التي نرى فيها يسوع المسيح يصلي، سنذهب إلى لوقا 5. من المهم في هذا التسجيل، كما سنجد في التسجيلات الأخرى التي ستليها، أن نعطي انتباهاً خاصاً لسياق الكلام، حيث أن هذا سيُمَكِنُنَا من معرفة الحالات التي صلى فيها يسوع المسيح. ومن ثم، فبدءاً من لوقا 5: 12- 13، قيل لنا عن الرجل الذي شُفِيَ من البَرَص. ثم تقول لنا الآية 15 و 16: 2. يسوع والصلاة: مرقس 1: 35 لوقا 5: 15- 16 " فَذَاعَ الْخَبَرُ عَنْهُ أَكْثَرَ. فَاجْتَمَعَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيُشْفَوْا بِهِ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ. وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي." كلمة "وأما" توضح الفرق بين ما سبقها وما تبعها. وفي حالتنا، فما سبق هذه الكلمة هو وصف لانشغال يسوع المسيح الكبير. وما تبعها يخبرنا أنه بالرغم من حقيقة انشغاله الكبير، كان يعزل نفسه في البراري ويصلي. وبالإضافة إلى ذلك، فالفعل النحوي المستخدم يوضح أن هذا لم يكن شيئاً قد حدث مرة واحدة فقط في حياة يسوع المسيح. وبالفعل فالآية لا تقول " فاجتمع جموع كثيرة.... أما هو فعزل نفسه ليصلي". ولكن عوضاً عن ذلك، ما تقوله الآية هو " فاجتمع جموع كثيرة" أي أناساً كثيرون جداً كانت تأتي إليه، ولكنه كان باستمرار يعزل نفسه في البراري ويصلي. بطريقة أخرى، فالفقرة لا تتكلم عن حادثة واحدة في حياة يسوع ولكن عن عادة كانت لديه، عن شيئاً كان ذات أهمية كبرى حتى عندما كان مشغولاً. هذا بدوره يوضح لنا أهمية الصلاة. وهذه الاهمية كبيرة جداً لدرجة أن يسوع المسيح، ابن الله، كان يحدد لها وقتاً خاصاً وكان هذا يحدث حتى عندما كان مشغولاً كثيراً بالانشطة الإلهية الاخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فهي تشير أيضاً إلى أن أمر الصلاة ليس قضية وقت بقدر ما هو قضية أولويات. كان ليسوع المسيح الوقت ليصلي لأنه قرر أن يخصص وقتاً لها. فبطريقة أو بأخرى، يقوم جميعنا بتخصيص الوقت لأنشطة متعددة. فالسؤال إذاً ليس عما إذا كان لدينا الوقت أو لا، لأن اليوم به نفس عدد الساعات عند جميعنا، كما كان ليسوع أيضاً، أي 24 ساعة. وإنما السؤال يجب أن يكون عن ما هي أولوية الصلاة في جدولنا الزمني؟ هل الصلاة واحدة من أولوياتنا الكبرى كما كانت كذلك عند يسوع المسيح أم أنها شيئاً نقرر القيام به بعدما نكون قد انتهينا من كل انشطتنا مثل العمل، الذهاب لمدرسة، الزراعة، مشاهدة التلفاز والنوم.. إلخ؟ مثال يسوع ، إضافة إلى كل الأخبار التي وردت في الكتاب المقدس والتي تشير إلى الصلاة، تشجعنا لأن نجعل الصلاة من أولويات حياتنا. ومن ثم، فعوضاً عن تخصيص الوقت لكل الانشطة الأخرى ثم تخصيص البقية (إذا تبقى شيئاً) للصلاة، فمن الأفضل أن نقوم أولاً بتخصيص بعض الوقت للصلاة ثم نقوم بالتخطيط لانشطتنا الأخرى. وهناك خبر تعليمي آخر حيث نري يسوع المسيح يصلي، وهذا موجود في مرقس 1: 35. ومرة أخرى، فمن المهم جداً أن ننظر إلي سياق هذا التسجيل. وبدءاً من الآية رقم 21، قيل لنا أن يسوع كان يُعَلِّم في المجمع بكفر ناحوم حيث قام أيضاً بإخراج روحاً شريرة (الآيات 23- 27). ونتيجة لذلك، " خَرَجَ خَبَرُهُ لِلْوَقْتِ فِي كُلِّ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْجَلِيلِ." (الآية 28) . فبعد خروجه من المجمع، ذهب إلى بيت سمعان وأندراوس حيث قام بشفاء حماة سمعان (الآيات 30- 31). وأخيراً: يسوع والصلاة: متى 14: 23 مرقس 1: 32- 34 " وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ، إِذْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قَدَّمُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ السُّقَمَاءِ وَالْمَجَانِينَ. وَكَانَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا مُجْتَمِعَةً عَلَى الْبَابِ. فَشَفَى كَثِيرِينَ كَانُوا مَرْضَى بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَأَخْرَجَ شَيَاطِينَ كَثِيرَةً، وَلَمْ يَدَعِ الشَّيَاطِينَ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ." ومثلما كان في الخبر السابق، فهنا أيضاً لدينا وصف ليوم آخر في غاية الانشغال بالنسبة ليسوع. وبالإضافة إلى ذلك، فبما أنه كان سيبقى في الجليل حتى اليوم التالي، وبما أن خبره قد خرج في كل الكورة المحيطة، فنستطيع أن نتوقع أن اليوم التالي كان سيصبح مشغولاً أيضاً، تماماً مثل الذي قبله إن لم يكن أكثر منه. هذا ما حدث بالضبط في الآيات 36 و 37 مشيرتين إلى اليوم التالى: مرقس 1: 36- 37 " فَتَبِعَهُ سِمْعَانُ وَالَّذِينَ مَعَهُ. وَلَمَّا وَجَدُوهُ قَالُوا لَهُ: "إِنَّ الْجَمِيعَ يَطْلُبُونَكَ"." كان الجميع يطلبونه. وهذا يعني أن اليوم الذي قد بدأ للتو كان سيصبح في غاية الانشغال. وحقاً، عندما تكون قد انتهيت من يوم مشغولاً جداً وتعلم أن اليوم التالي سيكون مشغولاً كثيراً أيضاً، فكم منا سيقوم باكراً جداً ليصلي؟ وإذا فعل شخص هذا، ألن يعني هذا أنه اعتبر الصلاة شيئاً ذو أهمية كبرى في حياته؟ حسناً، دعونا نرى شخصاً قام بالفعل بجعل الصلاة من أولويات حياته. من كان ذلك الشخص؟ يسوع. مرقس 1: 35 " وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ،" علم يسوع أنه سيكون يوماً مشغولاً كثيراً و من الأرجح أنه لن يتسع له الوقت ليصلي. فماذا فعل؟ استيقظ مبكراً ليصلي. اليست هذه طريقة رائعة لبدء اليوم؟ اليست هذه أيضاً طريقة رائعة لتبدأ يومك، حتى وإن كان يوماً مشغولاً جداً؟ عوضاً عن أن تبدأ يومك بالتفكير في ضغوطه ومتطلباته، فتستطيع أن تبدأه بمناقشة هذه الضغوط والمتطلبات مع ابيك، ثم، في خلال اليوم، ستسعد عند رؤيتك لقدرته المُعِيَنة وهي تستجيب لصلاتك وتقوم بترتيب أمور اليوم من أجلك. ولكن، للقيام بذلك ينبغي عليك أن تؤمن بما تقوله كلمة الله عن أهمية الصلاة وما يستطيع الله فعله كنتيجة لها، لدرجة أنك تعتزم القيام في الصباح للصلاة. لم يقم يسوع من قِبَل الصدفة. ولكنه قرر أن يستيقظ لأنه أدرك أولوية الصلاة وأهميتها في حياته. وأيضاً إذاً، فالصلاة مسألة أولويات وليست مسألة وقت. وقصة أخرى حيث نرى يسوع المسيح يصلي، معطاة في الإصحاح الرابع عشر من متى. ومرة أخرى، فمن المهم كثيراً أن ننظر جيداً إلى سياق الكلام. هذه المرة لم يكن اليوم مشغولاً ولكنه بدأ بداية حزينة جداً ليسوع، حيث أنه كان اليوم الذي سمع فيه عن قطع رأس يوحنا المعمدان (انظر الآيات 1- 11 ). ثم في متى 14: 12 نقرأ: يسوع والصلاة: لوقا 6: 12- 13 " فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ [تلاميذ يوحنا] وَرَفَعُوا الْجَسَدَ وَدَفَنُوهُ. ثُمَّ أَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ." وقبل أن نكمل، كيف ستشعر إذا سمعت أن ابن خالتك، والذي وقف بجانبك باستمرار وبمنتهى الإخلاص، قُتِل بهذه الطريقة البشعة؟ أعتقد أنك ستشعر بغاية الحزن، وستحب أن تبقى وحيداً لفترة. وهذا أيضاً ما أراده يسوع: متى 14: 13 " فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي سَفِينَةٍ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِدًا." انصرافه منفرداً إلى موضع خلاء لم يكن مُرَتَّبَاً، إذ أن هذا حدث " لَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ" الخبر. ومن الواضح أن يسوع أراد أن يقضي بعد الوقت في هدوء بعد الصدمة لسماعه هذه الأخبار السيئة. ومع ذلك فلم يبق هناك إلى الأبد. فلاحقاً، ترك هذا الموضع الخلاء ورأى جمعاً عظيماً في انتظاره. وعندما رأى هذا الجمع، " تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُم." (متَّى 14: 14). وفي الحقيقة، لم يقم بشفاء مرضاهم فقط وإنما قام أيضاً بإطعامهم بطريقة معجزية (متَّى 14: 15- 21). ثم متَّى 14: 22 تقول لنا ما حدث بعد هذا الإطعام: " وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوعَ." كلمة "للوقت" مرتبطة بإطعام الجموع وتعنى أنه بمجرد إطعام الجموع، ألزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة. لاحظ هذه الكلمة "ألزم". الكلمة اليونانية المماثلة لها هي الفعل الماضي "اناكازو" والتي استخدمت تسع مرات في العهد الجديد وهي تعني " ان تجبر شخصاً أن يعمل شيئاً حتى وإن لم يكن يريد أن يفعل ذلك " (انظر أيضاً: "قاموس "فين" لكلمات العهد الجديد"). إذاً، فوفقاً للفقرة السابقة، أجبر يسوع تلاميذه للدخول إلى السفينة. ومن المرجح أنهم لم يردوا ذلك. ولكنه لم يناقش هذا معهم. لقد أجبرهم على فعل ذلك. ثم صرف الجموع. والسؤال الذي قد نسأله هنا هو لماذا أجبر تلاميذه على المغادرة؟ ما الذي كان يخطط له بعدما يصرف الجموع؟ الجواب في الآية 23: متى 14: 23 " وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ." السبب في عدم سماحه للتلاميذ بالبقاء بل أجبرهم على الذهاب و الدخول للسفينة هو أنه اراد أن يبقى منفرداً ويصلي. أنظر كم كانت الصلاة مهمة بالنسبة ليسوع. ومن أجل الصلاة، كان مستعداً للاستيقاظ مبكراً جداً و لعزل نفسه عن الجموع وأن يجبر التلاميذ على الذهاب. ألا يشير هذا إلى أن الصلاة كانت ذات أولوية كبرى في حياته؟ أعتقد أنها كانت كذلك. لعلنا نُقَدِّر هذه الاحداث ونؤمن بما يقوله الكتاب المقدس عن أهمية الصلاة حتى نجعلها نحن ايضاً من أولويات حياتنا. تسجيل آخر حيث نرى يسوع يصلي موجود في لوقا 6. هذه المرة، التركيز ليس على حقيقة تخصيصه وقتاً للصلاة وإنما على سبب صلاته. وبالرغم من أن هذا التسجيل لا يحكي السبب بالضبط ، ولكن من السهل معرفة ذلك من السياق: يسوع والصلاة: متى 26: 36- 44 لوقا 6: 12- 13 " وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ للهِ. وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ، وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضًا "رُسُلاً":" لقد قضى الليل كله في الصلاة. وبالرغم من أن الكتاب المقدس لا يقول بالتحديد ما الذي صلى لأجله، ولكنه يقول أنه في الصباح صنع واحداً من أهم القرارات التي تخص تلاميذه: وهو اختيار الاثنى عشر. إذاً، فواحد من الموضوعات الرئيسية لصلاته تلك الليلة ربما كان هذا الاختيار. والسؤال الآن هو: إذا كان يسوع قد احتاج أن يصلي قبل اتخاذ قراراته وقبل اختياراته، فهل تعتقد أننا لسنا بحاجة للصلاة قبل اتخاذها؟ حقيقة، لماذا يتوجب علينا اتخاذ القرارات مستخدمين عقولنا الصغيرة والمعلومات القادمة من حواسنا الخمس ولا نذهب لله ونسأله أن يرشدنا ويرينا ما هو الاختيار - اختياره- الأفضل؟ إنه يعلم الاختيار الأفضل، وهو على استعداد أن يرينا هذا الاختيار، ولديه الوسائل لذلك، هذه الوسائل هي روحه التي في داخلنا، ليقوم بإخبارنا به. فالسؤال إذاً ليس هو كون الله مستعداً وقادراً على مساعدتنا أم لا، لأنه قادر ومستعد بالفعل. السؤال الحقيقي هو: هل نختاره كمرشد ونذهب إليه لنسأله من خلال صلاتنا؟ والشيء نفسه صحيح فيما يتعلق بخدمتنا لله. نحن لا نحتاج أن نكون مشوشين تجاه كيفية خدمة الله وماذا نفعل لأجله. نحن لسنا بحاجة لان نعذب عقولنا الصغيرة لصنع القرارات التي تخص اشياءه. هو المسؤول عن أن يقول لنا ما نفعل وكيف نفعله. بعض هذه الأشياء مذكورة في الكتاب المقدس. إذاً فالكتاب المقدس يقول لنا أن نحب وأن نصلي وأن نهتم بأن نظهر أنفسنا مستحسنين أمام الله... إلخ. وهكذا، فإنك لا تحتاج أن يقول لك الله بصفة شخصية أن تصلي: لقد قال لك هذا من قبل في الكتاب المقدس. وبالمثل فإنك لا تحتاج الله أن يقول لك أن تحب: لقد قال لك هذا قبلاً في كلمته. ومع ذلك فإنك تحتاج إرشاداته الشخصية إذا حدث مثلاً أنك ذاهب إلى الأماكن كذا وكذا لتقوم ببعض الأعمال من أجله. في مثل هذه الحالة، قبل ان تقرر، صلي من أجل هذا وانظر ما يريد الله. قد يريدك أن تذهب إلى مكان آخر. قد يريدك أن تصنع شيئاً آخر. إنه عمله وهو صاحب العمل. بعد ما سبق، دعونا نكمل بمثال آخر والمعطى في فقرة أخرى من متى 26: 36- 44. الأشياء التي سنراها حدثت قبل القبض على يسوع المسيح بقليل والتي أدت إلى صلبه. بدءاً من الآية رقم 36 حيث نقرأ: يسوع والصلاة: الخلاصة متى 26: 36- 38 " حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ [التلاميذ ماعدا يهوذا] يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ:"اجْلِسُوا ههُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ". ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي، وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ:"نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي"." والسبب أن يسوع كان حزيناً ومكتئباً جداً هو أنه كان يعرف ما سيحدث. حقاً، كان وقتاً صعباً جداً له وفي نفس الوقت وقتاً حاسماً لنا جميعاً حيث ان خطة خلاصنا كانت مبنية على تضحيته الشخصية وقيامته. ولكن كيف قرر يسوع مواجهة هذه الأزمة؟ الآيات التالية تعطينا الجواب: متى 26: 39- 44 " ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً:"يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ". ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: "أَهكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ". فَمَضَى أَيْضًا ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً:"يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ". ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضًا نِيَامًا، إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ." كان يسوع يسأل الآب عما إذا كانت هناك طريقة أخرى يستطيع بواستطها أن يُتِم خلاص الإنسان، دون أن يضطر إلى أن يمر بهذا العذاب الذي قد مر به بعد ذلك. لقد صلى من أجل هذا. وفي الحقيقة، لقد صلى ثلاث مرات. إنه شيء تعليمي للغاية ان ننتبه إلى طريقته في الصلاة. فكما نرى، لقد أظهر رغبته إلى الله ("فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ") ولكن في نفس الوقت طلب أن تتم مشيئة الله ("وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ") . هذا مهم جداً إذ أننا في بعض الأوقات نعتقد أنه لأننا قد طلبنا من الله شيئاً فهو مضطر إلى أن يفعله وليس هذا فقط ، بل ويجب أن يفعله عندما نريده وبالطريقة التي نريدها. الله مضطر إلى أن يصنع ما نطلبه، فقط عندما يكون ما نطلبه متفقاً مع إرادته. والآن، هناك الكثير من التسجيلات في الكتاب المقدس والتي تذكر العديد من الأشياء التي ترينا إذا كان هذا الشيء متفقاً مع إرادته أم لا. ومن ناحية أخرى، فهناك أشياء أخرى بحكم الطبيعة تخص كل إنسان منفرداً، ولم تتم تغطيتها بوعد خاص في الكتاب المقدس. على سبيل المثال، دعونا نفرض أنني اريد هذه السيارة أو تلك. الكتاب المقدس لا يحتوي على اي وعد يقول لنا إذا كانت هذه هي إرادة الله أم لا. هل هو صحيح إذاً أن أدَّعِي بأن هذه السيارة ملكي؟ كلا من الواضح، إلا إذا كان الله قد قال لي بالتحديد أنها ستكون ملكي. هل هو صحيح أن أصلي لله وأخبره برغبتي؟ نعم هو صحيح! هل هو صحيح أن أطلب منه أن يريني ما إذا كان هذا مناسباً لي أن يكون لدي سيارة ؟ نعم هو كذلك! هل يتوجب علىّ أن أثق في كلمته التي تقول لي أن " إرادة الله صالحة مقبولة كاملة" (رومية 12: 2) ، وأنه " يهتم لأجلنا" (بطرس الثانية 2: 7) ومن ثم هل أُسَلِّم رغباتي لإرادته، مهما كانت هذه الإرادة؟ بالطبع نعم! هذا ما فعله يسوع. ما صلى لأجله لم يكن من المستطاع عمله. ولكن انظر أنه بالرغم من وجود رغبة " فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ"، فقد كانت له رغبة أكبر بكثير منها وهي أن تتم مشيئة الله. فقال " وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ". اليس هذا مرة أخرىشيئ تعليمي؟ الا يقول لنا هذا أنه بعيداً عن رغباتنا العديدة والتي قد نطلبها في صلاتنا، ينبغي أن تكون لنا رغبة أكبر بكثير منها وهي أن تتم " إرادة الله الصالحة المقبولة الكاملة" ؟ بالطبع نعم! عودة إلى مثال يسوع، فبالرغم من أن ما طلبه كان لا يمكن تحقيقه، فهذا لم يعني أن الله لم يكرم صلاته. بشارة لوقا تضيف بعض التفاصيل: لوقا 22: 41- 43 " وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً:"يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ". وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. " أرسل الله ملاكاً وقَوَّاه ليقوم بعمل رغبته الكبرى: التي هي إرادة الله. في بعض الأحيان قد نكتشف أن رغبتنا الشخصية ليست على اتفاق مع " إرادة الله الصالحة المقبولة الكاملة" (رومية 12: 2) . إذا كانت رغبتنا الكبرى هي عمل إرادة الله، سيقوينا الله على القيام بها. في حالة يسوع المسيح كانت التقوية التي استقبلها بسبب صلاته موضحة في تسجيل القبض عليه: يوحنا 18: 3- 11 " فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّامًا مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُمْ: "مَنْ تَطْلُبُونَ؟" أَجَابُوهُ: "يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ". قَالَ لَهُمْ:"أَنَا هُوَ". وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضًا وَاقِفًا مَعَهُمْ. فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ:"إِنِّي أَنَا هُوَ"، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. فَسَأَلَهُمْ أَيْضًا: "مَنْ تَطْلُبُونَ؟" فَقَالُوا:"يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ". أَجَابَ يَسُوع:"قَدْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ". لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: "إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدً". ثُمَّ إِنَّ سِمْعَانَ بُطْرُسَ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ، فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. وَكَانَ اسْمُ الْعَبْدِ مَلْخُسَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ:"اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟". كانت رغبة يسوع الكبرى هي عمل إرادة الله. إذاً فقد سلم إرادته لإرادة الله، تماماً كما يجب علينا عمل ذلك. ولكن لعمل ذلك، فقد صلى وتقوى. وبعيداً عن هذا، فالتقوية ظهرت في رد فعله تجاه الذين أتوا للقبض عليه. ومن ثم، فبالرغم من ذهابه إلى البستان مكتئباً كثيراً وحزيناً جداً فرد فعله كما هو مذكور في التسجيل السابق مليء بالشجاعة. لأنه بالفعل هناك احتياج للكثير من الشجاعة لمقابلة هؤلاء الذين تعلم أنهم سيعذبوك فيما بعد. قد يحاول الإنسان الجبان الهرب من هذا الموقف. فكان من الممكن أن يحول مسؤوليته على آخرين. ولكن يسوع لم يكن خائفاً. ولكنه عوضاً عن محاولته لإخفاء نفسه خلف الآخرين، خرج وسألهم عمن يطلبون. وفي الحقيقة، لم يقم بفعل هذا فقط ولكنه ايضاً اهتم بأمن تلاميذه. وبالإضافة لذلك كانت لديه المحبة وسلام العقل لشفاء أذن عبد رئيس الكهنة التي قطعها بطرس (لوقا 22: 51). إذا لم تظهر كل تلك الأشياء شخص لديه قوة كبيرة فماذا ستظهر إذاً؟ ولكنه كيف تقوى؟ من خلال الصلاة. بعد كل ما سبق، لازال هناك العديد من التسجيلات التي تستطيع أن تدرسها بنفسك، فمن الواضح أن الصلاة كانت شيئاً مهماً جداً في حياة يسوع المسيح. فمن أجل الصلاة، كان مستعداً أن يستيقظ مبكراً، وأن يدفع تلاميذه للذهاب، وأن يعزل نفسه عن الجموع. بالصلاة صنع قرارات وتغلب على العديد من المواقف الصعبة. على عكس الفكرة العامة التي تقول "صلي إذا كان لديك الوقت" يسوع صنع الوقت ليصلي. بدلاً من طريقة العالم في التفكير والتي تقول: "اختر ما تعتقد أنه الافضل وافعل ما شئت" ، لقد صلى ليرى ما رآه الله أفضل وفعل مشيئة الله. ولننهي هذا الموضوع، دعونا نذهب إلى فيليبي 4: 6- 7 ودعونا نجعلها طريقتنا في التفكير: فيليبي 4: 6- 7 " لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." الحواشي 1. أنظر أيضاً: كورنثوس الأولى 14: 14- 15، أفسس 6: 18، فيليبي 4: 6، كولوسي 4: 12، تيموثاوس الأولى 2: 1، يعقوب 5: 13، 16- 18 وليس لذكر تسجيلات البشائر والعهد القديم. |
||||
05 - 10 - 2015, 06:19 PM | رقم المشاركة : ( 9486 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عن قيامة المسيح
قيامة المسيح حقيقة ذات أهمية كبري. فالمسيح هو الإنسان الوحيد الذي مر من علي وجه هذه الأرض و الذي أعْتُقِدَ أنه قد مات، و لكنه قام من بين الأموات و هو الآن حي إلي الأبد. إذ أنه قال بنفسه: سفر الرؤيا 1: 18 " كنْتُ مَيْتاً ، وَلَكِنْ هَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِين." هدف هذا المقال هو إيضاح حقائق قيامة المسيح أولاً، ثم إظهار شهود قيامته و أخيراً إيضاح الآثار العظيمة التي كانت لقيامته. لكي نري ما تقوله كلمة الله عن قيامة المسيح، فدعونا نبدأ من مرقس 16: 1- 6 2. قيامة المسيح: الشهود " وَ لمَّا انْتَهَي السَّبْتُ، اشْتَرَتُ مَرْيَمُ المَجْدَليَّةُ وَ مَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَ سَالُومَةُ طُيُوباً عِطْرِيَّةَ لِيَأتِينَ وَ يَدْهُنَّهُ. وَ فِي الْيَوْم الأَوَّل مِنَ الاسْبُوع ، أَتَيْنَ إلي القَبْرِ بَاكِرَاً جِدَّاً مَعَ طُلوع الشَّمْس. وَ كُنَّ يَقُلْنَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضِ: "مَنْ يُدَحرِجُ لَنَا الحَجَرَ مِنْ عَلَي بَابِ القَبْرِ؟" لَكِنَّهُنَّ تَطَلَّعْنَ فَرَأيْنَ أنَّ الحَجَرَ قدْ دُحْرِجَ، مَعَ أَنَّهُ كانَ كَبِيراً جِدَّاً. وَ إِذْ دَخَلْنَ القَبْرَ، رَأَيْنَ فِي الجِهَةِ اليُمْنَي شَابّاً جَالِساً، لَابِساً ثَوْباً أَبْيَضَ، فَتَمَلَكَهُنَّ الخَوْفُ. فَقَالَ لَهُنَّ: " لَا تَخَفْن. أَنْتُنَّ تَبْحَثْنَ عَنْ يَسُوعَ النَّاصِريِّ الَّذِي صُلِبَ. إنَّهُ قامَ! لَيْسَ هُوَ هُنَا. "" تلك السيدات قد ذهبن لكي يقمن بدهن جسد السيد المسيح بالاطياب و الزيوت. وكن يتوقعن ان يجدن المسيح في نفس المكان حيث دُفِن. و تعجبن من الحجر و كيف تم تحريكه. لكن الله اراحهن من حيرتهن: لقد أقام يسوع المسيح من بين الأموات! ووجدت تلك السيدات ملاكاً، و الذي أخبرهن بما حدث : " إنَّهُ قامَ! لَيْسَ هُوَ هُنَا ". فقد قام يسوع المسيح من الأموات. لقد فسد كل من مات. و لكن يسوع المسيح لم يري فساداً، لكنه أُقيم من بين الأموات و هو حي إلي الأبد. كما تقول لنا أعمال الرسل 13: 34- 37 " و إنَّهُ أقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، غيرَ عَتِيدٍ أنْ يَعُودَ أيْضاً إلي فسادٍ، فَهَكذا قَالَ: إنِّي سَأُعْطِيكُمْ مَرَاحِمَ دَاودَ الصّادِقَةَ. ولذلكَ قالَ أيْضَاً فِي مزمورٍ آخَرَ: لنْ تَدَعَ قُدّوسَكَ يَرَي فساداً. لِأنَّ دَاودَ بَعدَ ما خَدَمَ جيلهُ بِمَشُورَةِ اللهِ، رَقَدَ وانضَمَّ إليَ آبَائِهِ، ورأَى فَسَاداً، و أمّا الَّذي أَقَامَهُ اللهُ فلم يَرَ فساداً" اي إنسان آخر، ماعدا يسوع المسيح، قد رأي الفساد. جميع الناس الآخرين المشهورين الذين عاشوا عبر القرون رأوا الفساد. جميع مؤسسي الأديان المختلفة قد ماتوا. رأوا الفساد. و لكن هذا لم يحدث ليسوع المسيح. و هذا أحد الأسباب التي تجعل المسيحية مختلفة جداً، فرئيسها حي الآن و سيظل حياً إلي الأبد. بالرغم من أننا قد رأينا شاهد كلمة الله فيما يخص قيامة المسيح، فهناك أيضاً العديد من شهود العيان لهذا الحدث العظيم. فكورنثوس الأولي آية رقم 15 تعطينا تقريراً مفصلاً لهؤلاء الذين شاهدوا المسيح بعد قيامته. 3. قيامة المسيح: الآثار كورنثوس الأولي 15: 3- 8 " فالْوَاقِعُ أنِّي سَلَّمْتُكُمْ فِي أوَّل الأَمْر، مَا كُنْتُ قَدْ تَسَلَمْتُهُ، وَ هُوَ أنَّ المَسِيحَ مَاتَ مِنْ أجْلِ خَطَايَانَا وَفْقَاً لِمَا فِي الكِتَابِ. وَ أنَّهُ دُفِنَ، وَ أَنَّهُ قامَ فِي اليَوْم الثَالِثِ وَفْقاً لِمَا فِي الكِتَابِ. وَ أنَّهُ ظَهَرَ لِبُطْرُسَ، ثُمَّ لِلأثْنَيْ عَشَرَ وَ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ لأَكْثَرَ مِنْ خَمْس مِئَةِ أخ مَعاً مَازَالَ مُعْظَمُهُمْ حَيَّاً، فِي حِين رَقَدَ الآخَرُون. ثُمَّ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، وَ بَعْدَ ذلِكَ لِلرُّسُل جَميِعاً. وَ آخِرَ الجَمِيع، ظَهَرَ لِي أنا أيْضَاً " و لقد قمت بالتأكيد في الفقرة السابقة علي الذين رأوا المسيح بعد قيامته. حتي و لو لم يره أحد، و الشاهد الذي قد أعطاه الله في كلمته لابد و أن يكون كافياً للإيمان بالقيامة. إنك لا تقوم بالإيمان بشيء بسبب شخص آخر أو بسبب رؤيتك له و إنما لأن كلمة الله تقول ذلك. و لكن، في حال قيامة المسيح، كلمة الله تشير إلي العديد من الشهود المباشرين. كذلك بالنظر إلي تسجيل الإنجيل الذي يوضح أن التلاميذ قد لمسوا جسد المسيح المُقام و أنه قد أكل و شرب معهم كما تقول( أعمال 10: 41) " أكلنا و شربنا معه " . و كما تقول ( أعمال 1: 3) " الَّذينَ أراهُمْ أَيْضَاً نَفْسَهُ حَيّاً ببَراهينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ ما تَأَلَّمَ". و لمدة أربعين يوماً ظل يسوع المسيح يُظهر نفسه حياً ببراهين كثيرة (ليس فقط واحد أو اثنين). في المحكمة، الشاهد الذي يُعْطَى الأهمية الكبري هو شاهد العيان. و هناك العديد من الاشخاص الذين رأوا يسوع المسيح في جسده المُقام. و هؤلاء هم الشهود المباشرين علي قيامته. اليوم، يكفي فقط و جود شاهدين لبرهنة حقيقة ما. و لكن في هذه الحالة، هناك مئات الشهود و لايزال لدينا أناسا غير مؤمنين آتين بعد ألفي عام قائلين: " تعالوا إلي. أنا سأقول لكم ما حدث في ذلك اليوم". كيف يعرفون؟ أكانوا هناك؟ لا! أنا افضل الشاهد الذي يذكره الله في كلمته. هو بالتأكيد يعلم ما قد حدث. بمعرفة ما تقوله كلمة الله عن قيامة المسيح، فسنستطيع أن نكمل اختبار آثار قيامته . و هو بخلاف الأحداث الأخري و التي تقل أهميتها بمرور الزمن، و قيامة المسيح لها تأثير كبير علي حياة البشر الآن كما كانت لها و قت حدوثها. و سنُرِي أسباب ذلك فيما يلي. 3. 1 قيامة المسيح: سبب تبريرنا. لكي نري آثار قيامة المسيح، دعونا نبدأ من رومية 4: 25 حيث تقول: 3. 2 قيامة المسيح: سبب ولادتنا من جديد رومية 4: 25 " الَّذِي أُسْلِمَ [يسوع المسيح] لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ مَعَاصِينَا ثُمَّ أُقِيمَ مِنْ أجْلِ تَبْرِيرِنَا " لقد أُسلم يسوع المسيح للموت من أجل معاصينا ثم أٌقيم من أجل تبريرنا. حقيقة أنك الآن بار أمام الله فهي مُقامة علي أساس أن يسوع المسيح قد أُقيم من بين الأموات. فبدون قيامة المسيح لن يكون هناك تبرير. إنه بهذه البساطة. و في مقال "البر و الكتاب المقدس" و "خُلِصَ و تبرر بالنعمة" فلقد رأينا أنه لكي ننال البر لابد و أن نؤمن بالرب يسوع المسيح و قيامته. و لكن، هذا الشرط ( أن تؤمن بيسوع المسيح و تصبح باراً أمام الله) اصبح متاحاً لأن يسوع المسيح قد أٌقيم من بين الأموات. كم هو رائع أن تكون باراً أمام الله!! و كل هذا بسبب قيامة يسوع المسيح. فقيامته ليست فقط حدثاً تاريخياً . فتأثيرها يظل موجوداً في يومنا هذا كما كان قبل 2000 عام. وكما رأينا أنه بسبب قيامة المسيح فقد أصبحنا أبراراً بعد إيماننا به، فدعونا الآن نتوجه إلي رسالة بطرس الأولي 1: 3 و التي تقول: 3. 3. قيامة المسيح: سببا لإرسال الروح القدس. بطرس الأولي 1: 3 " مُبَارَكٌ اللهُ أَبو رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الكَثِيرَةِ وَلَدَنا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقيامَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ مِنَ الأَمواتِ" لقد ولدنا الله ثانية لرجاء حي. اليوم، عندما يؤمن الإنسان بيسوع المسيح، فقد وُلِدَ ثانية. و لكن لاحظ أن هذا قد اصبح متاحاً فقط " بِقيامَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ مِنَ الأَمواتِ ". لو لم يُقَام يسوع المسيح من الأموات، فما كنا نقدر علي أن نولد ثانية. فحتماً يمكن أن نفهم بشكل أفضل الآثار العظيمة لقيامة المسيح لملايين الناس الذين آمنوا أو يؤمنوا أو سيؤمنوا بيسوع المسيح، و عندما نعرف النتيجة: كل واحد منهم قد ولد ثانية - بسبب قيامة المسيح و إيمانهم به- ، ابن أو ابنة لله. و لكن، آثار قيامة المسيح لا تنتهي هنا. دعونا نكمل. أثر آخر من آثار قيامة المسيح تُعطَي لنا في أعمال 2 . فالفقرة تشير إلي يوم العنصرة، حيث حل الروح القدس لأول مرة. و كان بطرس يتحدث إلي اليهود الذين كانوا هناك و كانوا مندهشين من حقيقة تكلم التلاميذ بألسنة ( أنظر أعمال الرسل 2: 1- 13)، حيث قال: 3. 4. قيامة المسيح: لقد قمنا معه!! أعمال الرسل 2: 22- 23، 32- 33 " فَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، اسْمَعُوا هَذَا الْكَلاَ مَ: إِنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ رَجُلٌ أَيَّدَهُ اللهُ بِمُعْجِزَاتٍ وَعَجَائِبَ وَعَلاَمَاتٍ أَجْرَاهَا عَلَى يَدِهِ بَيْنَكُمْ، آَمَا تَعْلَمُونَ. وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ سَمَحَ اللهُ ، وَفْقاً لِمَشِيئَتِهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، أَنْ تَقْبِضُوا عَلَيْهِ وَتَصْلُبُوهُ وَتَقْتُلُوهُ بِأَيْدِي الأَثَمَةِ....... فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلكَ. وَإِذْ رُفِعَ إِلَى يَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ مِنَ الآبِ الرُّوحَ الْقُدُسَ الْمَوْعُودَ بِهِ، أَفَاضَهُ عَلَيْنَا. وَمَا تَرَوْنَهُ الآنَ وَتَسْمَعُونَهُ هُوَ نَتِيجَةٌ لِذَلكَ . " ما الذي " رأوه و سمعوه"؟ لقد رأوا و سمعوا التلاميذ يُظهرون الروح القدس بتكلمهم بألسنة. فالدليل علي أن الروح القدس قد سُكِبِ هو أنهم رأوهم و سمعوهم يتحدثون بالسنة. و لكن، لاحظ أن يسوع المسيح قد قام أولاً من الأموات ثم اخذ الروح القدس الموعود به الذي أفاضه علينا. وكلمة "إذ" المكتوبة بالخط العريض تقول لنا أن كل ما يأتي بعدها، هو نتيجة لما قبلها. حقيقة أن الروح القدس قد أصبح متاحاً فهو بسبب قيامة المسيح. و بدون قيامته لن يكون هناك كلمة إذ و ما قد أتي بعدها( إفاضة الروح القدس). و لكن المسيح قام بالحقيقة من الأموات! و نفس الروح القدس الذي ظهر في يوم الخمسين متاح اليوم لأي إنسان يؤمن بالمسيح! لكي نري آثاراً أخري لقيامة المسيح دعونا نذهب إلي أفسس 2 حيث تقول: 4. قيامة المسيح: النتيجة أفسس 2: 4- 7 " أَّما اللهُ، وَهُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، فَبِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ العَظِيمَةِ الَّتِي أحَبَّنَا بِهَا، وَ إذْ كُنَّا نَحْنُ أيْضاً أمْوَاتاً بالذُّنُوبِ، أَحْيَانَا مَعَ المَسِيحِ، إنَّمَا بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخِلَّصُونَ، وَ أَقَامَنَا مَعَهُ وَ اجْلَسَنَا مَعَهُ فِي الأمَاكِن السَّمَاوِيَّةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ " وفقاً لهذه الفقرة، عندما أقام الله يسوع المسيح من الأموات، فقد قمنا معه أيضاً. و عندما أُقيم ، فقد أقامنا معه. و عندما جلس يسوع المسيح في الأماكن السماوية، فأجلسنا معه هناك أيضاً. و تلك لم تتحقق بعد. ستتحق عندما يعود المسيح. و لكن، لاحظ أنه من وجهة نظر الله، فهو شيء قد تحقق عندما اقام يسوع المسيح من الأموات. و هذا ما تعنيه كل تلك نون الجماعة في ( أحيانا، أقامنا و أجلسنا) . و لو لم يُقام المسيح من بين الأموات لم يكن من الممكن أن يحدث كل هذا. و لكن يسوع المسيح بالحقيقة أُقيم من الأموات، حي و جالس في الأماكن السماوية. و هذه بعض من الآثار العظيمة لقيامة المسيح. و لختم هذا المقال عن قيامة المسيح: قيامته حقيقة التي لها مئات الشهود، وليس فقط بعض. الأكثر من هذا أن قيامة المسيح ليست فقط حقيقة تاريخية، و لكن آثارها مازالت حتي يومنا هذا قوية كما كانت وقت حدوثها. و كما رأينا، بعد الإيمان بقيامة يسوع المسيح و الاعتراف بانه السيد الرب (رومية 10: 9) ، فقد وُلِدنا من جديد، أبراراً و قد مُنِحنا الروح القدس كعطية بالإضافة إلي أننا قد أُقِمنا و أُجلسنا معه في السماء. هذه كلها حقائق ووقائع ، و هي حقائق الآن لأن المسيح قد أُقيم من الأموات . |
||||
05 - 10 - 2015, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 9487 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله يحبنا
هل يحبني الله و كيف؟ هذا السؤال سُئِل من عدد لا يحصى من الناس لمرات لا تحصى. الكتاب المقدس يجيب عن هذا السؤال بأن الله لا يحبنا فقط بل يحبنا أكثر من حب أي شخص آخر. دعونا نرى هذا من خلال كلمة الله. لكي نرى محبة الله لنا، دعونا نبدأ من يوحنا الأولى 4: 9 و نقرأ: ٢.الله يحبنا- جعلنا أولاده "بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا..." الحب ، عندما يكون صادقاً، يتجلى دائما عبر التصرفات. فتقول لنا كلمة الله هنا أن الله فعلا يحبنا و حبه كان ظاهراً. كيف؟ لنر الجواب في الجزء الباقي من اﻵية: يوحنا الأولي 4: 9 " بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ". الله أظهر حبه لنا من خلال إرسال إبنه ، يسوع المسيح، ﺈلى العالم لكي نحيا به. و يقول لنا يوحنا ١٦:٣ في نفس الموضوع: "هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ..." كما ذكرنا أعلاه أن الحب يظهر دائما من خلال التصرفات و العطاء، ولأن الله أحبنا، أعطى! ماذا أعطى؟ لنكمل القراءة: يوحنا 3: 16-17 " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ." الله، و بدون أي غاية أخري غير الحب، ذهب إلي حد إعطاء ابنه لنا حتي الموت، لكي ننال الحياة الأبدية بالإيمان به. رومية 5: 6- 10 توضح جدا هذه النقطة: رومية .5: 6- 10 "لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ! لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ!" أنظروا ﺈلى هذه الجملة "اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا". و كيف بين الله محبته لنا؟ لم يُضَح ﺑﺈبنه فقط من أجلنا، بل ضحى به عندما كنا بعد خطاة، أشرار، لا نستحق نهائياً مثل هذه التضحية!. لنر ما يقول أفسس٢ : أفسس٢:١-٣ "وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، و كُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا." في المقطع السابق ، وضعت علامة تحت عدة كلمات مكتوبة بصيغة الماضي و الهدف من ذلك هو التأكيد علي حقيقة أنه في حالة الإنسان الذي يؤمن بالرب يسوع المسيح و بقيامته، يكون الوضع الذي ذُكِر سابقاً من الماضي. إِذْ كنا أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا و أَبْنَاءَ الْغَضَبِ. و لكن لم نعد كذلك! الحالة الموصوفة في هذه اﻵيات هي بالنسبة لنا من التاريخ، غير واقعية! إنها حالة تم تخليصنا منها! و لكن كيف خُلِصنا، عن طريق من، و لماذا؟ أفسس 2: 4- 9 تجيبنا على هذا: أفسس 2: 4- 9 " أَمَّا اللهُ ، وَهُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، فَبِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَإِذْ كنَا نَحْنُ أَيْضاً أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ، أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ، إِنَّمَا بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ، وَأَقَامَنَا مَعَهُ وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي الأَمَاكنِ السَّمَاوِيَّةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. وَذَلِكَ كي يَعْرِضَ فِي الدُّهُورِ الْقَادِمَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ فِي لُطْفِهِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَإِنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَهَذَا لَيْسَ مِنْكُمْ. إِنَّهُ هِبَةٌ مِنَ اللهِ، لاَ عَلَى أَسَاسِ الأَعْمَالِ، حَتَّى لاَ يَفْتَخِرَ أَحدٌ". كلمة "أمَّا" الموجودة في أول الفقرة تصنع مقارنة بين ما يسبقها ( اﻵيات ١-٣) و ما يتبعها بالـ (اﻵيات ٤-٩). قدمت لنا اﻵيات ١-٣ الحالة التي لا يرثى لها التي كنا عليها قبل أن نؤمن. حيث نقرأ هناك ، كنا "أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ " و "أَبْنَاءَ الْغَضَبِ". و لكن الله "، فَبِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا " تحدى كل هذا: فاﻵن عوضا عن "أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا"، " أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ" و عوضا عن أننا كنا أَبْنَاءَ الْغَضَبِ، أَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي الأَمَاكنِ السَّمَاوِيَّةِ ! من وجهة نظر الله، فقد تم بالفعل! و لكن لماذا فعل الله هذا؟ "، فَبِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا"... وَإِذْ كنَا نَحْنُ أَيْضاً أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ !" فقرة أخرى تبرهن عن محبة الله لنا في يوحنا الأولي ٣ :١-٢: ٣. الله يحبنا- هو يدربنا "اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ..." نحن أولاد الله هذا ما تقوله لنا غلاطية ٣:٢٦: "لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ"! وكما توضح الفقرة السابقة، فهذا برهان على مدى محبة الله لنا . فعلاً "اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَاالآبُ." رأينا في المقطع السابق أن الله بسبب محبته العظيمة التي أحبنا بها، جعلنا أولاده. وكاﻷب المُحِب الذي يدرب و يؤدب أولاده، هكذا يفعل الله و أفضل بكثير. كما تقول لنا عبرانيين ١٢: ٦ ٤.الله يحبنا- لا شيئ يستطيع أن يفرقنا عن حبه لنا العبرانيين ١٢: ٦ "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ." قد لا يعجبنا اﻟﺘأديب، و لكنه ما نحتاجه! و لهذا فمن يحبنا فقط بالفعل هو من يهتم ﻟﺘأديبنا. هذا ما يفعله الله أيضاً: ﻷنه يحبنا و يهتم لأجلنا. المحطة التالية و اﻷخيرة في هذه الرحلة القصيرة في محبة الله هي في رومية ۸:٣۸-٣۹: ٥.الله يحبنا- الخلاصة رومية ۸:٣۸-٣۹: فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ [أي نوع من الملائكة؟ ملائكة ساقطين، ملائكة الشيطان]وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. الله يحبنا و لا شيئ على اﻹطلاق، و لا قوة، و لا رئاسة، و لا شيء حاضر أو مستقبل يستطيع أن يفرقنا عن حبه. ﺈنه يحبنا و لن يتوقف أبدا عن حبنا. فهذه هي حقيقة كلمة الله. لتلخيص هذا المقال: رأينا عبر كلمة الله أن الله يحبنا و أكبر برهان على ذلك هو عندما بذل ﺈبنه من أجلنا، و هذا حصل حتي عندما كنا مذنبين و خطاة! ستكون هذه تضحية كبيرة جداً إذا تم عمل هذا ﻷناس أبرار و صالحون. و لكننا لم نكن كذلك. كنا خطاة، أشراراً، أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا. و مع ذلك فهذا لم يوقف الله: لقد أحبنا و من أجل حبه لنا، ضحى ﺑﺈبنه من أجلنا عندما كنا بعد خطاة، لكي بإيماننا به نصبح أحياء في المسيح ويجلسنا معه في الأماكن السماوية. و رأينا أيضا أنه بسبب حب الله لنا، جعلنا أولاده. و كأب محب يؤدب أولاده الذين يحبهم، كذلك يفعل الله أيضاً و أفضل من ذلك بكثير. و في النهاية رأينا أن محبة الله لنا عظيمة جداً و لا شيئ يمكن أن يفرقنا عنها. أو بمعنى ﺂخر لا شيء أبداً يستطيع ﺈيقاف الله عن محبته لنا! |
||||
05 - 10 - 2015, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 9488 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هو مؤلف الكتاب المقدس و من الذي كتبه؟
لايجاد الاجابة علي الأسئلة الاكثر اهمية عن من هو مؤلف الكتاب المقدس و من الذي كتبه (الإجابة علي هذه الاسئلة ليست الإجابة نفسها)، سوف نبدأ من رسالة بولس الرسول الثانية الي تيموثاوس 3:16 حيث نقرأ: تيموثاوس الثانية 3:16 " كُلٌّ الكِتابِ، هو موحَي بهِ مِنَ الله ......" إن كلمة "الكتاب" في المقطع السابق هو اسم آخر لما يعرف اليوم باسم الكتاب المقدس. ما تقوله لنا الآية السابقة هو ان الكتاب المقدس كله ("كُلٌّ الكِتابِ ")، قد أُعطي بوحي من الله. و جملة " موحَي بهِ مِنَ الله" هي في الاصل كلمة واحدة في النص اليوناني، كلمة "theopneustos" . هذه الكلمة مكونة من كلمة "theos" التي تعني الله و الكلمة "pneustos " و التي تعني تَنَفس. إذاً عندما يقول الكتاب المقدس "theopneustos" ما يعنيه هو "الله- تَنَفس "، إنه ادراك الله، و فكرة الله، ووحي الله. من هنا: فمؤلف الكتاب المقدس هو الله الذي تنفسه، و اوحي به، و ابدعه، و ألَّفَهُ. و الان بالتأكيد يمكن أن يسأل شخص ما: " كيف يكون أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس، في حين أن ما قرأته كان مكتوبا بواسطة بولس و يوحنا .... الي اخره؟" و الكتاب المقدس مرة اخرة يعطينا جواباً لذلك. ففي رسالة بطرس الثانية 1: 20-22 يقول لنا: بطرس الثانية رقم 1:20-21 " وَ لَكن، قَبْلَ كُلِ شَيءٍ، اعْلَموا ان كل نُبُوءة الكِتابِ ليْسَت من تَفْسيرخاص، 21 لانَه لَمْ تأتِ نُبُوءَةٌ قط بِمَشيئةِ إنْسانٍ، بَلْ تَكَلَمَ أُناسُ اللهِ القِديسُونَ مَسوقينَ من الروح القُدُس." و قبل ان ننظر عن قرب الي هذه الفقرة، لابد ان نتأكد اولا اننا نفهم تماما معني جملة " نُبُوءة الكِتابِ". إن السبب في قولي هذا هو أن كلمة نبوءة تقريبا تستخدم دائما للتحدث عن الاشياء في المستقبل. و لكن، هذا ليس الاستخدام الوحيد لهذه الكلمة في الكتاب المقدس. و كما يقول الكتاب المقدس،" نبوءة" تعني ان نتحدث بالاشياء التي تأتي مباشرة من اسس روحية1. سواء ما يُقال كان عن المستقبل او لا، فهذا ليس ذو صلة بالموضوع. و بما اننا قد اوضحنا معني كلمة نبوءة، فيسهل علينا فهم معني كلمة " نُبُوءة الكِتابِ": انها ببساطة تعني الكتاب المقدس باكمله ، كمجموع نبوءاته المنفصلة التي يتكون منها، و من ثم، ما تقوله لنا رسالة بطرس الرسول الثانية انه لا يوجد جزء من الكتاب المقدس("كل نُبُوءة الكِتابِ")، قد جاء من قِبَل إنسان. هذا يعني علي سبيل المثال ، ان بطرس قد قرر ذات يوم ان يجلس و يكتب رسالة الي افسس. لو كان الامر كذلك، لكانت رسالة افسس قد تمت كتابتها بإرادة انسان و هو ما يمنعه الكتاب المقدس. ليس لدينا ما يجعلنا نعرف كيف ان بطرس و آخرين قد ساهموا في الكتاب المقدس ، و لكن لنكمل قراءة نفس الفقرة. فالجواب موجود في الجزء الثاني من الآية 21 حيث قيل لنا ان نبوءة الكتاب اي الكتاب المقدس قد تمت كتابته عن طريق أُناسُ اللهِ القِديسُونَ مَسوقينَ من الروح القُدُس. إذاً من الذي كتب الكتاب المقدس؟ اُناسُ الله القديسون. كيف كتبوه؟ حيث انهم مسوقين من الله الذي هو الروح القدس، اذاً نعم فقد كان بولس و يوحنا و آخرين هم الذين كتبوا الكتاب المقدس، و لكنهم لم يكونوا المؤلِفين. فمؤلف الكتاب المقدس هو الله، الذي ساق أُناساً امثال بولس و بطرس و يوحنا ليكتبوا ما اراد، ما الَّفَه. و إذا سألت كيف ساقهم الله، تعطينا الرسالة الي غلاطية الاجابة في حال بطرس الذي هو حال جميع الآخرين أيضاً: الرسالة الي مؤمني غلاطية 1: 11-12 " وَ اُعْلِمُكٌمْ أَيُّهَا الإخْوَةُ، أنَّ الإنْجيِلَ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بهِ ليْسَ إنْجيلاً بَشَرِيَاً. فَلا أنا تَسَلَّمْتُهُ مِنْ إِنْسَانِ، وَ لا تَلَقَّنْتُهُ، بَل جَاءَنِي بإعْلاَنٍ ......" الطريقة التي ساق بها الله هؤلاء الناس ليست بالامتلاك، لأن الله لا يمتلك أي إنسان (كورنثوس الأولي 14: 32-33) و إنما كان بالإعلان. بطريقة أخري، قال الرب لبطرس ماذا يكتب فجلس بطرس و كتب. من إذن الذي كتب غلاطية؟ بطرس. من هو صاحب الأفكار و الإرشادات و الكتابة التي تحملها غلاطية؟ إنها ملك الله. من هنا، من هو المؤلف؟ الله هو المؤلف. و من هم الرجال أمثال بطرس و آخرين الذين ساهموا في الكتاب المقدس؟ كانوا هم الكتاب الذين كتبوا ما أخبرهم به المؤلف، الله. لذلك الكتاب المقدس، مع أنه قد تمت كتابته عن طريق العديدين، له نفس المؤلف الوحيد الذي هو: الله . أنه كمثل المدير و السكرتيرة. السكرتيرة تكتب ما يمليه عليها المدير؟ من الذي يقوم بالكتابة؟ السكرتيرة. أفكار من هي التي تحتويها؟ المدير الذي هو المؤلف بالتالي. و بصفته المدير يمكن أن يكون لديه العديد من الكُتاب، كذلك الله لديه كُتَّاب عديدين ليكتُبوا ما أراد. إذن للأستنتاج: كل الكتاب أو الكتاب المقدس هو تَنَفُّس الله، الله هو مؤلفه، و تمت كتابته بيد أُناس قد ساقهم الله أي بالإعلان. |
||||
05 - 10 - 2015, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 9489 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عن تفسير الكتاب المقدس
السؤال الذي يسأل عن التفسير الصحيح للكتاب المقدس وكيفية ترجمة كلمة الله، هو سؤال كبير ويحتاج إلي إجابة صحيحة. والاحتياج للجواب الصحيح يظهر في حقيقة أن هناك مئات الطوائف التي تَدَّعي أنها تتبع الكتاب المقدس وبرغم ذلك لديهم فروقات كبيرة بينهم في طريقة تفسيرهم له. وأنا أعتقد أن الطريقة الوحيدة لإيجاد الجواب الصحيح عن السؤال عن تفسير الكتاب المقدس أو علم تفسيره، كما يُدْعَي أحياناً، هي الذهاب للكتاب المقدس والنظر إلي ما يقترحه الكتاب المقدس نفسه بخصوص تفسيره. مسؤولية كل مسيحي فيما يتعلق بتفسير كلمة الله مُعطاة في الرسالة الثانية إلي أهل تيموثاوس 2: 5، حيث نقرأ: " اجتَهِدْ أنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ للهِ مُزَكًّى، عَامِلاً لا يُخزَى، مُفَصِلاً كَلِمَةَ الحَقِّ بالاِستِقَامَةِ." كلمة الحق هي كلمة الله، أي الكتاب المقدس. نحن مسؤولون أمام الله عن تفصيل كلمة الحق بالاستقامة، كما تقول لنا الآية السابقة. الكلمة اليونانية التي تمت ترجمتها كـ "مفصلاً بالاستقامة" هي كلمة " أورثوتومونتا". هذه الكلمة مكونة من الصفة "أورثوس" والتي تعني " صحيح علي النحو التام أو مستقيم" و الفعل " تومو" والتي تعني " ليقطع". إذاً فـ " أورثوتومونتا كلمة الحق" تعني " تقطيع كلمة الحق بمنتهى الصحة على النحو التام". الآن لكي يدعونا الله ان نقطع كلمته بمنتهى الدقة، فهذا يعني أنه لن نقدر على أن يكون لدينا ثلاث قطع أو حتى قطعتان وكلهم يكونوا في منتهى الصحة. فقط تفسير واحد لكلمة الله الذي هو " صحيح تماماً". لكي نعرف كيف نصل إلى هذا التقطيع الصحيح، التفسير الدقيق للكتاب المقدس، دعونا نذهب لبطرس الثانية 1: 20. حيث نقرأ: " عَالِمينَ هذا أَوَّلاً: أنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الكِتَابِ ليستْ مِنْ تفسيرٍ خاصٍّ. لأنَّهُ لم تأتِ نُبوَّةٌ قَطٌّ بمَشِيئَةِ إنسانٍ، بل تكلَّمَ أُناسُ اللهِ القِدِّيسونَ مَسوقينَ مِنَ الرّوحِ القُدُسِ." لقد علمنا مسبقاً من مقال " من هو مؤلف الكتاب المقدس و من الذي كتبه" أن "كل نبوة الكتاب" وتعني كل الكتاب، أي الكتاب المقدس. وفقاً للفقرة السابقة، لا يوجد شيء في الكتاب المقدس ذو تفسير خاص. والآن حيث أن فكرة التفسير الخاص قد أُلغيت، فالبديل الوحيد هو أن الكتاب المقدس يفسر نفسه أي أنه ذاتي التفسير. وهذا يعني أنه غير مسموح لنا أن نذهب إلى الكتاب المقدس ونعطي تفسيرنا الخاص له. فعوضاً عن ذلك، إذا كنا نريد أن نكون مُستَحسَنين أمام الله، فعلينا أن نجد ونتبع التفسير الذي يعطيه الكتاب المقدس لنفسه. فوحده هذا هو التفسير السليم للكتاب المقدس. إذا كان هذا التفسير يتفق أو يختلف مع طائفتنا أو عاداتنا، فلا يهم هذا. بالنسبة لنا هو أنه يجب علينا أن نظهر مُستَحسنين أمام الله ولكي نقوم بهذا لابد لنا أن نبحث ونتبع التفسير الذي يعطيه الكتاب المقدس عن نفسه. |
||||
05 - 10 - 2015, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 9490 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حواء في سفر التكوين
هدف هذا المقال هو إظهار مدى أهمية أن نعرف ونطبق بدقة ما يقوله الكتاب المقدس، كلمة الله، من خلال النظر إلى مثال حواء في سفر التكوين. نحن في الفصل الثاني من سفر التكوين. لقد خلق الله اﻹنسان (سفر التكوين 1: 28 ) و لكن وضع عليه قيد واحد فقط: التكوين ٢:١٦- ١٧ وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: "مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلا مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتاُ". هذا ما قاله الله، أي هذه هي كلمة الله. لنرى اﻵن سفر التكوين ٣. سفر التكوين ٣:١ وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: "أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟" في هذا اﻹصحاح، قامت الحية، والذي هو اسم ﺁخر للشيطان، بإغراء حواء. كما نرى، لم يُظهر وجهه الحقيقي منذ البداية. عوضا عن ذلك، بدﺃ بالسؤال: "أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟" ﺃلم يعلم ما قاله الله؟ بالطبع كان يعلم. و لكنه بسؤاله هذا حاول أن يضع الشكوك في عقل حواء حول ما قاله الله. لم تتغير هذه اﻹستراتجية ﺃبدا. حقاً، كم عدد الذين قضوا حياتهم على مر العصور في محاولة تحدي المؤمنين فيما قاله الله، تماماً مثلما فعل الشيطان؟ و هؤلاء سينجحون دائماً في محاولتهم طالما أن المؤمنين، مثل حواء في سفر التكوين، لا يعطوا ﺃهمية كبيرة لما يقوله الكتاب المقدس، كلمة الله. و لهذا فالمطلوب أن نفصل باستقامة، أن نعرف ونطبق، ما تقوله كلمة الله، الكتاب المقدس. ولكن مع اﻷسف، لم تفعل حواء كذلك. ﺃنظروا ﺇلى جوابها في اﻹصحاحين ٢و ٣ من سفر التكوين ٣: التكوين ٣:٢-٣ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: "مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَ". للوهلة الأولى، يبدو ما قالته حواء في منتهى الدقة. و لكن بمقارنة بسيطة مع ما قاله الله يمكن أن تثبت بسهولة ﺒﺃنه ليس كذلك. و بالفعل ففي حين قالت حواء :" مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ " (التكوين ٣ :٢)، قال الله: " مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً " (التكوين ٢:١٦). من الواضح ﺒﺃنها حذفت كلمة " تأكل أكلاً". يمكنكم أن تقولوا اﻵن "هذا ليس شيئاً، لا يهم". ولكن ﺇذا كان لا يهم لماذا قال الله ذلك؟ كل ما يقوله الله يهم. كل كلمة من الكتاب المقدس موجودة ﻷن الله ﺃرادها كذلك و من ثم فهي بمثل كلمة الله. عودة ﺇلى حواء، فامتناعها كان فقط البداية. في التكوين ٣:٣، كان من المفترض أن تسرد حواء ما قاله الله :" وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا".هل هذا حقا ما قاله الله؟ لا! لم يقل ﺃبدا " ولا تمساه". علاوة على ذلك لم يقل بكل بساطة " من المحتمل ﺃن تموتا" و لكنه ذكر بالتحديد أنه " يَوْمَ [في ذلك اليوم] تَأْكُلا مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتاُ " . بما ﺃن الله دائماً على صواب في كل ما يقول، كان من المفترض ﺃن يموت شيئا في ذلك اليوم، ولقد تعاملنا مع هذا في المقال "جسد, نفس و روح". و لكن ﺃنظروا هنا ماذا فعلت حواء: في البداية حذفت كلمة، ثم ﺃضافت عبارة، و ﺃخيرا ﺃبعدت التركيز عما قاله الله .و بالرغم من أن ما قالته، مع ﺃنه كان يبدو مشابهاً لما قاله الله، ولكنه لم يكن كذلك بالفعل. و ﺃنا ﺃعتقد ﺃنه بالرغم من ﺃن هذا يشير إلى ﺃنها كانت تعلم كلمة الله و إن لم يكن بكل دقة، فهذه الكلمة لم تكن جزء من قلبها كما كان يجب. ﺃفعالها تؤكد ذلك. إنه بعد رؤية حواء تعامل كلمة الله كشف الشيطان عندها ميوله الحقيقية: "فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: لَنْ تَمُوتَا" (التكوين ٣:٤). ﺃنظروا التعارض مع ما قاله الله :قال الله:" لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلا مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُا "(التكوين ٢:١٧). قال الشيطان" لَنْ تَمُوتَا". ﺃهو ليس مثير للأهتمام كيف أن زيادة كلمة واحدة "لَنْ" تؤدي إلى مثل هذا التعارض مع كلمة الله؟ قد تعتقدون ﺒﺃن هذا تغير اليوم و لكن في الحقيقة لم يتغير شيء. ﻠﻧﺃخذ مثالاً: منذ آلاف السنين يقول الله في الكتاب المقدس: "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ"(ﺃفس ٢:٨-٩). و لكن بالنسبة لملايين من الناس فهو العكس تماما:" مِنْ أَعْمَال". تخيل من الذي جعل" ليس من أعمال" من ﺃفس ٢:٨-٩ غير موجودة لكل هؤلاء الملايين من الناس؟ هذا هو نفسه الذي تكلم مع حواء و زاد كلمة "لَنْ" في التكوين ٣. للخلاصة: في التكوين، ﺃغريت حواء من الشيطان، تماما كما فعل يسوع في متى ٤ .ولكن، في حين ان يسوع ﺇحترم، عرف و طبق كلام الله، ﺃساءت ﺇليه حواء. ربما ما قاله الله كان ثقيل عليها، و لكنه لم يكن ثقيل كما كان ينبغي. و قد تبين ذلك من خلال ردها على الشيطان في التكوين ٣ عندما ﺃضافت و حذفت عبارات، كلمات، و التركيز على ما قاله الله في الحقيقة. ﺃظهر الشيطان ميوله الحقيقية فقط عندما رﺃى كل هذا. هذا المثال يظهر ﺃهمية معرفة و تطبيق الكتاب المقدس، كلمة الله، بحذافيره. كلمة الله هي سيف للدرع الكاملة التي ﺃعطانا الله لكي" نثبت ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ" (ﺃفس ٦:١١). في حال لا تعرف الكتاب المقدس، كلمة الله، وإذا لم تحفظوه في قلوبكم، فكيف ستستطيعون الوقوف ﺃمامه بدون سلاح؟ لن تكون لديك فرصة ، كما لم يكن لحواء. معرفة ﺃجزاء و قطع ﺃو أن يكون لديك بعض المعارف الأساسية للكلمة لن يساعد. عليكم معرفة ما قاله الله و يجب ﺃن يكون هذا جزء من قلوبكم. عندها فقط سوف تتمكنون من الرد بالطريقة التي رد بها ربنا يسوع المسيح على الشيطان كما في متى ٤ : بكل قوة "ﺒﺃنه مكتوب"و ليس"حسناً... لنرى... ﺃعتقد" كما فعلت حواء في التكوين. مثل حواء في التكوين هو مثل يجب تجنبه و في مقال "ﺇغراء يسوع (متى ٤)" سنظهر المثل اللاحق: مثل ربنا يسوع المسيح |
||||