منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 10 - 2015, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 9471 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكنيسة: تعريفها، رأسها وأعضائها

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


من بين الكلمات القليلة التي كثيراً ما تستخدم من قِبَل المسيحيين، كلمة "الكنيسة"، ومع الأسف، القليلون أيضاً هم هؤلاء الذين يفهمون حقاً هذه الكلمة كما يُعرِّفها الكتاب المقدس، ويطبقون معناها الكتابي بشكل عملي. بمعرفة أهمية الفهم الواضح لما يقوله الكتاب المقدس عن الكنيسة، سنكرس هذا المقال لاختبار هذا الموضوع بشكل مفصل.
1. تعريف الكنيسة

بنظرة سريعة إلى تعريف الناس لكلمة "كنيسة" تظهر أن الغالبية العظمى يستخدمون هذه الكلمة إما للإشارة إلى مبنى تقام فيه العديد من الطقوس الدينية أو إلى جزء في عنوان العديد من الطوائف1، إلا أن هذا الاستخدام لكلمة كنيسة لا يتوافق مع ما يعرفه الكتاب المقدس بالكنيسة، ومن ثم بات من المهم دراسة معنى هذه الكلمة بشكل أفضل.
1. 1 كلمة "Ekklesia" ومعناها العام

كلمة "كنيسة" هي ترجمة الكلمة اليونانية " Ekklesia" والتي تعني "ما ينادى به أو ما يُستدعى2"، كما يقول " E.W. Bullinger" أن هذه الكلمة كانت تستخدم "في اي محفل، وخصوصاً من المواطنين، أو مجموعة مختارة منهم". استخدمت هذه الكلمة 115 مرة في العهد الجديد، ثلاثة منهم تُرجِمُوا إلى كلمة "محفل" وال 112 إلى "كنيسة"، ويكفي أن ننظر إلى الثلاث مرات التي ترجمت فيهم هذه الكلمة إلى "محفل" حتى يظهر لنا أن هذه الكلمة لم تستخدم فقط في الإشارة للتجمعات المسيحية، وبالفعل تشير أعمال الرسل 19 إلى مظاهرة حدثت في أفسس ضد بولس، فتقول:
أعمال الرسل 19: 23، 39، 41
"وَكَانَ الْبَعْضُ يَصْرُخُونَ بِشَيْءٍ وَالْبَعْضُ بِشَيْءٍ آخَرَ، لأَنَّ الْمَحْفِلَ ["ekklesia" باليونانية] كَانَ مُضْطَرِبًا، وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَدْرُونَ لأَيِّ شَيْءٍ كَانُوا قَدِ اجْتَمَعُوا!... ثُمَّ سَكَّنَ الْكَاتِبُ الْجَمْعَ وَقَالَ [للمحفل] ... وَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَ شَيْئًا مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ أُخَرَ، فَإِنَّهُ يُقْضَى فِي مَحْفِل ["ekklesia" باليونانية] شَرْعِيٍّ.... وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَفَ الْمَحْفِلَ."

كما هو واضح من الفقرة السابقة، كانت تستخدم كلمة "ekklesia" للإشارة إلى غير المسيحي، وكما يحدث في حالتنا، فحتى للإشارة إلى المحافل المعادية للمسيحية.
ويتضح أيضاً أن المعنى العام لكلمة "ekklesia" هو "محفل" باستخدامها في السبعونية - الترجمة اليونانية القديمة للعهد القديم - وهناك، استخدمت هذه الكلمة 71 مرة، وجميعها ترجمة للكلمة العبرية "qahal" والتي تعني "يجتمع، محفل، طائفة، اجتماع، في معنى أعمق لأي محفل أو جمع كثير من الناس، من الحشود، من الأمم، من الأشرار من الأبرار3 ... إلخ"
نستخلص من ذلك إذاً أن المعنى العام للكلمة التي يترجمها كتابنا المقدس إلى "كنيسة" هي "محفل"، هذه الكلمة لم تستخدم في المطلق لمحافل المسيحيين، ولا للمباني التي تمتلىء بمثل هذه المحافل، بل على العكس، كانت كلمة عامة تستخدم لأي محفل بغض النظر عن نوعه.
1. 2 كلمة "ekklesia" ومعناها في كلمة الله.

بعدما رأينا ما تعنيه كلمة "ekklesia" بشكل عام، حان الوقت الآن لمعرفة معناها في كلمة الله وخصوصاً في هذا الجزء من الكلمة الذي يشير إلى عصر النعمة (أي في أعمال الرسل والرسائل4) الذي نعيش فيه. وهناك، وعلى الرغم من أن هذه الكلمة تعني أيضاً مجمع، إلا أن المجمع هنا خاص، أعضائه هم جميع المولودين ثانية أي كل هؤلاء الذين اعترفوا بافواههم بالرب يسوع وآمنوا في قلوبهم بأن الله أقامه من بين الأموات (رومية 10: 9). هناك مصطلح آخر يستخدمه الكتاب المقدس لتعريف المؤمنين بالمسيح حول العالم5 وهو "الجسد" أو "جسد المسيح"، ويظهر تساوي مصطلحات "الكنيسة" و"الجسد" و"جسد المسيح" وأن جميعها تستخدم لتعريف جميع المسيحيين معاً في المجمل من الفقرات العديدة في الكتاب المقدس، ومن ثم نبدأ من كورنثوس الأولى 12: 27، فنقرأ:
كورنثوس الأولى 12: 27
"وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا."

وأيضاً تخبرنا كولوسي 1: 18
" وَهُوَ [يسوع المسيح] رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ ..."

بالإضافة إلى أفسس 1: 22-23 التي تقول:
"وَ[الله] أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ [قدمي المسيح]، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ [جسد المسيح]."
ونحن، جميع المؤمنون معاً، نُكَوِّن جسد المسيح، فكلمة الله لا تقول أن جسد يوجد في مكان وجسد آخر يوجد في مكان غيره، ولا تقول أن هذه الطائفة هي جسد وطائفة غيرها هي جسد آخر، بل إنها تقول "أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ" الكنيسة. انا وأنت ننتمي إلى هذه الإشارة " أَنْتُمْ"، وعموماً ينتمي إليها كل مؤمن مولود ثانية، وبقدر اهتمام الله، فليس هناك تمييز بسبب الطائفة، اللون، الحالة الاجتماعية، محل الإقامة أو لأي سبب آخر، فحقاً تقول لنا غلاطية 3: 26- 28
غلاطية 3: 26- 28
"لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ: لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ."

نحن جميعاً، دون أي تمييز، أبناء الله بالإيمان بيسوع المسيح، وجميعنا أيضاً بلا أي تفرقة ومن خلال نفس الإيمان، أعضاء جسد المسيح.
وحقيقة أن الكنيسة أو الجسد هو كيان واحد وليس عدة تتضح أيضاً من خلال العديد من الفقرات في الكتاب المقدس، وحقاً نقرأ بدءاً من رومية 12: 4-5
رومية 12: 4- 5
"فَإِنَّهُ كَمَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ لَنَا أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَلكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ، هكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ."

وكذلك تخبرنا كورنثوس الأولى 12: 12-13
"لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا. لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ، يَهُودًا كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ، عَبِيدًا أَمْ أَحْرَارًا، ....."

كورنثوس الأولى 12: 20
"فَالآنَ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَلكِنْ جَسَدٌ وَاحِدٌ."

أفسس 2: 16
"وَيُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ."

أفسس 4: 4
"جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ."

وأخيراً كولوسي 3: 15
"وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ."

كما يتضح من هذه الفقرات، أن الكنيسة، جسد المسيح هي جسد واحد يشمل كل المولودين ثانية أي كل هؤلاء الذين اعترفوا بأفواههم بالرب يسوع وآمنوا في قلوبهم بأن الله أقامه من بين الأموات. ولكن مع الأسف، يبدو أن ما يعلنه الكتاب المقدس بشكل واضح يتجاهله الكثير من المسيحيين، مثلما يبين هذا على الأقل وجود الطوائف الكثيرة. وحقاً، فالكثير منا بدلاً من أن نرى أنفسنا أعضاء في جسد المسيح الواحد وكل المسيحيين الآخرين أخوة وأعضاء في نفس الجسد، نرى أنفسنا أعضاء في طائفة كذا وكذا والتي نصفها أيضاً بالجسد أو بالكنيسة، ونصف كل المسيحيين الآخرين الذين لا ينتمون لطائفتنا بالغرباء وحتى بالأعداء في بعض الأحيان. لحسن الحظ أن كلمة الله لا تتفق مع هذه النظرة. وحقاً، كما رأينا، فبالنسبة لله نحن (كل المسيحيين) لسنا غرباء ولا أعداء لبعضنا، حتى وإن حدث وكانت لنا وجهات نظر مختلفة في الكثير من الأشياء، فطالما أننا نتفق على أن يسوع هو الرب وأن الله أقامه من الأموات، فجميعنا أبناء الله، أخوة، أعضاء في جسد واحد، بل وكما تقول رومية 12: 5 أننا أعضاء بعضنا لبعض. أليس هذا رائعاً؟ إنه لأمر مؤسف نجاح الشيطان في تخبئة هذه الحقيقة الرائعة عنا، فجعلنا نظن أن الجسد محدود في طائفتنا، منظمتنا أو جماعتنا. فهذه ليست جسداً بل هي أجزاء من الجسد6 والمُكَوَّنة من آلاف الجماعات الأخرى وملايين المسيحيين الآخرين، حتى وإن حدث وتوافقت نظرتهم مع نظرتنا فقط في أن يسوع هو الرب وأن الله أقامه من الأموات. ولذلك، فبدلاً من الصراعات الطائفية والكراهية، نحتاج أن نضع في قلوبنا حقيقة الجسد الواحد وأن نعمل وفقاً لهذا، محبين وخادمين كل المسيحيين الآخرين المنتمين أيضاً لنفس الجسد معنا. وإلا سنظل ملزمين بالاستمرار في محاربة بعضنا البعض، غير متسببين إلا في الإضرار بالجسد.
2. رئيس الكنيسة

بعدما رأينا أن الكنيسة واحدة كما يُعَرِّفها الكتاب المقدس، وأنها مكونة من كل هؤلاء المؤمنين بالرب يسوع المسيح وبقيامته، سننتقل الآن لنرى من هو رأس الكنيسة ورئيسها، وجواب الكتاب المقدس عن هذا السؤال الخطير واضح أيضاً، فحقاً تخبرنا أفسس 5: 23
أفسس 5: 23
" الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ"

ومن الفقرات الأخرى التي تؤكد أيضاً أن رأس الكنيسة ورئيسها هو الرب يسوع المسيح:
أفسس 1: 22
"وَ[الله] أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ [قدمي يسوع]، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ"

كولوسي 1: 18
"وَهُوَ [يسوع] رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ."

وكما هو واضح من كل هذه الفقرات، فالشخص الذي عينه الله ليكون الرأس فوق كل شيء للكنيسة هو الرب يسوع المسيح7. هو الرأس والكنيسة هي جسده، وكما هو الحال في الجسد المادي، أن الرأس هي الجزء الذي يقود الجسد، كذلك أيضاً الكنيسة، فالمسيح بكونه رأس كل شيء لها، هو من يقود ويحكم الكنيسة، فهو ولا أحد غيره قائدها ورئيسها الوحيد، ومن ثم، فهذا عكس ما يحدث في السلالم الكهنوتية في العديد من الطوائف والمنظمات؛ إذ أن السلم الكهنوتي في الكنيسة كما هو معطى في كلمة الله، يسير كالتالي: الله أولاً وقبل كل شيء، رأس المسيح (كورنثوس الأولى 11: 3). ثم المسيح رأس الكنيسة، وأخيراً نحن جميع المؤمنين بالمسيح وبقيامته والذين يُكَوِّنُون جسد المسيح، الكنيسة. نستخلص من ذلك إذاً، أنه بدلاً من وجود رؤساء هالكين عديدين لكنائس متعددة، هناك رئيس واحد أبدي لكنيسة واحدة ألا وهو الرب يسوع المسيح".
3. أعضاء الكنيسة

نحن نعرف بالفعل أنه لكي تصير عضواً في الكنيسة، فالشيء الوحيد الذي تحتاجه هو أن تولد ثانية وتخلص والذي نكرر ونقول أنه يحدث عندما تعترف بفمك بالرب يسوع وتؤمن في قلبك بأن الله أقامه من الأموات (رومية 10: 9)، كما رأينا أن الرأس، رئيس الكنيسة هو الرب يسوع المسيح. بمعرفة هذا كله، سنمضي قدماً لاختبار دور أعضاء جسد المسيح بالمزيد من التفصيل.
3. 1: احتياجات مختلفة وأدوار مختلفة في الكنيسة

وتمثيل الكتاب المقدس للكنيسة بالجسد لا يعد أبداً من قبيل الصدفة، وعلى الرغم من تغطيتنا لبعض جوانب هذا التشبيه من خلال نقاشنا حول المسيح رأس الكنيسة في الفصل السابق، إلا أن كورنثوس الأولى 12 تعطينا المزيد من المعلومات، ومن ثم، نقرأ بدءاً من الآية 12:
كورنثوس الأولى 12: 12- 14
"لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ [الجسد المادي] هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضً. لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ [الكنيسة] ، يَهُودًا كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ، عَبِيدًا أَمْ أَحْرَارًا، ..... فَإِنَّ الْجَسَدَ أَيْضًا لَيْسَ عُضْوًا وَاحِدًا بَلْ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ."

لأربع مرات في هذه الفقرة أُخبرنا أن الجسد واحد والذي يؤكد لمرة أخرى ما عرفناه سابقاً أي أن هناك جسد واحد فقط ينتمي إليه جميع المسيحيين، وبغض النظر عن هذا، فهناك شيء آخر ملفت للأنتباه وهو أن " الْجَسَدَ أَيْضًا لَيْسَ عُضْوًا وَاحِدًا بَلْ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ."، ستساعدنا الآيات 15- 20 على فهم أفضل لما يريد الله أن يخبرنا بهذا، فنقرأ:
كورنثوس الأولى 12: 15- 20
"إِنْ قَالَتِ الرِّجْلُ:«لأَنِّي لَسْتُ يَدًا، لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ». أَفَلَمْ تَكُنْ لِذلِكَ مِنَ الْجَسَدِ؟ وَإِنْ قَالَتِ الأُذُنُ:«لأِنِّي لَسْتُ عَيْنًا، لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ». أَفَلَمْ تَكُنْ لِذلِكَ مِنَ الْجَسَدِ؟ لَوْ كَانَ كُلُّ الْجَسَدِ عَيْنًا، فَأَيْنَ السَّمْعُ؟ لَوْ كَانَ الْكُلُّ سَمْعًا، فَأَيْنَ الشَّمُّ؟ وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الأَعْضَاءَ، كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي الْجَسَدِ، كَمَا أَرَادَ. وَلكِنْ لَوْ كَانَ جَمِيعُهَا عُضْوًا وَاحِدًا، أَيْنَ الْجَسَدُ؟ فَالآنَ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَلكِنْ جَسَدٌ وَاحِدٌ."

في هذه الفقرة، صنع بولس بالإعلان مقارنة بين الجسد المادي والكنيسة التي هي جسد المسيح، واستنتج من ذلك أنه كما أن الجسد المادي له أعضاء كثيرة، كل منها يعمل عمل مختلف ضروري للجسد، كذلك ايضاً جسد المسيح، الكنيسة، به أعضاء كثيرة كل واحد منها وضعه الله في الجسد كما أراد، ليعمل عملاً ضروري له والذي قد يختلف أيضاً عن عمل الأعضاء الأخرى في الجسد، ولمساعدتنا على فهم هذه النقطة بشكل أفضل، يطلب منا بولس أن نتخيل ما سيحدث لو كان كل الجسد عيناً، وكما هو واضح، ففي هذه الحالة الافتراضية، سيستحيل الشم أو الحركة أو الانحناء أو عمل أي شيء آخر غير الرؤية، يتضح إذاً، أنه بدلاً من أن يكون لدينا جسد مكوناً من أعين فقط، سيكون من الأفضل أن تخصص الأدوار في الجسد وفقاً للاحتياجات، وبهذا سنحصل على الاستفادة الكاملة لجميع أعضاء الجسد وفي نفس الوقت تغطية لجميع احتياجاته بأفضل الطرق، وكما تخبرنا كورنثوس الأولى 12: 19: " لَوْ كَانَ جَمِيعُهَا عُضْوًا وَاحِدً [أي لو كان لكل الأعضاء الدور نفسه]، أَيْنَ الْجَسَدُ؟" وبنقل هذه الصورة إلى جسد المسيح، يتضح إذاً أنه بدلاً من أن يكون لجميع الأعضاء نفس الدور، سيكون من الأفضل أن يتخصص كل منهم في وظيفة معينة في الجسد والتي ستضمن أن جميع الأعضاء يعملون بشكل كامل وأن جميع احتياجات الجسد مجابة، وهذا بالضبط هو ما يحدث، فتقول لنا رومية 12: 4- 5:
رومية 12: 4- 5
"فَإِنَّهُ كَمَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ لَنَا أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَلكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ، هكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ."

كما هو واضح من هذه الفقرة، هناك وظائف محددة في جسد المسيح وكل عضو فيه معين في الجسد لأجل وظيفة محددة قد تختلف عن وظيفة عضو آخر، من سيحدد الآن وظيفتنا في جسد المسيح؟ تجيب عن هذا السؤال كورنثوس الأولى 12: 18، فكما تقول: " وَضَعَ اللهُ الأَعْضَاءَ، كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي الْجَسَدِ، كَمَا أَرَادَ."، الله إذاً هو من يحدد دورنا في هذا الجسد.
بعدما رأينا ان هناك بالفعل الكثير من الوظائف في الجسد وأن ليس لكل الأعضاء نفس الوظيفة، دعونا نكمل لنرى المزيد، ومن ثم، نقرأ في كورنثوس الأولى 12:
كورنثوس الأولى 12: 21- 25
"لاَ تَقْدِرُ الْعَيْنُ أَن تَقُولَ لِلْيَدِ:«لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكِ!». أَوِ الرَّأْسُ أَيْضًا لِلرِّجْلَيْنِ:«لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكُمَا!». بَلْ بِالأَوْلَى أَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي تَظْهَرُ أَضْعَفَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ. وَأَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي نَحْسِبُ أَنَّهَا بِلاَ كَرَامَةٍ نُعْطِيهَا كَرَامَةً أَفْضَلَ. وَالأَعْضَاءُ الْقَبِيحَةُ فِينَا لَهَا جَمَالٌ أَفْضَلُ. وَأَمَّا الْجَمِيلَةُ فِينَا فَلَيْسَ لَهَا احْتِيَاجٌ. لكِنَّ اللهَ مَزَجَ الْجَسَدَ، مُعْطِيًا النَّاقِصَ كَرَامَةً أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ، بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَامًا وَاحِدًا بَعْضُهَا لِبَعْضٍ."

لا يوجد عضو في جسد المسيح غير محتاج للأعضاء الآخرين، ولا يوجد عضو غير مهم في الجسد، ولكن في الحقيقة، كما تقول لنا الفقرة السابقة، الله كون الجسد بطريقة تقتضي توافق أعضائه.
بالعودة الآن إلى وظائف الجسد، تقول لنا كورنثوس الأولى 12: 28- 30:
كورنثوس الأولى 12: 28- 30
"فَوَضَعَ اللهُ أُنَاسًا فِي الْكَنِيسَةِ [الجسد]: أَوَّلاً رُسُلاً، ثَانِيًا أَنْبِيَاءَ، ثَالِثًا مُعَلِّمِينَ، ثُمَّ قُوَّاتٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ ... تَدَابِيرَ، وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ. أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ رُسُلٌ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَنْبِيَاءُ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَصْحَابُ قُوَّاتٍ؟ أَلَعَلَّ لِلْجَمِيعِ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ؟ "

تعطينا كلمة الله في هذه الفقرة قائمة بالوظائف التي يمكن أن نجدها في جسد المسيح والتي أكرر وأقول أنها وزعت من قِبَل الله على أعضاء الجسد كما أراد. والوظائف التي أشيرت إليها في الفقرة السابقة هي: الرسل، الأنبياء، المعلمين، صانعي القوات، مواهب الشفاء، المتحدثين بألسنة وتفسير الألسنة8. تخبرنا أفسس 4: 7- 8، 11 بالمزيد، فنقرأ هناك:
أفسس 4: 7- 8، 11
"وَلكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ. لِذلِكَ يَقُولُ:«إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا».... وَهُوَ [المسيح] أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ"

وكذلك رومية 12: 4- 8 تخبرنا:
"فَإِنَّهُ كَمَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ لَنَا أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَلكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ، هكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ. 6لكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ، أَمْ خِدْمَةٌ فَفِي الْخِدْمَةِ، أَمِ الْمُعَلِّمُ فَفِي التَّعْلِيمِ، أَمِ الْوَاعِظُ فَفِي الْوَعْظِ، الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ، الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ، الرَّاحِمُ فَبِسُرُورٍ."

كما نرى من هاتين الفقرتين، هناك العديد من الوظائف في الجسد، هذه الوظائف موزعة على الأعضاء من قِبَل الله لتغطية حاجة الجسد على أكمل وجه، ومن ثم، فهناك معلمين لسد حاجة التعليم، مبشرين لسد حاجة التبشير، رعاة لسد حاجة الرعاية ... إلخ. وكما أن جسدنا المادي كامل، كذلك أيضاً جسد المسيح، هو كامل، إذ أنه لأجل كل احتياج فيه، عين عضواً لسده.
4. دراسة أعمق في كورنثوس الأولى 12: 28- 30

قد يظن القارىء مما سبق أنه لا يقدر أن يفيد الجسد إلا من خلال الوظيفة التي أعطاها الله له، أو بمعنى آخر، قد نظن أن المعلم لا يقدر أن يرعى أو أن إنساناً لا يقدر أن يتحدث بالسنة أو يفسر أو يتنبأ لو لم يكن الله قد عينه لأجل هذه الوظيفة في الجسد، وهناك فقرة تستخدم لدعم هذه النظرة موجودة في كورنثوس الأولى 12: 28- 30، هناك نقرأ:
كورنثوس الأولى 12: 28- 30
"فَوَضَعَ اللهُ أُنَاسًا فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً، ثَانِيًا أَنْبِيَاءَ، ثَالِثًا مُعَلِّمِينَ، ثُمَّ قُوَّاتٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ، أَعْوَانًا، تَدَابِيرَ، وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ. أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ رُسُلٌ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَنْبِيَاءُ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَصْحَابُ قُوَّاتٍ؟ أَلَعَلَّ لِلْجَمِيعِ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ؟"

يعتبر الكثير من الناس أن التساؤلات الموجودة في هذه الفقرة تعني أن ليس كل المسيحيين قادرين على التحدث بألسنة أو التفسير أو التنبؤ أو التعليم أو الشفاء ولكن فقط هؤلاء الذين عُعِّنوا خصيصاً لهذه الوظيفة في الجسد، إلا ان استنتاج مثل هذا لا يمكن أن ياتي إلا إذا تجاهلنا سياق الفقرة وغيرها من المراجع على نفس الموضوع. آخذين التحدث بالالسنة على سبيل المثال، فتصنفها كورنثوس الأولى 12: 8- 12 بأنها واحدة من إعلانات الروح القدس9 التسع، بينما توضح كورنثوس الأولى 14: 5 أن تلك هي رغبة الله في أن الجميع يتحدثون بألسنة، وبالفعل تخبرنا كورنثوس الأولى 14: 5
كورنثوس الأولى 14: 5
"إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ"

كلمة " أُرِيدُ" في هذه الفقرة هي مضارع الفعل اليوناني "thelo" والذي يعني "أن يرغب، يحب، يستمتع ب ، يسر"10. كذلك، حقيقة مجيء هذا الفعل في صيغة المضارع تعني أن الله يعبر في هذه الفقرة عن ما يحب وعن ما يرغب في حدوثه في الوقت الحاضر، ومن ثم، يكون التكلم بالسنة هو ما يرغبه الله وما يحب أن نفعله الآن، فهو يقول: "إني أحب أن جميعكم تتكلمون بألسنة الآن"، هذه ليست رغبة افتراضية11، بل هو ما يرغبه الله من جميعن أن نفعله الآن في الوقت الحاضر.
بالعودة الآن إلى موضوعنا، السؤال بسيط: هل يمكن لله أن يرغب أو يحب أو يريد أن جميعنا نتحدث بالسنة لو لم يكن التحدث بألسنة متاحاً للجميع؟ بالطبع لا12، ومن ثم، فبما أن الله يريد أن جميعنا يتحدث بالسنة، فهذا يعني أن جميعنا يقدر أن يتحدث بالسنة، هذا ما تقوله كلمة الله وهذا ما تعنيه، في الحقيقة، فالمسيحيون لا يقدروا أن يتكلموا بألسنة وحسب بل أيضاً يقدروا أن يتنبأوا وأن يترجموا. فحقاً تخبرنا الآية 5:
كورنثوس الأولى 14: 5
"إِنِّي أُرِيدُ [باليونانية:"thelo" - يريد] أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ، وَلكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا [جميعكم]. لأَنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ، إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ، حَتَّى تَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَانًا."

وبعيداً عن التحدث بألسنة، بما أن الله يطلب منا أيضاً أن نتنبأ وأن نفسر (آخر اثنتين تكونان عندما نكون في الكنيسة حتى نثقف الكنيسة برسالتنا) يعني أننا لا نقدر فقط أن نتكلم بالسنة بل أيضاً أن نتنبأ ونفسر.
بعدما رأينا ما سبق، السؤال هنا هو، ماذا تعني إذاً الأسئلة المطروحة في كورنثوس الأولى 12: 28- 30؟ الجواب موجود في سياق الفقرة ، وحقاً، كما رأينا، لا يتحدث السياق (كورنثوس الأولى 12: 12- 30) عن إعلانات الروح بل عن الدور أو عن الوظيفة المحددة التي تكون للمؤمن داخل الكنيسة، في حالتنا هذه، أن بقدر كل المسيحيين بل وعليهم أن يتكلموا بالسنة ويفسروا ويتنبأوا ويديروا بشكل عام كل إعلانات الروح الموجودة في كورنثوس الأولى 12: 7- 10. ومع ذلك، لم يعين الجميع للعمل في الجسد من خلال التكلم بألسنة أو من خلال التعليم والتنبوء والترجمة.. إلخ، ولفهم هذا بشكل أفضل، فلنفترض أن هناك شخصاً عين من قبل الله للعمل في الجسد كمعلم بينما عين آخر للعمل كمتكلم بالسنة ، كلاهم يقدر أن يعلم وأن يتكلم بالسنة ولكن عند العمل في الجسد، يكون الأول أفضل في التعليم بينما الاخير أفضل في التكلم بالألسنة، وكما رأينا، فجميعنا ينتمي إلى نفس الجسد ولكننا لسن جميعاً نفس العضو.
نستخلص من ذلك إذاً أن جميع المسحيين يمكنهم عمل كل شيء، إلا أن الله عين بعضهم للعمل في الجسد بطريقة ما والبعض الآخر بطريقة غيرها. أما الآن فإن سأل أحد "ما هي وظيفتي في الجسد" سيكون جوابي له "إذهب إلى الله واعرف منه ما يريدك أن تفعل". ليس من المهم لقب الدور، لأنني من الممكن أن أكون قد عينت للبشارة على السبيل المثال، ولا أفعل ذلك ابداً، ومن ناحية أخرى، إن جعلت نفسي متاحاً للرب، بالتأكيد سيرشدني لعمل ما يريدني أن أعمله في الجسد، قد لا اعرف حتى لقبي في الوظيفة ولكن هذا لا يهم، ما يهم هو أن أجعل نفسي متاحاً لله حتى يستخدمني كعضو في الجسد على أكمل وجه. علينا إذاً أن نذهب لله وأن نطلب منه أن يرينا ما يحتاجه منا وأن يرشدنا إلى الطريق. مسؤوليتنا ووظيفتنا هي أن نكون متاحين لله لأجل كل شيء يحتاجه منا وأن نعمل عندما يريدنا أن نعمل وبالطريقة التي يريدنا أن نعمل بها.


الحواشي
1. على سبيل المثال "الكنيسة الرومانية الكاثوليكية"، "الكنيسة اليونانية الارثوذكسية"، "الكنيسة الانجليكانية" أو الكنيسة كذا وكذا.
2. أنظر Young's concordance to the Bible ص 59
3. أنظر New Wilson's Old Testament Word Studies, Kregel Publications, Grand Rapids, Michigan, p.92.
4. بعيداً عن ثلاثة مذكورة في البشائر وسبعة في سفر الرؤيا، كل الموجودات الأخرى لكلمة "ekklesia" موجودة في أعمال الرسل والرسائل.
5. إلى جانب هذا المعنى الواسع، فإن كلمة "الكنيسة" تستخدم أيضاً في نطاق ضيق بمعنى تجمع المؤمنين المولودين ثانية في منطقة معينة، ومن ثم تخبرنا رومية 16: 3- 5 وكورنثوس 4: 15 عن الكنيسة التي كانت في بيت أكيلا وبريسكلا أي محفل المؤمنين الذين اعتادوا أن يكونوا في بيتهما. وبالمثل، تخبرنا كولوسي 4: 15 عن الكنيسة في بيت نمفاس، ومن الفقرات الأخرى التي سميت فيها محافل المؤمنين بالكنائس هي: رومية 16: 1، كورنثوس الأولى 1: 2، تسالونيكي الأولى 1: 1 وغلاطية 1: 2. فسواء كان معنى كلمة كنيسة في الفقرة هو محفل محلي من المؤمنين أو جسد المسيح في كل أنحاء العالم فهو شيء يجب معرفته من السياق.
6. من الخاص جداً أنه على الرغم من استعمال كلمة كنيسة بصيغة الجمع عند استخدامها على النحو الضيق (انظر المذيل رقم 5، وغلاطية 1: 22 على سبيل المثال)، إلا أن كلمة "جسداً" لم تستخدم أبداً بصيغة الجمع، لأنها تشير إلى جسد المسيح الواحد في جميع أنحاء العالم، وهو الكنيسة.
7. توضح كورنثوس الأولى 11: 3 أن المسيح ايضاً له راس وهو الله.
8. لدراسة أعمق عن كورنثوس الأولى 12: 28- 30، أنظر الفصل 4 من هذا المقال، بالإضافة إلى هذا، أنظر أن الرسول هي وظيفة في جسد المسيح وليست لقب متعلق فقط بالأثنا عشر رسول الموجودين بالإنجيل. ومن ثم، فعلى سبيل المثال، كما يوجد هناك معلمين أو مبشرين اليوم، كذلك أيضاً يوجد رسل.
9. هذه مذكورة في كورنثوس الأولى 12: 8- 12 هي: كلام حكمة، كلام علم، إيمان، مواهب شفاء، عمل قوات، نبوة، تمييز الأرواح، أنواع ألسنة وترجمة السنة.
10. أنظر المعجم اليوناني للكتاب المقدس الفوري.
11. مع الأسف، تفتقد الكثير من الترجمات وخاصة الترجمة الانجليزية المعنى هنا، فيترجمون الفعل في هذه الفقرة إلى "تكلموا"، فهي ليست "تكلموا" بل "تتكلمون"، وهي ("lalein") في اليونانية (أنظر أيضاً ملحوظات الإنجيل الفوري). الله لا يعبر عن رغبة افتراضية هنا بل عن شيء يريد ويرغب في أن نعمله الآن.
12. وإلا ما أخبرتنا يوحنا الأولى 1: 5 " إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ"، وإلا فبماذا سيوصف طلبك لشيء تنكر وجوده في نفس الوقت سوي بالظلمة.
 
قديم 03 - 10 - 2015, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 9472 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العدو، المعركة والمنتصرين

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أنا أظن أن القليلين جداً يحبون أن يسمعوا عن الحروب والأعداء، إلا أن جميعنا سنتفق على أن أسوأ شيء يمكن عمله عند تواجدها هو تجاهلها والعيش على وهم عدم وجودها المفترض. تشير كلمة الله إلى عدو يدعى الشيطان وإلى معركة دائرة ضده، هذا بالإضافة إلى أنها لا تقترح بأي حال من الأحوال تجاهل هذا العدو وأساليبه، وحقاً تقول كورنثوس الثانية 2: 10- 11:
كورنثوس الثانية 2: 10- 11
"لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ."

إن اقترح أحد تجاهل الشيطان وأفكاره، فليس ذلك بالتأكيد هو الإله الواحد الحق، لأننا بالنسبة له "لسنا جهلاء". ومن هنا، سنحاول فيما يلي دراسة بعض ما تقوله كلمة الله عن عدونا، عن الحرب وكيفية تحملها.
1. القوتين

تتضح حقيقة وجود قوتين متضادتين عاملتين من كولوسي 1: 12- 14 حيث تتحدث عن المسيحيين قائلة:
كولوسي 1: 13- 14
"[الله] الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ"

وقال يسوع المسيح أيضاً في أعمال الرسل 26: 17- 18متحدثاً إلى بولس عن مهمته:
أعمال الرسل 26: 17- 18
"مُنْقِذًا إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ، لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ، حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيبًا مَعَ الْمُقَدَّسِينَ."

وأيضاً في أفسس 5: 8 متحدثة عنا مرة أخرى قائلة لنا:
أفسس 5: 8
"لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ."

كما يتضح من هذه الفقرات، أننا كنا قبلا " ظُلْمَةً" (أفسس 5: 8) وتحت " سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ" (أعمال الرسل 26: 17) إلا أننا انتقلنا " مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ" (أعمال الرسل 26: 17) عندما سمعنا كلمة الله بخصوص يسوع المسيح وآمنا بها. أعطي لنا في افسس 2: 1- 9 ملخصاً لكل من حالتنا القديمة والجديدة، فنقرأ:
أفسس 2: 1- 3
"وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا"

هذا حقاً وضع سيء جداً، إلا أنه ليس وضعنا الحالي، حيث نقرأ عن الأخير:
أفسس 2: 4- 9
"اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ ­ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ."

كلنا كنا يوماً تحت سلطان وتأثير الروح " الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ" أي الشيطان، جميعنا كنا يوماً في ظلام دامس، ولكننا آمنا بالرب يسوع المسيح وبقيامته، فخلصنا هذا الإيمان (رومية 10: 9). وعلى الرغم من أننا كنا أمواتاً بالخطايا، إلا أن الله أحيانا وأقامنا مع المسيح، ومع ذلك، أين كل هؤلاء الذين لم يؤمنوا بعد؟ إنهم هناك، حيث اعتدنا أن نكون، أي في الظلمة وتحت سلطان الشيطان، كما تقول كورنثوس الثانية 4: 3- 4
كورنثوس الثانية 4: 3- 4
"وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُومًا، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ، الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ."

من هو إله هذا العصر الذي يعمي الناس حتى لا يرون نور بشارة مجد المسيح؟ من الواضح أنه نفس الشيء الذي أعمانا أيضاً، وهو الشيطان.
من ناحية أخرى، تقول تيموثاوس الثانية 2: 25- 26
"مُؤَدِّبًا بِالْوَدَاعَةِ الْمُقَاوِمِينَ، عَسَى أَنْ يُعْطِيَهُمُ اللهُ تَوْبَةً لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، فَيَسْتَفِيقُوا مِنْ فَخِّ إِبْلِيسَ إِذْ قَدِ اقْتَنَصَهُمْ لإِرَادَتِهِ."

لقد اعتدنا أن نكون في هذا الوضع أيضاً ولكننا لم نعد كذلك، لقد خلصنا من قبل الله وانتقلنا " مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ"، زكه ذلك، فهذا لا يعني أننا لم نعد نتعامل مع الشيطان، إذ أن الله والشيطان أعداء بعضهم لبعض، هناك حرب بينهما ومعركة علينا أن نخوضها.
2. المعركة

المعركة التي نتحدث عنها مذكورة في أفسس 6: 10- 18 حيث نقرأ بدءاً من الآيات 10- 12
أفسس 6: 10- 12
"أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ."

كما هو واضح، هناك صراع ومعركة دائرة بيننا وبين الشيطان ومعسكره، فهي ليست معركة مع لحم ودم أي بشر، ولكنها مع رؤساء وسلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر وأجناد الشر الروحية في السماويات. ولحسن الحظ، لم نُترك بلا حماية في هذه الحرب الروحية، حيث وفر لنا الله درع كامل الذي إن لبسناه سنستطيع أن نحارب بنجاح، تعطينا الآيات 13- 18 وصفاً مفصلاً له:
أفسس 6: 13- 18
"مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ"

لاحظ أن السلاح ليس لنا، بل هو " سِلاَحَ اللهِ"، إنه شيء أتاحه لنا ليمكننا من خوض المعركة الروحية بنجاح، إذاً فما علينا فعله ليس أن نصنع السلاح بل ببساطة علينا أن نتناوله، إن فعلنا هذا، لنا الوعد القائل: " لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا.".
للمزيد من المعلومات حول المعركة الروحية وخصوصاً حول الأسلحة التي أعطانا الله إياها لخوضها موجودة في كورنثوس الثانية 10: 3- 5، فتقول:
كورنثوس الثانية 10: 3- 5
"لأَنَّنَا وَإِنْ كنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ. إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ"

أُخبِرنا مرة أخرى بحرب، ليست حرب جسدية وأسلحتها ليست أسلحة جسدية، فإن لم تكن هذه الحرب جسدية فذلك يعني أنها روحية أي أنها الحرب المذكورة في أفسس 6، حيث نقرأ عن سلاح كامل أعطانا الله إياه للباسه ومقاومة حيل الشيطان، فنتعلم هنا أن الأسلحة التي أعطانا الله إياها لأجل هذه الحرب الروحية ليست جسدية " بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ".
لذلك، بطريقة أو بأخرى نستخلص من الفقرات السابقة أن هناك معركة ليست جسدية بل روحية، تلك حقيقة لا يمكن أن تتغير، إنها حقيقة أعلنها الله في كلمته لأجل منفعتنا، إنها الحقيقة سواء أعجبتنا أم لا، سواء خضنا المعركة ام لا، فحقيقة وجود حرب لا يمكن أن تتغير، الشيء الوحيد المعتمد علينا هو نتيجة المعركة، فإما أن نتجاهلها ولا نلبس سلاح الله فيلتهمنا العدو (بطرس الأولى 5: 8- 9)، أو أن نلبس سلاح الله ونقاوم العدو وفي هذه الحالة سنقدر أن نقاوم بنجاح.
3. الاضطهاد، الضيقات والخلاص

بعدما رأينا الحرب الروحية التي علينا أن نخوضها، فلنمضي قدماً الآن ونرى بعض الأشياء التي قد تتضمنها هذه المعركة عملياً، لأنه من الواضح أنه بما أننا في معركة مع الشيطان فقد يتضمن هذا بعض الأفعال من جانبه، فنقرأ بدءاً من يوحنا 15: 18- 21
يوحنا 15: 18- 21
"«[يسوع متحدثاً إلى التلاميذ] إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ. اُذْكُرُوا الْكَلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلاَمَكُمْ. لكِنَّهُمْ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ بِكُمْ هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي."

كما هو واضح، فأن تكون "في العالم" هو شيء وأن تكون "من العالم" هو شيء آخر. وهذا يتضح من حقيقة أنه على الرغم من وصف التلاميذ ووصفنا نحن أيضاً في يوحنا 17: 11 بأنهم " فِي الْعَالَمِ "، إلا أنه قيل لنا هنا أننا لسنا " مِنَ الْعَالَمِ "، والفرق شاسع حقاً لأن هؤلاء الذين "من العالم" لهم رئيس يختلف كثيراً عن هؤلاء الذين ليسوا "من العالم" أي نحن، من هو الذي يرأس هؤلاء الذين "من العالم"؟ نستطيع أن نعرف هذا من يوحنا 14: 30 حيث قال1 يسوع متحدثاً إلى تلاميذه:
يوحنا 14: 30
"لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ."

وكذلك تقول يوحنا الأولى 5: 19
"نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ."

نحن المسيحيون من الله، فهو رئيسنا وربنا، إلا أنه ليس " رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ"، بل على العكس، كما تقول الفقرة أن العالم كله قد وُضِعَ في الشرير أي الشيطان " إِلهُ هذَا الدَّهْرِ" المذكور في كورنثوس الثانية 4: 3 و" رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ" المذكور في يوحنا 14: 30. لهذا السبب حذرنا يسوع المسيح من اضطهاد العالم. فحفظ كلمته بعض الناس الذين في العالم وتبعوه، وأنكرها آخرون واضطهدوه، هذا هو الحال اليوم أيضاً، سيسمع البعض، مثلنا، كلمة الله، سيؤمنون بها وسينتقلون "مِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ"، بينما سينكرها الآخرون وقد يضطهدوننا2. إلا أن اضطهادنا لا يعني أن نفقد شجاعتنا، كما قال يسوع في يوحنا 16: 33:
يوحنا 16: 33
"قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ»."

أخبرنا يسوع المسيح بكل وضوح أنه سيكون لنا ضيق في هذا العالم، إلا أنه لم يتوقف عند هذا الحد بل شجعنا حتى نثق لأنه قد غلب العالم، وليس هذا فحسب، بل هو الذي غلب العالم موجود فينا الآن، فتخبرنا كولوسي 1: 27:
كولوسي 1: 27
"الَّذِينَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ."

كذلك تقول كورنثوس الثانية 13: 5 في صيغة سؤال:
"أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ؟"
المسيح الذي غلب العالم، هو فيك الآن، كما تقول يوحنا الأولى 4: 4
يوحنا الأولى 4: 4
"أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ."

الذي فيكم أعظم من الذي في العالم، الشيطان. بالطبع سيكون هناك اضطهاد وضيق، فالكلمة واضحة جداً في هذا الشأن، إلا أنها لن تتوقف هناك، ولكن سيكون هناك أيضاً خلاص من الرب، كما قال بولس في تيموثاوس الثانية 3: 10- 12 معطياً شهادته الشخصية:
تيموثاوس الثانية 3: 10- 12
"وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي، وَسِيرَتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَأَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَصَبْرِي، وَاضْطِهَادَاتِي، وَآلاَمِي، مِثْلَ مَا أَصَابَنِي فِي أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَّةَ وَلِسْتِرَةَ. أَيَّةَ اضْطِهَادَاتٍ احْتَمَلْتُ! وَمِنَ الْجَمِيعِ أَنْقَذَنِي الرَّبُّ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ."

من الذي يقول أننا لن نواجه اضطهاداً لأننا مسيحيين؟ ليست هذا هو كلام الله بالطبع، لأن ها هو أمام أعيننا يقول: "وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ"، فلا نحزن إذاً لو حدث وتعرضنا للاضطهاد، لأن الاضطهاد يواجهه فقط هؤلاء السائرون مع الله و" يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ"، هذا بالطبع لا يعني أن كل ما سيكون لنا في الحياة هو الاضطهاد. تحمل بولس ضيقاً كبيراً واضطهادات كثيرة، ولكن كما يقول: " وَمِنَ الْجَمِيعِ أَنْقَذَنِي الرَّبُّ". فالاضطهاد هو وجه العملة والخلاص من الرب هو الوجه الآخر، كما شهد بولس مرة أخرى في بعض الآيات اللاحقة:
تيموثاوس الثانية 4: 16- 18
"فِي احْتِجَاجِي الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. وَلكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ. وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَل رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ. الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ."

الطبيعي هو أن تقف العائلة معك وكل كنيسة الله3 وأن تقف أنت معهم جميعاً، ولكن مع الآسف قد لا يحدث هذا كما توضح الكلمة، إذ أن الأمر يعتمد على سير كل عضو من أعضاء العائلة، سواء كان يسير بالروح (الطبيعة الجديدة) أو بالجسد (الطبيعة القديمة)، وفي حالتنا هذه، انفض الجميع من حول بولس. رجل عمل جاهداً من أجل الله، خادماً شعبه، مقوياً إياهم ومعلناً لهم كلمة الله، خُذِل من الجميع ما عدا واحد، الرب الذي كان هو الوحيد الذي وقف معه، وحقاً إنه الوحيد الذي يجب أن نثق في وقوفه معنا بإخلاص كما وعد في عبرانيين 13: 5- 6
عبرانيين 13: 5- 6
"«لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ:«الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟»"

قد يتخلى عنك الجميع، قد يتركك الكل إلا أن الرب لن يتركك أبداً بل سيخلصك دائماً إن تمسكت به، كما قال بولس بشجاعة: "18وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَل رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ"، وكذلك كما نقرأ في رومية 8: 35- 36:
رومية 8: 35- 36
"مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا."

هل تقول الفقرة السابقة أنه لن يكون هناك ضيق؟ كلا، ما تقوله هو أنه سيعظم انتصارنا في الضيق، و سيحدث نفس الشيء في الجوع والعري والخطر والسيف ... إلخ. من يقول أن كل هذا لن يحدث لأننا مسيحيين؟ ليست هي الكلمة بالطبع، لأن ما تقوله الكلمة هو " فِي هذِهِ جَمِيعِهَا [والتي تعني أنها ستأتي في طريقنا] يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا."
لإنهاء هذا المقال إذاً، هناك حرب روحية علينا خوضها، ونحن لم نُترَك بلا حماية في هذه الحرب بل لنا سلاح الله أو أسلحة الله الروحية. كذلك، نحن لنا إله أعظم من أي أحد وهو متخصص في الخلاص وإخراجنا من أشراك وضيقات العدو. لو أن رئيس هذا العالم تسبب لك في ضيقات، فلا تتعجب، فهذا قطعاً طبيعي وهو يعني أن مملكته لديها مشكلة معك، كن مخلصاً لله في الشدائد لأن بطرس الثانية 2: 9 تقول: "9يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ "4.
تاسوس كيولاشوجلو



الحواشي
1. أنظر أيضاً يوحنا 12: 31، 16: 11.
2. يجب الإشارة هنا إلى أن الاضطهاد قد لا يأتي فقط من العالم بل أيضاً من الناس الذين على الرغم من كونهم لله إلا أنهم يستمرون في السير حسب الجسد (الطبيعة القديمة)، وأعمالهم مذكورة بالتفصيل في غلاطية 5: 19- 21.
3. يتحدث بولس هنا إلى شعب الكنيسة، لم يكن العالم معه أبداً حتى يتركه.
4. بالمقارنة بين تيموثاوس الثانية 3: 2 مع بطرس الثانية 2: 9، تتكون لدينا صورة واضحة فيما يخص اضطهاد الأنقياء، ومن ثم، تخبرنا تيموثاوس الثانية 3: 12 "وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ" تلك هي وظيفة الشيطان: الاضطهاد، ومن ناحية أخرى، تقول لنا بطرس الثانية 2: 9: "يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ" وتلك هي وظيفة الله: الإنقاذ.
 
قديم 03 - 10 - 2015, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 9473 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سقوط سليمان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


من بين هؤلاء الذين على الرغم من سيرهم مع الرب بكل إخلاص في البداية، إلا أنهم انجذبوا بعيداً عنه لاحقاً بالسماح للخطية بدخول قلوبهم، ربما لا يوجد مثال أوضح من مثال سليمان. فهو كاتب لثلاثة أسفار في الكتاب المقدس، وهذا وحده قد يكون كافياً لإظهار كيف كان هذا الرجل حاراً في علاقته مع الرب في البداية. فلقد كانت الحكمة التي أعطاه الرب إياها حقا رائع، كما نقرأ في ملوك الأول 4: 29-30، 34:
ملوك الأول 4: 29-30،34
" وَأَعْطَى اللهُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْمًا كَثِيرًا جِدًّ، وَرَحْبَةَ قَلْبٍ كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ. وَفَاقَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةَ جَمِيعِ بَنِي الْمَشْرِقِ وَكُلَّ حِكْمَةِ مِصْرَ...... وَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ لِيَسْمَعُوا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ الأَرْضِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ."

كذلك كما تخبرنا ملوك الأول 3: 3:
ملوك الأول 3: 3
" وَأَحَبَّ سُلَيْمَانُ الرَّبَّ سَائِرًا فِي فَرَائِضِ دَاوُدَ أَبِيهِ"

أحب سليمان الرب وتبع ما أوصاه به داود أبيه ولكن لم يستمر هذا إلى الأبد. وكما ذكرنا سابقا، أن ما فعلناه بالأمس، لا يضمن ما سنفعله اليوم، فقرارنا بأن نتبع الرب أو لا لابد وأن يتجدد يوما بعد يوم، بل بالأحرى لحظة بلحظة، ومن ثم، فعلى الرغم من اتباع سليما للرب في البداية إلا أنه لم يستمر هكذا للنهاية. انظر ما تخبرنا به
ملوك الأول 1:11- 8:
"وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ مـنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ."

لم يتحول سليمان كلي عن الرب. بل على العكس فهو " لَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامً"، أو بمعنى آخر هو لم يكن بارداً، ولم يكن حاراً كذلك، لكنه كان فاتراً حيث فضل أن يتبع الجسد وشهواته عن أن يتبع الرب ووصاياه. ويظهر لنا رد فعل الرب تجاه هذه التغييرات التي طرأت على قلب سليمان في ملوك الأول 11:
ملوك الأول 11: 9- 12، 14، 23، 26
"فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا.......... وَأَقَامَ الرَّبُّ خَصْمًا لِسُلَيْمَانَ: هَدَدَ الأَدُومِيَّ، كَانَ مِنْ نَسْلِ الْمَلِكِ فِي أَدُومَ........... وَأَقَامَ اللهُ لَهُ خَصْمًا آخَرَ: رَزُونَ بْنَ أَلِيدَاعَ، الَّذِي هَرَبَ مِنْ عِنْدِ سَيِّدِهِ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ،..........وَيَرُبْعَامُ بْنُ نَابَاطَ، أَفْرَايِمِيٌّ مِنْ صَرَدَةَ، عَبْدٌ لِسُلَيْمَانَ............. رَفَعَ يَدَهُ عَلَى الْمَلِكِ."

على الرغم من أن الرب وبخ سليمان، إلا أنه لم يتغير، بل على العكس، بالاستمرار في القراءة سنراه محارباً حتى نبوات الله المتعلقة بسقوط مملكته (ملوك الأول 40:11)! مثل سليمان هذا يرينا ما يمكن أن يحدث لرجل الله عندما يسمح للعالم بأن يعيش فيه، فسريعاً ما سيعبد ما يعبده العالم.
حالة سليمان هذه ليست هي الحالة الوحيدة التي يكون فيها الإنسان حاراً مع الرب ثم يصبح فاترا، إذ سقط الكثيرون ولا يزالوا يسقطون في نفس الفخ. وهذا ما تقوله لنا كورنثوس الثانية 13: 5 التي تدعونا قائلة: "جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟". ولهذا تتحدث تيموثاوس الأولى 6: 10 لهؤلاء الذين لأجل "مَحَبَّةَ الْمَالِ .......... ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ" (أنظر أيضاً تيموثاوس الأولى 1: 5- 7، 19- 20، 4: 1، 5: 8) ولهذا أيضاً تكلم يسوع لأجل الكنيسة الفاترة (رؤيا 6:3). فإن محبة العالم تحل محل محبة الآب وحقيقة كوننا في الإيمان (لو كنا كذلك) اليوم لا يضمن أننا سنكون في الإيمان غداً أيضاً. كما تقول يوحنا الثانية 8: "8انْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ، بَلْ نَنَالَ أَجْرًا تَامًّا."
 
قديم 03 - 10 - 2015, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 9474 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"وقف الرب معه..."

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نقرأ في أعمال الرسل 19: 17 - 20 عن الفرح الذي صار في أفسس بخصوص كلمة الله:
أعمال الرسل 19: 17- 20
"وَصَارَ هذَا (أنظر الآيات 13 - 16) مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ الْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي أَفَسُسَ. فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى جَمِيعِهِمْ، وَكَانَ اسْمُ الرَّبِّ يَسُوعَ يَتَعَظَّمُ. وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ، وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ السِّحْرَ يَجْمَعُونَ الْكُتُبَ وَيُحَرِّقُونَهَا أَمَامَ الْجَمِيعِ. وَحَسَبُوا أَثْمَانَهَا فَوَجَدُوهَا خَمْسِينَ أَلْفًا مِنَ الْفِضَّةِ. هكَذَا كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ تَنْمُو وَتَقْوَى بِشِدَّةٍ."

نمت كلمة الرب وقويت بشدة في أفسس، فكان الكثيرون يرجعون إلى الرب وعظم اسمه، وكان السحرة يحرقون كتبهم أمام الجميع، ثم تأتي الآية 21
أعمال الرسل 19: 21
"وَلَمَّا كَمِلَتْ هذِهِ الأُمُورُ، وَضَعَ بُولُسُ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ بَعْدَمَا يَجْتَازُ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ يَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، قَائِلاً:«إِنِّي بَعْدَ مَا أَصِيرُ هُنَاكَ يَنْبَغِي أَنْ أَرَى رُومِيَةَ أَيْضًا»."

كانت أورشليم هي المكان التالي الذي ذهب إليه بولس بعد مكدونية وأخائية، في الحقيقة، كما تخبرنا أعمال الرسل 20: 16، أنه كان من الضروري بالنسبة له أن يكون هناك قبل يوم الخمسين، ومن ثم، اتخذ الطريق إلى أورشليم ماراً باليونان. وكان في هذه الرحلة، بغض النظر عن صحبة الأخوة، سائراً أيضاً برفقة الروح القدس والذي كان ينصحه في الكثير من محطات رحلته.
في ميليتس
أعمال الرسل 20: 22- 23
"وَالآنَ هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدًا بِالرُّوحِ، لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِي هُنَاكَ. غَيْرَ أَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلاً: إِنَّ وُثُقًا وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي."

في صور
أعمال الرسل 21: 4
"وَإِذْ وَجَدْنَا التَّلاَمِيذَ مَكَثْنَا هُنَاكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكَانُوا يَقُولُونَ لِبُولُسَ بِالرُّوحِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ."

في قيصرية
أعمال الرسل 21: 10- 14
"10وَبَيْنَمَا نَحْنُ مُقِيمُونَ أَيَّامًا كَثِيرَةً، انْحَدَرَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ اسْمُهُ أَغَابُوسُ. 11فَجَاءَ إِلَيْنَا، وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ، وَرَبَطَ يَدَيْ نَفْسِهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَ:«هذَا يَقُولُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَهُ هذِهِ الْمِنْطَقَةُ، هكَذَا سَيَرْبُطُهُ الْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي الأُمَمِ». 12فَلَمَّا سَمِعْنَا هذَا طَلَبْنَا إِلَيْهِ نَحْنُ وَالَّذِينَ مِنَ الْمَكَانِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 13فَأَجَابَ بُولُسُ:«مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ تَبْكُونَ وَتَكْسِرُونَ قَلْبِي، لأَنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ، بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ». 14وَلَمَّا لَمْ يُقْنَعْ سَكَتْنَا قَائِلِينَ:«لِتَكُنْ مَشِيئَةُ الرَّبِّ»."

على الرغم من أن الفقرة الأولى والثالثة من الفقرات السابقة لا توضح ما إذا كان إرشاد الرب هو الذهاب إلى أورشليم أم لا، إلا أن الفقرة الثانية لا تدع مجالاً للشك: فما كان يقوله له التلاميذ بالروح هو أن لا يذهب إلى أورشليم. لم يكن هذا رأي التلاميذ، بل كان رأي الروح القدس. إلا أن بولس، على الرغم من هذه التحذيرات، أصر على الذهاب، نحن لا نعلم أسبابه، ومع ذلك، يبدو أنه قد اتخذ قراره منذ أعمال الرسل 19: 20 وتبع قراره على الرغم من التحذيرات التي كان يتلقاها، فقد أراد أن يكون هناك بغض النظر عن ثمن ذلك، وقد كان، فتخبرنا الآيات 17: 26
أعمال الرسل 21: 17- 26
"17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ، وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئًا فَشَيْئًا بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ:«أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا، وَهُمْ جَمِيعًا غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الأُمَمِ الارْتِدَادَ عَنْ مُوسَى، قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذًا مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَال أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ، لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَال عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ، فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ، بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضًا حَافِظًا لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الأُمَمِ، فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئًا مِثْلَ ذلِكَ، سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبحَ لِلأَصْنَامِ، وَمِنَ الدَّمِ، وَالْمَخْنُوقِ، وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ، وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ، مُخْبِرًا بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ، إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ."

لم يكن الوضع في أورشليم مناسباً بالنسبة لبولس، وكان يعقوب والمشايخ يمجدون الرب من أجل كل ما حدثهم به بولس، وأروه أيضاً آلاف اليهود الذين آمنوا ولكنهم كانوا لا يزالوا غيورين على الناموس. أما بالنسبة لهؤلاء الناس، فقد كان بولس رسول النعمة مثله مثل الملحدين، فسمعوا بتعاليمه وسيأتون الآن معاً للقبض عليه. وبمعرفة ما سيحدث، أخبر شيوخ الكنيسة بأورشليم بولس أن يُظهِر بوضوح أنه يتبع الناموس ("بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضًا حَافِظًا لِلنَّامُوس") وفي نفس الوقت أخبروه أنهم قد أرسلوا إلى الأمم ألا يحفظوا شيئاً من هذه، وعلى الرغم من أن بولس قد اتبع إرشاداتهم إلا أنه لم يتفادى هذا الصراع، إذ وجده اليهود:
أعمال الرسل 21: 30- 32
"30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا، وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ. 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَرًا وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رأَوْا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ."

اضطربت المدينة كلها، فكان بولس بين يدي اليهود الذين كانوا يبتغون قتله، وفي الحقيقة كانوا سيفعلون ذلك لو لم يكن الرومان قد تدخلوا، وبعد بعض الاضطراب، طلب بولس من أمير الكتيبة أن يسمح له بالتحدث إلى الشعب، فتعطينا أعمال الرسل 22: 1- 21 شهادته لهم، والتي يصف فيها نفسه في الماضي وكيف قابل الرب يسوع.
أعطى بولس شهادته بشجاعة أمام الجموع الغاضبة، والذين صاروا الآن ينادون بموته. فأحضره الأمير إلى الكتيبة وفي اليوم التالي نادى رؤساء الكهنة والمجمع وقدمه لهم، إلا أن هذا تسبب مرة أخرى في نزاع.
أعمال الرسل 23: 10
"10وَلَمَّا حَدَثَتْ مُنَازَعَةٌ كَثِيرَةٌ اخْتَشَى الأَمِيرُ أَنْ يَفْسَخُوا بُولُسَ، فَأَمَرَ الْعَسْكَرَ أَنْ يَنْزِلُوا وَيَخْتَطِفُوهُ مِنْ وَسْطِهِمْ وَيَأْتُوا بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ."

قبل أن نمضي قدماً، دعونا نفكر للحظة في نتائج هذه الرحلة وفي ما حدث حتى الآن. قرر بولس الذهاب إلى أورشليم بعد الإنجازات المفرحة في أفسس، مع أنه كان يعلم أن الاضطهاد والقيود تنتظره هناك، وعلى الرغم من أن هناك أوقاتاً حيث لا يمكن تفادي الاضطهاد والقيود وسفك الرجال دمائهم من أجل الرب (مثل اسطفانوس ويعقوب وآلاف الشهداء الآخرين) إلا أن في حالتنا هنا، تكلم الرب مع بولس في هذا الشأن وأخبره بوضوح أن لا يذهب إلى أورشليم (أعمال الرسل 21: 4: "4وَإِذْ وَجَدْنَا التَّلاَمِيذَ مَكَثْنَا هُنَاكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكَانُوا يَقُولُونَ لِبُولُسَ بِالرُّوحِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ."). ولكنه استمر، ولا نعرف ما كان يفكر فيه ولماذا كان ضرورياً بالنسبة له أن يذهب إلى أورشليم، بالتأكيد لم يرد أن يذهب إلى هناك لمجرد الزيارة، كان هناك شيئاً خطيراً وعاجلاً والذي جعله أن يسافر كل هذا الطريق من اليونان إلى أورشليم وطرح التحذيرات التي كان يستقبلها جانباً، ثم قابل في أورشليم شيوخ الكنيسة المحلية، وبعد الفرح الأولى لكل ما حدث من خلال كرازة بولس، أروه آلاف اليهود الذين آمنوا ولكنهم كانوا لا يزالوا غيورين على الناموس، وفي الحقيقة اقترحوا عليه أن يدعي بأنه لا يزال يحفظ الناموس حتى يتفادى قبض اليهود عليه، بينما أكدوا له في نفس الوقت أنهم أرسلوا إلى الأمم ألا يحفظوا أياً من هذه. وبعد هذا، يأتي دعم الكنيسة، على الأقل بقدر ما يظهر هذا الدعم في صفحات الكتاب المقدس، فهو بالأحرى غير موجود، فبولس يواجه شعبه وحده وأنقذ من الموت بتدخل الرومان. ففي أعمال الرسل 23: 10 نجده في المعسكر، أعتقد في سجن هناك. ها هو الرجل الذي فعل الكثير من أجل البشارة، الرجل الذي سافر مئات الكيلومترات من أجل كلمة الله والذي خاطر بنفسه أكثر من أي إنسان آخر، ها هو وحيداً في السجن، منبوذ من قِبَل الجميع، من كل الناس فيما عدا الرب.
أعمال الرسل 23: 11
"11وَفِي اللَّيْلَةِ التَّالِيَةِ وَقَفَ بِهِ الرَّبُّ وَقَالَ:«ثِقْ يَا بُولُسُ! لأَنَّكَ كَمَا شَهِدْتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ، هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضًا»."

وقف به الرب... فقط قبل بضع سنين، اضطهِد الرب ذاته في نفس المدينه من قِبَل نفس الشعب، وسُلِّم أيضاً إلى الرومان. ومثل بولس في ذلك اليوم، أُحضِر أمام المجمع وكان منبوذاً أيضاً من قِبَل الجميع. ها هو الرب يسوع المقام، آتياً لمقابلة الرسول المحبوس المعذب، والذي دعاه بمحبة قبل سنوات عديدة. جاء الرب يسوع لمقابلة بولس، وَقَفَ بِهِ كما يقول النص. ربما قد نسيه الجميع ولكن الرب كان هناك، لم يقل له الكثير، فقط جملة واحدة كاملة: " ثِقْ يَا بُولُسُ! لأَنَّكَ كَمَا شَهِدْتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ، هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضًا". ولو كنا ذهبنا إلى بولس في مثل هذه الظروف، وأنا أشك، أو لو أننا كنا نناقش قضيته لقال الكثيرين منا: "هذا شيء يثير الشفقة، ولكن الرب حذره، فقد حذره من المجيء إلى أورشليم ولكنه جاء، والآن، عليه أن يتحمل العواقب." نحن نتسرع في الحكم والإدانة، فإن سقط أحد، كثيراً ما تشبه كلماتنا كلمات الحكم والإدانة أكثر مما تشبه كلمات الشفقة، إلا أن الله لم يعيننا حكاماً، فما يريدنا أن نتصف به وأن نظهره هو الرحمة والنعمة والمحبة عوضاً عن الكلام اللاذع والجمل مثل "قد أخبرتك بهذا". وهذا هو ما يفعله هنا، فهو يقف بجانب بولس الوحيد، ولم يشر إلى شيء مثل "قد أخبرتك". بل على العكس باركه. كأنه يقول له "أهنئك يا بولس على وقوفك أمام كل أورشليم وشهادتك لي." فهو لم يطلب منه أبداً أن يذهب إلى أورشليم. إلا أن هذا ليس هاماً، فما هو مهم بالنسبة للرب الآن هو أنه شهد له حتى هناك، هنأه الرب وأعطاه خطة ورؤيا للمستقبل: " كَمَا شَهِدْتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ، هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضًا"، أنا لا أعرف ماذا كانت خطة الرب الأولية، ولكن مهما كان ذلك، ألا يقدر أن يجعل ذلك ممكناً مرة أخرى؟ وبالفعل، ذهب بولس إلى الرومان وشهد للرب كما قال، فوقف أمام ملوك كما أخبره يسوع في البداية (أعمال الرسل 9: 15)، كان من الممكن أن يتحرر في كثير من المواقف، ولكن الرب لم يفعل ذلك، ففي السجن كتب الكثير من رسائله، واجترأ الكثيرين على التكلم بالكلمة، متشجعين من وثقه (فيليبي 1: 12- 18). كانت كرازة بولس مثمرة على الرغم من وجوده في السجن، وكان هذا بسبب وجود الرب معه. ليس مهماً اين أنت، بل المهم هو وجودك مع الرب اينما تكون. لأنك إن كنت مع الرب، ستأتي بثمر. فعلى الرغم من أن الكثيرين هجروا بولس، إلا أن الرب كان معه، وكتب إلى تيموثاوس قائلاً:
تيموثاوس الثانية 4: 16- 17
"16فِي احْتِجَاجِي الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. 17وَلكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ."

الكل هجره إلا الرب، فلنضع هذا في أعماق قلوبنا، قد تكون هناك أوقاتاً في الحياة المسيحية حيث نكون وحيدين، يدعمنا القليلين أو لا يدعمنا أحد، فلا نفقد حماستنا أو نغضب من هذا. فعلى الرغم من أن الجميع قد تركوه، إلا أن هناك شخص واحد لم يتركه أو يتخلى عنه أبداً، فهناك شخص واحد بجانبك دائماً حتى الآن. هناك شخص واحد يتقرب منك ليس لإدانتك على أخطاء الماضي ولا للحكم عليك بل ليشجعك ويقول لك " تَشَجَّعُ! أَنَا هُوَ"
عبرانيين 13: 5- 6
"لأَنَّهُ قَالَ:«لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» 6حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ:«الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟»"
 
قديم 03 - 10 - 2015, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 9475 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"الله لديه خطة لحياتك وهذا هو الأفضل"


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعلم جميعنا أو على الأقل البعض منا قصة بني إسرائيل، فلقد قضوا 40 سنة حتى يدخلوا أرض الموعد في رحلة لا تستغرق سوى بضعة أسابيع. وربما نعرف أيضاً أن كل هذا التأخير كان تقريباً بسبب عصيانهم وتمردهم على الرب. عندما حان الوقت لدخول الأرض، خافوا أن يدخلوا وتراجعوا فكلفهم هذا 40 سنة أخرى (!!) لدخول الأرض، ثم نجح في هذا اثنين فقط من الشعب من الجيل الذي غادر مصر، حيث مات جميعهم في البرية وكان أطفالهم هم من دخلوا مكانهم. لن نركز في هذا المقال على إيضاح هذا العصيان، على أية حال لم تكن خطة الله لهم في البداية أن يقضوا 40 عام في البرية لكنه أيضاً لم يقد شعبه من خلال أقصر الطرق. نجد الغفرة المتعلقة بالموضوع في سفر الخروج 17:13-18 حيث نقرأ:
خروج 13: 17- 18
"وَكَانَ لَمَّا أَطْلَقَ فِرْعَوْنُ الشَّعْبَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ مَعَ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ، لأَنَّ اللهَ قَالَ: «لِئَلاَّ يَنْدَمَ الشَّعْبُ إِذَا رَأَوْا حَرْبًا وَيَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ». فَأَدَارَ اللهُ الشَّعْبَ فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ بَحْرِ سُوفٍ. وَصَعِدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُتَجَهِّزِينَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ".

ما أدهشني في هذه الآيات هو حقيقة أن الرب لم يقد الشعب من خلال أقصر الطرق لكنه فضل طريقاً أطول قليلاً. نذهب أحياناً في رحلة متوقعين أن تستغرق "X" من الوقت مثلاً، ونتوقع أحياناً أننا سوف نحصل على وظيفة في سن "X" وسوف نتزوج في سن "XX" وسوف ننجب الطفل الأول في سن "XXX" وسوف نعيش XXXX"" سنة، قد تكون هذه الخطة غير منطقية، قد نكون خططنا لهذه الأمور كما نراها حولنا في عالمنا، والطريقة هذه التي خططنا بها قد تكون على ما يرام بل وقد تنجح بهذه الطريقة، لكنها لا تنجح دائماً بهذه الطريقة على الأقل لم تنجح في حالة بني اسرائيل، ويمكن أن لا تنجح معي في بعض الأمور ويمكن أن لا تنجح معك أيضاً. أحيانا يمر الوقت بنا وتنجرف حياتنا بعيداً عن توقعاتنا، ربما نتساءل عما نفعله في هذه البرية، التي تشبه " برية البحر الأحمر". لوكنت قد قلت لي منذ بضع سنوات أني سأكون في ألمانيا أعمل هذا العمل الذي أعمله الآن لكنت قد قلت لك "هذا مستحيل لأن ذلك بالكامل خارج خطتي" فلقد خططت لحياتي بطريقة مشابهة لخطتك، لكنها لم تتحقق كذلك. فلقد تحققت بطريقة أفضل كثير على الرغم من انها لم تبدو كذلك لبعض الوقت، إذ بدت مروعة في الواقع، بدا وكأنه لا شيينجح على الإطلاق! لكني تمسكت بكلمة الله بغض النظر عن أحداث حياتي المختلفة وفي الوقت المناسب ظهرت وتحققت خطة الله في حياتي وبالحق كانت الأفضل! وكانت أبعد من توقعاتي! وربما يحدث نفس الشيء معك أيضاً: قد تتساءل لماذا لا تزال منتظراً تحقيق شيئا اعتقدت انه أبسط شيء في العالم، وعلى الجانب الاخر ربما يحدث معك أشياء لم تكن لتتخيل أن تحدث معك. ربما تكون قد خططت لحياتك مثلما خططت انا لحياتي .... وربما تكون قد خططت لحياتك مثلما خطط بني اسرائيل لحياتهم .... لكن لدي لك أخباراً سارة: الله هو الذي يقود. أحيانا تأتي مرحلة البرية بسبب العصيان، وأنا لا أريد أن أتكلم عن ذلك اليوم كما أتمنى أن لا تكون أنت بصدد هذه المرحلة، ولكن إن كنت كذلك، فالحل هو الطاعة. "8اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ" (يعقوب 8:4)، ولم يكن هذا هو الغرض من هذه المقالة، فالغرض هو عدم تحقق التوقعات، في الحالات التي يبدوا فيها تأخر الله، فنحن نقول " يا الله أنا أتوقع منك أكثر جداً مما أطلب أو أفتكر، تمر السنين ولا أرى استجابة لصلاتي"، عندها يجيبك الله بمثل الأرملة الذي قاله الرب في (لوقا 1:18- 5): "لا تستسلم وتترك صلاتك فأنا لا أتخلى عنك". نقول لله "يا الله، قد كتبت لنا عن الأمل المؤجل... الذي يمرض القلب، والآن يبدو وكأنك تتصرف كما لم تكتب عن ذلك أبداً"، فيرد الله "كن صبورا"، أخي، ما يخبرك به الله اليوم هو: "كن صبورا"، اتبع خطى الرب وثق فيه وهو سيجري لك أمورك بل وسيعطيك سؤل قلبك على الرغم من أن هذا قد لا يكون ما يقوله عقلك، قد تمر سنوات وسنوات وأنت تتخلى عن أحلامك ورغباتك الإلهية، ولكني أود أن أشجعك لتنهض، فالله لا يمكن أن يتخلى عنك، فالإله الذي عرفته وآمنت به هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد فالله لا يتغير أبد (يعقوب17:1). الإله الذي أجرى العجائب أمام فرعون هو نفسه الذي يقودك في البرية أيضاً، فلا تستسلم معترفاً بهزيمة ل مجال لها! إذا شعرت أن الله لا يتمم ما قد وعدك به سريعا ثق أن ذلك لأنه يحبك، ولأن الوقت لم يحن بعد، أعلم أن اهتمام الله الأساسي هو أنت! فلم يكن اهتمامه أن يصل بني إسرائيل إلى أرض الموعد خلال بضعة أسابيع وإنما كان اهتمامه الأساسي هو بني إسرائيل أنفسهم. إذا قرأت بتمعن خروج 17:13-18 وكأن الله مرتاب. فالله ليس آلة ولا إنسان آلي لكنه الشخص الذي يفكر ويدبر فهو يفكر فيك وفي الأفضل لك. في حالة بني إسرائيل هذه لقد أعرب الله عن قلقه من أنه إذا ذهبوا من خلال أقصر طريق ربما يروا الحرب فيرجعون ثانية إلى أرض مصر!! عزيزي ثق أن الله يفكر ويهتم بك وقد تؤدي أقصر الطرق إلى أشياء قد لا تقدر على التعامل معها. وهل فكرت يوماً في أنه لو تحقق كل شيء مثلما خططت له، هل كان سيؤدي بك هذا إلى العودة مجددا إلى مصر أو إلى العالم؟ أنت لا تعرف وأنا لا أعرف ما لنفسي أيضاً. لكنني أعرف شيئاً واحداً وهو أنه مهماً كان وما معي والمكان الذي أقف فيه الآن فهو الطريق الذي اختاره الله لي لأحياه، ولي في هذا سلام لأن الله يقود الطريق ويختار فقط ما هو أفضل بالنسبة لي والأفضل هذا هو أن نكون بالقرب منه حتى لو كان الطريق أطول بعض الشيء.
في النهاية ربما لا يكون مسار حياتك مثلما خططت له، لكني أستطيع أن أخبرك أنه يحدث مثلما خطط الله له، أنه يحدث مثلما فكر الله لأجلك، وكونه كذلك فهو الأفضل، انهض وسر في طريقك، لا تهتم بالغد واستمر تاركا الله ليقود حياتك إلى ما يعرفه أنه الأفضل لك، لا تتركه فإنه لا يتركك أبدا.
 
قديم 03 - 10 - 2015, 04:56 PM   رقم المشاركة : ( 9476 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"الغفران غير المحدود ومثل المدين بعشرة آلاف وزنة"




حدث مؤخراً أن كانت لي مشاجرة مع شخص ما ولم تكن المرة الأولي التي يحدث فيها ذلك وكنت أتسائل:" لا يمكن أن يظهر نفس السلوك في كل مرة أقابل فيها هذا الشخص"، كنت مستاء جداً وقتها وقلت للرب خلال خلوتي الصباحية: "هذا الأمر يتكرر وأنا لا أقدر أن أتحمل" ثم وبشكل مفاجيء جاءني الجواب التالي :"لقد فعلت نفس هذه الخطايا مراراً و تكراراً و أنا أغفر لك"، بالتأكيد سكت علي الفور إذ أنني لم استغرق وقتاً طويلاً حتي تذكرت نفس الخطايا التي تكررت مراراً علي مر السنين، وعندما كنت أذهب للرب ليس بالدموع وليس بالكثير من التثاقل ولكن بالشعور البسيط بالأسف وكأن شيئاً لم يحدث طالباً منه أن يغفر لأنه ... كان عليه أن يفعل هذا. تعلمون أننا خلقنا علي صورة الله (تكوين 26:1) لذا إن جُرحت عندما يخطيء أخوك إليك فاعلم أن الرب يُجرح أيضاً عندما تخطئ أنت إليه (أنت أو أخوك)، لا يهم ما إذا كان سلوكك يؤثر على أي إنسان أو لا، وبغض النظر عن ما إذا كانت هذه الخطية تجاه إنسان آخر، لكنها تجرح الله دائماً، وهو يغفر لنا باستمرار!
غفران بلا حدود

لاحقا وخلال التفكير في هذه الحادثة مرة أخري ذكرني الرب بمثل المدين بعشرة آلاف وزنة. وقبل أن نذهب لهذا المثل، دعنا نقرأ بتأمل في متي 15:18-22:
متى 18: 15-22
"وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ. وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ». حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ:«يَارَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» قالَ لَهُ يَسُوعُ:«لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ".

الفقرة التي تلت رد الرب علي بطرس هي مثل المدين بعشرة ألاف وزنة. لكن كما نري فإن الآيات السابقة تحدثنا عن الغفران وفيها يوضح لنا يسوع ما يجب فعله عندما يخطئ أخ إلينا، وفيها أيضاً يسأل بطرس عن عدد المرات التي يجب أن يغفرا فيها لأخيه. لابد له وأن فكر في هذا ـ ربما ربما مثلما فكرت أنا والكثيرين منا -:"حسناً يا رب ... لو أخطأ إليّ هذا الأخ، أستطيع أن أغفر له في المرة الأولي وكذا المرة الثانية وحتي المرة الثالثة ... يجب أن أعطيه المزيد من الفرص، لكن بعد بعض الوقت سيكون هذا كافياً! أنا أعني أنني قد أعطيته العديد من الفرص لكنه استمر في تكرار نفس الخطأ لذا لا أستطيع أن أتحمل هذا أكثر من ذلك فأنا بالفعل أعطيه ما يكفي من الفرص ليتغير". فبالنسبة لبطرس 7 مرات كافية وفي حالة تكرار نفس الخطأ أكثر من سبع مرات ربما لا يعطي أخيه فرصة أخري وسيقول هذا يكفي. تخيل لو اتبع الرب معنا نفس المبدأ! تخيل لو كان له حد معين يقول عنده:"حسنا أيها الرفقاء الصغار... اكتفيت منكم، لا أستطيع أن أتحملك وتحمل شخصيتك أكثر من ذلك. لقد أعطيتك فرص كافية وها قد نفذت، لذا اخرج من هنا الآن!". ولحسن الحظ فإن الرب لا يفعل معنا هذا! فالله إله غفور، فهناك خطية واحدة لا تغفر وهي خطية التجديف وغير ذلك من الخطايا تغتفر ولا حدود لمرات الغفران. دعنا نقرأ في يوحنا الأولى 1: 8- 10، 2: 1- 2 تقول الكلمة:
يوحنا الأولى 1: 8-10، 1:2-2
"إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. إِنْ قُلْنَا: إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِبًا، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا". "يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا".

تقول لنا الكلمة هذا حتى لا نخطئ ولكن إن أخطأنا إلي الله واعترفنا له بخطايانا فهو أمين وعادل حتي يغفر لنا! ولنا فيه غفران غير محدود! إنه ليس "إلي 7 مرات وينتهي الأمر بعد ذلك!" ولا يوجد "لا أستطيع تحملك أكثر من ذلك بسبب هذا !" وليس "اكتفيت منك ومن خطاياك!"، في الرب لنا غفران لا نهائي. وأعتفد أن هذخ هي أحد أروع البشائر في الإيمان المسيحي! وهذا هو السبب الذي جعل الرب يرد علي بطرس قائلاً له " لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ " بمعني" ليس هناك حد يا بطرس، فكما يغفر لك الآب يجب عليك أنت أن تغفر لأخيك" وكما لا يوجد غفران محدود من أبينا لخطايانا كذلك أيضاً يجب أن يكون لنا غفران غير محدود لخطايا إخوتنا تجاهنا. عندما تعتقد أنك لا تستطيع أن تغفر لأخيك أكثر من ذلك، من فضلك فكر في آلاف المرات التي غفر لك الله فيها وسيغفر لك وبعدها أعتقد أنك ستغير رأيك.
مثل المدين بعشرة ألاف وزنة

حدث وأن أعطانا الرب مثل المدين بالعشرة آلاف وزنة في هذا السياق المتحدث عن الغفران غير المحدود تجاه بعضنا البعض. وأعقب هذا المثل مباشرة حديث الرب مع بطرس الذي ورد في الآيات 23-35 من متي 18:
متى 18: 23-35
"لِذلِكَ [تربط هذه الكلمة المثل مباشرة بالكلام الذي قاله الرب لبطرس عن الغفران] يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ. فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. وَلَمَّا خَرَجَ ذلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِدًا مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ، كَانَ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِني مَا لِي عَلَيْكَ. فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدًّا. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟. وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. فَهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَّلاَتِهِ".

كلمه "لذلك" التي بدأ الرب بها المثل تربطه بكلام الرب في الآيات 15-22عن الغفران. جلب الرب هذا المثال إلى ذهني كما أعطاني أيضاً التفسير التالي: الملك هو الله، وصاحب العشرة ألاف وزنه هو أنا، المدين الذي أقترض مني 100 دينار هو أخي الذي أخطأ إلي، والوزنات هي الخطايا. خطاياي تجاه الله تعد بالملايين فهي كثيرة جداَ، يوما بعد يوم، نفس الخطايا مراراً وتكراراً، أذهب إلي الله لطلب المغفرة وهو يغفر لي، فيطهرني دم يسوع المسيح من كل خطاياي، ويغفر الله كل ذنوبي القديمة كما يغفر الجديدة أيضاً حتى أستطيع أن أعيش يوماً بعد يوماً " بدون ديون"!! لكن الآن هذا الزميل، أخي، يأتي ويخطيء إليَّ وبدلا من التفكير" أنا مدين إلي الله أيضا وهو يغفر لي ويسدد ديوني كل يوم لذلك سأفعل نفس الشئ مع أخي" أقول "لا، أنا لا أستطيع أن أعفو عنك، لقد أكتغيت منك ولن أغفر لك هذا، دع هذا الأخ في السجن، ألقه خارجا لا أريد أن أعرفه أكثر من ذلك" (أو بلهجة أكثر دهاء "سأجعل هناك مسافات بيني و بينه"). عندما نتصرف كذلك نكون قد نسينا كم غفر الله لن! وليس هذا فحسب ولكن بمحاكمتنا لأخوتنا ندعو إلي حكم الله في حياتنا، أنظر ما قاله الرب:
متى 18: 32-35
"فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟. وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. فهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَّلاَتِهِ"

فعندما تتصرف كالقاضي وتحكم على أخيك بدلاً من أن تغفر له، فأنت تدعو بذلك إلى حكم الله علي حياتك وعلى خطاياك! لقد كان يسوع واضحاً جداَ حينما قال:" فهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ "! ما يقوله يسوع هو: "احذر أنك إذا عاملت أخوك المخطئ إليك بمثابة قاض، توقع أن يبدأ الله في التعامل معك كقاض علي خطاياك أنت أيضاً، فتوقع العقاب بدلاً من الصفح! وقد "تُلقى في السجن" بدلاً من الحياة الخالية من الديون، وقد لا تحب ذلك ولكن هذا ما سيحدث!
الغفران: مراجع أخري

هنا بعض المراجع الأخري وخاصة لمن يمتع منا بغفران الله ويجد صعوبة في مسامحة الآخرين:
متى 6: 12-15
"وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَ. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ".

مرقس 11: 25-26
"وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَّلاَتِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ".

لوقا 6: 36-38
"فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيمٌ. «وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ".

ماذا لو توقف الله عن مسامحتك؟ هذا رهيب أليس كذلك! ماذا لو بدأ الله في الحكم علي خطاياك؟ أمر فظيع! حسنا، هذا ما سيحدث عندما لا نغفر للآخرين بل نكتم في قلوبنا الخطايا والآلام التي قد يسببوها لنا، رافضين مسامحتهم. إن كنا لا نغفر فلن يغفر لنا، ان كنا نصدر أحكاماً، فربما إذاً نجد الله مصدراً أحكاماً علي خطايانا أيضاَ! من يريد هذا؟ بالتأكيد ليس أنا!
أفسس 4: 32
"وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ"

أيضاً كولوسي 3: 13
"مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضً".

إذا كنت تبحث عن مقياس للغفران، هنا مقياس جيد لك:" تماماً مثلما غفر لك الله في المسيح"، "مثلما غفر لك المسيح كذلك يجب أن تفعل أنت أيضاً".
الخلاصة

الغفران ليس اختياراً لكنه أمر حتمي، فالخطية هي حقيقة واقعية وكما يخطئ البعض إلينا كذلك نحن أيضاً نخطىء إلى الآخرين وإلى الله أيضاً. عندما يصعب عليك الغفران وتصادف سلوكيات وخطايا متكررة، فكر في مغفرة الله، فكر في كم المرات التي غفر لك فيها والتي سيظل يغفر فيها. نحن جميعاً مدينين بعشرة آلاف وزنة والمستحق لنا هو مجرد بضعة سنتات، فاتركها إذاً! اغفر لهم!
 
قديم 03 - 10 - 2015, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 9477 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السبـاق، والجهـاد والحـرب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نقرأ في عبرانيين 1:12-3:
عبرانيين 12: 1-3
"لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ".

نحن مدعون في هذا المقال أن نحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى يسوع رئيس إيماننا ومكمله، تقدم هذه الفقرة طريق مسيحيتنا، وحياتنا المسيحية، كسباق يجب علينا أن نحاضره:
1. بالصبر، وأيضاً
2. ناظرين إلى يسوع رئيس إيماننا ومكمله.
يتحدث بولس مرة أخرى في موضع آخر – في فيلبي هذه المرة–عن هذا السباق، حيث نقرأ:
فيلبي 3: 12-14
"لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضًا الْمَسِيحُ يَسُوعُ. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ،أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَلْيَفْتَكِرْ هذَا جَمِيعُ الْكَامِلِينَ مِنَّا، وَإِنِ افْتَكَرْتُمْ شَيْئًا بِخِلاَفِهِ فَاللهُ سَيُعْلِنُ لَكُمْ هذَا أَيْضًا"

لم يحسب بولس نفسه أنه قد نال جائزة السباق، لكنه كان يرفض تلك الأشياء التي كانت تعيقه ساعيا تجاه الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع. كان هناك غرض لتحقيقه، وجائزة تُستَلم. لم يحسب بولس نفسه أنه استلم هذه الجائزة، لكنه ركز بحياته لينال هذه الجائزة. لقد اتفق غرضه المراد مع غرض دعوة الله العليا في المسيح يسوع.
يتحدث بولس مرة أخرى عن السباق والجائزة في كورنثوس الأولى 24:9-27، فنقرأ:
كورنثوس الأولى 9: 24-27
"أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُو. وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى. إِذًا، أَنَا أَرْكُضُ هكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لاَ أَضْرِبُ الْهَوَاءَ. بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا."

كان بولس يركض في الميدان لينال إكليلا لا يفنى، كانت حياته موجهة نحو هذا الغرض أن ينال إكليلاً لا يفنى من يدي الرب. لم يسمح لأي شيء آخر أن يتعارض مع هذا الغرض، لم يركض في عدم يقين، بل كان يعرف هدفه، وكان متأكد أن الجائزة في انتظاره، مثل الرياضيين المدربين أنفسهم واضعين في أذهانهم هدف الفوز بالسباق، كذلك كان بولس يدرب جسده، منتبهاً حتى لا يرفض. السباق الذي كان يركض فيه بولس لم يكن لبولس فقط، وإنما نركض نحن أيضاً في نفس السباق، نفس الإكليل، نفس الجائزة، تنتظرنا نحن أيضاً.
فلنتعمق أكثر، السباق الذي نركض فيه هو نفسه المذكور في الفقرة السابقة من كورنثوس الأولى. يتحدث بولس عن ذلك في مواضع أخرى أيضاً، أحدها في تيموثاوس الأولى، حيث يعطي بولس التعليمات لتيموثاوس، فكتب ما يلي:
تيموثاوس الأولى 6: 12
"جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا، وَاعْتَرَفْتَ الاعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ."

هناك جهاد حسن – الجهاد الحسن جهاد الإيمان – ويجب علينا أن نجاهده، أيضاً في رسالته إلى غلاطية، يتساءل بولس عن معوقات الإيمان كاتباً ما يلي:
غلاطية 5: 7-10
"كُنْتُمْ تَسْعَوْنَ حَسَنً. فَمَنْ صَدَّكُمْ حَتَّى لاَ تُطَاوِعُوا لِلْحَقِّ؟ هذِهِ الْمُطَاوَعَةُ لَيْسَتْ مِنَ الَّذِي دَعَاكُمْ. «خَمِيرَةٌ صَغِيرَةٌ تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ». وَلكِنَّنِي أَثِقُ بِكُمْ فِي الرَّبِّ أَنَّكُمْ لاَ تَفْتَكِرُونَ شَيْئًا آخَرَ. وَلكِنَّ الَّذِي يُزْعِجُكُمْ سَيَحْمِلُ الدَّيْنُونَةَ أَيَّ مَنْ كَانَ."

كانوا يسعون حسناً لكن ليس لوقت طويل، حيث أعاقهم وأزعجهم شخص ما، لذلك يبدو أن هناك منافس في السباق أيضاً، شخص ما لا يريدنا أن نسعى حسناً، وإن أمكن، ألا نسعى على الاطلاق.
يتحدث بولس مرة أخرى عن السباق والجهاد في تيموثاوس الثانية 3:2-5:
تيموثاوس الثانية 2: 3-5
"فَاشْتَرِكْ أَنْتَ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَجَنَّدُ يَرْتَبِكُ بِأَعْمَالِ الْحَيَاةِ لِكَيْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ. وَأَيْضًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُجَاهِدُ، لاَ يُكَلَّلُ إِنْ لَمْ يُجَاهِدْ قَانُونِيًّا."

يصبح السباق جهاداً ويصبح الجهاد حرباً، الرياضي هو أيضاً جندي والجندي هو أيضاً محارب، والجندي الصالح عليه أن يتحمل المشقات.
بتلخيص ما سبق يمكن لنا رسم الصورة التالية للمتسابق الجيد في السباق، وكذا للجندي الصالح:
بناء عليه، فإن المتسابق أو الجندي الصالح:
1. يحاضر السباق بصبر، كما علق بارنز قائلا:
"الكلمة المُتَرجمة إلى "صبر" تعني إلى حد ما في هذا الموضع "المثابرة". يجب أن نخوض نحن السباق دون السماح لأنفسنا بأن يعوقها أي عائق، ودون التعطل أو الإغماء في الطريق. تشجع من خلال النظر لهؤلاء الذين ركضوا في نفس السباق قبلنا، ولنجاهد كما فعلوا حتى النهاية."
2. له غرض واضح وهذا الغرض ليس هو جعل الحياة مريحة بقدر الإمكان لكن أن ينال جعالة دعوة الله العليا للمسيح يسوع.
3. لا يركض في عدم يقين. لا يضرب الهواء، بل يضع أمام عينيه دائماً هدفه، جائزته، إكليل لا يفنى. كما يوضح بارنز أيضاً: "ليس في عدم يقين - (ουκ αδήλως ouk adelos)، لم ترد هذه الجملة في أي موضع آخر في العهد الجديد، فهي تعني عادة، لدى الكتاب الكلاسيكيين، "الغموض"، وهي تعني هنا أنه يركض بغير علم لغرض هذا الركض. " أنا لا أركض عشوائيا؛ لا أجهد نفسي لأجل لا شيء؛ أعرف ما أسعى إليه، وأثبت عيني على الغرض؛ أضع أمامي دائماً الغرض والإكليل."
4. يُدرب نفسه ويعلم جيدا أنه هو نفسه قد لا يكون مؤهلا أيضاً. فيما يتعلق بخطر عدم التأهل، يخبرنا بولس في كورنثوس الثانية:
كورنثوس الثانية 13: 5
"جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟"

المتسابق الجيد، يفحص نفسه، يمتحن نفسه هل هو في الإيمان. وكذا يدرب هو نفسه.
5. يتقدم بسرعة، فالجندي صالح لا يورط نفسه في شئون هذه الحياة، بل يفعل ذلك حتى يرضي ذاك الشخص الذي اختاره، فلا يمكن أن نكون جنوداً للرب يسوع المسيح، وفي نفس الوقت يكون اهتمامنا بأمورنا المادية. عندما يكون هناك استدعاء للجنود، فإنهم يتركون أعمالهم، مزارعهم، محلاتهم ويذهبون للحرب، وهذا لا يعني إننا مادمنا جنود يسوع المسيح فيجب علينا أن نترك أشغالنا، فقد كان بولس نفسه صانعا للخيام لكي يدبر معيشته. لكن لا يجب علينا أن "نتورط" أو ننغمس فيها. كما يقول لنا "متى هنري" في تعليقاته عن الكتاب المقدس:
"يجب أن يكون الغرض الأسمى للجندي هو ارضاء قائده؛ وبالتالي يجب أن يكون الغرض الأسمى للمسيحي هو إرضاء المسيح، حتى نتبرر لديه. والطريق لإرضاءه، ذلك الذي اختارنا لنكون ليس أن نورط أنفسنا في شئون هذه الحياة، بل أن نتحرر من مثل هذه العوائق التي تعيقنا في حربنا الروحية."
بكلمات أخرى أود أن أقول، بالتأكيد لدينا أعمالنا وأشغالنا التي نشتغلها أو إلتزاماتنا تجاه حياتنا، لكن لا يجب علينا أن نتورط، نُحاصَر، نُأسَر بكل هذه الأشياء. هذه الأمور ليست هي الهدف الذي لأجله نحن هنا، بل نحن لأجل إرضاء قائدنا، أن نكون جنودا صالحين ليسوع المسيح. نحن هنا في حرب ويجب علينا أن لا نتراخى.
تعمقا في هذا، كما قال الرب يسوع المسيح في مثل الزارع، أموراً مثل الاهتمام بهذا العالم، غرور الغنى وشهوة الحياة – التورط في الأشياء التي في العالم والتي يتحدث بولس عنها – تجعل كلمة الرب غير مثمرة. كثيرون بدأوا حسناً في هذا المثل، زُرِعَت كلمة الرب ونمت في قلوب كثيرة، لكن لم يعط ثمر سوى المجموعة الأخيرة، وهذا يرينا أيضاً أن عدد هؤلاء الذين أكملوا السباق مثمرين لا يساوي بالضرورة نفس العدد الذي بدأه. دعونا نلقي نظرة على ما أعلنه الرب بخصوص تفسير هذا المثل:
لوقا 11:8-15
"وَهذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ، وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. وَالَّذِينَ عَلَى الصَّخْرِ هُمُ الَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ الْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ، وَهؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ، وَفِي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. وَالَّذِي سَقَطَ بَيْنَ الشَّوْكِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا، وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَرًا. وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ."

لاحظ أن المجموعة الثانية والثالثة قد بدأت حسنا لكنهم لم يكملوا حتى النهاية. ليس الأهم أن تبدأ السباق، لكن عليك بعد أن تبدأ السباق أن تستمر فيه وهذا هو الأهم. الطريقة الوحيدة التي تجعلك داخل السباق هي الصبر، ناظراً إلى يسوع المسيح رئيس إيماننا ومكمله؛ مجاهداً، هادفاً إلى إرضاء قائدك وليس متورطاً في شئون هذه الحياة. هناك فكر خاطيء يعتقد بأنه كونك مسيحياً فهذا يعني تذكرة لحياة سهلة، كاملة الملذات. وكلمة "نِعَم" صارت تعني أن الله سوف يمنحك كل ما يرضيك، وأصبحت الحياة السهلة هي الهدف في كثير من الحالات. لذا يجب علينا أن ننتبه أن مثل هذا لا يمكن أن يكون هدفنا. هدفنا هنا هو خدمة الرب يسوع المسيح لكن التورط، والانشغال، بأمور هذا العالم يمكن أن تفعل شيئا واحدا فقط: تجعل البذور التي زرعت في قلوبنا غير مثمرة.
هدفنا في هذه الحياة ليس هو الوصول إلى تعريف المجتمع للرجل الناجح. لو كان بولس وبطرس وغيرهما من المؤمنين الأوائل يعيشون اليوم لن يكونوا موضع تقدير كبير من قبل المجتمع. لقد ترك بولس كل الامتيازات الأرضية التي كان يمتلكها، والتي كانت محل تقدير في مجتمعه، من أجل ربح المسيح. هذا ما يرويه لنا في فيلبي 4:3-11:
فيلبي 4:3-11
"مَعَ أَنَّ لِي أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ أَيْضًا. إِنْ ظَنَّ وَاحِدٌ آخَرُ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ فَأَنَا بِالأَوْلَى. مِنْ جِهَةِ الْخِتَانِ مَخْتُونٌ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ، مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ. مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ. مِنْ جِهَةِ الْغَيْرَةِ مُضْطَهِدُ الْكَنِيسَةِ. مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذِي فِي النَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍ. لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ. لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، 11لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ."

كان هناك الكثير من الامتيازات التي حققها بولس قبل أن يصبح مسيحياً، حيث نال التكريم من مجتمعه بسببها، لقد كان رجلاً "ناجحاً"، طبقا لمعايير مجتمعه، معايير العالم. إلا أنه حسبها كلها نفاية لكي يربح المسيح.
لكي نصبح مثمرين في المسيح، يجب علينا تحمل المشقات، يجب علينا أن نتحمل الإغراء ويجب أن نتخلى عن ثقتنا في الغنى أو في قوتنا الذاتية. إذا كنا قد أصبحنا مسيحيين فقط لكي نصبح أكثر غنى أو أفضل حالاً من جيراننا أو لتجنب المشقات هنا وهناك، أو للحصول على بعض "النعم" فهذا معناه أننا قد فهمنا الأمور بطريقة خاطئة. كما يقول بولس في كورنثوس الأولى 19:15:
كورنثوس الأولى 15: 19
"إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ."

يا ليتنا نثق في المسيح لأجل هذه الحياة، فلو كان تركيز ثقتنا هو هذه الحياة، لكنا أشقى جميع الناس. ولكن يجب أن يكون هدفنا في هذه الحياة، هو إرضاء ذاك الذي دعانا: الرب يسوع المسيح. هو قائدنا، رئيس إيماننا ومكمله وسوف نحاضر السباق فقط إن كنا نحاضره بصبر، مثبتين أعيننا عليه.
لم يَعِد يسوع المسيح "سوف تمتلك كل شيء" في الحياة، لكنه دعانا لحمل الصليب (مرقس 34:8). في الواقع وعدنا بالبركات، ولكنه حدثنا أيضاً عن المشقات، هناك جائزة لكن هناك أيضاً سباق، هناك إكليل ولكن هناك أيضاً جهاد، حيث نحتاج الصبر والرؤية الصحيحة. من السهل الركض من أعلى تل إلى أسفله لكن من الصعب الركض من أسفل إلى أعلى. ولكي تركض من أعلى إلى أسفل تحتاج القليل من وضوح الهدف، لأن الأرجل نفسها تقودك، لكن لكي تركض من أسفل إلى أعلى تحتاج إلي الصبر ووضوح الهدف. بدون ذلك ربما وبعد الشعور ببعض التعب، تتخلي عن السباق وتجلس على الطريق وتمضي حياتك هناك.
آخر ثلاث أقسام في مثل الزارع بدأوا بشكل جيد، لكن القسم الأخير فقط هو الذي اختار أن يستمر في الركض أعلى التل. هم من كانوا "وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ." (لوقا 15:8) هم من أثمروا بالصبر بعد أن سمعوا الكلمة وحفظوها في قلب جيد صالح.
اجعل هدفك هو الجعالة من دعوة الله العليا في المسيح يسوع، اجعل هدفك أن يكون هو إرضاء الرب، أن تكون جندي صالح ليسوع المسيح، مهما تطلب الأمر. لقد اختبرت ورأيت كم أن الرب صالح، لذا ركز حياتك كلها عليه.
السباق: المنافس

كما رأينا فيما سبق، الحياة المسيحية هي حياة جهاد، وكذلك قرأنا سابقاً في غلاطية، أنهم كانوا يسعون حسنا لكن شخص ما أعاقهم في سباقهم. كذلك رأينا أن الإغراء، غرور الغنى، هموم هذا العالم وملذات الحياة جعلت القسمين الثاني والثالث في مثل الزارع بلا ثمر. يمكننا أيضاً أن نرى في نفس المثل أن القسم الأول قد فقد ما زُرِع فيها من كلمة الله بسبب الشيطان الذي جاء وخطفها. يجب أن يتضح مما سبق أنني لا أحاضر منفرداً، ولكن هناك أيضاً منافس في هذا الجهاد. هناك شخص ما لا يريد لنا انهاء الجهاد بنجاح.، فيعارض هدفنا ويريدنا أن نتوقف عن الوصول لمبتغانا. وبعبارة أخرى، هناك عدو!
تحدثنا أفسس 6 عن جهادنا مع هذا العدو:
أفسس 6: 10-12
"أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ."

تصف لنا هذه الفقرة، وكذلك الآيات التي تليها، الصراع يننا وبين العدو، لا يبدأ بولس مباشرة بوصف هذا الصراع، لكنه يبدأ بدعوة: والدعوة هي أن تكون قوياً في الرب وفي شدة قوته، فلا يوجد مثل الرب، فليست قوتنا هي التي يمكن بها التفوق على العدو، بل شدة قوة الله والتي يجب علينا أن نتقوى بها. وتستمر الدعوة قائلة لنا أن نلبس سلاح الله الكامل. يمتلك المحاربين أسلحة ونحن كجنود ليسوع المسيح نمتلك سلاحاً أيضاً، والغرض من السلاح هو أن نكون قادرين على الثبات ضد مكايد إبليس، فالعدو هو إبليس وهو مُخادع.
تخبرنا الآيات أيضا أن مصارعتنا: ليست مع بشر، ليست مع لحم ودم بل مع الرؤساء والسلاطين وولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، فنتصارع مع أجناد الشر الروحية في السماوات. إذاً فهناك عدو علينا أن نقاومه، حرب يجب علينا أن نحارب فيها وسلاح يجب علينا أن نلبسه. تصف لنا الآيات 14-18 هذا السلاح:
أفسس 6: 14-18
"فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ"

لقد وهبنا الله هذا السلاح ويجب علينا الحصول عليه وارتدائه، من أجل أن تكون قادراً على خوض الحرب مع العدو. أوصاف أخرى وتعليمات بشأن هذا المنافس لنا في الجهاد نجدها في بطرس الأولى 8:5-11 حيث نقرأ:
بطرس الأولى 5: 8-11
"اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ. وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ."

الشيطان هو عدونا، خصمنا، يجول وهدفه وحشي وهو أن يلتهمنا. وهذا ما لأجله تخبرنا كلمة الله أن نصحوا ونسهر. كما يعلق على هاتين الكلمتين "متى هنري" في تعليقاته على الكتاب المقدس:
" إنه واجبهم (المسيحيين)، 1. أن يصحوا، ويمتحنوا كل ما هو ظاهر وكل ما هو باطن وفقا لقواعد ضبط النفس، التواضع وإماتة الجسد. 2. أن يسهروا؛ ليس لأنهم غير آمنين أو مهملين، بل لأجل الخطر المستمر من هذا العدو الروحي، كذلك، في إطار الحذر منه، لنكن ساهرين متيقظين لإفشال خططه والنجاة بأرواحنا."
يجب علينا أن نركز على الهدف الصحيح. وعلى الرغم من أنه وجب علينا أن نكون ساهرين متيقظين، لا ينبغي أن تكون أعيننا على الشيطان لكن على الرب يسوع المسيح. علينا أن نحاضر الجهاد مركزين ناظرين إليه وفي نفس الوقت نكون ساهرين حذرين لأجل العدو، ولكي نقاوم هذا العدو، علينا الثبات في الإيمان. ربما يعني هذا أننا قد نعاني بعض الوقت. يتضح لنا أكثر من خلال الآيات السابقة وأيضاً من خلال الآيات التي قرأناها في تيموثاوس، أن الحياة المسيحية في الحقيقة بها بعض المعاناة والمشقة، فهي تتضمن الحرب وتتطلب الصمود. هذا يعني أننا يجب أن نعاني في بعض الأحيان أثناء مسيرتنا المسيحية.
لماذا أقول كل هذا؟ لأركز أكثر على هؤلاء الذين - لسبب ما- أُحبَطوا في أثناء مسيرتنا المسيحية؛ أولئك الذين يعانون أو أولئك الذين لم تتحققمن توقعاتهم من الرب لعد.أنت الآن في قلب الحرب لكن الرب معك. كما قال بطرس "وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ." (بطرس الأولى 16:4). كذلك كما قال يعقوب "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ." (يعقوب 12:1). أريد أن أشجعكم اليوم لتحمل التجارب.
وهذا لا يعني أن نتظاهر وكأن شيئاً لا يحدث! قد تكون مشاعرنا مجروحة، قد يكون لدينا أسئلة وقد نسأل لماذا سمح الرب بكل هذا، يجب أن نعبر عن كل مشاعرنا أمام الرب، ينبغي أن نسأله أسئلتنا كلها ونخبره بما نشعر، ليس من المفترض علينا أن نظهر وكأننا لم نتأثر ثم نمضي قدماً، بينما تمتليء قلوبنا بالألم وخيبة الأمل.
لقد كان أيوب رجلا يعيش بالاستقامة وفجأة باغته الدمار من كل ناحية؛ تدهورت حالته الصحية بشكل سريع، مات أولاده، خسر كل ممتلكاته واحتقرته زوجته لأنه حافظ على إيمانه، وفوق كل هذا، لامه أصدقائه وحملوه مسئولية كل ما حدث معه. من يتصور سيناريو أسوأ من هذا؟ تمنى أيوب الموت وأعتقد لو كنت أنا مكانه لفعلت كذلك، لكن كيف كان رد فعله تجاه كل هذا؟ فهو لم يمثل أنه أقوى مما حدث ولا لعن الله، كما قالت له زوجته، لكنه صرخ إلى الرب، فاتحا قلبه له وفي نفس الوقت سأله عما يحدث معه. سفر أيوب هو السفر المليء بأسئلة "لماذا" موجهه للرب.
ربما عانيت أنت أيضا كثيرا وربما لديك الكثير من أسئلة لماذا، ربما لم يتحقق الكثير مما توقعته. أحيانا تأمل من الله أن يحقق أمرا ما لكنه لا يتحقق، ربما يكون هذا الأمر هو الوظيفة التي لم تحصل عليها، شريك الحياة الذي لم يأتي، الصحة التي لم تستمر؛ وغير ذلك من الآمال التي لم تتحقق. أياً كان، هو تجربة. مهما كان يجب عليك ألا تغلق قلبك، مهما كان يجب عليك أن تتكلم مع الرب عما يحدث معك، أسأله؛ أصرخ له؛ تواصل معه. فرغم كل معاناة أيوب إلا أنه لم يلعن الله كما طلبت منه زوجته. كما قال هو "هُوَذَا يَقْتُلُنِي. لاَ أَنْتَظِرُ شَيْئًا. فَقَطْ أُزَكِّي طَرِيقِي قُدَّامَهُ." (أيوب 15:13). في كل معاناته الفظيعه هذه، لم يفقد أيوب إيمانه.
طريق واحد لتوجيه أسئلة للرب هو أن تكون في شركة معه، كما فعل أيوب، وأي شيء غير ذلك فهو مرفوض. على الرغم من أن أيوب كان مليء بالألم لكنه اجتاز التجربة. كانت زوجته - وأنا لا أعرف ما إذا كانت مؤمنة أصلاً أم لا - مليئة بالألم أيضا لكنها لم تجتز التجربة. فلقد كانت تقبل الرب في أيام الخير فقط أما في أيام المعاناة ضلت بعيد ... مثل القسم الثاني من مثل الزارع. لكن أنظر ماذا قال أيوب لها: "أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟" (أيوب 10:2).
كان أيوب مستعداً وأنت أيضاً يجب أن تكون كذلك. يجب أن تكون مستعداً وتقرر أنه مهما تطلب الأمر، مهما عانيت، أيا كانت الآمال التي لم تتحقق، أو مهما حدث غير ذلك فستحتفظ بإيمانك حتى النهاية. فهو ليس إيماناً بمجرد فكرة... بل هو الإيمان بالله الذي أعلن نفسه لك.
خذ قرار لمحاضرة الجهاد حتى النهاية، مهما كلفك الأمر، حاضره بصبر ناظراً إلى يسوع رئيس إيماننا ومكمله! كما يقول بطرس:
"وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ."
الرب يبارككم
 
قديم 03 - 10 - 2015, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 9478 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكتاب المقدس هو

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



تيموثاوس الثانية 3: 16- 17 هي فقرة ذات أهمية أساسية لفهم هوية وفائدة الكتاب المقدس، فهي تقول:
تيموثاوس الثانية 3: 16- 17
"كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ."
أكدت في تلك الفقرة على كلمة "هو" المستخدمة هناك والتي، كما نعرف جميعنا، تستخدم لتحديد وتمييز أو وصف الشيء، إذاً فوفقاً للفقرة السابقة، الإنجيل أو الكتاب المقدس موحى به من الله أو كما يقرأ النص اليوناني، أنه نَفَس الله، هذا يعني أن مؤلف الكتاب المقدس هو الله الذي تنفسه وأنتجه، إذاً، الكتاب المقدس هو كلمة الله. وبغض النظر عن هذا، تخبرنا الفقرة السابقة أن الكتاب نافع، معدداً لذلك أربع أسباب. وبشكل تحليلي أكثر، فهي تخبرنا أن الكتاب المقدس نافع للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب الذي في البر، ومن ثم، فبما أن عنوان هذا المقال هو: "الكتاب المقدس هو"، إذا فنحن لدينا بعض من صفات الكتاب المقدس، أولها هي بخصوص تعريفه لكلمة الله الموحى بها بالكتاب المقدس، بينما الثانية هي نفع هذه الكلمة للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب الذي للبر "لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ" (تيموثاوس الثانية 3: 17).
ومع ذلك، ليست هذه هي فقط صفات كلمة الله، سنعتبر فيما يلي المزيد من صفاته والتي ستساعدنا أيضاً على تقدير قيمته وفائدته بشكل أفضل.
1. كلمة الله: أكثر ما عظمه الله

أنا أعتقد أنه لا يوجد طريقة لبدء هذه الدراسة أفضل من سماع رأي الله في كلمته، ولكي نرى هذا الرأي سنذهب إلى مزمور 138: 2، حيث نقرأ:
مزمور 138: 2
"لأَنَّكَ [يشير إلى الله] قَدْ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ."
وفقاً لهذه الفقرة، عظم الله كلمته، مع اعتبار أنه لا يوجد شيء أعلى من الله والذي يعبر عنه اسمه، ونقدر أن نفهم بسهولة أن الله يريد أن يخبرنا هنا بأنه قد عظم كلمته فوق كل شيء آخر. إذاً فإن كنا نريد تقييماً صحيحاً لقيمة كلمة الله، فها هو تقييم الله لكلمته: فبالنسبة له، لا يوجد شيء أقيم من كلمته.
2. كلمة الله: خبز الحياة

برؤية المكانة العالية التي أعطاها الله لكلمته، فلنمضي قدماً لنرى بعض الصفات الأخرى لهذه الكلمة، بدءاً من متى 4: 4 حيث قال يسوع المسيح:
متى 4: 4
" مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ ..."
يظن الكثيرين أن الخبز أو الطعام المادي بشكل عام هو الشيء الوحيد الذي يحتاجونه للحياة، وعلى الرغم من أن الطعام المادي ضروري للحياة ولإشباع الجوع، إلا أنه وفقاً ليسوع المسيح، هناك شيء آخر يلزم لجعل حياتنا أكثر من مجرد حياة بسيطة، ما هو هذا الشيء؟ الجواب معطى في نفس الآية:
متى 4: 4
"مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ»."
وفقاً لهذه الفقرة، فلكي تجعل من حياتك حياة وافرة وليست فقط لأجل البقاء، فإنك تحتاج إلى "كُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ" أي أنك تحتاج إلى كلام الله، كما تقول لنا بطرس الأولى 2: 2
بطرس الأولى 2: 2
"وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ"
لا يقدر الأطفال المولودين أن يعيشوا بدون لبن، فهم يستيقظون من النوم لأنهم يريدون اللبن. وبالمثل، فكما لا يقدر الطفل أن يعيش بدون اللبن، كذلك أيضاً حياتنا لا يمكن أن تستمر بدون لبن كلمة الله. ليس علينا أن نقرر إن كنا نحتاج لبن الكلمة أم لا، إنها حقيقة، فنحن نحتاجه، مثلما هي حقيقة أننا لكي نحيا جسدياً نحتاج أن نأكل شيئاً، إذاً فهي حقيقة وواقع لا يمكن تغييره، أنه لكي نحيا نحتاج إلى كلمة الله.
3. كلمة الله: الحق

بعدما رأينا أن كلمة الله هي بنفس الأهمية لحياتنا مثل اللبن للطفل المولود، فلنمضي قدماً لنعرف ما هي الصفات الأخرى لهذه الكلمة. ما سنقرأه حدث في أثناء محاكمة يسوع من قِبَل بيلاطس (يوحنا 18: 33- 38). في هذه المحاكمة، سأل بيلاطس سؤالاً واحداً تسائله الكثيرين منذ ذلك الوقت. جاء سؤال بيلاطس رداً على ما قاله يسوع بأنه قد أتى إلى هذا العالم لكي يشهد للحق (يوحنا 18: 37)، ويمكن أن نجده في يوحنا 18: 38
يوحنا 18: 38
"قَالَ لَهُ [ليسوع] بِيلاَطُسُ:«مَا هُوَ الْحَقُّ؟»."
لم يكن سؤال بيلاطس غير شائع على الإطلاق، فالكثير من الناس، وفي الحقيقة، الكثير منا، ربما سألوه في مرحلة ما من حياتهم، من الضروري إذاً أن نعرف إجابة هذا السؤال. هذه الإجابة معطاة في يوحنا 17، فنجد يسوع المسيح هناك يصلي قبل قليل من القبض عليه قائلاً:
يوحنا 17: 14، 17
"أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ [التلاميذ] كَلاَمَكَ، وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ... قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلاَمُكَ هُوَ حَق."
إجابة ذلك السؤال في غاية البساطة والوضوح وهي أن كلمة الله هي الحق. فالكتاب المقدس كونه كلمة الإله الواحد الحق، فهي الحقيقة التي نقدر أن نبني حياتنا عليها بدون أي خوف من أن نُخذَل. إنها تلك الكلمة التي تتحدث عن يسوع المسيح، " الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 14: 6) وعن الأشياء الرائعة التي حققها لأجلنا، إنها تلك الكلمة التي تقول أنك لو اعترفت بالرب يسوع وآمنت بقلبك بأن الله أقامه من بين الأموات ستخلص (رومية 10: 9). إنها ليست مجرد كلمة إيجابية، ولا هي كلمة دينية أخرى، بل هي الحق. إن فعلت هذا بالطبع ستخلص، وإن لم تفعل ذلك، لن تخلص، فالحق حق، لا تقدر أن تغيره أو تبدله، فهو غير متغير، فإما أن تقبله أو ترفضه.
وعلى العكس، فللكذب آلاف الجوانب، فتهدف آلاف الافكار والفلسفات والديانات إلى الحصول على مكان بعقلك، قد تكفي حياة بأكملها لحساب ميلاد وموت الكثير منها. يحتاج الإنسان إلى تجديد فلسفاته ونظرياته باستمرار حتى تكون عصرية، فإن كانت حق، لن تحتاج إلى تجديد. فالحق هو الحق اليوم وغداً وبعد ألف أو مليون سنة، وهي فقط كلمة الله الحق الأبدي، كما تقول بطرس الأولى 1: 23
"مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ."
كذلك: بطرس الاولى 1: 25
"وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ». وَهذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا."
كلمة الرب تثبت إلى الأبد، فهي غير محتاجة إلى تحديث، فالإله الذي أعد هذه الكلمة قبل آلاف السنين، هو نفس الإله اليوم أيضاً، كما تقول يعقوب 1: 17
يعقوب 1: 17
"كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ."
أحياناً تكون بضع دقائق كافية للإنسان حتى يغير رأيه، "فالتغيير" و"الدوران" كثيراً ما يحدث مع الإنسان، ولكن مع الله فلا تغيير عنده ولا حتى ظل دوران. فكلمة الله بكونها الحقيقة والمعدة من قِبَل الله الذي لا يتغير، هي بالتأكيد الأساس الأكيد لحياتنا والشيء الوحيد الذي نقدر أن نعتمد عليه بدون أي خوف من أن نًخذَل.
4. كلمة الله: كلمة نقية

أحد الصفات التي تتصف بها الحقيقة من واقع تعريفها هو النقاء، إذاً السؤال هو: هل كلمة الله نقية، وإن كان الجواب نعم، فكيف هو نقاؤها؟ لمعرفة إجابة هذا السؤال سنذهب إلى المزامير، حيث نقرأ:
مزمور 12: 6
"كَلاَمُ الرَّبِّ كَلاَمٌ نَقِيٌّ، كَفِضَّةٍ مُصَفَّاةٍ فِي بُوطَةٍ فِي الأَرْضِ، مَمْحُوصَةٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ."
مزمور 119: 140
"كَلِمَتُكَ مُمَحَّصَةٌ جِدًّ، وَعَبْدُكَ أَحَبَّهَا"
كلمة الله ليست كلمة مشوبة، ليست كلمة تحتاج للاعتذار عن أغلاطها ولا هي كلمة تحتاج إلى تنقية قبل الاستخدام، بل هي كلمة نقية وهي نقية جداً في الحقيقة " كَفِضَّةٍ مُصَفَّاةٍ فِي بُوطَةٍ فِي الأَرْضِ، مَمْحُوصَةٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ" اي أنها لا يمكن أن تكون أنقى من ذلك، لهذا نحبها ("وَ[ونتيجة لذلك] عَبْدُكَ أَحَبَّهَا")، فنقائها، وكمالها ودقتها تعكس نقاء وكمال ودقة كاتبه الذي هو الله.
5. كلمة الله: مصدر الفرح

لقد رأينا بالفعل بعض من صفات كلمة الله، إلا أن القائمة لا تتوقف هنا، فنتعلم من مزمور 119 تأثير هذه الكلمة:
مزمور 119: 162
"أَبْتَهِجُ أَنَا بِكَلاَمِكَ كَمَنْ وَجَدَ غَنِيمَةً وَافِرَةً."
وكذلك مزمور 119: 14
"بِطَرِيقِ شَهَادَاتِكَ فَرِحْتُ كَمَا عَلَى كُلِّ الْغِنَى."
يحاول العديد من الناس إيجاد الفرح في امتلاك قدر كبير من المال، ومع ذلك، فكما رأينا، أنت لا تقدر ان تعيش بالخبز وحده. والمال لا ولن يقدر أن يشتري العنصر الذي يمكن أن يعطيك الحياة الحقيقية والفرح الحقيقي، ما هو هذا العنصر؟ إنه كلمة الله، فبغض النظر عن كل الصفات التي رأينا، إلا أن كلمة الله تجلب فرحاً عظيماً. وفي الحقيقة فهي تجلب فرحة كبيرة مثل فرحة من وجد كنزاً عظيماً. أنت لست بحاجة إلى الفوز بالـ "يا نصيب" حتى تفرح، ولكن ما تحتاجه هو أن تذهب إلى كلمة الله وأن تدرسها وتؤمن بها وتحفظها في قلبك. كل مرة ستفعل هذا، سيكون فرحك عظيماً كفرحة من وجد كنزاً كبيراً. أليس هو عجيب أن يكون لنا مثل هذا المصدر الثابت من الفرح! فهو ليس فرحاً معتمداً على الأوضاع، أو الحظ أو أي شيء آخر، بل هو معتمد على الله وعلى كلمته العظيمة، الكتاب المقدس.
6. كلمة الله: سراج لأرجلنا

صفة أخرى من صفات كلمة الله يمكن أن نجدها في مزمور 119: 105 وبطرس الثانية 1: 19 حيث نقرأ:
مزمور 119: 105
"سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي."
كذلك بطرس الثانية 1: 19
"وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ"
لكي تسير على الطريق تحتاج إلى النور، سواء كان نور طبيعي أو صناعي، الحقيقة هي أنك لا تقدر أن تسير بدونه، وطريق الحياة ليس استثناء من تلك القاعدة، فحتى تسير في هذا الطريق تحتاج إلى نور يضيئه، فأين ستجد هذا النور؟ وفقاً للفقرة السابقة، الجواب هو كلمة الله أي باتباع كلمة الله ستكون وكأنك سائر في طريق مليء بالنور. كما يقول لنا كل من مزمور 84: 11 ويوحنا الأولى 1: 5
مزمور 84: 11
"لأَنَّ الرَّبَّ، اللهَ، شَمْسٌ ..."
يوحنا الأولى 1: 5
"إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ." الله مثل الشمس1، واتباع كلمته إذاً يشبه السير في طريق مضاء بكثير من الضوء مثل الذي لكاتبه، أي ضوء الله.
7. لو لم تكن الكلمة لذتنا ....

على الأغلب أنت تفهم بشكل أفضل أهمية الشيء عندما تدرك ما سيحدث في حال عدم وجود هذا الشيء معك، ورأينا فيما سبق بعض من صفات كلمة الله، فنقدر بسهولة إذاً أن نفهم من خلالها، ما سنفقده لو لم يكن لدينا. فهناك في المزامير توجد فقرة لا تتحدث عن فوائد كلمة الله بل تتحدث بشكل معاكس أي أنها تتحدث عن ما سيحدث لو لم تكن الكلمة هي نورنا. قال داود بالإعلان في مزمور 119: 77
مزمور 119: 77
"لأَنَّ شَرِيعَتَكَ هِيَ لَذَّتِي."
بالنسبة لداود، كانت كلمة الله هي لذته (كان الناموس هو كلمة الله أيام داود). والآن، وحتى نقدر أن نعرف ما كان سيحدث لو لم تكن كلمة الله هي لذته، فليس علينا سوى أن نمضي قدماً إلى ما بعد ذلك بخمس عشر آية، وبالفعل تخبرنا الآية 92:
مزمور 119: 92
"لَوْ لَمْ تَكُنْ شَرِيعَتُكَ لَذَّتِي، لَهَلَكْتُ حِينَئِذٍ فِي مَذَلَّتِي."
أحياناً قد تأتي بعض الفترات الصعبة بالتجارب اليسيرة المؤقتة (كورنثوس الثانية 3: 17، وبطرس الأولى 1: 6)، إلا أن ذلك لا يعني أن كلمة الله تتوقف في هذه الأوقات عن أن تكون هي المصدر الثابت للابتهاج، والسراج لارجلنا والخبز لحياتنا، ليس هناك موقفاً، ولا ظرف يمكن له أن ينقص من بريق الكلمة أو تجعلها تفقد قيمتها. فالله هو نفس ذات الإله القوي المحب في المواقف الصالحة والسيئة، وكلمته هي نفس الكلمة الموثوقة في كل من المواقف السيئة والصالحة، إلا أنه علينا أن نبقي على شعلة الكلمة لتظل حية دائماُ في قلوبنا. قد يأتي أحياناً الحزن والضغط والاضطهاد ولكنها لن تقدر أن تدركنا ما دامت كلمة الله هي لذتنا. فالله إله صادق وسيعظم انتصارنا دائماً بثقتنا فيه (رومية 8: 37)
8. لو لهجنا في كلمة الله سنكون ....

بعدما رأينا بعض من صفات كلمة الله، لابد وأن تكون قد اتضحت الفوائد العظيمة التي سنحصل عليها بدراسة الكلمة وحفظها في أعماق قلوبنا. ومع ذلك، دعونا نرى أيضاً المزيد من النتائج التي ستكون لهذه الكلمة لو لهجنا فيها أي لو جعلناها محور عقولنا وأفكارنا.
8. 1. مطوبين ومثل الشجرة المزروعة عند مجاري المياه

لمعرفة ما تتوقعه كلمة الله للإنسان الذي يركز تفكيره عليها، فلنذهب إلى مزمور 1: 1- 3، حيث تقول:
مزمور 1: 1- 3
"طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ."
هل يوجد منا من لا يريد الازدهار فيما يعمل؟ أنا لا ظن ذلك. ومع هذا، كيف نصل إلى هذا؟ وفقاً للفقرة السابقة، الطريق هو أن نتأمل في كلمة الله. فإن فصَّلنا "كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ" (تيموثاوس الثانية 2: 15) وجعلناها محور تفكيرنا، إذاً فمهما نفعل، سيسر الله، بما أنه سيأتي من عقل تحتل كلمة الله فيه المركز الرئيسي؛ ومن ثم، وفقاً للفقرة السابقة، ينبغي أن تزدهر وسنطوب أيضاً ("سنفرح") مثل الأشجار المثمرة المزروعة على ضفاف المياه.
8. 2. ناجح وحكيم

تأثير اللهوج في كلمة الله يتضح بشكل أكبر بالنظر إلى سفر يشوع، كان يشوع وريث موسى في قيادة شعب إسرائيل، بينما كانوا في طريقهم إلى أرض الموعد، مع الأخذ في الاعتبار أنه هو من كان سيقود شعب إسرائيل إلى أرض الموعد، ونفهم أيضاً، بقراءة التسجيلات2 المتعلقة بالموضوع أنهم لم يكونوا أسهل شعب في قيادته، فنقدر أن نفهم بسهولة كم احتاج يشوع إلى الحكمة لحمل مسؤولياته الثقيلة، من المثير إذاً أن نعرف ما نصحه الله به أن يفعل حتى تكون له هذه الحكمة. ولمعرفة ذلك، فلنذهب إلى يشوع 1: 5- 8. حيث كان الله يتحدث ليشوع قائلاً:
يشوع 1: 5- 8
"لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ. تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَقْسِمُ لِهذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لآبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ. إِنَّمَا كُنْ مُتَشَدِّدًا، وَتَشَجَّعْ جِدًّا لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا مُوسَى عَبْدِي. لاَ تَمِلْ عَنْهَا يَمِينًا وَلاَ شِمَالاً لِكَيْ تُفْلِحَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ. لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ." [بالعبرية: "sakal" والتي تعني واع، حكيم، لديه الفهم، متعقل، مزدهر، أنظر رقم 7919 في strong's concordance 3تُقرأ في السبعونية "وحينئذ تكون حكيماً "]
أنظر كيف شجع الله يشوع بشكل عجيب، الله لا يبقى بعيداً بدون أن يفهم التشجيع والعون الذي قد نحتاجه، ولكنه إله محب ورؤوف. أنظر أيضاً ماذا قال ليشوع، قال له أنه لكي تصلح طرقه دائماً ("حَيْثُمَا تَذْهَبُ ") عليه أن يتشجع جداً للعمل حسب كل ما أمرت به شريعة موسى (وكانت تلك هي كلمة الله في ذلك الوقت). في الحقيقة أخبره أن ينتبه وألا يهرب مما أمرت به هذه الشريعة، بل أخبره أيضاً أنه لو لهج في الكلمة نهاراً وليلاً أي فقط لو كانت كلمة الله هي محور تفكيره دائماً، سيصلح وسيتصرف بحكمة. كلمة "حينئذ" المستخدمة في الفقرة تظهر أن صلاحه وحكمته مشروطتين بمكان كلمة الله في قلبه، وحقاً، فقط لو كانت كلمة الله هي محور أفكارنا وأفعالنا، سيكون لنا الصلاح والحكمة، ومن الممكن للقارىء أن يتأكد بقراءة باقي سفر يشوع، إذ كان يشوع بالفعل رجلاً تبع الله وخدمه طوال حياته، وكان فعلاً صالح وحكيم في أعماله.
9. الخلاصة

بنهاية هذا المقال، علينا أن نقول أنه لم يكن أمراً مجهداً على الإطلاق، ننصح القاريء بأن يبحث في كلمة الله ويجد لنفسه صفات أخرى. إلا أنني أظن أننا قد رأينا بالفعل الكثير من الأشياء التي ستساعدنا على تقدير كلمة الله بشكل أفضل. وبتلخيص كل ما سبق، فقد رأينا أن كلمة الله، أو الإنجيل هو:
1) الحق
2) أكثر ما عظمه الله
3) خبز الحياة
4) لبن للنمو
5) مصدر الفرحة
6) سراج لأرجلنا
7) نافع للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب
8) نقية جداً
9) هي الشيء الذي لو جعلناه لذتنا لن نهزم من التجربة
10) الشيء الذي لو لهجنا فيه سنكون:
أ) مطوبين، ب) مثل شجرة مغروسة عند مجاري المياه ج) صالحين في كل شيء نفعله و د) حكماء.
 
قديم 03 - 10 - 2015, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 9479 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وكأن على المسيحيين أن ينسوا مضطرين تاريخ أجدادهم

في يوم الجمعة القادم ستكون ذكرى أحداث ماسبيرو التي وقع فيها ضحايا أقباط مسيحيون.

هذه الحادثة وإن حصلت أمام أعيننا ولوقت قريب جداً وقد صورتها شاشات التلفزيون.. لكن مازال إلى اليوم يطالب البعض بألا يتحدث أي أحد بها لئلا نثير بلبلة وأن نسبب "فتنة" طائفية للشعب..
هذه وهي لسه يادوب حاصلة ويطالبونا بالسكوت فما بالك بأحداث تاريخية قديمة حدثت منذ مئات السنين؟؟
الكثيرين هنا يتكلمون وبأريحية عن مجازر الحملات الصليبية وعن القدس.. وعن سقوط الأندلس.. وضحايا البوسنة والهرسك والشيشان ... وعن الإستعمار الغربي،،
لكن لو تكلم المسيحي ولو همس ببنت شفه... فعليه السكوت لأنه ينبش بالماضي ويثير الفتن!!

من الصعب جداً أن نتطلع وأن نتوق للمستقبل دون أن نتصالح مع ماضينا.. ومن السهل جداً أن نحمل الإمبراطوريات الغربية عواقب ما عانينا من آلام بينما الخلافات الإسلامية تتحمل جزء كبير من المسؤولية..
أليس من الأجدى بالمسلمين أن يعترفوا بمسؤوليتهم وأن يتحملوا كامل تداعيات أعمالهم؟


مجازر، أسلمة بالقوة، قتل وعنف، مجاعات وحروب، وسرقة كنائس .. وتسميات لمآساء واحدة تسببت بإنقراض عائلات ودثر أسر وهجرة مدن بكاملها..
بمنطقة الشرق الأوسط.. ياللي كان يمتد من العراق حتى سوريا ولبنان مروراً بمصر والسودان جنوباً وليبيا غرباً فتونس والمغرب.
أننسى هذه الحقبة السوداء من تاريخنا الممتدة على أربعة عشر قرناً متعاقبة؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنمحي من ذاكرتنا الجماعية ماضينا وتاريخنا؟ بإسم من؟ ولأي قضية؟ أن نتخلى عن هذا الماضي وهو تراث وطني وكنسي وعقائدي؟ دماء تطايرت من أجل سيدنا المسيح؟

إن رمينا تاريخ جدودنا بالنسيان ... فإن أي بناء لمستقبل زاهر لأبناءنا سيكون هش ومعرض من جديد للهزات.



+++++++




ملاحظات:
- التحدث عن دماء الأجداد وإضطهادات حصلت هو شيء... وحمل السلاح ضد الحكومة هو شيء آخر تماماً.. فلسنا مع التخريب والفوضى. بل مع المطالبة بالحقوق كاملة ومساواة عادلة للمسيحيين مثل غيرهم من المسلمين.
- أن تتسامح المجتمعات الإسلامية مع المسيحيين هو شيء.. وأن تساويهم في الحقوق والواجبات هو شيء آخر تماماً... فالأخيرة عادلة.. أما الأولى فكم هي ساذجة!
فلسنا نتكلم عن أم جرجس وأم حسين وهم يعملون الفطاير في مطبخ واحد.. بل نتكلم عن أسس حقيقية للمواطنة بمفهومها الواضح والصريح.

- لسنا ضد المسلمين عموماً. بل ضد منهج الحكومات التي تقف وجهاً لوجه ضد وجود المسيحي بالشرق بأي شكل كان، كأن يكون تهجير جماعي ممنهج أو قتل بطيء للمسيحيين كما حصل في بعض المناطق
- للأمانة.. بعض الجمل في هذا الموضوع قمت باقتباسها من مكان آخر.
 
قديم 05 - 10 - 2015, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 9480 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024