03 - 10 - 2015, 02:32 PM | رقم المشاركة : ( 9461 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عطية المحبوب لمحبيه الهنا الحنون الطيب .......اللي مليان حب ورحمه ومننا قريب ... عالم بضعف طبيعتنا كبشر....هو يعلم ضعفي وضعفك ,عجزي وعجزك ..هو يعلم الحروب التي تواجهنا ويري الفخاخ التي ينصبها العدو لإصطيادنا ...فهو الواقف امامه كل حين يشتكي علينا لعل الله يغضب علينا ..ولكن : الهنا الحنون المتواضع هو اله محبه وابو كل رأفه وإله تعزيات لم يتركنا لنكون فريسة سهله في فم ابليس ولا فريسة سهلة لذواتنا ...انه لا يشاء نجاتنا وان كان صلب عنا ومات من اجلنا حبا فكيف يسر بهلاكنا او كيف يتردد لحظة في نجدتنا...لذلك من محبته فينا ..اعطانا دواء لكل جراحاتنا اعطانا دواء يحيي النفس المائتة ويشفي النفس السقيمه بأوجاعها انه دواء عجيب وعظيم : عجيب في مفعوله واكيد في شفائه... انه الدواء الذي يجعل الملكوت امامنا مفتوحا لندخله بسعة هذا الدواء اسمه "التوبة والرجوع " كل اللي يشرب منه تنتعش روحه وتعود انفاسه تلهج بحمد ربنا وتسبحه ومن دمه وجسده ننال الغفران للخطايا والحياة الابدية ان كل حروب الشياطين حولنا هدفها ان تلهونا عن "التوبه" هدفها ان تخيفونا من التوبه هدفها ان تشككنا في محبة الرب لنا هدفهم ان يصوروها امامنا ثقيلة هدفهم ان نعتقد ونصدق انه ليس لنا مكان عند ملك الملوك وانه لن يقبلنا في قلبه الشياطين يكرهوننا ..يشعرونا اننا لسنا بحاجه للتوبه ولسنا بحاجه لحضن المخلص انهم يهمسون ....انهم يوسوسون "فشكرا لله علي عطيته التي لا يعبر عنها "2 كو 15:9" |
||||
03 - 10 - 2015, 03:28 PM | رقم المشاركة : ( 9462 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البارادايم بقلم القمص اثناسيوس جورج خاص صوت المسيحى الحر اصطلاح "البارادايم" معناه مجموع ما لدى الإنسان من خبرات ومعلومات ومكتسَبات ومعتقدات وثقافة حياة؛ ترسم حدود تفكيره. أﻱ أنها (نظارة العقل) أو نظام التفكير والعدسات التي يرى بها الإنسان واقع حياته. والبارادايم يتغير من شخص لآخر، بل ويتغير بالنسبة للشخص نفسه من مرحلة لأخرى. كل إنسان له صورته الخاصة -(بارادايم خاص به)- التى يدرك بها الأمور ويقيِّمها. فالعقل مثل الباراشوت يعمل بشكل رائع عندما يكون منفتحًا طيِّعًا قابلاً للحوار والانفتاح للإبداع وللخروج من النمطية، ومن شرنقة الذاتية؛ كي ينتقل نحو ما هو أفضل. والبارادايم عند الإنسان المسيحي؛ تتأسس لغة خبرته البشرية على لغة الكلمة الإلهي (اللوغوس) معلم الأسرار وطبيب النفس والجسد والروح؛ الذﻱ كلمته تفتح عيون النفس فتبصر، وتتنفس رائحة حياة محيية أبدية، بأكتساب الحكمة النازلة من عند أبي الأنوار، حكمة مصفاة تمتحن كل شيء لتتمسك بالحسن (١تس ٥ : ٢١). ذلك الحسن الذﻱ يختاره ليسلك فيه ويتدرب عليه، حتى يستريح الله فيه ويرى كل شيء من يد الله ولله ولأجله؛ بسراج العين البسيطة التي تجعل كل شيء هيِّنًا. البارادايم يعني لنا كمسيحيين أن يصنع الداخل مسيحيًا، ليجعل من غير المنظور منظورًا ومعاشًا في مهارة الحياة، التى تحوِّل فينا معرفة الحكمة الذهنية إلى أعمال سلوكية نامية؛ وفق نظرتنا لما يدور حولنا وفينا. فتكون حياتنا العملية ترجمة لبناء نفوسنا وتقدُّمها وإصلاحها "أتيتُ لتكون لهم حياة؛ ولتكون هذه الحياة أوفر وأفضل".. أمَّا الجاهل السالك بجهالة؛ هو الذﻱ يتجنب الفهم. والمستهزئ والمتهوِّر هما اللذان يسخَران ويستخفَّان بغيرهم؛ رافضين التوبيخ، وسالكين بتكبر وهوًى. كذا الأحمق والمتمرد فهما يكرهان المعرفة؛ ويتحدثان باللهو؛ ثائرين مستهينين بكل تعليم وخبرة وتنظيم. تتمحور حياة الإنسان في مجملها؛ حول اتخاذ قرارات حاسمة نواجهها. لذلك الحكيم هو من يخاف الله؛ وتكون نظارته العقلية متجهة نحو تكميل خلاصه بخوف ورعدة، يسلك في كل شيء بمخافة الله، التى هى أفضل من كل الكنوز؛ والتى تشكر الله كل حين على عطاياه وإحساناته، فتقتني الرضا والاتساق، ناظرة إلى كل شيء؛ وفقًا للفكر الإلهي. مؤمنة أن الصلاح وحده هو الذﻱ ينجي ويسند ويُبعد كل غباوة وعبودية للمال والشر واستعباد العالم. بارادايم الإنسان المسيحي متصالح مع نفسه؛ ما دام الداخل قد تأيَّد بروح المشورة والتعضيد، الذﻱ ينبِّه بالابتعاد عن الكلام البطال؛ والانقياد لمشورات السُّكْر والبطالة والعنف ومسايرة أصدقاء السوء. وظيفة العين هي التي ترسم النور في القلب، ليملأ الكيان بالبصيرة، ويفيض من نبعه على طبيعة الجسد ببريقه الساطع؛ لتسمو الأفكار وتبلغ إلى فهم المقاصد، حيث تتوحد الإرادة بالاتكال والعزيمة الروحية الصحيحة والمعافاة. كلما سعى الإنسان في طريق الصلاح؛ اقتنى الأدب والفهم والاستقامة والمعرفة والتمييز والعلم والمشورات التي لا تُوزَن بالذهب؛ ولا تثمَّن بالفضة ولا بالحجارة الكريمة. وهذه هى طبيعة عدسة المسيحي الصاحي الذﻱ لا تتمشَى عقليته وسلوكه مع العقول التي خرَّبها عنف الشر والفساد والإلحاد وجنون الإرادة الذاتية؛ ولا ينجرف لدعوى الحرية الكاذبة المنفلتة؛ التي جلبت على العالم الانحلال الأخلاقي والضياع، تحت ستار الحرية الفردية. لذلك يمارس المستثمرون الروحيون حقهم في الخيارات؛ ليختاروا الحكمة ويتطلع كلٌّ باستقامة للتعليم السماوﻱ، وتنحاز قراراتهم لتحقيق تكاملهم الروحي بحكمة بين الكاملين، من دون تحجر أو غلاظة؛ بل بإنفتاح شغوف للتعليم والفحص تحت نِير المسيح الحلو، متسلِّقين نحو المصاعد، حافظين بُوصلتهم في حفظ الرأﻱ والتدبير والأدب. كثيرون تضاعفت سِنِيّ حياتهم عندما بقيت أفكارهم وإنجازاتهم حية، حتى بعد موتهم، وبقيت سيرتهم وكلماتهم عاملة في الناس.. فَهُمْ وإن ماتوا؛ لكنهم يعملون خلال نعمة الله التي قَبِلوها. مستثمرين عطية الفَهْم والمعرفة بطريقة إيجابية، من دون انحراف يمينًا أو يسارًا، بل بمعقولية نعمة وفطنة صالحة، في أعين الله والناس، حتى وإن قاومهم البعض؛ يبقوا مكرمين عند الأكثرين. المتعقل دائمًا يتريَّس ليحفظ كيانه من الخداع والتفاهة والتشويش، بالالتجاء إلى حضن الكنيسة (قصر الحكمة الملوكي) ليلبس ثياب الرزانة والسمو، وتتمركز حياته في الله؛ فتُعطَى قيمة ومعنى وغاية أبدية. سائرًا في طريقه بسلاح البر لليمين واليسار ولا يميل يَمْنةً ولا يَسْرةً (أم ٤ : ٢٧). يستمد وجوده وهويّته Identity بإتحاده بالله. وحريته نابعة من جُرن معموديته، ومن صيرورته كائنًا كنسيًا؛ له فكر وعقل وسلوك ورؤية؛ تجعله يوجد ويحيا كصورة الثالوث. ممنطقًا أحقاء ذهنه صاحيًا (١بط ١ : ١٣)، أﻱ يربط وسط ذهنه بحزام استعداد الفهم والتفكير العميق والدقيق، للتفتيش في الكتب المقدسة وحكمة الله المتنوعة؛ حسب قصد الدهور، حتى يبلغ بها غاية وثمرة إيمانه التي هي خلاص النفس، الذﻱ تعيَّن ليناله، بكلمة الله الثابتة إلى الأبد، التي تشكِّل وَعْينا وتهندس فكرنا، مقابل ثقافة وفكر الجسد الذﻱ يَيْبَس كالعشب ويسقط كزهر العشب. وكل فكر وسلوك صالح؛ إنما يمجد صورة الله في الإنسان العاقل المخلوق على صورته ومثاله. يمجد صورته ويشترك في عظمته؛ فيصير في كرامة ونجاح، ضد التسيُّب والاستهتار والإفراط والتثقل بخمر سُكْر هموم الحياة. صاحيًا كجندﻱ لله في كل عمل صالح. ليتنا نطلب من الله القوة المرشِدة لنفوسنا التى بواسطتها نعرف الأشياء ونميزها، فتصبح سيرتنا مستقيمة ولا عثرة فيها. حريصين من التواني والغفلة لئلا نصير مثل شمشون الذﻱ أصابه الغرور واستسلم لإمرأة غريبة فحلقت رأسه، وفارقته روح الله في الحال، وضعفت قوته وربطوه؛ وصار أضحوكة وألعوبة، فأتى الغرباء وقلعوا عينيه. فلنهرُب نحن أيضًا من القاسي غير الرحيم؛ لئلا يقلع عيني عقولنا (البارادايم). |
||||
03 - 10 - 2015, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 9463 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رجل الصبر: يوسف
نقرأ في يعقوب 5: 10- 11 يعقوب 5: 10- 11 "خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالاً لاحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ: الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ." الصبر هو شيء نحتاجه وخاصة في الصعاب، كما تقول كلمة الله في (رومية 12: 12) "[كونوا] صَابِرِينَ فِي الضَّيْقِ"، واليوم، أود أن أدرس موضوع الصبر مستخدماً في ذلك مثال يوسف ابن يعقوب. نقرأ في تكوين 37: 3- 11 2. من كنعان إلى مصر تكوين 37: 3- 11 " وَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَأَحَبَّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ بَنِيهِ لأَنَّهُ ابْنُ شَيْخُوخَتِهِ، فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصًا مُلَوَّنًا. فَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ أَحَبَّهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ أَبْغَضُوهُ، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلاَمٍ. وَحَلُمَ يُوسُفُ حُلْمًا وَأَخْبَرَ إِخْوَتَهُ، فَازْدَادُوا أَيْضًا بُغْضًا لَهُ. فَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا هذَا الْحُلْمَ الَّذِي حَلُمْتُ: فَهَا نَحْنُ حَازِمُونَ حُزَمًا فِي الْحَقْلِ، وَإِذَا حُزْمَتِي قَامَتْ وَانْتَصَبَتْ، فَاحْتَاطَتْ حُزَمُكُمْ وَسَجَدَتْ لِحُزْمَتِي». فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «أَلَعَلَّكَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا مُلْكًا أَمْ تَتَسَلَّطُ عَلَيْنَا تَسَلُّطًا؟» وَازْدَادُوا أَيْضًا بُغْضًا لَهُ مِنْ أَجْلِ أَحْلاَمِهِ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِهِ. ثُمَّ حَلُمَ أَيْضًا حُلْمًا آخَرَ وَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ حَلُمْتُ؟ حُلْمًا أَيْضًا، وَإِذَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا سَاجِدَةٌ لِي». وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ، فَانْتَهَرَهُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ: «مَا هذَا الْحُلْمُ الَّذِي حَلُمْتَ؟ هَلْ نَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ لِنَسْجُدَ لَكَ إِلَى الأَرْضِ؟» 11فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ، وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ الأَمْرَ." أحب يعقوب يوسف أكثر من سائر بنيه، وهذا بدورة أدى إلى حسد أخوته له، وكأن هذا لم يكن كافياً، فرأى نفسه في حلمين وكأنه حاكماً على عائلته، فزاد هذا من حسدهم. وكما سنرى لاحقاً، تسبب حسدهم هذا في المزيد من المشاكل ليوسف. أما بخصوص منشيء هذه الأحلام، فحقيقة أن الله حققهما، كما سنرى لاحقاً - حتى وإن كان تأخر كثيراً في ذلك - (تكوين 42: 9)، يظهر أنه كان هو أيضاً من أعطاه إياهما في المقام الأول. وبرؤية المشاكل التي جلبتها تلك الأحلام ليوسف، فربما إذاً يكون السؤال التالي هو لماذا؟ لماذا أعطى الله ليوسف أحلاماً تنبؤية ستتحقق فقط بعد عدة سنوات؟ الم يكن يعرف أنها فقط ستشعل كراهية اخوته حتى إلى درجة بيعه كعبد إلى مصر؟ بالطبع كان يعرف، لا يوجد شيء غير معلوم لدى الله، لا شيء ولا أحد يقدر أن يفاجيء الله، فهو يعرف كل شيء ويرى أبعد مما نستطيع أن نرى. فالأشياء التي عاناها يوسف كانت لها أهدافها على الرغم من صعوبة رؤية أي أهداف منها في الوقت الذي حدثت فيه. وحقيقة أننا قد نخوض التجارب والضيقات لا يعني بالضرورة أننا نسير بعيداً عن إرادة وخطة الله، فكما حدث مع يوسف كذلك أيضاً يحدث معنا، فللصعاب أهدافها وأعتقد أن هذا ينطبق أيضاً على كل شيء يجلبه الرب في طريقنا. فتقول الكلمة في (رومية 8: 28) "كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ"، إن كنت تحب الله، فكل الأشياء وجميعها تعمل معاً للخير، وحتى الصعاب وأيضاً الضيقات. فأنت لا تحتاج دائماً لإجابات عن تساؤلاتك حتى تمضي قدماً - كما سنرى أن أسئلة يوسف احتاجت لسنين عديدة حتى تجاب وزادت خلالها الاسئلة، فما نحتاجه إذاً هو الإيمان - فعليك أن تثق في خطط الله حتى وإن لم ترها كاملة، وكما تخبرنا بطرس الأولى 4: 19: "فَإِذًا، الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ، كَمَا لِخَالِق أَمِينٍ،فِي عَمَلِ الْخَيْرِ." ستكون هناك أوقاتاً حين سنعاني وسيكون هذا "بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ"، فلنستودع نفوسنا إليه كما لخالق أمين، فهو يعلم جيداً ما هو فاعله. عودة إلى يوسف، فهو إن لم يكن قد تسائل على الفور عن الأسباب التي جعلت الله يعطيه تلك الآلام، فبالتأكيد فعل ذلك بعد ما حدثت. أرسله أبوه ليجد اخوته في المكان الذي كانوا يرعون فيه الغنم، ولكنهم.... 3. يوسف: في بيت فوطيفار ثم في السجن تكوين 37: 18- 28 "لَمَّا أَبْصَرُوهُ مِنْ بَعِيدٍ، قَبْلَمَا اقْتَرَبَ إِلَيْهِمِ، احْتَالُوا لَهُ لِيُمِيتُوهُ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هُوَذَا هذَا صَاحِبُ الأَحْلاَمِ قَادِمٌ. فَالآنَ هَلُمَّ نَقْتُلْهُ وَنَطْرَحْهُ فِي إِحْدَى الآبَارِ وَنَقُولُ: وَحْشٌ رَدِيءٌ أَكَلَهُ. فَنَرَى مَاذَا تَكُونُ أَحْلاَمُهُ». فَسَمِعَ رَأُوبَيْنُ وَأَنْقَذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَقَالَ: «لاَ نَقْتُلُهُ». وَقَالَ لَهُمْ رَأُوبَيْنُ: «لاَ تَسْفِكُوا دَمًا. اِطْرَحُوهُ فِي هذِهِ الْبِئْرِ الَّتِي فِي الْبَرِّيَّةِ وَلاَ تَمُدُّوا إِلَيْهِ يَدًا». لِكَيْ يُنْقِذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ لِيَرُدَّهُ إِلَى أَبِيهِ. فَكَانَ لَمَّا جَاءَ يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ أَنَّهُمْ خَلَعُوا عَنْ يُوسُفَ قَمِيصَهُ، الْقَمِيصَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهِ، وَأَخَذُوهُ وَطَرَحُوهُ فِي الْبِئْرِ. وَأَمَّا الْبِئْرُ فَكَانَتْ فَارِغَةً لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ. ثُمَّ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا طَعَامًا. فَرَفَعُوا عُيُونَهُمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا قَافِلَةُ إِسْمَاعِيلِيِّينَ مُقْبِلَةٌ مِنْ جِلْعَادَ، وَجِمَالُهُمْ حَامِلَةٌ كَثِيرَاءَ وَبَلَسَانًا وَلاَذَنًا، ذَاهِبِينَ لِيَنْزِلُوا بِهَا إِلَى مِصْرَ. فَقَالَ يَهُوذَا لإِخْوَتِهِ: «مَا الْفَائِدَةُ أَنْ نَقْتُلَ أَخَانَا وَنُخْفِيَ دَمَهُ؟ تَعَالَوْا فَنَبِيعَهُ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ، وَلاَ تَكُنْ أَيْدِينَا عَلَيْهِ لأَنَّهُ أَخُونَا وَلَحْمُنَا». فَسَمِعَ لَهُ إِخْوَتُهُ. وَاجْتَازَ رِجَالٌ مِدْيَانِيُّونَ تُجَّارٌ، فَسَحَبُوا يُوسُفَ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ الْبِئْرِ، وَبَاعُوا يُوسُفَ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ بِعِشْرِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. فَأَتَوْا بِيُوسُفَ إِلَى مِصْرَ." دفعهم حسد اخوة يوسف إلى بيعه كعبد إلى مصر، فلنتوقف للحظة ولنضع أنفسنا محل يوسف: تخيل الأسئلة التي قد سألها لنفسه، ففي بضع لحظات انقلبت حياته رأساً على عقب؛ كان قبل ساعات في بيت أبيه الذي أحبه كثيرأً بينما هو الآن ذاهب إلى مصر كعبد مباع من قِبَل اخوته! هل تعتقد أنه فهم سبب حدوث كل هذا؟ أنا لا أظن ذلك. ومثل يوسف، كذلك نحن أيضاً قد لا نفهم الأسباب وراء بعض الأشياء، قد نشعر بالحيرة ونكون حزانى مثل أيوب، ولكن دعوني أكرر أن " كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ" (رومية 8: 28). نحن لنا نظرة - وهي محدودة جداً - إلى الحاضر والماضي فقط، ولكن الله على الجانب الآخر، لديه نظرة كاملة لكل شيء، تشمل الماضي، الحاضر والمستقبل. فنظرتنا نحن محدودة وناقصة، ولكن نظرته هو كاملة وتامة. والصلة التي تربط بين نظرتنا ونظرته الكاملة هي الإيمان، فمن خلال الإيمان، نسلم رؤيتنا الناقصة إلى رؤيته الكاملة ونستنكر أن نتبع ونتصرف فقط حسبما تقول رؤيتنا الناقصة. وعوضاً عن هذا، علينا أن نثق في نظرة من نؤمن به الذي هو الله، فحينما يجرب إيماننا، نُجَرَّب حتى نُزيل ثقتنا بالله ونضعها فيما نرى بحواسنا، فدعونا لا نحاول إجابة تساؤلات لدينا قد يكون لا جواب لها وتكون مبنية فقط على ما تراه أعيننا، فاستنتاجاتنا لن تكون صائبة، بل على العكس فلنستودع نفوسنا إليه "كَمَا لِخَالِق أَمِينٍ" (بطرس الأولى 4: 19)، فهو دائماً ما يعرف ما هو فاعل، حتى وإن كانت هناك أشياء لا نفهمها بشكل كامل في ذاك الوقت. بالرجوع إلى يوسف، تخبرنا الآيات 1- 6 من الإصحاح 39 عن ما حدث فيما بعد: 4. يوسف: في قصر فرعون تكوين 39: 1- 6 " وَأَمَّا يُوسُفُ فَأُنْزِلَ إِلَى مِصْرَ، وَاشْتَرَاهُ فُوطِيفَارُ خَصِيُّ فِرْعَوْنَ رَئِيسُ الشُّرَطِ، رَجُلٌ مِصْرِيٌّ، مِنْ يَدِ الإِسْمَاعِيلِيِّينَ الَّذِينَ أَنْزَلُوهُ إِلَى هُنَاكَ. وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا، وَكَانَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ الْمِصْرِيِّ. وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ، وَأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ. فَوَجَدَ يُوسُفُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ، وَخَدَمَهُ، فَوَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ وَدَفَعَ إِلَى يَدِهِ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ. وَكَانَ مِنْ حِينِ وَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ، أَنَّ الرَّبَّ بَارَكَ بَيْتَ الْمِصْرِيِّ بِسَبَبِ يُوسُفَ. وَكَانَتْ بَرَكَةُ الرَّبِّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ فِي الْبَيْتِ وَفِي الْحَقْلِ، فَتَرَكَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ. وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ يَعْرِفُ شَيْئًا إِلاَّ الْخُبْزَ الَّذِي يَأْكُلُ." "وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ" هذه الفقرة لا تقول أن الرب ترك يوسف في تجربته بالبيت ثم رجع، بل كان الرب مع يوسف، وكان معه منذ البداية، كما يقول الكتاب المقدس في (عبرانيين 13: 5) "لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ"، وحيث كان ليوسف، ولك أنت أيضاً على الأغلب، معرفة بالماضي والحاضر فقط، فإن كان قد نظر إلى موقفه بعينه المادية، فلابد وأنه كان في بؤس عظيم، وربما أراد أن يتخلص من حياته، إلا أنه لم يفعل ذلك، حتى وإن كانت حياته التي كان يعيشها مختلفة تماماً عن تلك التي كان يتوقعها، بل على النقيض، عمل لدى المصري والذي دفع إلى يده كل ما كان له. وعلى الرغم من أن يوسف لم تكن لديه أجوبه لكل أسئلته، إلا أنه عاش حياته واضعاً قلبه في يد من عرف كل الأجوبة. وبالنسبة لحياة يوسف في بيت فوطيفار، نستطيع أن نقول أن الحياة بدأت تبتسم له مرة أخرى، فقد صارت له وظيفة جيدة إذ كان مسؤولاً عن أملاك خصي فرون. وكان هذا على ما اعتقد منصباً وجيهاً بالنسبة للعديد من المصريين، ناهيك عن إنسان غريب مثل يوسف، إلا أن كل هذا تغير مرة أخرى وبشكل مفاجيء. فتخبرنا تكوين 39: 6- 20 تكوين 39: 6- 15، 19- 20 "فَتَرَكَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ. وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ يَعْرِفُ شَيْئًا إِلاَّ الْخُبْزَ الَّذِي يَأْكُلُ. وَكَانَ يُوسُفُ حَسَنَ الصُّورَةِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ. وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ امْرَأَةَ سَيِّدِهِ رَفَعَتْ عَيْنَيْهَا إِلَى يُوسُفَ وَقَالَتِ: «اضْطَجعْ مَعِي». فَأَبَى وَقَالَ لامْرَأَةِ سَيِّدِهِ: «هُوَذَا سَيِّدِي لاَ يَعْرِفُ مَعِي مَا فِي الْبَيْتِ، وَكُلُّ مَا لَهُ قَدْ دَفَعَهُ إِلَى يَدِي. لَيْسَ هُوَ فِي هذَا الْبَيْتِ أَعْظَمَ مِنِّي. وَلَمْ يُمْسِكْ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَكِ، لأَنَّكِ امْرَأَتُهُ. فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟». وَكَانَ إِذْ كَلَّمَتْ يُوسُفَ يَوْمًا فَيَوْمًا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ لَهَا أَنْ يَضْطَجعَ بِجَانِبِهَا لِيَكُونَ مَعَهَا. ثُمَّ حَدَثَ نَحْوَ هذَا الْوَقْتِ أَنَّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ لِيَعْمَلَ عَمَلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ هُنَاكَ فِي الْبَيْتِ. فَأَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ قَائِلَةً: «اضْطَجعْ مَعِي!». فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ. وَكَانَ لَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ إِلَى خَارِجٍ، أَنَّهَا نَادَتْ أَهْلَ بَيْتِهَا، وَكَلَّمَتهُمْ قَائِلةً: «انْظُرُوا! قَدْ جَاءَ إِلَيْنَا بِرَجُل عِبْرَانِيٍّ لِيُدَاعِبَنَا! دَخَلَ إِلَيَّ لِيَضْطَجعَ مَعِي، فَصَرَخْتُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ. وَكَانَ لَمَّا سَمِعَ أَنِّي رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ، أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ بِجَانِبِي وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ»....فَكَانَ لَمَّا سَمِعَ سَيِّدُهُ كَلاَمَ امْرَأَتِهِ الَّذِي كَلَّمَتْهُ بِهِ قَائِلَةً: «بِحَسَبِ هذَا الْكَلاَمِ صَنَعَ بِي عَبْدُكَ»، أَنَّ غَضَبَهُ حَمِيَ. فَأَخَذَ يُوسُفَ سَيِّدُهُ وَوَضَعَهُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ، الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ أَسْرَى الْمَلِكِ مَحْبُوسِينَ فِيهِ. وَكَانَ هُنَاكَ فِي بَيْتِ السِّجْنِ." على الرغم من أن يوسف كان جيداً جداً في عمله، إلا أنه استُهدِف من قِبَل زوجة فوطيفار وانتهى الحال به في سجن فرعون. لم يكن ليرجع عن ما كان يعرفه أنه إرادة الله، إذ قال لها: "كَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟" كان الله هو من خافه يوسف وليس الإنسان، وعلى الرغم من أن النتيجة كانت أنه أودع السجن إلا أن الرب تبعه هناك أيضاً. فتقول لنا الآيات 20 - 23 تكوين 39: 20 - 23 "وَكَانَ هُنَاكَ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. وَلكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا، وَجَعَلَ نِعْمَةً لَهُ فِي عَيْنَيْ رَئِيسِ بَيْتِ السِّجْنِ. فَدَفَعَ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ إِلَى يَدِ يُوسُفَ جَمِيعَ الأَسْرَى الَّذِينَ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. وَكُلُّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ هُنَاكَ كَانَ هُوَ الْعَامِلَ. وَلَمْ يَكُنْ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ يَنْظُرُ شَيْئًا الْبَتَّةَ مِمَّا فِي يَدِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَمَهْمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ." "وَلكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ ..." وأعتقد أن نفس الشيء يحدث معك، فالرب معك، وعلى الرغم من أنك قد تكون في موقف صعب، إلا أن الرب موجود هناك. قد تكون مثل يوسف، لديك أسئلة كثيرة غير مجابة، وقد تتسائل "أين هو الله من كل هذا؟" ولكننى أعتقد أن الجواب بسيط، مختصر ومباشر وهو أنه معك. بالرجوع إلى يوسف، صار الآن مسؤولاً عن كل السجن بعد أن كان مسؤولاً عن بيت فوطيفار. وبعد بضع الوقت، كان من ضمن السجناء اثنين من رجال فرعون وهم رئيس السقاة ورئيس الخبازين. فتخبرنا تكوين 40: 5- 8 تكوين 40: 5 - 8 "وَحَلُمَا كِلاَهُمَا حُلْمًا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، كُلُّ وَاحِدٍ حُلْمَهُ، كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ تَعْبِيرِ حُلْمِهِ، سَاقِي مَلِكِ مِصْرَ وَخَبَّازُهُ، الْمَحْبُوسَانِ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. فَدَخَلَ يُوسُفُ إِلَيْهِمَا فِي الصَّبَاحِ وَنَظَرَهُمَا، وَإِذَا هُمَا مُغْتَمَّانِ. فَسَأَلَ خَصِيَّيْ فِرْعَوْنَ اللَّذَيْنِ مَعَهُ فِي حَبْسِ بَيْتِ سَيِّدِهِ قَائِلاً: «لِمَاذَا وَجْهَاكُمَا مُكْمَدَّانِ الْيَوْمَ؟» فَقَالاَ لَهُ: «حَلُمْنَا حُلْمًا وَلَيْسَ مَنْ يُعَبِّرُهُ». فَقَالَ لَهُمَا يُوسُفُ: «أَلَيْسَتْ للهِ التَّعَابِيرُ؟ قُصَّا عَلَيَّ»." " أَلَيْسَتْ للهِ التَّعَابِيرُ؟" أجل لله كل التعابير والتفاسير والأجوبة. وبهذا التشجيع بدأ السجناء يقصون أحلامهم على يوسف. تكوين 40: 9- 15 "فَقَصَّ رَئِيسُ السُّقَاةِ حُلْمَهُ عَلَى يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ: «كُنْتُ فِي حُلْمِي وَإِذَا كَرْمَةٌ أَمَامِي. وَفِي الْكَرْمَةِ ثَلاَثَةُ قُضْبَانٍ، وَهِيَ إِذْ أَفْرَخَتْ طَلَعَ زَهْرُهَا، وَأَنْضَجَتْ عَنَاقِيدُهَا عِنَبًا. وَكَانَتْ كَأْسُ فِرْعَوْنَ فِي يَدِي، فَأَخَذْتُ الْعِنَبَ وَعَصَرْتُهُ فِي كَأْسِ فِرْعَوْنَ، وَأَعْطَيْتُ الْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ». فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: «هذَا تَعْبِيرُهُ: الثَّلاَثَةُ الْقُضْبَانِ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ. فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ وَيَرُدُّكَ إِلَى مَقَامِكَ، فَتُعْطِي كَأْسَ فِرْعَوْنَ فِي يَدِهِ كَالْعَادَةِ الأُولَى حِينَ كُنْتَ سَاقِيَهُ. وَإِنَّمَا إِذَا ذَكَرْتَنِي عِنْدَكَ حِينَمَا يَصِيرُ لَكَ خَيْرٌ، تَصْنَعُ إِلَيَّ إِحْسَانًا وَتَذْكُرُنِي لِفِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُنِي مِنْ هذَا الْبَيْتِ. 15لأَنِّي قَدْ سُرِقْتُ مِنْ أَرْضِ الْعِبْرَانِيِّينَ، وَهُنَا أَيْضًا لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا حَتَّى وَضَعُونِي فِي السِّجْنِ»." كان حلمي الموظفين (لم نتحدث عن حلم رئيس الخبازين) من عند الله، ولهذا السبب أعطى التفسير أيضاً، سيرجع رئيس السقاة إلى منصبه، وبمعرفة ذلك، طلب منه يوسف أن يتذكره ويذكر قضيته أمام فرعون، ثم تخبرنا الآيات 20 - 23 تكوين 40: 20- 23 "فَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، يَوْمِ مِيلاَدِ فِرْعَوْنَ، أَنَّهُ صَنَعَ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ عَبِيدِهِ، وَرَفَعَ رَأْسَ رَئِيسِ السُّقَاةِ وَرَأْسَ رَئِيسِ الْخَبَّازِينَ بَيْنَ عَبِيدِهِ. وَرَدَّ رَئِيسَ السُّقَاةِ إِلَى سَقْيِهِ، فَأَعْطَى الْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ. وَأَمَّا رَئِيسُ الْخَبَّازِينَ فَعَلَّقَهُ، كَمَا عَبَّرَ لَهُمَا يُوسُفُ. وَلكِنْ لَمْ يَذْكُرْ رَئِيسُ السُّقَاةِ يُوسُفَ بَلْ نَسِيَهُ." حدث كل شيء تماماً مثلما قال الله من خلال يوسف، ومع ذلك، وبرغم من هذه الحقيقة وتوسلات يوسف، إلا أن رئيس السقاة نساه. من يعرف ما كان يوسف يفكر فيه، على الأغلب انتظر بآمال كبرى حتى تمضي الثلاث أيام وحتى تتحقق الأحلام، آملاً في أن يتذكره رئيس السقاة، ولكنه نساه. قد نسمي هذا إهمال، أو نكران للجميل، ولكن "مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ؟" كما تقول الكلمة في (مراثي إرميا 3: 37). لأنه لا يوجد شيء يحدث مصادفة بالنسبة للإنسان الذي يتبع الله، بل على العكس، " كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ"، جميعها حتى الإهمال؟ أجل، وحتى حقيقة أن يوسف قد أودع السجن بدون ارتكابه لأي ذنب؟ بالطبع. "وحتى المواقف التي اتعرض لها؟" إن كنت تحب الله، فأجل هو كذلك. كل الاشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله وحقاً أنا لا أعتقد أن مواقفي أو مواقفك مستثناة من "كُلَّ الأَشْيَاءِ". يمر بعض الوقت ويحين دور فرعون ليرى حلماً من الله ويبحث عن تفسيره. وحينها فقط تذكر رئيس السقاة العبري الصغير، الذي قبل بضع سنين، فسر الأحلام التي حلم بها هو ورئيس الخبازين. وعلى الفور، ارسل فرعون ليوسف وأعطى الله تفسيرات الأحلام من خلاله: أنه سيكون في مصر سبع سنين شبع وستتبع بسبع سنين جوع، فكان على فرعون إذاً أن يتصرف بحكمة وأن يعين رجلاً يتأكد من أن البلاد ستستخدم المصادر الوفيرة في السبع سنين الأولى لتغطية العجز الآتي. ثم قال فرعون ليوسف: 5. يوسف: الأسباب تكوين 41: 37- 44 "فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَفِي عُيُونِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ. فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟» ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «بَعْدَ مَا أَعْلَمَكَ اللهُ كُلَّ هذَا، لَيْسَ بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ مِثْلَكَ. أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي، وَعَلَى فَمِكَ يُقَبِّلُ جَمِيعُ شَعْبِي إِلاَّ إِنَّ الْكُرْسِيَّ أَكُونُ فِيهِ أَعْظَمَ مِنْكَ». ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «انْظُرْ، قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ بُوصٍ، وَوَضَعَ طَوْقَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ، وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ الْثَّانِيَةِ، وَنَادَوْا أَمَامَهُ «ارْكَعُوا». وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ»." مثلما نُفِيَ يوسف وألقي في السجن فجأة، اصبح ثاني رجلاً في الحكم على كل مصر أيضاً فجأة! كان ثاني رجل بعد فرعون! وبقيادة يوسف، استطاعت مصر أن تخزن في السبع سنين الرخاء الأولى ما يكفي لمواجهة السبع سنين الجوع الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، فبمجرد أن سمع يعقوب، أبو يوسف، عن وجود طعام في مصر، أرسل بنيه إلى هناك ليبتاعوا بعضاً منه. وتظهر لنا الإصحاحات 52 - 56 كيف رتب الله بمنتهى الجمال لاتحاد العائلة كلها في مصر. ما قرأناه عن يوسف وخاصة فترة التجربة، لم يستمر لشهر أو شهرين، في الحقيقة استمر الأمر ثلاثة عشر عاماً منذ الوقت الذي بيع فيه إلى مصر إلى الوقت الذي وقف فيه أمام فرعون (انظر تكوين 37: 2 وتكوين 41: 46). ويعطينا مزمور 105: 17- 22 ملخصاً عن ما حدث ليوسف وكذلك عن معناه. 6. الخلاصة مزمور 105: 17- 22 "أَرْسَلَ [الله] أَمَامَهُمْ [شعب إسرائيل] رَجُلاً. بِيعَ يُوسُفُ عَبْدًا. آذَوْا بِالْقَيْدِ رِجْلَيْهِ. فِي الْحَدِيدِ دَخَلَتْ نَفْسُهُ، إِلَى وَقْتِ مَجِيءِ كَلِمَتِهِ. قَوْلُ الرَّبِّ امْتَحَنَهُ. أَرْسَلَ الْمَلِكُ فَحَلَّهُ. أَرْسَلَ سُلْطَانُ الشَّعْبِ فَأَطْلَقَهُ. أَقَامَهُ سَيِّدًا عَلَى بَيْتِهِ، وَمُسَلَّطًا عَلَى كُلِّ مُلْكِهِ، لِيَأْسُرَ رُؤَسَاءَهُ حَسَبَ إِرَادَتِهِ وَيُعَلِّمَ مَشَايِخَهُ حِكْمَةً." كان الله هو من أرسل يوسف إلى مصر، "أرسله"، كما قال يوسف أيضاً لاخوته بعد اتحادهم مرة أخرى: تكوين 45: 7- 8 "فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً. فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ." ومرة أخرى في تكوين 50: 19- 20 "فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ اللهِ؟ أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرً." بالرجوع إلى المزامير، عين الله وقتاً لـ "مَجِيءِ كَلِمَتِهِ [بخصوص يوسف]" وحتى ذلك الوقت "قَوْلُ الرَّبِّ امْتَحَنَهُ". إذاً فما عانى منه يوسف لم يكن نتيجة سوء الحظ أو ظروف سيئة بل كانت الخطوات التي وضعها الله في خطته لأجله. كانت تلك هي اختبارات خَطَّط لها الله لكي يبني بداخله ما كان ضرورياً له للخطوة التالية. كما تقول رومية 5: 3- 5 فيما يخص الضيقات: رومية 5: 3- 5 "وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا." ويعقوب 1: 2- 4 "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرً. 4وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ." كذلك عبرانيين 10: 36 "لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ." نحتاج إلى الصبر لعمل مشيئة الله برغم من أننا قد لا نحبه، فالصبر يُبنى بالتجارب. لا توجد طرق مختصرة هنا، ما كان في مقدور يوسف أن يذهب إلى الخطوة 3 [أن يصبح الرجل الثاني في مصر ووسيلة خلاص شعب إسرائيل] بدون المرور بالخطوة 1 [أن يُكره من قِبَل اخوته ويباع كعبد إلى مصر لبيت فوظيفار] و الخطوة 2 [ إلقائه في السجن بدون وجه حق]، كما يقول لنا مزمور 105: " فِي الْحَدِيدِ دَخَلَتْ نَفْسُهُ، 19إِلَى وَقْتِ مَجِيءِ كَلِمَتِهِ. قَوْلُ الرَّبِّ امْتَحَنَهُ"، كان وعد الله ليوسف هو الخطوة الثالثة منذ البداية، إلا أنه لم يكن ليفعل هذا قبل الخطوتين 1 و2 أي قبل التجارب. الكثير منا يريد الذهاب إلى الخطوة 3 بدون الخطوتين 1 و2. نحن نريد القيامة قبل الصلب، نريد أن نكون تلاميذاً بدون حمل الصليب، وهذا ببساطة لا يمكن. إن كان ابن الله، الرب يسوع المسيح، "تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ" (عبرانيين 5: 8) فهل نعتقد أننا نقدر أن نتعلمها بطريقة أخرى؟ إن كان الجواب نعم، فنحن نخدع أنفسن. التجارب هي خطوات، وجدت فقط لتأخذنا لأعلى وهي وضعت من قِبَل الله لمنفعتنا. وكما حدث مع يوسف، يحدث أيضاً معنا، فهي أدوات وضعها الله ليبني فينا ما هو لازم للخطوة التالية التي يريدنا الله أن نصل إليها. لله خطة وهدف من حياتنا وهو يريدنا أن نتمم هذا الهدف. فهل سنستسلم له؟ لا يمكن لأحد ابداً أن يصل للخطوة 3 بدون المرور أولاً بالخطوتين 1 - 2، لن يتعلم أحد الطاعة أبداً بدون التألم، لن يتعلم أحد الصبر بدون التجارب. لن يصل أحد أبداً إلى هدف الله الذي وضعه لأجله بدون السماح لله بأن يبني (ويزيل) - من خلال التجارب - ما يراه لازماً. أتمنى أن يكون ما سبق قد أوضح أن التجارب ليست بالضرورة أشياء خططت لضررنا، بل على العكس، بالنسبة لإنسان يحب الله "كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ" وهذا بالطبع يشمل التجارب والضيقات. إذاً، فإن كان هذا هو الوقت حيث تبدو الأسئلة كثيرة جداً والأجوبة قليلة جداً، فلا تيأس. استودع قلبك عند الرب، فهو يعرف ما هو فاعل وما يفعله هو بالطبع للصالح ولأجل مجده. |
||||
03 - 10 - 2015, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 9464 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصبر نقرأ في يعقوب 1: 2- 4 يعقوب 1: 2- 4 "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ." لكي نكون تامين وكاملين، نحتاج إلى العمل الصبر التام، وأود اليوم إذاً أن القي نظرة على الصبر وعلى أهميته. 1. الصبر: لماذا نحتاجه؟ لكي نبدأ، سنذهب إلى عبرانيين 12: 1- 2 حيث نقرأ: عبرانيين 12: 1- 2 "لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ." هناك جهاد علينا أن نحاضره وعلينا أيضاً أن نحاضره بصبر ناظرين إلى يسوع الذي احتمل الصليب لأجل الفرح المنتظر بعده. وحقاً، فكر في صبر المسيح، فهو لم يصنع الشر لأي أحد، بل على العكس، شفى الابرص وأقام الميت وصنع دائماً إرادة الله، إلا أنه اضطهد وعُذِّب أكثر من أي شخص آخر إلى درجة أنه صُلِب، هل كان للمسيح أسبابه في أن يغضب ويترك القضية لأن الشعب الذي خدمه عامله بهذا الشكل البشع؟ حسناً، حتى وإن كانت لديه أسبابه، فهو لم يفعل ذلك ابداً، بل تحمل، أنت تتحمل عندما تعتبر أن الهدف الذي تبغاه يستحق أكثر من الالم الذي تعانيه الآن، وهذا ما فعله يسوع؛ فقد تحمل الألم والذل ناظراً إلى ما سيتبع ذلك، ناظراً إلى خلاصنا الذي سيصير ممكناً بآلامه هذه. إنه هو مثالنا البراق للصبر وإنه هو من ينبغي لنا أن ننظر إليه، محاضرين جهادنا بمثال صبره، كما قال بولس في كورنثوس الأولى 9: 24- 25 كورنثوس الأولى 9: 24- 25 "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا. وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى." ومجازاة جهادنا ليست إكليل فاني على جسد فاني بيد فانية، بل هي إكليل أبدي على جسد أبدي أو جسد روحاني بيد أبدية وهي يد يسوع المسيح، وتكمل عبرانيين 12 قائلة: عبرانيين 12: 3 "فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ." وكذلك عبرانيين 10: 35- 39 "فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ. لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي». وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الارْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاقْتِنَاءِ النَّفْسِ." لصبرنا وثفتنا مجازاة عظيمة، فيسوع المسيح آت بأكاليل، آت بمجازاة لهؤلاء الذين تحملوا ولم يرتدوا. أحياناً نظن أن هنا هو منزلنا الأبدي وأننا باقين هنا إلى الأبد، إلا أن سيرتنا الحقيقية في السماء (فيليبي 3: 20). نحن أناس دُعينا من قِبَل الله لمعرفته ومعرفة ابنه الرب يسوع المسيح الذي من أجله كل الاشياء تُحسَب نفاية (فيليبي 3: 8)، فهو رئيس الإيمان ومكمله (عبرانيين 12: 2)، إنه بيتنا السماوي، بيتنا الحقيقي الأبدي (كورنثوس الثانية 5: 1). تلك هي الحقيقة، فالحقيقة هي أيضاً مكافأتنا التي لا نراها الآن إلا أننا نتحمل لأجلها تماماً مثل الرياضي، فهو لا يرى مكافأته ولكنه يتحمل ويهيء نفسه للحصول عليها. 2. الصبر السلبي والصبر المحارب بما أننا نتحدث عن الصبر، أود أن أوضح عن أي نوع من الصبر نتحدث، والسبب هو أنه هناك نوعان من الصبر، هما الصبر السلبي والصبر المحارب؛ الصبر السلبي هو الذي يستهلك الوقت منتظراً النهاية بسلبية، مثال على ذلك هو صبر السجناء أو الأسرى وبشكل عام، فهؤلاء المأسورين في موقف يتقبل السلبية. وعكس الصبر السلبي هو الصبر المحارب، صبر المحارب الذي يتحمل كل الصعاب والجراح التي قد تتضمنها الحرب هادفاً النصر، فقد يجرح ولكنه يتحمل كل شيء لأجل مهمته. وأنا اعتقد أن هذا هو نوع الصبر الذي يتحدث عنه الله في كلمته، فهو ليس ذلك الصبر اليائس العشوائي الذي يطلب منا الله أن نتحلى به، كما نقرأ في عبرانيين 12: 1- 2: "وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ". نحن صابرون، محاضرون (عمل) جهاداً وناظرون (عمل) إلى شخص: الرب يسوع المسيح رئيس الإيمان ومكمله. لم يجعل الله منا أسرى حرب ولا جنوداً يقومون بالسير من حين إلى آخر ثم يرجعون إلى معسكراتهم، بل جعل منا جنوداً روحيين في حرب شاملة "مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ." (أفسس 6: 12). نحن لا نتنزه على أرض صديقة، ولكننا في حرب حقيقية على أرض العدو، نحن لسنا هنا حتى نتباهى فقط بأسلحتنا أو حتى نقول أننا نمتلكها، بل لكي نستخدمها وبكامل قواها الهائلة. بالطبع، وكما في أي حرب أخرى، قد نعاني المشقات والجراح، ولكن ماذا في ذلك؟ أنخاف منها؟ أنترك الشيطان حتى يسجننا تحت تهديد العواقب؟ وبقدر اهتمام الله: تيموثاوس الثانية 2: 3 "فَاشْتَرِكْ أَنْتَ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ." الجندي الصالح يتحمل المشقات، وهو مستعد أن يضحي بكل شيء في سبيل مهمته، ومن الواضح أن له فكر رئيسه: فيليبي 2: 5- 11 "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." الجندي الصالح له فكر رئيسه، فهو يطيع حتى الموت لو تطلب الأمر هذا، فقد جعل نفسه متاحاً لربه، وعلى الرغم من أنه قد يواجه المشقات إلا انه يتحملها ناظراً إليه. وعلى الجانب الآخر، فهناك الجندي الخائف من المشقات، وبفكره، يصير مرتعداً ويفضل الرجوع إلى السجن، فيخيفه حارس السجن الزائر مثل الأسد (بطرس الأولى 5: 8). وقد خدعه ليؤمن أن له عليه سلطان، فيخبىء عنه الحقيقة " لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ." (يوحنا الأولى 4: 4). لعل هذا الجندي يدرك الحقيقة، لعله يكسر قيوده وحصونه وظنونه (كورنثوس الثانية 10: 4) والتي تبقيه أسيراً في حماية السجن الزائفة فيسير خارجاً إلى المعركة كجندي صالح محارباً بلا خوف وبصبر، ولكن بلا صبر سلبي بل بصبر محارب. 3. أمثلة أخرى على الصبر 3. 1 مثل الزارع والبزرة. بغض النظر عن مثال يسوع، هناك المزيد من الأمثلة على الصبر معطاة في يعقوب 5، فنقرأ هناك بدءاً من الآية 7: يعقوب 5: 7- 8 "فَتَأَنَّوْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ. هُوَذَا الْفَّلاَحُ يَنْتَظِرُ ثَمَرَ الأَرْضِ الثَّمِينَ، مُتَأَنِّيًا عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ. فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ." هل يرى الزارع الثمار التي يعمل لأجلها؟ كل، ولكنه يتوقع ظهورها، يتحمل كل العمل الشاق حتى تنتج زراعته في النهاية ثماراً كثيرة بقدر الإمكان، سنقول أن ثمار زراعته في توافق تام مع تحمله ورعايته؛ وحقاً دعونا نتخيل مزارعاً مهملاً أهمل أن يقوم باللازم لأجل مزرعته، وقارنه الآن بآخر، على الرغم من حر الصيف وبرد الشتاء إلا أنه رعى مزرعته وقام بكل الأعمال الشاقة التي تفاداها المزارع الأول، لماذا يفعل هذا؟ هذا لأنه كان يهدف إلى شيء لم يكن يراه في ذلك الوقت ولكنه تحمل لأجله؛ ألا وهو الثمار. تلك هي المزرعة التي ستجلب الكثير من الثمار، وهذا المزارع الصالح الصبور هو المثال الذي أُعطِيَ لنا، كما قال الرب في مثال الزارع: لوقا 8: 11- 15 "وَهذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ، وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. وَالَّذِينَ عَلَى الصَّخْرِ هُمُ الَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ الْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ، وَهؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ، وَفِي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. وَالَّذِي سَقَطَ بَيْنَ الشَّوْكِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا، وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَرًا. وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَ فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ." زُرِعَت كلمة الله في قلوبنا، ومثل المزارع لا يرى ثمار مزرعته ولكنه يتحمل لأجلها، كذلك نحن أيضاً مثل المزارعين الصالحين، علينا أن نحفظ بزار الكلمة في قلوبنا بالصبر. في المثل، كانت البزرة هي نفس الشيء دائماً، ومع ذلك، مزارع واحد فقط هو الذي صبر وحفظ البزرة في مزرعته (قلبه)، وفي المقابل، أثمر الكثير، أثمر الكثير من الثمار، أكثر من ذلك مئة ضعف (متى 13: 9)، والأهم من ذلك أنه أثمر ثماراً باقية إلى الأبد! 3. 2 حالة أيوب مثال آخر معطى في يعقوب 5 هو مثال أيوب، ومن ثم نقرأ في الآية 11: يعقوب 5: 11 "هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ." يمكن قراءة القصة بالكامل في سفر أيوب. جُرِّب أيوب بقسوة من قِبَل الشيطان، وفي الحقيقة، أُخِذَ منه كل ما يعتبره البشر بأنه بركة، قُتِل أبناءه، ضاعت أملاكه، هو نفسه كان مريضاً جداً وأهملته زوجته قائلة له أن يلعن الله ويموت، وكأن هذا لم يكن كافياً، فقد كان له ثلاثة من أصدقائه الذين على الرغم من مجيئهم لتعزيته إلا أنهم كانوا يحاولون إقناعه بأنه كان السبب في كل ما يحدث له، ومع ذلك، يقول لنا الكتاب المقدس أن أيوب كان صبوراً، فعلى الرغم من كل المحن إلا أنه مر باختبار إيمانه بنجاح. باتباع هذا المثل، لا يجب أن يعتمد إيماننا على الأشياء التي نمتلكها أو التي نريد الحصول عليها، فمثل هذا الإيمان هو إيمان شرطي، بل على عكس ذلك، ينبغي علينا أن نسلم للرب كل جزء من حياتنا، فبالنسبة له، نحن الآن " مَمْلُوؤُونَ فِيهِ" (كولوسي 2: 10)! ما هي مشكلتك؟ هل هي صحتك، وحدتك، وظيفتك، أو هذه وتلك المشكلة؟ بالنسبة لله أنت "مملوء فيه (المسيح)" الآن. فقبل أن يعطيك أي بركات أخرى، أعلنك مملوءاً لأنك آمنت بابنه. تعد البركات بالنسبة للعديد من الكنائس هي مقياس إيمان الإنسان، ولذلك، فعندما يفقد الإنسان صحته أو أملاكه نجد صعوبة في مساعدته ونصير مثل أصدقاء أيوب الذين أدانوه بدلاً من تعزيته. بالطبع هو شيء حسن أن نكون مباركين جداً في كل شيء، ولكن امتلاؤنا لا يتوقف على كم البركات المادية التي لن. تقول الكلمة في (مزمور 84: 11) "الرَّبَّ.. لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ." وهو قَدْ وَهَبَ "لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى " (بطرس الثانية 1: 3). في النهاية، أعاد الله لأيوب كل ما فقده (أيوب 42: 10)، حقاً تخيل سعادته عندما شفي، عندما استرد ضعف أملاكه وأبناءه .. إلخ، تخيل سعادة المسيح عندما رآنا نعترف به بانه الرب، تألم المسيح على الصليب، وخسر أيوب كل شيء ولكن ولا واحد منهما فقد صبره والذي أعطى بدوره ثماراً صالحة. 3. 3 مثال الأنبياء مثال آخر معطى في رسالة يعقوب هو مثال الأنبياء، فنقرأ في الآية 10: يعقوب 5: 10 "خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالاً لاحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ: الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ." أحياناً نظن أن الأنبياء أو أناس الله الذين نقرأ عنهم في الكتاب المقدس بشكل عام أناس خارقين، نظن أنهم قدروا أن يفعلوا الكثير ولكننا.... ومع ذلك، فالحقيقة مختلفة، في الحقيقة، مَنْ مِنْ أنبياء العهد القديم كان ابن الله مثلك (غلاطية 4: 1- 7)، مَنْ منهم وُلِد ثانية من بذرة الله غير الفاسدة (بطرس الأولى 1: 23)؟ هل كان لبولس ولبطرس أو لأي رجل آخر من رجال العهد الجديد أكثر مما هو لديك؟ الروح القدس الذي أعطاه الله لهم أعطاه لك أيضاً. الوعد بأعمال أعظم من تلك التي للمسيح لم يُعطَى لبعض الرجال الخارقين في ذلك العصر، بل لأي أحد يؤمن بيسوع المسيح: يوحنا 14: 12 "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي." بالرجوع مرة أخرى إلى موضوعنا، فالأنبياء هم حقاً مثال حي جداً على الصبر والمعاناة، فكر في أرميا، إشعياء واليشع وغيرهم والذين بدلاً من أن يختاروا الراحة، اختاروا المعاناة، اختاروا أن يحاربوا وأن يتحملوا صانعين من أنفسهم وعاء بين يدي ربهم، ولكن في العهد الجديد أيضاً، فكر في بولس على سبيل المثال، حيث يقول بنفسه: تيموثاوس الثانية 3: 10 "وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي، وَسِيرَتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَأَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَصَبْرِي، وَاضْطِهَادَاتِي، وَآلاَمِي، مِثْلَ مَا أَصَابَنِي فِي أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَّةَ وَلِسْتِرَةَ. أَيَّةَ اضْطِهَادَاتٍ احْتَمَلْتُ! وَمِنَ الْجَمِيعِ أَنْقَذَنِي الرَّبُّ." وكذلك كورنثوس الثانية 6: 4 "بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ:فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ....." هناك حرب روحية والتي تتضمن الآلام والضيقات، فنحتاج إلى الصبر حتى نخوضها، وبقدر اهتمام بولس، قال قبل نهاية كرازته: تيموثاوس الثانية 4: 7- 8 "قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا." وقال المسيح أيضاً متحدثاً لله: يوحنا 17: 4 "الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ." لم يكن المسيح وبولس والأنبياء أناساً مستألمون أحبوا التألم، بل كانوا محاربين، جنوداً روحيين مستعدين للتألم وعمل ما يلزم لأجل إتمام المهمة، من أجل عمل الكرازة. ثم كان بولس والآخرين، ونحن اليوم نحارب نفس الحرب تحت رئاسة نفس الرئيس: ألا وهو الرب يسوع المسيح. لعلنا نتكلم مثلهم، لعلنا نجاهد الجهاد الحسن ونكمل السعي، فهو ليس سعياً سهلاً، ولكنه بالطبع أفضل سعي نقدر أن نجاهده والذي له أفضل نهاية وهي انتظار الرب يسوع المسيح ليكرم صبرنا باكليل البر تماماً مثلما سيفعل مع الكثيرين الذين اختاروا عبر القرون أن يجاهدوا نفس الجهاد ناكرين أنفسهم، واضعينها تحت قيادة ربهم. 4. الصبر: كيف ينتج؟ بعدما رأينا مقدار أهمية الصبر، سننهي المقال بالنظر إلى كيفية تحقيقه، ومن ثم نقرأ في رومية 5: 3- 5 رومية 5: 3- 5 "وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا." ويعقوب 1: 2- 4 "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، 3عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ." وحقاً، من كان يتوقع أن أكثر ما نحتاجه لعمل إرادة الله، ولكي نصير مثمرين ونحاضر الجهاد - أي الصبر - هو نتاج الضيقات والتجارب؟ ولهذا السبب على الأغلب تخبرانا كل من الفقرتين السابقتين بان نفتخر في الضيقات وأن نفرح في التجارب!! لأنه لو بقينا مؤمنين، فهذا سينتج صبراً، والذي سينتج بدوره تزكية ورجاء وعمل تام! إذاً، فإن تألمنا "بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ، كَمَا لِخَالِق أَمِينٍ" (بطرس الولى 4: 19)، فلنستودع أنفسنا له- "إِلهُ الصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ" (رومية 15: 5) - ولنسمح له بأن يستخدمنا كما يريد. فتقول الكلمة: " لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَجَنَّدُ يَرْتَبِكُ بِأَعْمَالِ الْحَيَاةِ لِكَيْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ." (تيموثاوس الثانية 2: 4)، ونحن جنود يسوع المسيح، فلنلقي إذاً كل همومنا وكل " أَعْمَالِ الْحَيَاةِ" على الله. "لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، 2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ" (عبرانيين 12: 1- 2) |
||||
03 - 10 - 2015, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 9465 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سبحوا الرب
سنبدأ هذا المقال من يعقوب 5: 13 حيث نقرأ: يعقوب 5: 13 "أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ." الحياة بها كل من أوقات الفرح وأوقات التجارب (أنظر أيضاً سفر الجامعة 3: 1، 4). تقول الكلمة أن نصلي في اوقات التجارب، بينما تقول لنا أن نرتل التسابيح للرب في أوقات الفرح. تعجبت كثيراً مؤخراً عندما اكتشفت الكم الذي يوجد في الكتاب المقدس عن التسبيح (التحدث إلى الله بشكل حسن، تمجيده) والترتيل لله، وفي الحقيقة، هناك سفر كامل من الكتاب المقدس - أحد اطول واحب الأسفار - يدعى المزامير، والذي أود أن أترجمه إلى تراتيل الله. أود في هذا المقال أن أنظر عن كثب إلى التسبيح والترتيل وبعض المراجع من كلمة الله عنه. هناك الكثير عن التسبيح والترنيم في العهد القديم مما يجعل من الصعب تحديد من أين نبدأ. التواجد الأول لكلمة "تسبيح" هي في تكوين 29: 35، في ميلاد يهوذا، من السبط الذي أتى من نسله الرب، حيث نقرأ: التسبيح في العهد الجديدتكوين 29: 35 "وَحَبِلَتْ [ليئة] أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا وَقَالَتْ: «هذِهِ الْمَرَّةَ أَحْمَدُ الرَّبَّ». لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «يَهُوذَا»." وبغض النظر عن هذه، فهناك 260 مرة ذكرت فيها كلمة "تسبيح" وحوالي 180 ذذكراً لكلمة "ترتيل". وبالمضي قدماً في هذه الحالات، نرى على سبيل المثال أن أحد مهام اللاويين كانت هي تسبيح الرب، وفي الحقيقة، كان جزء منهم مخصصاً فقط لهذه المهمة: أخبار الأيام الأول 23: 3- 6 "فَعُدَّ اللاَّوِيُّونَ مِنِ ابْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، فَكَانَ عَدَدُهُمْ حَسَبَ رُؤُوسِهِمْ مِنَ الرِّجَالِ ثَمَانِيَةً وَثَلاَثِينَ أَلْفًا. مِنْ هؤُلاَءِ لِلْمُنَاظَرَةِ عَلَى عَمَلِ بَيْتِ الرَّبِّ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. وَسِتَّةُ آلاَفٍ عُرَفَاءُ وَقُضَاةٌ. وَأَرْبَعَةُ آلاَفٍ بَوَّابُونَ، وَأَرْبَعَةُ آلاَفٍ مُسَبِّحُونَ لِلرَّبِّ بِالآلاَتِ الَّتِي عُمِلَتْ لِلتَّسْبِيحِ. وَقَسَمَهُمْ دَاوُدُ فِرَقًا لِبَنِي لاَوِي." وكذلك أخبار الأيام الأول 16: 4- 6 "وَجَعَلَ [داود] أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ مِنَ اللاَّوِيِّينَ خُدَّامًا، وَلأَجْلِ التَّذْكِيرِ وَالشُّكْرِ وَتَسْبِيحِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ: آسَافَ الرَّأْسَ وَزَكَرِيَّا ثَانِيَهُ، وَيَعِيئِيلَ وَشَمِيرَامُوثَ وَيَحِيئِيلَ وَمَتَّثْيَا وَأَلِيآبَ وَبَنَايَا وَعُوبِيدَ أَدُومَ وَيَعِيئِيلَ بِآلاَتٍ رَبَابٍ وَعِيدَانٍ. وَكَانَ آسَافُ يُصَوِّتُ بِالصُّنُوجِ. وَبَنَايَا وَيَحْزِيئِيلُ الْكَاهِنَانِ بِالأَبْوَاقِ دَائِمًا أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ اللهِ." وبالمضي قدماً في كتاب المزامير، سنجد العديد من الفقرات الأخرى التي تشير إلى التسبيح والترنيم لله، القائمة طويلة ولذلك كان عليَّ أن أتقيد ببعضها فقط: مزمور 21: 13 "ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ. نُرَنِّمْ وَنُنَغِّمْ بِجَبَرُوتِكَ." مزمور 22: 23 "يَا خَائِفِي الرَّبِّ سَبِّحُوهُ! " مزمور 28: 7 "الرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي، فَانْتَصَرْتُ. وَيَبْتَهِجُ قَلْبِي وَبِأُغْنِيَتِي أَحْمَدُهُ." مزمور 30: 4 "رَنِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَتْقِيَاءَهُ، وَاحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ." مزمور 33: 2 "احْمَدُوا الرَّبَّ بِالْعُودِ. بِرَبَابَةٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ رَنِّمُوا لَهُ." مزمور 50: 23 "ذَابحُ الْحَمْدِ يُمَجِّدُنِي" مزمور 57: 9 "أَحْمَدُكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ يَا رَبُّ. أُرَنِّمُ لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ." مزمور 63: 3 "لأَنَّ رَحْمَتَكَ أَفْضَلُ مِنَ الْحَيَاةِ. شَفَتَايَ تُسَبِّحَانِكَ." مزمور 63: 5 "كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي، وَبِشَفَتَيْ الابْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي." مزمور 67: 3 "يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اَللهُ. يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهُمْ." مزمور 68: 4 "غَنُّوا ِللهِ. رَنِّمُوا لاسْمِهِ. أَعِدُّوا طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ بِاسْمِهِ يَاهْ، وَاهْتِفُوا أَمَامَهُ." مزمور 86: 12 "أَحْمَدُكَ يَا رَبُّ إِلهِي مِنْ كُلِّ قَلْبِي، وَأُمَجِّدُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ." مزمور 106: 1 "هَلِّلُويَا. اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ." مزمور 118: 28 "إِلهِي أَنْتَ فَأَحْمَدُكَ، إِلهِي فَأَرْفَعُكَ." مزمور 117: 1 "سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا كُلَّ الأُمَمِ. حَمِّدُوهُ يَا كُلَّ الشُّعُوبِ" مزمور 139: 14 "أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبً" مزمور 147: 1 "سَبِّحُوا الرَّبَّ، لأَنَّ التَّرَنُّمَ لإِلهِنَا صَالِحٌ. لأَنَّهُ مُلِذٌّ. التَّسْبِيحُ لاَئِقٌ." مزمور 150 "هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا اللهَ فِي قُدْسِهِ. سَبِّحُوهُ فِي فَلَكِ قُوَّتِهِ. سَبِّحُوهُ عَلَى قُوَّاتِهِ. سَبِّحُوهُ حَسَبَ كَثْرَةِ عَظَمَتِهِ. سَبِّحُوهُ بِصَوْتِ الصُّورِ. سَبِّحُوهُ بِرَبَابٍ وَعُودٍ. سَبِّحُوهُ بِدُفّ وَرَقْصٍ. سَبِّحُوهُ بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ. سَبِّحُوهُ بِصُنُوجِ التَّصْوِيتِ. سَبِّحُوهُ بِصُنُوجِ الْهُتَافِ. كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلُويَا." إرميا 20: 13 "رَنِّمُوا لِلرَّبِّ، سَبِّحُوا الرَّبَّ، لأَنَّهُ قَدْ أَنْقَذَ نَفْسَ الْمِسْكِينِ مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ." وكما قلت، فكانت تلك هي مجرد مختارات من الفقرات المتحدثة عن التسبيح والترنيم لله. وهناك آيات كثيرة أخرى أيضاً. على سبيل المثال مزمور 148 يسجل عملية الخلق بالكامل كتسبيح له: مزمور 148 "هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا الرَّبَّ مِنَ السَّمَاوَاتِ. سَبِّحُوهُ فِي الأَعَالِي. سَبِّحُوهُ يَا جَمِيعَ مَلاَئِكَتِهِ. سَبِّحُوهُ يَا كُلَّ جُنُودِهِ. سَبِّحِيهِ يَا أَيَّتُهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. سَبِّحِيهِ يَا جَمِيعَ كَوَاكِبِ النُّورِ. سَبِّحِيهِ يَا سَمَاءَ السَّمَاوَاتِ، وَيَا أَيَّتُهَا الْمِيَاهُ الَّتِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ. لِتُسَبِّحِ اسْمَ الرَّبِّ لأَنَّهُ أَمَرَ فَخُلِقَتْ، وَثَبَّتَهَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ، وَضَعَ لَهَا حَدًّا فَلَنْ تَتَعَدَّاهُ. سَبِّحِي الرَّبَّ مِنَ الأَرْضِ، يَا أَيَّتُهَا التَّنَانِينُ وَكُلَّ اللُّجَجِ. النَّارُ وَالْبَرَدُ، الثَّلْجُ وَالضَّبَابُ، الرِّيحُ الْعَاصِفَةُ الصَّانِعَةُ كَلِمَتَهُ، الْجِبَالُ وَكُلُّ الآكَامِ، الشَّجَرُ الْمُثْمِرُ وَكُلُّ الأَرْزِ، الْوُحُوشُ وَكُلُّ الْبَهَائِمِ، الدَّبَّابَاتُ وَالطُّيُورُ ذَوَاتُ الأَجْنِحَةِ، مُلُوكُ الأَرْضِ وَكُلُّ الشُّعُوبِ، الرُّؤَسَاءُ وَكُلُّ قُضَاةِ الأَرْضِ، الأَحْدَاثُ وَالْعَذَارَى أَيْضًا، الشُّيُوخُ مَعَ الْفِتْيَانِ، لِيُسَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ قَدْ تَعَالَى اسْمُهُ وَحْدَهُ. مَجْدُهُ فَوْقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ. وَيَنْصِبُ قَرْنًا لِشَعْبِهِ، فَخْرًا لِجَمِيعِ أَتْقِيَائِهِ، لِبَنِي إِسْرَائِيلَ الشَّعْبِ الْقَرِيبِ إِلَيْهِ. هَلِّلُويَا." كذلك قال الرب في إشعياء 43: 19- 21 "هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا. الآنَ يَنْبُتُ. أَلاَ تَعْرِفُونَهُ؟ أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ طَرِيقًا، فِي الْقَفْرِ أَنْهَارًا. يُمَجِّدُنِي حَيَوَانُ الصَّحْرَاءِ، الذِّئَابُ وَبَنَاتُ النَّعَامِ، لأَنِّي جَعَلْتُ فِي الْبَرِّيَّةِ مَاءً، أَنْهَارًا فِي الْقَفْرِ، لأَسْقِيَ شَعْبِي مُخْتَارِي. هذَا الشَّعْبُ جَبَلْتُهُ لِنَفْسِي. يُحَدِّثُ بِتَسْبِيحِي." الناس والملائكة، الشمس والقمر، الأرض والنجوم، الخليقة كلها تسبح الرب. " لأَنَّهُ أَمَرَ فَخُلِقَتْ". ما كان من الممكن أن يتواجد أحد منا هنا لو لم يكن الرب قد أمر بذلك. نحن نرى الخليقة، الشمس والقمر، النجوم والطبيعة لأن الرب أمرها فَخُلِقَت. أجل سنحدث بتسبيحه! أجل سنسبح خالقنا! كما يقول مزمور 150: " كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلُويَا" بالطبع، لا يتعلق الترنيم والتسبيح بالعهد القديم فقط، بل في الحقيقة اضيفت طريقة أخرى لتسبيح الله في العهد الجديد بحلول الروح القدس، وهي الترنيم بالروح. فحقاً نقرأ في كورنثوس الأولى 14: كورنثوس الأولى 14: 14- 17 "لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِلِسَانٍ، فَرُوحِي تُصَلِّي، وَأَمَّا ذِهْنِي فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ. فَمَا هُوَ إِذًا؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ، وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِ أَيْضًا. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ، وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضً. وَإِلاَّ فَإِنْ بَارَكْتَ بِالرُّوحِ، فَالَّذِي يُشْغِلُ مَكَانَ الْعَامِّيِّ، كَيْفَ يَقُولُ «آمِينَ» عِنْدَ شُكْرِكَ؟ لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَاذَا تَقُولُ! 17فَإِنَّكَ أَنْتَ تَشْكُرُ حَسَنًا، وَلكِنَّ الآخَرَ لاَ يُبْنَى." بالإضافة إلى الترتيل بالذهن، هناك أيضاً الترتيل بالروح الذي هو التحدث بالألسنة، أنا أعلم أن هناك جدالاً في الكنيسة بشأن موضوع التحدث بالألسنة وتجليات الروح القدس بشكل عام، وأنا لا اريد أن أتطرق لهذا الجدل هنا. إن كنت تؤمن بأن يسوع هو الرب وأن الله أقامه من الأموات إذاً فأنت أخي سواء كنت تتحدث بالسنة أو لا. ما اريد أن اقوم به هنا هو سرد ما أرى ان كلمة الله تقوله، وما أراه هو أنه يمكنني أن أرنم بذهني ويمكنني أن أرنم بروحي أيضاً من خلال التحدث بألسنة. وبالمضي قدماً في موضوعنا، تخبرنا كولوسي وأفسس: كولوسي 3: 16 "لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ." وكذلك أفسس 5: 18- 19 "وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ِللهِ وَالآبِ" من الممكن حتى للمزامير والتسابيح أن تكون وسيلة لتعليم ونصح بعضنا بعضاً، فترشدنا الكلمة إلى الترنيم والترتيل في قلوبنا للرب. اعتاد يسوع وتلاميذه على الترنم بالتسابيح في اجتماعاتهم، ونرى هذا في متى 26: 30 متى 26: 30 "ثُمَّ سَبَّحُو وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ." فالتسبيح وتمجيد الله ليس نشاطاً قديماً، بل هو نشاط كل العصور، للخليقة كلها ولن يتوقف. " كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلُويَا!" |
||||
03 - 10 - 2015, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 9466 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التوبة
نجد في القضاة 10 التسجيل الذي يحكي عن حرب شعب إسرائيل ضد بني عمون. تصف الآية 6 الحالة الروحية التي كانت لبني إسرائيل في ذلك الوقت: التوبة - حالة آخاب قضاة 10: 6 "وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ وَآلِهَةَ أَرَامَ وَآلِهَةَ صِيدُونَ وَآلِهَةَ مُوآبَ وَآلِهَةَ بَنِي عَمُّونَ وَآلِهَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَتَرَكُوا الرَّبَّ وَلَمْ يَعْبُدُوهُ." كما فعلوا مرات عديدة في الماضي، ترك بنو إسرائيل الرب وعبدوا آلهة الأمم الأخرى المحيطة بهم، ولم يكن الرب غير مبال بهذا السلوك، فتخبرنا الآيات 7- 9 قضاة 10: 7- 9 "فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَبَاعَهُمْ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَبِيَدِ بَنِي عَمُّونَ. فَحَطَّمُوا وَرَضَّضُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. ثَمَانِي عَشَرَةَ سَنَةً. جَمِيعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ فِي أَرْضِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ فِي جِلْعَادَ. وَعَبَرَ بَنُو عَمُّونَ الأُرْدُنَّ لِيُحَارِبُوا أَيْضًا يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ وَبَيْتَ أَفْرَايِمَ. فَتَضَايَقَ إِسْرَائِيلُ جِدًّا." كان أول سلوكيات إسرائيل هو التضايق الكبير، وانتهى بهم الأمر بان الشعب الذين اختاروا آلهتهم ليعبدوها صاروا أعدائهم. ولحسن الحظ انهم رجعوا للرب مرة أخرى في ضيقتهم، تخبرنا الآية 10 ما يلي: قضاة 10: 10 "فَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَخْطَأْنَا إِلَيْكَ لأَنَّنَا تَرَكْنَا إِلهَنَا وَعَبَدْنَا الْبَعْلِيمَ»." مثل الابن الضال المذكور في بشارة لوقا والذي قرر الرجوع لبيته - معترفاً بخطيئته - عندما ضربت المجاعة الارض التي كانت يوماً خصبة، كذلك أيضاً شعب إسرائيل الذي رجع إلى الرب في أثناء ذلك الضيق العميق واعترف له بخطيئته. ثم تخبرنا الآيات 11- 14 بجواب الرب: قضاة 10: 11- 14 "فَقَالَ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «أَلَيْسَ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَبَنِي عَمُّونَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ خَلَّصْتُكُمْ؟ وَالصِّيدُونِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَالْمَعُونِيُّونَ قَدْ ضَايَقُوكُمْ فَصَرَخْتُمْ إِلَيَّ فَخَلَّصْتُكُمْ مِنْ أَيْدِيهِمْ؟ وَأَنْتُمْ قَدْ تَرَكْتُمُونِي وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً أُخْرَى. لِذلِكَ لاَ أَعُودُ أُخَلِّصُكُمْ. اِمْضُوا وَاصْرُخُوا إِلَى الآلِهَةِ الَّتِي اخْتَرْتُمُوهَا، لِتُخَلِّصَكُمْ هِيَ فِي زَمَانِ ضِيقِكُمْ»." كان بني إسرائيل هو شعب الله المختار، فانقذهم مرة بعد مرة، مراراً وتكراراً فقط ليرى خيانتهم له مرة أخرى، ومع ذلك، فهل سيرفض أن يغفر لهم أكثر من ذلك؟ هل نفذ غفرانه وسيرفض شعب إسرائيل إلى الأبد؟ تخبرنا الآيات 15- 16أ بما فعله بني إسرائيل بعد جواب الرب: قضاة 10: 15- 16أ "فَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلرَّبِّ: «أَخْطَأْنَا، فَافْعَلْ بِنَا كُلَّ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ. إِنَّمَا أَنْقِذْنَا هذَا الْيَوْمَ». 16وَأَزَالُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَعَبَدُوا الرَّبَّ" ذهب بنو إسرائيل إلى الرب أول مرة وكانت الآلهة الغريبة لا تزال في وسطهم. فقد اعترفوا بخطيئتهم، ومع ذلك، هل كانوا قد تابوا بالفعل في حين أنهم كانوا لا يزالوا محتفظين بآلهتهم الغريبة؟ فالاعتراف بالخطأ لا يشترط أن يكون توبة عنها، فالتوبة الحقيقية متعلقة بالقلب ومرتبطة بتغيير فيه. اعترف شعب إسرائيل في الآية 10 بأنهم اخطأوا ولكن الآلهة الغريبة كانت لا تزال هناك! أنا أعتقد أن السبب الذي لأجله ارجع الرب شعب إسرائيل إلى آلهتهم عندما قال " اِمْضُوا وَاصْرُخُوا إِلَى الآلِهَةِ الَّتِي اخْتَرْتُمُوهَا"، هو أن تلك الآلهة كانت لا تزال موجودة!! وفقط في الآية 16 ازال بني إسرائيل تلك الآلهة وعبدوا الرب مرة أخرى. وبعد هذا على الفور، نقرأ عن رد فعل الرب: قضاة 10: 16 " فَضَاقَتْ نَفْسُهُ بِسَبَبِ مَشَقَّةِ إِسْرَائِيلَ." وبمجرد أن تاب شعب إسرائيل - وصار هذا واضحاً الآن بتصرفاتهم الدالة على التوبة - كان الله موجوداً ليخلصهم مرة أخرى. فبمجرد أن تابوا، لم يقدر الرب على تحمل مشقتهم. تصف قضاة 11 - 12 كيف خلصهم من بني عمون، فهو لم يفعل هذا لأنهم ابرار او لأنه متأكد من أنهم لن يتركوه مرة أخرى، ففي الحقيقة نراهم في الإصحاح 13 يبتعدون عنه ثانية، ولكنه فعل ذلك لانه أحبهم وبمجرد أن عادوا إليه بصدق كان هناك بغض النظر عما فعلوه في الماضي أو ما سيفعلوه في المستقبل. أنا أحب كتب العهد القديم التاريخية، فهي مثل سير صغيرة توضح كيف عمل الرب مع ناس متعددة، الشرير منهم والصالح. وهناك في ملوك الأول، نجد ضمن الكثير من التسجيلات، تسجيلاً لملك شرير جداً هو آخاب الملك. تعطينا ملوك الأولى 16: 30- 33 و21: 25 سيرته الذاتية و....."إنجازاته": التوبة: حالة مَنَسَّى ملوك الأول 16: 30- 33 "وَعَمِلَ أَخْآبُ بْنُ عُمْرِي الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ قَبْلَهُ. وَكَأَنَّهُ كَانَ أَمْرًا زَهِيدًا سُلُوكُهُ فِي خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، حَتَّى اتَّخَذَ إِيزَابَلَ ابْنَةَ أَثْبَعَلَ مَلِكِ الصِّيدُونِيِّينَ امْرَأَةً، وَعَبَدَ الْبَعْلَ وَسَجَدَ لَهُ. وَأَقَامَ مَذْبَحًا لِلْبَعْلِ فِي بَيْتِ الْبَعْلِ الَّذِي بَنَاهُ فِي السَّامِرَةِ. وَعَمِلَ أَخْآبُ سَوَارِيَ، وَزَادَ أَخْآبُ فِي الْعَمَلِ لإِغَاظَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ." وملوك الأول 21: 25 "وَلَمْ يَكُنْ كَأَخْآبَ الَّذِي بَاعَ نَفْسَهُ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، الَّذِي أَغْوَتْهُ إِيزَابَلُ امْرَأَتُهُ. وَرَجِسَ جِدًّا بِذَهَابِهِ وَرَاءَ الأَصْنَامِ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ الأَمُورِيُّونَ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ." وصف آخاب بأنه أكثر ملوك إسرائيل شراً، لم يساويه أحد في الشر، تحدى إيليا هذا الملك في ملوك الأول 21 حيث نقرأ: ملوك الأول 21: 20- 22 "فَقَالَ أَخْآبُ لإِيلِيَّا: «هَلْ وَجَدْتَنِي يَا عَدُوِّي؟» فَقَالَ: «قَدْ وَجَدْتُكَ لأَنَّكَ قَدْ بِعْتَ نَفْسَكَ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ شَرًّا، وَأُبِيدُ نَسْلَكَ، وَأَقْطَعُ لأَخْآبَ كُلَّ بَائِلٍ بِحَائِطٍ وَمَحْجُوزٍ وَمُطْلَق فِي إِسْرَائِيلَ. وَأَجْعَلُ بَيْتَكَ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، وَكَبَيْتِ بَعْشَا بْنِ أَخِيَّا، لأَجْلِ الإِغَاظَةِ الَّتِي أَغَظْتَنِي، وَلِجَعْلِكَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ»." كان هذا هو حكم الرب على آخاب، فلن تكون نهايته هو وعائلته صالحة. ومع ذلك، لا نظن أن هذا قد أسعد الله، فتقول حزقيال 18: 23 حزقيال 18: 23 "هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟" ليست مسرة الله في الحكم على الشرير بل في رؤيته يتوب، فكل من يتوب مقبول لديه، ومع ذلك، فهل سيكون هذا متاحاً حتى بالنسبة لآخاب اكثر ملوك إسرائيل شراً؟ تخبرنا الآيات 27- 29 ملوك الأول 21: 27- 29 "وَلَمَّا سَمِعَ أَخْآبُ هذَا الْكَلاَمَ، شَقَّ ثِيَابَهُ وَجَعَلَ مِسْحًا عَلَى جَسَدِهِ، وَصَامَ وَاضْطَجَعَ بِالْمِسْحِ وَمَشَى بِسُكُوتٍ. فَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا التِّشْبِيِّ قَائِلاً: «هَلْ رَأَيْتَ كَيْفَ اتَّضَعَ أَخْآبُ أَمَامِي؟ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ اتَّضَعَ أَمَامِي لاَ أَجْلِبُ الشَّرَّ فِي أَيَّامِهِ، بَلْ فِي أَيَّامِ ابْنِهِ أَجْلِبُ الشَّرَّ عَلَى بَيْتِهِ»." كان حكم الرب على كل بيت آخاب، ومع ذلك فتوبته وحقيقة اتضاعة أمام الرب لم يكونا كافيين لتأجيل الحكم بسبب الشر العظيم الذي فعله هو وعائلته. ومع الأسف، فلاحقاً، استمرت عائلته وهو نفسه في فعل الشر - أنظر على سبيل المثال ملوك الأول 22 وملوك الثانية 3: 1- 3 - وقرار الرب الذي أعلنه إيليا تحقق بالفعل في أيام يورام ابن آخاب (أنظر ملوك الثانية 9- 10). لم يكن آخاب هو الملك الشرير الوحيد في إسرائيل، بل في الحقيقة، فهناك الكثير ممن سلكوا مثله، وكان أحدهم هو منسى ابن حزقيا وملك يهوذا. وفي تلخيص مملكته المعطى في أخبار الأيام الثانية 33: 2، 9 نقرأ: التوبة: حالة نينوى أخبار الأيام الثاني 33: 2 "وَعَمِلَ [منسى] الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ." وأخبار الأيام الثاني 33: 9 "وَلكِنْ مَنَسَّى أَضَلَّ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ لِيَعْمَلُوا أَشَرَّ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ." وكما يبدو، كان منسى هو نظير آخاب في يهوذا، تفوق كلاهما في الشر على الأمم التي سكنت الأرض قبلاً! أدين شر منسى والشعب من قِبَل الرب ولكن بلا نتيجة، فلم يتوبا، وتخبرنا الآيات 10- 11: أخبار الايام الثاني 33: 10- 11 "وَكَلَّمَ الرَّبُّ مَنَسَّى وَشَعْبَهُ فَلَمْ يُصْغُوا. فَ [نتيجة لرد فعلهم] جَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ الجُنْدِ الَّذِينَ لِمَلِكِ أَشُّورَ، فَأَخَذُوا مَنَسَّى بِخِزَامَةٍ وَقَيَّدُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ." حاول الرب إصلاح الملك وشعبه، فهو لم يرد رؤية منسى في الحالة التي انتهى عليها، ومع ذلك، كانت نهايته تلك محتومة بدون التوبة. ولحسن الحظ، كما حدث مع إسرائيل في قضاة 10، كانت المحنة الناشئة عن ذلك هي نقطة تحول بالنسبة لمنسى والذي بدأ الآن في البحث عن الرب! اخبار الأيام الثاني 33: 12- 13أ "وَلَمَّا تَضَايَقَ [منسى] طَلَبَ وَجْهَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَتَوَاضَعَ جِدًّا أَمَامَ إِلهِ آبَائِهِ، وَصَلَّى إِلَيْهِ" ولما كان منسى في أورشليم في وقت السلام، كان الرب يكلمه ولكن منسى لم يصغي. والآن عندما تقيد، صار دور منسى أن يبدأ في التحدث إلى الله، متضعاً أمامه، فلنرى إن كان الرب قد أصغى: أخبار الأيام الثاني 33: 13 "فَ [بعدما تواضع منسى أمام الرب] اسْتَجَابَ لَهُ وَسَمِعَ تَضَرُّعَهُ، وَرَدَّهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى مَمْلَكَتِهِ. فَعَلِمَ مَنَسَّى أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ." كان منسى هو بطل الشر في أورشليم، ومع ذلك، فعندما رجع إلى الرب في الشدة، لم يبدأ الرب في حساب الشر الذي صنعه هذا الملك، بل "اسْتَجَابَ لَهُ" وأعاد الملك التائب إلى عرشه. هذه الحالة هي موضوع سفر يونان القصير، إذ تكلم الرب إلى يونان وحدد له مهمة معينة، فتخبرنا الآيات 1 و2: التوبة: الخلاصة يونان 1: 1- 2 "وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ قَائِلاً: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي»." في الغالب، جميعنا يعلم بما فعله يونان في البداية وكيف عصى الله، ومع ذلك نراه في النهاية في الإصحاح 3 ذاهباً إلى نينوى: يونان 3: 1- 4 "ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً قَائِلاً: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ، وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا». فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً ِللهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى»." ما أراده الله من خلال يونان هو تحذير نينوى من الحكم الذي سيقع عليهم إن لم يتوبوا. تخبرنا الآيات 5- 9 كيف استقبل أهل نينوى تحذيرات الرب. يونان 3: 5- 9 "فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ. وَنُودِيَ وَقِيلَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ قَائِلاً: «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئًا. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً. وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ، وَيَصْرُخُوا إِلَى اللهِ بِشِدَّةٍ، وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ، لَعَلَّ اللهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ»." على عكس منسى، انتبه أهل نينوى إلى قول الله، وأمر الملك وعظمائه بالصوم والصلاة ، ثم تخبرنا الآية 10 بما فعله الرب: يونان 3: 10 "فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ [وليس اقوالهم] أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ." رجع الرب عن ما قرر فعله بنينوى وهذا لأن شعب نينوى تاب. على الرغم من أن الخطية تغلق الطريق المؤدية لله، إلا ان التوبة تفتح بابه على مصراعيه، حتى في مثل حالات آخاب ومنسى، فُتح هذا الطريق على مصراعيه عندما تواضعا أمام الرب، السؤال إذاً ليس عما إذا كان الرب سيغفر لنا، فهو سيغفر إن كانت هناك توبة. إذاً فإن كنا أخطأنا، فهل تبن؟ ليس فقط بالكلام، بل بصدق من القلب. هل تأسفنا وبكينا على الخطية أم أننا نستمر فيها بنفس القلب المتحجر، خادعين أنفسنا بأنه ... لا ضرر في ذلك ونبرر الخطية بدلاً من التوبة عنها؟ وها هو ما تقترحه رسالة يعقوب: يعقوب 4: 8- 10 "اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ. اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إِلَى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إِلَى غَمٍّ. اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ." في كل الحالات التي رأيناها، رافقت التوبة تغيراً في القلب بالتأسف عليها وبالتواضع أمام الرب، فليفتح الرب أعيننا ولنفتح نحن قلوبنا له، جاعلين إياها شفافة بدون أي اجزاء مخبأة، أي أعذار أو أي تفكير، فلنقترب منه، تائبين، وسيقترب منا كذلك. |
||||
03 - 10 - 2015, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 9467 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعض الأشياء التي تحدث عندما يسبح الناس الرب
بقيادة الروح القدس، غادر بولس وسيلا ترواس ليذهبا إلى فيليبي، مدينة تقع شمال اليونان، غير أنهما وضعا في السجن بعد بضعة أيام من وجودهما هناك بسبب إخراجهما روحا شريرة (أعمال الرسل 16: 16- 24). تخبرنا أعمال الرسل 16: 25- 28 بما حدث في ليلتهما الأولى بالسجن. أخبار الأيام الثاني 20: 20-23 أعمال الرسل 16: 25- 28 "وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا. فَحَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْنِ، فَانْفَتَحَتْ فِي الْحَالِ الأَبْوَابُ كُلُّهَا، وَانْفَكَّتْ قُيُودُ الْجَمِيعِ. وَلَمَّا اسْتَيْقَظَ حَافِظُ السِّجْنِ، وَرَأَى أَبْوَابَ السِّجْنِ مَفْتُوحَةً، اسْتَلَّ سَيْفَهُ وَكَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ، ظَانًّا أَنَّ الْمَسْجُونِينَ قَدْ هَرَبُوا. فَنَادَى بُولُسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:«لاَ تَفْعَلْ بِنَفْسِكَ شَيْئًا رَدِيًّا! لأَنَّ جَمِيعَنَا ههُنَا!»." بصراحة، أنا لا أظن أن كل هذا كان من الممكن أن يحدث لو لم يفعل بولس وسيلا ما فعلاه من تسبيح وصلاة لله، فتأثر كل من بالسجن بهذا الأمر. لاحظ أن الله لم يفك قيودهما فقط بل أيضاً قيود جميع المسجونين وفتح الباب لهم جميعاً! من يعلم كم روح وجدت الرب في ذلك اليوم وتحررت بالفعل. سنعرف العدد الحقيقي في السماء ولكننا بالطبع نعرف بعضها بالفعل: حارس السجن وعائلته الذين قبلوا الرب في تلك الليلة وسيكونوا يوماً ما هناك معنا ومع بولس وسيلا مسبحين وممجدين الله. هناك فقرة أخرى حيث نرى أناس الله يسبحونه، وهي موجودة في سفر أخبار الأيام الثاني 20، إذ كان هناك جيشاً كبيراً قادماً على يهوشافاط ملك يهوذا، فخاف الملك كثيراً بسبب هذا، إلا أنه فعل كما ينبغي له؛ بدأ في البحث عن الرب وقوته، فدعا يهوذا وأورشليم وصلوا جهاراً لله، وأخذ يذكر وعود الله لآبائهم، فأعطاه الله هو وشعبه وعد الخلاص، وفي الحقيقة، سيكون الخلاص عظيماً جداً لدرجة أنهم لن يكون عليهم أن يحاربوا! كما قال للشعب في الآية 17: أخبار الأيام الثاني 5: 11- 14 أخبار الأيام الثانية 20: 17 "لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَارِبُوا فِي هذِهِ. قِفُوا اثْبُتُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ مَعَكُمْ يَا يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمُ. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. غَدًا اخْرُجُوا لِلِقَائِهِمْ وَالرَّبُّ مَعَكُمْ»." كان على شعب إسرائيل فقط أن يقف ويثبت، وسيخلصه الرب بدون أي مجهود إضافي من قِبَلِهم. كانت تلك هي الرسالة التنبؤية التي أعطاها الرب لشعبه. تخبرنا الآيات 18 - 24 عن ما فعله هذا الملك الخائف الله فيما بعد: أخبار الأيام الثاني 20: 18- 24 "فَخَرَّ يَهُوشَافَاطُ لِوَجْهِهِ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلُّ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ سَقَطُوا أَمَامَ الرَّبِّ سُجُودًا لِلرَّبِّ. فَقَامَ اللاَّوِيُّونَ مِنْ بَنِي الْقَهَاتِيِّينَ وَمِنْ بَنِي الْقُورَحِيِّينَ لِيُسَبِّحُوا الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ جِدًّ. وَبَكَّرُوا صَبَاحًا وَخَرَجُوا إِلَى بَرِّيَّةِ تَقُوعَ. وَعِنْدَ خُرُوجِهِمْ وَقَفَ يَهُوشَافَاطُ وَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، آمِنُوا بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ فَتَأْمَنُوا. آمِنُوا بِأَنْبِيَائِهِ فَتُفْلِحُوا». وَلَمَّا اسْتَشَارَ الشَّعْبَ أَقَامَ مُغَنِّينَ لِلرَّبِّ وَمُسَبِّحِينَ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ أَمَامَ الْمُتَجَرِّدِينَ وَقَائِلِينَ: «احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ». وَلَمَّا ابْتَدَأُوا فِي الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ جَعَلَ الرَّبُّ أَكْمِنَةً عَلَى بَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ وَجَبَلِ سِعِير الآتِينَ عَلَى يَهُوذَا فَانْكَسَرُوا." هل هو أمر مهم أن يجعل الرب الأكمنة عندما بدأ شعبه في تسبيحه؟ بالطبع إنه كذلك، وهذا هو بالضبط ما تشير إليه كلمة "وَلَمَّا" ("وَلَمَّا ابْتَدَأُوا فِي الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ جَعَلَ الرَّبُّ أَكْمِنَةً عَلَى بَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ وَجَبَلِ سِعِير"). بالتأكيد، كان الله سيخلص شعبه على أي حال كما وعدهم بذلك، إلا أنه من المهم الإشارة إلى التوقيت الذي بدأ فيه القيام بذلك، لقد كان ذلك عندما بدأوا في تسبيحه. موقف آخر حيث نرى حضور الرب متصل بالتسبيح مذكور في أخبار الأيام الثاني 5، حين أكتمل بناء الهيكل في أورشليم، وكان سليمان هناك مع الشعب لافتتاحه، فجلب الكهنة تابوت العهد من مدينة داوود إلى قدس الأقداس في الهيكل، فنقرأ بدءاً من الآية 11: أخبار الأيام الثاني 5: 11- 14 "وَكَانَ لَمَّا خَرَجَ الْكَهَنَةُ مِنَ الْقُدْسِ، لأَنَّ جَمِيعَ الْكَهَنَةِ الْمَوْجُودِينَ تَقَدَّسُوا، لَمْ تُلاَحَظِ الْفِرَقُ. وَاللاَّوِيُّونَ الْمُغَنُّونَ أَجْمَعُونَ: آسَافُ وَهَيْمَانُ وَيَدُوثُونُ وَبَنُوهُمْ وَإِخْوَتُهُمْ، لاَبِسِينَ كَتَّانًا، بِالصُّنُوجِ وَالرَّبَابِ وَالْعِيدَانِ وَاقِفِينَ شَرْقِيَّ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُمْ مِنَ الْكَهَنَةِ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ يَنْفُخُونَ فِي الأَبْوَاقِ. وَكَانَ لَمَّا صَوَّتَ الْمُبَوِّقُونَ وَالْمُغَنُّونَ كَوَاحِدٍ صَوْتًا وَاحِدًا لِتَسْبِيحِ الرَّبِّ وَحَمْدِهِ، وَرَفَعُوا صَوْتًا بِالأَبْوَاقِ وَالصُّنُوجِ وَآلاَتِ الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ: «لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ». أَنَّ البَيْتَ،بَيْتَ الرَّبِّ، امْتَلأَ سَحَابًا. وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ بَيْتَ اللهِ." لما بدأ اللاويون في تسبيح الرب، ظهر مجده وملأ البيت، فهل من قبيل الصدفة أن يحدث هذا لم بدأ الناس في تسبيحه؟ ومرة أخرى، كلا، حيث ملأ مجد الرب البيت وحدث هذا لم بد الكهنة واللاويين في تسبيحه. وأنا لا أعني بذكر تلك الأمثلة أن يُنظَر إلى الصلاة والتسبيح لله على أنهما واجب ديني وكأنه شيء لابد من القيام به للحصول على حضور الرب أو خلاصه، بل يجب أن يُنظِر إليهما على أنهما شيء نابع من القلب عندما يدرك سلطان وعظمة خالقنا. فبولس وسيلا لم يسبحا الرب كواجب ديني وكأنه شيء عليهما القيام به.... كل مساء قبل النوم، ولا قاما به لأن كل شيء كان على ما يرام بالنسبة لهما، بل على العكس كانا في السجن بجروح في جسديهما والتي لم يهتم أحد بها، ومع ذلك، كان الفرح في قلبيهما، فرحة الرب الذي هو قوتنا (نحميا 8: 10)، ومن خلال هذا الفرح كانا يسبحان. لم ينظرا إلى الأوضاع الخارجية أو إلى " الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى" بل إلى تلك التي لا ترى، أي إلى الداخل (كورنثوس الثانية 4: 18). ففي قلوبنا فرح الرب إلى درحة أن أعيننا تنظر إلىه. كما تقول بطرس الأولى: بطرس الأولى 1: 3- 9 " مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ. الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ إِنْ كَانَ يَجِبُ تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ، نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ." تَعَرَّض الشعب الذي كان بطرس يتحدث إليه لتجارب أحزنتهم، تماماً مثل التي قد نتعرض لها، ومع ذلك، كان لهم "فَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ" بالإيمان بالرب يسوع "لْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، 2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ" (عبرانيين 12: 1- 2). لقد كان هذا على ما اعتقد ما ملأهم بالفرح على الرغم من التجارب المتنوعة، وأظن أن هذا كان هو نفس الشيء الذي دفع بولس وسيلا إلى التسبيح على الرغم من حقيقة أنهما ضربا ومستقبلهما لم يكن معروفاً، وأعتقد أن هذا هو الشيء الوحيد القادر على أن يملأنا فرحاً؛ فرحة لا يقدر أحد على انتزاعها. نستخلص إذاً أن هناك العديد من المراجع في الكتاب المقدس عن موضوع التسبيح والصلاة لله، هذا بالطبع ليس موضوع سابق عهده، بل على العكس، إنه يخص الخليقة كلها في كل عصر وفي كل أوان. نحن نسبح الله لأنه خلقنا (مزمور 139: 14)، لأن قلوبنا توكلت عليه فانتصرنا (مزمور 28: 7)، لأن رحمته وصلت إلى السماء وإلى الغمام حقه (مزمور 57: 10)، لأن إلى الأبد رحمته (مزمور 106: 1)، لأنه أَمَرَ فخلقت (مزمور 148). " كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلُويَا" (مزمور 150). |
||||
03 - 10 - 2015, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 9468 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ألقها على الرب
أنا أعلم أن هناك أوقاتاً قد نشعر فيها بأن قلوبنا مثقلة، فاشياء كحلم محطم أو ضغط خارجي أو تهديد أو أي شيء مماثل قد يكون له - لو لم نتعامل معه بشكل صحيح - تأثير سلبي على حياتنا. وتظهر حقيقة أن الأحمال والضغوط قد تكون بالفعل حقيقة في حياة المسيحي في توضيح الله في كلمته لطريقة مواجهتها ، إنها تلك الطريقة التي سنحاول تقديمها اليوم. لكي نبدأ، دعونا نذهب إلى مزمور 55: 22 حيث نقرأ: 2. متى 6 مزمور 55: 22 "أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ." تنصحنا كلمة الله بأن نلقي همنا على الرب، فنفهم من ذلك شيئين؛ أولاً، لا تستمر الحياة بدون هموم حتى للمسيحيين، وثانياً، أن الطريقة الصحيحة لمواجهة أي هم، صغير كان أو كبير هي بإلقائها على الرب، وهذا مؤكد أيضاً في بطرس الأولى 5: 7 حيث نقرأ: بطرس الأولى 5: 6- 7 "فَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ، مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ." يحثنا الله على إلقاء كل همنا عليه، لأنه يقول أنه يعتني بنا، وعلى الأغلب، لم تكن من قبيل الصدفة تلك الإشارة إلى التواضع التي سبقت هذه الفقرة، وحقاً، يتطلب الأمر الاتضاع حتى ننكر أنه بإمكاننا فعل أي شيء ونلقي كل همومنا على الله الذي كما تقول لنا رومية 8: 32 رومية 8: 32 "اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟" كذلك يقول مزمور 37: 3- 5 "اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ. اسْكُنِ الأَرْضَ وَارْعَ الأَمَانَةَ. وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ. سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي..... انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ" وأمثال 3: 5- 6 "تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ." ليست هذه مجرد كلمات على الرغم من قراءتنا لها عدة مرات قبلاً، بل إنها كلمات الله؛ وعوداً تتطلب الانتباه والثقة، فالأمر لا يتعلق بحكمتنا وقدرتنا على حمل أثقالنا، بل يتعلق بثقتنا في الله القدير، صاحب الحكمة والقدرة لحمل أثقالنا عنا. تعليم آخر من تعاليم كلمة الله فيما يخص التعامل مع الأحمال والهموم معطى في متى 6 على لسان المسيح، فنقرأ هناك بدءاً من الآية 25: 3. دانيال في جب الأسود متى 6: 25- 32 "«لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟ اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟ وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ فَلاَ تَهْتَمُّو قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا." لاحظ أن الفقرة لا تقول أنه لا ينبغي لنا أن نطلب من الله احتياجاتنا، بل فإن جزء من الصلاة التي أعطاها الرب لتلاميذه (المعروفة باسم "الصلاة الربانية") كان عن الاحتياجات المادية ("خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ."، متى 6:11). إذاً فما يريد المسيح قوله هنا ليس هو التوقف عن سؤال الله لتغطية احتياجاتنا، بل أن نتوقف عن القلق حياله، ثم يكمل في إخبارنا بما علينا فعله: متى 6: 33- 34 "لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ." تصنع كلمة "ولكن" في أول الفقرة مقارنة بين ما يسبقها وما يتبعها، فهي تخبرنا بأنه بدلاً من أن نعطي انتباهنا إلى همومنا علينا أن نهتم أولاً بملكوت الله وبره، ونتيجة لذلك، ستزاد لنا كل الأشياء التي قد نحتاجها، مثلما رد المسيح على الشيطان عندما جربه: متى 4: 4 "فَأَجَابَ وَقَالَ:«مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ»." حتى وإن كان لنا كل شيء، فليست لنا حياة لو لم تكن كلمة الله موجودة في قلوبنا، وهذا بالطبع لا يعني أننا لا نحتاج أن نأكل أو نشرب أو أن ليس لنا احتياجات أخرى، نحن فقط نقرأ أن الله يعلم أننا نحتاج هذه الأشياء، إلا أن احتياجنا الرئيسي، بل في الحقيقة هو احتياجنا الوحيد (أنظر لوقا 10: 38-41) هو أن تسود كلمة الله على قلوبنا، هذا هو ما ينبغي أن نطلبه أولاً وإن فعلناه، فكل ما قد نحتاجه سيزاد لنا، هذا وعد! بعض الأمثلة حتى نفهم الجانب العملي على ما سبق بشكل أفضل، فلنلقي نظرة على مثالين (ليسا المثالين الوحيدين)من الكتاب المقدس. الحالة الأولى التي سندرسها هي حالة دانيال، كان دانيال واحداً من هؤلاء اليهود الذين أخذوا أسرى في بابل والذي عين في النهاية وزيراً على المملكة، وفي الحقيقة، كما نقرأ في دانيال 6: 3 أن حدث في وقت الملك داريوس المادي أنه فُضِّل على جميع حكام المملكة، فتسبب هذا بدوره في حسد زملائه والذين خططوا ضده، فأقنعوا الملكك بأن يصدر أمراً ملكياً يشدد نهياً طلب أي طلبة من أي أحد آخر غير الملك حتى ثلاثين يوماً (دانيال 6: 4- 8)، كانت عقوبة من يعصى هذا الأمر هو إلقائه في جب الأسود، والسبب في أخذ المؤامرة لهذا الشكل لم يكن من قبيل الصدفة. وكما تخبرنا الآية 5، فهؤلاء علموا أن الطريقة الوحيدة لبلوغ هدفهم هو أن بجدوا على دانيال علة " مِنْ جِهَةِ شَرِيعَةِ إِلهِهِ"، ومن ثم، فبمعرفة المحبة التي كانت لدانيال تجاه الله، وضعوه في مأزق: فإما أن يتوقف عن سؤال الله، كما تطلب الأمر، أو سيصير، كما ظنوا، طعاماً للأسود. حاول هؤلاء الرجال من خلال هذه الخطة أن يتدخلوا كثيراً في علاقة دانيال بإلهه، فهو الآن عليه أن يختار؛ إما أن يسمح لهذا الضغط والتهديد بأن يؤثرا على قلبه بالقلق والخوف أو أن يلقيها على الله ويُبقِى على علاقته به ويستودعه الأمر برمته. تخبرنا الآية 10 باختياره: 4. حالة إيليا دانيال 6: 10 "فَلَمَّا عَلِمَ دَانِيآلُ بِإِمْضَاءِ الْكِتَابَةِ ذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ، وَكُواهُ مَفْتُوحَةٌ فِي عُلِّيَّتِهِ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَصَلَّى وَحَمَدَ قُدَّامَ إِلهِهِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذلِكَ." لم يكمل دانيال الصلاة وطلب الله فحسب، بل أيضاً فعل ذلك مثلما كان يفعل دائماً: وشباكه مفتوح على مصراعيه! من الواضح أنه تجاهل التهديد، أو بمعنى أفضل، لم يحاول مواجهته بأساليبه الخاصة، كأن يغلق الشباك مثلاً أو أن يحاول الاختباء أو الصلاة في أوقات لا يراه فيها أحد أو سراً... إلخ، بل على عكس ذلك، استمر في علاقته بالله كسابق عهده، من ناحية أخرى، كان هذا بالضبط هو ما رغب به أعدائه. كما رأينا، فقد وضعوا خططهم على أساس أن دانيال لن يتوقف عن الصلاة وطلب الله ومن ثم سيتعدى على أمر الملك. فتخبرنا الآيات 11- 16 بما فعله هؤلاء الرجال فيما بعد: دانيال 6: 11- 16 "فَاجْتَمَعَ حِينَئِذٍ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ فَوَجَدُوا دَانِيآلَ يَطْلُبُ وَيَتَضَرَّعُ قُدَّامَ إِلهِهِ. فَتَقَدَّمُوا وَتَكَلَّمُوا قُدَّامَ الْمَلِكِ فِي نَهْيِ الْمَلِكِ: «أَلَمْ تُمْضِ أَيُّهَا الْمَلِكُ نَهْيًا بِأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يَطْلُبُ مِنْ إِلهٍ أَوْ إِنْسَانٍ حَتَّى ثَلاَثِينَ يَوْمًا إِلاَّ مِنْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ يُطْرَحُ فِي جُبِّ الأُسُودِ؟» فَأَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ: «الأَمْرُ صَحِيحٌ كَشَرِيعَةِ مَادِي وَفَارِسَ الَّتِي لاَ تُنْسَخُ». حِينَئِذٍ أَجَابُوا وَقَالُوا قُدَّامَ الْمَلِكِ: «إِنَّ دَانِيآلَ الَّذِي مِنْ بَنِي سَبْيِ يَهُوذَا لَمْ يَجْعَلْ لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ اعْتِبَارًا وَلاَ لِلنَّهْيِ الَّذِي أَمْضَيْتَهُ، بَلْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ يَطْلُبُ طِلْبَتَهُ». فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ هذَا الْكَلاَمَ اغْتَاظَ عَلَى نَفْسِهِ جِدًّا، وَجَعَلَ قَلْبَهُ عَلَى دَانِيآلَ لِيُنَجِّيَهُ، وَاجْتَهَدَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ لِيُنْقِذَهُ. فَاجْتَمَعَ أُولئِكَ الرِّجَالُ إِلَى الْمَلِكِ وَقَالُوا لِلْمَلِكُ: «اعْلَمْ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَنَّ شَرِيعَةَ مَادِي وَفَارِسَ هِيَ أَنَّ كُلَّ نَهْيٍ أَوْ أَمْرٍ يَضَعُهُ الْمَلِكُ لاَ يَتَغَيَّرُ». حِينَئِذٍ أَمَرَ الْمَلِكُ فَأَحْضَرُوا دَانِيآلَ وَطَرَحُوهُ فِي جُبِّ الأُسُودِ. أَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ لِدَانِيآلَ: «إِنَّ إِلهَكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا هُوَ يُنَجِّيكَ»." كره هؤلاء الرجال دانيال كثيراً، فلكي يطرحوه عن منصبه خدعوا حتى الملك، وعندما فهم الملك ما حدث، حزن كثيراً ولكنه لم يقدر أن يفعل شيء، إذ أنه من المستحيل للأمر أن يتغير، إلا أنه فعل شيئاً أكثر أهمية: وثق في الله، فتخبرنا الآيات 17- 23 ما حدث في النهاية: دانيال 6: 17- 23 "وَأُتِيَ بِحَجَرٍ وَوُضِعَ عَلَى فَمِ الْجُبِّ وَخَتَمَهُ الْمَلِكُ بِخَاتِمِهِ وَخَاتِمِ عُظَمَائِهِ، لِئَلاَّ يَتَغَيَّرَ الْقَصْدُ فِي دَانِيآلَ. حِينَئِذٍ مَضَى الْمَلِكُ إِلَى قَصْرِهِ وَبَاتَ صَائِمًا، وَلَمْ يُؤْتَ قُدَّامَهُ بِسَرَارِيهِ وَطَارَ عَنْهُ نَوْمُهُ. ثُمَّ قَامَ الْمَلِكُ بَاكِرًا عِنْدَ الْفَجْرِ وَذَهَبَ مُسْرِعًا إِلَى جُبِّ الأُسُودِ. فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى الْجُبِّ نَادَى دَانِيآلَ بِصَوْتٍ أَسِيفٍ. أَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ لِدَانِيآلَ: «يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ، هَلْ إِلهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيَكَ مِنَ الأُسُودِ؟» فَتَكَلَّمَ دَانِيآلُ مَعَ الْمَلِكِ: «يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! إِلهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي، لأَنِّي وُجِدْتُ بَرِيئًا قُدَّامَهُ، وَقُدَّامَكَ أَيْضًا أَيُّهَا الْمَلِكُ، لَمْ أَفْعَلْ ذَنْبًا». حِينَئِذٍ فَرِحَ الْمَلِكُ بِهِ، وَأَمَرَ بِأَنْ يُصْعَدَ دَانِيآلُ مِنَ الْجُبِّ. فَأُصْعِدَ دَانِيآلُ مِنَ الْجُبِّ وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ ضَرَرٌ، لأَنَّهُ آمَنَ بِإِلهِهِ." تعطينا الآية الأخيرة محصلة ما حدث لدانيال وسببه، ومن ثم، قد كانت المحصلة هي " وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ ضَرَرٌ" وكان السبب هو أنه " آمَنَ بِإِلهِهِ" من السهل جداً قراءة ما سبق والمرور به مرور الكرام، ولكن، فلنضع أنفسنا محل دانيال لدقيقة، فلم يكن هو وغيره من رجال الكتاب المقدس أناساً خارقين، بل كانوا رجالاً مثلنا عليهم أن يختاروا بين الإيمان أو عدم الإيمان بالله، هل مشاكلنا والتهديدات التي قد نواجهها أكبر من التهديدات التي واجهها دانيال؟ كان من الممكن أن يموت في دقيقة واحدة، وبطبيعة الحال، كان سيموت بمجرد وصوله أسفل الجب، إلا أن دانيال لم ينظر إلى وضعه الطبيعي بل نظر إلى ما هو فوق الطبيعي، كما تخبرنا الفقرة "أَنَّهُ آمَنَ بِإِلهِهِ"، وثق بالله. كان من الممكن أن يعمل آلاف الأشياء الأخرى، كان من الممكن أن يبتكر آلاف الطرق للهروب من الفخ: كان من الممكن أن يغلق النوافذ، أن يتحايل، أو أن يتوسل للملك، إلا انه اختار بدلاً من ذلك أن يؤمن بالله، فقد " آمَنَ بِإِلهِهِ"عندما سيق إلى الجب، " آمَنَ بِإِلهِهِ" عندما ألقي في الجب، وماذا كانت النتيجة؟ أنه "لَمْ يُوجَدْ فِيهِ ضَرَرٌ لأَنَّهُ آمَنَ بِإِلهِهِ."، فالقضية هنا ليست هي مرورنا بأوقات عصيبة أو أحمال وهموم ستلقى على أكتافنا، لأننا نعلم أنه سيكون كل هذا، ولكن القضية هي كيفية التعامل معها، هل سنبقيها على أكتافنا أم سنلقيها على الله؟ هل سنؤمن بقدرة الله وقوته، أم في قدراتنا وقوتنا؟ هل سنبحث عن حل طبيعي ("أنا قادر"، "أنا لدي حكمة")؟ أم فوق طبيعي ("الله قادر"، "الله يعطيني الحكمة")؟ مثال آخر عن التعامل مع الاحمال والهموم وعن قدرة الله على الاهتمام باحتياجاتنا معطى في ملوك الأولى 17، فنجد في ملوك الأولى 17، الأية 1 إيليا متحدثاً مع آخاب ملك إسرائيل: ملوك الأولى 17: 1 "وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي»." لأجل كل الشر الذي وجد في إسرائيل في أثناء حكم آخاب الملك، لم يُنزِل الله مطراً لمدة ثلاث سنوات ونصف، وكان هذا بالطبع يعني مجاعة في وسط إسرائيل التي عاش فيها إيليا أيضاً، إذاً، وجدت الحاجة للطعام والماء، الأمر الذي بدا بطبيعة الحال أنه عاجلاً أم آجلاً سيكون من الصعب جداً على إيليا مواجهته، هل علم الله أن إيليا، رجله، احتاج أن يأكل أو يشرب، وماذا فعل حيال هذا؟ تخبرنا الآيات 2- 6: ملوك الأولى 17: 2- 6 "وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ لَهُ قَائِلاً: «انْطَلِقْ مِنْ هُنَا وَاتَّجِهْ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَاخْتَبِئْ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ، فَتَشْرَبَ مِنَ النَّهْرِ. وَقَدْ أَمَرْتُ الْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ». فَانْطَلَقَ وَعَمِلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ، وَذَهَبَ فَأَقَامَ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ. وَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحًا، وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ." الله يعلم احتياجاتنا ومع أنه قد يبدو من المستحيل طبيعياً أن تتحقق بعضها، إلا أنه يعلم كيف يغطيها بطرق أخرى فوق طبيعية. فمن يتخيل أنه كحل لاحتياج إيليا للطعام أن تأتي له الغربان بما يحتاج؟ ولكنه مكتوب هنا أمام أعيننا، فليس من الضروري لنا أن نتوقع الحل الطبيعي، بل الحل الذي يأتي بشكل فوق طبيعي، من الله القادر على جعل كل شيء ممكناً ومستحيلاً، نحن لا نرجو فقط عند وجود حلول، بل أيضاً في عدم وجود حلولاً مرئية في الأفق، وكما حدث مع إيليا، كذلك أيضاً يحدث معنا، الله يعلم أن يأتي بالحلول ويجيب الصلوات بطريقة فوق طبيعية: فهو يعلم1الطريقة الفوق طبيعية، ولكن دعونا نكمل: ملوك الأولى 17: 7- 9 "وَكَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمَانِ أَنَّ النَّهْرَ يَبِسَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَطَرٌ فِي الأَرْضِ. وَكَانَ لَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى صِرْفَةَ الَّتِي لِصِيدُونَ وَأَقِمْ هُنَاكَ. هُوَذَا قَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً أَنْ تَعُولَكَ»." سيجف النهر، وستنفذ المياه والعطش يهدد إيليا، ماذا فعل؟ لم يفعل شيء حتى أعطاه الله الحكمة مظهراً له حله الفوق طبيعي والذي تبعه: ملوك الأولى 17: 10- 16 "فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى صِرْفَةَ. وَجَاءَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، وَإِذَا بِامْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ هُنَاكَ تَقُشُّ عِيدَانًا، فَنَادَاهَا وَقَالَ: «هَاتِي لِي قَلِيلَ مَاءٍ فِي إِنَاءٍ فَأَشْرَبَ». وَفِيمَا هِيَ ذَاهِبَةٌ لِتَأْتِيَ بِهِ، نَادَاهَا وَقَالَ: «هَاتِي لِي كِسْرَةَ خُبْزٍ فِي يَدِكِ». فَقَالَتْ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُكَ، إِنَّهُ لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ، وَلكِنْ مِلْءُ كَفّ مِنَ الدَّقِيقِ فِي الْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي الْكُوزِ، وَهأَنَذَا أَقُشُّ عُودَيْنِ لآتِيَ وَأَعْمَلَهُ لِي وَلابْنِي لِنَأْكُلَهُ ثُمَّ نَمُوتُ». فَقَالَ لَهَا إِيلِيَّا: «لاَ تَخَافِي. ادْخُلِي وَاعْمَلِي كَقَوْلِكِ، وَلكِنِ اعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً وَاخْرُجِي بِهَا إِلَيَّ، ثُمَّ اعْمَلِي لَكِ وَلابْنِكِ أَخِيرًا. لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ كُوَّارَ الدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ الزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُعْطِي الرَّبُّ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ». فَذَهَبَتْ وَفَعَلَتْ حَسَبَ قَوْلِ إِيلِيَّا، وَأَكَلَتْ هِيَ وَهُوَ وَبَيْتُهَا أَيَّامًا. كُوَّارُ الدَّقِيقِ لَمْ يَفْرُغْ، وَكُوزُ الزَّيْتِ لَمْ يَنْقُصْ، حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ إِيلِيَّا." بطبيعة الحال، من يقدر أن يتخيل كل ما سبق؟ ولا أحد! كل ما سبق مستحيل، ولكنه يستحيل أن يحدث في الطبيعة، وليس فيما هو خارق للطبيعة، كما قال الرب: "«غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ»." (لوقا 18: 27). كل شيء ممكناً عند الله، فإلهنا هو مصدر القوة الأعظم اللا نهائي في الكون كله، دعونا لا ننظر حولنا باحثين عن حلولاً طبيعية، ولا أن نقيد الطرق التي قد يتصرف من خلالها الله فيما نراه حولنا فقط، لأننا قد لا نرى حولنا شيء أو أسوأ من ذلك، فقد نرى جباً للأسود أو مجاعة وعطش شديدين، بل على العكس، دعونا ننظر إليه، منتظرين حله ونصحه حتى وإن لم يبدو هناك حلاً، فلنسلم طريقنا للرب ونتكل عليه وهو يجري (مزمور 37: 5)، نحن لا نعلم كيف سيجري ولكننا نعلم أنه سيفعل ذلك وهذا كاف ليعطينا راحة فيه حتى وإن كان الجميع لا يؤيدون ذلك. |
||||
03 - 10 - 2015, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 9469 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دانيال في جب الأسود الحالة الأولى التي سندرسها هي حالة دانيال، كان دانيال واحداً من هؤلاء اليهود الذين أخذوا أسرى في بابل والذي عين في النهاية وزيراً على المملكة، وفي الحقيقة، كما نقرأ في دانيال 6: 3 أن حدث في وقت الملك داريوس المادي أنه فُضِّل على جميع حكام المملكة، فتسبب هذا بدوره في حسد زملائه والذين خططوا ضده، فأقنعوا الملكك بأن يصدر أمراً ملكياً يشدد نهياً طلب أي طلبة من أي أحد آخر غير الملك حتى ثلاثين يوماً (دانيال 6: 4- 8)، كانت عقوبة من يعصى هذا الأمر هو إلقائه في جب الأسود، والسبب في أخذ المؤامرة لهذا الشكل لم يكن من قبيل الصدفة. وكما تخبرنا الآية 5، فهؤلاء علموا أن الطريقة الوحيدة لبلوغ هدفهم هو أن بجدوا على دانيال علة " مِنْ جِهَةِ شَرِيعَةِ إِلهِهِ"، ومن ثم، فبمعرفة المحبة التي كانت لدانيال تجاه الله، وضعوه في مأزق: فإما أن يتوقف عن سؤال الله، كما تطلب الأمر، أو سيصير، كما ظنوا، طعاماً للأسود. حاول هؤلاء الرجال من خلال هذه الخطة أن يتدخلوا كثيراً في علاقة دانيال بإلهه، فهو الآن عليه أن يختار؛ إما أن يسمح لهذا الضغط والتهديد بأن يؤثرا على قلبه بالقلق والخوف أو أن يلقيها على الله ويُبقِى على علاقته به ويستودعه الأمر برمته. تخبرنا الآية 10 باختياره: دانيال 6: 10 "فَلَمَّا عَلِمَ دَانِيآلُ بِإِمْضَاءِ الْكِتَابَةِ ذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ، وَكُواهُ مَفْتُوحَةٌ فِي عُلِّيَّتِهِ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَصَلَّى وَحَمَدَ قُدَّامَ إِلهِهِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذلِكَ." لم يكمل دانيال الصلاة وطلب الله فحسب، بل أيضاً فعل ذلك مثلما كان يفعل دائماً: وشباكه مفتوح على مصراعيه! من الواضح أنه تجاهل التهديد، أو بمعنى أفضل، لم يحاول مواجهته بأساليبه الخاصة، كأن يغلق الشباك مثلاً أو أن يحاول الاختباء أو الصلاة في أوقات لا يراه فيها أحد أو سراً... إلخ، بل على عكس ذلك، استمر في علاقته بالله كسابق عهده، من ناحية أخرى، كان هذا بالضبط هو ما رغب به أعدائه. كما رأينا، فقد وضعوا خططهم على أساس أن دانيال لن يتوقف عن الصلاة وطلب الله ومن ثم سيتعدى على أمر الملك. فتخبرنا الآيات 11- 16 بما فعله هؤلاء الرجال فيما بعد: دانيال 6: 11- 16 "فَاجْتَمَعَ حِينَئِذٍ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ فَوَجَدُوا دَانِيآلَ يَطْلُبُ وَيَتَضَرَّعُ قُدَّامَ إِلهِهِ. فَتَقَدَّمُوا وَتَكَلَّمُوا قُدَّامَ الْمَلِكِ فِي نَهْيِ الْمَلِكِ: «أَلَمْ تُمْضِ أَيُّهَا الْمَلِكُ نَهْيًا بِأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يَطْلُبُ مِنْ إِلهٍ أَوْ إِنْسَانٍ حَتَّى ثَلاَثِينَ يَوْمًا إِلاَّ مِنْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ يُطْرَحُ فِي جُبِّ الأُسُودِ؟» فَأَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ: «الأَمْرُ صَحِيحٌ كَشَرِيعَةِ مَادِي وَفَارِسَ الَّتِي لاَ تُنْسَخُ». حِينَئِذٍ أَجَابُوا وَقَالُوا قُدَّامَ الْمَلِكِ: «إِنَّ دَانِيآلَ الَّذِي مِنْ بَنِي سَبْيِ يَهُوذَا لَمْ يَجْعَلْ لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ اعْتِبَارًا وَلاَ لِلنَّهْيِ الَّذِي أَمْضَيْتَهُ، بَلْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ يَطْلُبُ طِلْبَتَهُ». فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ هذَا الْكَلاَمَ اغْتَاظَ عَلَى نَفْسِهِ جِدًّا، وَجَعَلَ قَلْبَهُ عَلَى دَانِيآلَ لِيُنَجِّيَهُ، وَاجْتَهَدَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ لِيُنْقِذَهُ. فَاجْتَمَعَ أُولئِكَ الرِّجَالُ إِلَى الْمَلِكِ وَقَالُوا لِلْمَلِكُ: «اعْلَمْ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَنَّ شَرِيعَةَ مَادِي وَفَارِسَ هِيَ أَنَّ كُلَّ نَهْيٍ أَوْ أَمْرٍ يَضَعُهُ الْمَلِكُ لاَ يَتَغَيَّرُ». حِينَئِذٍ أَمَرَ الْمَلِكُ فَأَحْضَرُوا دَانِيآلَ وَطَرَحُوهُ فِي جُبِّ الأُسُودِ. أَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ لِدَانِيآلَ: «إِنَّ إِلهَكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا هُوَ يُنَجِّيكَ»." كره هؤلاء الرجال دانيال كثيراً، فلكي يطرحوه عن منصبه خدعوا حتى الملك، وعندما فهم الملك ما حدث، حزن كثيراً ولكنه لم يقدر أن يفعل شيء، إذ أنه من المستحيل للأمر أن يتغير، إلا أنه فعل شيئاً أكثر أهمية: وثق في الله، فتخبرنا الآيات 17- 23 ما حدث في النهاية: دانيال 6: 17- 23 "وَأُتِيَ بِحَجَرٍ وَوُضِعَ عَلَى فَمِ الْجُبِّ وَخَتَمَهُ الْمَلِكُ بِخَاتِمِهِ وَخَاتِمِ عُظَمَائِهِ، لِئَلاَّ يَتَغَيَّرَ الْقَصْدُ فِي دَانِيآلَ. حِينَئِذٍ مَضَى الْمَلِكُ إِلَى قَصْرِهِ وَبَاتَ صَائِمًا، وَلَمْ يُؤْتَ قُدَّامَهُ بِسَرَارِيهِ وَطَارَ عَنْهُ نَوْمُهُ. ثُمَّ قَامَ الْمَلِكُ بَاكِرًا عِنْدَ الْفَجْرِ وَذَهَبَ مُسْرِعًا إِلَى جُبِّ الأُسُودِ. فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى الْجُبِّ نَادَى دَانِيآلَ بِصَوْتٍ أَسِيفٍ. أَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ لِدَانِيآلَ: «يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ، هَلْ إِلهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيَكَ مِنَ الأُسُودِ؟» فَتَكَلَّمَ دَانِيآلُ مَعَ الْمَلِكِ: «يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! إِلهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي، لأَنِّي وُجِدْتُ بَرِيئًا قُدَّامَهُ، وَقُدَّامَكَ أَيْضًا أَيُّهَا الْمَلِكُ، لَمْ أَفْعَلْ ذَنْبًا». حِينَئِذٍ فَرِحَ الْمَلِكُ بِهِ، وَأَمَرَ بِأَنْ يُصْعَدَ دَانِيآلُ مِنَ الْجُبِّ. فَأُصْعِدَ دَانِيآلُ مِنَ الْجُبِّ وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ ضَرَرٌ، لأَنَّهُ آمَنَ بِإِلهِهِ." تعطينا الآية الأخيرة محصلة ما حدث لدانيال وسببه، ومن ثم، قد كانت المحصلة هي " وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ ضَرَرٌ" وكان السبب هو أنه " آمَنَ بِإِلهِهِ" من السهل جداً قراءة ما سبق والمرور به مرور الكرام، ولكن، فلنضع أنفسنا محل دانيال لدقيقة، فلم يكن هو وغيره من رجال الكتاب المقدس أناساً خارقين، بل كانوا رجالاً مثلنا عليهم أن يختاروا بين الإيمان أو عدم الإيمان بالله، هل مشاكلنا والتهديدات التي قد نواجهها أكبر من التهديدات التي واجهها دانيال؟ كان من الممكن أن يموت في دقيقة واحدة، وبطبيعة الحال، كان سيموت بمجرد وصوله أسفل الجب، إلا أن دانيال لم ينظر إلى وضعه الطبيعي بل نظر إلى ما هو فوق الطبيعي، كما تخبرنا الفقرة "أَنَّهُ آمَنَ بِإِلهِهِ"، وثق بالله. كان من الممكن أن يعمل آلاف الأشياء الأخرى، كان من الممكن أن يبتكر آلاف الطرق للهروب من الفخ: كان من الممكن أن يغلق النوافذ، أن يتحايل، أو أن يتوسل للملك، إلا انه اختار بدلاً من ذلك أن يؤمن بالله، فقد " آمَنَ بِإِلهِهِ"عندما سيق إلى الجب، " آمَنَ بِإِلهِهِ" عندما ألقي في الجب، وماذا كانت النتيجة؟ أنه "لَمْ يُوجَدْ فِيهِ ضَرَرٌ لأَنَّهُ آمَنَ بِإِلهِهِ."، فالقضية هنا ليست هي مرورنا بأوقات عصيبة أو أحمال وهموم ستلقى على أكتافنا، لأننا نعلم أنه سيكون كل هذا، ولكن القضية هي كيفية التعامل معها، هل سنبقيها على أكتافنا أم سنلقيها على الله؟ هل سنؤمن بقدرة الله وقوته، أم في قدراتنا وقوتنا؟ هل سنبحث عن حل طبيعي ("أنا قادر"، "أنا لدي حكمة")؟ أم فوق طبيعي ("الله قادر"، "الله يعطيني الحكمة")؟ |
||||
03 - 10 - 2015, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 9470 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حالة إيليا مثال آخر عن التعامل مع الاحمال والهموم وعن قدرة الله على الاهتمام باحتياجاتنا معطى في ملوك الأولى 17، فنجد في ملوك الأولى 17، الأية 1 إيليا متحدثاً مع آخاب ملك إسرائيل: ملوك الأولى 17: 1 "وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي»." لأجل كل الشر الذي وجد في إسرائيل في أثناء حكم آخاب الملك، لم يُنزِل الله مطراً لمدة ثلاث سنوات ونصف، وكان هذا بالطبع يعني مجاعة في وسط إسرائيل التي عاش فيها إيليا أيضاً، إذاً، وجدت الحاجة للطعام والماء، الأمر الذي بدا بطبيعة الحال أنه عاجلاً أم آجلاً سيكون من الصعب جداً على إيليا مواجهته، هل علم الله أن إيليا، رجله، احتاج أن يأكل أو يشرب، وماذا فعل حيال هذا؟ تخبرنا الآيات 2- 6: ملوك الأولى 17: 2- 6 "وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ لَهُ قَائِلاً: «انْطَلِقْ مِنْ هُنَا وَاتَّجِهْ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَاخْتَبِئْ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ، فَتَشْرَبَ مِنَ النَّهْرِ. وَقَدْ أَمَرْتُ الْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ». فَانْطَلَقَ وَعَمِلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ، وَذَهَبَ فَأَقَامَ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ. وَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحًا، وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ." الله يعلم احتياجاتنا ومع أنه قد يبدو من المستحيل طبيعياً أن تتحقق بعضها، إلا أنه يعلم كيف يغطيها بطرق أخرى فوق طبيعية. فمن يتخيل أنه كحل لاحتياج إيليا للطعام أن تأتي له الغربان بما يحتاج؟ ولكنه مكتوب هنا أمام أعيننا، فليس من الضروري لنا أن نتوقع الحل الطبيعي، بل الحل الذي يأتي بشكل فوق طبيعي، من الله القادر على جعل كل شيء ممكناً ومستحيلاً، نحن لا نرجو فقط عند وجود حلول، بل أيضاً في عدم وجود حلولاً مرئية في الأفق، وكما حدث مع إيليا، كذلك أيضاً يحدث معنا، الله يعلم أن يأتي بالحلول ويجيب الصلوات بطريقة فوق طبيعية: فهو يعلم1الطريقة الفوق طبيعية، ولكن دعونا نكمل: ملوك الأولى 17: 7- 9 "وَكَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمَانِ أَنَّ النَّهْرَ يَبِسَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَطَرٌ فِي الأَرْضِ. وَكَانَ لَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى صِرْفَةَ الَّتِي لِصِيدُونَ وَأَقِمْ هُنَاكَ. هُوَذَا قَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً أَنْ تَعُولَكَ»." سيجف النهر، وستنفذ المياه والعطش يهدد إيليا، ماذا فعل؟ لم يفعل شيء حتى أعطاه الله الحكمة مظهراً له حله الفوق طبيعي والذي تبعه: ملوك الأولى 17: 10- 16 "فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى صِرْفَةَ. وَجَاءَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، وَإِذَا بِامْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ هُنَاكَ تَقُشُّ عِيدَانًا، فَنَادَاهَا وَقَالَ: «هَاتِي لِي قَلِيلَ مَاءٍ فِي إِنَاءٍ فَأَشْرَبَ». وَفِيمَا هِيَ ذَاهِبَةٌ لِتَأْتِيَ بِهِ، نَادَاهَا وَقَالَ: «هَاتِي لِي كِسْرَةَ خُبْزٍ فِي يَدِكِ». فَقَالَتْ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُكَ، إِنَّهُ لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ، وَلكِنْ مِلْءُ كَفّ مِنَ الدَّقِيقِ فِي الْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي الْكُوزِ، وَهأَنَذَا أَقُشُّ عُودَيْنِ لآتِيَ وَأَعْمَلَهُ لِي وَلابْنِي لِنَأْكُلَهُ ثُمَّ نَمُوتُ». فَقَالَ لَهَا إِيلِيَّا: «لاَ تَخَافِي. ادْخُلِي وَاعْمَلِي كَقَوْلِكِ، وَلكِنِ اعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً وَاخْرُجِي بِهَا إِلَيَّ، ثُمَّ اعْمَلِي لَكِ وَلابْنِكِ أَخِيرًا. لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ كُوَّارَ الدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ الزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُعْطِي الرَّبُّ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ». فَذَهَبَتْ وَفَعَلَتْ حَسَبَ قَوْلِ إِيلِيَّا، وَأَكَلَتْ هِيَ وَهُوَ وَبَيْتُهَا أَيَّامًا. كُوَّارُ الدَّقِيقِ لَمْ يَفْرُغْ، وَكُوزُ الزَّيْتِ لَمْ يَنْقُصْ، حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ إِيلِيَّا." بطبيعة الحال، من يقدر أن يتخيل كل ما سبق؟ ولا أحد! كل ما سبق مستحيل، ولكنه يستحيل أن يحدث في الطبيعة، وليس فيما هو خارق للطبيعة، كما قال الرب: "«غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ»." (لوقا 18: 27). كل شيء ممكناً عند الله، فإلهنا هو مصدر القوة الأعظم اللا نهائي في الكون كله، دعونا لا ننظر حولنا باحثين عن حلولاً طبيعية، ولا أن نقيد الطرق التي قد يتصرف من خلالها الله فيما نراه حولنا فقط، لأننا قد لا نرى حولنا شيء أو أسوأ من ذلك، فقد نرى جباً للأسود أو مجاعة وعطش شديدين، بل على العكس، دعونا ننظر إليه، منتظرين حله ونصحه حتى وإن لم يبدو هناك حلاً، فلنسلم طريقنا للرب ونتكل عليه وهو يجري (مزمور 37: 5)، نحن لا نعلم كيف سيجري ولكننا نعلم أنه سيفعل ذلك وهذا كاف ليعطينا راحة فيه حتى وإن كان الجميع لا يؤيدون ذلك. |
||||