![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9441 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يونان
![]() ما بين عبديا وملاخي، يوجد فيما يسمى بالـ "أنبياء الصغار" بالعهد القديم، ذلك السفر الصغير - والمليء بالتعاليم - سفر يونان. وأود اليوم أن ألقي نظرة على هذا السفر. يونان 1: 1- 3 2. "4فَأَرْسَلَ الرَّبُّ..." "وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ قَائِلاً: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي». فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا، لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ." نادى الرب يونان وأعطاه مهمة محددة، وهي أن يذهب إلى نينوى وينادي عليها، إلا أنه بمجرد أن سمع هذا، ذهب في الاتجاه المعاكس إلى ترشيش، ثم نجده لاحقاً في الإصحاح الرابع مبرراً تصرفه كما يلي: يونان 4: 2 "وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ [بعدما رأى أن الله لن يدمر نينوى] وَقَالَ: «آهِ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ هذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ." على الرغم من معرفة يونان بإرادة الله، إلا أنه لم يقم بها لأنه لم يؤمن بأن الله سيدمر نينوى في النهاية، فذهب في الطريق المعاكس. وكما فعل يونان، كذلك نفعل نحن أيضاً في الكثير من الأوقات: فعندما لا تتفق إرادة الله مع منطقنا وعقلنا وخططنا، نرفض تنفيذها، وفي الحقيقة قد نُحَمِّل الله مسؤولية هذا وقد نقول: "كل شيء كان من الممكن أن يكون جيداً إن كان الله قد أعطاني هذا أو لو كان قد صنع لي هذا أو لو لم يكن قد رفض هذا." ودائماً ما نقول: "الله هو من أخطأ وليس أنا". فرحل يونان وذهب إلى يافا، وهناك بعدما وجد سفينة صعد على متنها ليذهب إلى ترشيش. نفس الشيء يحدث معنا: فعندما لا نحب ما يقوله الله نخرج خططنا البديلة، السفن التي قد تأخذنا إلى ما نعتقد أنه أرض الموعد، ولكن ... وهنا نجد يونان في وسط البحر متجهاً نحو ترشيش، إلا أن هذا الأمر لم يستمر طويلاً: 3. يونان: المرة الثانية يونان 1: 4- 6 "فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رِيحًا شَدِيدَةً إِلَى الْبَحْرِ، فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ حَتَّى كَادَتِ السَّفِينَةُ تَنْكَسِرُ. فَخَافَ الْمَلاَّحُونَ وَصَرَخُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى إِلهِهِ، وَطَرَحُوا الأَمْتِعَةَ الَّتِي فِي السَّفِينَةِ إِلَى الْبَحْرِ لِيُخَفِّفُوا عَنْهُمْ. وَأَمَّا يُونَانُ فَكَانَ قَدْ نَزَلَ إِلَى جَوْفِ السَّفِينَةِ وَاضْطَجَعَ وَنَامَ نَوْمًا ثَقِيلاً. فَجَاءَ إِلَيْهِ رَئِيسُ النُّوتِيَّةِ وَقَالَ لَهُ: «مَا لَكَ نَائِمًا؟ قُمِ اصْرُخْ إِلَى إِلهِكَ عَسَى أَنْ يَفْتَكِرَ الإِلهُ فِينَا فَلاَ نَهْلِكَ»." كان الرب هو من أرسل الرياح الشديدة على البحر، فإن كنت متجهاً إلى ترشيش، ضع في حسبانك أن الرياح آتية. وكما سنرى، فالله لم يجلب الرياح لمعاقبة يونان، بل ليرجعه، الله لا يكون غير مكترث عندما نأخذ الطريق الخاطيء، بل إنه يصححنا على الرغم من أن تصحيحه قد يعني وجود الرياح الشديدة. على الرغم من حقيقة هياج البحر، ذهب صديقنا إلى جوف السفينة ونام، روحياً ثم جسدياً. كان الملاحون يصلون لآلهتهم، أما يونان، نبي الله كان نائماً! ولكن القبطان لم يوافق على هذا السلوك، "قم يا رجل! جميع الرجال مستيقظون يصلون وأنت نائم؟ قم وصل أنت أيضاً". ومع ذلك، فعلى الرغم من أن الجميع كانوا يصلون، إلا أن الموقف لم يبدو أنه يتحسن، ثم: يونان 1: 7 "وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نُلْقِي قُرَعًا لِنَعْرِفَ بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْبَلِيَّةُ». فَأَلْقَوا قُرَعًا، فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى يُونَانَ." ما بدأه يونان كمجرد رحلة، كان على وشك أن ينتهي ككارثة حقيقية. في البداية هبت الرياح والآن القرعة، وجعل الله القرعة تقع على صديقنا، لا يمكنك أن تتوقع رحلات جميلة وهادئة وأنت سائر بعيداً عن إرادة الله. لا تقدر أن تنام آمناً في جوف السفينة وأنت تجري في الاتجاه المعاكس عن المكان الذي يريدك الله أن تكون فيه، ستهب الرياح، وسيأتي العالم - الملاحون - لإيقاظك. كما تقول الكلمة في كورنثوس الأولى 11: 31 - 32 "لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا، وَلكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ." إذاً فقد وقعت القرعة على يونان، وانقض عليه أيضاً هؤلاء الملاحون الذين كانوا يعانون كثيراً. يونان 1: 8 - 12 "فَقَالُوا لَهُ: «أَخْبِرْنَا بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْمُصِيبَةُ عَلَيْنَا؟ مَا هُوَ عَمَلُكَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟ مَا هِيَ أَرْضُكَ؟ وَمِنْ أَيِّ شَعْبٍ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا عِبْرَانِيٌّ، وَأَنَا خَائِفٌ مِنَ الرَّبِّ إِلهِ السَّمَاءِ الَّذِي صَنَعَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ». فَخَافَ الرِّجَالُ خَوْفًا عَظِيمًا، وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا فَعَلْتَ هذَا؟» فَإِنَّ الرِّجَالَ عَرَفُوا أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ. فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا نَصْنَعُ بِكَ لِيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنَّا؟» لأَنَّ الْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ اضْطِرَابًا. فَقَالَ لَهُمْ: «خُذُونِي وَاطْرَحُونِي فِي الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنْكُمْ، لأَنَّنِي عَالِمٌ أَنَّهُ بِسَبَبِي هذَا النَّوْءُ الْعَظِيمُ عَلَيْكُمْ»." " لأَنَّنِي عَالِمٌ أَنَّهُ بِسَبَبِي هذَا النَّوْءُ الْعَظِيمُ"، أخيراً اعترف يونان وتحمل مسؤولية ما حدث وكأنه يقول: "أنا سبب هذه المشكلة" وهذه هي أول وأهم خطوة. فعندما تجري عكس إرادة الله وتهب رياح، اخفض رأسك وتحمل مسؤولياتك. ليس الله أو إرادته هي المشكلة، ليس هو الطقس أو سوء حظك، بل الوحيد المسؤول عن هذا هو عصيانك، اعترف يونان وقال "أنا آسف، أنا المسؤول، اطرحوني في البحر فيسكت البحر عنكم" فلم يعد مختبئاً في جوف السفينة بل فعل ما كان عليه فعله منذ البداية ، وتحمل المسؤولية. أثر عصيان يونان على الكثيرين، فكان كل هؤلاء الملاحين ضحية عصيانه، وبالمثل، قد يؤثر عصياننا على الكثيرين من حولنا، وقد يكون على الآخرين أيضاً أن يحاربوا ضد التيارات التي خُلِقت بسبب عصياننا، فلنطلب غفرانهم ولنتحمل مسؤوليتن. إذاً، اعترف صديقنا بخطأه، ولم يطرحه الملاحون إلى البحر على الفور بل حاولوا الوصول إلى البر ولكن بلا فائدة، ثم وبعد أن صلوا إلى الرب، طرحوه في النهاية إلى البحر. يونان 1: 13- 16 "وَلكِنَّ الرِّجَالَ جَذَفُوا لِيُرَجِّعُوا السَّفِينَةَ إِلَى الْبَرِّ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا، لأَنَّ الْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ اضْطِرَابًا عَلَيْهِمْ. فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ وَقَالُوا: «آهِ يَا رَبُّ، لاَ نَهْلِكْ مِنْ أَجْلِ نَفْسِ هذَا الرَّجُلِ، وَلاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا دَمًا بَرِيئًا، لأَنَّكَ يَا رَبُّ فَعَلْتَ كَمَا شِئْتَ». ثُمَّ أَخَذُوا يُونَانَ وَطَرَحُوهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَقَفَ الْبَحْرُ عَنْ هَيَجَانِهِ. فَخَافَ الرِّجَالُ مِنَ الرَّبِّ خَوْفًا عَظِيمًا، وَذَبَحُوا ذَبِيحَةً لِلرَّبِّ وَنَذَرُوا نُذُورًا." من كان يتوقع ذلك؟ كانت الشمس مشرقة على الأغلب عندما رحل يونان عن يافا، وكان من المقدر لها أن تكون رحلة رائعة إلى ترشيش، بالقدر الكافي له حتى لا يذهب إلى نينوى، من كان يتوقع أن الحال سينتهي بصديقنا وحيداً وسط البحر؟ ولكن بمجرد أن القي يونان في البحر، أوقف الله الرياح على الفور وبدأ في خطة إنقاذه. قد تكون الرياح الناتجة عن عصيانك قوية جداً، ومع ذلك، فعليك أن تهجر السفينة التي ركبتها لتبحر بعيداً عن الله. ولفعل ذلك عليك أن تتوب، ثم، وبغض النظر عن وجودك في وسط البحر، فالله سينجيك. سيأمر الرياح لتتوقف وسيرسل لإنقاذك، فالهدف من الرياح ليس هو فقدانك بل عودتك، وفي حالة يونان، ها هو ما فعله الرب: يونان 2: 1- 6 "فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِ مِنْ جَوْفِ الْحُوتِ، وَقَالَ: «دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ، فَاسْتَجَابَنِي. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي. لأَنَّكَ طَرَحْتَنِي فِي الْعُمْقِ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ، فَأَحَاطَ بِي نَهْرٌ. جَازَتْ فَوْقِي جَمِيعُ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ. فَقُلْتُ: قَدْ طُرِدْتُ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيْكَ. وَلكِنَّنِي أَعُودُ أَنْظُرُ إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ. قَدِ اكْتَنَفَتْنِي مِيَاهٌ إِلَى النَّفْسِ. أَحَاطَ بِي غَمْرٌ. الْتَفَّ عُشْبُ الْبَحْرِ بِرَأْسِي. نَزَلْتُ إِلَى أَسَافِلِ الْجِبَالِ. مَغَالِيقُ الأَرْضِ عَلَيَّ إِلَى الأَبَدِ. ثُمَّ أَصْعَدْتَ مِنَ الْوَهْدَةِ حَيَاتِي أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي." بينما كان يونان في السفينة، كان الوثنيون يصلون، بينما كان هو نائماً، ولكنه الآن، يصلي بحرارة، متأكداً من سماع الله له، وبات يعرف الآن أن الله هو المسؤول. فيكمل يونان: يونان 2: 7- 9 "حِينَ أَعْيَتْ فِيَّ نَفْسِي ذَكَرْتُ الرَّبَّ، فَجَاءَتْ إِلَيْكَ صَلاَتِي إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ. اَلَّذِينَ يُرَاعُونَ أَبَاطِيلَ كَاذِبَةً يَتْرُكُونَ نِعْمَتَهُمْ. أَمَّا أَنَا فَبِصَوْتِ الْحَمْدِ أَذْبَحُ لَكَ، وَأُوفِي بِمَا نَذَرْتُهُ. لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ»." ظل يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال تماماً مثلما بقي يسوع المسيح " فِي قَلْب الأَرْضِ" (متى 12: 40). ومثل الرب " وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا" (أعمال الرسل 2: 31)، كذلك أيضاً كانت حياة يونان التي " أَصْعَدْتَ مِنَ الْوَهْدَةِ" (يونان 2: 6). فكما مات الرب وأقيم من بين الأموات بعد ثلاثة ايام وثلاث ليال، أظن أن هذا أيضاً حدث مع يونان، إذ مات وعاد للحياة بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال - ف "أَصْعَدْتَ مِنَ الْوَهْدَةِ" حياته (يونان 2: 6)، "مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ [مكان الموتى]" (يونان 2: 2) - ومن ثم صارت إشارة ("آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ" (متى 12: 39)) إلى ما سيحدث مع المسيح. يونان 2: 10 "وَأَمَرَ الرَّبُّ الْحُوتَ فَقَذَفَ يُونَانَ إِلَى الْبَرِّ." وفي النهاية رجع يونان من حيثما بدأ، فقد كلفه عصيانه رياح عاتية جداً. ونحن أيضاً سيجلب علينا عصياننا رياحاً، إلا أننا سنكون قد تعلمنا الدرس جيداً عند رجوعنا، كما حدث أيضاً مع يونان: ففي المرة التالية التي أمره الله فيها بالذهاب إلى نينوى، لم يغير مساره. فالرياح التي نعاني منها ليست بلا فائدة، إن كانت هناك توبة بعد العصيان فسنجد أنفسنا أناساً مختلفين بنهاية العاصفة، فلن نريد الذهاب إلى ترشيش ولن نتمرد على الله بعد ذلك لأننا لا نحب إرادته أو لأنها لم تكن متوقعة، بل سنحني رؤوسنا وسنقول "أجل يا رب لتكن مشيئتك، أنت الرب الإله." إذاً، قذف الحوت يونان إلى البر، تخيل كم كان متعباً، وهذا هو ما نشعر به عادة بعد مثل هذه الرياح، فنكون متعبين، مرهقين وغير قادرين على فعل أي شيء، وبقدر ما يبدو هذا غريباً، فهذا على ما أظن هو الوضع الذي ينبغي أن نكون فيه - إلا أنه ليس هو المكان حيث ينبغي لنا أن نبقى. سحق إنساننا العتيق، ولم نعد قادرين على أن نقول: "أظن، وأريد... وقررت أن، أو أني ذاهب إلى ترشيش"، فالإنسان العتيق صار مكسوراً الآن، وسُحِق الكبرياء والأنانية التي تحكمه، وتلك هي المرحلة التي وجد الله يونان فيها في المرة الثانية: إذ صار الآن مستعداً لتنفيذ خطط الرب بعد تلك العاصفة وبعد سحق خططه العاصية. يونان 3: 1- 3 "ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً قَائِلاً: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ، وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا». فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ." تسبب العصيان في وجود العاصفة، وتسببت العاصفة في التوبة والتي تبعتها الطاعة، وأخيراً ذهب يونان إلى نينوى وأنذر بما أخبره الرب: يونان 3: 3- 10 "أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً ِللهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى». فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ. وَنُودِيَ وَقِيلَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ قَائِلاً: «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئًا. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً. وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ، وَيَصْرُخُوا إِلَى اللهِ بِشِدَّةٍ، وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ، لَعَلَّ اللهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ». فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ." لم يكن الهدف من نبؤة يونان هي التنبؤ بسقوط نينوى، بل أراده الله أن يخبر برسالته حتى يحذر أهل نينوى مما سيحدث لهم إن لم يتوبوا، فإن لم يتوبوا في خلال أربعين يوماً سيدمروا، وبعد سماع الرسالة، "آمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ"، فنادوا بصوم، ولبسوا مسوحاً وصرخوا إلى الرب حتى يغير قراره، "فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ" (يونان 3: 10). أنا أتخيل أن الجميع كانوا سعداء بذلك، فتاب كل أهل نينوى! جميعهم كانوا سعداء ... ماعدا يونان: يونان 4: 1 "فَغَمَّ ذلِكَ [أن الله لم يدمر نينوى] يُونَانَ غَمًّا شَدِيدًا، فَاغْتَاظَ." السبب الذي لأجله أحبط يونان كثيراً هو لأنه لم يرى نبؤته تتحقق، لو كانت نينوى قد تدمرت وتحققت نبؤته، بالتأكيد ما كان قد شعر بأي مشكلة! لم يكن راضياً بقيامه بما اخبره الله، أي أن يذهب ويبشر ضد نينوى، بل أراد أيضاً أن يكون له دور فيما سيفعله الرب بعد وعظته. بالرجوع إلينا، هل نحن راضين عن القيام بما يخبرنا به الله أم أننا نذهب إلى أبعد من ذلك ونريد أيضاً أن يكون لنا دور في عمل الله أي فيما سيفعله الله بما أُخبِرنا أن نفعله؟ ما سيفعله الله لا يخصنا بل ما يخصنا هو أن نفعل فقط ما أخبرنا به الله أن نفعله. إن كان ما يفعله الله هو من اختصاصنا إذاً فهناك مشكلة: فإذا لم تحدث الاشياء مثلما خططنا لها، قد نشعر بالإحباط وحتى قد نغضب من الرب وكأننا نقول: "أنا غاضب من الله، أنا فعلت مثلما أخبرتني ولم يحدث شيء، لقد أخبرتك يا الله أنها قصة ضائعة، لقد فعلت الكثير لأجلك - سافرت كل هذا الطريق إلى نينوى - ثم خذلتني، من الافضل لي ألا أعيش بعد الآن." هكذا تصرف يونان وهكذا نتصرف أحياناً. يونان 4: 2- 3 "وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «آهِ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ هذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ. فَالآنَ يَا رَبُّ، خُذْ نَفْسِي مِنِّي، لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي»." من يطيع الله بشكل كامل ليست له أي خطط شخصية أو برنامج فيما يخص عمل الله. فهو يفعل ما أخبره الله به ويكون راضياً تماماً بذلك، ولكن يونان لم يفعل هذا، فماذا فعل الرب حيال هذا؟ تخبرنا الآيات 4 إلى 9: يونان 4: 4- 9 "فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ؟». وَخَرَجَ يُونَانُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ شَرْقِيَّ الْمَدِينَةِ، وَصَنَعَ لِنَفْسِهِ هُنَاكَ مَظَلَّةً وَجَلَسَ تَحْتَهَا فِي الظِّلِّ، حَتَّى يَرَى مَاذَا يَحْدُثُ فِي الْمَدِينَةِ. فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاُ عَلَى رَأْسِهِ، لِكَيْ يُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا. ثُمَّ أَعَدَّ اللهُ دُودَةً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ في الْغَدِ، فَضَرَبَتِ الْيَقْطِينَةَ فَيَبِسَتْ. وَحَدَثَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ أَنَّ اللهَ أَعَدَّ رِيحًا شَرْقِيَّةً حَارَّةً، فَضَرَبَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَأْسِ يُونَانَ فَذَبُلَ. فَطَلَبَ لِنَفْسِهِ الْمَوْتَ، وَقَالَ: «مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي». فَقَالَ اللهُ لِيُونَانَ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟» فَقَالَ: «اغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ»." نرى الرب لثلاث مرات يأمر الحيوانات، النباتات والرياح، ومرة أخرى، يكون يونان عاصياً، فلو لم يكن الإنسان العتيق قد كسر، سنريد أن يعتذر الله عندما لم تتحق خططنا، ثم سيتحدد إيماننا وسلوكنا بالرياح و ... النباتات. عندما لا يزال الإنسان العتيق واقفاً، سنقيم أنفسنا ضد الله، متذمرين ضده وغاضبين منه، ولكن الرب لم يترك صديقنا مثلما لا يتركنا. يونان 4: 10 - 11 "فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا، الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ. أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟»." معظم اهتمام يونان كان منصباً على نفسه، على نبؤته، ظله ورأسه، وعندما لا يكون شيئاً من هذا حسبما اراد، يصبح حينها غاضباً. فعندما تكون مهتماً كثيراً بنفسك لن تكون قادراً على فهم خطة الله في مجملها، لأن تركيزك سيكون دائماً على نفسك وعلى راحتك. وفقط عندما ينكسر الإنسان العتيق، ستقدر أن تفهم عظمة الله وما يفعله. وإلا ستعتبر الله خادمك بدلاً من أن تكون أنت خادمه. يرينا سفر يونان ما فعله الله بعصيان هذا النبي، فمشاكل يونان كانت جميعها مشاكل قد نعاني منها نحن أيضاً: العصيان، الأنانية، الغضب والخطط الشخصية الموضوعة بغض النظر عن إرادة الله. كل هذه الأشياء ليست سوى منتجات الإنسان العتيق، والذي يتطلب الأمر كسره إن كنا نريد رؤية عتق الإنسان الجديد. كم هو مريح استخدام الله ليونان على الرغم من كل تقصيره. كم هو مريح عدم هجره لنا في طرقنا بل كأب يأتي ويأخذنا من حيث نكون بالخطأ ذاهبين، حتى وإن استلزم الأمر أن يأمر رياحاً عاتية في حياتنا. عبرانيين 12: 5- 13 "وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ:«يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ. لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى." |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 9442 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ
![]() نجد هذه الفقرة في رومية 13، فنقرأ بدءاً من الآية 8: رومية 13: 8- 10 "لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ. لأَنَّ «لاَ تَزْنِ، لاَ تَقْتُلْ، لاَ تَسْرِقْ، لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ، لاَ تَشْتَهِ»، وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى، هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هذِهِ الْكَلِمَةِ:«أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ." " اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ"، نحن لن نصنع شراً لقريبنا إن كنا نحبه، لن نسرقه ولن نكذب عليه ولن نخدعه ولن نؤذيه بأي طريقة. كل وصايا الناموس "«لاَ تَزْنِ، لاَ تَقْتُلْ، لاَ تَسْرِقْ، لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ، لاَ تَشْتَهِ»، وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى، هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هذِهِ الْكَلِمَةِ:«أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ»." ها هو ما يقوله الرب فيما يخص قيمة هذه الوصية: مرقس 12: 28- 31 "فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ:«أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» فَأَجَابَهُ يَسُوعُ:«إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَ هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ»." على الرغم من أن أحد الكتبة طلب منه الوصية الأولى، إلا أن الرب أجابه بوصيتين. أن "َتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ" وأن " تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ". وكما قال، فهذه الوصية مثل الأولى وكما يضيف تلميذ آخر لكلمات الرب هذه فنجد في (متى 22: 40): "40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ»." كذلك تخبرنا يوحنا الأولى 4: 20- 21 يوحنا الأولى 4: 20- 21 "إِنْ قَالَ أَحَدٌ:«إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ وَلَنَا هذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا." يحاول العديد منا أن لا ينحرف عن هذه الوصية أو تلك، إلا أن ما تخبرنا به كلمة الله هو أن هذا سيحدث، ببساطة عندما نحب قريبنا. فكل الوصاية مجموعة في هذه المحبة. إن كنا لا نحب، فسنحاول عبثاً أن نبقي على ما لا يبقى إلا بالمحبة فقط. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 9443 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!
![]() يشير بولس الرسول بدءاً من الإصحاح الثامن من الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس وحتى الإصحاح التاسع إلى ازدياد القديسين في كل ما هو مادي. وهناك في الآية السابعة والثامنة من الإصحاح الثامن، وبعدما ذكر بالفعل مثال المكدونيين أنهم: "فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ" يتوجه إلى أهل كورنثوس ويقول لهم: كورنثوس الُثانية 8: 7- 8 " لكِنْ كَمَا تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ شَيْءٍ: فِي الإِيمَانِ وَالْكَلاَمِ وَالْعِلْمِ وَكُلِّ اجْتِهَادٍ وَمَحَبَّتِكُمْ لَنَا، لَيْتَكُمْ تَزْدَادُونَ فِي هذِهِ النِّعْمَةِ أَيْضًا. لَسْتُ أَقُولُ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ، بَلْ بِاجْتِهَادِ آخَرِينَ، مُخْتَبِرًا إِخْلاَصَ مَحَبَّتِكُمْ أَيْضً." لقد كان ذلك الجزء الأخير من الآية 8 هو ما لفت انتباهي، فإذا كان أهل كورنثوس قد أظهروا الاجتهاد والجدية والاهتمام بالآخرين وباحتياجاتهم، فسيظهروا أيضاً إخلاص محبتهم، وهذا هو مقياس إخلاص محبتنا الا وهو الاهتمام بالآخرين، ليس فقط الاهتمام بالكلمات ولكن أيضاً الاهتمام الذي يظهر في الأعمال المصاحبة له؛ إنه الاهتمام الذي يجعلنا نقبل بفرح أن نأخذ شيئاً مما لنا ونعطيه حيث يكون هناك احتياج أكبر له، كما يقول بولس مرة أخرى: كورنثوس الثانية 8: 9 "فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ." وأيضاً كما تقول فيليبي 2: 5- 8 "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." فيسوع المسيح، الذي دُعِينا ليكون لنا فكره، أذل نفسه وذهب حتى إلى الصليب، وفعل هذا لأنه أحبن. كما تقول كلمة الله في أفسس 3: 19 "وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ". يسوع المسيح يحبنا محبة صادقة تفوق المعرفة، هذه هي المحبة وهذا هو الفكر الذي دعينا من قِبَل كلمة الله أن نتبعه وأن نحب بعضنا بعضاً بنفس الطريقة، لأنه كما طلب يعقوب: يعقوب 2: 15- 16 "إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ:«امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟" "ليس عليك أن تأكل... لا عليك يا أخي .... الله يباركك"، عادة نكون نحن الأدوات التي يمرر الرب من خلالها بركاته للآخرين، وإن لم تكن لنا محبة مخلصة، فحتى لو قلنا كلمات رقيقة " فَمَا الْمَنْفَعَةُ" ؟ كما يقول يوحنا في يوحنا 3: 16- 18: يوحنا الأولى 3: 16- 17 "بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ. وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟" لقد عرفنا محبة الرب ليس بسبب قراءتنا لكلماته الرقيقة، بل لأن محبته تحولت إلى أفعال: حيث أعطانا ابنه، وعلى نقيض هذا المثال، نرى الأخ الذي له معيشة العالم إلا أنه لا يريد أن يساعد، فتقول الكلمة "وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ" وأختار عدم إظهار الرحمة، ولكن في مثل هذه الحالة "كَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟" وبهذين السؤالين، لا يترك الكتاب المقدس مجالاً لسوء الفهم والخيال: إذ يقول يعقوب "َمَا الْمَنْفَعَةُ؟"، ويتسائل يوحنا "كَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟" لاستنتاج آية أخرى بعد ذلك: يوحنا الأولى 3: 18 "يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!" ومرة اخرى في يوحنا الأولى 4: 12 "اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَ." إنه الاهتمام والاجتهاد من أجل الآخرين والذي يظهر الإخلاص في المحبة، تلك المحبة التي عندما تكون هناك حاجة إليها، ولا توجد، فهي ليست محبة حقيقية، ومثل تلك المحبة ليست هي المحبة التي دعينا أن نظهرها. فمحبتنا لا يجب أن تكون بالكلام أو باللسان ولكن بالعمل والحق. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 9444 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() " الْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ"
![]() نجد موسى في سفر التثنية 30 يضع شعب إسرائيل في ميثاق مع الله، ذاكراً البركات التي ستحل عليهم بطاعتهم إياه كما ذكر اللعنات التي ستأتي عليهم مع مثل هذا العصيان. وكانت الآية 14 هي ما لفتت انتباهي عندما كنت أقرأ الفقرة المتعلقة بالموضوع، ولكي نأخذ السياق في الاعتبار، دعونا نقرأ بدءاً من الآية 9: تثنية 30: 9- 10 "فَيَزِيدُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ خَيْرًا فِي كُلِّ عَمَلِ يَدِكَ، فِي ثَمَرَةِ بَطْنِكَ وَثَمَرَةِ بَهَائِمِكَ وَثَمَرَةِ أَرْضِكَ. لأَنَّ الرَّبَّ يَرْجعُ لِيَفْرَحَ لَكَ بِالْخَيْرِ كَمَا فَرِحَ لآبَائِكَ، إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الْمَكْتُوبَةَ فِي سِفْرِ الشَّرِيعَةِ هذَا. إِذَا رَجَعْتَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ." سيبارك الرب شعبه كثيراً لو أطاعوا كلمته ووصاياه، ثم يكمل: تثنية 30: 11- 14 "«إِنَّ هذِهِ الْوَصِيَّةَ الَّتِي أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ لَيْسَتْ عَسِرَةً عَلَيْكَ وَلاَ بَعِيدَةً مِنْكَ. لَيْسَتْ هِيَ فِي السَّمَاءِ حَتَّى تَقُولَ: مَنْ يَصْعَدُ لأَجْلِنَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَأْخُذُهَا لَنَا وَيُسْمِعُنَا إِيَّاهَا لِنَعْمَلَ بِهَا؟ وَلاَ هِيَ فِي عَبْرِ الْبَحْرِ حَتَّى تَقُولَ: مَنْ يَعْبُرُ لأَجْلِنَا الْبَحْرَ وَيَأْخُذُهَا لَنَا وَيُسْمِعُنَا إِيَّاهَا لِنَعْمَلَ بِهَا؟ بَلِ الْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ جِدًّا، فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ لِتَعْمَلَ بِهَا." كانت تلك الآية الأخيرة هي التي لفتت انتباهي، مثلما وضع الله هذه الآية أيضاً في يد بولس، مئات السنين بعد ذلك، ولم يكن متحدثاً إلى شعب إسرائيل بل إلى كنيسة يسوع المسيح: رومية 10: 6- 10 "وَأَمَّا الْبِرُّ الَّذِي بِالإِيمَانِ فَيَقُولُ هكَذَا:«لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟» أَيْ لِيُحْدِرَ الْمَسِيحَ، «أَوْ: مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ؟» أَيْ لِيُصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ لكِنْ مَاذَا يَقُولُ؟ «اَلْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ» أَيْ كَلِمَةُ الإِيمَانِ الَّتِي نَكْرِزُ بِهَا: لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ." يتحدث الرب في سفر التثنية عن وصيته، ويقول أنها ليست بعيدة ولا غامضة؛ فكلمته ليست لغزاً أو أحجية. فليس عليهم أن يصعدوا إلى السماء أو أن يدخلوا عبر البحر لإيجاده، وليس عليهم أن يصيروا أساتذة في علم اللاهوت لفهمه، حيث كانت قريبة جداً منهم، فهي موجودة في أفواههم وقلوبهم. وتلك هي الكلمات التي تستخدمها روح الله للتحدث عن الإيمان بالرب يسوع المسيح وبقيامته. ليس عليك أن تقلب السماء والأرض رأساً على عقب حتى تجد الخلاص، ليس عليك أن تذهب عبر البحر، ليس عليك أن تثقل نفسك بالكثير من المعلومات حتى تفهم ما عليك فعله. فكلمة الله قريبة منك؛ فهي في فمك وفي قلبك. وكل هذا ملخص في الجملة التالية من رومية 10: 9 رومية 10: 9 "لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ." كلمة الخلاص بسيطة، بمثل بساطة الجملة السابقة، فلا حاجة إلى دراسات ثقيلة، أو إلى مساعي روحية ودينية، لا حاجة لامتلاك مفتاح سري، ولا حاجة لأي شيء من هذا، الأمر ببساطة هو أنت والله، فقد دعاك للاعتراف بيسوع أنه الرب الإله وأن تؤمن في قلبك بأن الله أقامه من الأموات، والآن عليك أن تقرر أن تتبع وأن تؤمن بكلمة الإيمان القريبة جداً هذه. ليست هذه الأشياء بعيدة أو صعبة أو غامضة، بل إنها قريبة جداً منك؛ بقدر قرب قلبك من الإيمان، وكما توصينا كلمة الله: كورنثوس الثانية 6: 2 "هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ." وكما تقول عبرانيين 3: 15 "الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ" اليوم، الآن هو الوقت المقبول، اليوم، الآن هو يوم الخلاص! فالإيمان هو رحلة إلى الخلاص على أنه المحطة الأخيرة، فعليك أن تحفظ الإيمان، ولكن لكي تحفظ شيئاً عليك أن تمتلكه أولاً. وحتى تبدأ في الإيمان، ليست هناك الحاجة إلى أي شيء غامض أو معقد، فقط ما تقوله لنا الفقرة السابقة من رومية 10: 9 أي: "إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 9445 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إشعياء 61: 1- 3
![]() نجد في إشعياء 61 نبؤة عن الرب يسوع، فنقرأ بدءاً من الآية الأولى: إشعياء 61: 1- 3 "رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ، لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ، غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ." تشير هذه النبؤة إلى يسوع المسيح، والذي حدث وقرأها في الحقيقة بعد ذاك الوقت بمئات السنسن داخل الهيكل بمدينته، وهذه هي بعض الأشياء التي جاء يسوع ليحققها؛ جاء يسوع المسيح ليعصب منكسري القلوب، أمجروح قلبك، أمكسور هو بسبب شيء ما؟ على الرغم من أن الألم قد يكون كبيراً، إلا أن هناك شخصاً يقدر أن يشفيه، إنه يسوع المسيح، أرسله الله لكي يعصب منكسري القلوب، بعض الآلام لا تنتهي سريعاً إلا أن كل الآلام تحتاج إلى يسوع حتى يبرأها. فلا تخبيء جراحك عنه، ولا تدعي بأنها غير موجودة، فالجرح شيء حقيقي ولن نخدع إلا أنفسنا باعتبارنا إياها غير موجودة بينما هي هناك. افتح قلبك لشافي القوب، اطلب منه أن يزورها ويشفيها، بعض الجراح تحتاج لوقت حتى تشفى ولكن كل الجراح تشفى إن أعطيناها للرب، فقد جاء ليشفي جراحك، ليفتح السجن الذي قد تكون فيه ويحررك، ليعزي كل النائحين، ليعطيهم جمالاً عوضاً عن الرماد، وفرحاً عوضاً عن النوح، أجل هناك من يقدر أن يريحك ويشفيك، أجل هناك من يقدر أن يمد يده ويساعدك. أجل فليس علي الجرح أن يظل مفتوحاً إلى الأبد ولا أنت محكوم عليك أن تبقى محبوساً في سجن إلى الأبد. اذهب إلى الرب بثقة لتجد المساعدة في وقت الحاجة (عبرانيين 4: 15- 16). فجميعنا يحتاج إلى المساعدة، جميعنا يعاني من الجراح وجميعنا يحتاج إلى الرب ليحررنا منها. فهو يقدر أن يرثي لضعفاتنا ونحن نقدر أن نجد العون، التشجيع والشفاء الذي نحتاجه. عبرانيين 4: 15- 16 "لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ." |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 9446 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كل شيء بيد الرب
![]() الإنسان، من وجهة نظر العديد من الناس، هو الوحيد الذي يحدد مستقبله وطريقه، وكل شيء، من وجهة نظر العديدين أيضاً، متعلق بالعقل، والحياة تبدو لهم مثل الآلة الحاسبة، احصل على المعلومات، احسب واستخرج النتيجة، ومن الواضح أن مثل هذه النظرة الميكانيكية للحياة تتجاهل الخالق، الذي له دائماً القرار الأخير، كما يخبرنا يعقوب: يعقوب 23: 13 "أَمَّا هُوَ فَوَحْدَهُ، فَمَنْ يَرُدُّهُ؟ وَنَفْسُهُ تَشْتَهِي فَيَفْعَلُ." وكما نقرأ في سفر أمثال: أمثال 21: 2 "كُلُّ طُرُقِ الإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةٌ فِي عَيْنَيْهِ، وَالرَّبُّ وَازِنُ الْقُلُوبِ." أمثال 16: 1 "لِلإِنْسَانِ تَدَابِيرُ الْقَلْبِ، وَمِنَ الرَّبِّ جَوَابُ اللِّسَانِ." أمثال 16: 2 "كُلُّ طُرُقِ الإِنْسَانِ نَقِيَّةٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ، وَالرَّبُّ وَازِنُ الأَرْوَاحِ." أمثال 19: 21 "فِي قَلْبِ الإِنْسَانِ أَفْكَارٌ كَثِيرَةٌ، لكِنْ مَشُورَةُ الرَّبِّ هِيَ تَثْبُتُ." أمثال 16: 9 "قَلْبُ الإِنْسَانِ يُفَكِّرُ فِي طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ يَهْدِي خَطْوَتَهُ." كثيرة هي الطرق التي قد تكون مفتوحة أمامنا أحياناً، كثيرة هي تلك الأسئلة التي قد توجد في داخلناز ماذا تقول الكلمة؟ تقول أن الرب يعرف كيف يوجهنا على الرغم من أسئلتنا، ولخمس مرات في الفقرات السابقة من سفر أمثال، نقرأ أنه على الرغم من وضع الإنسان للكثير من الخطط والأفكار التي تبدو صحيحة في عينيه، إلا أن إرادة الرب هي التي ستتحقق في النهاية، إنه الله هو من يوجه خطواتنا ويزن أرواحنا وقلوبنا كما تخبرنا إرميا: إرميا 10: 23 "عَرَفْتُ يَا رَبُّ أَنَّهُ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ طَرِيقُهُ. لَيْسَ لإِنْسَانٍ يَمْشِي أَنْ يَهْدِيَ خَطَوَاتِهِ." قد تفكر، لماذا لم يذهب هذا أو ذاك الأمر في هذا أو ذاك الاتجاه، وقد تدين نفسك أيضاً، معتقداً أنك لم تعمل على أكمل وجه فيما يخص شيئ ما، إلا أنه لا يجب علينا أن نفعل ذلك، فرئيس الحياة، من سلمت إليه حياتك، له كلمته وإرادته أيضاً، كما تقول أمثال 24: 12 أمثال 24: 12 "إِنْ قُلْتَ: «هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هذَا»، أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ؟ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ." الرب يحفظ أرواحنا ويزن قلوبنا، وعلى الرغم من أننا قد لا نعرف إلا أنه يعرف. الرب يعرف كل شيء قد أزعجنا أو قد جرحنا، وبدلاً من إدانة أنفسنا على قاراراتنا الماضية وبدلاً من أن نكون متوترين بسبب قرارات مستقبلية، فلنفتح له قلوبنا، ونسلم طرقنا إليه وهو يعرف بالتأكيد كيف يوجهنا. بالذهاب إلى أعمال الرسل 16 على سبيل المثال نرى أن بولس لم يكن لديه إعلاناً منذ البداية فيما يخص المكان الذي كان ينبغي له الذهاب إليه والكرازة بالكلمة، إلا أن هذا لم يعني أنه قد بقي في مكان ما منتظراً الإعلان، بل اختار أن يذهب إلى ميسيا، ولكن الرب منعه، ثم حاول الذهاب إلى غلاطية ولكن الرب منعه مرة أخرى، ثم وصل في النهاية إلى ترواس وهناك أراه الرب في رؤيا أن عليه أن يذهب ويكرز بالكلمة في مكدونية، فلم يبق بولس في بيته منتظراً قبول الرب أو رفضه، ولم يدن نفسه على فشله في اختياره الذهاب إلى ميسيا وغلاطية، فقد اتخذ قراراً بالذهاب إلى هناك، قرع الباب بإخلاص وترك الرب ليفتحه أو يغلقه. كثيراً ما نجد أنفسنا في مفترق طرق حيث نحتاج إلى اتخاذ القرار، فلنتخذ القرار بالصلاة وبقلب نقي، تاركين الرب ليوجه خطواتنا، فالأهمية لا تكمن في قدرتنا على اتخاذ القرارات أو استقبال الإعلانات بل في ثقتنا في الرب وهو سيقودنا على الطريق، وها هو ما يقوله داوود: مزمور 37: 3- 7 "اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ. اسْكُنِ الأَرْضَ وَارْعَ الأَمَانَةَ. وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ. 5سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي، وَيُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ بِرَّكَ، وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهِيرَةِ. انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ." فلنسلم للرب طرقنا وهو يُجري، فلننبظر الرب ونصبر له. وكما نقرأ مرة أخرى في رومية 8: 28: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ." كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، كله! كل من تلك الاشياء التي نعتبرها للخير وتلك التي نعتبرها مؤلمة، فلا نحبط إذاً ولا نفقد شجاعتنا، بل أن نثق في الرب وهو يعرف كيف يقودنا على الطريق. أمثال 3: 5- 6 "تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ." |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 9447 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الشهوات، التجارب والخطية
![]() كما يظهر العنوان، يتحدث المقال عن التجارب وكيف قد تؤثر - إن نجحت فيما تهدف إليه - على علاقتنا بالله، لن نغطي كل شيء عن التجارب، بل سنركز على الفقرة المعروفة الموجودة في يعقوب 1: 14- 15 موثقين ما قيل هناك بأربع أمثلة من الكلمة. 1. المجرب بما أننا نتحدث عن التجارب، سيكون من الجيد أن نقدم أولاً المسؤول الرئيسي المتورط في هذا، والذي دعي لهذا السبب باسم "المجرب"، ومن ثم نقرأ في متى 4: 3 2. يعقوب 1: 14- 15 متى 4: 3 "فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ [إلى يسوع] الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا»." ما تم تسجيله في الفقرة السابقة يتعلق بالتجارب التي عانى منها يسوع في البرية، وكان من يجربه هو الشيطان والذي لأجل هذا السبب دعي "بالمُجَرِّب"، واستخدم هذا اللقب لأجله في تسالونيكي الأولى 3: 5 حيث تقول: تسالونيكي الأولى 3: 5 " إِذْ لَمْ أَحْتَمِلْ [بولس] أَيْضًا، أَرْسَلْتُ لِكَيْ أَعْرِفَ إِيمَانَكُمْ، لَعَلَّ الْمُجَرِّبَ يَكُونُ قَدْ جَرَّبَكُمْ، فَيَصِيرَ تَعَبُنَا بَاطِلاً." وظيفة المجرب هي أن يجرب، أن يختبر حتى يتسبب في سقوم الشخص المجرب، وكما هو واضح مما سبق أن من يفعل ذلك هو الشيطان. بعدما قدمنا المجرب، فلننتقل الآن إلى الفقرة الرئيسية من مقالنا أي إلى يعقوب 1: 14- 15 حيث تقول: 2.1. 1 تيموثاوس 6: 9 يعقوب 1: 14- 15 "وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا." بخصوص كلمة " الشَّهْوَةُ" فهي الأسم اليوناني " epithumia، ذكرت 38 مرة في العهد الجديد والتي تترجم في الكثير من الأحيان إلى "شَّهْوَةُ" بمعنى شهوة الجسد أو شهوة الإنسان العتيق والرغبة الخاطئة، ومن ثم فهي رغبة مضادة لله ومشيئته، وتوضح رومية 8: 5- 8 أن كل الشهوات ليست مرضية لله على الإطلاق، فنقرأ: رومية 8: 5- 8 "فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ، وَلكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ. 8فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ." واهتمام الجسد الذي هو عداوة لله بالطبع يشمل أيضاً رغبات الإنسان العتيق، فمثل هذه الشهوات هي التي يتحدث عنها يعقوب 1: 14- 15، فهو لا يشير إلى رغبات الإنسان الجديد لأن هذه الرغبات سارة جداً لله ولا يمكن أن تؤدي إلى التجارب. أما الآن، فبالنسبة للآية: " وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ" فهي لا تعني أن التجارب تولد فقط نتيجة لشهوات الطبيعة القديمة ولا تعني أنه في كل مرة يجرب فيها الإنسان يشترط أن ينجزب بعيداً ويخطيء، وعدم صحة مثل هذا الفهم للفقرة السابقة يتضح بحقيقة أن يسوع المسيح "مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ." (عبرانيين 4: 15)، هل جرب يسوع لأنه انجذب من شهوات الجسد؟ لو كان قد انجذب، لكان قد أخطأ، ولكنه لا انجذب ولا أخطأ على الرغم من أنه جُرِّب في كل شيء. إذاً، فيعقوب 1: 14- 15 لا تتحدث عن كيفية نشوء التجارب بل عن كيفية نجاحها في هدفها (الخطية). التجارب (ضمنية كانت أو صريحة)هي دائماً من عمل المجرب، الشيطان وستصل إلى هدفها (الخطية)، إن انجذبنا وانخدعنا بشهوة الإنسان العتيق. اتبع هذه الشهوات واشبعها واخطيء. ربما نفهم ما سبق بشكل أفضل من خلال بعض أمثلة من الكتاب المقدس، وفيما يلي سنختبر أربع أمثلة على هذا، فنقرأ بدءاً من تيموثاوس الأولى 6: 9. نقرأ في تسموثاوس الاولى 6: 9-10: 2. 2 حواء والشيطان " وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ [epithumies]كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ. لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ." رأينا أن التجارب تحقق هدفها (الخطية) عندما ينجذب الإنسان وينخدع من شهوة الطبيعة العتيقة، وكما هو واضح، مثل تلك الشهوات هي شهوة الغنى، والتي، وفقاً للفقرة السابقة، تؤدي إلى تجارب وإلى شهوات مضرة ثم في النهاية إلى الدمار، نستخلص من ذلك إذاً أن الرغبة في الغنى ليست هي إرادة الله بل هي إرادة الجسد1. وبالطبع، هذا لا يعني أن الله لا يريدنا أن نكوِّن ثروة، إلا أن الثروة التي يريدنا أن نجمعها ليست على الارض بل في السماء، كما قال يسوع المسيح: متى 6: 19- 21، 24- 25 "«لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضً.... «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ. [كلمة آرامية تعني "الغنى"]. يستحيل أن تخدم كل من الله والمال، فإما أن تختار أن تخدم المال وفي تلك الحالة ستتسائل بعد قليل عن ما حدث للكلمة التي كانت يوماً في قلبك (متى 13: 22)، أو أنك ستختار أن تخدم الله وفي تلك الحالة ستغطى كل احتياجاتك (فيليبي 4: 19، متى 6: 25- 34) وسيكون هناك كنزاً أبدياً عظيماً منتظرك في السماء. نجد في تكوين 3 مثال آخر حيث نرى الشيطان مخادعاً ومغرياً حتى يدفع المجرب إلى عمل أشياء مضادة لإرادة الله. أوصى الله الإنسان في تكوين 2 قائلاً "«مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ»" (تكوين 2: 16- 17)، ومن ثم علم آدم وحواء أن الله لم يرد أن يأكلا من شجرة معرفة الخير والشر، ولكن سفر التكوين 3: 1- 5 يخبرنا: 2. 3 إحصاء داود تكوين 3: 1- 5 "وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا». فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ»." التجارب هي دائماً من عمل الشيطان، "المجرب"، فنراه هنا محترفاً في مهنته، ومن ثم، فقد بدأ تحديه بالسؤال عن قول الله، ثم وبرؤية رد فعل المرأة، انتقل إلى معارضة تامة لكلمة الله واعداً إياها بأنه لو أنها أكلت من شجرة معرفة الخير والشر سيصيران آلهة عالمين الخير والشر، ومن الواضح أنه كان يخدعها، كما تخبرنا كورنثوس الثانية 11: 3: كورنثوس الثانية 11: 3 " خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا" وكذلك تقول تيموثاوس الأولى 2: 14 "لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي." بمقارنة تجارب الرب يسوع المسيح المسجلة في متى 4: 1- 11 بتجارب حواء هنا، نستطيع أن نرى أن الشيطان قد حاول أولاً في كلتا الحالتين أن يخدعهما. وحقاً، فعلى سبيل المثال عندما وعد الشيطان يسوع قائلاً له: "«أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا [جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا (متى 4: 8)] إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي» (متى 4: 9) فكان من الواضح أنه يخدعه2، إلا أنه فشل بشكل سافر. وكما تخبرنا متى 4: 10 فيما يخص هذه التجربة: متى 4: 10 "حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ»." يسوع لم يُخدَع، لأنه لو كان قد خُدِع ، لكان قد سار ضد إرادة الله (كلمة " مَكْتُوبٌ" المذكورة في الفقرة السابقة) وأخطأ، ولكن كما تقول الكلمة في (عبرانيين 4: 15) أنه "مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ."، فيسوع لم يُخدَع ولكنه حفظ كلمة الله بالكامل، وكانت نتيجة ذلك أن الشيطان تركه بعدما رأى أن محاولاته باءت بالفشل (متى 4: 11). وعلى الجانب الآخر، نرى حواء، والتي جُذِبت وخُدِعَت من قِبَل العدو وأهملت كلمة الله و... تكوين 3: 6 "فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ. تجاهلت المرأة كلام الله بعدما تأثرت بالشيطان وانجذبت خلف حواسها3 ونتيجة لذلك أخطأت (هي وزوجها) وماتت4. مثال آخر حيث نجد الشيطان يحرك شخصاً ليتصرف ضد إرادة الله موجود في سفر أخبار الأيام الأول 21، وهناك نقرأ بدءاً من الآية 1: 2. 4 داود وبثشبع أخبار الأيام الأول 21: 1- 4 "وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ، وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ وَلِرُؤَسَاءِ الشَّعْبِ: «اذْهَبُوا عِدُّوا إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ إِلَى دَانَ، وَأْتُوا إِلَيَّ فَأَعْلَمَ عَدَدَهُمْ». فَقَالَ يُوآبُ: «لِيَزِدِ الرَّبُّ عَلَى شَعْبِهِ أَمْثَالَهُمْ مِئَةَ ضِعْفٍ. أَلَيْسُوا جَمِيعًا يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ عَبِيدًا لِسَيِّدِي؟ لِمَاذَا يَطْلُبُ هذَا سَيِّدِي؟ لِمَاذَا يَكُونُ سَبَبَ إِثْمٍ لإِسْرَائِيلَ؟»" القوانين التي تخص الإحصاء مذكورة في خروج 30: 11- 16، فتقول الآية ال 12: خروج 30: 12 "«إِذَا أَخَذْتَ كَمِّيَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ الْمَعْدُودِينَ مِنْهُمْ، يُعْطُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِدْيَةَ نَفْسِهِ لِلرَّبِّ عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ، لِئَلاَّ يَصِيرَ فِيهِمْ وَبَأٌ عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ." من الواضح إذاً أنه لو لم يتم التعداد وفقاً لقوانين سفر الخروج 30، سيضرب شعب إسرائيل الوبأ، وهو ما حدث بالضبط في حالتنا، وحقاً تخبرنا صموئيل الثانية 24: 15 صموئيل الثانية 24: 15 "فَجَعَلَ الرَّبُّ وَبَأً فِي إِسْرَائِيلَ..." هذا الوبأ الذي أتى على إسرائيل بسبب الإحصاء يُظهِر أن داود لم يتبع القوانين المتعلقة به والمذكورة في خروج 30، ومثل حواء، كان يعلم كلمة الله ولكنه تجاهلها5. نحن لم نُخبَر بما فعله الشيطان بالضبط ليجعله يسير ضد إرادة الله ولكننا أخبرنا في الحقيقة بأنه هو من دفعه لفعل ذلك وجعله يخطيء (أي الإحصاء بدون اتباع قوانين الناموس) لكي يبدو محبوباً (صموئيل الثانية 24: 3)، تخبرنا الآية 7 عن شعور الرب تجاه عمل داود: أخبار الايام الثانية 21: 7 "وَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ اللهِ هذَا الأَمْرُ" بالفعل يفرح الله عندما نعمل مشيئته ولا يفرح عندما لا نعمل مشيئته، ووظيفة المجرب هو أن يخدعنا حتى نهمل كلمة الله ونعمل الأشياء التي تعد خطايا لأنها ضد مشيئة الله. وكما قال داود معترفاً بخطيته: أخبار الايام الأول 21: 8 "فَقَالَ دَاوُدُ لِلهِ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ جِدًّا حَيْثُ عَمِلْتُ هذَا الأَمْرَ. وَالآنَ أَزِلْ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنِّي سَفِهْتُ جِدًّ»." كلما أخطأنا نكون مخدوعين و"نَسفِه كثيراً" على الرغم من عدم فهمنا لهذا في بداية الأمر. وأخيراً، المثال الأخير الذي سوف ندرسه هو من صموئيل الثانية 11- 12 ويشير مرة أخرى إلى داود، فنقرأ هناك بدءاً من الآية الأولى: 3. الخلاصة صموئيل الثانية 11: 1 "وَكَانَ عِنْدَ تَمَامِ السَّنَةِ، فِي وَقْتِ خُرُوجِ الْمُلُوكِ، أَنَّ دَاوُدَ أَرْسَلَ يُوآبَ وَعَبِيدَهُ مَعَهُ وَجَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فَأَخْرَبُوا بَنِي عَمُّونَ وَحَاصَرُوا رِبَّةَ. وَأَمَّ دَاوُدُ فَأَقَامَ فِي أُورُشَلِيمَ." بغض النظر عن المعلومات التاريخية التي تعطينا إياها الكلمة في هذه الفقرة، إلا أنها تشير إلى (أنظر إلى كلمة "وأما" هناك) حقيقة أنه كان " وَقْتِ خُرُوجِ الْمُلُوكِ" ولكن على الرغم من ذلك، بقي داوود .... في الدار، وبالطبع لم يكن هذا شيئاً معتاداً بالنسبة لرجل مقدام وشجاع كداود، ولكن فلنكمل: صموئيل الثانية 11: 2- 3 "وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟»." رأى داود امرأة جميلة أعجبته فسأل عنها، وعلم من المعلومات التالية أن هذه المرأة متزوجة لأُورِيَّا الْحِثِّيِّ، قد نتوقع أن داود بمعرفته هذا لن يفكر حتى في الاقتراب منها لأنه يعلم جيداً أن عقوبة هذه الخطية وفقاً للناموس (لاويين 20: 10 وتثنية 22: 22) هي الموت. حسناً.... لسوء الحظ لم يفكر داود مثلما توقعنا، فتخبرنا صموئيل الثانية 11: 4: صموئيل الثانية 11: 4 "فَأَرْسَلَ دَاوُدُ [بعدما علم أن بتشبع متزوجة من أُورِيَّا] رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى»." في الآية الأولى، أقام داود في الدار بدلاً من عمل ما هو معتاد له كملك أي قيادة شعبه إلى الحرب، في الآية الثانية، قام عن سريره وتمشى في نفس وقت استحمام بتشبع، ثم في الآية الثالثة سأل عنها وعلم أنها متزوجة، أنا لا أعلم إن كان هناك شيئاً خاطيء يحدث معه حتى هنا، ولكنني أعلم أن هناك شيئ خاطيء بالتأكيد يحدث معه في الآية الرابعة، حيث اضطجع مع إمرأة متزوجة والتي جعلها حُبلى أيضاً، ومنذ ذلك الوقت توالت الخطايا واحدة تلو الأخرى، فتخبرنا الآيات 6- 12 صموئيل الثانية 11: 6- 12 "فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ». فَأَرْسَلَ يُوآبُ أُورِيَّا إِلَى دَاوُدَ. فَأَتَى أُورِيَّا إِلَيْهِ، فَسَأَلَ دَاوُدُ عَنْ سَلاَمَةِ يُوآبَ وَسَلاَمَةِ الشَّعْبِ وَنَجَاحِ الْحَرْبِ. وَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «انْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ وَاغْسِلْ رِجْلَيْكَ». فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَخَرَجَتْ وَرَاءَهُ حِصَّةٌ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ. وَنَامَ أُورِيَّا عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ جَمِيعِ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ. فأَخْبَرُوا دَاوُدَ قَائِلِينَ: «لَمْ يَنْزِلْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ». فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَمَا جِئْتَ مِنَ السَّفَرِ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ؟» فَقَالَ أُورِيَّا لِدَاوُدَ: «إِنَّ التَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي الْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجعَ مَعَ امْرَأَتِي؟ وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ، لاَ أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ». فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَقِمْ هُنَا الْيَوْمَ أَيْضًا، وَغَدًا أُطْلِقُكَ». فَأَقَامَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذلِكَ الْيَوْمَ وَغَدَهُ." الحل الذي ابتكره داود بنفسه لحل المشكلة، كان هو أن يرسل أُورِيَّا إلى داره حتى يضطجع مع زوجته فيصير بذلك مسؤولاً عن حملها! ولكن أُورِيَّا لم يكن متعاوناً في ذلك، فلم يقدر أن يقبل وجود تابوت الله خارجاً، وخروج زملائه المحاربين إلى الحرب بينما هو يذهب إلى البيت ويضطجع مع زوجته، ولم يكن من قبيل الصدفه أن يصنفه الكتاب المقدس ضمن السبعة والثلاثين " الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ" (صموئيل الثاني 23: 8، 39) ، من المؤكد أن أُورِيَّا كان جندياً مخلصاً لداود، على الرغم من من عدم إخلاص داوود له. فلما فشل داود في خداع أُورِيَّا ، ذهب إلى أبعد من ذلك، فتخبرنا الآيات 13- 15: صموئيل الثانية 11: 13- 15 "وَدَعَاهُ دَاوُدُ فَأَكَلَ أَمَامَهُ وَشَرِبَ وَأَسْكَرَهُ. وَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ لِيَضْطَجِعَ فِي مَضْجَعِهِ مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَإِلَى بَيْتِهِ لَمْ يَنْزِلْ. وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوبًا إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا. وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ»." من الصعب علينا جداً تصديق أن الرجل الذي سيق من قِبل الله (بطرس الثانية 1: 21) ليكتب جزء كبير جداً من كلمته والذي ذُكِر اسمه مئات المرات في الكتاب المقدس، كتب أيضاً هذا الخطاب الكريه والذي ارسله بيد ضحيته! ولكن، فلنتذكر مرة أخرى أن ما نقرأه هنا ليس من أعمال داود كرجل الله، فلم يعد داود سائراً كرجل الله عندما كان يفعل هذه الأشياء، بل قد سار بعيداً عن رفقة الله على الأقل منذ اللحظة التي اضطجع فيها مع بتشبع، ولكن دعونا نكمل: صموئيل الثانية 11: 16- 17، 26- 27 "وَكَانَ فِي مُحَاصَرَةِ يُوآبَ الْمَدِينَةَ أَنَّهُ جَعَلَ أُورِيَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي عَلِمَ أَنَّ رِجَالَ الْبَأْسِ فِيهِ. فَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ، فَسَقَطَ بَعْضُ الشَّعْبِ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ، وَمَاتَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا.... فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا، نَدَبَتْ بَعْلَهَا. وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا" وأخيراً، نجح داود في خطته وقتل أُورِيَّا، ولن يتوقع أي مشاكل لأنه لم يوجد أحد على علم بما فعل بخلاف البعض. إلا أن القصة لا تنتهي هنا، لأنه على الرغم من عدم معرفة أحد بهذا الأمر، إلا ان الله كان يعلم به، فدعونا نرى إذاً ما حدث: صموئيل الثانية 11: 27، 12: 1- 12 " وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.... فَأَرْسَلَ الرَّبُّ نَاثَانَ إِلَى دَاوُدَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «كَانَ رَجُلاَنِ فِي مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَاحِدٌ مِنْهُمَا غَنِيٌّ وَالآخَرُ فَقِيرٌ. وَكَانَ لِلْغَنِيِّ غَنَمٌ وَبَقَرٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا. وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ إِلاَّ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ صَغِيرَةٌ قَدِ اقْتَنَاهَا وَرَبَّاهَا وَكَبِرَتْ مَعَهُ وَمَعَ بَنِيهِ جَمِيعًا. تَأْكُلُ مِنْ لُقْمَتِهِ وَتَشْرَبُ مِنْ كَأْسِهِ وَتَنَامُ فِي حِضْنِهِ، وَكَانَتْ لَهُ كَابْنَةٍ. فَجَاءَ ضَيْفٌ إِلَى الرَّجُلِ الْغَنِيِّ، فَعَفَا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِ وَمِنْ بَقَرِهِ لِيُهَيِّئَ لِلضَّيْفِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ نَعْجَةَ الرَّجُلِ الْفَقِيرِ وَهَيَّأَ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ». فَحَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ عَلَى الرَّجُلِ جِدًّا، وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذلِكَ، وَيَرُدُّ النَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا الأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ! هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَنْقَذْتُكَ مِنْ يَدِ شَاوُلَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ وَنِسَاءَ سَيِّدِكَ فِي حِضْنِكَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذلِكَ قَلِيلاً، كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا. لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ». فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ»" أهمل داود كلمة الرب ووصيته، مثلما فعل في الإحصاء وكما فعلت حواء أيضاً مع شجرة معرفة الخير والشر (وكما لم يفعل المسيح عندما جُرِّب في كل شيء). وما هي النتيجة؟ كانت النتيجة هي الخطية والشر، ولكنه ندم واعترف بخطيته عندما وُبِخ. دعونا الآن نرى ما إذا كان الرب قد غفر له أم لا وماذا حدث لعقوبة الموت الموجودة بالناموس، فتخبرنا الآية 13: صموئيل الثانية 12: 13 "فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ." نقل الرب عن داود خطيته بمجرد توبته، فخلصته توبته أيضاً من عقوبة الموت، والجملة القائلة " لاَ تَمُوتُ" تشير بشكل واضح إلى عقوبة الموت الموجودة في الناموس. لم يحدث هذا بشكل استثنائي مع داود، فالله حقاً لم يشأ موت الخاطيء، بل أراد دائماً توبته، مثلما يقول في حزقيال 33: 11 حزقيال 33: 11 "قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَ." ما يرغبه الله هو الحياة والشركة معه، لهذا السبب غفر ليوسف كما يغفر لنا على الفور عندما نتوب ونعترف له بخطايانا. نستخلص من ذلك إذاً: 1) الشيطان هو المجرب رئيس التجارب. 2) نستسلم للتجارب عندما نُخدَع من قِبَل العدو (بشكل ظاهر أو ضمني) للذهاب خلف أشياء معادية لإرادة الله، إذ أن هذه الإرادة أُعلِنت في الكتاب المقدس أو بالإعلان، وتكون النتيجة دائماً هي الخطية. وحقاً: أهملت حواء ما قاله الله بخصوص شجرة معرفة الخير والشر، وماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة هي الخطية، أهمل داود ما قالته كلمة الله بخصوص الإحصاء، وماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة هي الخطية، أيضاً أهمل ما قاله الله عن الزنى، وماذا كانت النتيجة؟ مرة أخرى، كانت النتيجة هي الخطية. وعلى نقيض هذا، احترم يسوع المسيح كلمة الله، لم يهملها أبداً بل استخدمها في مواجهة إغراءات الشيطان، وماذا كانت النتيجة؟ " بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ." (عبرانيين 4: 15). بمعنى آخر، فلنطلب ونعي إرادة الله، كلمته، ولنحفظها عميقاً في قلوبنا، فلنتمسك بها هناك ولا نهملها ولن يقدر الشيطان على أن يجذبنا بعيداً ويجعل التجارب تأتي بالنتائج التي يريدها، أي بالخطية. 3) والآن، فإن حدث وسقطنا وأخطأنا، فهناك إذاً حاجة إلى التوبة والاعتراف بخطيتنا لله الذي سيغفر لنا على الفور كما تخبرنا يوحنا الأولى 1: 9، 2: 1- 2 يوحنا الأولى 1: 9، 2: 1- 2 "9إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.... يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا." بمجرد أن نعترف بخطايانا لله، يغفر لنا ، رأينا هذا مع داود، إذ صنع الكثير من الشر حتى أنه قتل أوريا أحد أخلص جنوده، إلا أنه بمجرد توبته واعترافه بخطيته " الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ" (صموئيل الثانية 12: 13) الاستسلام للتجارب يعني الخطية والخطية لا تحتاج إلى أي شيء آخر غير المغفرة: إذاً اعترف بخطيتك لله، اغفر لنفسك وللذين قد يكونوا لعبوا دوراً فيها، اطلب غفران هؤلاء الذين قد تكون جرحتهم، تعلم أي درس تستطيع تعلمه وامضي قدماً. لا يمكن حل مشكلة شهوات الجسد بالنظر إلى الجسد وما حدث، بل على العكس، ينبغي أن نحلها بالنظر إلى الله واستخدام كل ما أعطانا إياه بالولادة الجديدة إلى أقصى حد، كما تخبرنا غلاطية 5: 16- 18 غلاطية 5: 16- 18 "وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ [الطبيعة الجديدة] [ونتيجة لذلك] فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ [epithumies ] الْجَسَدِ [الطبيعة القديمة]. لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي [epithumo (الفعل المشتق من epithumio، وهي الكلمة المترجمة إلى "شهوته" في يعقوب 1: 14- 15)] ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ." الطبيعة القديمة والجديدة هما ضد بعضهما البعض، وهذه الفقرة تخبرنا كيف لا نُرضِي شهوات الطبيعة القديمة والتي تؤدي إلى التجارب والخطايا، الطريقة بسيطة: " اسْلُكُوا بِالرُّوحِ [الطبيعة الجديدة]" (أي البس الأنسان الجديد ووجه قلبك تجاهه وتجاه كل الأشياء التي أعطاك الله إياها بالولادة الجديدة) "[ونتيجة لذلك] فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ" (فالشيطان إذاً لن ينجح في جذبك بعيداً حتى تخطيء وتسقط على الرغم من استمرار محاولته في ذلك). الحواشي 1. بخصوص الممتلكات المادية التي ينبغي أن نكتفي بها، فتخبرنا عنها تيموثاوس الأولى 6: 7- 8 "لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ. فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا." 2. أي إبعاده عن الحق "المكتوب". 3. هذا ما تشير إلية العبارات "فَرَأَتِ" و" بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ" و" شَهِيَّةٌ". 4. للمزيد عن هذا الموت، أنظر المقا : جسد، نفس وروح. 5. على الرغب من تحذير يوآب له (اخبار الأيام الأول 21: 4). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 9448 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إِنْ شَاءَ الرَّبُّ ...
![]() التخطيط والأنشطة والمشاريع، كلها اشياء تدور حول المستقبل، فنقول "غداً سأفعل هذا أو ذاك"، "سأذهب هناك في ذاك أو ذلك اليوم"، "سأبدأ العمل في ذلك أو ذاك اليوم من الشهر"، لا يوجد خطأ في وضع الخطط وتكوين رؤيا نحو المستقبل، ولكن ما هو خطأ بالفعل هو وضع الخطط التي لا نسلمها للرب والتي لا نبحث فيها عن موافقته عليها، فيخبرنا يعقوب عن هذا الأمر ويقول: يعقوب 4: 13 "هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الْقَائِلُونَ:«نَذْهَبُ الْيَوْمَ أَوْ غَدًا إِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ أَوْ تِلْكَ، وَهُنَاكَ نَصْرِفُ سَنَةً وَاحِدَةً وَنَتَّجِرُ وَنَرْبَحُ». أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا:«إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ». 16وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكُمْ تَفْتَخِرُونَ فِي تَعَظُّمِكُمْ. كُلُّ افْتِخَارٍ مِثْلُ هذَا رَدِيءٌ." في وضع الخطط، هناك شرط في منتهى الأهمية لا يجب علينا إغفاله الا وهو " إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ" ليس من الغرور أن نضع الخطط ولكن الغرور هو أن نسلك كما لو كنا نملك السلطان الكامل لإدراك هذه الخطط أي مثل أن يكون لنا سلطان على الغد، وكما نعلم، ليس لأحد منا مثل هذا السلطان " أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ" هناك مثال أعطاه بولس في أعمال الرسل 18: 21 عن التخطيط الصالح، حيث نجده في أفسس مرحباً بالمؤمنين المحليين هناك في طريقه إلى أورشليم: أعمال الرسل 18: 20- 21 "وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ زَمَانًا أَطْوَلَ لَمْ يُجِبْ. بَلْ وَدَّعَهُمْ قَائِلاً:«يَنْبَغِي عَلَى كُلِّ حَال أَنْ أَعْمَلَ الْعِيدَ الْقَادِمَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَلكِنْ سَأَرْجِعُ إِلَيْكُمْ أَيْضًا إِنْ شَاءَ اللهُ»." ومرة أخرى في كورنثوس الأولى 16: 5- 7، وهذه المرة بخصوص كنيسة كورنثوس: "وَسَأَجِيءُ إِلَيْكُمْ مَتَى اجْتَزْتُ بِمَكِدُونِيَّةَ، لأَنِّي أَجْتَازُ بِمَكِدُونِيَّةَ. وَرُبَّمَا أَمْكُثُ عِنْدَكُمْ أَوْ أُشَتِّي أَيْضًا لِكَيْ تُشَيِّعُونِي إِلَى حَيْثُمَا أَذْهَبُ. لأَنِّي لَسْتُ أُرِيدُ الآنَ أَنْ أَرَاكُمْ فِي الْعُبُورِ، لأَنِّي أَرْجُو أَنْ أَمْكُثَ عِنْدَكُمْ زَمَانًا إِنْ أَذِنَ الرَّبُّ." فينبغي أن ترافق كل خطة نضعها تلك الكلمات: " إِنْ أَذِنَ الرَّبُّ"، " إِنْ شَاءَ اللهُ"، " إِنْ شَاءَ الرَّبُّ"، كل خطة نضعها ينبغي أن تسلم بين يدي الرب، فهو أيضاً لديه خطة لحياتنا، كما تقول إرميا 29: 11 إرميا 29: 11 "لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً." كذلك إشعياء 55: 8- 9 "«لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. 9لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ." ومزمور 40: 5 "كَثِيرًا مَا جَعَلْتَ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي عَجَائِبَكَ وَأَفْكَارَكَ مِنْ جِهَتِنَا. لاَ تُقَوَّمُ لَدَيْكَ. لأُخْبِرَنَّ وَأَتَكَلَّمَنَّ بِهَا. زَادَتْ عَنْ أَنْ تُعَدَّ." وأفسس 3: 20- 21 "وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ." هل تفكر في نفسك وفي المستقبل؟ حسناً، الله يفكر أكثر منك بكثير. فأفكاره من جهتنا لا تُقَوَّم! إن لم تكن خططك قد تحققت واردت أن تسأله "لماذا يا رب؟" وأن تُظهِر كيف خططت لحياتك بشكل جميل، فقط تذكر كم تعلو أفكار الرب عن أفكارك، تذكر أن أفكاره من جهتنا زادت عن أن تُعَد وهي أفكار للسلام وليست للشر. إن لم يبارك الرب خطة ما، فليس هذا لأنه غفل عنك ولا لأنه لا يحبك، بل لأنها لم تتفق مع إرادته المقبولة والكاملة لحياتك، فإرادته وخططه لحياتك هي بالفعل كاملة. نستخلص من ذلك إذاً أنه ليس من الخطأ بالطبع أن نضع الخطط، ولكن تأكد أن تضيف إلى خططك شرط " إِنْ شَاءَ اللهُ" أو كما قال المسيح في (متى 26: 39): " لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ»." |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 9449 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() " الإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ..."
![]() نجد هذه الجملة في إشعياء 58: 9 إشعياء 58: 9- 12 "حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ. وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى." كثيرة هي وعود الرب لهؤلاء الذين سيفعلون الأشياء المذكورة في الآيات 9- 10. أحد هذه الأشياء، تلك التي لفتت انتباهي مؤخراً والتي أود أن اعتبرها اليوم وهي " الإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ". هذه الجملة تجعلني أتذكر المدعي في المحكمة وهو يشير باصبعه إلى المتهم. فيما يخص الحكم على الآخرين، قال الرب في متى 7: 1- 5: 2. رومية 14 متى 7: 1- 5 "«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!" ينظر العديد منا إلى نقاط الضعف أو إلى "الْقَذَى" الذي يحمله كل واحد منا، بدلاً من أن ننظر إلى ضعفاتنا الخاصة، والتي أحياناً تكون خشبة كاملة، فنشير بأصبعنا إلى القذي الموجود لدى الآخرين.... وغالباً ما يكون هذا لأننا نرى الكمال في أنفسنا، مثلما كان الفريسي في لوقا 18 كاملاً في نظر نفسه: لوقا 18: 9- 14 "وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هذَا الْمَثَلَ: «إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. 11أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذَا: اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ. أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ»." عندما نفعل مثل الفريسي ونضع ثقتنا في أنفسنا، سنحتقر الآخرين، سننظر إلى الآخرين من المكان العالي الذي رفعنا أنفسنا إليه، إلا أن يسوع لم يفعل ذلك، فعندما أحضروا إليه المرأة التي أُمسِكَت في ذات الفعل طالبين منه أن يوافق على رجمها، رد عليهم قائلاً: يوحنا 8: 7 "«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!»" ثم عندما رحل متهميها، قال لها: "«وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا»" لا يرغب الله في إدانة الخاطيء بل في توبته، فهو يرغب في أن "يذهب ولا يخطيء أيضاً". وبالرجوع إلينا الآن: كيف نرى جارنا؟ هل نراه مثلما نرى أنفسنا أم ننظر إليه من مكان عالي مثلما نظر الفريسي إلى العشار؟ تتحدث كلمة الله في رومية 14 عن أخ يحكم على أخيه الذي كان "ضَعِيفٌ فِي الإِيمَانِ": رومية 14: 1- 4 "وَمَنْ هُوَ ضَعِيفٌ فِي الإِيمَانِ فَاقْبَلُوهُ، لاَ لِمُحَاكَمَةِ الأَفْكَارِ. وَاحِدٌ يُؤْمِنُ أَنْ يَأْكُلَ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَمَّا الضَّعِيفُ فَيَأْكُلُ بُقُولاً. لاَ يَزْدَرِ مَنْ يَأْكُلُ بِمَنْ لاَ يَأْكُلُ، وَلاَ يَدِنْ مَنْ لاَ يَأْكُلُ مَنْ يَأْكُلُ، لأَنَّ اللهَ قَبِلَهُ. مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟ هُوَ لِمَوْلاَهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ. وَلكِنَّهُ سَيُثَبَّتُ، لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُثَبِّتَهُ." ونرى مرة أخرى كلمة " يَزْدَرِ"؛ ازدرى الفريسي العشار، وبالمثل، كثيراً ما نزدرى الآخرين عندما نرى أنهم ليسوا أقوياء في الإيمان مثلنا، حتى وإن كنا لا نعبر عن ذلك بصوت عال، إلا أننا نفعله من خلال أفكارنا، من خلال "محاكمتنا للأفكار" والتي ستظهر بالكلام إن عاجلاً أو آجلاً. وعلى النقيض، أحياناً قد يحكم ضعيف الإيمان على هؤلاء الذين هم أقوى منه، والمثال على ذلك مذكور في مرقس 6: 1- 6، وهناك نجد يسوع آتياً إلى وطنه: مرقس 6: 1-4، 6 "وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ:«مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هذِهِ؟ أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ»....وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ." كان من الصعب جداً على الناس في بلدة يسوع أن يتقبلوا هذا الأمر، كيف أن إنسان كان حتى الأمس يعمل عملاً بسيطاً كنجار هناك واعتاد على الذهاب إلى هيكلهم مثل الآخرين، يعود الآن كمعلم، أو كالمسيا والذي كان الرب يجري على يديه معجزات عظيمة. قد نسمعهم يدمدمون قائلين: "كان ينبغي عليه أن يظل مثل جميعنا، فالتعليم مقصور على الفريسيين فقط، ما هذا الذي يفعله؟" ما حدث مع يسوع، يحدث اليوم أيضاً، يشعر قلبي بكل خدام الله، هؤلاء الذين ظُلِمُوا ونُقِضوا بقسوة بكلمات لاذعة وخصوصاً هؤلاء الذين رُفِضوا من قِبَل الأخوة الذين تبعوهم لسنوات، ما سبب ذلك؟ فعندما دعاهم الرب واستجابوا لم يتقبل الآخرين هذا الأمر. فيقولون: "كيف يمكنك أن تفعل ذلك؟ ليس لديك أي صلاحيات، كيف تعلم أو تصنع رفقة أو أن تعمل هذا أو ذاك من دون حتى أن يكون لك درجة كهنوتية، وأنت لم تتبع هذا وذاك... المؤتمر أو "برنامج الرسامة"؟ لو كان يسوع فريسي تدرج في الدراسة الكهنوتية، فما كان لأهل البلدة على الأغلب أي مشكلة، أما الآن، فهم لا يمكنهم التعامل مع الأشياء الخارقة للطبيعة والتي كان يصنعها الله من خلال شخص انتقل من مكان اعتبروه عادي. قد نتمنى ألا يكون هذا صحيحاً، ولكن كلمات الرب تشهد لها: "«لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ»"، عندما يدعوك الرب لشيء جديد، غريب بالنسبة للآخرين، وقد يكونوا رفقائك - موطنك - هم الذين سيتاءون، وبدلا من الدعم الذي تتوقعه قد تجد الرفض، وحينها عليك أن تتذكر يا صديقي كلمات الرب؛ سلم قلبك بين يديه، وبكل الطرق، اغفر وانس أي مرارة، واتبع ما دعاك الله إليه، فإنه هو من عينك. سلم نفسك إليه، وليس إلى التعليقات المُدِينة التي للناس والتي قد تهدف إلى السيطرة عليك. بالعودة إلى رومية 14، تجيب الكلمة على مثل هذا السلوك النقدي بسؤال واحد: "4مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟" ثم يكمل: رومية 14: 10- 13 "وَأَمَّا أَنْتَ، فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟ أَوْ أَنْتَ أَيْضًا، لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟ لأَنَّنَا جَمِيعًا سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«أَنَا حَيٌّ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّهُ لِي سَتَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، وَكُلُّ لِسَانٍ سَيَحْمَدُ اللهَ». فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا ِللهِ. فَلاَ نُحَاكِمْ أَيْضًا بَعْضُنَا بَعْضًا، بَلْ بِالْحَرِيِّ احْكُمُوا بِهذَا: أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ." ويعقوب 4: 11- 12 "لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ. الَّذِي يَذُمُّ أَخَاهُ وَيَدِينُ أَخَاهُ يَذُمُّ النَّامُوسَ وَيَدِينُ النَّامُوسَ. وَإِنْ كُنْتَ تَدِينُ النَّامُوسَ، فَلَسْتَ عَامِلاً بِالنَّامُوسِ، بَلْ دَيَّانًا لَهُ. وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ النَّامُوسِ، الْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ. فَمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟" إدانة الإخوة ليست أحد الأشياء التي لنا الحق فيها، ومن ثم، ففي المرة المقبلة التي تشعر بإصبعك يرتفع للإيماء، فلنسأل أنفسنا الأسئلة التالية: "مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟" (رومية 14: 4) "فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟" (رومية 14: 10) "لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟" (رومية 14: 10) "َمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟" (يعقوب 4: 12) أنا أعتقد أنها كافية لإرجاع إصبعك محله. ولإنهاء هذا المقال، أود أن أوضح شيئاً لتفادي سوء الفهم، فما سبق لا يعني بأي حال تجاهل خطيئة الاخوة، على اعتبار أنه لا ينبغي لنا أن ندين، فالسؤال الذي يسأل "مَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟" لا يعني أنه علينا أن نقبل السلوك الخاطيء في الكنيسة غير مبالين، أنظر على سبيل المثال كورنثوس الأولى 5: 1- 3 كورنثوس الأولى 5: 1- 3 "يُسْمَعُ مُطْلَقًا أَنَّ بَيْنَكُمْ زِنًى! وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ، حَتَّى أَنْ تَكُونَ لِلإِنْسَانِ امْرَأَةُ أَبِيهِ. أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ، وَبِالْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا حَتَّى يُرْفَعَ مِنْ وَسْطِكُمُ الَّذِي فَعَلَ هذَا الْفِعْلَ؟ فَإِنِّي أَنَا كَأَنِّي غَائِبٌ بِالْجَسَدِ، وَلكِنْ حَاضِرٌ بِالرُّوحِ، قَدْ حَكَمْتُ كَأَنِّي حَاضِرٌ فِي الَّذِي فَعَلَ هذَا" المقال بعنوان "ماذا تفعل " إِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ"؟ (لوقا 17: 3-4)" يتعامل مع هذا الأمر على نحو متسع. ما تشير إليه رومية 14: 13 والتي تقول: " فَلاَ نُحَاكِمْ أَيْضًا بَعْضُنَا بَعْضًا" هو إدانة الاخوة على ممارسات غير خاطئة (مثل "أكل الخضروات" (رومية 14: 1) بدلاً من أكل كل الأشياء) فقط لأن هذه الممارسات تختلف عن ممارساتنا. وبالمثال، فما قاله الرب في متى 7 لا يعني تجاهل القذى الموجود في عين أخيك لأننا من المترض أن لا ندين. وكما أوضح في (متى 7: 5) قائلاً:" يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!" أي أنك لا تقدر أن تساعد أخيك بقذيه بينما هناك خشبة في عينك! وعامة، فالرسالة هي: "احترس فيما تقول لأخيك، لا تتحدث عنه بالشر، وإن كانت ممارساته مختلفة عنك، فهم ليسوا خطاة وليس عليك أن تدينه، وفي كل الأحوال، تأكد من حالك أولاً وأزل ما قد يكون في عينك، حينها ستقدر أن ترى ما في عيني أخيك بوضوح وستساعده في القذى الذي في عينه. هذا لا يعني أن تتجاهل أو ألا تبالي بالممارسات الخاطئة، فمثل هذه الممارسات تحتاج للإدانة، وأن تخرج إلى النور وستتغير" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 9450 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() " بُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ..."
![]() نجد هذه الجملة في رومية 12: 15، فنقرأ هناك بدءاً من الآية 14: رومية 12: 14- 15 "بَارِكُوا عَلَى الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا. فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ." تقول الكلمة " بُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ"، سيأتي الوقت الذي نمر فيه أو يمر الناس من حولنا بمواقف صعبة قد تأتي بالضيقات والبكاء، ماذا علينا أن نفعل حينها؟ يجب أن نتحلى بالإشفاق والتفهم، " بُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ"، فعندما ذهب أصدقاء أيوب الثلاثة لزيارته، شقوا ملابسهم وبكوا معه (أيوب 2: 11- 13). وعندما ذهب يسوع لزيارة عائلة لعازر، بكى (يوحنا 11: 35)، كما تخبرنا كورنثوس الأولى 12: 25-26: كورنثوس الأولى 12: 25-26 "لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ، بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَامًا وَاحِدًا بَعْضُهَا لِبَعْضٍ. فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ." سيكون هناك أوقاتا حيث سيكرم أحد أعضاء الجسد، فلنفرح معه، وستكون هناك أوقاتا حيث سيتألم أحد الأعضاء، فلنتألم معه، كما يقول يعقوب فيما يخص تألم الناس أمثال الأرامل والأيتام: يعقوب 1: 27 "اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ" أيوجد أخ في ضيق؟ لا تتحاشاه، زره وتألم معه؛ فهناك وقت للبكاء ووقت للفرح كما تقول كلمة الله في (جامعة 3: 4)، وهذا لا ينطبق فقط على بعضنا بل على جميعنا. إذاً، فإن كان أحد يتألم فلا نكون غير مبالين، بل فلنتألم معه، وبالعكس، فإن فرح أحد وضحك، فلا نغار بل فلنفرح معه. |
||||