منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 09 - 2015, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 9421 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,097

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"قَدْ صَرَّحْتُ بِطُرُقِي فَاسْتَجَبْتَ لِي"

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يقول داوود في هذه الجملة التي نجدها في مزمور 119: 26، أنه قد أظهر طرقه لله فاستجاب له، وأعتقد أن حرف العطف "ف" هنا يُظهِر أن جواب الله أتى نتيجة لتصريح داوود بطرقه؛ الكثير منا يخبيء أسراراً عن الله، فيكون لديهم غرف مخبأة لم يفتحوها أبداً حتى لله، فالبعض يُبقِي على جراح مخبأة لأن كل تلك الجراح من المفترض أنها حدثت نتيجة إخفاقات شخصية ومن ثم لا يعترفون بها، وآخرون لا يتحدثون أبداً ويصلون من أجل أشياء معينة أو اهتمامات لأنهم يعتقدون أن الله لا يهتم بتفاهات الحياة تلك التي تشبه اهتماماتنا، ويظنون أننا نواجه كل تلك الأشياء بمفردنا، وآخرون لهم أحلام ومخاوف ورغبات والتي لم يكشفوا له عنها أبداً. وهي حقاً تبدو وكأنها علاقة حيث يستنكر طرف فيها أن يكشف عن قلبه للآخر، ماذا نسمي مثل تلك العلاقات؟ أنا أدعوها بالسطحية. وهذه هي العلاقة التي لكثير منا مع إله الكتاب المقدس الذي هو أبينا والذي يحبنا محبة وصلت لدرجة أنه بذل ابنه الوحيد لاجلنا (يوحنا 3: 16). أنا أعتقد أن انفتاح القلب هو مقياس يستخدم لتقييم العلاقات بما في ذلك أيضاً علاقتنا مع الله: فانفتاح قلوبنا يحدد نوع العلاقة التي لنا معه، فما هو مقدار تواصلك معه؟ ماذا تقول له؟ كم من طرقق تُصَرِّح له؟ قد صرح داوود بطرقه، وأنا أعتقد أنه عَنِيَ بذلك أنه صرح بكل شيء. لقد فتح قلبه أمام خالقه وأخبره بكل شيء.
إن كانت هناك هموم تبقيها لنفسك، فالله يريدك أن تلقيها بالكامل عليه، وها هي ما تقوله كلماته:
بطرس الأولى 5: 7
"مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ."

ومرة أخرى في فيليبي 4: 6- 7
"لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ."

في كل شيء، تقول الكلمة، لتعلم طلباتكم لديه! هل هناك خطايا تبقي عليها مخبأة لأنك تظن أن الله لن يغفرها لك أبداً؟ ها هو ما تقوله الكلمة:
يوحنا الأولى 1: 8- 10
"إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. إِنْ قُلْنَا: إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِبًا، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَ."

إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا، ولكن الأمر يتطلب موقفاً من جانبنا، وهو أن نتحدث إليه، أن نعترف بخطايانا وأن نخبره بأخطائنا فهو أمين وعادل أن يغفر لنا.
هل هناك أحلام تخبئها عنه، لأنك على الأغلب تظن أنها غير متعلقة به؟ قد لا تتعلق الأحلام بالعالم الجاف، البارد والعشوائي الذي نعيش فيه، ولكنها متعلقة بالرب، إنه يفكر لأجلنا أفكاراً لا تحصى! فيقول في مزمور 40: 5:
مزمور 40: 5
"كَثِيرًا مَا جَعَلْتَ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي عَجَائِبَكَ وَأَفْكَارَكَ مِنْ جِهَتِنَا. لاَ تُقَوَّمُ لَدَيْكَ. لأُخْبِرَنَّ وَأَتَكَلَّمَنَّ بِهَا. زَادَتْ عَنْ أَنْ تُعَدَّ."

ومرة أخرى في أفسس 3: 20- 21
"وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ."

رومية 8: 31- 32
"فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟"

ومزمور 84: 11
"لأَنَّ الرَّبَّ، اللهَ، شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْدًا. لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ."

أفكار الله من أجلك أكثر من أن يمكن إحصاؤها، فهو لا يمنع خيراً عن السالكين بالكمال، ويقدر أن يصنع من أجلك فوق ما تظن أو تحلم أو تطلب، ولكن عليك أن تتكلم، عليك أن تطلب! لأن هذه العلاقة تستلزم التواصل، فحينما لا يوجد تواصل، لا توجد علاقة. كما تقول (يعقوب 4: 2) "َلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ"، ولكن ربما يقول البعض "ألا يعلم الله كل شيء؟"... ولكن الأمر لا يتعلق بالعلم أو عدمه، بالطبع إنه يعلم كل شيء، بالطبع يعلم الله كل همومك، خطاياك، أحلامك، آلامك ... إنه يعلمها جميعه. إلا أنه يرغب في أن تفتح أمامه قلبك على مصراعيه. وما يرغب فيه هو التواصل، الرفقة والعلاقة. فالعلاقة بدون تواصل لا يمكن أن توجد. الموضوع إذاً لا يتعلق بكون الله يعلم أو لا يعلم ... فهو يعلم كل شيء! بل إن الموضوع متعلق بالتواصل. قد صرح داوود بكل طرقه للرب فاستجاب له! هل تريد أن يستجيب الرب لك؟ إذاً فاقض وقتاً في التواصل معه، وقتاً في التصريح بطرقك، طلباتك، أحلامك، فشلك أو خطاياك له. فهو بالتأكيد سيسمع لك وسيستجيب.
 
قديم 29 - 09 - 2015, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 9422 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,097

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا"

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نحن في متى 28، وكان "عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ". فقبل ثلاثة أيام، صَلَب الكهنة يسوع، ووضع يوسف الرامي جسده في القبر، ووضع الفريسيون حجراً عليه وأوقفوا حوله حراساً، ثم، "1وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ...."
متى 28: 1- 6
"..... جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ :«لاَ تَخَافَا أَنْتُمَ، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ."

ما أدهشني في هذه الفقرة هو أن الملاك لم يقل "لاَ تَخَافَا" للحرس، لقد ارتعدوا، وصاروا كالأموات عندما رأوه، فمن مات أقيم وهؤلاء الذين كانوا مستيقظين لحراسته صاروا كالأموات! إلا أن الملاك لم يقل ولا كلمة واحدة لهم ولم يشجعهم! ولهذا السبب تصبح كلمة "أنتم" في غاية الأهمية على الرغم من ضياعها في معظم الترجمات الحديثة (ولكنها موجودة في النص اليوناني الأصلي). وبالعودة إلى النساء، قال لهما الملاك: "لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا". "لا تنظرا إلى الحرس، هم مرتعدون وهكذا ينبغي أن يكونوا، بل ليس أنتم. أنتم تابعي يسوع، طالبي يسوع، فلا تخاف. أنا لا أقول هذا لهؤلاء الذين يحرسون قبراً خالياً، لهؤلاء الذين يحاولون أن يبقوا الرب في القبر، هؤلاء خائفون أما أنتم فلا. لأني أعلم أنك، أخي العزيز وأختي العزيزة، تطلب الرب وأينما يكون ستكون أنت أيضاً، فلا تخف! "لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ".
وبنفس اللهجة تخبرنا تسالونيكي الأولى 5: 1- 10
تسالونيكي الأولى 5: 1- 10
"وَأَمَّا الأَزْمِنَةُ وَالأَوْقَاتُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ. لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ:«سَلاَمٌ وَأَمَانٌ»، حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ. وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ كَلَصٍّ. جَمِيعُكُمْ أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْل وَلاَ ظُلْمَةٍ. فَلاَ نَنَمْ إِذًا كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ. لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَبِاللَّيْلِ يَنَامُونَ، وَالَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَبِاللَّيْلِ يَسْكَرُونَ. وَأَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَصْحُ لاَبِسِينَ دِرْعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ الْخَلاَصِ. لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَ لِلْغَضَبِ، بَلْ لاقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي مَاتَ لأَجْلِنَ، حَتَّى إِذَا سَهِرْنَا أَوْ نِمْنَا نَحْيَا جَمِيعًا مَعَهُ."

وكما أتت القيامة بشكل مفاجيء على الحرس، كذلك أيضاً سيكون يوم مجيء الرب، سيكون كلص في الليل، "لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ:«سَلاَمٌ وَأَمَانٌ»، حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، فَلاَ يَنْجُونَ" سيرتعدون ولن يكون هناك من يقول لهم "لا تخافوا"، ولكن ليس نحن أيها الأخوة الأعزاء، لأننا لسنا في الظلمة حتى يدركنا ذلك اليوم كلص، الله يعلم من نتبع ويعلم من نطلب، إننا نطلب وننتظر يسوع، فلا تخف إذاً! لأن الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح! فهو آت، ربنا آت، أما أنت، أيها التابع والطالب ليسوع، فلا تخف!
 
قديم 29 - 09 - 2015, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 9423 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,097

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ بطرس الأولى 3: 19

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وصل إلىّ سؤال من أحد القراء فيما يخص فقرة بطرس الأولى 3: 19. فلنقرأ هذه الفقرة بالإضافة إلى الآيات 18 و 20:
بطرس الاولى 3: 18 - 20
"فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ، إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ."

ما هي تلك "الأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ"؟ العديد من الناس يترجمون في أذهانهم كلمة "الأرواح" المذكورة في هذه الفقرة إلى موتى من المفترض أنهم أحياء الآن (كأرواح) في سجن. ومثل سوء الفهم هذا لم يُبن على كلمة الله، والسبب في ذلك هو أن كلمة الله لا تستخدم كلمة "روح" للإشارة إلى الموتى أو غير المقامين. ولفهم ماهية الأرواح التي في السجن، نحتاج أن نلقي نظرة على كلمة الله وأن نرى كيف تستخدم هذه الكلمة بالإضافة إلى الأخذ في الاعتبار المراجع الاخرى من الكتاب المقدس والمتحدثة عن نفس موضوع الآيات السابقة من بطرس الأولى؛ لأن كلمة الله تتحدث بالفعل عن ما تتحدث عنه بطرس الأولى ليس في مكان واحد بل في أربع أماكن مختلفة. ولكن أولاً وقبل أي شيء، فلنرى ماذا يمكن أن تكون تلك الأرواح التي في السجن. كما قلنا، لا يمكن لهم أن يكونوا أمواتاً، بغض النظر عن حقيقة استخدام عصرنا هذا لكلمة روح في الإشارة إلى الموتى المفترض لهم أن يكونوا أحياء في مكان ما بدون قيامة، إلا أن الكتاب المقدس لا يستخدم هذه الكلمة بمثل هذا المعنى، غير أنه يستخدم هذه الكلمة في الإشارة إلى المخلوقات السمائية. كما تقول عبرانيين 1: 13- 14
عبرانيين 1: 13- 14
"ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»؟ أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!."

وفي بعض الآيات السابقة لتلك:
عبرانيين 1: 7
"وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ:«الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحً وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ»."

خلقت الكائنات السمائية بيد الله وهي مخلوقات روحية، إنها " أَرْوَاح". فهل يمكن لتلك " الأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ" أن تكون ملائكة في السجن؟ وكما سنرى، فهذا هو الحال، ولكن دعونا أولاً نحصل على بعض المعلومات الأساسية. كما رأينا، الملائكة كائنات روحية، وعلى الرغم من أن جميعهم خلقوا بيد الله إلا أنهم لم يبقوا جميعهم مع الله، فبعضهم قاوموه بشدة وسقطوا من مكانهم. ورئيس الملائكة الذين سقطوا هو الشيطان. هناك فقرتان تصفان مقاومته وسقوطه وهما: حزقيال 28: 11- 19 وإشعياء 14: 3- 23. ومع ذلك، فالفقرة السابقة من بطرس الأولى 3: 19 لا تشير إلى سقوطه، وتقوم فقرة بطرس الأولى 3: 20 بإرجاع الزمن إلى " أَيَّامِ نُوحٍ". فقد ثار الشيطان قبل تلك الأيام بمدة طويلة، حيث رأيناه نشطاً في جنة عدن. بالإضافة إلى ذلك، فهو وملائكته ليسوا في سجن الآن، بل إنه يوصف بأنه " رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ" (أفسس 2: 2)، وهو وملائكته الساقطين يوصفون بأنهم " الرُّؤَسَاءِ ... السَّلاَطِينِ ... وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ .... أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ." (أفسس 6: 12). أجناد الشر الروحية هم حرفياً أجناد روحية للشر - وهؤلاء هم الملائكة الساقطين - نشطة في السماويات. فلا تشير بطرس الأولى 3: 19 إذاً إلى سقوط الشيطان بل إلى تمرد آخر لملائكة كانوا موجودين في " أَيَّامِ نُوحٍ" وقبل الطوفان. وانتهى الحال بهذه الارواح الساقطة في سجن وسنقرأ المزيد عن هذا الأمر في بطرس الثانية وفي يهوذا، ولكن فلنذهب أولاً إلى سفر التكوين 6، تماماً قبل الطوفان. سنجد هناك تفاصيل عن سقوط تلك الملائكة.
تكوين 6: 1- 8
"وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدً، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ». وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ."

حدث شيء ما عندما بدأ الناس يكثرون، وهو أن " أَبْنَاءَ اللهِ" رأوا بنات الناس فاتخذوا لأنفسهم نساء منهن. أنظر كيف تصنع الآية الأولى مقارنة بين الناس وبنات الناس وبين ابناء الله، إذ نقرأ " أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ". من كانوا ابناء الله هؤلاء؟ على الرغم من أن المؤمنين قد اعطوا السلطان في العهد الجديد ان يصيروا أولاد وبنات الله بالإيمان بالرب يسوع المسيح وبقيامته من الأموات، إلا أن هذا لم يكن متاحاً في العهد القديم. واستخدمت تلك الجملة " أَبْنَاءَ اللهِ" ثلاث مرات أخرى في العهد القديم بالإضافة إلى سفر التكوين 6، و تشير في كل الاحوال إلى كائنات ملائكية، دعونا ندرس كل تلك الحالات، وهي جميعاً من سفر أيوب.
أيوب 1: 6
"وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ."

ومرجع آخر شبيه بذلك في أيوب 2: 1
"وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ لِيَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ."

ومن الواضح أن بنوا الله الذين مثلوا أمام الرب كانوا ملائكة.
وكذلك أيوب 38: 6- 7 متحدثة عن الأرض:
"عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قَرَّتْ قَوَاعِدُهَا؟ أَوْ مَنْ وَضَعَ حَجَرَ زَاوِيَتِهَا، عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعًا، وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ؟"

ما تصفه أيوب 38: 7 يشير إلى خلق الارض عندما لم يكن هناك بشر عليها، ولكن بنو الله، أو الملائكة، كانوا حاضرين وهتفوا بفرح.
وباختصار، فالكائنات المذكورة في سفر التكوين 6: 1 لم تكن كائنات بشرية، وإلا ما كانوا قد وضعوا في مقارنة مع بنات الناس، فليس هناك شيء خاطيء في أن يتزاوج الناس وينجبون أبناء، ولكن، ليس هذا ما حدث في تكوين 6، بل ما حدث هو أن كائنات غير بشرية أو كائنات سماوية، أو ابناء الله - ليس أبناء الناس - رأوا بنات الناس ورغبن بهن وإضافة إلى ذلك، انجبوا منهن أبناء! وكما يقول لنا الكتاب المقدس في تكوين 6: 4، أن نتيجة هذا الاتحاد كانت هي وجود طغاة، أو جنس من الكائنات لم يخلقه الله ولم ينوي خلقه بل كان نتاج هذا الاتحاد غير الإلهي بين الملائكة والناس، وكان نوح حاضراً في تلك الأيام، كانت تلك هي " أَيَّامِ نُوحٍ" وإلى تلك الأيام تشير بطرس الأولى 3: 19.
ولدينا المزيد من المراجع عن نفس تلك الأحداث في العهد الجديد، فلننظر إليها بدء من بطرس الثانية 2: 4- 5، 9
بطرس الثانية 2: 4- 5، 9
"لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ، وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحًا ثَامِنًا كَارِزًا لِلْبِرِّ، إِذْ جَلَبَ طُوفَانًا عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ.... يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ، وَيَحْفَظَ الأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مُعَاقَبِينَ"

جملة "طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ" هي كلمة واحدة في اللغة اليونانية وهي الفعل “ταρταρόω ” (tartaroo) وهي تعني "طرحهم في تارتاروس"، وكما يقول "bullinger" أن كلمة "تارتاروس" هي كلمة يونانية لم تستخدم في اي مكان آخر أو على الإطلاق في السبعونية، ويصفها Homer بأنها كلمة تحت أرضية، وأن التارتاروس الذي يصفه Homer هو سجن الجبابرة أو الطغاة الذين تمردوا على زيوس" (الإنجيل المرافق، الملحق 131). وكما يشرح Vine أيضاً: أن الفعل "tartaroo" والمترجمة إلى " طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ" في بطرس الثانية 2: 4 تدل على الإرسال إلى تارتاروس، وهي ليست جهنم ولا هي الهاوية ولا الجحيم، بل هي المكان التي يذهب إليه تلك الملائكة التي كانت خطيئتهم المحددة هي المشار إليها في تلك الفقرة بأنهم سيسلمون " مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ" ووصفت هذه المنطقة بهاوية الظلمة" (قاموس فاين - Vine - ص 553). تُفهَم إذاً كلمة تارتاروس بأنها سجن، وفي هذا السجن حفظت الملائكة التي اخطات محروسين للقضاء كما تقول بطرس. إنهم في سجن الظلمة هذا محروسين ليوم القضاء. أنظر أن ما جاء بعد هذا الذي ذُكِر في بطرس الثانية هو نوح والإشارة إلى الطوفان. وهذا ليس من قبيل الصدفة إذ أن هذين الحدثين متصلين وتوقيت حدوثهما متقارب. ولكن، دعونا أيضاً نرى الدليل من يهوذا والذي يتحدث أيضاً عن نفس الموضوع:
يهوذا 6- 7
"وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ. كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيق مِثْلِهِمَا، وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ."

يتحدث يهوذا عن نفس التمرد الذي تحدث عنه بطرس وسفر التكوين. في وقت ما اثناء زمن نوح، ترك الملائكة " مَسْكَنَهُمْ" ومضوا وراء " جَسَدٍ آخَرَ"، وراء بنات الناس. وماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أنهم الآن محفوظين "إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ". هذا هو السجن، التارتاروس الذي يتحدث عنه بطرس في رسائله ، وتقول ترجمة الملك جيمس أنه لأجل هذه الأرواح والملائكة الساقطة أو الأرواح التي في السجن، ذهب يسوع وبشرهم. ترجم هذا في ترجمة الملك جيمس الحديثة بشكل افضل إلى "كرز". أما الآن، فالنص لا يخبر بما كرز به، ولكنني أتفق مع ما يقوله Vine في معجمه، عندما تحدث عن كلمة "kerusso" التي ترجمت في بطرس الأولى 3: 19 إلى "كرز":
"على الارجح أن بطرس الأولى 3: 19 لا تشير إلى البشارة بل إلى عمل المسيح بعد قيامته في الكرازة بنصرته إلى الكائنات السماوية" (Vine’s expository dictionary of New Testament words، صفحة 883، التاكيد مضاف).
نستخلص من ذلك إذاً، أنه حينما نقرأ في بطرس الأولى 3: 19 أن يسوع ذهب وبشر الارواح التي في السجن، لا ينبغي أن نفهم هذا بأنهم موتى يحيون في سجن بدون قيامة، وأن يسوع يذهب إليهم ليبشرهم بالإنجيل. ما تتحدث عنه كلمة الله في بطرس الأولى 3: 19 ليس عن موتى بل عن أرواح، أو كائنات سماوية موجودة في سجن في التارتاروس، محفوظين بقيود أبدية تحت الظلام، لماذا؟ بسبب ما فعلوه في أيام نوح إذ تركوا مسكنهم وزنوا ومضوا وراء "جَسَدٍ آخَرَ"، وراء بنات الناس.
المراجع
E. W. Bullinger: The Companion Bible, 1990, Kregel Publications, Grand Rapids, Michigan
 
قديم 29 - 09 - 2015, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 9424 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,097

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

داود وجليات

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الظهور العام الأول لداود بعد مسحه من قِبَل صموئيل معطى في صموئيل الأولى 17، ونقرأ هناك بدءاً من الآية 1:
صموئيل الأولى 17: 1- 10
"وَجَمَعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ لِلْحَرْبِ، فَاجْتَمَعُوا فِي سُوكُوهَ الَّتِي لِيَهُوذَا، وَنَزَلُوا بَيْنَ سُوكُوهَ وَعَزِيقَةَ فِي أَفَسِ دَمِّيمَ. وَاجْتَمَعَ شَاوُلُ وَرِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي وَادِي الْبُطْمِ، وَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وُقُوفًا عَلَى جَبَل مِنْ هُنَا، وَإِسْرَائِيلُ وُقُوفًا عَلَى جَبَل مِنْ هُنَاكَ، وَالْوَادِي بَيْنَهُمْ. فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اسْمُهُ جُلْيَاتُ، مِنْ جَتَّ، طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ، وَعَلَى رَأْسِهِ خُوذَةٌ مِنْ نُحَاسٍ، وَكَانَ لاَبِسًا دِرْعًا حَرْشَفِيًّا، وَوَزْنَ الْدِّرْعِ خَمْسَةُ آلاَفِ شَاقِلِ نُحَاسٍ، وَجُرْمُوقَا نُحَاسٍ عَلَى رِجْلَيْهِ، وَمِزْرَاقُ نُحَاسٍ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَقَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ، وَسِنَانُ رُمْحِهِ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلِ حَدِيدٍ، وَحَامِلُ التُّرْسِ كَانَ يَمْشِي قُدَّامَهُ. فَوَقَفَ وَنَادَى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تَخْرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ؟ أَمَا أَنَا الْفِلِسْطِينِيُّ، وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ لِشَاوُلَ؟ اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ رَجُلاً وَلْيَنْزِلْ إِلَيَّ. فَإِنْ قَدَرَ أَنْ يُحَارِبَنِي وَيَقْتُلَنِي نَصِيرُ لَكُمْ عَبِيدًا، وَإِنْ قَدَرْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ تَصِيرُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيدًا وَتَخْدِمُونَنَا». وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ: «أَنَا عَيَّرْتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هذَا الْيَوْمَ. أَعْطُونِي رَجُلاً فَنَتَحَارَبَ مَعًا»."

على الرغم من أن إسرائيل خاضت حروب كثيرة في الماضي مع الفلسطينيين، إلا أن تلك الحالة تبدو مختلفة، والسبب هو أنه عوضاً عن خوض قتال عادي، أحضر الفلسطينيون جليات، وهو رجل ثقيل مسلح صاحب قدرات جسدية فوق طبيعية والذي كان يهدد شعب إسرائيل طالباً رجلاً ليقاتله. ورد فعل إسرائيل لطلبه مذكور في الآية 11:
صموئيل الأولى 17: 11
"وَلَمَّا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيِّ هذَا ارْتَاعُوا وَخَافُوا جِدًّ."

رد الفعل هذا يخالف كثيراً وعد الله في الكتاب المقدس للمواقف المماثلة، فعلى سبيل المثال، تخبرنا لاويين 26: 3، 7- 8 ويشوع 23: 9- 11
لاويين 26: 3، 7- 8
"«إِذَا سَلَكْتُمْ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمْ بِهَا .... وَتَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. يَطْرُدُ خَمْسَةٌ مِنْكُمْ مِئَةً، وَمِئَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ رَبْوَةً"

وأيضاً تخبرنا يشوع 23: 9- 11
"قَدْ طَرَدَ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ شُعُوبًا عَظِيمَةً وَقَوِيَّةً، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ قُدَّامَكُمْ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُ أَلْفًا، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ كَمَا كَلَّمَكُمْ. فَاحْتَفِظُوا جِدًّا لأَنْفُسِكُمْ أَنْ تُحِبُّوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ."

كان وعد الله لهم هو أنهم لو ساروا معه، سيكون رجلاً واحداً منهم كافياً حتى يطرد ألفاً، و"َمِئَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ رَبْوَةً". إلا أن ما نراه هنا هو العكس تماماً: فلسطيني واحد يطرد شعب إسرائيل كله! ولحسن الحظ، فالقصة لا تنتهي هنا:
صموئيل الأولى 17: 12، 16- 23
"وَدَاوُدُ هُوَ ابْنُ ذلِكَ الرَّجُلِ الأَفْرَاتِيِّ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا الَّذِي اسْمُهُ يَسَّى وَلَهُ ثَمَانِيَةُ بَنِينَ. وَكَانَ الرَّجُلُ فِي أَيَّامِ شَاوُلَ قَدْ شَاخَ وَكَبِرَ بَيْنَ النَّاسِ.... وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّ يَتَقَدَّمُ وَيَقِفُ صَبَاحًا وَمَسَاءً أَرْبَعِينَ يَوْمًا. فَقَالَ يَسَّى لِدَاوُدَ ابْنِهِ: «خُذْ لإِخْوَتِكَ إِيفَةً مِنْ هذَا الْفَرِيكِ، وَهذِهِ الْعَشَرَ الْخُبْزَاتِ وَارْكُضْ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى إِخْوَتِكَ. وَهذِهِ الْعَشَرَ الْقِطْعَاتِ مِنَ الْجُبْنِ قَدِّمْهَا لِرَئِيسِ الأَلْفِ، وَافْتَقِدْ سَلاَمَةَ إِخْوَتِكَ وَخُذْ مِنْهُمْ عُرْبُونًا». وَكَانَ شَاوُلُ وَهُمْ وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي وَادِي الْبُطْمِ يُحَارِبُونَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَبَكَّرَ دَاوُدُ صَبَاحًا وَتَرَكَ الْغَنَمَ مَعَ حَارِسٍ، وَحَمَّلَ وَذَهَبَ كَمَا أَمَرَهُ يَسَّى، وَأَتَى إِلَى الْمِتْرَاسِ، وَالْجَيْشُ خَارِجٌ إِلَى الاصْطِفَافِ وَهَتَفُوا لِلْحَرْبِ. وَاصْطَفَّ إِسْرَائِيلُ وَالْفِلِسْطِينِيُّونَ صَفًّا مُقَابِلَ صَفّ. فَتَرَكَ دَاوُدُ الأَمْتِعَةَ الَّتِي مَعَهُ بِيَدِ حَافِظِ الأَمْتِعَةِ، وَرَكَضَ إِلَى الصَّفِّ وَأَتَى وَسَأَلَ عَنْ سَلاَمَةِ إِخْوَتِهِ. وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ إِذَا بِرَجُل مُبَارِزٍ اسْمُهُ جُلْيَاتُ الْفِلِسْطِينِيُّ مِنْ جَتَّ، صَاعِدٌ مِنْ صُفُوفِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ، فَسَمِعَ دَاوُدُ."

وصل داود إلى أرض المعركة للتو لرؤية اخوته، وهناك وفيما كان يكلمهم، رأى جليات مهدداً شعب إسرائيل مرة أخرى، وسمع كل منه وشعب إسرائيل ما قاله جليات، إلا أنهم لم يتصرفوا بنفس الطريقة، فتخبرنا الآية 24:
صموئيل الأولى 17: 24
"وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ لَمَّا رَأَوْا الرَّجُلَ هَرَبُوا مِنْهُ وَخَافُوا جِدًّ."

وكما هو واضح، استمر الناس في التصرف بخوف، فارتعدوا من جليات، ولكن هذا لم يكن صحيحاً بالنسبة لداود. فنقرأ في الآيات 25- 26
صموئيل الأولى 17: 25-26
"فَقَالَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ: «أَرَأَيْتُمْ هذَا الرَّجُلَ الصَّاعِدَ؟ لِيُعَيِّرَ إِسْرَائِيلَ هُوَ صَاعِدٌ! فَيَكُونُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي يَقْتُلُهُ يُغْنِيهِ الْمَلِكُ غِنًى جَزِيلاً، وَيُعْطِيهِ بِنْتَهُ، وَيَجْعَلُ بَيْتَ أَبِيهِ حُرًّا فِي إِسْرَائِيلَ». 26فَكَلَّمَ دَاوُدُ الرِّجَالَ الْوَاقِفِينَ مَعَهُ قَائِلاً: «مَاذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَقْتُلُ ذلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ، وَيُزِيلُ الْعَارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ؟ لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ؟»"

سمع كل من داود والشعب نفس الكلام، إلا أن رد فعل كل منهما كان مختلفاُ تماماً، ومن ثم، فبينما كان الشعب ينظر إلى المشكلة ويُقَيِّمونها حسبما رأوا وسمعوا، كان داود ينظر إلى كلمة الله ويُقَيِّم المشكلة حسب هذه الكلمة. ومن هنا، بينما كان الشعب يتسائل "من نحن مقارنة بجليات؟"، كان داود يتسائل "من هو جليات مقارنة بالله؟". فالأمر إذاً ليس هو ما نرى بل كيفية تقييمنا لما نرى. فهل نُقَيِّم الأمور مثل شعب إسرائيل أي باستخدام حواسنا الخمس حسب الحقيقة التي تبدو، أم سنقيمها مثل داود أي باستخدام كلمة الله، التي هي الحقيقة والمقياس؟ كانت لكلمات داود وقعاً كبيراً على الشعب حتى أنهم نقلوها لشاول والذي دعا داود فيما بعد:
صكوئيل الأولى 17: 31- 37
"وَسُمِعَ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ دَاوُدُ وَأَخْبَرُوا بِهِ أَمَامَ شَاوُلَ، فَاسْتَحْضَرَهُ. فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لاَ يَسْقُطْ قَلْبُ أَحَدٍ بِسَبَبِهِ. عَبْدُكَ يَذْهَبُ وَيُحَارِبُ هذَا الْفِلِسْطِينِيَّ». فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحَارِبَهُ لأَنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاهُ». فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى لأَبِيهِ غَنَمًا، فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَأَخَذَ شَاةً مِنَ الْقَطِيعِ، فَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ وَقَتَلْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ فِيهِ، وَلَمَّا قَامَ عَلَيَّ أَمْسَكْتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ. قَتَلَ عَبْدُكَ الأَسَدَ وَالدُّبَّ جَمِيعًا. وَهذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ يَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا، لأَنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ». وَقَالَ دَاوُدُ: «الرَّبُّ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ الأَسَدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ». فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «اذْهَبْ وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ»."

كما هو واضح، يوجد بين شاول وداود نفس الاختلاف في تقييم الوضع مثل هذا الاختلاف الذي رأيناه بين داود والشعب، ومن ثم، بالنسبة لشاول، لم يكن داود قادراً على محاربة جليات، ما هو السبب؟ السبب هو الحقائق المادية: فداود كان مجرد غلام، راعي، كيف يمكن أن يكون له إذاً أي فرصة ضد مثل هذا المحارب المحنك والمسلح مثل جليات؟
على الصعيد الآخر، لم يؤمن داود فقط بأنه قادر على محاربة جليات، بل كان أيضاً واثقاً من فوزه، ما السبب في ذلك؟ السبب في ذلك هو الله ووعود كلمته، كيف يمكن حقاً أن تكون لجليات أي فرصة للوقوف ضد الله وقوته؟
إذاً، كان لكل من شاول وداود أسبابه ليؤمنا بما آمنا به. فالأول كانت له أسباب مادية بينما كان للثاني أسباب روحية. فنظر الأول إلى الحقائق المادية (الأسلحة، الطول، الخبرة) بينما نظر الأخير إلى الأسباب الروحية (وعود كلمة الله). كان الأول يرتعد خوفاً بينما امتلأ الأخير قوة. تخبرنا الآيات التالية عن من منهم كان صائباً ومن منهم كان مخطئاً:
صموئيل الأولى 17: 40- 51
"وَأَخَذَ عَصَاهُ بِيَدِهِ، وَانْتَخَبَ لَهُ خَمْسَةَ حِجَارَةٍ مُلْسٍ مِنَ الْوَادِي وَجَعَلَهَا فِي كِنْفِ الرُّعَاةِ الَّذِي لَهُ، أَيْ فِي الْجِرَابِ، وَمِقْلاَعَهُ بِيَدِهِ وَتَقَدَّمَ نَحْوَ الْفِلِسْطِينِيِّ. وَذَهَبَ الْفِلِسْطِينِيُّ ذِاهِبًا وَاقْتَرَبَ إِلَى دَاوُدَ الْرَّجُلُ وَحَامِلُ التُّرْسِ أَمَامَهُ. وَلَمَّا نَظَرَ الْفِلِسْطِينِيُّ وَرَأَى دَاوُدَ اسْتَحْقَرَهُ لأَنَّهُ كَانَ غُلاَمًا وَأَشْقَرَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ. فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «أَلَعَلِّي أَنَا كَلْبٌ حَتَّى أَنَّكَ تَأْتِي إِلَيَّ بِعِصِيٍّ؟». وَلَعَنَ الْفِلِسْطِينِيُّ دَاوُدَ بِآلِهَتِهِ. وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «تَعَالَ إِلَيَّ فَأُعْطِيَ لَحْمَكَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ». فَقَالَ دَاوُدُ لِلْفِلِسْطِينِيِّ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ لإِسْرَائِيلَ. وَتَعْلَمُ هذِهِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ الرَّبُّ، لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَ». وَكَانَ لَمَّا قَامَ الْفِلِسْطِينِيُّ وَذَهَبَ وَتَقدَّمَ لِلِقَاءِ دَاودَ أَنَّ دَاوُدَ أَسْرَعَ وَرَكَضَ نَحْوَ الصَّفِّ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ. وَمَدَّ دَاوُدُ يَدَهُ إِلَى الْكِنْفِ وَأَخَذَ مِنْهُ حَجَرًا وَرَمَاهُ بِالْمِقْلاَعِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ فِي جِبْهَتِهِ، فَارْتَزَّ الْحَجَرُ فِي جِبْهَتِهِ، وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. وَلَمْ يَكُنْ سَيْفٌ بِيَدِ دَاوُدَ. 51فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا."

جليات، الفلسطيني الذي أرهب إسرائيل على مدار أربعين يوماً، هُزِم على يد ولد صغير والذي كان سلاحه المادي الوحيد هو ... مقلاع وخمس حجرات ملس، إلا أن داود لم يذهب ليحارب معتمداً على اسلحته المادية، فكما قال لعدوه في الآية 45: " أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ [أسلحة مادية]، وَأَنَ آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ"، أجل كان جليات محارباً مسلحاً، أجل كان قوياً، ولكن ماذا في ذلك؟ هل كان اقوى من رب الجنود؟ هل كان أشد بأساً منه؟ أنا لا أظن ذلك. السؤال إذاً ليس هو ما إذا كانت لدينا الوسائل المادية لمواجهة أي موقف، بل ما إذا كنا نثق في من له القوة والأسلحة لمواجهة أي موقف: إنه رب الجنود. هذا السلاح موجود بانتظارنا، وكان متاحاً لإسرائيل كل الأيام حتى أنهم ارتعدوا خوفاً، ومع ذلك، فبدلاً من الوثوق فيه، كانوا ينظرون إلى الخلاص من خلال "السَيْفٍ وَالرُمْحٍ"، وعندما لم يجدوه ارتعدوا خوفاً، كما تخبرنا أمثال 18: 10
أمثال 18: 10
"اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ."

حصننا المنيع هو الرب، فيه فقط نجد الأمان الحقيقي، سواء ذهبنا إليه مثلما فعل داود، أو ذهبنا إلى أي مكان آخر لنجد الأمان كما فعل شعب إسرائيل. كما تقول إرميا 17: 5- 8
إرميا 17: 5- 8
"«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ. وَيَكُونُ مِثْلَ الْعَرْعَرِ فِي الْبَادِيَةِ، وَلاَ يَرَى إِذَا جَاءَ الْخَيْرُ، بَلْ يَسْكُنُ الْحَرَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ، أَرْضًا سَبِخَةً وَغَيْرَ مَسْكُونَةٍ. مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ، فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ، وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا، وَلاَ تَرَى إِذَا جَاءَ الْحَرُّ، وَيَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ، وَفِي سَنَةِ الْقَحْطِ لاَ تَخَافُ، وَلاَ تَكُفُّ عَنِ الإِثْمَارِ."
 
قديم 29 - 09 - 2015, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 9425 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,097

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دروس من رد فعل داود في أثناء الهجوم على صِقْلَغَ


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سنركز انتباهنا اليوم على الإصحاح 30 من سفر صموئيل الأول، وكمقدمة، ذهب داود ورجاله إلى أَخِيشَ ملك الفلسطينيين لتفادي اضطهاد شاول والذي قبلهم وأعطاهم مدينة صِقْلَغَ. نجد الفلسطينيين في الإصحاح 29 جامعين كل جيوشهم معاً في يزرعيل لمحاربة إسرائيل وكانت هذه هي الحرب التي كلفت شاول ويوناثان حياتهما. ولكي يتفادى الفلسطينيون أي تدبير من قِبَل داود ورجاله، رفضوا وجودهم كجزء من الجيش وأرسلوهم إلى صِقْلَغَ، تخبرنا صموئيل الأولى 30: 1- 6 ما وجدوه هناك:
صموئيل الأولى 30: 1- 6
"وَلَمَّا جَاءَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى صِقْلَغَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، كَانَ الْعَمَالِقَةُ قَدْ غَزَوْا الْجَنُوبَ وَصِقْلَغَ، وَضَرَبُوا صِقْلَغَ وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ، وَسَبَوْا النِّسَاءَ اللَّوَاتِي فِيهَا. لَمْ يَقْتُلُوا أَحَدًا لاَ صَغِيرًا وَلاَ كَبِيرًا، بَلْ سَاقُوهُمْ وَمَضَوْا فِي طَرِيقِهِمْ. فَدَخَلَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ الْمَدِينَةَ وَإِذَا هِيَ مُحْرَقَةٌ بِالنَّارِ، وَنِسَاؤُهُمْ وَبَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ قَدْ سُبُوا. فَرَفَعَ دَاوُدُ وَالشَّعْبُ الَّذِينَ مَعَهُ أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا حَتَّى لَمْ تَبْقَ لَهُمْ قُوَّةٌ لِلْبُكَاءِ. وَسُبِيَتِ امْرَأَتَا دَاوُدَ: أَخِينُوعَمُ الْيَزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ امْرَأَةُ نَابَالَ الْكَرْمَلِيِّ. فَتَضَايَقَ دَاوُدُ جِدًّا لأَنَّ الشَّعْبَ قَالُوا بِرَجْمِهِ، لأَنَّ أَنْفُسَ جَمِيعِ الشَّعْبِ كَانَتْ مُرَّةً كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَتَشَدَّدَ بِالرَّبِّ إِلهِهِ."

قد يُنسَب الكثيرين منا إلى الموقف المذكور في صموئيل الأولى، نحن لا نسكن صِقْلَغَ ولا نعيش في عصر شاول وداود، ولكن قد يكون لدينا شيئاً مشتركاً مع داود ورجاله، من الممكن أن يكون العدو قد غزا أرضنا وقتما كنا بالخارج أو بينما كنا نائمين، ومن الممكن أن يكون قد سرق أشيائنا الثمينة، ومهما كان ذلك فقد يترجم هذا إلى خيبة أمل أو فقدان للثقة والطريق أو فقدان الرؤية والحماسة، صدقوني يا أخوتي لو لم يسرق الشيطان رجائك وحماستك فهو مهزوم، فهو لا يهدف إلى سرقة شيء منك بل يهدف إلى سرقة رجائك وحماستك، إلى سرقة قلبك، فهدف الشيطان هو قلبك ورجاؤك لأنه يعرف أن القلوب الحية هي فقط القلوب المفعمة بالرجاء. مشكلتنا ليست هي عدم رؤيتنا لله، فقد رأيناه، بل مشكلتنا هي في رؤية الشيطان أيضاً، المشكلة هي أننا توقعنا أن صِقْلَغَ خاصتنا (أو أياً كان ذلك) لن تسرق أبداً، كان لنا رجاء في أن الله سيحميها من الدمار بأي طريقة، ولكن قد تتغير الأمور، فد تحدث أشياء في حياتنا لم نكن نتوقعها أبداً فندرك فجأة أن الشر قد يصيب أيضاً الناس الصالحة، قد تُنتهك مدن الصالحين من قِبَل عدو أرواحنا، فاخترنا لمواجهة هذه السهام، أن نخدر قلوبنا حتى لا تشعر بالمزيد من الألم ثم نكمل فيما نسميه ب "طريق الإيمان". قد يكون طريقاً مليء بالخدمة والعمل، بدون وجود الحماسة والدفء اللذان يوجدان دائماً في علاقتنا بالله. كثيراً ما نشعر أننا بخير في هذا الوضع وننكر الاعتراف بأن هناك أشياءاً قد سرقت وتحتاج أن تُرَد، كثيراً ما نشعر بأننا بخير لمجرد أننا نحيا بدون رجاء وأحلام بدلاً من البحث مجدداً عن العلاقة الحية التي كانت لنا يوماً مع الرب، واكتشفت أن الله قد يتركنا في هذه المرحلة حتى نقرر أن نتغير، حتى نتوقف عن التفاهم مع الانهزام أو قبول وتخبئة الخسارة، بل أن نقرر استرجاع واسترداد كل ما سُرِق، ودعني أذكرك بأن ما سُرِق كان على الأغلب هو الرجاء والحماس، كان هو القلب. وباتخاذ هذا القرار، يصير الله قريباً جداً منا، فهو دائماً قريب، لكن العنصر المتغير ليس هو الله بل هو نحن بالأحرى. والرسالة اليوم ليست هي عدم وجود سرقة، فأنا لم أنوي إعطائك الخطوات العشر التي ستضمن لك أن الشيطان لن يقترب منك، فأنا لا أمتلكها! فطالما هناك سارق ستكون هناك سرقة! ولكننا قادرين على التغلب عليها. الرسالة اليوم هي أن نهجم حتى نسترد كل ما سرقه منا العدو: الحماسة، الإيمان، الرجاء، الفرح وغيرها. نقدر أن نبكي قدرما شئنا، نقدر أن نقول أن الحياة قاسية، إنها كذلك بالفعل! ولكن، كما فعل داود ورجاله، علينا أن نقرر، فإما أن نبكي الخسارة مخبئين على الأغلب إحباطنا بالتخدير واللا مبالاة والنشاط الديني أو أننا سنرفض التفاوض معها وسنتشجع في الرب كما فعل داود وسنقف لاستعادة كل شيء. إنه حقاً قرار غاية في الصعوبة، موت أو حياة روحية، فإما أننا سنحيا مجروحين روحياً أو منتصرين روحياً. ما أريد أن أؤكده اليوم هو أننا لو كنا مجروحين، فلن يشفى جرحك بقبول الهزيمة والخسارة ونسيان العلاقة الحية التي كانت لك مع الله بالفكر الخاطيء الذي يقول "يستحيل أن أصل إلى هذا الحد مرة اخرى"، ولكن ستشفى الجراح فقط لو توقفت عن البكاء وبدلاً من ذلك، أن تقف وتستعيد كل شيء، وأن ترجع مرة أخرى على الأقل إلى حيثما كنت! فالله لم يتغير يا أخي، فهو الله ذاته الذي قابلته أولاً، قد نجرح، ولكننا لن نجد الشفاء في الاستسلام بل في "التشجع في الرب" وفي الوقوف لاستعادة كل شيء، وليس بالأعمال الدينية التي يستخدمها الكثيرين لتغطية فراغ علاقتهم الحقيقية بالله. هل تريد أن تعرف مستوى علاقتك بالله؟ فلا تنظر إلى أنشطتك! لأنها ستظهر لك نتائج مشتتة! بل تخيل نفسك بدون أي أنشطة، فهل ستقدر أن تعيش مع الله بدون أي منها أم أن إيمانك تصونه تلك الأنشطة؟ هل علاقتك مع الله على الأقل حية مثلما كانت عندما آمنت أولاً؟ ومرة أخرى امتنع عن استخدام الأعمال والمنطق لتخبئة الحقيقة! فإنك تحتاج هذه الحقيقة! يخبرنا بولس بأنه ينبغي لنا أن نختبر أنفسنا إن كنا في الإيمان! فليس عليك أن تبكي أي شيء خسرته بل عليك أن تقف وتتشجع في الرب، قف وستسترد كل شيء، وهذا ما اختار داود أن يفعله:
صموئيل الأولى 30: 6- 8، 18
"فَتَضَايَقَ دَاوُدُ جِدًّا لأَنَّ الشَّعْبَ قَالُوا بِرَجْمِهِ، لأَنَّ أَنْفُسَ جَمِيعِ الشَّعْبِ كَانَتْ مُرَّةً كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَتَشَدَّدَ بِالرَّبِّ إِلهِهِ. ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ ابْنِ أَخِيمَالِكَ: «قَدِّمْ إِلَيَّ الأَفُودَ». فَقَدَّمَ أَبِيَاثَارُ الأَفُودَ إِلَى دَاوُدَ. فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ قَائِلاً: «إِذَا لَحِقْتُ هؤُلاَءِ الْغُزَاةَ فَهَلْ أُدْرِكُهُمْ؟» فَقَالَ لَهُ: «الْحَقْهُمْ فَإِنَّكَ تُدْرِكُ وَتُنْقِذُ».... وَاسْتَخْلَصَ دَاوُدُ كُلَّ مَا أَخَذَهُ عَمَالِيقُ"

كان الشعب يبكي، وكذلك كان داود أيضاً ، لا أحد يشعر بالفرح مع الألم، فالألم هو ألم وقد يجلب البكاء، ومع ذلك، فبعد الصدمة الأولى كان هناك ردان فعل، استمر الآخرون جميعاً في البكاء وتحركوا بغضب ضد داود (وبالمثل، الكثيرين كونهم غاضبين لأجل آلامهم، يلتقطون الحجارة ويقذفون بها الحكومة أو الكهنوت أو الناس أو الله وكل شخص اعتبروه مسؤولاً عن ما سُرِق) ولكن داود تشجع في الرب وسأله عما يفعل، فعاهده الرب بأنه لو لحق العماليق سيستعيد كل شيء.
ولتلخيص ما حدث في صِقْلَغَ:
على الرغم من وجود السرقة، كانت هناك طريقة لاسترجاع كل شيء.
الله لم يمنع السرقة.
وأيضاً، الله لم يقل لداود عن ما يفعل قبل توقفه عن البكاء ورجوعه له ليسأله.
نحن نقضي أيامنا، شهورنا وحتى سنيننا نتسائل "لماذا يا الله؟"، ولكن عندما يصير هذا السؤال أبعد عن كونه تعبيراً حقيقياً عن القلب كما فعل أيوب فلن يؤدي إلى شيء. جوابي الشخصي عن إخفاقات الحياه هو أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله (رومية 8: 28)! كله، تلك التي نظنها شراً وتلك التي نظنها خيراً، فحياتك ليست في يد الشيطان بل في يد الله. حتى وإن كان الشيطان قد جرحك، فهناك طريقة للشفاء! فالسؤال إذاً أيها الاخوة ليس هو "لماذا يا الله"؟ السؤال المهم هو ما إذا كنت ستقف وتتشجع في الرب غير قابل الخسارة وغير قابل أي شيء في علاقتك مع الله أقل مما اعتدت عليه على أدنى تقدير، إن فعلت هذا أي إذا وقفت، فأنا أعلم 100% ما سيحدث، فسوف تستعيد كل شيء. هذا ما حدث أيضاً مع داود ورجاله، فالله لم يتغير، تذكر الأوقات السعيدة التي كانت لك معه قبل غزو صِقْلَغَ، فهو كما هو، من الممكن أن تكون لك معه نفس العلاقة، والآن فهي ليست مسألة إنقاذ نهائي، فالإنقاذ يمكن أن يكون فورياً لو أنك فقط اتخذت القرار بألا تتهاون وأنك لن تقدر أن تعيش أكثر من ذلك مع أمل وإيمان وحماسة أقل مما اعتدت عليه أن يكون، فسينقلب الوضع رأساً على عقب تماماً في تلك اللحظة. غيَّر داود ورجاله هذا الموقف تماماً في اللحظة التي قرروا فيها عدم قبول صِقْلَغَ المنتهكة والعدو قد سرق عائلاتهم وأشيائهم ورجاؤهم وأحلامهم وحماستهم، ولكنهم أرادوا صِقْلَغَ كما كانت، أرادوا قلباً بالرجاء والإيمان والحماسة التي كانت يوماً له. وبالضبط في تلك اللحظة، خسر العدو المعركة، لأنه في تلك اللحظة توقفوا عن البكاء وبدأوا الحرب، وبالحرب استردوا كل شيء!
 
قديم 29 - 09 - 2015, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 9426 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,097

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تجرأ فـي الـرب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كنت مؤخرا في بلد مسلم يعيش فيه أقلية مسيحية، فحيثما ذهبت، يمكنك أن ترى القرآن معروضاً. كذلك وعلى مدار أسبوعين في مكان إقامتي لم أرى امرأة واحدة بل كان جميع العاملين من الرجال، وفي المساء أيضا يمكنك سماع صوت المؤذن يناجي ربه. على كل حال لقد وجدت مجتمع لا يصلح لعيش المسيحيين، ومن ثم هناك قمع لهم، لذلك كنت أتسائل كيف يدبر المسيحيين معيشتهم في مثل هذا المجتمع. بعد قليل كنت بحاجة لزيارة الصيدلية، وبعد البحث، وجدت واحدة. وعند دخولي رأيت من خلال الشرفة الرئيسية كتابا سميكا لونه أسود موضوعاً على مكتب صاحب الصيدلية، وكان هذا الكتاب أكثر سمكا من القرآن الذي رأيته سابقاً في أماكن عدة، لاحظت أيضاً أن الرجل صاحب الصيدلية كان ودودا للغايةظن لذلك كنت أميل بطريقة أو بأخرى إلى الاعتقاد بأن هذا الكتاب هو الكتاب المقدس. لكن هل يمكن أن يكون كذلك؟ فالكتاب معروض في أجلى مكان وبالتأكيد يأتي الكثير من المسلمين لهذه الصيدلية! ولم تكن لدي الجرأة لأسأل صاحب الصيدلية عن ذلك، لكنه بادرني بالسؤال إن كنت يونانياً لأنني بدوت كذلك من لهجتي، أخبرني أنه ذهب يوماً لكنيسة الروم الأرثوذكس، وكان واضح أنه مسيحي، ثم سألته عن الكتاب الموضوع على مكتبه والمتاح رؤيته لأي أحد، فهو ليس مخفيا خلف الأوراق وليس موضوعاً على رف في مكان ما، ولا في خزانة، لكنه في المكانة الأولى. بالطبع كان هو الكتاب المقدس! فتأثرت كثيراً. في أثناء الدقائق القليلة التي قضيتها هناك، دخل اثنين من المسلمين لشراء الدواء، وبالتالي لك أن تتخيل كم شخص شاهد الكتاب المقدس، وهل سيأتون ثانية لشراء الدواء من هذه الصيدلية المسيحية؟ أنا لا أعرف، لكني عجبت جداً، فعلى الرغم من أن مثل هذا المجتمع غير مناسب للمسيحيين إلا أن أخونا هذا كان شجاعا ليفعل ما لا يفعله الكثيرون الذين لا يعانون الاضطهاد: أن يضعوا كلمة الله في معرض عام. في اليوم التالي الذي ذهبت فيه هناك، وجدت شخصاً آخر فسألته إن كان مسيحياً، فأراني ذراعه على الفور فرأيت علامة الصليب عليه، تخيل معي أنك تعطي يدك للمصافعة فتدع كل شخص يرى أنك مسيحي. للأسف نحن نعيش في مجتمع يرفض الناس فيه الوقوف من أجل الحق ونشره بسبب خوفهم من إزعاج أحد! ولكن أخونا لم يكن يخشى أحد! المسيحيون الأولون الذين كانوا يكرزون ببشارة الإنجيل لم يبالوا بأن يكونوا "مزعجين". فإنهم كانوا يفعلون فقط ما علموا أن ربهم كلفهم به: المناداة بالكلمة، كما قال الرب:
لوقا 8: 16
"وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ، بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ، لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ."

نحن نمتلك كنزا، نمتلك نوراً، فهل يعقل أن نخفيه؟ هل يهمنا ما يقول الناس عنا؟ إذا قالوا أننا أغبياء أو غريبين أو مجانين .. إلخ وما المشكلة؟ أنظر ما قاله الرب:
متى 5: 11-16
"طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ. أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ."

دع هذه الكلمات تدخل قلبك وفكر ملياً: هل تعيش من أجل مدح الآخرين وتخاف مما يمكن أن يقولوه عنك؟ وهل سيكون هؤلاء الناس هناك عند مجئ يسوع؟ أنا لا أعرف شئياً عنهم ولكن، إن حفظت إيمانك فستكون أنت هناك. نحن لا نريد أن نقول "كنت خائفا"، فإخواننا في ذاك البلد المسلم لن يقولوا هذا، على المستوى الشخصي وبعد رؤيتي لذلك، أخذت كتابي المقدس ووضعته أيضاً في المكانة الأولى على مكتبي في العمل، ليراه الجميع. فكل ما يخصني وكل ما يخصنا جميعا متصلا بنسبة 100% بكلمة الرب، فلماذا نخفيها؟
 
قديم 30 - 09 - 2015, 05:58 PM   رقم المشاركة : ( 9427 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,097

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كن غيوراَ ولا تكن فاتراً

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كان اليوم مهماً جداً بالنسبة لي، إذ عانيت على مدار سنين من قصر النظر، قال لي طبيب العيون قبل بضع سنين "فقط العين اليمنى ... 1.75، تستطيع الحصول على عدسة لو أردت ذلك". أستطيع أن أعمل، أن أقود وأن أعمل أي شيء اعتدت عمله ولكن شيئاً لم يكن بنفس الوضوح الذي كان عليه، ولكن مع مرور السنين، تنسى كيف كانت على أية حال، فتعيش في عالم ابهت من الطبيعي، فما تراه يصير اقل وضوحاً وتتعود على فكرة أن هذا طبيعي، ولكنني كنت أعلم أنه لم يكن طبيعي. وأنا أعلم على الرغم من قِصَر نظري أني أقدر على العيش كذلك وأن الأمر لم يكن ملحاً لعلاجه وقلت لنفسي "سأعالجه عندما يسنح الوقت لذلك". بالطبع لم يكن لدي الوقت لأن أبداً لم أصنع الوقت أو لأني بدلاً من إيجاد الوقت كنت أصنع أعذاراً، فظل قصر النظر موجوداً، ولكن هذا السبت فكرت وقلت "ولم لا؟" ... قال لي أحد أصدقائي أنه في المانيا، في محال النظارات يفحصون عينيك بالمجان ويعطونك العدسات أو النظارات اللازمة. لقد حاولت قبلاً ولكن ما من موظف في المتجر استطاع التحدث بالانجليزية وبما أني لا أتحدث الألمانية فلم يحدث شيئاً، أما الآن، استطيع بلغتي الألمانية الضئيلة أن أفعل ذلك. وذهبت إلى هناك فارسلوني إلى الطابق الأول حيث توجد موظفة كانت ستقيس قصر نظري وستخبرني بما أفعل، فجلست خارجاً منتظراً على الأريكة ... كان معها موعداً آخر. وأثناء انتظاري فكرت "ماذا أفعل هنا عصر يوم السبت؟ فلنطرح فكرة العدسات جانباً ونذهب إلى السوق، إنه السبت!" ولكنني شعرت ذلك الوقت أني أود البقاء. وحان دوري وقاست الموظفة قصر نظري وأصبح الآن 2.25 وحجزنا موعداً لليوم الساعة 16:40 للحصول على العدسات. وكنت هناك في الموعد وبدأنا ... فشرعت أولاً في وضع العدسات بعيني ثم علي أن أضعها بنفسي. وقبل عمل ذلك سألتها أن تعطيني دقيقة لأنظر فيها إلى العالم خارجاً بدون العدسات حتى أرى ما إذا كان هناك أي اختلاف، فنظرت خارجاً لبضع ثوان ثم بدأت. قاومت عيني في أول الأمر رؤية إصبعها موجهاً إليها ولكنها نجحت في النهاية، ثم استدرت ونظرت خارجاً، يا إلهي! كل هذا العالم الذي كان معتماً صار الآن واضحاً جداً، كل شيء بدا وكأنه حياً. العلامات التي لم أكن استطع قراءتها، استطيع قراءتها الآن!! فقلت لها "إنها جيدة! لقد أعجبتني!"، فقالت لي "حان الوقت الآن لتضعها بنفسك"، وبعد أن حاولت لبضع دقائق، فعلتها، ثم دفعت حسابي وانصرفت. كان أول شيء رأيته هي ناطحات سحاب فرانكفورت في وسط المدينة، لقد رأيتهم من قبل مئات المرات ولكنها كانت المرة الأولى التي أراهم فيها بهذا الوضوح! الأضواء التي فيها، المباني المحيطة والناس؛ بدا كل شيء واضحاً للغاية، كيف فقدت هذا على مدار السنوات السابقة؟ أنا أعلم كيف ... لأنني بدلاً من أن يكون لدي ما خططه الله لأجل عينيَّ وهو أن أرى بوضوح، فضلت أن أجد تسوية - لأن هذا هو حقاً - لأجل العيش، فهذا يصير على النحو التالي: "بما أنني على قيد الحياة، بما أنني حي وبما أنني أرى قليلاً، إذاً فلا بأس بذلك". التسوية لأجل الحياة لا تهتم بما إذا كنت بالفعل تحيا في الخير وفي الحياة التي رسمها الله لك، ولكنها تقول بدلاً من ذلك: "استمر ... استمر في الطريق .. عش .. حاول أن تنجح بطريقة أو بأخرى ... ستجعل الأشياء ممتازة لاحقاً".
وتلك هي الطريقة التي نفكر بها في الكثير من الأحيان بخصوص إبصارنا الروحي أيضاً. ومثل الإبصار الجسدي كذلك أيضاً الإبصار الروحي قد يعاني من قصر النظر، وهذا لا يحدث على الفور، بل إنها عملية طويلة، فأنا لم استيقظ يوماً لأجد أنني مصاباً بقصر النظر، بل استغرق الأمر سنوات، كذلك أيضاً قصر نظر الإبصار الروحي، فهو لم يحدث على الفور، بل تطور. تسوية هنا وتسوية هناك فيصير كما هو مذكور في كورنثوس الأولى 5: 6 " خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ". وفجأة تجد نفسك أمام تحد كان من الممكن أن تواجهه بسهولة قبل سنين ولكنك خائف الآن. يبدو أن إيمانك ليس كافياً حتى يعبر بك خلال هذا! أو أنك تقارن علاقتك التي كانت لك بالرب بتلك التي لك الآن وتجد أن هناك شيئاً مفقوداً، أنت لم تعد حياً مثلما كنت! تستطيع أن ترى الأشياء القصيرة المدى، البركات، عملك، منزلك، إلخ ولكن الأشياء بعيدة المدى، تلك التي تتعلق بالملكوت، فأنت تراها معتمة بطريقة أو بأخرى، إنها تبدو معتمة بالنسبة لك لأنك تعاني من قصر النظر الروحي، وأول شيء عليك فعله هو أن تميزها. كنت أعاني قصر النظر قبل فترة طويلة من اكتشافي له، اكتشفته بالصدفة في الجيش عندما كنت يوما في تدريب رماية وكان علي أن أطلق النار تجاه هدف على بعد 400 متر وكنت بالكاد أراه، ولكن قصر النظر لم يبدأ في ذاك الوقت حيث كان موجوداً قبل وقتاً طويلاً. كنت أعلم أن هناك شيء خاطيء بعيني ... لم أستطع الرؤية مثلما اعتدت أن أرى في العشرينات من عمري، إذاً فقد كان هناك شيء خاطيء، ولكن عندما كان علي أن القي النار واستطعت بالكاد أن أرى الهدف، حينئذ فهمت. وكذلك أيضاً بالنسبة لقصر النظر الروحي، قد يكون موجوداً، فتكون على علم بأن هناك شيء خاطيء ولا تقدر أن تحدده ولكن حقاً هناك شيء لم يعد صالحاً كما اعتاد أن يكون في علاقتك مع الله، ليست هي الرفقة الحية التي اعتادت أن تكون، ثم في يوم ما أو في فترة ما بدأ الرب يكشف لك أن هناك شيء خاطيء بعيني قلبك. لا يستطيع القلب أن يرى بقدر ما اعتاد أن يرى. قد تذهب يوماً إلى حيث يكون العديد من المؤمنين، في أمسية تعبد على سبيل المثال وتتعجب كيف يقفزون ويرنمون ويتحمسون وفي نفس الوقت، تتعجب لماذا لم تعد مثلهم الآن على الرغم من أنك كنت كذلك فيما مضى، أنت أفتر الآن، فلا تقدر أن ترى بقدر ما يرون أو بقدر ما اعتدت أنت أن ترى. أنت تعاني من قصر النظر وعليك أن تميزه أولاً! ثم، ومثل قصر النظر العضوي، أمامك طريقتين للتعامل معه، أولهما هو قبول حل وسط للحياة، ووفقاً لهذا .. "أنا لا أحتاج لعمل أي شيء، لا أحتاج إلى التغيير، أنا أعلم أني أعمل بشكل أفضل ولكن لا بأس، سأنجح، سأحيا، فأنا لازلت أعمل أشياء لله، فأنا أذهب للكنيسة وأصلي على الرغم من كونها جافة جداً وأقل كثيراً من ذي قبل". فأنت تقبل الحل الوسط وتحيا كذلك، غير مهتم إن كانت الحياة التي تحياها أقل من تلك التي عيَّنَها الله لك أو أقل من تلك التي اختبرتها أنت نفسك مع الله. وتستمر.. وتفعل .. مثل الجميع ... مثل العالم! تقبل بالحل الوسط. أنت [أتمنى أن لا يعثر أحد مع هذه ال "أنت" ولكني أتمنى أيضاً أن نختبر جميعاً أنفسنا!] فاتر! وإليك يقول الرب:
رؤيا 3: 14 - 19
"وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ:«هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِدًا أَوْ حَارًّا! هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ. إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ."

انظر، الرب لم يقل "أنت جيد، تستطيع أن تبقى كذلك، أنت فاتر ولكن لا بأس، استمر"، ولكنه قال "فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ!"، فأن تكون فاتراً هي خطية نحتاج أن نتوب عنها! فهي ليست حالة مقبولة من قِبَل الرب! الحالة الوحيدة المقبولة هي أن تكون غيوراً! هكذا يريدك أن تكون، إنه يريدك أن تكون ساخناً جداً لأجله! فالقبول بحل وسط لأجل العيش هو خطية! فإن كنت في الكنيسة اللاوديكية، وأنا أعلم الكثيرين منا فيها، فالطريقة الصحيحة ليست هي أن تستمر فيها، بل أن ترجع، وأنا ... عندي لك بشارة؛ يسوع معه دهن العين، العدسة التي تحتاجها عينيك، يسوع معه الكسوة التي يحتاجها جسدك، يسوع معه الذهب المصفى بالنار ليجعلك ويجعل قلبك غنياً. فيسوع هو الطريق والحق والحياة. هو معه كل ما تحتاج لترجع للحياة، ولكنك بحاجة للرجوع، بحاجة لان تركع وتتب، "فالبقاء" كذبة، هو في الحقيقة موت، فقط بالتوبة والرجوع سترى مرة أخرى وستحيا مرة أخرى بالحياة الوافرة، حياة القلب التي جاء بها يسوع إليك (يوحنا 10: 10).
رؤيا 3: 20- 22
"هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ. مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ»."
 
قديم 30 - 09 - 2015, 05:59 PM   رقم المشاركة : ( 9428 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,097

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دانيال 11: 35

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



دانيال 11: 35
"وَبَعْضُ الْفَاهِمِينَ يَعْثُرُونَ امْتِحَانًا لَهُمْ لِلتَّطْهِيرِ وَلِلتَّبْيِيضِ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. لأَنَّهُ بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ."

وفقاً لهذه الفقرة - وعلى الرغم من كونها في سياق تنبؤي، إلا أنها تأتي في إطار مبدأ قابل للتطبيق بشكل عام (أنظر الفقرات الأخرى) - فحتى الفاهمين يعثرون والهدف هو امتحانهم وتطهيرهم وتبييضهم، كما تخبرنا إشعياء 48: 10
إشعياء 48: 10
"هأَنَذَا قَدْ نَقَّيْتُكَ وَلَيْسَ بِفِضَّةٍ. اخْتَرْتُكَ فِي كُورِ الْمَشَقَّةِ."

كان الكور هو المكان الذي يضعون فيه مثل هذه المعادن النفيسة كالذهب والفضة، ثم من خلال درجة حرارة مرتفعة جداً، تُنَقَّى وتتطهر من أي شوائب. وبالمثل، فكور المشقة هو المكان الذي يضع فيه الرب شعبه الثمين، لينقيهم ويطهرهم ويزيل منهم أي شوائب.
كما يعترف داود قائلاٍ:
مزمور 119: 67، 71
"قَبْلَ أَنْ أُذَلَّلَ أَنَا ضَلَلْتُ، أَمَّا الآنَ فَحَفِظْتُ قَوْلَكَ... خَيْرٌ لِي أَنِّي تَذَلَّلْتُ لِكَيْ أَتَعَلَّمَ فَرَائِضَكَ."

هؤلاء الذين يدخلون كور المشقة هم هؤلاء الذين أ) يحبهم الرب (أنظر أيضاً عبرانيين 12: 6)، ويعتبرهم ثمينين ولكن ب) بهم شوائب وضلوا. وبالتأكيد، الكور يعني درجة حرارة مرتفعة جداً، وكما تخبرنا عبرانيين 12: 11 : "كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ". هؤلاء الذين يخرجون من الكور صاروا بيض، نظيفين أنقياء يحفظون شرائع الرب، ليس فقط في رؤوسهم بل في قلوبهم أيضاً.
ومع ذلك، فلا نظن أن الله يفرح بالضيقات، وبكل ما قد تعنيه. كما تخبرنا مراثي أرميا 3: 33
مراثي أرميا 3: 33
"لأَنَّهُ لاَ يُذِلُّ مِنْ قَلْبِهِ، وَلاَ يُحْزِنُ بَنِي الإِنْسَانِ."

عندما يكون لديك طفل فأنت لا تسر بالتفكير في إمكانية تمريره بالتأديب، الرب أيضاً كذلك، فهو "لاَ يُذِلُّ مِنْ قَلْبِهِ"، فهذا شيء عندما يفعله يكون فقط لأنه مضطر إلى فعله وليس لأنه يحب ذلك. يدخل كور المشقة فقط هؤلاء المحتاجين للتنقية وفقط "لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ." (عبرانيين 12: 10)
 
قديم 30 - 09 - 2015, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 9429 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,097

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الذئاب والخراف في كنيسة الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نجد بولس في أعمال الرسل مسافراً إلى أورشليم، وكانت تلك هي رحلته الأخيرة إلى الأماكن التي كرز فيها بالكلمة وصنع تلاميذاً للمسيح، وبالوصول إلى أفسس، أرسل إليهم واستدعى قسوس الكنيسة:
أعمال الرسل 20: 17
"وَمِنْ مِيلِيتُسَ أَرْسَلَ إِلَى أَفَسُسَ وَاسْتَدْعَى قُسُوسَ الْكَنِيسَةِ."

كان هؤلاء الناس قسوس، أي قدماء في الإيمان، مراقبون - كما توضح الآيات التالية - أقامهم الروح القدس ليرعوا كنيسة الله. وفي مقابلته معهم، يستمر بولس في تحذيراته بعد تذكيرهم بالطريق الذي سار فيه بينما كان هناك عندهم، فيقول:
أعمال الرسل 20: 28- 31
"اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. لأَنِّي أَعْلَمُ هذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. لِذلِكَ اسْهَرُوا، مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلاً وَنَهَارًا، لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ."

حقيقة كون هؤلاء الناس الذين كان يقابلهم بولس مراقبون أقيموا من قِبَل الروح القدس لرعاية كنيسة الله، لا يعني أنهم كانوا مستبعدين من ذلك التحذير؛ فمن ضمن هؤلاء الناس، والذين كانوا يرعون الكنيسة حتى ذلك الوقت، كان هناك بعضهم الذين يوماً ما بدلاً من قيادة التلاميذ خلف المسيح، كما اعتادوا أن يفعلوا، بدأوا في قيادتهم خلف أنفسهم. هذا إنذار واضح جداً، فقد يبدأ الكهنوت، وقد يوضع خادم الله من قِبَله في هذا الكهنوت؛ قد يقيمه الرب ذاته ليكون شيخاً، إلا أن ما بدأ جيدأً لا يعني بالضرورة أنه سينتهي جيداً، فسيخدم البعض كما ينبغي لهم، إلا أن البعض الآخر لن يفعل ذلك. على الرغم من أن الله قد وضعهم في سير الكهنوت، معطياً إياهم عطايا لخدمة شعبه، إلا أنهم يتحولون في النهاية إلى استخدام هذه العطايا لجعل التلاميذ يتبعونهم بدلاً من اتباع المسيح. أخي، لو كنت تخدم شعب الله، احرص على إرجاع الناس إلى المسيح وليس إليك. احرص على أن يكون من توجه الناس إليه هو المسيح وليس أنت.
"مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ "

شيوخ الكنيسة الذين قد ضلوا، والذين يتحدث عنهم بولس، وضعوا في نفس الفئة مع الذئاب والذين بعد رحيل بولس سيأتون في وسطهم غير مشفقين على القطيع. والاختلاف بين الحمل والذئب في كنيسة الله ليس اختلافاً ظاهرياً، فمن جهة المظهر الخارجي قد يبدوا مثل الحملان، بل إن الفرق هو في الثمار التي يعطيها كل منهما، كما قال الرب:
متى 7: 15 - 23
"«اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!"

من المثير للانتباه أن يتحدث الرب عن هؤلاء الذين لن يدخلوا ملكوت السماوات مباشرة بعد إشارته إلى الأنبياء الكذبة وكيف يمكن لنا أن نميزهم، فالأنبياء الكذبة أيضاً سيقولون "يَارَبُّ، يَارَبُّ" وسيصنعون معجزات كثيرة باسم المسيح وسيتنبأون، إلا أن هذا لا يجعلهم تلاميذاً حقيقيين أصيلين، ليست الكلمات أو القوات أو النبؤات هي ما تميز بين الأصيل وغير الأصيل، أو بين الذئب والحمل، بل إنها الثمار التي يعطيها الإنسان، ونتحدث هنا عن الثمار الموجودة في غلاطية 5:
غلاطية 5: 19- 21
"وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ."

قد يقول أحد أنه يعرف الرب، قد يكون قد فعل القوات باسمه وقد يكون تنبأ باسم المسيح، ومع ذلك، فهل تجعله تلك الأشياء حملاً حقيقياً أو تعطيه مدخلاً لملكوت الله لو كانت ثماره هي ثمار الفقرة السابقة؟ حسناً، فكما قال الرب وكما يكرر بولس كذلك: الجواب هو كلا! وكما يقول يعقوب أيضاً:
يعقوب 2: 14- 18
"مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ:«امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ:«أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي."

الكثير من الأخوة تحيروا من الفقرة السابقة، وخصوصاً من الجملة القائلة "هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟" والتي حيرت الكثيرين. إلا أن الفقرة لا تتحدث عن الإيمان الحقيقي، بل عن الإيمان الذي يقول الشخص أنه له. فهي تقول " إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا"، الإيمان الموجود فقط بالكلمات لا يُخَلِّص.
رومية 10: 9- 10 لا تقول "أنك لو اعترفت بفمك بالرب يسوع تخلص"، ولكنها تقول:
رومية 10: 9- 10
"لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ."

"الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ". يكون الاعتراف حقيقي عندما يتوافق القلب معه، فعندما يكون هناك إيمان في القلب، سيكون هناك الثمار المماثلة أيضاً. "كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً". من المستحيل أن يكون لك إيمان ولا يكون لك الثمار المماثلة.
من حيث الشكل، كل من الذئب والحمل يشبهان بعضهما، كلاهما يبدوان مثل الحمل، إلا أن الثمار هي ما تصنع الفرق، فبينما يصنع الذئب ثماراً مماثلة لغلاطية 5: 19- 21، تصنع الحملان ثماراً مماثلة لغلاطية 5: 22 - 23:
غلاطية 5: 22- 23
"وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ."

دعونا إذاً ننتبه لأنفسنا (أعمال الرسل 20: 28)، فلنختبر أنفسنا ما إذا كنا في الإيمان أو لا (كورنثوس الثانية 13: 5). ما نوع الثمار التي تخرج من قلوبنا؟ وفقاً لغلاطية 5: 19- 21 أو غلاطية 5: 22- 23. لا فائدة من قول "يَارَبُّ، يَارَبُّ" وصنع الجمل الرنانة بينما تبقى قلوبنا غير صالحة، لا يوجد سبب من تمجيد الرب بشفاهنا وقلوبنا بعيدة عنه.
إشعياء 29: 13
"فَقَالَ السَّيِّدُ: «لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي"

وصموئيل الأولى 16: 7
"فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ»."

إنه القلب هو ما يهتم به الرب، فليكن نظيفاً إذاً، بيتاً نظيفاً للرب مليء بالإيمان والثمار الجيدة.
 
قديم 30 - 09 - 2015, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 9430 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,097

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل ضحى يفتاح بابنته بالفعل؟ تحليل لقضاة 11: 31


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عرفنا يفتاح بنفس اللقب مثل جدعون، إذ دُعِي " جَبَّارَ بَأْسٍ" (قضاة 11: 1). ومرة أخرى، نحن لا ندرس تاريخه كرجل بل ندرس إيمانه والذي كان من الله.
لقد كان إنسان يخاف يهوة، وكان ينادي يهوة ليشهد في بداية كلامه؛ وذهب فيما بعد و"تَكَلَّمَ يَفْتَاحُ بِجَمِيعِ كَلاَمِهِ أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ" (الآية 11)
وتُظهِر رسالته إلى ملك بني عمون (الآيات 14- 27) أنه كان على دراية تامة بتاريخ شعب الله كما هو مسجل "بأسفار الشريعة". لابد وانه درسه عن كثب ولهدف ما؛ فهو لم يعرف فقط الأحداث التاريخية كحقائق، بل أدركها أيضاً إذ أُمِر بذلك من قِبَل يهوة.
كان يُرجِع كل شيء إلى يهوة، فكان هو من "دَفَعَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ سِيحُونَ وَكُلَّ شَعْبِهِ لِيَدِ إِسْرَائِيلَ" (الآية 21). لقد كان يهوة هو من طرد الأموريين من أمام شعبه (الآية 23). ما يملكه يفتاح وإسرائيل الآن كان هو ما منحهم الله إياه (الآية 24)، وددعى يهوة القاضي، ليقضي بين بني إسرائيل وبني عمون (الآية 27).
سمع يفتاح كلمات يهوة كما هو مكتوب في نصوص الحق؛ وآمن بها.
وهذا بالضبط هو لمحة عن ما أشار إليه الرسول في عبرانيين 6. هو أيضاً كان يعرف التاريخ الذي آمن به يفتاح والإيمان الذي انتصر من خلال الله. فهذا هو ما يعطي يفتاح مكانه في "سحابة الشهود" العظيمة هذه.
ومن ثم، عندما دُعِىَ الله ليقضي، نقرأ: "فَكَانَ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى يَفْتَاحَ" ومرة أخرى نلاحظ الكلمات التي تصف عمل الروح القدس في ذلك الحكم (الآية 29).
وبقوة هذا الروح القدس، عبر يفتاح إلى بني عمون لمحاربتهم، وتوج يهوة إيمانه بدفع بني عمون إلى يديه (الآية 32).
هذا تقرير بسيط جداً عن الإيمان المنتصر الذي كان ليفتاح؛ وهناك القليل ليضاف إليه، فببساطة قرأ عن ما فعله يهوة؛ ومن ثم سمع ما قاله، فآمن بما قرأه وسمعه وهذا كافي تماماً لكي يوضع ضمن "القدماء الذين شُهِد لهم"عن إيمانهم.
ولكن في حالة يفتاح، نشعر لأول مرة بأننا مجبورين على الخروج عن طريقنا لندافع عنه مما ينبغي لنا أن نظهره بأنه حكم البشر الظالم.
لا ينبغي لإيمانه المصنوع من قِبَل الله أن يُلَطَّخ بدون وجود الإثبات المؤكد واليقيني من كلمة الله ذاتها.
ومثل موسى ، يفتاح " فَرَطَ بِشَفَتَيْهِ"، ولكن هذا لم يمس إيمانه بما سمعه من الله؛ إذ صنع نذره حسب حماسه وليس حسب علمه. فلا نصدق هذا الرأي القائل بأنه ضحي بابنته وأن الله لم يرفض بكلمة واحدة تضحية بشرية. إنه مجرد تفسير بشري اختلف عليه علماء اللاهوت في كل العصور، والذي تم التوصل إليه بدون فحص دقيق للنص.
من الجدير بالذكر أن المفسر اليهودي "رابي دافيد كيمشي" - (1160- 1232) ترجم كلمات النذر (قضاة 11: 31) بشكل مختلف جداً عن ال AV (ملاحظة من المحرر: AV هي الترجمة الانجليزية المصرح بها أو المعروفة باسم ترجمة الملك جيمس) وال R.V. (ملاحظة من المحرر: R.V. هي الترجمة الانجليزية المنقحة)، وهو يخبرنا بأن أبيه رابي دافيد جوزيف كيمشي (توفي عام 1180) كان له نفس الفكر. كل من الأب والابن بالإضافة إلى "رابي ليفي بن جيرسون" (ولد عام 1288)، جميعهم ضمن أبرز علماء النحو العبري والمفسرين، والذين وجب عليهم أن يعرفوا أفضل من أي مفسر أممي آخر، أعطوا موافقتهم القاطعة على ترجمة وتفسير كلمات النذر على أساس أنها مكونة من جزئين مستقلين بدلاً من جعلها متعلقة بشيء واحد.
يحدث هذا بفحص القاعدة المشهورة التي تقول بأن الجزء الرابط ו (vau، حرف الv في الانجليزية) غالباً ما يستخدم كحرف عطف فاصل ويعني "أو" عندما يكون هناك جزء آخر من الجملة. في الواقع، تم اقتراح هذا بواسطة النسخة الانجليزية المصرح بها كطريقة بديلة لترجمة هذه الكلمة في نص سفر القضاة 11: 31.
ملحوظة من المحرر: أو بمعنى آخر، بينما تترجم ترجماتنا دائماً نذر يفتاح كالتالي:
قضاة 11: 30- 31
"وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْرًا لِلرَّبِّ قَائِلاً: «إِنْ دَفَعْتَ بَنِي عَمُّونَ لِيَدِي، فَالْخَارِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي عِنْدَ رُجُوعِي بِالسَّلاَمَةِ مِنْ عِنْدِ بَنِي عَمُّونَ يَكُونُ لِلرَّبِّ، وَأُصْعِدُهُ مُحْرَقَةً»."

ما يخبرنا به المحرر هنا هو أن حرف "و" المؤكد بخط هي الكلمة العبرية "vau" والذي دائماً ما يستخدم كحرف عطف فاصل ولذا كان ينبغي أن يترجم إلى "أو" بدلاً من "و". سيصير نص قضاة 11: 30- 31 بعد هذا التصحيح كالتالي:
"وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْرًا لِلرَّبِّ قَائِلاً: «إِنْ دَفَعْتَ بَنِي عَمُّونَ لِيَدِي، فَالْخَارِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي عِنْدَ رُجُوعِي بِالسَّلاَمَةِ مِنْ عِنْدِ بَنِي عَمُّونَ يَكُونُ لِلرَّبِّ، أو أُصْعِدُهُ مُحْرَقَةً».
نهاية ملحوظة المحرر
فيما يلي بعض الفقرات التي توضح ما إذا كانت كلمة "vau" مستخدمة بمعنى "أو" وليس بمعنى "و":
تكوين 41: 44
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ»."

خروج 21: 15
"وَمَنْ ضَرَبَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً."

خروج 21: 17
"وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً."

خروج 21: 18
"وَإِذَا تَخَاصَمَ رَجُلاَنِ فَضَرَبَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ بِحَجَرٍ أَوْ بِلَكْمَةٍ وَلَمْ يُقْتَلْ بَلْ سَقَطَ فِي الْفِرَاشِ"

العدد 16: 14
"كَذلِكَ لَمْ تَأْتِ بِنَا إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، وَلاَ أَعْطَيْتَنَا نَصِيبَ حُقُول وَكُرُومٍ. هَلْ تَقْلَعُ أَعْيُنَ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ؟ لاَ نَصْعَدُ!»."

العدد 22: 26
"ثُمَّ اجْتَازَ مَلاَكُ الرَّبِّ أَيْضًا وَوَقَفَ فِي مَكَانٍ ضَيِّق حَيْثُ لَيْسَ سَبِيلٌ لِلنُّكُوبِ يَمِينًا أَوْ شِمَالاً."

ملوك الأول 18: 10
"إِنَّهُ لاَ تُوجَدُ أُمَّةٌ وَلاَ مَمْلَكَةٌ لَمْ يُرْسِلْ سَيِّدِي إِلَيْهَا لِيُفَتِّشَ عَلَيْكَ"

ملوك الأول 18: 27
"وَعِنْدَ الظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ: «ادْعُوا بِصَوْتٍ عَال لأَنَّهُ إِلهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ! أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!»"

وبالنفي، ترجمة حرف "ولا" هو بنفس الصحة والحسم:
خروج 20: 17
"لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».

تثنية 7: 25
"وَتَمَاثِيلَ آلِهَتِهِمْ تُحْرِقُونَ بِالنَّارِ. لاَ تَشْتَهِ فِضَّةً وَلاَ ذَهَبًا مِمَّا عَلَيْهَا لِتَأْخُذَ لَكَ، لِئَلاَّ تُصَادَ بِهِ لأَنَّهُ رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ إِلهِكَ."

صموئيل الثانية 1: 21
" لاَ مَطَرٌ عَلَيْكُنَّ، وَلاَ حُقُولُ تَقْدِمَاتٍ"

مزمور 26: 9
"لاَ تَجْمَعْ مَعَ الْخُطَاةِ نَفْسِي، وَلاَ مَعَ رِجَالِ الدِّمَاءِ حَيَاتِي"

أمثال 6: 4
"لاَ تُعْطِ عَيْنَيْكَ نَوْمًا، وَلاَ أَجْفَانَكَ نُعَاسًا."

أمثال 30: 3
"وَلَمْ أَتَعَلَّمِ الْحِكْمَةَ، وَلَمْ أَعْرِفْ مَعْرِفَةَ الْقُدُّوسِ."

ينبغي علينا الآن قراءة وفهم كلمة نذر يفتاح، إذ لدينا نفس الكلمة أو بالأحرى الحرف الذي يمثلها في اللغة العبرية.
"وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْرًا [أي نذر احتفالي] لِلرَّبِّ"، وكان له كل الحق في فعل ذلك، فمثل هذا النذر كان متاح في الشريعة التي حددت بالضبط ما وجب القيام به في مثل تلك الحالات؛ وحتى عندما كان للنذر تأثيراً على إنسان (كما حدث هنا)، كان من الممكن افتداء هذا الإنسان إن كانت هناك رغبة في ذلك. انظر لاويين 27 حيث تخص الآيات 1- 8 "الأشخاص"، وتخص الآيات 9- 13 "البهائم"؛ والآيات 14- 15 البيت.
ومن ثم، يبدو بوضوح أن نذر يفتاح تكون من جزئين؛ احدهما بديل للآخر، فإما أن يكرس ليهوة (وفقاً للاويين 27)، أو سيقدمه قرباناً إن لم يكن مناسباً لذلك.
يجب ملاحظة أنه عندما قال "فَالْخَارِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي عِنْدَ رُجُوعِي"، كلمة "الْخَارِجُ" مذكر، ولكن الخارج من بيته كان مؤنث، ولذلك لا يمكن أن يتفق كما ينبغي مع مناخ نذره وبدون شك ليس وفقاً للمعنى الحرفي لكلماته.
وعلى أي حال، كان لابد وأن يكون محرماً وكريه بالنسبة ليهوة أن يقدم له إنسان كمحرقة من أجل قبوله.
مثل تلك التقدمات كانت شائعة في الامم الوثنية ذاك الوقت، ولكنه جدير بالملاحظة أن إسرائيل برزت وسطهم بهذه الميزة العظيمة وهي أن التقدمات البشرية لم تُعرَف في إسرائيل.
لقد قيل أن يفتاح " فَعَلَ بِهَا نَذْرَهُ الَّذِي نَذَرَ. وَهِيَ لَمْ تَعْرِفْ رَجُلاً." (الآية 39)، ما علاقة هذا بالمحرقة بأي حال من الأحوال؟ بل إن له علاقة وثيقة بالجزء الأول من نذره أي في إهدائه إياها ليهوة. ويبدو أن هذا حاسماً، فلا علاقة له بالموت القرباني، بل إنه يتعلق بحياة التكريس، لقد كُرِست حياتها للعذرية الأبدية.
إلى أي شيء آخر يمكن أن تشير إليه جملة: " عَادَةً فِي إِسْرَائِيلَ" (الآية 39، 40) عندما كان " بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ يَذْهَبْنَ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ لِيَنُحْنَ عَلَى بِنْتِ يَفْتَاحَ الْجِلْعَادِيِّ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ فِي السَّنَةِ." (الآية 40).
ذكرت الكلمة العبرية المترجمة إلى " لِيَنُحْنَ" فقط في فقرة وحيدة أخرى في الكتاب المقدس العبري، وهي موجودة في هذا السفر، إذ أننا لم نقدر بأية حال أن نحصل على إرشاد أكثر تأكيداً على معناها.
توجد الفقرة في قضاة 5: 11: " هُنَاكَ يُثْنُونَ عَلَى حَقِّ الرَّبِّ" وهي تعني التحدث إلى الآخرين ومن ثم يثنون معاً، وكون هذا يحدث سنوياً، أي كانت صاحباتها يذهبن مع ابنة يفتاح ليثنون معها، واستمر هذا طوال حياة بتوليتها وليس للبكاء على حقيقة موتها الماضية.
قد نستنتج من كل مغزى الكتاب المقدس، كما من مزمور 106: 35- 38، إشعياء 57: 5 .. إلخ، أن محرقات البشر كانت عمل بغيض في نظر الله؛ ولا يمكننا أن نتخيل أن الله سيقبل أو أن يفتاح سيقدم، دم بشري. فتأييد هذه الفكرة هو افتراء على يهوة كما أنه افتراء على يفتاح.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024