11 - 11 - 2012, 09:04 AM | رقم المشاركة : ( 921 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
الامتحان والتجربة يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخُر إذا وبخك. لأن الذي يحبه الرب يؤدبه (عب12: 5،6)الرب لا يكسر إلا لكي يجبر. إنه لا يؤدب إلا لكي يلصق النفس والقلب به أكثر، وهذا الأمر لا يعادله شيء آخر. إنه مكسب يدوم للنفس. وما من إنسان يقطع سبيله في يسر وسهولة في هذه الحياة، وإن كانت الآلام والتجارب تتفاوت، لكن على أية حال فإن الآلام « يسيرة » (أي وقتية وإلى حين) و« إن كان يجب » (1بط1: 6). إذاً فلا نجزع لأن المُمسك بزمام « إن كان يجب » هو الله. إنه لا يذل من قلبه، وهو لن يسمح لنا بالتجربة إلا إذا كان لها ضرورة. ولا يوجد مأزق ولا توجد حالة يمر فيها واحد من القديسين إلا وفي إمكانه أن يلجأ فيها إلى الله لأجل المعونة. لقد كنت سعيداً جداً أثناء مرضي لأن المرض جعلني أشعر أكثر من أي وقت مضى بأن السماء وحضن الله هما مكان راحتي، وأني إذا انطلقت سأكون معه كل حين. أما الكبرياء ومقاومة الحزن بجَلَد وثبات اللامبالاة فلا يفيدان شيئاً. إنهما لا يقرّبان النفس من الله، لكن في حقيقة الأمر يبعدانها عنه. أما الحزن إن بلغ غايته ورافقه الشعور بالعجز، فإنه يوثّق الموّدة مع الله الذي يريد ويقدر أن يرسل العون. وإذا نحن جئنا بكل متاعبنا إلى الله، وجئنا إليه بكل إحساساتنا من جهتها فلا بد أن قلوبنا تتخفف من أثقالها وتتلذذ بالحري في أن تخفف عن الآخرين أثقالهم (2كو1: 3-6). والنفس المؤمنة إذا دخلت في التجربة فإن الاتجاه الطبيعي للإيمان هو الإسراع نحو الله كمصدر القوة، بل نقول إنه لا يوجد وقت أطيب للنفس التي تثق في الله من وقت التجربة. ونحن إذا ألقينا نظرة على ماضي الحياة نجد أنفسنا شاكرين الله على أوقات الضيق أكثر مما نشكر على غيرها من بركات الله. إن الله يتنازل إلينا في كل ظروفنا، وليس فقط يفرج الضيقة، لكنه هو نفسه يدخل في الضيق معنا. ولسوف يأتي الوقت الذي فيه ينتهي كل حزن ويمضي كل تعب، ولكن سيبقى لنا صديقنا وحبيبنا، صديقنا المشترك معنا في كل ضيقنا، والصادق في عهده معنا، لقد شاركنا في همومنا وسيجعلنا شركاء فرحه إلى الأبد. |
||||
11 - 11 - 2012, 09:08 AM | رقم المشاركة : ( 922 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
البوق الأخير هوذا سر أقوله لكم. لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير. في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير. فإنه سيبوَّق فيُقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير (1كو15: 51،52)إن الرب ـ له كل المجد ـ الذي تكلم مرة بصوت النعمة عندما كان على هذه الأرض، وهو يتكلم الآن من السماء بنفس النعمة التي لم تتغير، سوف يأتي قريباً « بهتاف » لن يعرفه إلا خاصته، ولن يسمعه إلا أولئك الذين عرفوا قبلاً صوت الراعي (1تس4: 16). وفي لحظة في طرفة عين سيتغير الكل « وهكذا نكون كل حين مع الرب ». يا لها من نغمة حلوة ستصل إلى مسمع المؤمن المُتعب الذي سار بأمانة في طريقه المتواضع المعيَّن له من الرب. ربما يكون قد أسند رأسه على صدر سيده و « رقد ». وربما يكون موجوداً ضمن « الأحياء الباقين » وعندما يدوي صوت الرب « بهتاف » سيجده في حالة السهر منتظراً سيده، فيصل صوت الرب إلى أذنيه وإلى آذان كل المؤمنين ـ أحياء وراقدين، ويقودهم جميعاً إلى بيت أبيه في الأعالي. إنه سيجمع ذرات تراب قديسيه بقوته الفائقة، ورغم كل شيء لا بد أن تُسلم للرب كل غنائمه، وحتى البحر لا بد أن يسلم للرب الذين له من الذين دُفنوا في أعماقه. وكما قام الرب له المجد تاركاً الأكفان في مكانها دون أن تتحرك، هكذا سيأمر بحسب شدة قوته، وبنفس السكون والصمت، أن يقوم « الأموات في المسيح » من قبورهم، فيتركوا القبور كما فعل هو « كباكورة الراقدين ». أما الأجناد الأحياء الباقون هنا على الأرض فسيسمعون صوته أيضاً، وحينئذ سيلبس هذا المائت عدم موت، وسينشد الجميع بهذه الترنيمة المُبهجة إجابة لصوت هتافه القوي « أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟ » (1كو15). ومثل أخنوخ قديماً فإن هؤلاء المؤمنين لن يُوجدوا لأن الله سيكون قد أخذهم. ما أبهج تلك اللحظات للذين للمسيح عند مجيئه، سواء أكانوا أحياء أم راقدين. لقد كانت قيامته له المجد برهاناً على كماله ومجده الشخصي، بينما ستكون قيامة المؤمنين الراقدين برهاناً على كمال عمله فوق الصليب، الذي على أساسه نقف مقبولين أمام الله في المحبوب، ويحق لنا في هذه الحالة أن نعزي بعضنا بعضاً بهذا الكلام. ليت هذا الرجاء المبارك يكون حافزاً لنا لخدمة الرب الذي ننتظره ـ الخدمة الأمينة التي هدفها مجده على الدوام، وإذ نعلم كجنود المسيح « مخافة الرب » (أو رُعبه » ننذر النفوس البعيدة ونحثها على التعرف به كالمخلص والفادي. |
||||
11 - 11 - 2012, 09:12 AM | رقم المشاركة : ( 923 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
التأثير العملي لكرسي المسيح لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح (رو14: 10)عندما يعيش المؤمن في نور ذلك اليوم: كرسي المسيح، هذا سيحفزه للعيشة باحتراس مقدس من يوم إلى آخر كمن هو تحت نظر ربه وسيده، وينشئ فيه سهراً وصحواً وحُكماً على الذات، ويحبب إليه حياة الأمانة والاجتهاد والنشاط في كل طرقه وخدماته. وفي ذلك اليوم كما يُخبرنا الكتاب « سيُنير (الرب) خفايا الظلام، ويُظهر آراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله » (1كو4: 5). وكل شخص أمين يهمه حكم السيد أكثر كثيراً من حكم عبد نظيره. فإذا ما نال رضى المسيح، لا حاجة به أن يزعج نفسه عندما تُكشف أسرار قلبه ودوافعه أمام الجميع. ثم ماذا يهمنا من استعلان خطايانا ونقائصنا أما جميع الناس؟ هل تنقص سعادة بطرس وداود الآن ذرة واحدة لأن ملايين لا تُحصى من الناس قرأوا خبر سقوطهما المخزي. بالتأكيد لا. إنهما يعلمان أن أخبار خطاياهما إنما تعظّم نعمة الله وتبيّن قيمة دم المسيح. يا ليت الرب يحفظ قلوبنا صادقة له في زمان غيابه حتى متى أُظهر لا نخجل منه. يا ليت كل أعمالنا نبدأها ونُجريها وننهيها في شخصه حتى لا تنزعج قلوبنا عندما نفكر في أن تلك الأعمال ستوزن وتُقدَّر قيمتها في حضرة مجده. يا ليت محبة المسيح تحصرنا حتى نعيش لمن مات لأجلنا وقام. ونحن نستطيع بكل اطمئنان أن نسلّم كل شيء بين يديه إذ قد حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، ليس هناك ما يُخيفنا طالما نحن نعلم أنه متى أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو. وكم سنندهش في ذلك اليوم عندما نجد أشياء صغيرة قد عُملت بنكران الذات والمحبة للرب يسوع تُمدح هناك وتُكافئ بسخاء. وهناك أيضاً نستطيع أن نرى في نور محضر السيد غلطات كثيرة ونقائص عديدة مما لم نفطن لها من قبل. وماذا تكون نتيجة كل هذا إلا أن تصعد من قلوبنا أصوات التسبيح والحمد لاسمه لأنه قد اجتاز بنا وأخرجنا من كل أتعابنا وضيقاتنا واحتمل كل نقائصنا وغلطاتنا، وأعدّ لنا مكاناً في ملكوته الأبدي حيث نتمتع بأشعة مجده اللامعة ونسطع على صورة جسد مجده إلى الأبد. |
||||
11 - 11 - 2012, 09:16 AM | رقم المشاركة : ( 924 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
التأديب الأبوي ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام (عب12: 11)إن التأديب يأتينا من المحبة الأبوية. في السماء لا حاجة إلى التأديب. وفي جهنم لا يمكن أن يكون تأديب. إن ميدان التأديب هو الأرض وأولاد الله هم موضوعه. إن الله هو أبونا، ولذلك يؤدبنا. والرب يسوع هو مخلصنا المحب الأمين ولذلك يوبخنا، والروح القدس ولو أن مهمته تعزية وتشجيع المؤمن، إلا أنه يعلن لنا أولاً بتبكيت حاد، الخطايا والسقطات التي يجب أن تُدان وتُترك. والتأديب لا يتعلق فقط بالخطايا، بل غرض الله منه هو أن يقودنا إلى التشبُّه بصورة المسيح. فإن ابن الله الوحيد كان بلا خطية، ولكنه لم يكن بلا حزن. ولكننا نحن خطاة وقلوبنا تتعلق بالعالم ونفوسنا تميل إلى التراب. أما محبة الله الصحيحة، ووجود فرحنا ولذتنا فيه وفي الأمور السماوية، وترك الثقة بالذات والاكتفاء به، وإعطاء المجد لله وحده، فما أبعدنا بالطبيعة عن هذا كله، وما أقل تفكيرنا وتفكير الغير فيه. ألم يكن أيوب رجلاً مستقيماً ومكرساً لمخافة الله؟ ولماذا كان داود رجل أحزان وإرميا رجل دموع؟ وبولس الذي اختُطف للسماء الثالثة وعاين مجد الرب، لماذا كان عليه أن يحتمل الشوكة في الجسد؟ ولماذا كان يوحنا الحبيب في بطمس؟ الله يعلم لماذا؟ هو الذي اختار القديسين، وهو الذي عيّن آلام القديسين لكي يربحوا المسيح، ولكي يكونوا مُشابهين له، ولكي يتمجدوا بعد ذلك معه. « وأما أخيرا » آه. هذه الكلمة « أخيرا » أليست هى كلمة فاحصة ومُذلة لنفوسنا؟ ألم نجتز كلنا في التأديب؟ ألم نجتز كلنا في الحزن؟ أيمكننا أن نتطلع إلى الوراء دون أن نستعيد إلى الذاكرة أياماً كنا فيها تحت التأديب وانسحاق النفس؟ ألم يجتز سيف في أحشائنا؟ أهذه الأشياء أصبحت في خبر كان وقد جرّ عليها الماضي ذيل النسيان؟ هل مضت وتلاشت دون أن تترك وراءها شيئاً من ثمر البر للسلام؟ وقَبلِّي أيدي أبٍ يؤدب البنين فإن تأديب العلي للنفع بعد حين |
||||
12 - 11 - 2012, 11:40 AM | رقم المشاركة : ( 925 ) | |||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
بجد خدمتك فى منتهى التميز سما ربنا يفرح قلبك وسيارك فى خدمتك المميزة |
|||
27 - 11 - 2012, 11:15 AM | رقم المشاركة : ( 926 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
|
||||
20 - 01 - 2013, 03:09 PM | رقم المشاركة : ( 927 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
ميرسى كتييييييييييير للمرورك الحلو ربنا يفرح قلبكم |
||||
20 - 01 - 2013, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 928 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
مجهود رائع جداااا
ربنا يبارك خدمتك |
||||
08 - 03 - 2013, 08:19 PM | رقم المشاركة : ( 929 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
ميرسى كتيييييييييييير يا كريستى يا حبيبتى ربنا يفرح قلبك |
||||
08 - 03 - 2013, 08:22 PM | رقم المشاركة : ( 930 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
"لأنَّها أحَبَّتْ كثيرًا" )لو 7 :47 ) همسات روحية لنيافة الأنبا رافائيل سمعنا عن الرب يسوع أنه يُجالس العَشّارين والخُطاة، وكان يأكل معهم، وكان هذا التصرف يُسبب انتقادًا حادًا للسيد المسيح وتلاميذه.. "وفيما هو مُتَّكِئٌ في بَيتِهِ كانَ كثيرونَ مِنَ العَشّارينَ والخُطاةِ يتَّكِئونَ مع يَسوعَ وتلاميذِهِ، لأنَّهُمْ كانوا كثيرينَ وتبِعوهُ. وأمّا الكتبةُ والفَريسيّونَ فلَمّا رأَوْْْهُ يأكُلُ مع العَشّارينَ والخُطاةِ، قالوا لتلاميذِهِ:ما بالُهُ يأكُلُ ويَشرَبُ مع العَشّارينَ والخُطاةِ؟" (مر2: 15-(16 اليوم نرى الرب يسوع يتكئ في بيت إنسان فريسي اسمه سمعان، بناء على دعوته له.. وكأن السيد المسيح يُعلِّمنا أنه جاء للجميع، وأنه كما أن العَشّارين والخُطاة يحتاجون دخوله إليهم، كذلك الأبرار في أعين أنفسهم، والأنقياء عند ذواتهم يحتاجون أن يتلامسوا معه.. الأولون يحتاجون نعمة التطهير والغفران، والآخرون يحتاجون نعمة الاتضاع والانكسار . ربي يسوع.. أنا محتاج لك في كل ظروفي.. عندما تسمو روحي وترتفع مترفعة عن الدنايا.. أحتاج أن تُهذبني. وعندما أنهمك في الملذات والشهوات.. أحتاج أن تُطهرني. سأتمسك بكَ في كل حال وفي كل احتياج. "بمَجدٍ وهَوانٍ، بصيتٍ رَديءٍ وصيتٍ حَسَنٍ" (2كو6: (8 المهم أن تكون أنت في حياتي وبيتي وقلبي. (1) لماذا دعا الفريسي السيد المسيح؟ كثيرون يلتفون حول السيد المسيح، ولكن قليلون هم الذين يجدونه. إن أهداف تبعية السيد المسيح ودعوته ليدخل إلينا تختلف من شخص لآخر.. فقد يكون هدف دعوة الفريسي للسيد المسيح: + محبة في الظهور والعظمة والمديح والافتخار . + وقد يكون قد دعاه ليُجربه ويصطاد كلمة من فِيِهِ كعادة الفريسيين: + "حينَئذٍ ذَهَبَ الفَريسيّونَ وتشاوَروا لكَيْ يَصطادوهُ بكلِمَةٍ" (مت22 : 15) + "ثُمَّ أرسَلوا إليهِ قَوْمًا مِنَ الفَريسيينَ والهيرودُسيينَ لكَيْ يَصطادوهُ بكِلمَةٍ" (مر13:12) + "وهُمْ يُراقِبونَهُ طالِبينَ أنْ يَصطادوا شَيئًا مِنْ فمِهِ لكَيْ يَشتَكوا علَيهِ" (لو11: (54 "+ وقد يكون قد دعاه ليقترب منه، ويتعرف عليه بالأكثر.. إذ قد رأى أنه عمل معجزات كثيرة، فقد يكون "هذا نَبيًّا" (لو7: 39). وهذا ليس بغريب لأنه بالرغم من كثرة معاندة الفريسيين والرؤساء "ولكن مع ذلكَ آمَنَ بهِ كثيرونَ مِنَ الرّؤَساءِ أيضًا، غَيرَ أنهُم لسَبَبِ الفَريسيينَ لم يَعتَرِفوا بهِ، لِئلا يَصيروا خارِجَ المَجمَعِ" (يو 12 : 42 ) على أي الأحوال لقد دخل الرب يسوع بيت الفريسي، ولكنه لم يكن بعد قد دخل قلبه!! (2) مشهد مفاجيء ومثير.. بينما كانت الوليمة دائرة في بيت هذا الرجل المُتدين والمُتشدد لأنه فريسي، تسللت إلى داخل الدار امرأة ما كان لها إطلاقًا أن تتجاسر وتدخل هذا البيت (الطاهر). إنها امرأة خاطئة رديئة السمعة، لا يجوز للناس (المحترمين) أن يتقابلوا معها أو يلمسوها لئلا يتنجسوا وتسوء سمعتهم. - لقد تجاسرت هذه الامرأة ودخلت بيت سمعان لتقابل مُخلِّص وفادي البشرية.. لقد كان دخولها لبيت سمعان مغامرة غير محسوبة العواقب، ولكن الحب والاحتياج دفعاها دفعًا لهذه المغامرة الجسورة. -إنها أدركت أن هناك يقبع في ركن من أركان بيت سمعان شخص فيه الدواء والعلاج. إنه باب مفتوح لكل الخطاة، ولا يستطيع أحد أن يغلقه.. "هأنذا قد جَعَلتُ أمامَكَ بابًا مَفتوحًا ولا يستطيعُ أحَدٌ أنْ يُغلِقَهُ" (رؤ3: . إنه الوحيد الذي يقبل الجميع حيث قال: "مَنْ يُقبِلْ إلَيَّ لا أُخرِجهُ خارِجًا" (يو6: (37 - أقدمت إليه وهي تعرف أنه الوحيد القادر على الغفران لأن "لابنِ الإنسانِ سُلطانًا علَى الأرضِ أنْ يَغفِرَ الخَطَايا" (مت9: 6)، لأنه " مَنْ يَقدِرُ أنْ يَغفِرَ خطايا إلا اللهُ وحدَهُ؟" (لو5: (21 - إنه ليس كيوحنا المعمدان الذي وبَّخ هيرودس قائلاً: "لا يَحِلُّ أنْ تكونَ لكَ امرأةُ أخيكَ" (مر6 : 1 ولكنه قادر على الغفران.. لذلك غفر للتي أُمسكت في ذات الفعل قائلاً: "اذهَبي ولا تُخطِئي أيضًا" (يو8: (11 - أتت إليه بجرأة لأنه لن يبكتها ولن يُعنفها ولن يستنكف من الحديث معها.. بل سيقبلها ويحبها ويغفر لها. لقد وصف الإنجيل الامرأة بأنها "كانَتْ خاطِئَةً"، بينما وصفها الفريسي بأنها "خاطِئَةً" هناك فرق كبير بين نظرة الله إلينا ونظرة الناس. الله يعتبرنا كنا خطاة وينسى الخطية بسبب التوبة والمجيء إليه للغفران... بينما يظل الناس يعتبروننا خطاة ولا يستطيعون أن يغفروا لنا أو يسامحوننا. قال مُعلِّمنا لوقا: "وإذا امرأةٌ في المدينةِ كانَتْ خاطِئَةً" (لو7: 37)، وأنا أسأله: يا مُعلِّمي القديس لوقا.. متى كانت هذه الامرأة خاطئة؟ يقول لي: في الماضي. قد يكون هذا الماضي مجرد لحظات مرت منذ عزمها على التوبة، لكن يكفي أنها تركت هذا الماضي خلف ظهرها وتوجهت إلى المسيح. لقد استنار وجهها حتى ولو كان ظهرها مازال مواجهًا الظلمة. إنها مثل القديسة بائيسة التي اعتبرت قديسة منذ لحظة تركها لبيت الخطية واتجاهها للبرية بصحبة القديس يوحنا القصير. إن مقاييس الله لنا عجيبة جدًّا. (3) عَلِمَتْ أنَّهُ مُتَّكِئٌ في بَيتِ الفَريسي.. أريد ياربي يسوع أن أعرف أين أنت؟ أين تمكث وأين ترعى؟ قد نجد الرب يسوع في مكان لا نتوقعه على الإطلاق، لأنه يوجد في كل مكان.. نراه تحت الشجرة، أو في جوف السفينة، أو على شاطئ البحر، أو في بيت سمعان الأبرص، أو بيت سمعان الفريسي، أو بيت سمعان بطرس، أو فوق الجبل... وقد نراه في إنسان مريض أو شخص محتاج، وقد نراه في طفل يبكي، أو إنسان متألم، أو شخص حزين... وكل ما نقدّمه من خدمة لهؤلاء جميعًا فقد خدمنا المسيح فيهم.. "الحَقَّ أقولُ لكُمْ: بما أنَّكُمْ فعَلتُموهُ بأحَدِ إخوَتي هؤُلاءِ الأصاغِرِ، فبي فعَلتُمْ" (مت25: 40) (4) كيف جاءت؟ + "جاءَتْ بقارورَةِ طيبٍ".. إنه طيب الحب الذي يفوح في كل الكنيسة.. "ما دامَ المَلِكُ في مَجلِسِهِ أفاحَ نارِديني رائحَتَهُ" (نش12:1 ) + "ووَقَفَتْ عِندَ قَدَمَيهِ مِنْ ورائهِ".. لقد شعرت أنه إن أُعطيت فرصة لتلمس السيد المسيح فلابد أن تكون عند قدميه من ورائه. أنا يا ربي يسوع لا أستحق أن أقف أمام وجهك.. ولا أستطيع أن أسكب طيبي على رأسك.. ولكن شكرًا لك، أنك سمحت لي أن أقف من ورائك وعند قدميك. "باكيَةً".. طوبى لهذه الدموع التي غسلت قدمّي يسوع، بل بالحري غسلت قلب المرأة. أعطني يارب ينابيع دموع كثيرة، كما أعطيت منذ القديم للمرأة الخاطئة.. واجعلني مستحقًا أن أَبّل قدميك اللتين أعتقتاني من طريق الضلالة.. وأقدِّم لكَ طيبًا فائقًا.. وأقتني لي عمرًا نقيًّا بالتوبة.. لكي أسمع أنا ذلك الصوت الممتلئ فرحًا: "إن إيمانك خلَّصك" (قطع الخدمة الثانية من تسبحة نصف الليل) حقًا.. قال السيد المسيح: "طوباكُمْ أيُّها الباكونَ الآنَ، لأنَّكُمْ ستَضحَكونَ" (لو6: 21) "وابتَدأتْ تبُلُّ قَدَمَيهِ بالدُّموعِ، وكانَتْ تمسَحُهُما بشَعرِ رأسِها.. دعني أضع رأسي عند قدميك.. رأسي التي تمثل الفكر والإرادة والقرار والتدبير.. أضعها تحت قدميك.. لتتبع خطواتك المُقدِّسة.. وأسير بحسب قصدك الإلهي يا مُخلِّصي القدوس. "وتُقَبلُ قَدَمَيهِ وتدهَنُهُما بالطيبِ".. مغبوطة هذه الامرأة التي تحصلت على قدمي المسيح لتُقبلهما وتدهنهما بالطيب الغالي الذي يليق بمقام إلهنا الغالي حقًا.. قال الآباء: "إن كنت لا تستطيع أن تقترب من رأس المسيح.. إلمس قدميه برأسك" لقد كانت هناك وليمة غذائية في بيت الفريسي، ولكن كانت هناك وليمة روحية عميقة في قلب الامرأة الخاطئة. لقد تكلف الفريسي مصاريف مالية باهظة ليُجهز وليمة غالبًا غير مقبولة، بينما تكلفت الامرأة حبًا غاليًا لتُجهز قلبًا مقبولاً تائبًا. (5) الفَريسي.. بدأ الفريسي ينظر نظرة الريبة والشك والتساؤل والغضب، وسقط في عدة أخطاء: -لام السيد المسيح، لأنه قَبِل الخاطئة شك في لاهوت السيد المسيح إذ قال: "لو كانَ هذا نَبيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الاِمرأةُ التي تلمِسُهُ وما هي! إنَّها خاطِئَةٌ" (لو7: (39 "- دان الامرأة .. إنَّها خاطِئَةٌ" حقًا.. إن الكبرياء تقود الناس إلى أخطاء متشابكة. أما السيد المسيح الذي يهمه خلاص الفريسي تمامًا كما اهتم بخلاص الخاطئة.. كشف له عن أفكار قلبه، لأنه هو العارف بخفايا القلوب. وبرهن بذلك أنه ليس نبيًا فقط بل هو الله الظاهر في الجسد.. "لأنَّ الرَّبَّ يَفحَصُ جميعَ القُلوبِ، ويَفهَمُ كُلَّ تصَوُّراتِ الأفكارِ" (1أخ28: 9). "فإنَّ فاحِصَ القُلوبِ والكُلَى اللهُ البارُّ" (مز7: (9 لقد علم الرب يسوع ما يدور في ذهن الفريسي، وأجابه بكلام طيب ليجتذبه إلى التوبة والإقرار بلاهوت السيد المسيح. (6) المداين والمدينان.. "كانَ لمُدايِنٍ مَديونانِ . علَى الواحِدِ خَمسُمِئَةِ دينارٍ وعلَى الآخَرِ خَمسونَ. وإذ لم يَكُنْ لهُما ما يوفيانِ سامَحَهُما جميعًا" (لو7: 41-42). كلنا مديون لله، بعضنا دينه كبير والآخر دينه صغير، ولكن على كل الأحوال كلنا مدان.. "إنَّما باطِلٌ بَنو آدَمَ كذِبٌ بَنو البَشَرِ. في المَوازينِ هُم إلَى فوْقُ. هُم مِنْ باطِلٍ أجمَعونَ" (مز62: (9 "الكُلُّ قد زاغوا معًا، فسَدوا . ليس مَنْ يَعمَلُ صَلاحًا، ليس ولا واحِدٌ" (مز14: (3 "فلماذا تدينُ أخاكَ؟ أو أنتَ أيضًا، لماذا تزدَري بأخيكَ؟ لأنَّنا جميعًا سوفَ نَقِفُ أمامَ كُرسي المَسيحِ" (رو14: (10 "ولماذا تنظُرُ القَذَى الذي في عَينِ أخيكَ، وأمّا الخَشَبَةُ التي في عَينِكَ فلا تفطَنُ لها؟)مت7: (3 (7 ) سامَحَهُما جميعًا.. حقًا إن الرب كثير الغفران: "ليَترُكِ الشريرُ طريقَهُ، ورَجُلُ الإثمِ أفكارَهُ، وليَتُبْ إلَى الرَّب فيَرحَمَهُ، وإلَى إلهِنا لأنَّهُ يُكثِرُ الغُفرانَ" (إش55: (7 "الرَّبُّ إلهٌ رحيمٌ ورَؤوفٌ، بَطيءُ الغَضَبِ وكثيرُ الإحسانِ والوَفاءِ" (خر34: (6 "الرَّبُّ رحيمٌ ورَؤوفٌ، طَويلُ الرّوحِ وكثيرُ الرَّحمَةِ" (مز103: (8 إنها لغة غريبة على مسامع الفريسي، أن يرى إنسانًا يصفح بهذا القدر.. لذلك أجاب بتوجس: "أظُنُّ الذي سامَحَهُ بالأكثَرِ" (لو7: (43 ( 8 ) أيهما أسبق.. الحب أم الغفران؟ -المبدأ الأول: "قد غُفِرَتْ خطاياها الكثيرَةُ، لأنَّها أحَبَّتْ كثيرًا" (لو7: 47).. الحب أولاً. - المبدأ الثاني: "والذي يُغفَرُ لهُ قَليلٌ يُحِبُّ قَليلاً" (لو7: 47) الغفران أولاً. إنها علاقة طردية، كلما شعرنا بالغفران إزداد حبنا، وكلما أحببنا أجزل لنا الله العطاء بالغفران. وهكذا ندخل في دائرة محبة الله وغفرانه العظيم "وحَيثُ كثُرَتِ الخَطيَّةُ ازدادَتِ النعمَةُ جِدًّا" (رو5: 20) ربي يسوع.. إني أحبك أكثر من كل الناس.. لأنني أكثر خطية من كل الناس. وأشعر بغفرانك وعفوك عني أكثر من الجميع. لقد شعر بولس الرسول بهذا الحب فقال: "وأنا أشكُرُ المَسيحَ يَسوعَ رَبَّنا الذي قَوّاني، أنَّهُ حَسِبَني أمينًا، إذ جَعَلَني للخِدمَةِ، أنا الذي كُنتُ قَبلاً مُجَدفًا ومُضطَهِدًا ومُفتَريًا. ولكنني رُحِمتُ، لأني فعَلتُ بجَهلٍ في عَدَمِ إيمانٍ. وتفاضَلَتْ نِعمَةُ رَبنا جِدًّا مع الإيمانِ والمَحَبَّةِ التي في المَسيحِ يَسوعَ" (1تي1: 12-(14 وشعر بنفس الحب أغسطينوس، وموسى الأسود، ومريم المصرية.. وكل مَنْ كان جبارًا في الشر ثم صار جبارًا في توبته، وأحس بقوة الغفران والحب. ولذلك قيل: "إنَّ العَشّارينَ والزَّوانيَ يَسبِقونَكُمْ إلَى ملكوتِ اللهِ" (مت21: (31 ربي يسوع.. دعني أُقدِّم لكَ حبًا ممزوجًا بالطيب والدموع والقبلات المُقدِّسة.. هبني أن أسمع صوتك الإلهي: "مغفورة لكَ خطاياك . إيمانك قد خلَّصك .. اذهب بسلام" |
||||
|