29 - 08 - 2015, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 9071 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مخاوف عدم الإيمان مخاوف عدم الإيمان هوذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب ( إش 12: 2 ) وجد ابراهيم في الجبل مكاناً ليتشفع أمام الله. بينما لوط كان يقول "لا أقدر أن أهرب إلى الجبل. لعل الشر يدركني فأموت" ( تك 19: 19 ). وهكذا ينظر عدم الإيمان إلى مكان الإيمان كأخطر مكان مُخيف، فالكل أمامه ظلمة. لا يستحي المسيح أن يدعونا إخوة، فهل نستحي نحن أن نعترف به رباً وسيداً أمام كل العالم؟ لا تتباحث كثيراً مع نفسك: متى أكرس ذاتي له؟ افعل ذلك في الحال بعزم قاطع. ألقِ بنفسك عليه وثق في الله من جهة النتائج. إني أعرف بالاختبار أن الاعتراف العلني الجريء بأنك للمسيح، يُنهي أكبر جزء في الصراع. وأقرر بالاختبار أنك إذا كنت بقوة الرب تقول لأصدقائك وزملائك أنك للمسيح ومُلتزم أن تعيش له، فإنك لن تجد الصعوبات التي يشعر بها المترددون الخائفون من الاعتراف بمن يحبون أن يعيشوا له ويخدموه. إني لا أعرف كلمة تبعث استقراراً في النفس مثل القول "لا تهتموا بشيء" وكثيراً ما اختبرت ذلك. إن اهتمام عدم الإيمان لا فائدة منه، بل بالعكس هو فرصة لهجمات العدو. ولا يمكن لعدم الإيمان إلا أن يُفسد الأمر. كم يضل أولاد الله عندما يضعون أنفسهم في حماية غير المؤمنين عوضاً عن الاستناد على معونة الله في كل الصعوبات التي تعترض طريق الإيمان. والشيطان يجد ثغرة للدخول منها بكل قوته إلى النفس في اللحظة التي فيها يوجد ظل لعدم الثقة في الله، فعندما يكون عدم الإيمان عاملاً، لا يكون هناك إلا المتاعب والأحزان. عندما تبقى في القلب أية أنّة لم تُسكب أمام الله - إله كل نعمة، أو أقل عدم ثقة فيه، فهذا من عمل الجسد والشيطان. قد تنحني نفوسنا في بعض الأوقات (وذلك بسبب ضعف الإيمان طبعاً) ومع ذلك فكل شيء يسير حسناً متى رفعنا الأمر كله لله. |
||||
29 - 08 - 2015, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 9072 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا نقدم؟ ماذا نقدم؟ ماذا أردُّ للرب من أجل كل حسناته لي؟ ( مز 116: 12 ) عندما نفكر في عطية الآب المُحب لنا؛ شخص ربنا المعبود يسوع، ونفكر في بذل المسيح نفسه لأجلنا كفارةً عن خطايانا، فإننا بالحق والصدق نشعر بالعجز والتقصير عن تقديم ما يتناسب من شكر وسجود يُعبِّر عن امتنان القلب العميق لله. وحول السيد في عشاء الرب، كثيرًا ما نرنم ”يا صاحب الإحسان لقد خَلَت يدي ... ماذا لك أقدم، ماذا لك أهدي؟“ نعم إن بذل الآب ابنه الوحيد الحبيب عنا، يفوق إدراك العقول، وبذل السيد نفسه من أجلنا يتجاوز طاقة القلوب. على أن الكتاب المقدس، وفم الرب يسوع نفسه، حوى الإجابة على هذا السؤال، ماذا نقدم: للآب والابن. ففي يوحنا4: 23 تحدَّث المسيح عما نقدمه للآب، وفي - لوقا17: 17 تحدَّث عما ينتظره الابن نفسه من مفدييه. فالآب طالب ساجدين حقيقيين، يسجدون له بالروح والحق. نعم إنه لا يطلب مجرد سجود، بل أشخاصًا ساجدين، قلوبهم متعلقة بالابن حتى الفيض بعمل الروح القدس الذي فيهم، رأسيًا لأعلى، فيقدمونه للآب الذي لا يشبع ولا يُسرّ سوى بابنه الحبيب. إن الشخص المُرتوي بعمل الروح القدس بشخص المسيح، ليس فقط لا يطيق مياه العالم الملوَّثة غير المُروية، بل يكون هو شخصيًا سبب إرواء لقلب الآب (يو4)، وسبب إرواء للآخرين أيضًا ( يو 7: 37 ) عندما يفيض فيه الروح، أفقيًا، في صورة أنهار تجري على الأرض الظمآنة لإرواء المساكين ـ وما أكثرهم من حولنا ـ إرواء بالمسيح نفسه. والابن ينتظر الشكر والعِرفان ممن سبق وأن أحسن هو إليهم، إن سؤاله «أين التسعة؟» في قصة تطهير العشرة البُرص، يؤكد ذلك. على أنه ما أجمل صورة ذلك الشخص الذي لم يُكمل طريقة للكاهن بعد أن طهر، إذ رجع إلى الرب ليشكره. وجميعنا كنا مرضى ببرص الخطية، وقد طهَّرنا المسيح كمؤمنين، فهل قلبنا مُفعم بالشكر؟ لقد رجع ذلك الرجل وهو يمجد الله، ورجع ليجثو عند قدمي المسيح شاكرًا. ليتنا لا نُهمل هذه البركة العظمى: أن نعرفه أعمق ما يكون ( في 3: 10 ؛ 1يو2: 2)، ولا يفوتنا هذا الامتياز الثمين أن نشكره في كل حين. |
||||
29 - 08 - 2015, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 9073 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الذبائح الروحية المقبولة الذبائح الروحية المقبولة كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح (بطرس الاولي 2: 5 ) إن البيت الروحي لله في العهد الجديد، هو مبني من المؤمنين بالمسيح جميعهم. فالكنيسة الآن لها هذا الأمر المشترك بينها وبين هيكل العهد القديم؛ أنها مسكن الله على الأرض ( 1مل 6: 11 -13؛ أف2: 22). ولكن ثمة مفارقة بينها وبين الهيكل، فهذا البناء المادي الملموس والمصنوع من مواد جميلة، هو خالِ من الحياة وزائل؛ أما الكنيسة بالمقابل، فهى مبنية بحجارة حية ثم في منتصف الآية تتحول الصورة بشكل سريع من البيت الروحي إلى الكهنوت المقدس المرتبط عمله بهذا البيت. فالمؤمنون ليسوا مجرد مداميك حية داخل البيت، بل هم أيضاً كهنة مقدسون، ومن ثم لهم الحق بالدخول في أي وقت من النهار أو الليل، إلى ردهة عرش صاحب الكون. فهذا نفهمه في ضوء العهد الجديد. إن مهامهم تقتضي تقديم ذبائح روحية. فالذبائح الروحية المختصة بكاهن العهد الجديد هى التالية: 1 - تقديم الجسد "ذبيحة حية، مقدسة ومرضية عند الله". إنه فعل عبادة روحي ( رو 12: 1 ). 2 - ذبيحة التسبيح "أي ثمر شفاه معترفة باسمه" ( عب 13: 15 ). 3 - ذبيحة الأعمال الصالحة " ولا تنسوا فعل الخير ..." (وهذه تُسرّ الله - عب13: 16) 4 - ذبيحة الممتلكات أو محفظة الجيب "ولا تنسوا ... التوزيع" وهذه الذبيحة أيضاً ترضي الله ( عب 13: 16 ) 5 - ذبيحة الخدمة. يتحدث بولس عن خدمته للأمم كقربان كهنوتي ( رو 15: 16 ) إن هذه الذبائح هى مقبولة عند الله بيسوع المسيح. فمن خلال يسوع المسيح وحده، كاهننا العظيم، يحق لنا الاقتراب من الله، كما أنه هو وحده يستطيع أن يجعل تقدماتنا مقبولة عند الله. فكل ما نقوم به ونفعله، من عبادة وخدمة، يبقى غير كامل، وتشوبه الخطية. لكن قبل بلوغه إلى الآب، يمر على الرب يسوع، بحيث ينزع كل خطية، وهكذا كل ما يصل إلى الآب يكون مقبولاً على نحو كامل. |
||||
29 - 08 - 2015, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 9074 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة التي زعزعت المكان الصلاة التي زعزعت المكان لَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ ( أع 4: 31 ) صلاة التلاميذ العظيمة الواردة في أعمال4: 24 – 30 تحتوي على العديد من الأفكار الهامة: ـ أنت هو الإله الصانع السماء والأرض والبحر: هذه البداية الرائعة جعلت عيونهم تنشغل بعظمة إلههم وقدرته فصغرت في عيونهم المصاعب والضيقات التي يتعرَّضون لها. فلو بدأوا الصلاة بشرح المشكلة للرب ربما كانوا يزدادون ضغطًا وضيقًا لأنهم سيتذكَّرون تفاصيل المشكلة. ـ القائل بفم داود فتاك: حفظ كلمة الله هو بمثابة سلاح لنا نستخدمه في الصلاة، فيا لروعة استخدام كلمة الله في الصلاة في الوقت المناسب! ـ انظر إلى تهديداتهم : لم يعطوا الرب طريقة للعمل أو أسلوبًا ليحل المشكلة لكنهم وضعوا المشكلة أمام الرب كما هي، واثقين أنه سيفعل الأفضل لهم. هذا يذكِّرنا بما قالته المطوَّبة مريم للرب في أول معجزة له في عُرس قانا الجليل حينما قالت له: «ليس لهم خمرٌ» ( يوحنا 11: 3 ). لقد أكتفت بوضع المشكلة أمامه. كذلك في آخر معجزة فعلها الرب وهي إقامة لعازر من الموت جاءت كلمات مريم ومرثا بالصورة نفسها فقالتا للرب: «يا سيد هوذا الذي تحبه مريض» (يوحنا11: 3) وضعتا أمامه المشكلة دون وضع حلول بشرية، وهذه هي الثقة المطلقة في السيد القادر على كل شيء. ـ وامنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة: كنا نتوقع أن يطلبوا حفظًا من الخطر أو ربما أجازة من الخدمة؛ حتى تهدأ الأمور، لكنهم أعلنوا عن غيرتهم المقدسة، ومحبتهم العميقة للرب بهذه الطلبة. فطلبوا نعمة أكبر للمجاهرة بكلمته. فأمام الضيقات والاضطهادات تظهر معادن القلوب الحقيقية، وقد نجح التلاميذ في الامتحان بجدارة، حتى إن الرب استجاب لهم هذه الطِلبة بالذات فور انتهائهم من الصلاة. وكلمة مجاهرة هنا تأتي بمعنى: بوضوح وصراحة وحرية، فطِلبتهم كانت أن يشهدوا بكلمة الله دون غموض أو اللجوء لكلمات غير صريحة خوفًا من التهديدات، بل طلبوا من الرب أن يعطيهم جرأة حتى يشهدوا بكل الحق دون مواربة أو غموض. ليت الرب يعيننا حتى نثق في إلهنا القدير ونتخذ من كل ضيقة تواجهنا فرصة للصلاة والتمسك به والارتماء في أحضانه. |
||||
29 - 08 - 2015, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 9075 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ضرورة الميلاد الجديد
"ضرورة" الميلاد الجديد " يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ." (يوحنا 7:3) لا توجد حقيقة في الكتاب المقدس أكثر أهمية من حقيقة الميلاد الجديد، ومع ذلك فكثيرون يجهلونها، بل وقليلون أيضًا يعظون عنها. كان يوحنا وسلي يعظ كثيرًا عن هذا الموضوع، فلما سُئل: لماذا تعظ كثيرًا عن هذه الآية " يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ.؟" أجاب: "لأنه ينبغي أن تولدوا من فوق." إن الولادة الجديدة هي أمجد اختبار يمكن أن يحصل عليه الإنسان، بل هي المعجزة المستمرة التي يُجريها الرب في حياة المتجددين. هناك أفكار خاطئة عن الميلاد الجديد. فالبعض يكتفي بالتديّن بمظاهره المختلفة، ولكن التديّن لا يغني عن الميلاد الجديد، لأن " اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، ..." كان نيقوديموس من أكثر الناس تديّنًا، بل كان معلّمًا لليهود، ومع ذلك قال له المسيح: "ينبغي أن تولدوا من فوق." وكان كرنيليوس تقيًّا وخائف الله مع جميع بيته، ويصنع حسنات كثيرة للشعب، ويصلّي إلى الله في كل حين، ولكنه كان أيضًا محتاجًا إلى الولادة الجديدة. إذ جاء الصوت: "أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالاً وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ... وَهُوَ يُكَلِّمُكَ كَلاَمًا بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ." ( أعمال الرسل 10: 5 ، 11: 14 ) وممارسة وسائط النعمة المختلفة أمر واجب وضروري، ولكنها أيضًا لا تُغني عن الولادة الجديدة. كما يقول الرسول بولس: "لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ." (غلاطية 15:6) وفي موضوع الميلاد الجديد أضع أمامكم بنعمة الله أربع كلمات: أولاً: ضرورة الميلاد الجديد الميلاد الجديد أمر إلهي من الذي أعلن هذا الحق الإلهي؟ إنه ليس مجرد كارز بشري، وليست هيئة أو طائفة معينة، بل إنها كلمات الرب يسوع نفسه. قد لا نرى ضرورة لتنفيذ أي أمر بشري، وقد نعترض عليه. أما إذا كان هذا الأمر صادرًا من الله فهو واجب الطاعة والتنفيذ. إنه أمر إلهي غير قابل للتبديل أو التعديل. وهو لا يصلح لجيل دون آخر، بل هو صالح لكل الأجيال، ولنا أيضًا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور. * الميلاد الجديد أمر حتمي لاحظوا كلمة "ينبغي"، أي إنه أمر لا مفرّ منه. وهو أمر حتمي لأنه لا علاج للطبيعة البشرية الفاسدة التي أساسها آدم الأول إلا بالميلاد الجديد. فكل إنسان يأخذ طبيعة والديه، وبسقوط وعصيان آدم صار الحكم على جميع نسله. "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ." (1 كورنثوس 15: 22 ) فكما دخلنا العالم بالولادة الجسدية، لا بد من الولادة الروحية لكي ندخل بها إلى المجد. وقد عبّر أحدهم عن ذلك بالقول: "إن كان أحد يولد مرة واحدة فقط فإنه يموت مرتين، ولكن إن كان يولد مرتين فإنه يموت مرة واحدة فقط." * الميلاد الجديد أمر شخصي كان المسيح يتكلم مع نيقوديموس مهتمًّا بشخصه، وقال له: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ." ( يوحنا 3: 3 ) ومع أن نيقوديموس لم يكن سكيرًا، أو زانيًا، أو قاتلاً، أو منبوذًا من المجتمع، بل كان معلمًا لليهود، إلا أنه كان محتاجًا إلى الميلاد الجديد. وقد تكون متديّنًا كنيقوديموس، أو بارًا في عينَي نفسك مثل كرنيليوس، أو غيورًا مثل شاول الطرسوسي. أو قد تكون محبًا للمال مثل زكا العشار، أو مستبيحًا مثل السامرية، ولكن أمر الرب لكل واحد من هؤلاء هو: "ينبغي أن تولدوا من فوق." * ثانيًا: ماهية الميلاد الجديد يصف الكتاب المقدس الميلاد الجديد بأوصاف مختلفة، وكل وصف من هذه الأوصاف إنما يكشف عن جانب من حقيقة الميلاد الجديد. الميلاد الجديد هو الولادة من الله قال المسيح لنيقوديموس: "اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ." (يوحنا 8:3) وأن يولد الإنسان من الله معناه أن يصير ابنًا لله، ومن أهل بيت الله. إنه يصبح شريكًا للطبيعة الإلهية، بل ومشابهًا لصورة ابن الله. إنه انتقال من الموت إلى الحياة، ومن سلطان الظلمة إلى ملكوت ابن محبة الله. * الميلاد الجديد هو الولادة من فوق "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ." (يوحنا 3:3) إنها الولادة التي ننتقل بها من الأرضيات إلى السماويات، كما يقول الرسول: "وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." (أفسس 6:2) وأيضًا، : "فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ." (كولوسي 1:3) * الميلاد الجديد هو الولادة الثانية يقول الرسول بطرس: "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ." (1بطرس 3:1) وبالنسبة لأنها ولادة ثانية فينبغي على جميع المولودين بالولادة الجسدية الأولى أن يحصلوا عليها ويختبروها. * الميلاد الجديد هو الخليقة الجديدة "لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ." (غلاطية 15:6) وهذا يعني التجديد والتغيير الشامل، كما هو مكتوب: "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." (2كورنثوس 17:5) * ثالثًا: كيفية الميلاد الجديد الميلاد الجديد ليس عملية إنسانية، ولا يتم عن طريق المجهود البشري. بل هو عملية إلهية لأنه خلق جديد. ومََنْ غير الخالق يستطيع أن يقوم به؟! لما فسد الوعاء الذي كان يصنعه الفخاري، عاد وعمله وعاء آخر كما حسن في عينَي الفخاري أن يصنعه (إرميا 4:18). ومكتوب : "مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (أفسس 10:2) "وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ." ( أفسس 4: 24 ) عندما تساءل نيقوديموس: "كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هذَا؟" قال له المسيح: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ." (يوحنا 5:3) بهذه الكلمات أوضح الرب يسوع المسيح كيفية الميلاد الجديد؛ من الماء والروح. ويقول الرسول بولس: "أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ." (أفسس 26:5-27) ويقول الرب أيضًا: "لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلآكِلِ، هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي." (إشعياء 10:55-11) ويقول الرسول يعقوب: "شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ." (يعقوب 18:1) أما الرسول بولس فيقول: "لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ." (1كورنثوس 15:4) قال الرب يسوع: "اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ." (يوحنا 6:3) يصوّر الوحي المقدس حالة الإنسان قبل الميلاد الجديد بحالة الأرض في بدء الخليقة، فيقول: "وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ." (تكوين 2:1) وماذا كان يفعل روح الله؟ الجواب: "تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ، وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الأَرْضِ." (مزمور 30:104) وفي حزقيال 37 نرى صورة مباركة لعمل روح الله. لقد كانت البقعة ملآنة عظامًا يابسة جدًا، فقال الرب: تنبّأ على هذه العظام، فتنبّأت. وبينما أنا أتنبّأ كان صوت وإذا رعش فتقاربت العظام. فقال لي: قل للروح: هلمّ يا روح من الرياح الأربع وهب على هؤلاء القتلى فيحيوا. فحيوا، وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدًا. * رابعًا: علامات الميلاد الجديد الحياة الجديدة الميلاد الجديد يعني أن يتمتّع الإنسان بحياة جديدة. "إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." "وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ." (2 كور5: 17 ) ،(كولوسي 10:3) قالت فتاة تغيّرت: "إما أن يكون العالم كله قد تغيّر أو أن أكون أنا قد تغيّرت." * الحياة المثمرة هذه الحياة الجديدة لها ثمرها. "مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." ( أفسس 2: 10 ) قال المسيح: " بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ " (يوحنا 8:15) * النموّ الروحي أن يولد الإنسان طفلاً، هذا أمر طبيعي، ولكن أن يظلّ طفلاً كل حياته فهذا أمر غير طبيعي. وحينما يولد الإنسان الميلاد الجديد يولد طفلاً في الإيمان، ويحتاج إلى النمو الروحي "وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (2بطرس 18:3) * المحبة الأخوية يقول رسول المحبة: "كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا." (1يوحنا 1:5) والآن، ما هو موقفك؟ أنت بلا شك تعرف متى وُلدت الولادة الجسدية الأولى، ولكن هل وُلدت الولادة الثانية؟ وهل تعرف متى وُلدت هذه الولادة الثانية؟ إن الرب يسوع المسيح يقول لك الآن: "ينبغي أن تولد من فوق." لا تقل كيف أولد من فوق؟ هذا عمل إلهي. فقط سلّم نفسك لكلمته ولعمل روحه القدوس فيلدك الآن ولادة جديدة. احذر من أن تضيع منك هذه الفرصة، أو ترفض هذه الدعوة. قال المسيح: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ." وقال أيضًا: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ." عزيزي القارئ، "ينبغي أن تولد من فوق." * * * أشكرك أحبك كثيراً... الرب يسوع يحبك ... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك .. |
||||
31 - 08 - 2015, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 9076 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة موجهة لكل خاطيء
سلام لكم يا إخوتي من الله الحي الذي يحب الكل بلا تمييز أو أدنى فرق، وعلى الأخص كل من يرى نفسه أنه لا يستحق بكونه خاطي أو في حالة من الفجور أهبطته لأدنى وأحقر مستوى، جعلته في حالة عدم استحقاق لأي شيء حتى من قبول الناس لهُ...تأتيني رسائل كثيرة جداً فيها شكوى مريرة واعترافات عن خطايا متنوعة وكل واحد يرى أن خطيته أعظم مما تُحتمل، وأنها خطية عُظمى أكثر من غيره إذ أنها تفوق خطايا البشر كلهم لأنه بسببها حياته دُمرت وصار في حالة اشمأزاز من نفسه، كما أنه يوجد واحد قال ((سامحني يا أبي إني باقولك على خطايا عمرك ما تعرفها أو سمعت أن حد عملها، وعارف أو ودانك طاهرة لا تسمع هذا الكلام))... طبعاً لا أدري لماذا نتصور دائماً حينما نجد إنسان يحيا مع الله أنه صار بلا خطية أو ضعف أو مستحيل يسقط أو يضعف أو يخور في الطريق أو يصير مثل الابن الضال يضل عن أبيه ويعود مرة أخرى وأعظم مما كان... يا إخوتي كلنا إنسان، وقد تذوقنا - كُلنا بلا أي تمييز - مرارة الخطية وسمعنا عنها ونعرف كل أنواعها وأتعابها ومشقتها، والرب يُنادينا بالتوبة باستمرار وبلا توقف، أن سمعنا وأتينا هو يرحمنا ويطهرنا ويقبلنا ويغسلنا، فيا إخوتي لا تعطوا أحد أكبر من حجمه وتتصوروا أنه يوجد إنسان على وجه البسيطة لم يرتكب خطية أو لم يتذوق مرارتها قط مهما ما كان وضعه او شكله (خادم، كاهن، اسقف.. أي شخص)، لا أنا ولا غيري لأن كلنا إنسان... عموماً أولاً دعوني أخبركم بشيء قلته تكراراً ومراراً، أروني خطية واحدة جديدة ذات مُسمى جديد لم يرتكبها أحد في تاريخ العالم كله، أو أي واحد فيكم ارتكبها وتعتبر جديدة على مسامعنا ولم يعرفها أحدٌ قط، لأن لستة الخطايا منذ السقوط لليوم لم تتغير على الإطلاق، بل ولن تتغير، لأن لن يفعل أحد ما هو جديد تحت مسمى جديد لا نعرفه، فالخطية نتيجة الهوى الدفين، وأساسه ظلمة مستترة في القلب لم يدخل إليها نور المسيح الرب بعد، ولا تحتاج منا أن نركز عليها في ذاتها بل على مسيح القيامة والحياة الذي هو بذاته نور النفس ومبدد ظلمتها، وليس ولا واحد بلا خطية، لا أنا ولا أنتَ ولا أي مخلوق – على وجه الأرض كلها – يقدر يقول أنا عمري ما عملت خطية: [ أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا ] (1يوحنا 1: 8)فيا إخوتي لا تضلوا وتظنوا إني أنا أو غيري ليس له خطية، كلنا تحت ضعف طالما في الجسد مهما ما تقدمنا في الطريق الروحي، وطالما نحن في الجسد فنحن معرضين للسقوط أن لم نسهر على حياتنا لكي لا يأتي السارق ليسرق، أرجوكم لا أُريد أن أسمع من حد قط، أنه يقول أن فلان ليس له خطية... لكن تعلَّموا أن لا تنظروا للآخرين وتنحصروا في شخصيتهم بل أنظروا ليسوع المسيح الله الكلمة المتجسد وحده مبررنا الذي وحده فقط بلا خطية، وتيقنوا أنه لم ولن يوجد إنسان بلا خطية، لأن هل يوجد من هو أعظم من موسى وإبراهيم أب الآباء وداود النبي.. الخ، مع أنهم أخطأوا والكتاب المقدس أظهر أخطائهم، يعني داود نفسه قتل وزنى، فما هو أعظم من هذه الجريمة !!! فأنا والا حتى غيري ها يبقى أفضل منهم مثلاً !!! يا إخوتي أرجوكم لا أنا بل محبة المسيح، لا تحيوا على مستوى العهد القديم قبل إشراق نور المسيح الرب في ملء الزمان، لأن للأسف كثيرين يحيون عند تكرار [ خطيئتي أمامي في كل حين ] ويظل ينظر للخطية ويحيا حياة نكديه خالية من إشراق نور المسيح، ناسين ما نصليه على الدوام [ ونجنا من تذكُّر (أو تذكار) الشرّ الملبس الموت ]، فلنأخذ معنى خطيئتي أمامي في كل حين بمعناها العام وليس الخاص مركزين على أن المسيح هو برنا وحياتنا كلنا، لأن دمه صار بحر غسيل الدنسين، لأن دمه يطهر من كل خطية مهما ما كانت وأياً ما كانت، أم أنكم تستكثرون خطيتكم على دم المسيح وكأنها أقوى منه وأمامها يقف عاجزاً (حاشا يكون هذا قط)، فاحذروا جداً جداً ولا تقللوا من فعل قوة دم حمل الله رافع خطية العالم كله وأنا وانت من ضمن العالم لأنه لم يستثني أحد قط من بره.... كلنا الخطاة الفجار الأثمة الذين حبهم الله فبذل ابنه لأجلهم، كلنا مرضنا بأوجاع الخطية المدمرة لملكات النفس الروحية، وكلنا احتجنا للمخلِّص شافي النفس... مسيح القيامة والحياة يا إخوتي حي، وهو وسيطنا، وقد رفع الدينونة تماماً وفعلاً، فلماذا نحيا غير مؤمنين أنه يبرر الفاجر، وغير مؤمنين أنه يقيم الميت بالخطايا والذنوب، آمنوا تُشفوا..
أأخطأ واحداً فيكم ووقع في أشرّ أنواع الخطايا حسب ما يرى وهبط لأدنى مستوى من الأخلاق الفاسدة ووصل لأحقر ما يُمكن الوصول إليه، حسناً هذا طبعنا الإنساني الفاسد، لكن لنا إله حي قوي ذات سلطان فائق، إله مُخلِّص أقوى من ضعفنا وموتنا الذي وصل إلى حد: "قد أنتن"، لكن والحال هكذا قوموا الآن وانظروا إليه كما نظر شعب إسرائيل للحية النحاسية التي كانت مجرد رمز ظل باهت عن مسيح القيامة والحياة، فمسيحنا حي وحاضر حسب وعده بكل وكامل قوته وقدرته، فقط آمنوا وانظروا إليه ولا تنظروا لأفعالكم وانا فعلت أم لم أفعل، لأن حيثما يكون نظرك تكون حياتك... لا تتعجبوا من قولي لكم إني أرى في داخلكم ملامح الله الحلوة التي تولد في قلبكم حزناً للتوبة والشفاء، والتي تولِّد بدورها شوق خفي دائم لله القدوس الحي بمحبة مستترة كسرّ مخفي في داخلكم، بإيمان بسيط مثل شمعة في وسط الظلام، وهو قادر أن يُدخلكم لعرش الرحمة كل حين وكل وقت، حتى أنكم تستطيعون أن تقرعوا باب الله الرفيع فيُفتح لكم لأنها مسرة الله أن يفتح ويعطي كل أحباؤه الأخصاء، الذين هم مقبولين عنده لأن رأسنا يسوع يشفع فينا بدمه الذي به دخل إلى الأقداس مرة واحدة فوجد لنا فداءً أبدياً، فصرنا مقبولين فيه لا عن استحقاق فينا بل من أجل اسمه [ أكتب إليكم أيها الأولاد لأنه قد غُفرت لكم الخطايا من أجل اسمه ] (1يوحنا 2: 12)، وقد أصبح ضعفنا لا شيء أمام حبه العظيم وعمله الفائق، لأنه يرفعنا فوقه (أي فوق ضعفنا وكَسرِتنا وهزيمتنا) بالنعمة ويتراءف علينا ويغسلنا ويطهرنا وينقينا من خطايانا الذي نعترف بها دائماً كل حين أمامه [ ان اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهرنا من كل إثم ] (1يوحنا 1: 9) وعموماً كثيراً ما أرى فيكم، النداءات الإلهية واضحة في حياتكم، وارتباككم أتى من قلة الخبرة في الطريق الروحي والتعثر في الطريق الناتج من بعض الملابسات التي اربكتكم في عدم وعي والخلط في الأمور وانحصار النظر في الذات، وذلك لأنكم لم تحصلوا على الغذاء الحي الذي ينمي نفوسكم في البرّ ويربيكم في التقوى، حتى تحفظوا نفوسكم بالتسلح بالسلاح الإلهي لتقدروا أن تقاوم وقت المحنة بقوة نعمة الله والتمسك بالإيمان الذي به تغلبوا العالم لأنه مكتوب: [ لأن كل من ولد من الله يغلب العالم، وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا ] (1يوحنا 5: 4)... أما الآن عليكم أن تنسوا – تماماً – ما هو وراء ولا تذكروا سوى رأفة الله ومحبته الشديدة لكم، وواجب موضوع على كلينا الآن في أن نصلي بعضنا من أجل بعض وأن نشدد بعضنا البعض في طريق الحياة، طالباً من الله أبينا باسم ربنا يسوع في الروح القدس لكم ولي، أن يُعطينا الله معاً تلك القوة السماوية التي تحفظنا له أنقياء لنصير شركاء المجد الإلهي حسب عطية الله في المحبوب يسوع، لأنه صيرنا أبناء له في الابن الوحيد وجعلنا واحد في سرّ الكنيسة المقدسة التي نحن أعضاء فيها حسب تدبير تعطفات الله علينا، وأحب أن أكتب لكم كلمات القديس العظيم مصباح البرية القديس مقاريوس الكبير الذي أحبها جداً لأنها أمام عيني كل حين إذ قال:[ إن لم تُخلّصنا معونة القوة العليا (الروح القدس) من سهام الشرير الملتهبة، وأن لم نُحسب أهلاً لأن نكون أبناء بالتبني، فإن حياتنا على هذه الأرض تكون حينئذٍ باطلة وبلا هدف، إذ نوجد بعيدين عن قوة الله. لذلك فمن يُريد ويشتهي أن يصير شريكاً في المجد الإلهي، وأن يرى كما في مرآة صورة المسيح في داخل عقله، فينبغي أن يطلب معونة الله التي تتدفق منه بقوة – يطلبها بحب مشتعل لا ينطفئ وبرغبة حارة من كل قلبه وكل قدرته، ليلاً ونهاراً – هذه المعونة الإلهية التي لا يُمكن نوالها، كما قلت سابقاً، إن لم يتخلَّ الإنسان عن لذة العالم وعن شهوات ورغبات القوة المعادية، والتي هي أجنبية عن النور ومخالفة له وهي نشاط وعمل الشرير، وليس لها أي قرابة أو مشابهة لعمل الصلاح بل هي غريبة تماماً عنه ]
+++ أقبلوا مني كل احترام المحبة أخوية في المسيح رأسنا، ولتكونوا دائماً في تمام الصحة مُعافين دائماً باسم الثالوث القدوس الإله الواحد الذي يليق به كل تمجيد آمين +++ |
||||
31 - 08 - 2015, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 9077 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخادم والتمييز الروحي
الخادم والتمييز الروحي «ذوقًا صالحًا ومعرفةً علِّمني ..» (مزمور119: 66) إن مدرسة الله لا بد أن تُعلِّم وتُهذِّب كل أولاد الله، ولا سيما الذين هم في ميدان الخدمة. والذوق الصالح هو التمييز والفهم الذي يجعل الشخص يحكم الحُكم الصحيح في الأمور، ويتصرَّف حسنًا في المواقف المختلفة. وهذه الحاسة يُنشئها الروح القدس في الشخص المولود من الله، ثم تتدرَّب مع الزمن وتنمو كباقي الحواس الروحية، بحيث يستطيع المؤمن أن يفهم طبيعة ونوعية الأشخاص الذين يتعامل معهم من حيث تكوينهم النفسي، وخلفياتهم، وظروفهم، واحتياجاتهم سواء الروحية أو النفسية أو الاجتماعية أو المادية. ويُميِّز الاختلافات بين هؤلاء. فهذا سيفرض أسلوبًا خاصًا في التعامل يختلف من الواحد للآخر، ويختلف مع الشخص نفسه من ظرف لآخر، ومن مرحلة إلى أخرى. * إنه يعرف كيف يتعامل مع الآباء والأمهات بكل أدب واحترام، وكيف يتعامل مع الشيوخ بكل وقار وخضوع، وكيف يتعامل مع الشبان والشابات بكل تعقل ونقاء وطهارة وعفة بما يتناسب مع قداسة الله. وكيف يتعامل مع الأصغر سنًا بكل عطف ورفق. كيف يتعامل مع الأغنياء والفقراء دون تفضيل أو ازدراء. ومع الأقوياء والضعفاء، من حيث الضمير، حتى لا يُعثر أحدًا. ومع الأذكياء والمتفوقين، أو البُلداء والفاشلين، عالـمًا أن المسيح قد مات لأجل الجميع، وأن الله قد اختار جُهال العالم والمزدرى وغير الموجود، لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه (1كورنثوس1: 27-29). وهذا كله يتطلـَّب الذوق الصالح والتمييز في الشخص الذي يخدم. * كذلك يجب عليه أن يحفظ نفسه غير ثقيل على أحد، وليفرض نفسه على الآخرين، بل يكون عفيف النفس، لا يطمع في أحد، ولا يشتهي ما يخصّ الآخرين. لا يطلب شيئًا لنفسه، ويقنع بأقل القليل، ويشعر بالامتنان والمديونية لكل مَن يُقدِّم له خدمة خاصة أو عناية خاصة. إنه يعيش بمبدإ «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» (أعمال20: 35)، مُتمثِّلاً بالسيد الذي جاء لا لكي يُخْدَم بل لكي يَخْدِم، ويبذل نفسه فدية عن كثيرين (مرقس10: 45). * إنه يحترم حقوق الآخرين، وخصوصياتهم، ويكون أمينًا على أسرارهم، ليظل جديرًا بثقتهم. ويحافظ على مشاعرهم لكي لا يجرح أحدًا بكلمة أو تصرف، حتى يكون مقبولاً من الجميع. * لا ينبغي أن يصعد على أكتاف الآخرين، ولا يزاحم على الخدمات الظاهرة، ولا يحاول أن يسود على الأنصبة، أو يُشعر الآخرين بأنه الأفضل، وأنه الوحيد الذي يفهم، والوحيد الذي يعمل، وبدونه سينهار العمل، فيحتقر ما يعمله إخوته، ويحكم بالفشل على كل الإنجازات طالما تَمَّت بدونه. ما أردأ هذه الروح، وما أبعدها عن الذوق الصالح! * إن الذوق الصالح يجعل صاحبه لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي، ويحسب الآخرين أفضل من نفسه، ويشعر أنه واحد من كثيرين في ميدان الخدمة. هكذا كان بولس يقرن نفسه بآخرين، حتى لو كانوا أقل منه في الخبرة والموهبة مثل تيموثاوس وسلوانس. وكان يُسرُّ بما يعمله الآخرون مثل أبلوس. وقد علَّم المؤمنين في فيلبي هذا الدرس قائلاً: « لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا. » (فيلبي2: 4). أي أنه يُقدِّر ويمتدح ما يفعله الآخرون. وهذا هو الذوق المسيحي المطلوب في كل خادم حقيقي للرب. * كذلك يجب أن يكون مُسرعًا في الاستماع، مُبطئًا في التكلُّم (يعقوب1: 19)، مُعطيًا الفرصة للآخرين ليُعبِّروا عن أفكارهم، ولا ينبغي أن يحتقر آراءهم أو يصدَّهم لئلا يُعثرهم. وعندما يخدم لا ينبغي أن يكون هو المتكلِّم في كل مرة، وإذا تكلَّم يكون مختصرًا وهادفًا ومُحدَّدًا لكي لا يملّ منه السامعون. ويجب أن يُميِّز حالة الأشخاص الذين يخدمهم وطاقتهم. ويجب أن يعرف متى يتكلَّم ومتى يصمت. وعندما يتكلَّم ماذا يقول، وما الذي لينطق به ولا يخرج من شفتيه ما يَسوء مهما كان. فالذوق الصالح يتضمن الأسلوب والألفاظ التي يستخدمها لكي يعطي نعمة للسامعين، وتكون فقط حسب الحاجة. ولا ينبغي أن يدَّعي المعرفة في كل الأمور، وليس عيبًا أن يستشير مَنْ هم أكثر خبرة ومعرفة. * كذلك وهو يتعامل مع أخطاء الآخرين وضعفاتهم يجب ألا يشهِّر بهم، ولا يكون كثير الانتقاد، بل بروح المحبة والوداعة يعالج الأمور ويسترها، وبكل تواضع يكون ناظرًا إلى نفسه لئلا يُجرَّب هو أيضًا. ويجب أن يُميِّز متى يكون العلاج على انفراد ومتى يكون أمام آخرين. * كذلك يظهر التمييز في اختيار الوقت المناسب من جهة ظروف الآخرين، لزيارة خاصة أو لقاء فردي أو جماعي، وأيضًا في اختيار الموضوع المناسب طبقًا لاحتياج النفوس التي يتعامل معها. فيقدِّم التشجيع عندما يراهم خائرين وحائرين ومضطهدين، ويُكلِّمهم عن النعمة عندما يراهم منكسرين وفاشلين ومُحبَطين وشاعرين بعدم الاستحقاق. ويكون من الحماقة أن يكلِّم هؤلاء عن المعاملات التأديبية والقضائية في هذا التوقيت. بينما يكون مناسبًا أن يتكلَّم عن القداسة والتأديب إذا رأى فيهم التهاون والشرور وكل ما يهين الرب، وأنهم لا يفهمون النعمة بالشكل الصحيح ويعتبرونها أنها التساهل مع الشَّر. وهذا ما ذكره يهوذا في رسالته قائلاً: « وَارْحَمُوا الْبَعْضَ مُمَيِّزِينَ ، وَخَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ، مُخْتَطِفِينَ مِنَ النَّارِ، » (يهوذا 22، 23). وهكذا كان الرب يسوع يتكلَّم أحيانًا عن محبة الله وعطية الله وغفران الله ولم ينطق بكلمة عن الدينونة أو عن نتائج الخطية من حيث الزرع والحصاد، بينما في مواقف أخرى كان يُوبِّخ الفريسيين ويحذّرهم ويتكلَّم عن الدينونة والهلاك والجحيم الأبدي. * أخيرًا فإن التمييز يشمل معرفة الاحتياجات الروحية والمادية للنفوس، ومن عدم التمييز أن تسدَّد الأعواز الروحية بأمور مادية، أو الأعواز المادية برسالة روحية. وهذا ما كان يفعله رب المجد عندما كان يُعلِّم ويكرز ويشفي ويُطعم، ويُعزِّي النائحين، في تمام المناسبة بحسب احتياج النفوس التي حوله، فما أروعه مثال! * * * بركة الرب لكل خادم و قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح. أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع يحبك ... |
||||
31 - 08 - 2015, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 9078 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ بقلم الاب القمص أفرايم الأنبا بيشوى + من منا لا يبحث عن الراحة لنفسه المتعبة؟ ومن لا يسعي للحصول على السلام الداخلي والشعور بالرضا عن النفس والسلام مع الله والغير؟. قد يركض الإنسان وراء راحة البال وكانها سراب نطارده ولا ندركه فتمتلئ النفس بالهم والفكر بالقلق ويصاب الجسم بالأمراض والروح بالحزن!. ولقد دعانا الله ان ناتي اليه ونتعلم منه ونلقي همومنا عليه وهو يحملها ونعترف بخطايانا وهو يغفرها ونبثه متاعبنا وهو يريحنا وهو الذى قال: { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ}(مت 11 : 28- 30). يدعو السيّد المسيح المتعبين جميعًا لنوال الراحة ففيه نكتشف محبّة الآب الفائقة ونتعرّف على حنوّه نحونا، لهذا يقول الرسول بولس: { الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟! من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرّر! من الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالأحرى قام أيضًا الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا!}(رو 8: 32-35). في المسيح يسوع عرفنا الآب كمحب البشر لم يبخل علينا بشيء بل قدّم ابنه فِدية عنّا. فماذا نطلب بعد؟! وفي المسيح رأيناه الديّان ولشفيع في نفس الوقت. المسيح يسوع سرّ راحة لجميع المتعبين. منه نتعلم الوداعة فقد جاء الي ارضنا وعاش ينادي بالمحبة للجميع حتى نحو الأعداء وفى تواضع الحكماء جال يصنع خير ورحمة نحو الجميع وعلمنا أن لا نهتم بالغد بل نثق فى الله الذى يهتم بطيور السماء وزنابق الحقل. + أن أردنا إن نحصل على راحة البال علينا ان نتحلي بالمحبة والنوايا الحسنة تجاه الكل ونسعي للقيام بعمل ما ينبغي علينا القيام به من واجبات فى كل يوم فى علاقتنا بالله ومن حولنا وفى العمل باخلاص كقول الكتاب { ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس} (اع 24 : 16). ثم علينا إن نطلب المغفرة والسماح عن التقصير من الله ونغفر لنفوسنا الاشياء التي لم نكن فيها كما يجب من أقوال أو تصرفات أو سلوك ونراعي أن لا تتكرر الأخطاء ونعالج ضعفاتنا بحكمة وصبر وطول بال فى بساطة وبدون تعقيد. نزرع المحبة أن حتى إن واجهنا الكراهية فالنار لا تطفئها النار بل الماء والنور يطرد الظلام والغبطة فى العطاء أكثر من الأخذ. + علينا إن نعيش فى حدود يومنا فلا نقلق على ماضى قد ولي ولن يعود وننسي ما هو وراء ولا نقلق علي ما هو لم يات بعد فالمستقبل فى يد الله الأمينة ونعمل عمل اليوم فى ثقة بالله والنفس. نحيا فى رضا وقناعة بما نملك ونسعد بالاشياء الصغيرة التي بين أيدينا، نسعي الي فهم الآخرين وأسعادهم. نمنح المحبة والأبتسامة لمن حولنا ونقدم لهم الكلمة الطيبة برغبة صادقة فى مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، نبتعد عن النزاعات والمجادلات العقيمة. نشكر الله على كل شئ { اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم} (1تس 5 : 18). نجلس مع نفوسنا ولو عشرة دقائق كل صباح لشكر الله فى هدوء على نعمة الكثيرة وعلي اليوم الجديد وعلي نعمة الحياة والهواء والماء وفرصة العطاء وعلي كل ما لدينا من أشياء. نصلى من أجل أن يهبنا الله سلامه الكامل { وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع }(في 4 : 7) + البساطة وعدم التعقيد نعمة تمنح راحة للنفس. يدخل البسطاء باب الراحة الحقيقيّة خلال اتّحادهم بالسيّد المسيح نفسه. يحملونه فيهم، فيجدون نيره هيّن وحمله خفيف، فتستريح نفوسهم في داخله. حقًا لقد دعانا السيد المسيح لحمل الصليب، لكن مادام الصليب خاص به والموت هو شركة معه تتحوّل الآلام إلى عذوبة والموت إلى حياة والصلب إلى قيامة، بهذا يصير النير هيّن، لأنه نير المسيح، والحمل خفيف لأنه حمل المخلص. أنا لست بحاجة لامتلاك ما يمتلكه الآخرون كي أستمتع بالحياة، فالله نصيبي ومعه لا اريد شئ على الأرض. والقناعة كنز لا يفنى، وان كان لاحد كثير فليس حياته فى أمواله بل يكثر المال مقرونا به الكدر. + علينا أن نغفر ونسامح عندما يُساء إلينا، أو تـُجرح مشاعرك، علينا أن ندرّب أنفسنا على سرعة المسامحة والغفران. فلا نحتفظ بكراهية لأحد في قلوبنا فنحمل عب ثقيل يمرر حياتنا بل يجب أن نتخلص من مشاعر الغضب والضغينة التي بداخلنا من أجل سلامنا الداخلي وراحة نفوسنا وعندما نفعل هذا سنشعر بمدى الراحة فى المغفرة والصفح وننال المغفرة من الله. سليمان الحكيم بعد أن جرّب كل شيء في الحياة، صرَّح في النهاية قائلاً: {فلنسمع ختام الامر كله اتق الله واحفظ وصاياه لان هذا هو الانسان كله} (جا 12 : 13). |
||||
31 - 08 - 2015, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 9079 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
متى نعي خدمتنا
عندما نرى أو نسمع عن الشباب الذي يسقط كل يوم في خطايا متنوعة تتعبه وتؤرق حياته وتدفعة للإحباط وأحياناً لليأس المُدمرّ للنفس، أو نسمع عن الشباب الغير مُبالي بالتوبة والحياة مع الله، فأننا نجوز بفكرنا سريعاً على هذه الأمور غير مُبالين أو مُهتمين، بل وأن اهتم البعض فأنه يحكم وينتقد ويعلن غضبه على هذه الأفعال بل وقد يسعى أن يطردهم خارجاً، وبعد هذا كله ندخل مخدعنا بقلب هادئ وعقل راجح ولا نشعر بأي نوع من الضيق ولا نئن ولا نتنهد ولا نتوجع، وقصة السامري واللصوص نعيشها بإتقان مُذهل بأكثر هوان واستهتار وعدم مُبالاة من الكاهن واللاوى الذين مروا على المجروح وتركوه بين حي وميت !! فمتى ندرك أن الخدمة ليست مجرد وعظ ولا تقديم دراسة ولا مُجرد كلمات، بل هي حمل أثقال الآخرين، وتثقل القلب بأحمالهم والشعور بأوجاعهم وحملها على أكتافنا لوضعها أمام مسيح القيامة والحياة مع توسل ودموع لكي يمد يده بالشفاء العاجل ويرفع عنهم ثقل أمراضهم الداخلية ويفك أسرهم من الخطية والشرّ والفساد... فأحياناً نمر على إخوتنا الذين نراهم ساقطين، مثل الذين أرادوا أن يرجموا المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل، لأننا نفتح أفواهنا صارخين للدينونة، نُمسك الحجارة بين أيدينا مستعدين للرجم كغيورين على وصية الله !!! وقد نسينا أن الله أعطانا خدمة المُصالحة وقال "أشفوا مرضى"، فليتنا ننظر لكل مريض بالخطية حاملاً أوجاع الموت لنقدم له من علبة الأدوية المقدسة، كلمة الله، قوة شفاء مع عزاء لكي يُشفى ويتقوى ويتشدد ويعود لله الحي بتوبة سريعة آمين |
||||
31 - 08 - 2015, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 9080 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأستراح الله في اليوم السابع، هل الله يتعب؟
لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ. (خر 31: 17)، إِلَهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. (إش 40: 28). فكيف يقول الكتاب إن الله يتعب ولا يتعب؟ الله روح، ومن صفات الروح أنه لا يتعب بل هو دائماً في حالة حركة وتأهب ونشاط، بعكس الجسد (مر 14: 38، مت 26: 41) فلا يُمكن أن يُصيبهُ التعب لأنه غير مادي فلا يتأثر بما به الماديون، بل إن الرب ذاته دائماً يعمل ويسمع الصلوات ويستجيب ويتفاعل في التاريخ، لذلك يكتب العلامة اوريجينوس: إننا نرى الرب دائمًا يعمل، لا يوجد سبت يكف فيه عن العمل، منذ ذلك اليوم الذي فيه "يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين" (مز147: 8)، أو "الكاسي السموات سحابًا المهئ للأرض مطرًا المنبت الجبال عشبًا"، "هو يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان"، " أنا أميت وأحيي" (أي5: 18)، وأيضًا المسيح الرب في الأناجيل يجيب على اليهود الذين يتهمونه بالعمل والشفاء يوم السبت " فأجابهم يسوع أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يوحنا5: 17)، مشيرًا بهذا أنه لا يوجد أي وقت يستريح فيه الرب من السهر على أحوال العالم ومصائر الجنس البشري. لأنه منذ البداية، قد خلق المخلوقات وخلق مواد عديدة من حكمته كخالق وعلم أنها تكفي حتى نهاية العالم، بل يقول: "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20)، فالرب لا يكفّ عن عنايته الإلهية وتوفيره لها[1]. ويقول ق. أغسطينوس: إنه لم يتعب ولا احتاج إلي راحة، كما أنه لم يترك عمله حتى الآن، إذ يقول ربنا المسيح بصراحة: "أبي يعمل حتى الآن" (يو 5: 17)[2]. ويقول القديس إكليمنضس السكندري بأن الله لا يحتاج إلى يوم للراحة كالإنسان فإنه لا يتعب ولا يمسه ألم ولا عوز[3]. فما معني كلمة إستراح الله هُنا؟ اولاً: الكلمة العبرية (שָׁבַת- شاباث) وتعني: توقف، كفَّ، وصل إلي النهاية[4]. وقد تُرجمت بالفعل إلي توقف[5] وأنهيَّ[6] في كثير من النصوص الأُخري. ويعلق العالم د. ديريك كدنر: أستراح تعني حرفياً كفَّ، إنها راحة الإنجاز لا راحة عدم النشاط، فإن الله يعول ما يخلقه[7]. ويؤكد ذلك يوحنا ذهبي الفم: لا يعني (راحة الله) البطالة بل انتهاء التعب، فإن الله لا يزال يعمل حتى الآن كما يقول المسيح (يو 5: 17)[8]. لذلك يقول القديس أغسطينوس: إننا نستريح عندما نصنع أعمالاً صالحة. كمثال لذلك كُتب عن الله أنه "استراح في اليوم السابع"، وذلك عندما صنع كل أعماله وإذا بها حسنة جدًا[9]. وهذا أيضاً ما يُريده النص الكتابي إذ يقول: وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. (تك 2: 2)، ويقول كاتب العبرانيين: لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. (عب 4: 10) ثانياً: راحة الله أيضاً تعني راحته في خليقته وراحتنا فيه، فالله يستريح في سكناه في ومع خليقته إّذ يقول: وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمٍَ.(أم 8: 31)، وكما يقول القديس أغسطينوس: راحة الله تعني راحة الذين يستريحون في الله[10]. ويقول ق. غريغوريوس النيزنزي: الله يستريح بين قواته المُقدسة، وهو مُحَّبب إليه أن يسكن بينهم. وهكذا يُقال عن الله إنه جالس أو مُستريح[11]. ثالثاً: أعطت لنا رسالة العبرانيين بعداً جديداً عن مفهوم الراحة هُنا، فتقول: لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابِعِ: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ».5وَفِي هَذَا أَيْضاً: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي».6فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْماً يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ،7يُعَيِّنُ أَيْضاً يَوْماً قَائِلاً فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هَذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ»....10لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. 11فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هَذِهِ عَيْنِهَا. (عب 4: 4- 11)، فراحة الله وراحتنا فيه هي في الدهر الآتي وليس في هذا العالم لأننا مازلنا نعيش في اليوم السابع أما راحة الله فهي في نهاية اليوم السابع أي في نهاية العالم يوم قيامة الأموات. ويقول اوريجين: السبت الحقيقي هو الذي فيه "يستريح الرب من جميع أعماله"، سيصبح العهد الآتي متى " هرب الحزن والتنهد " (أش35: 10)، وسيصبح الرب " الكل وفي الكل " (كو3: 11)[12]. ويقول القديس ميثوديوس الأوليمبي: لأن الجمال المعنوي الغير مادي (الله)، الذي ليس له بداية وغير فاسد، ولا يتغير، ولا تصيبه الشيخوخة، ولا يحتاج إلي شئ، يستريح في نفسه، وفي ذات النور الذي في أماكن لا يُمكن التحدث عنها، أو الإقتراب منها، وتشمل كل الأشياء في مُحيط قوته[13]... لأنه في ستة أيام عمل الله السماء والأرض، وأنهي خلقة العالم كله، وأستراح في اليوم السابع من كل عمله الذي عمل، وبارك اليوم السابع وقدسهُ.. وذلك يُشير إلي أنه عندما ينتهي العالم في إنتهاء السبعة الف سنة، عندما يتم الله عمل العالم، سوف يفرح فينا (مز 104: 31).. حينئذ عندما تتم الأزمنة سوف يتوقف الله عن الخلق في الشهر السابع، يوم القيامة العظيم[14]. ويكتب الاب تادرس يعقوب: إن كان الله قد استراح في اليوم السابع، فإن الستة أيام تشير إلى الحياة الزمنية حيث يعمل الله على الدوام لحسابنا حتى متى جاء يوم الرب العظيم أي السبت الحقيقي يستريح الله بقيامتنا ولقائنا معه في الأمجاد، حيث يعلن كمال خلاصنا روحيًا وجسديًا، ونوجد هناك معه وفيه إلى الأبد، في "السماء الجديدة والأرض الجديدة" (رؤ ٢١: ١)، في المدينة المقدسة أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها، والتي قيل عنها: "هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكونون له شعبًا، والله نفسه يكون معهم إلهًا" (رؤ ٢١: ٣). هذه هي الراحة الحقة لله والناس، أو هو سبت الرب وسبتنا، وقد سبق لنا إدراك أن السيد المسيح هو "راحتنا الحقيقية" أو "سبتنا الحقيقي"، فيه استراح الآب في البشرية إذ وجدنا أعضاء في الجسد ابنه مقدسين ومتبررين، وفيه استرحنا في الآب إذ نجده أبانا السماوي بتمتعنا بالبنوة لله بثبوتنا في الابن الوحيد. تحققت الراحة بقيامة السيد المسيح من الأموات حيث أقامنا معه معطيًا إيانا سلطانًا على الموت وغلبة على الجحيم وتحطيمًا للخطية. فصار لنا حق الدخول إلى السماويات حتى حضن الآب باتحادنا في القائم من الأموات وللآب أن يقبلنا فيه كأعضاء جسد ابنه المحبوب[15]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ [1] عظات علي سفر العدد، 23: 4 [2] On Ps. 93. [3] Strom. 6: 16. [4] Dictionary of Biblical Languages with Semantic Domains : Hebrew (Old Testament) (DBLH 8697, #3). [5] وقد تُرجمت الكلمة (שָׁבַת- شاباث) إلي توقف في هذه النصوص: Neh 4:11 them and kill them and stop • the work. Neh 6:3 come down. Why should the work stop while Ezek 16:41 • I will make you stop • playing the whore, Ezek 26:13 And I will stop the music of your songs, Ezek 34:10 stop to their • feeding the sheep. [6] تُرجمت نفس الكلمة (שָׁבַת- شاباث) إلي (أنهي، نهاية) في هذه النصوص: Prov 18:18 The lot puts an end to quarrels and decides† Isa 13:11 • I will put an end to the pomp of Isa 16:10 I have put an end to the shouting. Isa 21:2 sighing she has caused I bring to an end. Ezek 12:23 I will put an end • to • this • proverb, Ezek 23:27 Thus I will put an end to your lewdness • and • Ezek 23:48 end to lewdness in the land, that all • Ezek 33:28 and her proud might shall come to an end, Dan 9:27 shall put an end to sacrifice and offering. Dan 11:18 put an end to his insolence. • • Indeed, Hos 2:11 end to all her mirth, her feasts, her new Amos 8:4 bring the poor of the land to an end, [7] التفسير الحديث ص 56. [8] In John, hom 36: 2 [9] On Ps. 93. [10] City of God 11: 8. [11] On Pentecost, fourth oration, NPNF, 2 ser, vol, VII, p. 325. [12] عظات علي سفر العدد، 23: 4 [13] وليمة العشر عذاري، 6: 1. [14] وليمة العشر عذاري، 9: 1 [15] تفسير الرسالة الي العبرانيين، ص 46، 47 |
||||