![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 90721 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "عندما يقترب مني الأشرار ليأكلوا لحمي، الذين يضايقونني وأعدائي هم ضعفوا وسقطوا. وإن يحاربني عسكر فلن يخاف قلبي. وإن قام عليّ قتال فبهذا أنا أرجو" [2-3]. اقترب إليه الأشرار ليأكلوا لحمه ويفنوه، وكان أعداؤه قادرين، لكن إلهه القدير هو أقدر منهم. لقد اعتاد الأشرار أن يذبحوا شعب الله ويأكلونهم كخبز (مز 14: 4). هم فاعلوا شر (26: 5)، يؤذون (إر 25: 6) ويضرون (1 صم 26: 21) ويضغطون (مز 44: 2)، يسببون ضيقًا (أم 4: 6) ويغيظون الآخرين (عدد 20: 15)... فما هو موقف القدير؟ أنه لم يمنعهم من ممارسة شرهم قسرًا، إنما بحبه الخلاصي قدم جسده الواهب الحياة مأكلًا، حتى نتقبل نحن أعضاء جسده أن نقدم أجسادنا طعامًا لاخواتنا في البشرية بروح الحب الباذل، يأكلوننا فيتحولون من ذئاب مفترسة إلى حملان وديعة. لهذا يقول ربنا يسوع لتلاميذه: "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب" (مت 10: 16). إذًا ليأكل الأشرار لحمي، فإن المسيح الساكن فيَّ قادر أن يُحوّل حياتهم الشريرة إلى حياة مقدس... يعرف كيف يصيرني إناءّ يحمل آلامًا من أجل المسيح. لقد كان شاول الطرسوسي مضطهدًا للكنيسة يأكل لحوم أبنائها، لكنه أخيرًا تحول إلى بولس الرسول الذي قيل عنه: "لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي" (أع 9: 16). أكل الوثنيون لحم القديس مرقس بالإسكندرية حتى سال دمه في شوارعها، فتحولت الإسكندرية إلى مدينة مقدسة تضم كنيسة المسيح الحية. * "عندما يقترب مني الأشرار ليأكلوا لحمي" [2]. حينما يقترب الأشرار ليتعرفوا عليّ ويهينونني ويتبجحون عليّ لأنني أسعى نحو ما هو أفضل ليس فقط يزعجون نفسي بأسنانهم اللعينة بل وأيضا يضايقونني بالرغبات الضآلة... يعثرون ويسقطون... * ما معنى "لحمي"؟ إنها غرائز طبيعتي الدنيا. ليثر (الأشرار) ويسعوا ضدي فإنهم إنما يُفنون فيَّ ما هو مائت (شهواتي الجسدية)، لكن يبقى فيَّ ما لا يستطيع مضطهديّ بلوغه، الهيكل الذي يسكن فيه إلهي. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 90722 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * "عندما يقترب مني الأشرار ليأكلوا لحمي" [2]. حينما يقترب الأشرار ليتعرفوا عليّ ويهينونني ويتبجحون عليّ لأنني أسعى نحو ما هو أفضل ليس فقط يزعجون نفسي بأسنانهم اللعينة بل وأيضا يضايقونني بالرغبات الضآلة... يعثرون ويسقطون... القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 90723 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * ما معنى "لحمي"؟ إنها غرائز طبيعتي الدنيا. ليثر (الأشرار) ويسعوا ضدي فإنهم إنما يُفنون فيَّ ما هو مائت (شهواتي الجسدية)، لكن يبقى فيَّ ما لا يستطيع مضطهديّ بلوغه، الهيكل الذي يسكن فيه إلهي. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 90724 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إذًا فليقترب العدو مني وليثر ضدي، فإنه إنما يأكل لحمي، أي خلال حربه ضدي لا يقدر أن يقتحم حياتي الداخلية- ملكوت السموات القائم فيّ- إنما يدخل بيّ إلى الضيق الجسدي أو النفسي إلى حين لأخلع الشهوات الجسدية واجتاز طريق المسيح الضيق بطهارة ونقاوة. "وإن يحاربني عسكر (جيش) فلن يخاف قلبي" [3]. ما من قوة بشرية اجتمعت وتآمرت ضد إله القوات (دا 11: 38)، وما من حشود جيوش إلا وصارت في نظر الله كعشب الجندب؛ فإن عناية الله غالبًا ما تحارب ضد الجانب الأقوى (الظالم) (جا 9: 11). * الإمبراطور إذ تحرسه قواته لا يخاف شيئًا، هكذا يحمي الأموات المائت فلا ينزعج؛ فهل إذا ما حرس غير المائت يخاف الأخير وينزعج؟! القديس أغسطينوس الجيوش لا ترهب المؤمن لأنه يحتمي بالله السرمدي غير المائت، يرسل ملائكته لحراسته، بل ويكون هو نفسه ستر له (مز 32: 7). المؤمن وقد استنار بالروح القدس لا يخشى حتى الشيطان وكل جنده أو جيوشه. إنه يؤمن بالله الذي يبيد قوات الظلمة بصليبه، فلا يكون لعدو الخير ولا للخطية سلطان في قلبه، إذ ينعم بملكوت الله في داخله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 90725 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * الإمبراطور إذ تحرسه قواته لا يخاف شيئًا، هكذا يحمي الأموات المائت فلا ينزعج؛ فهل إذا ما حرس غير المائت يخاف الأخير وينزعج؟! القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 90726 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حصانةً في كنيسة المسيح: إذ تكدست الجيوش حول داود وجد في الله وحده الملجأ الأمين... وعوض التفكير في مقاومة الأعداء انسحب قلبه إلى بيت الرب، إلى كنيسة المسيح التي يقيمها روح الله داخله، وإلى العبادة الجماعية المقدسة، حيث يتمتع بعذوبة سكنى الرب في القلب كما في وسط الجماعة. هذا ما عبّر عنه المرتل بقوله: "واحدة سألت من الرب، وإياها ألتمس: أن أسكن في بيت الرب سائر أيام حياتي. لكي أنظر نعيم الرب، واتعاهد هيكله المقدس. لأنه أخفاني في خيمته في يوم مضراتي؛ سترني في ستر مظلته. وعلى صخرة رفعني والآن هوذا قد شرف رأسي على أعدائي. طفت وذبحت في مظلته ذبيحة التسبيح، اسبح وأرتل للرب" [4-6]. إن كان هدف عدو الخير أن يثير حولنا القلاقل لكي يشغلنا بها عن إلهنا القدوس، فلا ننعم بالشركة معه، فإن المؤمن الحقيقي - بروح الحكمة - ينسحب قلبه إلى كنيسة الله أو إلى بيت الله معلنًا شوقه أن يوجد مع الله كل أيام حياته. ماذا أعلن النبي وسط آلامه؟ أ. عدم انحرافه عن هدفه: بناء بيت للرب ليسكن هو أيضًا مع الرب. ب. تأمله وبهجته في الرب، الحال في هيكله المقدس. ج. حمايته في خيمة الرب، واختفاءه في ستر مظلته. د. ارتفاعه على الصخرة. ه. غلبته على أعدائه. و. تقديم ذبائح الهتاف والتسبيح. أ. عدم انحرافه عن هدفه: كانت أشواق داود النبي والملك تتركز في بناء بيت الرب، بقصد السكنى الدائمة بالقلب في المقادس الإلهية، وكما يقول هنا إن رغبته الوحيدة واشتياقه الوحيد الذي يملأ قلبه، وفيه تتجمع كل الاشتياقات الأخرى وتتحقق: أن يعيش في شركة دائمة مع الرب ما أمكن، عندئذ يملك كل شيء. اشتاق إلى السكنى في بيت الرب ليعبده ويتمتع بحمايته. هذا ويلاحظ أن الكهنة أنفسهم لم يقيموا بالفعل في الهيكل؛ لهذا لم يقصد المرتل السكنى بالمفهوم الحرفي، إنما عنى به السكنى الروحية. يُريد أن يسكن قلبه هناك ككاهن روحي لله. بالرغم من أن المرتل يبدأ مزموره بالإعلان عن علاقته الشخصية مع الله بكونه نوره ومخلصه وحصن حياته، نراه هنا يعرفه من خلال الجماعة (بيت الرب)، فهو محب جدًا لبيت الرب وللعبادة العامة الليتروجية. وكأنه لا انفصال بين حياة الإنسان الخاصة مع الله وعلاقته به خلال الجماعة المقدسة. يشتهي المرتل أن يسكن في بيت الرب سائر أيام (وليس ليالي) حياته. لقد وجد المرتل في الرب نوره الذي به تنقشع ظلمة ليله، وكما يقول القديس أغسطينوس: [إن حياة المرتل خاليه من الليالي، ولا مكان للظلمة فيها]. * ها أنتم ترون ما أحبه أنا... إنه لمشهد عجيب أن أُعاين جمال الرب نفسه! عندما ينتهي ليل (المرتل) يشتاق أن يستريح إلى الأبد في نور الله. فلا يكون ليلنا بعد، إذ يشرق الصبح بفجره علينا. القديس أغسطينوس يُلاحظ أن المرتل يدعو الكنيسة هنا بأسماء وألقاب متعددة، كل لقب له هدفه: - بيت الله: يشير إلى سكنى الله وسط شعبه، وسكنى المؤمن مع الله. - هيكله المقدس: يشير إلى القداسة كجمال القدوس، بها ننعم برؤية الله، والنظر إلى نعيمه. - خيمته: يشاركنا تغربنا في العالم، له خيمته، حيث يقيم معنا، ويرحل معنا، حتى يحملنا إلى سمواته... كان مجد الرب يحل في الخيمة المقدسة! - مظلته: يستر علينا من حرّ التجارب. - صخرة: يرفعنا فيه فلا تتسلل الحية إلينا، حيث لا تستطيع الزحف الصخرة الملساء. ب تأمله وبهجته في الرب الحّال في هيكله المقدس: "لكي أنظر نعيم الرب، واتعاهد هيكله المقدس" [4]. الله القدوس يسكن في هيكله المقدس، يفيض على كنيسته بالحياة المقدسة، لينعم المؤمن بالقداسة التي بدونها لا يقدر أحد أن يُعاين الله. النفس التي تتقدس للرب تحسب هيكلًا له، عذراء عفيفة للمسيح. وكما يقول القديس جيروم: [طوبى للنفس؛ طوبى للعذراء التي لا يوجد في قلبها موضع للحب سوى حب المسيح، لأنه في ذاته هو الحكمة والطهارة والصبر والعدل وكل فضيلة أخرى]. ج. حمايته في خيمة الرب: "لأنه أخفاني في خيمته في يوم مضراتي؛ سترني في ستر مظلته". يرى القديس أغسطينوس خيمة الرب أو مظلته تشير إلى تجسده، حيث أخلى ذاته وأخفى لاهوته حتى يُتمم عمل الخلاص بالصليب فنختفي فيه من كل سهام العدو ونستتر به من عار الخطية. * لأنه أخفاني في تدبير كلمته المتجسد خلال التجربة التي تعرضت لها حياتي المائتة. سترتني في ستر مظلته، حماني منذ أن ملك في قلبي الإيمان الذي يُبررني (رو 10: 10). على صخرة رفعني، لكي يقودني إلى الخلاص بالمعرفة المكشوفة التي لإيماني؛ فقد جعل إيماني كحصن منيع متأسس على قوته. القديس أغسطينوس مظلة المسيح التي يُخبئني فيه هي جسده القائم من الأموات، الذي فيه أحتمي من طبيعتي الفاسدة بالسكنى فيه. مكتوب: "في ذلك اليوم أقيم مظله داود الساقطة" (عا 9: 11). * المظلة هنا تشير إلى الجسد المقدس المكرم، هيكل الله، المولود من العذراء، الذي يسكن فيه المؤمن كرفيق لجسد الرب... فقد أخذ لنفسه طبيعة كل جسد، وإذ صار بهذه الطريقة الكرمة الحقيقية جمع في نفسه عنصر كل فرع. القديس هيلاري أسقف بواتييه يوجد ارتباط بين الخيمة والمظلة، حيث كلاهما يشيران إلى مرافقة الرب لنا أثناء تغربنا في هذا العالم؛ الأولي كانت تُنصب وسط المحلة أثناء رحلات الشعب في البرية، وفيها يحل مجد الرب... وكأنه يسكن وسط شعبه أثناء السلام ليشرق بمجده وببهائه عليهم. أما المظلة الملوكية فترتفع وسط محلة الجيش وحولها جبابرة البأس يحرسون طول الوقت، وكأن المؤمن يعيش في حياته الملك المحارب وجنوده السمائيين. وكأن المسيح حاّل في حياتنا تحت كل الظروف ليهبنا مجده ونصرته. الخيمة تتحدث عن الذبيحة حيث يحمي الدم المقدس المؤمنين من الخطية، والمظلة تتحدث عن ضرورة الجهاد الروحي بقيادة المخلص نفسه. كأن الخيمة والمظلة يمثلان وحدة الإيمان والجهاد أو الأعمال في حياتنا الجديدة في المسيح يسوع موضوع إيماننا وقائد جهادنا الروحي. د. ارتفاعه على الصخرة: ما هي الصخرة التي يرفعني عليها الرب إلا الإيمان الحيّ به، الذي هو أساس الكنيسة، وعليه وتُبني النفوس المقدسة كهيكل مقدس للرب لا تقدر العواصف أن تهز أساساته! لا تستطيع الحيه أن تزحف على الصخرة الملساء، وهكذا إذ يرفعنا مسيحنا فيه يستحيل على العدو القديم أن يتسلل إلينا. كثيرًا ما تحدث النبي عن السيد المسيح كصخرة (مز 18)، الصخرة التي تفيض ماء الحكمة التي تَروي النفس وتسندها في غربتها وفي جهادها المستمر الروحي. ه غلبته على أعدائه: "والآن هوذا قد شرف رأسي على أعدائي" [6]. إذ يجد المؤمن حماه في مظلة الرب الملوكية يرتفع رأسه على أعدائه، في ثقة من النصرة الأكيدة التي ينالها تحت قيادة الرب. في بيت الله لا نحتمي فقط من الأعداء الأشرار، بل وننال كرامة، إذ ترتفع رؤوسنا ونقدم ذبائح التهليل والتسبيح. فيه تتيقن قلوبنا من النصرة الكاملة، لذا نرفع رؤوسنا بفرح واعتزاز مع أننا نرى نفوسنا وقد أحاط بها الأعداء من كل جانب يهددوننا. كان يُنظر إلى الهيكل كموضع أمان (2 مل 11: 3؛ نح 6: 10)، سر أمانه ليس حصونه وحوائطه وإنما الله الساكن فيه، والشركة معه التي تُختبر داخله. و. تقديم ذبائح الهتاف والتسبيح: في بيت الرب تتهلل نفوسنا بالله الذي نتعرف عليه وننظر بهاء قداسته، نحتمي به وننعم بنصرته، نقترب إليه ونختبر معيته في حياتنا... تتحول أعماقنا إلى قيثارة روحية يعزف عليها روح الله تسابيح الحمد والشكر، رافعين رؤوسنا على العدو الشرير والمقاوم! * نقدم ذبيحة التهليل، ذبيحة السرور، ذبيحة الفرح، ذبيحة الشكر، التي لا يُعبر عنها. لكن أين نُقدمها؟ في خيمته، في الكنيسة المقدسة... هنا توجد إشارة إلى مجد الكنيسة. بالنسبة للحاضر يلزمنا أن نئن، يجب علينا أن نُصلي. الأنين هو نصيب البائسين، الصلاة هي نصيب المحتاجين. سوف تمضي الصلاة ليحل محلها التسبيح، ينتهي البكاء ويحل محله الفرح. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 90727 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إذ تكدست الجيوش حول داود وجد في الله وحده الملجأ الأمين... وعوض التفكير في مقاومة الأعداء انسحب قلبه إلى بيت الرب، إلى كنيسة المسيح التي يقيمها روح الله داخله، وإلى العبادة الجماعية المقدسة، حيث يتمتع بعذوبة سكنى الرب في القلب كما في وسط الجماعة. هذا ما عبّر عنه المرتل بقوله: "واحدة سألت من الرب، وإياها ألتمس: أن أسكن في بيت الرب سائر أيام حياتي. لكي أنظر نعيم الرب، واتعاهد هيكله المقدس. لأنه أخفاني في خيمته في يوم مضراتي؛ سترني في ستر مظلته. وعلى صخرة رفعني والآن هوذا قد شرف رأسي على أعدائي. طفت وذبحت في مظلته ذبيحة التسبيح، اسبح وأرتل للرب" [4-6]. إن كان هدف عدو الخير أن يثير حولنا القلاقل لكي يشغلنا بها عن إلهنا القدوس، فلا ننعم بالشركة معه، فإن المؤمن الحقيقي - بروح الحكمة - ينسحب قلبه إلى كنيسة الله أو إلى بيت الله معلنًا شوقه أن يوجد مع الله كل أيام حياته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 90728 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ماذا أعلن النبي وسط آلامه؟ أ. عدم انحرافه عن هدفه: بناء بيت للرب ليسكن هو أيضًا مع الرب. ب. تأمله وبهجته في الرب، الحال في هيكله المقدس. ج. حمايته في خيمة الرب، واختفاءه في ستر مظلته. د. ارتفاعه على الصخرة. ه. غلبته على أعدائه. و. تقديم ذبائح الهتاف والتسبيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 90729 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عدم انحرافه عن هدفه: كانت أشواق داود النبي والملك تتركز في بناء بيت الرب، بقصد السكنى الدائمة بالقلب في المقادس الإلهية، وكما يقول هنا إن رغبته الوحيدة واشتياقه الوحيد الذي يملأ قلبه، وفيه تتجمع كل الاشتياقات الأخرى وتتحقق: أن يعيش في شركة دائمة مع الرب ما أمكن، عندئذ يملك كل شيء. اشتاق إلى السكنى في بيت الرب ليعبده ويتمتع بحمايته. هذا ويلاحظ أن الكهنة أنفسهم لم يقيموا بالفعل في الهيكل؛ لهذا لم يقصد المرتل السكنى بالمفهوم الحرفي، إنما عنى به السكنى الروحية. يُريد أن يسكن قلبه هناك ككاهن روحي لله. بالرغم من أن المرتل يبدأ مزموره بالإعلان عن علاقته الشخصية مع الله بكونه نوره ومخلصه وحصن حياته، نراه هنا يعرفه من خلال الجماعة (بيت الرب)، فهو محب جدًا لبيت الرب وللعبادة العامة الليتروجية. وكأنه لا انفصال بين حياة الإنسان الخاصة مع الله وعلاقته به خلال الجماعة المقدسة. يشتهي المرتل أن يسكن في بيت الرب سائر أيام (وليس ليالي) حياته. لقد وجد المرتل في الرب نوره الذي به تنقشع ظلمة ليله، وكما يقول القديس أغسطينوس: [إن حياة المرتل خاليه من الليالي، ولا مكان للظلمة فيها]. * ها أنتم ترون ما أحبه أنا... إنه لمشهد عجيب أن أُعاين جمال الرب نفسه! عندما ينتهي ليل (المرتل) يشتاق أن يستريح إلى الأبد في نور الله. فلا يكون ليلنا بعد، إذ يشرق الصبح بفجره علينا. القديس أغسطينوس يُلاحظ أن المرتل يدعو الكنيسة هنا بأسماء وألقاب متعددة، كل لقب له هدفه: - بيت الله: يشير إلى سكنى الله وسط شعبه، وسكنى المؤمن مع الله. - هيكله المقدس: يشير إلى القداسة كجمال القدوس، بها ننعم برؤية الله، والنظر إلى نعيمه. - خيمته: يشاركنا تغربنا في العالم، له خيمته، حيث يقيم معنا، ويرحل معنا، حتى يحملنا إلى سمواته... كان مجد الرب يحل في الخيمة المقدسة! - مظلته: يستر علينا من حرّ التجارب. - صخرة: يرفعنا فيه فلا تتسلل الحية إلينا، حيث لا تستطيع الزحف الصخرة الملساء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 90730 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كانت أشواق داود النبي والملك تتركز في بناء بيت الرب، بقصد السكنى الدائمة بالقلب في المقادس الإلهية، وكما يقول هنا إن رغبته الوحيدة واشتياقه الوحيد الذي يملأ قلبه، وفيه تتجمع كل الاشتياقات الأخرى وتتحقق: أن يعيش في شركة دائمة مع الرب ما أمكن، عندئذ يملك كل شيء. اشتاق إلى السكنى في بيت الرب ليعبده ويتمتع بحمايته. هذا ويلاحظ أن الكهنة أنفسهم لم يقيموا بالفعل في الهيكل؛ لهذا لم يقصد المرتل السكنى بالمفهوم الحرفي، إنما عنى به السكنى الروحية. يُريد أن يسكن قلبه هناك ككاهن روحي لله. بالرغم من أن المرتل يبدأ مزموره بالإعلان عن علاقته الشخصية مع الله بكونه نوره ومخلصه وحصن حياته، نراه هنا يعرفه من خلال الجماعة (بيت الرب)، فهو محب جدًا لبيت الرب وللعبادة العامة الليتروجية. وكأنه لا انفصال بين حياة الإنسان الخاصة مع الله وعلاقته به خلال الجماعة المقدسة. يشتهي المرتل أن يسكن في بيت الرب سائر أيام (وليس ليالي) حياته. لقد وجد المرتل في الرب نوره الذي به تنقشع ظلمة ليله، وكما يقول القديس أغسطينوس: [إن حياة المرتل خاليه من الليالي، ولا مكان للظلمة فيها]. * ها أنتم ترون ما أحبه أنا... إنه لمشهد عجيب أن أُعاين جمال الرب نفسه! عندما ينتهي ليل (المرتل) يشتاق أن يستريح إلى الأبد في نور الله. فلا يكون ليلنا بعد، إذ يشرق الصبح بفجره علينا. القديس أغسطينوس |
||||