منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 09 - 2022, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 90531 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث





كم من أناس قد غطسوا في الشر حتى غطاهم،
وما يزال الله يستر.. لم يكشفهم، ولم يفضحهم،
ولم يعلن خطاياهم للناس.. لأنهم ربما لو انكشفوا لضاعوا،
وانسد أمامهم الطريق إلى التوبة بعد فقدهم لثقة الناس.
 
قديم 30 - 09 - 2022, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 90532 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث





إن القلب الحنون يستر خطايا الناس.
لا يتحدث عنها، ولا يشهر بها، ولا يقسو في الحكم عليها..
بل قد يجد لهم عذراً، أو يخفف من المسئولية الواقعة عليهم..
وأن قابلهم لا يفقد توقيره لهم، معطياً إياهم فرصة للرجوع..

بل قد يضحى بنفسه من أجلهم،

ويتحمل المسئولية عوضاً عنهم إن استطاع.
 
قديم 30 - 09 - 2022, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 90533 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث







قال القديس يوحنا ذهبي الفم:
"إن لم تستطع أن تمنع من يتكلم على أخيه بالسوء،

فعلى الأقل لا تتكلم أنت".


"وأن لم تستطع أن تحمل خطايا الناس، وتنسبها إلى نفسك
لكي تبررهم، فعلى الأقل لا تستذنبهم وتنشر خطاياهم".
 
قديم 30 - 09 - 2022, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 90534 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث







أن القلب الحنون يعيش في مشاعر الناس. يتصور نفسه في مكانهم، ولا يجرح أحداً ويبرهن على نقاوة قلبه بعطفه على الكل..

وهو يعرف أن الطبيعة البشرية حافلة بالضعفات..

و إن أقوى الناس ربما تكون في حياته ثغرات..

و قد يسقط، إن اشتدت الحرب عليه، وأن تخلت عنه النعمة الحافظة..

لذلك ينظر إلى الناس في حنو، في قيامهم وفي سقوطهم أيضاً.

 
قديم 30 - 09 - 2022, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 90535 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث







كان القديس يوحنا القصير إن سمع عن أحد أنه سقط، يبكى. فإن سئل في ذلك يقول: (معنى هذا أن الشيطان نشيط. وإن كان قد أسقط أخي اليوم، فقد يسقطني أنا غداً..). وهكذا -في أتضاع- لم يضع هذا القديس نفسه في مرتبة أسمى من غيره. وبكل حنو نظر إلى سقطة غيره، ونسبها إلى عمل الشيطان، لا إلى فساد طبع ذلك الأخ.

وبهذا كان أقوى المرشدين الروحيين هم الذين يفهمون النفس البشرية، ولا يقسون عليها في ضعفاتها.


 
قديم 01 - 10 - 2022, 10:24 AM   رقم المشاركة : ( 90536 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث


إن القلب الحنون لا يعامل الناس بالعدل المطلق مجرداً، إنما يخلط بعدله كثيراً من الرحمة. ولا يجعل عدله عدلاً جافاً حرفياً يطبق فيه النصوص، بل أيضاً يقدر الظروف المحيطة، سواء كانت عوامل نفسية أو تربوية أو عوامل اجتماعية.
أما الذي يصب اللعنات على كل مخطئ، دون أن يقدر ظروفه أو يفحص حاله، فإنه قلب لا يرحم..
 
قديم 01 - 10 - 2022, 10:24 AM   رقم المشاركة : ( 90537 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث


القلب الحنون لا يحكم على أحد بسرعة.. بل يعطى كل أحد فرصة للدفاع عن نفسه، ولتوضيح موقفه..

و هو أيضاً لا يكثر اللوم والتوبيخ، وإن وبخ، فإنما يكون ذلك بعطف وليس بقسوة. وقد يقدم لتوبيخه بكلمة تقدير أو كلمة حب، حتى يكون التوبيخ مقبولاً. وأن احتاج الأمر منه إلى حزم وشدة وعنف، فقد يفعل ذلك مضطراً. ولكنه في مناسبة أخرى يصلح الموقف، ويعالج بالحنو نفسية ذلك المخطئ.
 
قديم 01 - 10 - 2022, 10:25 AM   رقم المشاركة : ( 90538 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث


القلب الحنون لا يخجل أحداً، ولا يحرج أحداً. وقد يشير إلى الخطأ من بعيد، بألفاظ هادئة. وربما بطريق غير مباشر، وربما في السر وليس في أسماع الناس.

أما الذي يرجم الناس بالحجارة، فعليه أن يتروى، لئلا يكون بيته من زجاج. وليعلم أن كل الفضائل بدون المحبة ليست شيئاً. والمحبة تتأنى وتترفق. والحكمة هي أن نكسب الناس بالحنو، وأن لا نخسر الناس بالقسوة.
 
قديم 01 - 10 - 2022, 10:27 AM   رقم المشاركة : ( 90539 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



البابا شنودة الثالث




- الأسرة السعيدة يجمعها الفهم والحب


إن أول علاقة ينشئها الإنسان في حياته هي علاقته بأمه، ثم علاقته بأبيه. لولاهما ما كان له وجود، ولولاهما ما بقى كما هو الآن. إن أقل غلطة تقع فيها الأم أو يقع فيها الأب من جهة تربية الابن والحفاظ عليه، كافية لتغيير مصير هذا الابن وخط سيره في الحياة. لذلك من أول الواجبات على الأبناء، العرفان بجميل الوالدين.
من أجل هذا أمر الله بمحبة الوالدين وطاعتهما واحترامهما. وأن وصية إكرام الوالدين هي أولى الوصايا الخاصة بالعلاقات البشرية التي كتبت ضمن الوصايا العشر، وسلمت إلينا على يد موسى النبي.

ما أقسى على قلب الأم أن تتعب دهرًا طويلًا من أجل وليدها، حتى إذا شب وكبر، يتنكر لها وكأنه لا يعرفها..إن الإنسان الذي يخون أمه وينسى محبتها، من الصعب أن يخلص لأحد من الناس.. حتى إن كان للأم أخطاء حالية، فلا يصح أن ننسى لها تعبها القديم كله.. إن شيئًا من الحب ومن العطف ومن الاحترام نقابلها به، يكفى جدًا لأن يذيب مشاعرها، فتقابله بالتجاوب السريع..
إن محبة الوالدين غريزة فينا، لذلك فالخروج عنها هو نوع من الشذوذ، ضد طبيعتنا. أنها فضيلة لا نبذل في سبيل اقتنائها شيئًا من الجهد.. لذلك كانت عقوبة الابن العاق شديدة جدًا. لذلك يقول الكتاب: "ملعون من يستخف بأبيه وأمه". وجاء في أمثال سليمان الحكيم: "العين المستهزئة بأبيها، والمحتقرة إطاعة أمها، تقورها غربان الوادي، وتأكلها فراخ النسر"..
وهناك وسائل كثيرة لإكرام الوالدين، نذكر من بينها النجاح في الحياة. لا شك أن الابن الناجح يفرح قلب أمه، ويرفع رأس أبيه. بينما الابن الفاشل أو الجاهل هو مرارة قلب لأبيه وأمه، وسبب خزي وعار لكليهما. لذلك فإن نجاح الابن يعد من أعظم الهدايا التي يقدمها لوالديه. أما إن كان فاشلًا في حياته، فإن أباه لا يعرف أين يخفى وجهه.. إن أوغسطينوس في فترة ضلاله كان مصدر ينبوع دموع مرة لأمه القديسة مونيكا.
ومن مظاهر إكرام الوالدين الاهتمام بهما وأعالتهما وبخاصة في حالات الشيخوخة والمرض والاحتياج.
قرأت قصة مؤداها انه في إحدى المرات غزا جيش الأعداء بلدًا من البلاد وقتل الجنود كل من فيها. وكان في تلك البلدة شابان على معرفة بقائد الجيش الذي غزا المدينة، وكانا قد فعلا معه جميلًا من قبل، أراد أن يرده لهما. فقال لهما: (أحملا أثمن ما عندكما، واهربا من البلد بسرعة، وأنا أضمن سلامتكما). فدخل الشابان إلى بيتهما ليحملا أثمن ما عندهما. فحمل أحد الشابين أباه، وحمل الآخر أمه، وتركا المدينة..
ومن إكرام الوالدين أيضًا المحبة والاحترام، على أن يكون هذا الحب عمليًا أيضًا، فيعمل الابن على إراحة والديه، وكسب رضائهما، ونوال بركتهما يظهر لهما محبته باستمرار. ويظل هكذا حتى بعد موتهما، يحفظ وصية كل منهما، ويقيم الصلوات من أجلهما.
ولا يصح أن يعامل الابن أبويه بنفس المستوى، كلمة بكلمة، وغضبة بغضبة، ونقدًا بنقد. إن من حقهما أن يوبخاه، ومن واجبه أن يسمع دون أن يرد. بل يحاول الاستفادة من توبيخهما، متذكرًا قول الكتاب: "أمينة هي جراح المحب، وغاشية هي قبلات العدو".
ومن علامات احترام الوالدين خدمتهما في كل ما يحتاجان إليه، دون أن يطلبا ذلك. بل على الابن أن يكون حساسًا جدًا من هذه الناحية، يدرك ما يلزم والديه فيحضره لهما دون أن يضطرهما إلى الطلب. عندما دخلت أم سليمان الملك لتزوره، قام عن عرشه، وسجد لها إلى الأرض، وأحضر كرسيًا وأجلسها بجواره..
وعلامات احترام الوالدين عدم الخجل من مركزهما إن كانا فقيرين. إن يوسف الصديق عندما كان نائب فرعون في مصر ووزيره الأول. لم يستح من والده يعقوب وكان راعيًا للغنم، فقدمه للملك وأكرمه فرعون من أجله.. من الخطأ أيضًا أن يظن ابن أن والده من جيل قديم عفا عليه الزمن، أو من عصر بال وتقاليد متأخرة..
ومن علامات إكرام الوالدين الطاعة والخضوع. على أن تكون طاعة حقيقية صادرة من القلب، وطاعة سريعة بدون تأخر، وطاعة بغير تذمر، وإنما برضى وثقة، وطاعة حتى في غيابهما، وطاعة بغير خداع. وتكون أيضًا طاعة صادقة وليست طاعة شكلية..
إذ قد يوجد ابن يريد أن يطيع والديه شكليًا. فإن رفضا له طلبًا، يظل يضغط ويلح، ويضغط ويلح وقد يتضايق وقد يحزن، ويظل هكذا حتى يحصل على موافقتهما.. وينفذ ما يشاء ويفتخر بأنه لم يخالف والديه مطلقًا، وهو يعلم تمامًا أن موافقتهما شكلية تمت بالضغط من جانبه، وإنها مجرد موافقة لسان وليست موافقة قلب. حقًا إن هذا الابن قد أطاع من جهة المظهر لكنه لم ينل رضى والديه ولم يرح قلبهما في تصرفه..
على أن من شروط طاعة الابن لوالديه أن تكون طاعة مقدسة في حدود وصايا الله.. ولا يصح أن يطيع أبًا أو أمًا فيما يخالف وصايا الله، ولا يطيع والدًا منحرفًا يبعده عن طريق الرب، لأن الطاعة لله أولى. وكما قال الكتاب: "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس".
كن طائعًا خاضعًا في كل شيء، بكل اتضاع حتى الموت من أجل والديك.. أنكر ذاتك وأنكر مشيئتك، وأنكر كرامتك.. ولكن لا تنكر ضميرك..
لأجل هذا يجب على الوالدين أن يكونا دقيقين ورقيقين في أوامرهما. كل أمر يصدر منهما للأبناء يجب أن يكون مملوءًا بالحكمة، وموافقًا لكلام الله، وفي حدود إمكانيات الابن في التنفيذ. أن وصية الله التي تقول لنا: "أيها الأبناء، أطيعوا آباءكم في الرب"، تقول أيضًا: "أيها الآباء، لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا".
ولا يصح أن نأخذ نصف الحقيقة، وننسى النصف الآخر. ويجب أن نعلم أن كل حق يقابله واجب. من حق الأب أن يطاع، ومن واجبه أن يأمر بما يليق، ويراعى شعور ابنه.. وكذلك الأم..
إن الأم التي توقع ابنها في حيرة وإشكال: أيهما أولى بالإرضاء، أمه أو زوجته؟! هي أم قاسية على ابنها. وأن كانت تحبه، فلا داعي إلى إحراجه بخصامها مع زوجته.. ترفقوا ببنيكم، لئلا يفشلوا..
نعود إلى إكرام الوالدين، فنقول إن هذه الوصية يمكن أن تتسع فوق نطاق القرابة الجسدية.
فهناك أنواع كثيرة من الأبوة والأمومة يجب إكرامها. هناك نوع من القرابات في مستوى الأبوة والأمومة كالعم والخال مثلًا والعمة والخالة. وهناك أبوة السن أعنى إكرام الكبار الذين هم في سن الوالدين. وهناك الأبوة الروحية كالمعلم والكاهن والمرشد الروحي وأب الاعتراف وكالآباء القديسين في تاريخنا. وهناك أبوة المركز ويدخل في نطاقها طاعة الرؤساء.. وفوق الكل هناك أبوة الله لنا.
وهناك أيضًا أبوة الوطن فكلنا أبناء لمصر، كلنا أبناء للنيل. كلنا أبناء لوطننا العزيز الذي يجب أن نكرمه في عيد الأسرة وفي كل حين.
 
قديم 01 - 10 - 2022, 10:31 AM   رقم المشاركة : ( 90540 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث

فلسفة الأخذ والعطاء






هل نحن في حياتنا نأخذ أم نعطى؟ أم نحن نأخذ ونعطى، أم نأخذ ولا نعطى؟ لسنا نستطيع أن نفهم كل هذا، ما لم ندرك في عمق: ما هي فلسفة الأخذ والعطاء.

كلنا في الحياة نأخذ ونعطى.. وسعيد هو الإنسان الذي مهما أعطى، يشعر أنه يأخذ أكثر مما يعطى، أو لا يشعر إطلاقًا أنه يعطى..

مسكين ذلك الشخص الذي يظن أنه لا يأخذ شيئًا، أو الذي لا يحس ما قد أخذه.. إنه يعيش تعيسًا في الحياة، شاعرًا بالظلم، وشاعرًا بالعوز، ويقضى عمره في التذمر وفي الضجر وفي الشكوى، وفى الافتقار إلى الحب.


واحد فقط، يعطى باستمرار دون أن يأخذ من أحد، إنه الله. والله وحده يعطى الكل، ولا يأخذ من أحد شيئًا.. لأنه لا يحتاج إلى شيء، فهو مكتف بذاته، كامل في كل شيء، يملك كل شيء، ولا يوجد عند أحد شيء يعطيه لله..

ولكن لعل البعض يسأل: ألسنا في الصلاة نعطى الله وقتًا، ونعطيه قلبًا، ونعطيه حبًا؟‍! كلا، ليس هذا هو المفهوم الحقيقي للصلاة. إننا عندما نصلى، إنما نأخذ من الله نعمة، ونأخذ منه بركة، ونأخذ منه كافة احتياجاتنا الروحية والمادية.. بل نأخذ أيضًا لذة التخاطب معه، ولذة الوجود في عشرته الإلهية..

إن الذي يظن أنه يعطى الله وقتًا، ويعطيه ركوعًا وتسبيحًا وتمجيدًا، ما أسهل عليه أن يمتنع أحيانًا عن الصلاة محتجًا بأن ليس له وقت ليعطيه!

وما أسهل على هذا الإنسان أن يجدف على الله الذي يطالبه بكل هذا التسبيح والتمجيد!! والذي يفرض عليه كل هذه الفروض! وما أسهل على هذا الإنسان أن يحتج بأنه ليست لديه صحة للصوم، وليست لديه رغبة للتعبد، وليس لديه وقت للصلاة.. وأن قام بمثل هذه العبادة، يقوم بها بطريقة حرفية آلية لا روح فيها.

الواقع إننا نصلى لأننا محتاجون إلى الله، لذلك نبسط إليه أيدينا إشارة إلى أخذنا منه.. إن أفواهنا تتقدس عندما تلفظ اسمه القدوس، وقلوبنا تبتهج بعشرته وإنه لتواضع كبير من الله أن يسمح لنا بمخاطبته، ومنه عظيمة منه أن يوقفنا أمامه. لذلك في كل مرة نقف للصلاة، ينبغي أن نشكره -تبارك اسمه- على هذا التفضل والتواضع.

وعندما يقول الله: "يا ابني أعطني قلبك"، إنما يقصد: أعطني هذا القلب لأملأه بركة وحبًا وطهارة. أعطني هذا القلب لكي أقدسه وأنقيه وأغسله من جميع أقذاره، وأرفعه عن مستواه الأرضي لكي أجلسه في السماويات، وأريه مجدي..

لذلك في كل مرة نذهب فيها للصلاة، ينبغي أن نشعر بأننا نأخذ ولا نعطى، وإنها بركة لنا وليست فرضًا علينا.

هذا من جهة الله، وأما من جهة الناس، فإنني أسأل: أترانا حقًا نعطيهم شيئًا مهما كنا محبين وكرماء؟

نحن لا نملك شيئًا لنعطيه. كل الذي لنا هو ملك لله، استودعنا إياه، وقد أخذناه منه لنعطيه لغيرنا كل ما نتبرع به لمشروعات الخير، إنما نقول عنه لله ما سبق أن قاله داود النبي: "من يدك أعطيناك". تمامًا كالابن الصغير الذي يقدم هدية في عيد الأسرة لأبيه أو أمه، ومنهما قد أخذ المال الذي اشترى به هذه الهدية..

إن الله قد أعطانا اليد التي تعطى، وأعطانا الخير الذي نعطى منه، بل قد أعطانا أيضًا محبة العطاء..

نعم، حتى موهبة العطاء قد أخذناها منه. هذه الفضيلة، فضيلة العطاء، قد تفضل الله فأنعم بها علينا.. هي جزء من عمله فينا، وجزء من مؤازرة نعمته لنا. لأن كل موهبة صالحة، هي نازلة من فوق، من عند الله..

كل شيء نعطيه سنجده في الأبدية، وسنأخذ أكثر منه بكثير. وسنرى أن المكافأة في السماء أغزر وأوفر. فالشيء الذي نعطيه، أو الذي يعطيه الله عن طريقنا، هو محجوز لنا فوق، لم يضع.. في الواقع أننا لم نعطه، وإنما ادخرناه! فأين العطاء إذن؟!

إننا نعطى الفانيات ونأخذ الباقيات، نعطى الأرضيات ونأخذ السماويات. نعطى المادة ونأخذ البركة. لا شك أننا نأخذ أكثر مما نعطى..

لذلك أيها القارئ العزيز، عوِّد نفسك على العطاء. فقد قال الكتاب: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ".

أعط بفرح وليس بتضايق لأن الكتاب يقول: "المعطى بسرور يحبه الرب". وأعط عن حب وعن عاطفة. وأعط بوفرة وبكرم أعط وأنت موسر، وأعط وأنت معوز، فالذي يعطى من أعوازه، يكون أعظم بكثير ممن يعطون من سعة. وأجره أكبر في السماء.

وإن لم يكن لك ما تعطيه، أعط ابتسامة طيبة، أو كلمة تشجيع، أو عبارة تفرح قلب غيرك. ولا تظن أن هذا العطاء المعنوي أقل من العطاء المادي في شيء، بل أحيانًا يكون أعمق منه أثرًا، ولكن حذار أن تكتفي بالعطاء المعنوي إن كان بإمكانك أن تعطى المادة أيضًا.

واشعر -عندما تعطي- أنك تأخذ. إن السعادة التي يشعر بها قلبك حينما يحقق سعادة لغيره، هي شيء كبير أسمى من أن يقتنى بالمال.. إن راحة الضمير التي تأخذها، وفرحة القلب برضى الناس، كلها أمور أسمى من المادة قد أخذتها وأنت تعطى.. وستأخذ أعظم منها في السماء.

وعندما تعطى لا تحقق كثيرًا مع الذي تعطيه. وإلا كانت منزلتك هي منزلة قاض لا عابد.. لا تحقق كثيرًا لئلا تخجل الذي تعطيه، وتريق ماء وجهه. أعطه دون أن تشعره بأنه يأخذ.. حسن إنك قد أعطيته حاجته، أعطه أيضًا كرامة وعزة نفس، ولا تشعره بذله في الأخذ.

وعندما تعطى أنس أنك قد أعطيت. ولا تتحدث عما فعلته، بل لا تفكر فيه. ولعل هذا هو ما يقصده السيد المسيح بقوله: "إذا أعطيت صدقة، فلا تجعل شمالك تعرف ما فعلته يمينك". وإن تذكرت قل لنفسك: "أنا لم أعط هذا الإنسان شيئًا، بل هو الذي أعطاني فرصة لأسعد بهذا الأمر".

إن الأم تعطى ابنها حنانًا، إنما تسعد هي نفسها بهذا الحنان. وهى عندما ترضعه، إنما تشعر براحة، ربما أكثر من راحته هو في الرضاعة. ذلك إن عمل الحب هو عمل متبادل يأخذ فيه الإنسان أثناء إعطائه لغيره.

وعمل الخير الذي لا تأخذ منه سعادة، ليس هو خيرًا على وجه الحقيقة. إن أجره ليس فيه، وليس فيما بعد. انه عمل ضائع.

كذلك عندما تأخذ، خذ من الله وحده، وممن يرسلهم الله إليك. وحاذر من أن تأخذ من الشيطان شيئًا ولا من جنوده.

إن الشيطان عندما يعطى، يأخذ أكثر مما يعطيه.

قد يعطيك لذة الجسد، ويأخذ منك كرامة الروح. وقد يعطيك الكرامة. ويأخذ منك الاتضاع، وقد يعطيك الغنى، ويأخذ منك الزهد، ويعطيك الدنيا، ويأخذ منك الآخرة ويعطيك اللهو والعبث، ويأخذ منك الحكمة والرزانة. ويعطيك اللعب، ويأخذ منك النجاح.. إنه يأخذ الجوهرة التي فيك، ويعطيك القشور التي لها.

تخطئ إن ظننت أنك تأخذ منه شيئًا. إنك الفاقد، ولست الآخذ، ولست المعطى.

أما الله، فإنه يعطى على الدوام، ويعطى بسخاء ولا يعير، ويعطى عطايا صالحة تليق بصلاحه.. إننا نعيش في عطائه كل لحظة من حياتنا.



المقال مع بعض التعديلات نُشِر في وقتٍ لاحق في جريدة الأهرام يوم 27 نوفمبر 2011



فلسفة الأخذ والعطاء



هل نحن في الحياة نأخذ أم نعطي؟ أم نحن نأخذ ونعطي؟ أم نأخذ ولا نعطي..؟ لكي نفهم كل هذا، علينا أن ندرك ما هي فلسفة الأخذ والعطاء.

† كلنا في الحياة نأخذ ونعطي، وسعيد هو الإنسان الذي مهما أعطي، يشعر أنه يأخذ أكثر مما يعطي، أو أنه لا يشعر إطلاقًا بأنه يعطي.. بينما مسكين ذلك الشخص الذي لا يظن أنه لا يأخذ شيئًا أو هو لا يشعر بما يأخذه.. إنه يعيش تعيسًا في الحياة، شاعرًا بالظلم، وشاعرًا بالعوز والاحتياج، وقد يقضي عمره كله في التذمر وفي الضجر والشكوى، وفي الافتقاد إلي الحب.

† واحد فقط يعطي باستمرار دون أن يأخذ من أحد، انه الله، والله وحده يعطي الكل، ولا يأخذ من أحد شيئًا. ذلك لأنه لا يحتاج إلي شيء فهو مكتف بذاته، كامل في كل شيء يملك كل شيء، ولا يوجد عند أحد شيء يعطيه لله.

لكن لعل البعض يسأل: ألسنا في الصلاة نعطي الله وقتًا، ونعطيه قلبًا وشعورًا وخشوعًا وحبًا؟ كلا ليس هذا هو المفهوم الحقيقي للصلاة، بل إننا عندما نصلي، إنما نأخذ من الله معونة، ونأخذ منه نعمة وبركة، ونأخذ كافة احتياجاتنا الروحية والمادية، بل نأخذ أيضا لذة التخاطب معه ولذة الوجود في عشرة الله.

والذي يظن أنه في الصلاة يعطي الله وقتا، ما أسهل عليه أن يمتنع أحيانًا عن الصلاة محتجًا بأنه ليس له، وقت ليعطيه!

في الواقع إننا نصلي لأننا محتاجون إلي الله، لذلك نبسط إليه أيدينا إشارة إلي أخذنا منه، إن أفواهنا تتقدس عندما تلفظ اسمه القدوس، ولاشك أنه تواضع كبير من الله عز وجل أن يسمح لنا بمخاطبته، لهذا ففي كل مرة نسجد للصلاة، ينبغي أن نشكر الله -تبارك اسمه- علي تواضعه وسماحه لنا بمخاطبته.


وعندما يقول الله: يا ابني أعطني قلبك.. فان ما يقصد: اعطني هذا القلب لكي أطهره وأقدسه، وأملأه حبًا ونقاء، وأجعل فيه ما يحتمله من كل أنواع الفضائل، وأرفعه عن مستواه الأرضي لكي أجلسه في السماويات.

† وعموما من جهة موقفنا من العطاء، نحن لا نملك شيئًا لنعطيه، فكل الذي لنا هو ملك لله، قد استودعنا إياه، وقد أخذناه منه لنعطيه لغيرنا، فكل ما نتبرع به لمشروعات الخير، إنما نقول عنه لله ما سبق أن قاله داود النبي: من يدك أعطيناك تماما كالابن الصغير الذي يقدم هدية في عيد الأسرة لأبيه أو أمه، ومن هنا قد أخذ المال الذي اشتري به هذه الهدية.

إن الله قد أعطانا اليد التي تعطي، وأعطانا الخير الذي نعطي منه، بل قد أعطانا أيضا محبة العطاء والقدرة علي العطاء، حقًا إن موهبة العطاء قد أخذناها منه، قد تفضل الله وأنعم بها علينا، هي جزء من عمله فينا، وجزء من مؤازرة نعمته علينا، لان كل موهبة صالحة هي نازلة من فوق من عند الله.

† كل شيء نعطيه سنجده في الأبدية، وسنري أكثر منه بكثير في المكافأة السمائية إذن فالشيء الذي نعطيه، أو الذي يعطيه الله عن طريقنا، هي محجوز لنا فوق، لم يضع.. وفي الواقع إننا لم نعطه، وإنا قد ادخرناه.. وبالإضافة إلي ذلك فإنما نحن نعطي الفانيات لكي نأخذ الباقيات، نعطي الأرضيات ونأخذ السماويات.. لا شك إذن أننا نأخذ أكثر مما نعطي.

† لذلك أيها القارئ العزيز، عود نفسك علي العطاء، فقد قال السيد المسيح له المجد: "مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ" (سفر أعمال الرسل 20: 35). أعط بفرح لا بتضايق، لان الكتاب يقول: المعطي المسرور يحبه الرب، ونص الآية هو: "الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 9: 7). إذن ليكن عطاؤك هو عن حب وعن عاطفة، وبسخاء وكرم، أعط وأنت موسر، وأعط وأنت معوز، والذي يعطي من أعوازه يكون أعظم بكثير من الذين يعطون عن سعة وأجره أكبر في السماء.

† وإن لم يكن لك ما تعطيه لغيرك أعط ابتسامة طيبة، أو كلمة تشجيع، أو عبارة تفرح قلب غيرك. ولا تظن أن هذا العطاء المعنوي أقل من العطاء المادي في شيء، بل أحيانًا يكون أعمق أثرا، ولكن حذاري أن تكتفي بالعطاء المعنوي إن كان بإمكانك أن تعطي المادة أيضًا.

وأشعر ـ عندما تعطي أنك تأخذ فالسعادة التي يشعر بها قلبك حينما يحقق سعادة لغيره، هي شيء أسمي من أن يقتني بالمال، راحة الضمير التي تأخذها، وفرحة القلب برضا الناس، كلها أمور أسمي من المادة، يأخذ علي الأرض ويأخذ أعظم منها في السماء.

† عندما تعطي، لا تحقق كثيرًا مع الذين تعطيه، وإلا كنت في موضع القاضي وليس العابد، لا تحقق كثيرًا لئلا تخجل الذي تعطيه، وتريق ماء وجهه. حسن إنك قد أعطيته حاجته، فأعطه أيضًا كرامة وعزة نفس، ولا تشعره بذلة في الأخذ،.

† وعندما تعطي انس أنك قد أعطيت، ولا تتحدث عما فعلته، بل لا تفكر فيه، ولعل هذا بعض ما قصده السيد المسيح حينما قال في العطاء، لا تجعل شمالك تعرف ما تفعله يمينك، ونص الآية هو: "لاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ" (إنجيل متى 6: 3)، وإنك تذكرت قل لنفسك، أنا لم أعط هذا الإنسان شيئًا، بل هو الذي أعطاني فرصة لأسعد بهذا الأمر أن الأم عندما تعطي ابنها حنانا إنما تسعد هي نفسها بهذا الحنان. وهي عندما ترضعه إنما تشعر براحة، ربما أكثر من راحته هو في الرضاعة، لذلك فان عمل الحب هو عمل متبادل، يأخذ فيه الإنسان أثناء إعطائه لغيره.

† كذلك عندما تأخذ احذر من تأخذ شيئًا من الشيطان ولا من جنوده، والشيطان عندما يعطي، يأخذ أكثر مما يعطيك، قد يعطيك لذة الجسد، ويأخذ منك كرامة الروح، قد يعطيك كرامة أمام الناس، ويأخذ منك فضيلة الاتضاع، أو يعطيك اللهو والعبث، ويسحب منك الحكمة والرزانة.. تخطيء إذن إن ظننت انك تأخذ منه شيئًا.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025