29 - 08 - 2015, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 9041 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سُكنى الروح القدس في المؤمنين سُكنى الروح القدس في المؤمنين تُوبوا وليعتمد كل واحدٍ منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس ( أع 2: 38 ) يا للعجب! فالله لم يُرسل ابنه فحَسَب، بل إنه بعد عمل الكفارة فوق الصليب، وعلى أساسها، أرسل أيضًا روح ابنه إلى قلوبنا ( غل 4: 4 ، 6). وبلغة الرمز في العهد القديم: فإن الله لم يُعطنا المَنْ فقط (خر16)، بل بعد ذلك مباشرة، إذ ضُربت الصخرة (التي كانت تُشير إلى المسيح ـ 1كو10: 4)، تفجرت لنا منها ينابيع الإرواء الأبدي (خر17). وإن كان المَنْ هو رمز لعطية ابن الله، الذي أتى إلى العالم متضعًا (يو6)، فإن ماء الصخرة يرمز إلى عطية الروح القدس (يو7). ويعلمنا العهد الجديد باستحالة سُكنى الروح القدس في شخص لم تُغفر خطاياه بعد، ولم يتطهر منها. هذا ما أوضحه الرسول بطرس، سواء مع اليهود الذين استمعوا إلى عظته يوم الخمسين، وخلص منهم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس، أو بعد ذلك مع الأمم في بيت كرنيليوس. فمع اليهود قال: «توبوا وليعتمد كل واحدٍ منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس» ( أع 2: 38 ). فمع أن الموعد هو لهم ولأولادهم، لكن كان الإتمام يتوقف على حصولهم أولاً على بركة غفران الخطايا، قبل أن يأتي الروح القدس ليسكن فيهم. وفي بيت كرنيليوس، قال الرسول بطرس هذا الحق عينه: «له يشهد جميع الأنبياء، أن كل مَن يؤمن به، ينال باسمه غفران الخطايا» ( أع 15: 8 ). ثم يستطرد المؤرخ الإلهي فيقول: «بينما بطرس يتكلم بهذه الأمور، حلّ الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة» (أع10: 44). لقد آمنوا فغُفرت خطاياهم، وتطهرت قلوبهم (أع15: 8، 9)، ومن ثم حلّ الروح القدس عليهم (انظر أيضًا عب10: 11- 18). لهذا السبب ما كان من الممكن أن يسكن الروح القدس في أي شخص في العهد القديم، إذ كان ينبغي أولاً أن يتم سفك دم المسيح لكي يتم غفران الخطايا، ويتم التطهير، وبعد ذلك يمكن للروح القدس أن يأتي ليسكن في قلوب المؤمنين. ما أعظم إلهنا، الذي يغفر ويُغدق في الوقت ذاته. فبعد أن غفر لنا الذنوب على أساس دم المسيح، قدّم لنا أعظم عطاياه وهو الروح القدس، ليمكننا به أن نعيش عيشة الصلاح. |
||||
29 - 08 - 2015, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 9042 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تسليم الحياة للرب تسليم الحياة للرب أعطوا أنفسهم أولاً للرب ( 2كو 8: 5 ) أريد أن أوضح غرضي تمامًا من كلمة "تسليم" ولذلك سأتكلم بكل بساطة وتحديد حتى لا يكون لدى القارئ فكرة غامضة عما أقصده، لأن تسليم الحياة يتضمن وضع كل شيء على مذبح الله. 1ـ النفس: ماذا تفكر عن شابة تَهَب لخطيبها كل أملاكها من مال وعقار .. هل هذا يُشبعه؟ كلا. إنه لا يطلب مالها، بل شخصها، ولا يرضى بغير ذلك. وهكذا الرب يسوع يطلبنا روحًا ونفسًا وجسدًا. فيجب قبل كل شيء أن نضع أنفسنا على المذبح، ونقول: "إني مستعد يا رب أن أذهب حيث تريدني ... أن أذهب تاركًا كل شيء مُلبيًا نداءك. استلمني يا رب لأكون أنا بجملتي لك وحدك إلى الأبد". 2ـ مَنْ أحبهم: إذ أضع نفسي على المذبح، آتي أيضًا بمَنْ أحبهم ... ابني وابنتي، أبي وأمي، إن طلب الرب ابني للعمل في حقل بعيد، فليذهب. وإن كان يريدني أن أترك أبي وأمي، فأنا مُطيع. وإن كان يختار أحد أعزائي لينقله إليه، فلا أجرؤ على التذمر، بل أقول: «لتكن مشيئتك». 3ـ الوقت: «مفتدين الوقت» يا لها من مسئولية! فماذا نحن فاعلون بوقتنا، بساعات فراغنا؟ هل نكرسها للرب، أم نستخدمها في مصالح ذاتية لا قيمة لها؟ أحيانًا يبدو كأن لنا وقتًا لكل شيء في العالم. وقت للأكل، ووقت للنوم، ووقت للحديث، ووقت لشراء الحاجيات، ووقت لمطالعة الجرائد، ووقت لاستقبال الزائرين، ووقت للعمل، ووقت للراحة. ولكن لا وقت لله. فهل نضيّع أوقاتنا في الراحة والمُسامرات، أم نعيش كسياح وغرباء في هذا العالم؟ 4ـ المال: لا العُشر بل الكل، لأن كل ما بين أيدينا هو لله، وما نحن إلا وكلاء عليه. ومن ثم يجب علينا أن نلاحظ كيف ننفق منه. هل يضيع في التَرَف والتنعم، أم في سبيل خدمة الرب؟ هل ننفقه في الكماليات، أم لأجل انتشار الإنجيل؟ هل اهتمامنا مركَّز في إشباع رغباتنا ومطالبنا الذاتية، أم منصرف إلى عمل الله؟ وهل نحن مولعون بتكديس المال لنتركه لشخص آخر، أم كوكلاء أمناء ننفقه في سبيل ربح النفوس؟ والآن ... ليتنا نكون حازمين ونخطو هذه الخطوة فعلاً، لنسلِّم حياتنا بجملتها للرب من كل القلب. |
||||
29 - 08 - 2015, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 9043 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإيمان وعدم الإيمان الإيمان وعدم الإيمان فنرى أنهم لم يقدروا أن يدخلوا (أرض الموعد) لعدم الإيمان ( عب 3: 19 ) الله يعتبر الخطية الواحدة التي تفوق الكل هي عدم الإيمان. إننا نخلص بالإيمان ونهلك لعدم الإيمان. بالإيمان يتطهر القلب وبعدم الإيمان يتقسى القلب. الإيمان يقربنا إلى الله، وعدم الإيمان هو الانحراف والبُعد عن الله. أيبدو هذا غريباً؟ بالإيمان ندنو من الله ونسجد. بالإيمان نقبل محبة الله. بالإيمان ننال عطية الروح القدس. بالإيمان نطيع المسيح ونتبعه، وإنه في الواقع لأمر طبيعي ولائق بصلاح الله أن يكون كل شيء مصدره الإيمان. لأن الرب إلهنا وهو لنا كل شيء. هو مستعد أن يكون وأن يعطي وأن يعمل كل شيء. أن يكون لنا ومعنا وفينا. إن كل ما يطلبه منا هو أن نثق به وأن نقبله. أن نفتح يدنا الفارغة ليده العطوفة السخية، وقلوبنا الباردة الميتة لقلبه الودود المحب الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا حتى الموت. إن عدم الإيمان منع دخول إسرائيل أرض الموعد. يبقى إذاً أن الإيمان يدخل الراحة. إن وثقنا بالله فعندئذ تتحول البرية إلى جنة الرب. انظر إلى إسرائيل الحقيقي، يسوع ربنا الذي جُرب في البرية. لقد عرف الله ذلك البار وسُرّ به، أما الشيطان فجربه. عندئذ ظهر مَنْ هو؛ وديع ومتواضع القلب، قوي في الإيمان، مُحب وأمين لأبيه السماوي، متعلم الطاعة لأنه الابن. كانت كلمة الله سلاحه الذي به يحارب كما كانت الخيمة التي فيها يسكن ويحتمي، وملائكة الله تنزل وتخدمه. بهذه الكيفية استطاع ابن الإنسان أن يحوّل البرية إلى فردوس. دخل الراحة، تمتع بالسلام مع الله وكانت له القوة ليدوس الأسد والصلّ ويطأ التنين تحت قدميه. بطاعته للآب غلب وانتصر وملائكة الله أنعشت قلبه وطيّبته بأحاديثها السماوية. هكذا تكون حياتك. فقط آمن، فقط اسجد، لا تقسِ قلبك عندما تسمع صوت الله في المكتوب. وفي تعليم الروح وفي معاملات الله اليومية معك. |
||||
29 - 08 - 2015, 03:06 PM | رقم المشاركة : ( 9044 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يعسر على الرب شيء آه، أيها السيد الرب، ها إنك قد صنعت السماوات والأرض بقوتك العظيمة، وبذراعك الممدودة، لا يعسر عليك شيء ( إر 32: 17 ) إننا أحيانًا كثيرة حينما نكون تحت ثقل الآلام، ونشعر أن العالم ينظر إلينا باحتقار، نرى الرب يرفع وجوهنا إلى قمة مجد الشركة. ولو أننا عشنا في زمن أنبياء العهد القديم لأدهشنا كثيرًا موقف الشجاعة والبطولة الذي وقفه كثيرون منهم في أوقات حالكة مُظلمة. فها هو إرميا يبكي، بينما الناس يسخَرون منه، ويهزأون غير مُكترثين لدموعه وصلواته، بل ويلقونه في السجن، ولو لم يكن الله معه لقتلوه فعلاً. ولكن ها هو إرميا يصعد إلى أعلى جبل الشركة، وهو في ضيقه، فيقول: «آه، أيها السيد الرب ... لا يعسر عليك شيءٌ». وها هو الرب بسرور كامل وقد استجاب صلواته وقال له: «هأنذا الرب إله كل ذي جسد. هل يعسُر عليَّ أمرٌ ما؟» ( إر 32: 27 ) مُستخدمًا ذات الكلمات التي ذكرها إرميا في صلاته في ثقة وإيمان «لا يعسر عليك شيءٌ». إنه من الخطأ الكبير أن تنظر إلى أي أمر أو إلى أية مشكلة، كأنه ليس لنا مثل هذا الإله الذي لا يعسر عليه شيء ..! إنه هو نفسه معنا في هذه الأيام، فهو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد، وعلينا فقط أن نثق في مواعيده ونتكل عليه، ولا نَدَع العالم يجرفنا في تياره ويُنسينا ذلك الإله الذي لا يعسر عليه شيء، فتكون النتيجة الابتعاد عنه فنقع في الحيرة والاضطراب أمام ظروف الحياة الصعبة .. فيا ليتنا نحفظ أنفسنا ناظرين إلى الرب كمَن يستطيع ما لا يستطيعه الإنسان، وكمَن لا يعسر عليه شيء. قد نكون في ظروف مُظلمة من جميع جوانبها ونصرخ من أعماقنا طالبين الخروج منها، ولمّا لا نُجاب بسرعة، نخور ونضعف وينتابنا اليأس والقنوط، ولكن لو تأملنا في حالة الأرض عندما كانت تغشاها ظلمة دامسة قبل أن «قال الله ليكن نور فكان نور» لأيقنا أن هذا «الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة»، هو بعينه الذي يستطيع أن يُضيء جوانب حياتنا بكلمة منه، ويحوِّل ظلامنا إلى نور باهر، لأنه الرب الذي لا يعسر عليه شيء. فلا تتحدث إذًا أيها الأخ العزيز عن صعوبات أو ظلمات في حياتك ما دام لك مثل هذا الإله الذي يقول لك «ادعُني فأُجيبك وأُخبرك بعظائم وعوائص لم تعرفها» ( إر 33: 3 ). |
||||
29 - 08 - 2015, 03:07 PM | رقم المشاركة : ( 9045 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاحتماء بالرب الاحتماء بالرب الاحتماء بالرب خيرٌ من التوكل على إنسانٍ. الاحتماء بالرب خيرٌ من التوكل على الرؤساء ( مز 118: 8 ، 9) لا شك أن القارئ قد اختبر نتيجة الاتكال على الأمور التي تُرى بدلاً من الاتكال على الله غير المنظور. فكثيرًا ما ننتظر نحن المؤمنون العون من الإنسان ونشوِّه بساطة الاتكال على إلهنا مع أنه مكتوب: «ملعونٌ الرجل الذي يتكل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه، وعن الرب يحيد قلبه. ويكون مثل العرعر في البادية، ولا يرى إذا جاء الخير، بل يسكن الحرَّة في البرية، أرضًا سَبخَة وغير مسكونة» ( إر 17: 5 ، 6). أيها القارئ العزيز .. هل أنت قَلِق من جهة أمورك الزمنية؟ دعنا نتحاجج معك لحظة: أنت تحتمي بالرب وحده في أمر خلاصك الأبدي، إذًا فلماذا أنت تضطرب؟ أ ليس مكتوبًا «ألقِ على الرب همك فهو يعولك. لا يَدَع الصدِّيق يتزعزع إلى الأبد» ( إر 17: 7 )، وأيضًا «لا تهتموا بشيءٍ، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله»؟ إن كنت لا تثق في الرب من جهة الأمور الزمنية الضئيلة عديمة القيمة، فكيف تثق فيه من جهة الأمور الروحية الأبدية؟ هل تحتمي به لأجل فداء نفسك، وتحتمي بخلافه لأجل مراحم أقل وأبسط؟ أ ليس الله كافيًا لسد حاجاتك؟ أو هل كل غناه لا يكفي لملء احتياجك؟ هل تحتاج إلى عين أخرى بجانب عين ذاك الذي يرى كل الأسرار؟ هل يضعف حبه؟ هل تعجز يده؟ إن كان الأمر كذلك، فابحث لنفسك عن إله آخر. أما إذا كان إلهنا إلهًا غير محدود، قادرًا على كل شيء، أمينًا إلى النهاية، صادقًا في كل مواعيده، حكيمًا في كل ما يعمل، فلماذا تجتهد في البحث عن مصدر ثقة آخر؟ لماذا تبحث في الأرض لتجد أساسًا آخر تبني عليه اتكالك؟ أيها الحبيب لا تزيِّف ذَهَب إيمانك بزغل الثقة في البشر. لا تشتهِ يقطينة يونان، بل استرِح على إله يونان. دَعْ الأساس الواهي يكون من نصيب الجهال، أما أنت فكن كمَن سبق فرأى العاصفة، فبنى لنفسهِ حصنًا على صخر الدهور، فإنه «مباركٌ الرجل الذي يتكل على الرب، وكان الرب مُتكله، فإنه يكون كشجرةٍ مغروسة على مياه، وعلى نهرٍ تمد أصولها، ولا ترى إذا جاء الحر، ويكون ورقها أخضر، وفي سنة القحط لا تخاف، ولا تكف عن الإثمار» (إر17: 7، 8). |
||||
29 - 08 - 2015, 03:10 PM | رقم المشاركة : ( 9046 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
امتحان إيمانكم امتحان إيمانكم عالمين أن امتحان إيمانكم يُنشئ صبرًا، وأما الصبر فليكن له عملٌ تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء ( يع 1: 3 ، 4) في ضوء يعقوب1: 2- 4 يمكن أن نقول باطمئنان إن التجربة، أو الامتحان، تلعب دورًا كبيرًا في تربيتنا روحيًا. فهي كمدرس في مدرسة الله، قادر أن يعلمنا ويطوِّر فكرنا إلى أن تكتمل مرحلة دراستنا. ولكن كم نفزع من التجربة! وكم نبذل من جهد لتجنبها! وبهذا نُشبه أطفالاً يخططون للتهرب (للتزويغ) من المدرسة، وينتهون إلى البلادة والغباء. أ ليس هذا غباءً؟ أَوَ لا يفسر هذا لماذا لا يحقق الكثير منا تقدمًا في ما لله؟ بلا شك، أن الكثير منا سيقول: ”نعم، ولكن هذه التجارب تفرض مطالِبًا علينا. فمرة بعد الأخرى تتعثر أقدامنا في مشكلات مُربكة تحتاج لحكمة تفوق طاقة البشر لحلها“. هذا صحيح، ولذلك يعلمنا يعقوب بعد هذا عما يجب عمله في تلك المواقف المُربكة «وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يُعيِّر، فسيُعطى له» (ع5)، لأنه غير متوقع أن يكون لنا في أنفسنا تلك الحكمة التي في الله، والتي تأتي من فوق. ولنا بالتأكيد أن نطلب من الله كل ما يعوزنا، وأن نتوقع الاستجابة بسخاء، أما مسألة: هل نحصل عليها دائمًا دون تعيير (أعني دون لوم أو توبيخ) فموضوع آخر. فهناك مواقف طلب فيها التلاميذ أشياء من الرب يسوع، ولم يحصلوا عليها بدون كلمة توبيخ رقيقة: انظر على سبيل المثال لوقا8: 24، 25 (في موقف تعرض السفينة للغَرَق)، ولوقا17: 5- 10 (طلبهم أن يزيد الرب إيمانهم). ولكن تلك المواقف كان المطلوب فيها هو الإيمان: «أين إيمانكم؟»، «لو كان لكم إيمان»، أي أن التوبيخ كان على عدم الإيمان، ولكونهم مؤمنين، كان المفروض بالتأكيد أن يمتلكوه. والكلمات «فسيُعطى له» قاطعة ومؤكدة، فلننتبه إليها، لأنه كلما تعمَّق اليقين بها في قلوبنا، كلما ازداد استعدادنا لطلب الحكمة بإيمان غير مرتابين وغير متقلقلين. هذا الإيمان البسيط غير المُرتاب، الذي يتمسك بمواعيد الله، لازم لنا جدًا، لأننا إذا ارتَبنا نصير ذوي رأيين، متقلقلين في جميع طُرقنا (ع8)، ونُشبه «موجًا من البحر تخبطه الريح وتدفعه» (ع6)، نتخبط في كل اتجاه صعودًا وهبوطًا. يدفعنا الأمل، ونمسك بالرجاء، من ثم يملأنا الشك والخوف. فإذا كان هذا هو حالنا، فإننا قد نطلب الحكمة، ولكن لا يكون لدينا أساس لتوقع الحصول عليها، أو الحصول على أي شيء من عند الرب |
||||
29 - 08 - 2015, 03:11 PM | رقم المشاركة : ( 9047 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحميا مُصلياً نحميا مُصلياً فلما سمعتُ هذا الكلام جلستُ وبكيت ونُحت أياماً وصمت وصليت أمام إله السماء ( نح 1: 4 ) لقد ابتدأ الله عملاً عظيماً بواسطة رجل واحد، إذ كان هذا الرجل؛ نحميا، ذا قلب منكسر أمام الرب ويعرف كيف يستخدم ركبتيه جيداً؛ ولذلك نقرأ قوله "جلست، وبكيت، ونُحت أياماً، وصُمت وصلَّيت أمام إله السماء". فدموعه كانت التعبير الخارجي لقلبه المنكسر، ونوحه كان شهادة لاشتراكه الفعلي في آلام شعب الله، وصومه كان دليلاً على أن الحزن عميق في نفسه لدرجة أنه ترك مباهج الحياة. ولكن كل ما اعتمل في داخله وجد مَخرجاً له في الصلاة. لقد عرف قوة هذه الكلمات التي نطق بها يعقوب بعد ذلك الوقت بمدة طويلة "أعلى أحد بينكم مشقات فليُصلِّ" ( يع 5: 13 ). ونحميا في صلاته يبرر الله ويعترف بخطايا الأمة ويتشفع للشعب أولاً: يبرر نحميا الله في طرقه وفي صفاته. فهو الحافظ العهد والرحمة لمُحبيه وحافظي وصاياه (ع5). ثانياً: يعترف بخطايا بني إسرائيل. وهو إذ يفعل ذلك يضم نفسه معهم قائلاً : أخطأنا .. أنا وبيت أبي قد أخطأنا .. لقد أفسدنا أمامك (ع6،7) ولذلك فقدوا حقهم في رحمة الله على أساس الطاعة. ثالثاً: تشفع من أجل الشعب، مستنداً على أربع حجج الحُجة الأولى هي أمانة الله لكلمته. فلقد طلب نحميا من الله أن يذكر كلمة وعده التي أعطاها عن طريق موسى والتي قال فيها "إن خنتم فإني أفرقكم ... وإن رجعتم إليَّ وحفظتم وصاياي وعملتموها، إن كان المنفيون منكم في أقصاء السماوات، فمن هناك أجمعهم وآتي بهم إلى المكان الذي اخترت لإسكان اسمي فيه" (ع8،9). والحُجة الثانية: هي أن الذين يدافع عنهم نحميا هم عبيد الله وشعب الله (ع10). والحُجة الثالثة: هي أنهم ليسوا شعب الله فقط، ولكنهم شعب الله عن طريق الفداء (ع10). وأخيراً يختم شفاعته بأن يضم إليه كل الخائفين اسم الله ويطلب رحمة الله (ع11). وهكذا، فبعد أن برر نحميا الله واعترف بخطايا الشعب، فإنه طلب لأجل الشعب من الله وذلك لأجل خاطر كلمته وشعبه وعمل فدائه ورحمته. |
||||
29 - 08 - 2015, 03:12 PM | رقم المشاركة : ( 9048 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أمام الله أمام الله أنا الله القدير. سِر أمامي وكُن كاملاً، فأجعل عهدي بيني وبينك، وأُكثرك كثيرًا جدًا ( تك 17: 1 ، 2) إن أشد ما يحتاج إليه المؤمنون في كل زمان ومكان هو النظر إلى الله بثبات واستمرار بحيث يشعر المؤمن في كل حين أنه ”أمام الله“ وأن الله على الدوام ”أمامه“ أي ”مقابله“. وفي هذا الشعور وحده أكبر ضمان للقوة والنُصرة والراحة والطمأنينة والفرح. وكل رجال الله الذين تمتعوا بهذا الشعور كانت لهم مواقف جليلة ومُشرِّفة. وقد ذكر لنا الوحي أمثلة منها تظهر أمامنا كالأعاجيب، ولكن متى عُرف السبب بَطُل العَجَب. فلا عَجَب في موقفهم لأن السبب هو شعورهم بأنهم ”أمام الله“. أمام الله يمتلئ القلب شعورًا بوجوب العيشة في مخافته. كان يوسف شابًا وبعيدًا عن وطنه وأهله ومتسلطًا في بيت فوطيفار، وكانت التجربة تهاجمه بأشد قوتها، ولكنه إذ رأى الرب أمامه استطاع أن يقول: «فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟» ( تك 39: 9 ). أمام الله يمتلئ القلب قناعة واكتفاء. جاء ملك سدوم يومًا بعد انتصار إبراهيم في حربه مع الملوك الذين هاجموا الأول، وبعد أن أخذ الثاني منهم غنائم كثيرة، يطلب إليه أن يعطيه النفوس فقط ويحتفظ لنفسه بالباقي، ولكن إبراهيم رفض بشمم وإباء، وأعاد إليه كل ما أحرزه بمجهوده الشخصي وهو يقول: «رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض، لا آخذن لا خيطًا ولا شِراك نعلٍ ولا من كل ما هو لك، فلا تقول: أنا أغنيت أبرام» ( تك 14: 22 ، 23). وجاء نعمان السرياني إلى أليشع النبي ومعه عشر وزناتٍ من الفضة، وستة آلاف شاقل من الذهب، وعشر حُلل من الثياب، وبعد أن أبرأه أليشع من مرض البرص، أراد أن يقدمها كلها له قائلاً: «خُذ بركة من عبدك». وكان يمكن أن يعتبرها غيره أجرةً له، ولكن أليشع أجاب في عزة نفس قائلاً: «حيٌ هو الرب الذي أنا واقفٌ أمامه، إني لا آخُذ. وأَلحَّ عليه أن يأخذ فأبى» (2مل5). ”أمام الله“ يمتلئ القلب هيبة والضمير طاعة والنفس سرورًا والعين نورًا، بل يمتلئ القلب قناعةً وشجاعة، والضمير سلامًا ووئامًا، والنفس هناء وصفاء. فما أحوجنا أن نعيش على الدوام ... أمام الله |
||||
29 - 08 - 2015, 03:14 PM | رقم المشاركة : ( 9049 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا للخوف لا للخوف وَالآنَ هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ، خَالِقُكَ يَا يَعْقُوبُ وَجَابِلُكَ..: لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي ( إش 43: 1 ) «لا تخف» ... هذا التحريض المُطمئِن والمُشجع ذُكر مرتين في هذا الأصحاح ( إش 43: 2 ، 5). في ع1 يقول الرب: «لا تخف لأنِّي فديتك»، وهنا نرى السلام مع الله؛ سلام الضمير المؤسس على عمل الفداء، ونرى محبة الله الكاملة التي تطرح الخوف ـ من الدينونة والأبدية المُرعبة ـ إلى خارج (1يو4: 18). أما في ع5 فيقول الرب: «لا تخف فإني معك»، وهنا نرى سلام القلب أو سلام الطريق المؤسس على مَعية الرب. ونحن أيضًا لنا أن نتمتع بالسلام مع الله وعدم الخوف من جهة الأبدية، وأيضًا بالسلام في الطريق من جهة البرية وظروفها المختلفة «إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلذَع، واللهيب لا يحرقك» (إش43: 2). ولكننا نستطيع أن نرى في هذا الأصحاح الثمين أسباب أخرى لعدم الخوف: (1) «لا تخف لأني فديتك» (ع1): فالذي تمتع بالفداء بدم المسيح، وتحرر من عبودية الخطية والشيطان، لا يخاف. (2) «لا تخف ... دعوتك باسمك» (ع1): هذه دعوة خاصة بالاسم، من الرب، لكل مؤمن «يدعو خرافه الخاصة بأسماءٍ» ( رو 8: 30 ). وهذا ما حدث مع متى العشار (مت9: 9)، ومع زكا العشار أيضًا (لو19: 5): وهذه الدعوة مرتبطة بقصد الله الأزلي «والذين سبق فعيَّنهم فهؤلاء دعاهم أيضًا» (رو8: 30). (3) «لا تخف ... أنت لي» (ع1): الله يقول لكل مؤمن: «أنت لِي»، وأنا بكل يقين أستطيع أن أقول: «وأنا له ... أنا لحبيبي وحبيبي لي» ( نش 2: 16 ؛ 6: 3؛ 7: 10) (4) «لا تخف ... لأني أنا الرب إلهك» (ع3): العالم غارق في الوثنية والمادية، ولكن المؤمن له «الله الحي الحقيقي» لِيَعبده ( 1تس 1: 9 ) (5) «لا تخف ... لأني أنا ... مخلِّصك» (ع3): وما أعظمه مُخلِّص! وما أعظم خلاصه الشامل الكامل الأبدي (عب 2: 3 ). (6) «لا تخف ... إذ صرت عزيزًا في عينيَّ مُكرمًا» (ع4): ويا لروعة غلاوة وكرامة المؤمن في عيني الرب! (7) «لا تخف ... أنا قد أحببتك» (ع4): إنها المحبة الإلهية الأزلية الثابتة، والتي كانت لنا في قلبه في الأزل، قبل الزمان. |
||||
29 - 08 - 2015, 03:15 PM | رقم المشاركة : ( 9050 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة من جوف الحوت صلاة من جوف الحوت فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِ مِنْ جَوْفِ الْحُوتِ ( يونان 2: 1 ) يا له من تباين مع العاصفة الهائجة ذات الضجيج الصارخ التي نراها في الأصحاح الأول من سفر يونان! فنحن نرى هنا في الأصحاح الثاني صمت القبور! هناك كان صوت الله القدير في هدير العاصفة والأمواج المزمجرة مختلطًا مع صرخات البحارة المتضايقين، بينما كان النبي نائمًا في جوف السفينة في عدم مبالاة وأنانية. أما هنا فنرى سكون الموت في قاع البحر والنبي مدفونًا في جوف الحوت، ليس نائمًا بل متنبه الضمير لكي يتعلَّم الحقيقتين الهامتين جدًا اللتين سيعلِّمهما الله له هناك، بعيدًا عن أعين الناس، وهما: (1) أن «الذين يُراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم». (2) وأن «للرب الخلاص». ويا لها من دروس! ومن أعماق القبر الساكن صعدت إلى الله صلاة النبي وصرخته «من جوف الهاوية ... في العُمق في قلب البحار». إن صلاته تُذكِّرنا بعض الشيء بصلاة الملك حزقيا في إشعياء 38 حينما أعلن الله له دنو نهايته. والفرق أنه في حالة يونان كان صراع النفس أكثر عمقًا، وهو تعبير نبوي عن التدريب العميق لنفوس البقية اليهودية المؤمنة في المستقبل، في أيام ضد المسيح، مثل أصدقاء دانيآل في آتون النار. لقد طرح الله نبيه العاصي «في العُمق في قلب البحار»، حيث ”أحاطَ به نهرٌ. جازت فوقه جميع تيارات الله ولُجَجِهِ“، وحيث دُفن حيًا. ومن العمق الصامت صعد صوت النبي المتضايق إلى أُذن الله صارخًا: «قد طُردت من أمام عينيك»! لكن هل تخلى خادم الله عن رجائه في الله؟ لو كانت هناك حالة ميئوس منها فهي هنا. هل استسلم النبي لليأس؟ كلا. إن الله نفسه؛ المُنعِم والقدوس أيضًا، الذي وضع نبيه في هذا القبر الفريد، ليس ليقتله، ولكن ليُصيّره من خلال التدريب العميق أكثر لياقة لخدمته. لقد عرف الرب كيف يُقوي إيمان خادمه المتروك بحسب الظاهر، ويملأ قلبه بالثقة في رحمته. هذه هي طرق الله وأفعاله العجيبة، قديمًا وفي وقتنا الحاضر. إن نفس الصوت الذي صرخ في عمق الضيق «قد طُردت من أمام عينيكَ»، استمر في نفس اللحظة قائلاً: «ولكنني أعودُ أنظرُ إلى هيكل قُدسِكَ». ولا شك أن عين إيمان النبي كانت تنظر من أعماق سجنه وضيقه باستقامة إلى فوق، إلى هيكل أعظم؛ إلى أقداس الله. لقد ”رفع عينيه إلى العلاء، من حيث تأتي معونته“. |
||||