17 - 05 - 2012, 10:55 AM | رقم المشاركة : ( 81 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«الْبُغْضَةَ الَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا» (صموئيل الثاني 15:13) كان أمنون يتَحرّق شهوة لأخته غير الشقيقة، ثامار. كانت جميلة وقد صمّم أن يأخذها لنفسه. كان مُحبَطاً لِعلمِه أن ما يريد فعله كان ممنوعاً بشكل واضح في ناموس ﷲ، لكن شهوته لها كانت تأكله لدرجة أنه لم تَتَبدّ له أية إعتبارات أخرى هامة، فادّعى أنه مريض وقام باستدراجها إلى غرفته وانتهك حُرمتها. لقد كان مستعداً أن يضحّي بكل شيء مقابل لحظة شهوة كهذه. لكن الشهوة تحولت إلى كراهية، وبعد أن كان قد استغلّها بأنانية، احتقرها وربما كان يود لو أنه لم يرها أبداً، فأمر بطردها خارجاً وإيصاد الباب خلفها. إن هذه المسرحية التاريخية تتكرر كل يوم في مجتمعنا الذي لا تضبطه ضوابط. لقد تم التخلي عن المعايير الأخلاقية إلى حد كبير. يتم قبول ممارسة الجنس قبل الزواج بشكل طبيعي، يعيش أزواج معاً دون مراسيم زواج، فلقد سُمح قانونياً بالدعارة، وأصبح الشذوذ الجنسي أسلوب حياة بديلة ومقبول. فالصغار والكبار على حد سواء يرون شخصاً ما فيحبونه ويستقرون على هذا، لا يقيمون أي إعتبار لقانون أعلى ولا يلتزمون بأي رادع ويصمّمون على الحصول على كل ما يريدون، يعارضون أي فكر عن ما هو صحيح وما هو خطأ ويدَّعون بأنهم لا يمكنهم العيش بأية طريقة أخرى، وهكذا ينغمسون، كما عمل أمنون، ويعتقدون أنهم قد حقّقوا إكتفاءً. لكن ما بدا جميلاً جداً فيما خُطط له، غالباً ما يبدو بشعاً جداً عند إستعادة الأحداث الماضية، فالشعور بالذنب أمر لا مفرَّ منه، مهما كان الإنكار شديدا. إن الخسارة المشتركة وفقدان إحترام الذات يؤديان إلى الإستياء، وهذا بدوره وفي كثير من الأحيان يتحول إلى شجار ساخن ومن ثم إلى كراهية، والشخص الذي كان لا يُستغنى عنه أبداً في السابق بدا الآن مثيراً للإشمئزاز، عندها تَسهُل الضربات والمعارك في المحاكم وحتى القتل. إن الشهوة هي أساس فاسد لبناء علاقة دائمة، ويتجاهل الناس قوانين الطهارة مما يعود عليهم بالخسارة والدمار. فقط نعمة ﷲ هي التي تأتي بالمغفرة والشفاء والإصلاح. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:56 AM | رقم المشاركة : ( 82 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَجَنَّدُ يَرْتَبِكُ بِأَعْمَالِ الْحَيَاةِ لِكَيْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدهُ» (تيموثاوس الثانية4:2) لقد تم تجنيد المؤمن من قِبل الرَّب وهو في خدمة فعلية له، وعليه ألاّ يُربك نفسه بأعمال الحياة اليومية، والتشديد هنا على كلمة «يرتبك». إنه لا يمكنه فصل نفسه عن الأعمال الدنيوية، لا بد له من العمل من أجل توفير ضروريات الحياة لأسرته، فهناك مقدار معين من المشاركة في المصالح اليومية التي لا يمكن تجنبها، وإلاّ فإن عليه أن يخرج من العالم كما يذكّرنا بولس في كورنثوس الأولى10:5. ومع ذلك يجب عليه ألاّ يَسمح لنفسه أن يصير مرتبِكاً، بل أن يحتفظ بأولويّاته بدقة، حتى أن الأشياء الجيدة في حد ذاتها تصبح أحياناً عدواً للأفضل. يقول وليم كيلي؛ «إرتباك الشخص ذاته في أعمال الحياة هو في الحقيقة التنازل عن الإنفصال عن العالم باتخاذ دورٍ في الشئون العالمية كشريك جيد فيها». لقد أصبحت مرتبكاً عندما انشغلت بالسياسة العالمية في محاولة لحَلّ مشاكل البشر، وهذا يشبه إضاعة وقتي في إعادة ترتيب المقاعد على سطح سفينة التايتانيك الضخمة. ثم إني أرتبك عندما أشدد التركيز على الخدمة الإجتماعية مما على الإنجيل بوصفها علاجاً لعلل العالم، وقد أصُبِح مرتبكاً عندما يمسك بي العمل بقبضته لدرجة أنني أقدِّم أفضل مجهودي لربح المال؛ وبكسبي للمعيشة أخسر الحياة. أصبحُ مرتبكاً عندما لا يعود لملكوت ﷲ وبِرهُ المقام الأول في حياتي. أصبحُ مرتبكاً عندما أُحاصر بأشياء زهيدة جداً بالمقارنة مع إبن الحياة الأبدية، على غرار نقص المعادن في ثمار البندورة والحنطة، وعادات الظباء في الصيف، والمحتويات المجهرية في الملابس القطنية، وردود فعل البطاطا المقلية، أو حركة دوران عين الحمامة. كل هذه الدراسات والأبحاث مهمّة بحد ذاتها كوسيلة للمعيشة لكنها لا تستحق حب الحياة. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:58 AM | رقم المشاركة : ( 83 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدهِ» (رومية28:8) هذه هي واحدة من الأعداد التي تُحيرنا جداً عندما تكون الأحوال صعبة. فما دامت الريح تهب برفق فلا مشكلة عندنا بأن نقول؛ «أومن يا رب»، لكن عندما تثور عواصف الحياة نقول؛ «أعِن يا رب عدم إيماني». ومع هذا فنحن نعرف أن هذه الآية صادقة، فاللّه يعمل كل الأشياء معاً للخير. نعلم ذلك لأن الكتاب المقدس يقول هذا، الإيمان يمنحنا هذا، حتى حينما لا نستطيع أن نرى أو نفهم. نحن نعلم أن هذا حقيقي بسبب طبيعة ﷲ. فإن كان هو إله المحبة اللانهائية، والحكمة اللامحدودة والقدرة اللامحدودة، فذلك يؤكد أنه يخطّط ويعمل لخيرنا المطلق. نحن نعرف أن هذا صحيح بسبب تجربة شعب ﷲ، فمن أفضل الإختبارات، تناقُل قصة ما تروي إختبار الناجيٍ الوحيد من تحطُّم سفينة حين قُذِف به على جزيرة غير مأهولة، فنجح في بناء كوخ لنفسه ووضع فيه كل ما جمعه من الحُطام. ثم صلى إلى الِلّه لكي ينقذه وكان يراقب الأفق كل يوم لعلّه يشاهد سفينة مارّة. وفي أحد الأيام أصابه الفزع عندما شاهد كوخه يشتعل بالنار، وأخذ الدخان يتصاعد ملتهماً كل ما كان عنده، لكن هذا الذي بدا له سوءاً كان في الحقيقة الأفضل، «رأينا إشارات دخّانك»، قال له قبطان السفينة التي جاءت لإنقاذه. دعونا نتذكّر أنه إن كانت حياتنا بين يدي الرَّب «فكل الأشياء تعمل معاً للخير». من المسلَّم به أن هناك أوقاتاً عندما يتعثَّر الإيمان، ويبدو الحِمل لا يُطاق والظلام لا يُحتمل، نسأل في يأسنا، «أي خير قد ينتج عن هذا؟» يوجد جواب، إن الخير الذي يتكلّم عنه ﷲ موجود في العدد التالي (رومية29:8)، إذ ينبغي أن «نكون مشابهين صورة إبنه»، فإنه كما يعمل إزميل النحّات متخلصاً من فضلات الرخام كي تظهر صورة الشخص، وكما أن ضربات الحياة التي تنزع كل ما لا يليق فينا لكي نتغيّر إلى شبهه المبارك. فإنك إن لم تجد أي خير آخر في أزمات الحياة، تذكّر هذا؛ التغيُّر إلى شبه المسيح. |
||||
17 - 05 - 2012, 11:01 AM | رقم المشاركة : ( 84 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«…وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ.» (كولوسي10:2) خلافاً للرأي الشائع، فإنه لا توجد درجات لياقة لإستحقاق السماء، فإما أن يكون الشخص مناسباً تماماً أو أنه لا يصلح على الإطلاق، وهذا يتعارض مع الرأي الشائع أنه على رأس قائمة سِفْر اﷲ نرى أسماء أناس صالحين وأنقياء السيرة، وفي الأسفل اللصوص والمجرمين، وبين هؤلاء من هم بدرجات متفاوتة من اللياقة للسماء، هذا خطأٌ فادح، فنحن إما أن نكون ملائمين أو لا نكون، لأنه لا شيء في الوسط. في الواقع لا أحد منّا صالحٌ في ذاته، لأننا جميعنا خطأة مذنبون ونستحق العقاب الأبدي، لأننا جميعنا أخطأنا وأعوزنا مجد ﷲ، جميعنا ضَللنا ومِلنا كل واحد إلى طريقه. جميعنا نجسون، وأفضل أعمالنا مثل الخِرَق القذرة البالية. نحن لسنا غير صالحين للسماء على الإطلاق فقط، وأنه ليس هناك شيء يُمكننا القيام به من ذواتنا يجعلنا لائقين، وأن أعظم قراراتنا وأنبل مساعينا لا يمكنها أن تنفع لتُزيل خطايانا أو تزوّدنا بالبِرّ الذي يطلِبه اﷲ، لكنَّ الأخبار السارة هي أن محبة ﷲ أعدَّت ما يتطلَّبه بِرُّه، وهو إنما يقدّمه هبة مجانية، «…هُوَ عَطِيَّةُ اﷲِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ» (أفسس2: 8-9). إن ما يؤهلنا للسماء نجده في المسيح. فعندما يولد الخاطئ ثانيةً يقبل المسيح، فلا يعود يراه ﷲ فيما بعد كخاطئ في الجسد، بل يراه في المسيح ويقبله على هذا الأساس، «لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اﷲِ فِيهِ» (كورنثوس الثانية21:5). إذاً النتيجة لكل ذلك هي كالتالي: إما أن يكون لنا المسيح أو لا يكون، فإن كان لنا المسيح فنحن مؤهلون للسماء بمقدار ما يجعلنا اﷲ مؤهلين، ويصير صلاح المسيح لنا، فنصبح مستحقين بمقدار ما هو مستحق لأننّا فيه. من الناحية الأخرى، اذا لم يكن المسيح من نصيبنا فنحن هالكون بمقدار ما يمكننا أن نكون. وإن كنا بدونه فهذا هو النقص الفادح ولا يمكن لأي شيء أن يعوّض هذا النقص الأساسي. ينبغي أن يكون واضحاً أنه لا يوجد أي مؤمن مؤهّلٌ للسماء أكثر من مؤمن آخر. فلجميع المؤمنين نفس الحق لنيل المجد، وهذا الحق هو في المسيح. لا يوجد لمؤمن في المسيح حقٌ يفوق عن غيره، لذلك لا أحد ملائم للسماء أكثر من غيره. |
||||
17 - 05 - 2012, 11:03 AM | رقم المشاركة : ( 85 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّاً.» (كورنثوس الثانية10:5) بما أن ما رأيناه في الصفحة السابقة كان صحيحاً، بأنه ليس هناك درجات من اللياقة للسماء، فإنه من الصحيح أيضاً أنه ستكون هناك درجات للمكافآت في السماء. إن كرسي قضاء المسيح سيكون مكان المراجعة والمكافأة حيث يكافأ البعض أكثر من غيرهم. سيكون هناك أيضاً إختلاف في قدرات التمتع بأمجاد السماء، سيكون الجميع سُعداء، لكن سيكون للبعض نصيب أكبر من السعادة عن غيرهم وستمتلئ كؤوس الجميع ولكن سيكون للبعض كؤوس أكبر من غيرهم. يجب علينا أن نبتعد عن فكرة أن جميعنا سنكون في نفس الصورة تماماً عندما نصل إلى حالة المجد، والكتاب المقدس لا يعلِّم في أي مكان فيه ما يشير إلى تجانس باهت غير مقنع، بل بالحريّ يعلّم أن الأكاليل ستُمنح لحياة الأمانة والتقوى، وأنه بينما يُكافأ البعض يخسر الآخرون. ها هنا شابّان في نفس العمر وقد تجددا في نفس الوقت، أحدهما يخرج ويحيا الأربعين سنة التالية وهو يعطي أولوية قصوى لملكوت ﷲ وبرِّه، أما الآخر فيصرف أفضل سني حياته يجمع المال، يتحدث الأول بحماس عن أمور الرَّب بينما يتكلّم الآخر عن نشاط السوق، عند الأوّل مقدرة للتمتُّع بالرّب الآن وسيأخذ هذه المقدرة معه للسماء، أما الآخر وبينما هو أهلٌ للسماء بنفس المقدار، لكن شخص وعمل المسيح عنده مقلَّص روحياً وهو يأخذ هذا المقدار المقلَّص إلى السماء. إننا نقرّر يوماً بعد يوم في حياتنا مقدار المكافآت التي نحصل عليها وكذلك مقدار مُتعتِنا في بيتِنا الأبدي. نقرّر هذا بمعرفتنا لكلمة اﷲ وإطاعتنا لها، وبحياة الصلاة، وبشركتنا مع شعب اﷲ وبخدمتنا للرَّب وبأمانتنا للوكالة في كل ما أعطانا إياه اﷲ. وحالما ندرك أننّا نبني لأبديتّنا مع مرور كل يوم، فإنه ينبغي أن يكون لهذا تأثير عميق على الخيارات التي نتخذها والأولوّيات التي نضعها. |
||||
17 - 05 - 2012, 11:04 AM | رقم المشاركة : ( 86 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هَكَذَا هُوَ» (أمثال7:23) قال أ.ب جِيبْس: «أنتَ لست ما تفكّر به عن نفسك، لكن ما تفكِّر به، هذا هو أنتَ» وهذا يعني أنّ الذهن هو المنبع الذي يتدفق منه التصرف، سَيطِر على المصدر تكون قد سيطرت على التدفُّق الخارج منه. لذا فالسيطرة على حياة الفكر هو أمر أساسي، ولهذا قال سليمان، «فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ إحْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ» (أمثال23:4)، وهنا إستُعمل القلب كمرادف للذهن. يذكّرنا يعقوب بأن الخطيئة تبدأ في الذهن (يعقوب1: 13-15)، فإذا ما أعملنا الفكر بأمر ما لوقت طويل فسنفعله في النهاية. إزرع فكرة تحصد عملاً. إزرع عملاً تحصد عادة. إزرع عادة تحصد ميزة. إزرع ميزة تحصد مصيراً. لقد شدّد الرَّب يسوع على أهمية حياة الفكر بتشبيهه الكراهية بالقتل (متى5:21-22) وبتشبيه النظرات الشهوانية بالزنى (متى28:5)، وعلَّم كذلك أن ليس ما يأكله الإنسان يتنجَّس به بل ما يفكِّر به (متى7: 14-23). نحن مسؤولون عما نفكِّر به لأنه لدينا القدرة على التحكُّم فيه، فيمكننا أن نفكّر برذيلة فيها إيحاء، أو فيما هو طاهر كالمسيح، فكل واحد منا وكأنه مَلِك، والإمبراطورية التي نحكمها هي حياتنا الفكرية، تلك الإمبراطورية لديها إمكانيات هائلة للخير وإمكانيات هائلة للشرّ. فنحن الذين نحدد المسار الذي سوف نسلكه. إليك بعض الإقتراحات الإيجابية على ما يمكننا القيام به. أولاً؛ خُذ الموضوع برمته إلى الرَّب في الصلاة قائلاً: «قَلْباً نَقِيّاً أخْلُقْ فيَّ يَا اﷲُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي» (مزمور10:51). ثانياً؛ أحكم على كل فكر كيف يمكن أن يظهر في حضرة المسيح (كورنثوس الثانية5:10). ثالثاً؛ إعترف فوراً بكل فكر شرير واطرده (أمثال13:28). ثم تجنب وجود فراغ فكري، واملأه بأفكار إيجابية تستحق أن تستحوذ على تفكيرك (فيلبي8:4). خامساً؛ مارس الإنضباط فيما تقرأ وتشاهد وتسمع، لا يمكنك أن تتوقّع حياة فكرية طاهرة إذا كنت تتغذى على القذارة والتلوُّث. أخيراً؛ إنشغل دائماً بما هو للرَّب لأنه عندما تُحوِّل ذهنك ليصبح محايداً عندها تطلب تخيّلاتك الحقيرة الدخول. |
||||
17 - 05 - 2012, 11:05 AM | رقم المشاركة : ( 87 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ …» (عبرانيين3:11) «بالإيمان نفهم…»، هاتان الكلمتان تُجسِّدان واحداً من أهم المبادىء الأساسية للحياة الروحية. نؤمن بكلمة اﷲ أولاً، ثم نفهمها، أما العالم فيقول «أومن حين أرى» بينما يقول ﷲ «آمن ترى»، وقال الرَّب يسوع لمرثا «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ…» (يوحنا40:11)، بعد ذلك قال كذلك لتوما «…طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا» (يوحنا29:20)، وكتب الرسول يوحنا «كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِإسْمِ ابْنِ ﷲِ لِكَيْ تَعْلَمُوا…» (يوحنا الأولى13:5). فآمِن أوّلاً وستعرف لاحقاً. يحدّثنا بيلي جراهام كيف أتاه هذا المبدأ بطريقة حية في حياته، «في عام 1949 كان عندي شكوك كبيرة بشأن العديد من الأمور في الكتاب المقدس، ظننت أنني رأيت تناقضات واضحة في الكتاب المقدس، لم أستطع التوفيق بين بعض الأشياء بتفكيري المحدود عن اﷲ، وعندما وقفت لألقي موعظتي، كان ينقصني ميزة السلطة التي يملكها جميع الوعّاظ العظام، ومثل المئات من خرّيجي معاهد اللاهوت، كنت أخوض معركة حياتي الفكرية، والنتيجة كانت ستُقرّر خدمتي المستقبلية». في شهر آب من تلك السنة وُجِّهت إلي الدعوة للذهاب إلى فورست هوم، مركز المؤتمرات المشيخي الواقع عالياً فوق الجبال خارج مدينة لوس أنجلوس. أتذكر أنني كنت أمشي في أحد المسارات أطوف في الغابة، وتصارعت مع اﷲ قليلاً، كنت في مبارزة مع شكوكي، وبدا لي وكأن روحي عالقة في تبادل لإطلاق النار، أخيراً وفي يأسي، سلّمت إرادتي الِلّه الحي المُعلن في الكتاب المقدس، جثوت على ركبتي أمام الكتاب المقدس المفتوح وقلت: يا ربّ، يوجد الكثير من الأمور في هذا الكتاب لا أفهمها، ولكنك قلت «البار بالإيمان يحيا»، فكل ما استلمته منك، قبلته بالإيمان، والآن هنا وبالإيمان أعتبر الكتاب المقدس كلمتك أنت، وأقبلها كلها دون تحفظات، وحيث يوجد أشياء لا أستطيع أن أفهمها، سوف أمتنع عن الحكم فيها حتى أحصل على المزيد من النور، فإن كان هذا يرضيك فأعطني السُّلطة كلما أعلنتُ كلمتك، ومن خلال تلك السُّلطة بَكِّت الناس على الخطيئة وارجع الخطاة إلى المخلص. بعد ستة أسابيع بدأنا حملتنا التبشيرية في لوس أنجلوس التي أصبحت الآن تاريخاً، خلال تلك الحملة اكتشفت السر الذي غيَّر خدمتي، توقفت عن محاولاتي لإثبات أن الكتاب المقدس كان صحيحاً، وقد استقر في ذهني أنه صحيح، وتم نقل هذا الإيمان إلى الجمهور». |
||||
17 - 05 - 2012, 11:06 AM | رقم المشاركة : ( 88 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ.» (أفسس32:4) هنالك نظام كتابي واضح يجب إتباعه فيما يتعلَّق بالمغفرة الكتابية، الذي إذا تبعناه فسننقذ أنفسنا من الكثير من الصداع وأوجاع القلب. إن أوّل شيء ينبغي فعله هو أنه عندما يُسيء إليك شخص ما فعليك أن تغفر له في قلبك. أنت لم تخبره بعد أنك قد غفرت له، ولكن بمغفرتك له في قلبك أنت تترك الأمر بينه وبين الرَّب، وهذا يمنع العُصارة المعوية من التحول إلى حمض الكبريتيك ويحفظك من الإضطرابات الرهيبة الأخرى، الجسدية والعاطفية. الخطوة التالية هي أن تذهب إلى ذلك الأخ وتعاتبه (لوقا3:17)، وبدل الثرثرة مع الآخرين عن كيف أُسيء إليك «فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا» (متى15:18) في محاوِلة لإحتواء المشكلة بقدر الإمكان، وهذا يعني أن تحافظ على سريتها كلما استطعت ذلك. فإن كان لا يعترف ويطلب الصفح، فاذهب إليه برفقة واحد أو إثنين من الشهود (متى16:18)، لأن هذا سيوفِّر شهادة كتابية واضحة بما يختص وموقف المذنب. فإذا كان لا يزال غير متنازل عن موقفه، أنقل الأمر إلى الكنيسة بمرافقة الشهود، وفي حالة رفض الإستماع لحُكم الكنيسة، عند ذلك، يُفصل بطبيعة الحال عن الشركة (متى17:18). لكن إذا كان قد تاب خلال هذه العملية فعليك أن تغفر له (لوقا 3:17)، خاصة وقد كنت قد غفرت له بالفعل في قلبك ولكنك الآن تعلن له عن ذلك. من المهم هنا عدم التعليق على الموضوع، لا تقول «كان كل شيء على ما يرام، أنت في الواقع لم تفعل أي شيء خطأ»، بل من الأفضل أن تقول «أسامحك بكل سرور، والآن تم الإغلاق على الموضوع برمته، دعنا ننحني ونصلّي معاً». إن الخجل من الإضطرار إلى الإعتراف والتوبة قد يردعانه عن الإساءة إليك مرة أخرى. لكن حتى لو عاد ليكرر خطيئته ثم تاب، فيجب أن تغفر له، وحتى لو عمل هذا سبع مّرات في يوم واحد وتاب سبع مراّت، فيجب أن تغفر له، بِغضّ النظر عما إذا كنت تعتقد أنه جِدّي أم لا (لوقا4:17). يجب علينا ألا ننسى أبداً أنّه قد غُفر لنا ملايين المرّات. ينبغي علينا ألا نتردّد في المغفرة للآخرين عن قليل من الإساءة (متى18: 23-35). |
||||
17 - 05 - 2012, 11:07 AM | رقم المشاركة : ( 89 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«إِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ يَعْرِفُ التَّعْلِيمَ هَلْ هُوَ مِنَ اللَّهِ أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ نَفْسِي.» (يوحنا 17:7). يقول لنا هذا العدد «إِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ يَعْرِفُ…!» يا له من وعد رائع بأن الشخص الذي لديه رغبة صادقة في معرفة ﷲ يعرف، فاللّه سيظهرها له. عندما يَصِل الخاطئ إلى نهاية نفسه وعندما يُصلي من أعماق قلبه «يا اﷲ، أكشف لي عن نفسك»، فإن اﷲ يستجيب دائماً. هذه الصلاة لا تمر دون إستجابة. كان أحد المتشرّدين يسكن كهفاً في الجنوب الغربي للولايات المتحدة، كان مستعداً لإنهاء كل شيء، كان قد بحث عن إشباع ذاته في معاقرة الكحول والمخدّرات والجنس والسِّحر، لكن بقيت حياته فارغة، فارغة، فارغة، ولم يكن يرى وسيلة له للخروج من بؤسه. وفي أحد الأيام وبينما كان منكمشاً داخل الكهف، صرخ من أعماق قلبه «يا اﷲ، إذا كان هناك اﷲ، أظهِر لي ذاتك وإلاّ سأضع نهايةً لحياتي». في غضون عشر دقائق تصادف أن شاباً مؤمناً كان عابراً من تلك الناحية، أطل برأسه إلى الداخل من فتحة الكهف فرأى المتشرّد الناسك وقال: «مرحباً، أيمكنني أن أكلّمك عن يسوع؟» أتعرفون ما حدث! لقد أصغى المتشرّد لأخبار الخلاص السارة وبالإيمان في الرَّب يسوع المسيح أتى إلى المُخلّص ووجد المغفرة والقبول ونال الحياة الجديدة. كان قد صلّى من أعماقه، فاستمع ﷲ واستجاب له. لم أسمع أبداً أن أي شخص قد صلّى صلاة كهذه من دون أن يحصل على إعلان خاص من الرَّب لروحه. بطبيعة الحال، هذا الوعد صادق للمسيحيين أيضاً. فإذا رغب الإنسان رغبة صادقة في معرفة إرادة اﷲ لحياته، فسيُظهرها اﷲ له، وإن أراد أن يعرف المسار الصحيح بما يختص وشركته في الكنيسة، فإن اﷲ سيجعلها معروفة له بصرف النظر عمَّا تكون الحاجة، فإن اﷲ ملتزم بتسديدها إذا كنا نطلب إرادته فوق كل شيء. إن الشيء الذي يقف حائلاً بيننا وبين المعرفة الحقيقية لفكر اﷲ هو إفتقارنا للرغبة الشديدة لذلك. |
||||
17 - 05 - 2012, 11:09 AM | رقم المشاركة : ( 90 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلَكِنِّي قَدِ اسْتَوْفَيْتُ كُلَّ شَيْءٍ وَاسْتَفْضَلْتُ. قَدِ امْتَلَأْتُ إِذْ قَبِلْتُ مِنْ أَبَفْرُودِتُسَ الأَشْيَاءَ الَّتِي مِنْ عِنْدِكُمْ، نَسِيمَ رَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ، ذَبِيحَةً مَقْبُولَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ.» (فيلبي 18:4). لقد جاءت رسالة بولس إلى أهل فيلبي، في الحقيقة، كإعتراف لتقدمة كان قد تلقاها من المؤمنين هناك. ربما نكون صائبين في إفتراضنا أنها كانت تقدمة من المال، والشيء المدهش هو الطريقة التي يُعظِّم الرسول بها التقدمة، فهو يسمّيها «رائحة زكيَّة، ذبيحة مقبولة مَرْضِيّة عند ﷲ» كما جاء في أفسس2:5، وهو يستعمل تعبيراً مشابهاً لوصف ذبيحة المسيح العظيمة لنفسه على الصليب، فيقول عنها «قرباناً وذبيحة للّه رائحة طيبة». إنه وصف يحبس الأنفاس عندما نفكِّر أن تقدمةً ما أُعطيت لخدّام الرَّب تُحيا ذكراها بكلمات مشابهة لتلك التي وصفت العطيّة التي لا يُعبّر عنها. أخيراً يعلّق ج.ه. جويت على هذه النقطة بقوله: «ما أوسع مجال الكَرَم المحلّي البادي هنا، كنا نعتقد أننا نؤدّي خدمة لشخص فقير، لكن في الواقع كنا نتحدّث مع الملك، كنا نتخيّل أن العطر سيُحفظ في حيٍّ تافهٍ وحقير، لكن الرائحة الزكية تنبعِث إلى الكون بأكمله، كنا نظن أننا نتعامل مع بولس فقط، فاكتشفنا أننا نخدم مُخلّص وربّ بولس». عندما نفهم الطبيعة الحقيقية لروح العطاء في المسيحية ومدى تأثيرها، سنتخلّص من شعور العطاء على مَضَض أو عن بخل، نكون مُحصّنين إلى الأبد من حِيَل جامعي الأموال الذين يشجعون العطاء بإبتزاز أو بإثارة الشفقة أو الفكاهة،. سنكتشف أن العطاء هو شكل من أشكال الخدمة الكهنوتية، وليس نتيجة سَنّ قوانين. نحن نُعطي لأننا نحب، ونحب أن نُعطي. إن حقيقة أن عطيتّي الصغيرة للإله العظيم التي تملأ غرفة العرش الكونية بالرائحة العطرة يجب أن تدفعني للعبادة المتواضعة والعطاء بفرح، فالعطاء يوم الأحد صباحاً لن يكون فيما بعد جزءًا مُضجراً من خدمة العبادة، بل سيكون وسيلة للعطاء بشكل مباشر للرَّب يسوع كما لو كان حاضراً بالجسد. |
||||
|