![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في عدم ثبات القلب، وفي أنه من الواجب علينا أن نُوَجِّه غايتنا الأخيرة إلى الله 1 – المسيح: بني، لا تثق بالعاطفة التي تشعر بها الآن، فإنها سريعًا ما تنقلب إلى غيرها. ما دمت في الحياة، فأنت هدفٌ للتقلب – وإن على كره منك -: فتارةً تكون فرحًا وتارةً حزينًا، تارةً في سلامٍ، وتارةً في اضطراب، حينًا متعبدًا وحينًا بغير عبادة، حينًا نشيطًا وحينًا متكاسلًا، حينًا رصينًا وحينًا نزقًا. ![]() أما الحكيم المتفقه جيدًا في الأُمور الروحية، فيسمو فوق هذه التقلبات، غير ملتفتٍ إلى ما يشعر به في نفسه، ولا إلى الجهة التي تهب منها ريح التقلب، بل جاعلًا همه في أن يتقدم، بكل نية قلبه، إلى الغاية المُثلى الواجب ابتغاؤها. فهكذا يمكنه أن يستمر هو هو، غير متزعزع، موجهًا إليَّ، بلا انقطاع، عين نيته البسيطة، ما بين كثرة الحوادث واختلافها. ![]() 2 – بقدر ما تزداد عين النية صفاءً، يزداد الإنسان ثباتًا في المسير ما بين العواصف المختلفة. لكن هذه العين في النية الطاهرة، قد تظلم في الكثيرين، لأنهم ينظرون سريعًا إلى لذةٍ تعرض لهم؛ وقل أن يوجد فيهم من تحرر، تمامًا، من وصمة طلب الذات. هكذا جاء اليهود قديمًا إلى بيت عنيا، إلى مرتا ومريم، “لا من أجل يسوع فقط، بل لينظروا أيضًا لعازر“ (يوحنا 12: 9). فيجب إذن أن تنقى عين النية، لتكون بسيطةً مستقيمة، وأن توجه إليَّ من خلال جميع الحواجز المختلفة، المعترضة بيننا. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في أنه لا أمان من التجربة في هذه الحياة 1 – المسيح: يا بني، لا أمان لك البتة في هذه الحياة، بل ما دمت حيًا فأنت دومًا في حاجةٍ إلى الأسلحة الروحية. إنك مكتنفٌ بالأعداء، وهم يقاتلونك عن اليمين وعن اليسار. فإن لم تستعمل ترس الصبر من كل جهة، فإنك لن تلبث طويلًا بغير جراح. وفضلًا عن ذلك، فإن لم تثبت فيَّ قلبك، وأنت ناو، نيةً خالصة، أن تحتمل كل شيءٍ لأجلي، فلن تستطيع الصبر إذا حمي القتال، ولا الفوز بسعف الطوباويين. ![]() فعليك إذن أن تجتاز بشجاعةٍ في جميع الصعوبات، وأن تجرد يدًا قويةً على ما يعترضك. ”فمن غلب يؤتي المن“ (رؤيا 2: 17)، أما المتثاقل، فنصيبه كثرة الشقاء. ![]() 2 - إن طلبت الراحة في هذه الحياة، فكيف تبلغ إلى الراحة الأبدية؟ لا تعدد نفسك لوفرة الراحة، بل لكثرة الاحتمال. أُطلب السلام الحقيقي لا على الأرض، بل في السماوات، لا في البشر أو في سائر الخلائق، بل في الله وحده. عليك، حبًا لله، أن تحتمل بارتياحٍ كل شيء: الأتعاب والأوجاع، والتجارب والاضطهادات، والضيقات والعوز، والأمراض والإهانات، والمثالب والتقريعات، والمذلات والخزي، والتوبيخات والاحتقار. فتلك هي الأُمور المفيدة للفضيلة: بها يمتحن من تجند حديثًا للمسيح، ومنها يضفر الإكليل السماوي. أنا أُكافئ على تعبٍ قصيرٍ بثوابٍ أبدي، وعلى خزي زائلٍ بمجدٍ لا حد له. ![]() 3 – أتظن، أنت، أنك ستحصل دومًا على التعزيات الروحية وفق ما تشاء؟ إن قدّيسيَّ دائمًا على مثل ذلك، بل عانوا مشقاتٍ كثيرة، وتجارب مختلفة، وخذلانًا شديدًا. لكنهم اعتصموا بالصبر في كل شيء، متوكلين على الله أكثر مما على أنفسهم. عالمين ”أن آلام هذا الدهر، لا تتناسب والمجد الآتي“ (رومانيين 8: 18)، فتستحقه لنا. أتريد أنت أن تحصل، حالًا، على ما لم ينله الكثيرون إلاَّ بالجهد، بعد الدموع الغزيرة والأتعاب الشاقة؟ ”إنتظر الرب! تشجع وتشدد!” (مزمور 26: 14) لا تيأس ولا ترتد، بل ابذل جسدك ونفسك بثبات، لأجل مجد الله. فأنأ أُكافئك ملء المكافأة، “وأكون معك في كل ضيق“ (مزمور 90: 15). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ضد أحكام الناس الباطلة 1 – المسيح: يا بني، ثبت قلبك في الله، ولا تخف من حكمٍ بشري، إذا برأك ضميرك وزكاك. فالاحتمال، على هذا النحو حسنٌ وفيه سعادة، وليس بثقيلٍ على القلب المتواضعٍ، المتوكل على الله أكثر من توكله على نفسه. كثيرون هم الثرثارون، وقلما ينبغي أن نصدق أقوالهم. وما عدا ذلك، فإرضاء الجميع من المحال. فإن بولس – وإن كان قد اجتهد في أن يرضي الجميع في الرب، “وصار كلاًّ للكلّ″ (1كورنثيين 9: 22) – قد كان، مع ذلك، يعتد ”كأقل شيءٍ عنده أن تحكم فيه حكمةٌ بشرية″ (1كورنثيين 4: 3). ![]() ![]() 2 – لقد عمل كثيرًا لأجل بنيان الآخرين وخلاصهم، بقدر وسعه وإمكانه، ولكنه لم يستطع أن يحول دون محاكمتهم له أحيانًا واحتقارهم إياه. لذلك فوض كل شيءٍ إلى الله العليم بكل شيء، واعتصم بالصبر والتواضعٍ، من ألسنة المتكلمين بالبهتان، المفكرين بالباطل والكذب، الطاعنين فيه بحسب أهوائهم. ولكنه قد رد عليهم أحيانًا، لئلا ينتج من صمته معثرةٌ للضعفاء. ![]() 3 – ”فمن أنت، حتى تخاف من إنسانٍ يموت؟″ (أشعيا 51: 12) إنه اليوم في الوجود، وغدًا يتوارى. إتق الله، فلا يروعك رعب البشر. وأي ضررٍ يستطيع الإنسان أن يلحق بك، بالكلام أو الإهانات؟ إنه على نفسه يجلب المضرة، لا عليك، وأيًّا كان ذلك الإنسان، فإنه لن يفلت من دينونة الله. أما أنت، فاجعل الله نصب عينيك، “ولا تجادل بمماحكاتٍ كلامية″ (2 تيموتاوس 2: 14). وإن خيل إليك أنك الآن في المذلة، وأنك تسام خزيًا لم تستوجبه، فلا تغضب لذلك، ولا تنقص من قدر إكليلك بعدم صبرك. بل انظر بالحري إلى السماء، إليَّ أنا القادر أن أُنقذ من كل خزيٍ وظلم، وأن “أُجازي كل أحدٍ بحسب أعماله″ (متى 16: 27؛ رومانيين 2: 6). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في تسليم الذات تسليمًا خالصًا كاملًا للحصول على حرية القلب 1 – المسيح: يا بني، أُترك نفسك تجدني. لا تختر لنفسك شيئًا ولا تخصها بشيء، تكن رابحًا أبدًا. فإنك حالما تتخلى لي عن ذاتك ولا تسترجعها، تزداد نعمةً أوفر. ![]() 2 – التلميذ: رب، كم مرةً أتخلى لك عن ذاتي؟ وفي أي شيءٍ أترك نفسي؟ ![]() ![]() ![]() 3 – المسيح: دائمًا وفي كل ساعة، في صغريات الأُمور كما في كبرياتها، إني لا أستثني شيئًا، بل في كل شيءٍ أُريد أن أجدك متجردًا. وإلاَّ فكيف يمكن أن تكون لي وأنا لك، إن لم تكن، في الداخل وفي الخارج، مجردًا من كل إرادةٍ ذاتية؟ بقدر ما تسرع في هذا التجرد، تزداد حالك صلاحًا، وبقدر ما تكون فيه سخيًا صادقًا تزداد فيك مسرتي، ويتضاعف ربحك. ![]() 4 – فالبعض يتخلون عن ذواتهم، ولكن مع بعض الاستثناء، إذ من حيث إنهم لا يثقون بالله ثقةً كاملة، فهم يسعون دومًا في الاهتمام بأنفسهم. والبعض يقربون لي أولًا كل شيء، ولكنهم إذا هزتهم بعد ذلك تجربة، يسترجعون ما قربوا، ولذلك قلما يتقدمون في الفضيلة. فهؤلاء لن يبلغوا إلى حرية القلب الطاهر الحقيقية، ولن يحظوا بنعمة مؤالفتي العذبة، ما لم يستسلموا أولًا إليَّ استسلامًا كاملًا، ويضحوا كل يومٍ بذواتهم، فبدون ذلك، لا قيام ولا ثبات للاتحاد والتنعم بي. ![]() 5 – لقد قلت لك مرارًا كثيرة، الآن أيضًا أُعيد عليك القول: أُترك ذاتك، تخل عن ذاتك، فتنعم بسلامٍ داخلي عظيم. أُبذل الكل لأجل الكل، لا تطلب شيئًا، ولا تسترد شيئًا، أُثبت فيَّ بخلوصٍ ومن غير ارتياب، فتحوزني، ويكون قلبك حرًا. “والظلمة لا تغشاك“ (مزمور 138: 11). ليكن موضوع اجتهادك وصلواتك ورغائبك، أن تتجرد من كل ما يخصك، وأن تتبع، عريانًا، يسوع العريان، وتموت عن نفسك، وتحيا لي إلى الأبد. حينئذٍ تتلاشى جميع الخيالات الباطلة، والاضطرابات الشريرة، والهموم الزائدة. وحينئذٍ أيضًا يتباعد عنك التخوف المفرط، ويموت فيك الحب المنحرف. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في حُسن التصرف في الأمور الخارجية، وفي الالتجاء إلى الله عند الأخطار 1 – المسيح: يا بني، إلى هذا يجب أن توجه نشاطك: أن تكون، في كل مكانٍ وفي كل عملٍ أو شغلٍ خارجي، حرًا في داخلك، وضابطًا أمر نفسك، وأن تكون الأشياء كلها خاضعة لك، لا أنت خاضعًا لها؛ ![]() وأن تكون رب أفعالك وملكها، لا عبدًا لها أو مملوكًا، بل معتقًا وعبرانيًا حقًا، قد عبر إلى نصيب ”وحرية أبناء الله″ (رومانيين 8: 21)، الذين يرتقون فوق الحاضرات، ويتأملون الأبديات؛ وينظرون بعينهم اليسرى إلى الزائلات، وباليمنى إلى السماويات؛ الذين لا تجذبهم الزمنيات فيتعلقوا بها، بل إنما هم، بالحري، يجتذبونها ليحسنوا استخدامها، على حسب ما رتب الله، ورسم الصانع الأعظم، الذي لم يترك في خليقته شيئًا من غير ترتيب. ![]() 2 – لو كنت، في كل حادث، لا تتوقف عند الظواهر الخارجية، ولا تعتبر بعينٍ جسديةٍ كل ما ترى أو تسمع، بل تدخل حالًا مع موسى إلى الخباء، لتستشير الرب في كل أمر، لكنت تسمع، أحيانًا، الجواب الإلهي، وتعود متفقهًا في كثيرٍ من الأُمور الحاضرة والمستقبلة. فإن موسى قد التجأ دائمًا إلى الخباء، لإزالة الشكوك وحل المشاكل، واعتصم أبدًا بمعونة الصلاة، لينجو من المخاطر ومن كيد البشر. فهكذا عليك، أنت أيضًا، أن تلتجئ إلى مخدع قلبك، ملتمسًا العون الإلهي، بشديد الإلحاح. فقد ورد في الكتاب أن يشوع وبني إسرائيل، إنما خدعهم الجبعونيون. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). “لأنهم لم يلتمسوا قبلًا مشورة الرب″ (يشوع 9: 14)، بل صدقوا، عن غير تروٍ، أقوالًا معسولة، فانغووا بشفقةٍ كاذبة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في أنه لا ينبغي للإنسان أن يكون لجوجًا في الأمور ![]() 1 – المسيح: يا بني، فوض إليَّ أمرك دائمًا، وأنا أُحسن لك تدبيره في أوانه. انتظر تدبيري، تلق منه ربحًا. ![]() 2 – التلميذ: رب، إني بملء الارتياح أُفوض إليك جميع أُموري، لأن تدابيري الذاتية قلما تفيدني. ليتني كنت أقل اهتمامًا بالمستقبلات، فأقرب ذاتي لمسرتك، عن غير تردد! ![]() 3 – المسيح: يا بني، كثيرًا ما يهتم الإنسان في طلب شيءٍ يهواه، فإذا بلغ إليه، جعل يغير فيه رأيه، لأن الرغائب لا تستقر في موضوعٍ واحد، بل بالحري تدفع صاحبها من موضوعٍ إلى آخر. فليس باليسير إذن، أن يترك الإنسان نفسه، حتى في صغائر الأُمور. ![]() 4 – فالتقدم الحقيقي، إنما هو في إنكار الإنسان ذاته. فمن أنكر ذاته، فهو في حريةٍ وأمانٍ عظيمين. ولكن العدو القديم، مقاوم كل خير، لا يكف عن تجربته، بل يحوك له شر الحبائل ليل نهار. عله يستطيع أن يسقطه، على حين غفلة، في أشراك خداعه. ”فاسهروا وصلوا -يقول الرب- لئلا تدخلوا في تجربة″ (متى 26: 41). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في أن الإنسان لا يملك من ذاته شيئًا من الصلاح، ولا يستطيع أن يفتخر بشيء 1 – التلميذ: ”رب، ما الإنسان حتى تذكره، أو ابن الإنسان حتى تفتقده؟“ (مزمور 8: 5) بم استحق الإنسان أن تمنحه نعمتك؟ رب، مم أستطيع التشكي إن أهملتني؟ وبم يحق لي الاحتجاج إن لم تصنع لي ما أسأل؟ هذا ما يمكنني حقًا أن أُفكر به وأقوله عن صدق: ![]() رب، إني لست بشيء، ولا أقدر على شيء، ولا أملك، من ذاتي، شيئًا من الصلاح، بل في كل شيءٍ أنا ناقص، ومائل دومًا إلى العدم. فإن لم تعضدني وتنعش نفسي، صرت بجملتي إلى الفتور والتراخي. ![]() 2 – أما أنت، يا رب، فإنك “أنت أنت دومًا ثابتٌ إلى الأبد“ (مزمور 101: 28، 13)، وعلى الدوام صالحٌ، عادلٌ، قدوس، تصنع كل شيءٍ بصلاحٍ وعدلٍ وقداسة، وتدبر كل شيءٍ بحكمة. أما أنا المائل إلى التراجع أكثر مما إلى التقدم، فإني لا أستمر دائمًا على حالٍ واحدة، بل “سبع مراتٍ أتحول“ (دانيال 4: 13). ولكن سرعان ما تتحسن أحوالي، إن أنت ارتضيت فمددت لي يدًا تعضدني، لأنك أنت، وحدك، ومن دون عونٍ بشري، قادرٌ أن تساعدني وتثبتني تثبيتًا وطيدًا، “بحيث لا يعود وجهي يتغير” (1ملوك 1: 8). بمختلف التقلبات، بل إليك وحدك يتوجه قلبي، وفيك وحدك يستريح. ![]() 3 – ومن ثم، لو عرفت جيدًا أن أطرح كل تعزيةٍ بشرية، قصد الحصول على العبادة، أو لما أشعر به من الحاجة إلى التماسك – إذ ليس من إنسانٍ يستطيع أن يعزيني – إذن لحق لي أن أرجو نعمتك، وأن أبتهج لما تمنحني من تعزيةٍ جديدة. ![]() 4 – فيا من يصدر عنه كل شيء، شكرًا لك عداد ما يحصل لي من الخير! أما أنا فباطلٌ “وكلا شيءٍ أمامك″ (مزمور 38: 6)، إنسانٌ متقلب ضعيف. فبم أستطيع إذن أن أفتخر؟ ولم أبتغي مديح الناس؟ ألأجل عدمي؟ فذلك أعظم البطلان! حقًا إن المجد الفارغ لوباءٌ خبيث، بل هو منتهى البطلان، لأنه يبعد عن المجد الحقيقي، ويسلب النعمة السماوية! فالإنسان، حينما يعجب بنفسه، يصبح غير مرضي لديك؛ وحينما يتوق إلى مديح الناس، يحرم الفضائل الحقة. ![]() 5 – أما المجد الحقيقي والابتهاج المقدس، فهما أن يفتخر الإنسان بك لا بنفسه، وأن يفرح باسمك لا بفضيلته، وأن لا يلتذ بخليقةٍ البتة، إلا لأجلك. فليسبح اسمك لا اسمي، وليعظم عملك لا عملي، وليبارك اسمك القدوس، ولا ينسب إليَّ شيءٌ من مديح الناس. ”أنت مجدي، أنت ابتهاج قلبي″ (مزمور 3: 4، 118: 111). بك أفتخر”وأبتهج النهار كله“ (مزمور 88: 17)، ”أما من جهة نفسي، فإني لا أفتخر إلا بأوهاني“ (2كورنثيين 12: 5). ![]() 6 – “ليطلب اليهود المجد بعضهم من بعض، أما أنا، فلن أطلب سوى المجد الذي من عند الله“ (يوحنا 5: 44). فإن كل مجدٍ بشري، وكل كرامةٍ زمنية، وكل رفعةٍ عالمية، إنما هي بطلانٌ وحماقة، إذا قيست بمجدك الأبدي. فيا حقي ورحمتي وإلهي، أيها الثالوث المغبوط، لك وحدك التسبيح والكرامة والقدرة والمجد، إلى دهر الدهور التي لا نهاية لها. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في احتقار كل كرامة زمنية ![]() 1 – المسيح: يا بني، لا تغتم إذا رأيت الآخرين في كرامةٍ ورفعة، وأنت في هوانٍ وضعة. إرفع إليَّ قلبك نحو السماء، فلا يحزنك احتقار الناس على الأرض. ![]() 2 – التلميذ: رب، إننا لفي عمى، وسرعان ما يخدعنا الباطل. إذا تأملت نفسي بمقتضى الصواب، وجدت أن ما من خليقةٍ قط قد ظلمتني، فلا يحق لي إذن أن أتشكى منك؛ ولكن، من حيث إني قد خطئت إليك خطايا كثيرةً وثقيلة، فبعدلٍ تتسلح عليَّ الخليقة كلها. فلي إذن يحق الخزي والاحتقار، أما لك، فالتسبيح والكرامة والمجد. وإن لم أُوطن النفس على أن أقبل، بسرور، احتقار جميع الخلائق وإهمالهم، وحسبانهم إيَّاي عدمًا مطلقًا، فلا أستطيع أن أحصل في داخلي على سلامٍ ثابت، ولا أن أستنير استنارةً روحية، أو أتحد بك اتحادًا كاملًا |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في أنه لا ينبغي للإنسان أن يجعل سلامه في الناس 1 – المسيح: يا بني، إن جعلت سلامك في أحدٍ من الناس، لتوافق آرائكما وألفة العيش بينكما، فإنك تكون في قلقٍ وارتباك. ولكن إن اعتصمت بالحق الحي الثابت على الدوام، قلن يحزنك فراق الصديق أو موته. فيَّ أنا يجب أن تقوم المحبة للصديق، وكل من بدا لك صالحًا، وكان عزيزًا عليك جدًا في هذه الحياة، فلأجلي أنا يجب أن تحبه. ما من صداقةٍ تقوى على الثبات بدوني، والمودة التي لست أنا رباطها، ما هي بصادقةٍ ولا نقية. ![]() فعليك أن تكون ميتًا عن مثل هذه العواطف لأعزائك بين البشر، بحيث تتوق، قدر استطاعتك، أن تكون معتزلًا عن كل عشرةٍ بشرية. بمقدار ما يتباعد الإنسان عن كل تعزيةٍ أرضية، يزداد تقربًا إلى الله؛ وبمقدار ما يتعمق في الاتضاع وفي احتقار ذاته، يزداد ارتفاعًا نحو الله. ![]() 2 – أما الذي يعزو إلى نفسه شيئًا من الخير، فإنه يمنع حلول نعمة الله فيه. لأن نعمة الروح القدس تطلب دائما القلب المتواضع. لو عرفت أن تتلاشى تلاشيًا كاملًا، وتخلي نفسك من كل حبٍ للخلائق، إذن لحللت فيك مع غزارة نعمي. متى نظرت إلى الخلائق، توارى عنك منظر الخالق. تعلم أن تقهر ذاتك في كل شيءٍ من أجل الخالق، فتستطيع حينئذٍ أن تبلغ إلى المعرفة الإلهية. إذا نظرنا إلى شيءٍ -مهما كان صغيرًا- وأحببناه على خلاف الترتيب، فإنه يفسد النفس ويعوقها عن الخير الأعظم. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ضد العلم الدنيوي الباطل 1 – المسيح: يا بني، لا تتأثر بما في أقوال الناس من أناقةٍ ولطافة، “فإن ملكوت الله ليس بالكلام بل بالقوة″ (1كورنثيين 4: 20). أصغ إلى أقوالي، فإنها تضرم القلوب، وتنير الأذهان، وتنشئ الانسحاق، وتبعث في النفس تعزياتٍ متنوعة. إياك أن تقرأ يومًا كلامي، لكي تظهر أعلم أو أحكم. ![]() اجتهد في قهر رذائلك، فان ذلك أنفع لك من معرفة كثيرٍ من المسائل العويصة. ![]() 2 – لا بد لك، بعد المطالعات، والاقتباسات الكثيرة، أن تعود دومًا إلى المبدأ الواحد. ”أنا الذي يلقن الإنسان العلم″ (مزمور 93: 10)، ”ويفقه الصغراء تفقيهًا أجلى من كل تعليمٍ بشري″ (مزمور 118: 99، 130). إن من أكلمه أنا، سرعان ما يصبح حكيمًا، ويتقدم كثيرًا في الروح. ويلٌ للذين يسألون الناس عن أُمورٍ كثيرةٍ فضولية، وهم قلما يهتمون في كيف يخدمونني! سيأتي زمانٌ يظهر فيه المسيح معلم المعلمين، وربُّ الملائكة، لكي يستنطق الجميع، أي ليفحص ضمير كل أحد. وحينئذٍ “تفتش أُورشليم بالسراح″ (صفنيا 1: 12)، ”فتظهر خفايا الظلام″ (1كورنثيين 4: 5)، وتصمت براهين الألسنة. ![]() 3 – أنا الذي، في لحظة، يرفع العقل المتواضع، فيدرك من براهين الحق الأزلي، أكثر مما لو تعلم في المدارس مدة عشر سنين. أنا أُعلم من غير دوي كلام، ومن غير اختلاطٍ في الآراء. من غير عرضٍ لشارات الشرف، ومن غير تضاربٍ في البراهين. أنا الذي يعلم الإنسان أن يحتقر الأرضيات، ويكره الزمنيات، أن يطلب الأبديات، ويتذوق الأزليات، أن يهرب من الكرامات، ويتحمل المعاثر، أن يجعل فيَّ كل ثقته، ولا يشتهي شيئًا خارجًا عني، وأن يحبني فوق كل شيءٍ محبة مضطرمة. ![]() 4 – فرب رجلٍ أحبني محبةً صميمة، فتعلم بذلك الإلهيات، ونطق بالعجائب؛ وبتركه كل شيء، قد استفاد أكثر مما لو درس الأُمور العويصة. ولكنني أكلم البعض بأشياء عمومية، والبعض بأشياء خصوصية، للبعض أظهر برفقٍ في رموز وألغاز، وللبعض أُعلن أسراري في غمرٍ من النور. واحدٌ هو صوت الكتب، ولكنه لا يفقه الجميع على السواء، لأني أنا أُعلم الحق في الداخل، ”وأفحص القلوب وأُدرك الأفكار″ (1اخبار 28: 9)، وأبعث على العمل، وأُوزع لكل واحدٍ بحسب ما أراه موافقًا. |
||||
![]() |
![]() |
|