منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 03 - 2014, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 81 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

اعتراضات والرد عليها في سفر المكابيين الثاني
1 - يعترض البعض على السفر باعتباره تتمة للسفر الأول.
[حتى وإن كان هذا صحيحًا فما المانع، ولقد حدث ذلك في سفري صموئيل والملوك. ولكن سفر المكابيين الثاني ليس تكملة للسفر الأول ولا حتى ملخص له، وإنما هو سفر مستقل، وكما يقول عنه "مارتن لوثر" أنه سفر ثان ٍعن كفاح المكابيين (1)، ذلك أن مضمون السفر يتناول حقبة معينة وهى: (175- 161 ق.م.) وهي توافق قسمًا من سفر المكابيين الأول، وقد ثار جدل كبير بين العلماء حول إن كان سفر المكابيين الثاني يعتد به كوثيقة تاريخية، وقد أكد العالم "نيس" مصداقية السفر في هذا الشأن وأثبت أنه أقدم من سفر المكابيين الأول وذلك من خلال دراسة كبيرة شيقة (2).
2- يشكك العلماء في وجود شخص اسمه ياسون القيريني أصلًا، والذي يُفترض أنه كتب أحداث خمسة عشر عامًا في خمسة كتب، ويرون أن ياسون هذا أو الذي لخص عنه، قد لخص عن سفر المكابيين الأول مع التغيير والحذف والإضافة.
[ما دمنا قد أثبتنا أن السفر حقيقي وقانوني، فلنأخذ بما ورد فيه عن أن الملخص قد أخذ عن ياسون القيريني، والمطالع للسفر سيكتشف أن كاتب مكابيين الثاني وكذلك الملخص عنه، لم يطلعا على سفر المكابيين الأول، وسنورد في نهاية مدخل الكتاب مقارنة بين محتويات السفرين، فسفر المكابيين الأول يتناول فترة جهاد المكابيين حتى تولى هركانوس بن سمعان، بينما الثاني يركز على دور يهوذا المكابي فقط، فكيف يكون ملخصًا للسفر الأول.؟ ويؤكد كل من العالم "كوسترز" و"مونتيه" على أن كاتب مكابيين الثاني لم يكن على دراية بسفر المكابيين الأول (1).
3- هناك مفارقة تاريخية، إذ يُذكر مقتل "طيموتاؤس العموني" في (2مكا 1: 37) ثم نقرأ في (2مكا12: 2- 25) أنه اشترك في معركة أخرى، ويذكر كذلك أن "متتيا" هو الذي جمع اليهود وأعدهم للمقاومة ضد السلوقيين (1مكا 2: 1- 70) بينما ينسب سفر المكابيين الثاني ذلك إلى يهوذا ابنه (2مكا 8: 1-7) وكذلك يأتي تطهير الهيكل بعد ثلاث سنوات من تدنيسه (1مكا 1: 57، 4: 52) بينما في المكابيين الثاني تم ذلك بعد سنتين فقط (2مكا 10: 3) فلما هذا التناقض.؟
[ألحق يهوذا المكابي عدة هزائم بطيموتاؤس (1مكا 5: 6، 7، 34و2مكا 9: 3 و10: 24و 12: 2، 18، 19) وذلك خلال الفترة مابين (165- 163ق.م.) أما قتله في "جارز" فربما كانت إصابة لم تفضي إلى قتله (2مكا10: 37) فواصل هجماته بعد ذلك، قبل أن يقع في أيدي رجال يهوذا حيث استعطفهم ليتركونه وإلا أهلك من بحوزته من اليهود (2مكا 12: 24) ومع ذلك فقد رأى بعض العلماء أن هناك طيموتاؤس آخر غير الأول، وهو المذكور في (2مكا 12: 2 وما يليه).
وأما بخصوص تاريخ تطهير الهيكل فقد تعرضنا لهذه المسألة سابقًا في الرد على الاعتراض رقم (4) حيث يؤرخ أحيانًا بحسب تاريخ اليونان بدءًا من شهر سبتمبر (أيلول) وأحيانًا أخرى بحسب التأريخ الذي يبدأ بشهر ابريل (نيسان) (رجاء الرجوع إلى (مسألة التأريخ) في هذا القسم من الكتاب).
4 - يُذكر في (2مكا 1: 18) أن نحميا أعاد بناء الهيكل والمذبح، في حين أن الذي قام بهذا العمل هو زربابل قبل نحميا بقرن من الزمان (عزرا 3: 3 و6: 15) أما عمل نحميا فكان ترميم الأسوار والأبواب (نحميا 3: 1 - 32 و6: 1 و7: 1) فكيف ذلك.؟
[يُنسب هذا العمل إلى نحميا كعمل إضافى تجديدي - بخلاف ذلك المنسوب إلى زربابل - ويُحتمل أن يكون ذلك (إصلاحات نحميا) قد حدث وأودع التقليد المتوارث، حيث يرد ذلك في بعض الكتابات غير القانونية (1).
5 - قصة ظهور الفرس وعليه راكب مخيف يضرب هليودورس بحوافره (2مكا 3: 24- 34) وكذلك الفارس الذي ظهر في (11: 8) ووصف استشهاد ألعازر والسبعة مع أمهم (2مكا6: 18- 31 و7: 1- 41) تبدو وكأنها أساطير .!!
[مثل هذه العجائب كثيرًا ما وردت في الكتاب المقدس، مثل إيليا النبي الذي صعد إلى السماء في مركبة نارية (2: 12) والملاك الذي ضرب من جيش سنحاريب 185 ألفًا (ملوك ثان 19: 35)، وأعداء اليهود الذين هُزموا بسبب "كرات البرد" الضخمة التي نزلت عليهم من السماء (يشوع 10: 11)، وكذلك الكثير من الرؤى والمعجزات، وبالتالي فلا نستغرب أن يحدث مثل ذلك في السفر.
6 - توجد بالسفر خمس وقفات تقطع التسلسل المنطقي للسرد وهي (3: 40 و7: 42 و10: 9 و13: 26 و15: 37) بينما القطع الوحيد المشروع هو الفقرة القصيرة العرضية في (6: 12 - 17) والتي تتعلق بعقيدة الثواب والعقاب.
[تتسم الخطوط العريضة للسفر بوحدة الشعور الديني أكثر منه اتباع التسلسل التاريخي، بينما تعكس الخاتمة في (15: 37 - 39) أصداء المقدمة والتي هي عبارة عن رسالتين يعقبهما استهلال صغير (2: 19 - 32) وليس بالضرورة أن يكون السفر عبارة عن رواية طويلة، أو كمية من النبوات مرتبة ترتيبًا في شكل وثائق.
7 - وجود الرسالتين في مقدمة السفر (1: 1- 2: 18) يبدو وكأنهما جزءًا مضافًا إلى السفر في وقت لاحق وبالتالي فهما ليسا جزءًا أصيلًا من السفر.
[وجود الرسالتين هو من أجل ابراز المغزى التاريخي والديني لعيد تجديد الهيكل، وتعتبر كلتا الرسالتان نموذجان لفن كتابة الرسائل في الإسكندرية في ذلك الوقت، والذي (أي فن الرسائل) كان مولعًا بتقديم مثل هذه الوثائق بقصد التهذيب، راجع (1: 9، 18 أو 2: 16) وقد وضعهما الملخص بما يناسب مع عمله، دون الالتزام بالترتيب الزمني الذي يتمشى مع سرد الأحداث.

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
8 - كيف يوضع يهوذا المكابي في لائحة الشرف مع العظماء الذين تعاقبوا بعد "موسى وسليمان وإرميا ونحميا"؟ (1: 10 ب).
[هناك عدة أوجه شبه بلا شك مابين يهوذا المكابي وكل من الشخصيات المذكورة، فهو جامع أسفار مثل نحميا (2مكا 2: 14) وهو الذي اعاد للأمة وحدتها ولم شمل اليهود، ولكن الاهتمام الرئيسى به موجه لتطهيره الهيكل، ومن الناحيتين نجد أنه عمل ك"نحميا" وأما من جهة إشعاله للنار المقدسة على المذبح، فهو يسير في تقليد موسى وسليمان وإرميا.
9 - قصص الشهداء في الأصحاحين السادس والسابع، رويت بتفاصيل مروعة. وألبست طابعًا أسطوريًا، احاطه الكاتب بهالة من القداسة وقام بتجميلها باستخدام لغة طنانة، مما أخل باللغة الأدبية للسفر، بما يتنافى مع الذوق الحديث فما تفسير ذلك.؟
[القارئ بتمعن لهذه القصص، سيلمس أية آلام مبرّحة عاناها هؤلاء الشهداء الأبرار بالفعل والتي تقشعر لها الأبدان ولم يكن الكاتب مدفوعًا بالرغبة في الإثارة قدر رغبته في محاولة نقل الصورة للقارئ وكأنه يراها. هذا وقد تأثر برواية استشهادهم هذه منذ البداية، مما حملهم على الاحتفال بهم ك"شهداء مسيحيون".
10- يرد في (2مكا 14: 37- 46) أنه الشيخ "رازيس" لما رأى أنه سيقع في أيدي الجنود الوثنيين:
قتل نفسه، فهل بهذا يجيز السفرالانتحار؟
[كانت إسرائيل في حالة حرب، وفي أوقات الحروب يجوز اللجوء إلى كافة السبل، مثل القتل والخداع، فكثيرًا ما يقوم الجنود بقتل أنفسهم عندما يخشون الاضطرار إلى الإدلاء بأسرار جيوشهم وبلادهم، متى وقعوا في الأسر، وهكذا خشى الشيخ "رازيس" من أن يهينه الوثنيون إن هم بطشوا به بعد القبض عليه، وبهذا الدافع قتل نفسه، كما خشى أيضًا أن تضعف قلوب الكثيرين من الشبان والأطفال متى رأوا الأعداء يمثلون به. ويجب ألا ننسى الشجاعة الفائقة التي حملته على فعل ذلك وهو رجل عجوز " واختار أن يموت بكرامة ولا يعيّر في أيدي المجرمين ويُشتم بما لا يليق بأصله الكريم... فأخرج امعاءه وحملها بيديه وطرحها.. ودعا رب الجنود أن يردهما إليه وهكذا فارق الحياة (2مكا 14: 46)، وقد حدث أن طلب "شاول" من حامل سلاحه أن يقتله (صموئيل أول 31) كما طلب "أبيمالك" من غلامه أن يقتله لئلا يقال أن امرأة قتلته (قضاة 9: 54).
يضاف إلى ذلك أن الانتحار والذي يقصده المعترض: يأتي نتيجة للقنوط واليأس، وهو ما يحرّمه الكتاب المقدس والكنيسة، بينما أن شخصًا مثل ألعازر هو رجل شجاع محب لوطنه، محمود (جيد) السمعة يسمى: "أبو اليهود" (2مكا 14: 37) وقد بذل نفسه وجسده في سبيل الشريعة (2مكا 14: 38) ويقول الكتاب عنه أنه "اختار أن يموت بكرامة" (14: 44) ولا ننسى أن "شمشون" والذي هدم المعبد الوثني فوقه ومن معه بالداخل: امتدحه القديس بولس ضمن سحابة الشهود في (عبرانيين 11).
11- كيف يكون سفرًا موحى به من الله، وكاتبه يقول في نهايته "فإن كنت قد أحسنت التأليف وأصبت الغرض، فذلك ماكنت أتمنى، وإن كان قد لحقني الوهن والتقصير فإني قد بذلت وسعي" (2مكا 15: 39).
[يجب ألا نتجاهل الجانب البشري في تدوين الأسفار المقدسة، فإن قوله هذا لا يعني أنه قدم عملًا بشريًا من عندياته، وإنما الحديث هنا عن الصياغة والأسلوب فقط، في حين يتفق جميع ما ورد فيه مع روح وفكر الكتاب المقدس كله، وقد ورد شيء مشابه لذلك في العهد الجديد، عندما قال معلمنا بولس الرسول: "وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضي أن تسكن معه فلا يتركها" (كورنثوس الأولى 7: 12) فهل يعني ذلك ألا نقبل ما قاله؟! وفي مكان آخر يقول: "واظن أني أنا أيضًا عندي روح الله" (كورنثوس الأولى 7: 40) كذلك يكتب القديس بطرس الرسول قائلًا "بيد سلوانس الأخ الأمين كما أظن كتبت إليكم بكلمات قليلة واعظًا وشاهدًا أن هذه هي نعمة الله الحقيقية التي فيها تقومون (بطرس الأولى 5: 12) فهل كان غير متيقن مما كتبه؟!
ملاحظة: هناك المزيد من التفاصيل بخصوص مناقشة هذه الاعتراضات، تجدها في التفسير والتعليق على النص.
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 03 - 2014, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 82 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

مصادر سفر المكابيين الأول

يعد سفرًا المكابيين وثيقة تاريخية بالغة الأهمية، فيما يختص بالقرن الثاني قبل الميلاد، بحيث أنه لا غنى عنهما مطلقًا لأي مؤرخ أو دارس لتلك الفترة، حتى لقد اعتمد يوسيفوس (وهو أشهر وأهم مؤرخى اليهود في القرن الأول الميلادى) بشكل رئيسى على سفر المكابيين الأول، وكذلك اقتبس منه المؤرخ اليهودي السكندرى "فيلو"، لذلك ولأن السفر تاريخى في واحد من جوانبه، فمن المناسب هنا أن نشير إلى المصادر التي جاءت منها المادة التاريخية للسفرين.

سفر المكابيين الأول:

هذا السفر غنى بالمعلومات التاريخية الدقيقة والمفصّلة، بحيث أنه لم يكن من الممكن كتابته إلا بواسطة شاهد عيان، والاستعانة بمصادر مكتوبة، ومن بين تلك المصادر:

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

١. الرسائل والوثائق الرسمية: وتقع في ثلاث مجموعات:
أ‌. رسائل من أصل يهودي: مثل رسائل يهود جلعاد إلى يهوذا المكابى يطلبون عونًا (١مكا ٥: ١٠ -١٣ (ورسالة يوناثان إلى إسبرطة من أجل إقامة التحالف (١ مكا ١٢: ٢٠ - ٢٣ (والوثائق المحفورة على ألواح النحاس والتي تؤرخ لسمعان وتخلد إنجازاته (١ مكا ١٤: ٢٧ - ٤٧)
ب‌. رسائل ملوك سوريا إلى القادة اليهود: مثل رسالة الإسكندر بالاس إلى يوناثان (١ مكا ١٠: ١٨ ٢٠) ورسالة ديميتريوس الأول إلى أمة اليهود (١ مكا ١٠: ٢٥ ٤٥) ورسالة ديميتريوس الثاني إلى يوناثان (١ مكا ١١: ٣٠ ٣٧) ورسالة أنطيوخس السادس إلى يوناثان (١ مكا ١١: ٧٥) ثم رسالة ديميتريوس الثاني إلى سمعان (١ مكا ١٥: ٢ ٩)
ت‌. رسائل من حكام الممالك الأجنبية: مثل وثيقة معاهدة بين روما واليهود (١ مكا ٨: ٢٣ ٣٢) ورسالة من الإسبرطيين إلى سمعان (١ مكا ١٤: ٢٠ ٢٢) ورسالة لوقيوس الوزير الروماني إلى بطليموس يورجيتيس الثاني ملك مصر (١ مكا ١٤: ١٥ ٢١)

٢. تاريخ السلوقيين: لا شك أن الأحداث المؤرخة طبقًا للحقبة السلوقية الرسمية، هي أحداث بارزة في التاريخ السورى، مثل الأحداث المتعلقة بتولى الملوك ووفاتهم، ومن المؤكد أن الكاتب قد اعتمد على تاريخ مدون بالآرامية أو اليونانية، واقتبس منه ما أراد.

٣. سجل عن مسيرة يهوذا المكابى: تحتل أخبار يهوذا حوالي نصف سفر المكابيين الأول، بينما خُصص النصف الآخر لتغطية أخبار أخويه: يوناثان وسمعان، على مدار خمسة وعشرون عامًا (١٦٠ ١٣٤ ق.م.) مما يوحى باعتماد كاتب السفر على وثيقة خاصة بفترة قيادة يهوذا، ويتضح من حيوية الوصف أن المؤرخ الذي كتب عن يهوذا كان معاصرًا له وشهد عيان لكثير من الأحداث، وقد أشار كاتب سفر المكابيين الأول إلى يهوذا قائلًا: "وبقية أخبار يهوذا وحروبه والمآثر التي قام بها وعظائمه، لم تُكتب لأنها كثيرة جدًا" (٩: ٢٢) وهو ما نجده بخصوص "ياهو" في (ملوك ثان ١٠: ٣٤) و"أمصيا" في (أخبار الأيام ثان ٢٥: ٢٦) مما يفيد أن هناك سجلًا ضخمًا لم ينقله كاتب سفر المكابيين بكامله

٤. سجلات رؤساء الكهنة: أصبح شقيقًا يهوذا: يوناثان وسمعان رئيسا كهنة، وبهذه الصفة لابد أنهما اتبعا العادة القديمة في الاحتفاظ بالتواريخ والسجلات الرسمية للأحدث الهامة لكل سنة، فقد كُتب عن يوحنا هركانوس بن سمعان "وبقية أخبار يوحنا وحروبه.. وسائر أعماله مكتوبه في كتاب أيام كهنوته الأعظم" ١٦: ٢٣، ٢٤) فإذا افترضنا أن هذه السجلات قد بدأت منذ أيام يوناثان، فإن ذلك سيشرح لنا السر خلف تدوين أعمال كل من يوناثان وسمعان بشكل دقيق، وكاتب السفر لا يطلب من القارئ الرجوع إلى سجلات هذين الرجلين حيث استوفاها كاملة في سفره، في حين طلب ذلك بالنسبة ليوحنا لأن السفر ينتهي عند بداية إقامة يوحنا رئيسًا للكهنة
ولما سبق القول فإنه من الطبيعي أن تكون مثل تلك السجلات، ومعها أيضًا الوثائق ورسائل المعاهدات، محفوظة في خزانة الهيكل، ولا شك أنها كانت تتبع النظام اليهودي في التأريخ، وإن كانت بعض أحداث السفر قد دونت بحسب التقوىم السلوقى.
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 03 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 83 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

مصادر سفر المكابيين الثاني
ما يُقال عن السفر الأول يُقال عن الثاني، من حيث حتمية رجوع الكاتب الأصلي وكذلك الملخص إلى الوثائق الرسمية وسجلات الهيكل وغيرها، ومن هذه المراجع:
١. تاريخ ياسون القيرنى (القيرواني): يذكر كاتب سفر المكابيين الثاني، اعتماده على المجلدات الخمسة التي وضعها "ياسون" ويصف عمله هو كمخلص بأنه حذف الأمور المسهبه وغير المهمة، وكيف أن ذلك كلفه مشقة كبيرة، وأنه ترك التفاصيل والأرقام الكثيرة للمؤرخين. ويظن بعض الشراح أن "الملخِّص" أضفى الروح الدينية على عمله، ولكنه يجب أن يُوضع في الاعتبار أن ياسون نفسه كان يهوديًا تقيًا، مطّلع ومدقق يزخر تاريخه بالعديد من التفاصيل، والتي تجاوز "الملخص" الكثير منها، كما أن إضفاء بعض السمات على السفر تأتى من خلال ثقافة الكاتب وشخصيته
وكما قلنا سابقًا في التفاسير السابقة، فأن الله يترك لكاتب السفر صياغة الوحي بحسب أسلوبه وثقافته، كما يرى علماء آخرون أن "الملخِّص" قد أسهب في سرد بعض الأحداث، لاسيما عند عرض سير الشهداء (أصحاحى ٦ و٧) ولكن عرض سير الشهداء لا يُعدّ مسهبًا إذا تأملنا حقيقة ما تعرضوا له بالنظر إلى السطور القليلة التي عرضته في السفر، كما يرى أولئك العلماء أن أخبارًا أخرى قد ضُغطت وعُرضت بشكل عاجل في حين أنها كانت مدونة في كتب ياسون بشكل مفصّل، مثل (١٣: ٢٢، ٢٦) لما حذف الملخص قصة باكيديس في تنصيب ألكيمس رئيسًا للكهنة قابل (١ مكا ٧: ٥ ٧، ٢٥) مع (٢ مكا ١٤: ٤ ١٠) بل أورد فقط إرسال نيكانور فيما بعد لإعادة تنصيب ألكيمس (٢ مكا ١٤: ١١ ٢٧) قارن مع (١ مكا ٧: ٢٦ ٣٢)
وينقسم السفر إلى خمسة أجزاء متمايزة ربما يقابل كل جزء منها واحدًا من كتب ياسون الخمسة (لما سبق الإشارة) وينتهي بعبارة مختصرة تحدد النهاية بشكل واضح، لاحظ: (٣: ٤٠ و٧: ٤٢ و١٠: ٩ و١٣: ٢٦ ب)
٢. الوثائق الرسمية: أضاف كاتب المكابيين الثاني بعض الوثائق، مثل رسالة اليهود في فلسطين إلى اخوتهم في مصر، يحثوهم فيها على الاحتفال بعيد المظال، الذي يعيّد فيه بتذكار تطهير الهيكل، وهما رسالتان:
الأولى: بشأن اشتراك يهود مصر في الاحتفال بعيد التطهير (٢ مكا ١: ١ ٩) وكتبت في (سنة ١٨٨ سلوقية = ١٢٤ ق.م.) وهذه الرسالة تشير إلى رسالة سابقة (في الآيتين ٧، ٨) والتي كتبت في (سنة ١٦٩ = ١٤٣ ق.م.) أرسلها يهود أورشليم أيضًا إلى يهود مصر في عهد ديميتريوس

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
والثانية: والتي تبدو أنها أقدم من السابقة حيث تؤرخ بسنة ١٤٨ سلوقية (= ١٦٤ ق.م.) أي قبل ما يقرب من أربعين عامًا، يشرح فيها اليهود سبب الاحتفال بعيد التجديد (٢ مكا ١: ١٠ ٢: ١٨) وقبل أول احتفال بعيد المظال (وعيد التجديد)
٣. سجلات الهيكل: لابد وأن الكاتب كان مطّلعًا على سجلات الهيكل والتي من الضروري أن تكون صور أو أصول بعض الوثائق مثل:
· رسالة أنطيوخس الملك إلى اليهود (٢ مكا ٩: ١٩ ٢٧) يلاطفهم فيها ويعقد معهم صلحًا
· رسالة ليسياس إلى اليهود ردًا على رسالتهم، وعقد صلح معهم (٢ مكا ١١: ١٦ ٣٨)

وربما كان من بين سجلات الهيكل أيضًا بعض الوثائق وسجلات رؤساء الكهنة السابقين للحشوميين وتحمل معلومات عن "حونيا (أونيا) وياسون ومنلاوس" ومن المحتمل أيضًا أن تنقل بعض الأخبار عن التقليد، ولابد أن ياسون قد زار الأرض المقدسة ووقف على الكثير مما كتبه من تاريخ ٤. مصادر تاريخ ياسون: نقل الملخص عن ياسون، ولكن من أين استقى ياسون نفسه مادة كتبه الخمسة؟ إنه من البديهى أن يكون قد أعتمد على نفس المصادر التي استقى منها كاتب المكابيين الأول، مثل:
أ‌. مسيرة يهوذا (كما سبق وأشرنا)
ب‌. التاريخ السلوقى: وهو التاريخ المدني والذي يؤرخ لأحداث المملكة السورية، ومن تعاقب عليها من ملوك لاسيما السلوقيين المعاصرين لهذه الفترة، ويرى بعض العلماء أنه من المحتمل أن يكون المصدر الذي استقى، منه غير المصدر الذي استقى منه كاتب السفر الأول، حيث يذكر عددًا مختلفًا من الجنود الذين اشتركوا في الحروب عن العدد المذكور في السفر الآخر.
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 03 - 2014, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 84 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

سفر المكابيين ومخطوطات قمران | نشأة جماعة الأسينيين

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
كلمة "قمران" ببعض اللغات:
اللغة الإنجليزية: Qumran - اللغة العبرية: קומראן‎.
نشأ الأسينيون في البداية بين جماعة الحسيديين (أي الأمناء/1مكا2: 42؛ 7: 13) والذين غاروا علي الشريعة في وقت بدأت فيه الحضارة الهيللينية في الزحف علي اليهودية، بضبط من الحكام السلوقيون ومساعدة من داخل اليهودية بواسطة بعض الخائنين، وذلك في بدايات القرن الثاني الميلادي، وقد تحول هذا الموقف تحولًا خطيرًا في عهد حكم سلوقس الرابع (187 - 175 ق.م.) حين نشأ الصراع بين حونيا رئيس الكهنة وسمعان قائد جند الهيكل، حيث ساعد الأخير سلوقس في نهب خزائن الهيكل، وبينما كان سمعان مواليًا للحكام السلوقيين، كان اليهود الأرثوذكس (ومنهم الأسينيين) موالين ل"حونيا" ويرغبون في الحصول علي عون من البطالمة في مصر.
وقام أنطيوخس أبيفانيوس بخلع حونيا وتعيين سمعان مكانه باسم منلاوس، شريطة أن يساعد في نشر الهَيلينية في اليهودية، وعندما شرع في ذلك ثار الحسيديين بشدة علي ذلك وهاجموا كهنة الهيكل، فلما حدث أن دنس أنطيوخس أبيفانيوس الهيكل سنه 167 ق.م. هجر الحسيديين المدن إلي القفار وهناك تعرضوا لمذبحة كبيرة سنه 167 ق.م. وعند ذلك نظم متتيا (متياس)
المقاومة ضد الوثنية وانظم إليه الباقين من الحسيديين، وحاربوا مه يهوذا المكابي حتى استرد أورشليم وطهر الهيكل (1مكا6: 59) ومنذ ذلك الحين بدأ الصراع بين المكابيين علي السلطة، وخلال تلك الفترة ظهرت فرقة الصدوقيين من جهة وفرقة الفريسيين والأسينيين من جهة أخري، حيث بدأ الصراع بين الفريقين، ويأس الأسينيين من الإصلاح ورأوا أن السبيل الوحيد إلي الخلاص هو ظهور المسيّا (التدخل الإلهي) حيث اقتصر دورهم علي الفتوي والنصح والتبكيت.
وبعد موت الإسكندر بانياس (جنايوس) اختلفوا مع الحشمونيين (قادة اليهود) فانسحبوا إلي مدي أبعد، حيث منحهم هيرودس الكبير (37-4 ق.م.) الكثير من المزايا والحريات، فأسسوا العديد من المجتمعات الأسينية في المدن والقري، ويشير يوسيفوس المؤرخ إلي بوابة باسمهم، في سور أورشليم الجنوبي، وكانت لهم علاقات طيبة مع هيرودس، وجاء آخر ذكر لهم، في غمرة أحداث ثورة "باركوكبا" سنة 135 ق.م. حيث يُظن أن باركوكبا نفسه كان أسينيًا.
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 03 - 2014, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 85 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

المعلم الصالح | معلم الصلاح

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
ورد من بين المدائح التي عثر عليها في مغاير قمران، المديح الثاني والثلاثون، وهو الخاص بالمعلم الصالح وعنوانه "معلم البر والبشري" ويقصد به بالطبع مؤسس الجماعة التي سكنت في كهوف قمران في حياة شبه رهبانية.
وفي مساعي العلماء للتعرف علي ذلك المعلم والذي يدعي أيضا "معلم الصدق" حاولوا في البداية التعرف علي "الكاهن الكاذب" حيث يرد المصطلحان جنبًا إلي جنب باستمرار، وكأنه كان هناك صراعًا فيما بينهما، إذ تكثر الإشارة في أدب قمران إلي شخصية لها علاقة وثيقة فيما يظهر بتأسيس الجماعة، فهناك "معلم الصدق" أو "معلم الوحدة" (أي الجماعة) وهناك في المقابل "الكاهن الفاسد" (الراسع).
وبحسب معطيات نصوص قمران فقد قام "الكاهن الفاسد" من أورشليم، بزيارة إلي معلم الصلاح، حيث من المرجح أنه قامت مشادة بينهما أسئ فيها إلي الجماعة وقائدها فيها، وذلك علي غرار ما كان يحدث من مجابهات للفريسيين من يسوع ويوحنا المعمدان، في محاولة لاصطياده بكلمة أو رأي. ومعلم الصدق هذا هو مؤسس الجماعة في قمران.
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 03 - 2014, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 86 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

الكاهن الكاذب | الفاسد
تشير نصوص قمران بوضوح أنه سُجن ولاقي عذابًا أليمًا علي يد أعدائه حتى الموت، بسبب أنه أساء إلي معلم الصلاح، وتقول عن ذلك الكاهن أنه اشتهر أولا بالصدق، فلما تولي الحكم في إسرائيل تكبّر وتجبّر وابتعد عن الله وطمع في المال وظلم الشعب، ولعل هذه الإشارات تنطبق بشكل كبير علي يوناثان المكابي! (160-142) وهو الابن الخامس ل متتيا وخليفة يهوذا في قيادة الأمة، فقد خرج يوناثان سالما من المحنة التي حلّت باليهود بعد موقعة "بير زيت" حيث ُقتل يهوذا، وتمكّن بغزواته في شرق الأردن والبقاع من جمع المال الوفير. وتقرب منه ديمتريوس الملك وسمح له باقتناء الجيوش وتسليحها، فراح يبني ويجدد المدينة. وفي محاولة الإسكندر بالاس كسب يوناثان إلي صفه ضد ديمتريوس عرض عليه تعيينه رئيسًا للكهنة وأرسل له الأرجوان وتاجًا من الذهب في سنة 152ق.م. ثم تعيينه قائدًا وشريكًا في سنة 150/ 149ق.م. (1مكا10). وقد ظل يوناثان حتى هذه السنة (150ق.م.) متبنيًا سياسة والده وأخيه في المحافظة علي استقلال إسرائيل، ساعيًا لإقامة الحق وتطبيق الشريعة وجعل اليهودية "دولة ثيؤقراطية" ثم طمع في السياسة فتدخل في سياسة الدولة السلوقية، فقبل رئاسة الكهنوت من الملك الوثني. وعندئذ نظر إليه التقاة من اليهود باعتباره جاحدًا خارج علي التعاليم السماوية، غير أن يوناثان وجد أيضًا من يؤيده في سياسته المدنية، والتي أفسد بها الهدف المقدس الأساسي من الثورة المكابية، فهبّ الأتقياء المقدسون يقاومون "خدام الدنيا وأباطيلها وأعمال الخداع والخيانة" (1).

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
وقد تزعّم هذا الاستياء الشديد، جماعة من الكهنة ضايقهم تحوّل رئيس الكهنة إلي كاهن مأجور، وقام أحدهم وهو "معلم الصلاح" يُوجب مقاطعة الخدمة ويؤكد أن تحقيق الهدف الرباني، لا يمكن أن يتم إلا ّ بالابتعاد والانفصال عن الجاحدين الأثمة، وعندئذ تمّ الخروج الذي ورد ذكره في "مخطوطة دمشق" واستقر "المعلم" وأتباعه في قمران معتزلين متنسكين.
واغتمّ يوناثان لهذا التصدّع في الصفوف وهذه المقاومة السلبية، فجاء بنفسه إلي قمران لتسوية الأمر ولمّ الشمل، ولعله وعندما لم يُفلح في ذلك هدّد وتوعّد وبهذا أيضًا لم يفلح، وفي سنة 143 ق.م. تمكن القائد "تريفون" من أسر يوناثان في "عكا" حيث حمله معه إلي إنطاكية وهناك قتله.
ومع أن ذلك هو أرجح ترشيح وتفسير لمسألة معلم الصلاح والكاهن الفاسد إلا أن البعض رأي في هذا الكاهن: "هركانوس الثاني"، ولكن هذا الرأي ليس له ما يسنده لاسيما وأن هركانوس هذا كان "مشروم الأذنين" وبالتالي فإنه لا يصلح للكهنوت، وقد قبض عليه "الفرثيون" في سنه 40 ق.م. ثم شنق بعد ذلك في سنة 30 ق.م. بأمر هيرودس الكبير.
ورأي البعض الآخر، أن "معلم الصلاح" يمكن أن يكون "أونيا الثالث" رئيس الكهنة (175- 164 ق.م.) في حين يكون "الكاهن الكاذب" هو رئيس الكهنة "منلاوس" وآخرون رأوا في معلم الصلاح "متتيا" أو "يهوذا المكابي" ابنه، في حين يكون "ألكيمس" هو الكاهن الكاذب والذي طمع في رئاسة الكهنوت، فأمسي "كاافرًا" في نظر التقاة من إسرائيل (1مكا 7: 5 وما يليه) في حين قد يكون المعلم الصادق في هذه الحالة أيضًا هو أحد أولئك الحسيديين الذين أوقع بهم ألكيمس. ورأي فريق خامس "الكاهن الكاذب" في "إسكندر جنايوس" (103 - 76 ق.م.) لأنه طامع مطلق العنان لنزواته، وهو الذي نكّل بالفريسيين وقتل شرفاءهم، وقد مات ميتة شريرة، وفي المقابل يكون "معلم الصلاح" إما ّ "أليعازر" أو "يهوذا" الذي بكّت يوحنا هركانوس وغضب عليه جنايوس بعد ذلك.
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 03 - 2014, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 87 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

كتاب نظام الحرب

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
ترد الإشارة إلي المكابيين في الآية الثانية من هذا الكتاب "وجمهور أبناء الشرق وفلسطية وضد زمرة كتيم علي أشور وشعبهم الذين جاؤوا لمعونة الكفار الذين تجاوزوا العهد وأبناء لاوي وأبناء يهوذا وأبناء بنيامين والمنفيون في البرية يقاتلون ضدهم" حيث يُقصد بالمنفيين في البرية ماورد في "1مكا 2: 29" (ونزل إلي البرية طالبوا العدل والحق) وهو تلميح إلي جماعة قمران الذين لجأوا إلي البرية.
وهناك علاقة قوية لمفاهيم سفري المكابيين مع هذا الكتاب، والذي يسمّى أيضًا "حرب أبناء النور وأبناء الظلمة" فقد كانت شعارات يهوذا المكابي في الحرب "عون الله"ونصر الله" راجع (2مكا8: 23) قارن مع
(12: 11 و13: 13،17 و15: 7،8، 35 و13: 15) وهي شعارات مشابهة لتلك التي كانت مكتوبة علي رايات "أبناء النور". وفي كلا من السفر ومخطوطة هذا الكتاب، نجد أنهما يضعان - في مكانة سامية- استعادة الهيكل والعبادة فيه، وفي كليهما نجد تجنب القتال في السنوات السبتية، إذ نجد المخطوطة تمنعه، كما أن كاتب سفر المكابيين الثاني لا يصور القتال في (11: 1-12) علي أنه يتم في السنة السبتية كما في سفر المكابيين الأول (6: 49،53) وفي المخطوطة توجد نفس الصفة الحارقة للبشرية للصراع، كما في المكابيين الثاني، لأن أبناء النور تساندهم ملائكة الخير في حربهم مع أبناء الظلمة الذين تساندهم ملائكة الشر. وحيث أن الأسينيين والذين كانوا يمتلكون المخطوطة الحربية كانوا جماعة منبثقة عن الحسيديين، فإن هذه الصلات تؤكد مرة أخري الطابع الحسيدي الذي يتصف به سفر المكابيين الثاني (2).
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 03 - 2014, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 88 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

الأسفار الأخرى المسماة أيضًا بالمكابيين

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
ظهرت بعض الكتب الأخرى المسماة بالمكابيين أيضًا، غير أن أي من الكنائس لم يعترف بها، وقد سميت خطأ بهذه التسمية، فهي لا تخص المكابيين، بل تورد أخبارًا ونقاشات لقضايا تشبه تلك المعنى بها سفرى المكابين القانونيين (الأول والثاني) ولعل كلمة المكابيين قد أطلقت بشكل عام للدلالة على كل من يضطهد لأجل الإيمان اليهودي. وهذه الأسفار الثلاثة ليست قانونية ورغم أنها تحتوى على بعض المعلومات التاريخية السليمة إلا أنها مليئة بالأغلاظ والأساطير والمفارقات، ويذكر كتاب مختصر أثناسيوس Synopsis Athanasii (القرن التاسع) أربعة أسفار مكابية وكتاب "بطلمى" ويمكن أن يقال بدلًا من ذلك: (الأسفار المكابية والسفر البطلمى) وسوف نورد هنا عرضًا موجزًا لهذه الأسفار الثلاثة، مادمنا نتحدث عن سفرى المكابيين القانونيين.
فمن جهة التاريخ الكتابي، يمكن مقارنة سفر المكابيين الأول بسفر الملوك الثاني، وسفر المكابيين الثاني بسفرى أخبار الأيام، وسفر المكابيين الثالث بسفر أستير، أما سفر المكابيين الرابع فإنه ككتاب تاريخ أو فلسفة ليس له نظير في الكتاب المقدس. ولكن كل من هو معنى بدراسة الكتاب المقدس، يمكنه أن ينظر إلى مثل تلك الأسفار باعتبارها مادة دراسية، تلقى مزيدًا من الضوء على الأسفار الأساسية الموحى بها من الله، والتي نأخذ منها التعليم والتعزية لأن فيها أنفاس الله. وأما أسفار المكابيين (لاسيما السفريين القانونيين منها) فلهما قيمة أدبية فيما يختص بشعب إسرائيل.
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 03 - 2014, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 89 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

سفر المكابيين الثالث

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
يذكر هذا السفر أحداثًا تسبق العصر المكابى، وبالتالي فلم يكن للمكابيين دور فيها، فهو يذكر آلام اليهود الأمناء وانتصاراتهم، والتي تشبه انتصارات المكابيين، وقد رأى البعض أنه من الممكن اعتباره مقدمة لسفرى المكابيين الأول والثاني.
محتوياته:

يحتوى السفر على ثلاثة قصص عن الصراع بين بطليموس فيلوباتير واليهود، والقصة الثالثة عبارة عن تكملة للثانية والتي هي بدورها تكملة للأولى:
(1) محاولة دخول الملك للقدس في أورشليم بعد انتصاره على أنطيوخس الثالث في معركة رافيا Raphia ولكن الشعب ثار وصلى سمعان الكاهن صلاة بليغة سقط بعدها فيلوباتير مغشيًا عليه، وعندما بدأ يفيق تدريجيًا انسحب إلى الإسكندرية وهو يتوعد اليهود بالانتقام (1: 1-2: 24).
(2) محاولة فيلوباتير الانتقام من يهود الإسكندرية بحرمانهم من الجنسية السكندرية، فقد طلب من الجميع تقديم الذبائح في المعابد الملكية، بحيث أن كل من رفض ذلك، يقيد اسمه ويدمغ بعلامة "ورقة اللبلاب" رمز الإله ديونيسيوس، وقد رضخ بعض اليهود بينما لجأ أخرون إلى الرشوة ليفلتوا من ذلك العقاب، وقد حرم اليهود أولئل الذين ارتدوا من شعبهم (2: 25 -33).
(3) الملك يستحضر بعنف أولئل الذين كانوا يقيمون في الأقاليم الداخلية في مصر إلى ميدان سباق الخيل بالإسكندرية، حيث قيدت أسماؤهم ليعدموا، ولكن التنفيذ توقف بسبب نقص ورق البردي والأقلام! حيث ظل التعداد مستمر لمدة أربعين يومًا ولم يكتمل مع ذلك، ثم أمر الملك بأن يداس أولئك اليهود بأقدام خمس مئة فيل ثملة!، غير أن ذلك تأخر أيضًا لمدة يومين بسبب تأخر الملك في النوم!، ثم تأخر مرة ثانية بسبب نسيانه للأمر كلية، وكانت هذه الأحداث داخلة ضمن احتفالات صاخبة يقيمها الملك، فلما حان وقت التنفيذ الفعلي لقتل اليهود، صلى هؤلاء إلى الله بقيادة كاهن عجوز يدعى أليعازار، فنزل ملاكان من السماء أفزعا الفيلة فتحولت إلى جنود الملك وقتلت عددًا منهم، مما جعل الملك يندم ويتوب إلى الله ويطلق سراح اليهود (1)، وأقام لهم الولائم لمدة أسبوع، وبعد ذلك صرفهم ومعهم مرسوم صادر منه يفيد ولائهم للملك، بل أنه أعطاهم تصريحًا بقتل اخوتهم الذين ضعفوا وارتدوا!، وفي طريق عودتهم إلى بلادهم أقاموا أسبوعا ثانيًا من الاحتفالات وذلك عند وصولهم إلى "طولومايس" على بعد اثنى عشر ميلا جنوب غرب القاهرة، ثم أكملوا رحلة العودة بسلام، وبعد كل احتفال يقيمونه في أحد البلاد كانوا يقررون تخليد الذكرى بجعلها احتفالًا سنويًا. (3 مكا 3 - 7).
ويذكر يوسيفوس عن هذه الواقعة، أن بطليموس السابع فيسكون (5- 117 ق.م) أمر بإحضار جميع يهود الإسكندرية رجالًا ونساءا وأطفال مقيدين عراة إلى مكان محاط بسور، ثم أطلق عليهم الفيلة، غير أنها أنقلبت على رجاله وقتلت عددًا منهم. وقد فعل الملك ذلك ظنًا منه أن اليهود قد ناصروا غريمته "كليوباترا" عليه، وهو سبب غير الذي ذكره السفر، ولكن كاتب السفر خلط بين التقليد والتاريخ لاسيما وأن الناس لم يميزوا أي من البطالمة كان قد حدث ذلك معه، وتشبه هذه الواقعة ما فعله هيردوس الكبير باليهود (1).
الكاتب والغرض من الكتاب:

من المرجح أن يكون الكاتب يهودي سكندرى ينتمي إلى فرقة الحسيديين، كتب كتابه في مصر والتي عاش فيها واطلع على الأحداث التي دونها بعد ذلك في كتابه، وقد كتب كتابه ليدافع عن الشريعة، وذلك على أساس الخبرة التاريخية وليس الجدل الفلسفى، وكان غرضه هو تثبيت بنى جنسه في الإيمان وتشجيعهم على مواصلة الحياة الليتورجية، كما أن الكتاب هو تحذير لكل من يفكر في اضطهادهم، لأنهم شعب فريد، ولا يمكن التعدي على مقدساتهم دون عقاب (1:8 -2:24) ولا يمكن الإساءة إلى عقيدتهم حتى بالإكراه والحبس (3 مكا 2: 25 -7:23).
والكاتب يؤمن بالمعجزات على غرار ما حدث في سفر دانيال (3 مكا 6: 6، 7) وكذلك الملائكة ذات المظهر المرعب للأعداء (3 مكا 6: 18) والذين رأهم المصريون، ويؤكد أن اليهود مواطنون مخلصون لمصر، بل أنهم يشتركون في الحاميات العسكرية لحصونها منذ زمن بعيد (3 مكا 3: 21 -6: 25، 7: 7) ورغم سكناهم في أرض أعدائهم، إلا أن عناية الله الخاصة كانت تحميهم (6: 15) لأنه المخلص الأبدي لإسرائيل (3 مكا 7: 16) وهو يغفر لهم خطاياهم.
كما تأثر الكاتب بسفر المكابين الثاني وكذلك سفر استير وسفر دانيال (في نصهما الكامل) حيث يتضح ذلك من وصفه للفتية الثلاثة (3 مكا 6: 6) كما يظهر تأثره أيضًا من خلال الأنشودة الواردة في (الأصحاحين 26 و27) وكذلك برسالة " أرستياس" من خلال أوجه الشبه في بعض المصطلحات اللغوية، وكذلك طريقة المراسلات في نفس الفترة (حيث لم يستخدم البطالمة تعبير فيلوباتير "3 مكا 3: 12 و7: 1" قبل سنة 100 ق.م.) كل ذلك يوحى بأن السفر كتب في القرن الأول قبل الميلاد، وبما أنه ليس من دليل على وجود اضطهاد أثناء كتابة السفر سواء ما يسمى بعبادة الإمبراطور أو وضع صورته في المجامع) فإنه لا يمكن أن يكون قد كتب في أيام حكم الإمبراطور "كايجولا" (38/ 39م) حيث الاضطهاد الذي وصفه فيلو السكندرى.
إذن فإنه يمكن تحديد تاريخ الكتابة بالقرن الأخير قبل الميلاد (قبل أو بعد الحكم الروماني سنة 30 ق.م. بقليل).
سفر المكابيين وسفرى دانيال واستير: يجمع سفر المكابيين الثالث عنصر الاضطهاد الديني التي تميز به سفر دانيال من جهة، وعنصر الاضطهاد العرقى الخالص الموجود في سفر استير من جهة أخرى، حيث تذكرنا مؤامرة ثيؤدوطس (3 مكا 1: 3) بمؤامرة حارسا الباب في سفر استير (2: 21 -23) وكمل ينقذ دوسيثيوس حياة الملك (3 مكا 1: 3) ينقذ مردخاى أيضًا الملك (إستير 6: 2) وقد أتهم اليهود خلال أحداث السفرين بتهم متشابهة من ناحية عدم الولاء (3 مكا 3: 19 وأستير 3: 8) وفي الحالتين ارتدت المكيدة الفاشلة على من دبروها، وانتهت بتأسيس احتفال تذكارى، وفي كلا السفرين نجد أن اليهود قد حصلوا على تصريح بالفشل غير أنه وبينما قتل اليهود - في سفر استير - أعدائهم من الوثنيين، نجدهم في سفر المكابيين الثالث يقتلون اخوتهم الذين ارتدوا (3 مكا 7: 10 - 15).
مقارنة سفر المكابيين الثالث بسفر المكابيين الثاني:

نجد في السفرين محاولة لفرض جنسية غريبة على اليهود الذين انخرطوا في الحضارة الهيلينية (3 مكا 27: 30 و2 مكا 4: 9 و6: 1- 9) وفي كلا السفرين أيضًا نجد احتفالات تحيى ذكرى الخلاص بالمعجزات، فمحاولة فيلوباتور الفاشلة لاقتحام الهيكل في أورشليم (3 مكا 1: 59 -2:24) تذكرنا بالواقعة المماثلة التي قام بها هليودورس (2 مكا 3) كما أن الرؤى التي أفزعت المصريين وأفيالهم (3 مكا 6: 18 - 21) يقابلها رؤية هليودورس للملائكة المهاجمة (2 مكا 3: 25) هذا وتبرز في السفرين الصلوات من أجل حماية الهيكل (2 مكا 3: 15 - 23، 14: 34 - 36) و3 مكا 2: 1 -20).
قانونية السفر:

يبدو السفر وكأنه رواية تاريخية مليئة بالمبالغات فيما يختص بالمعجزات، ولكن الكاتب والذي يمتلك بعض المعلومات القيمة والسليمة، ولابد وأنه مطلع على تاريخ " بوليبيوس" وبلوتارك اللذان يصفان معركة " رافيا Raphia" سنة 217 ق.م. حيث يصف بوليبيوس زيارة فيلوباتير للمدن القريبة وترحيبها الحماسى به، كما ورد في (3 مكا 1: 6- 8) ولابد أن يكون قد زار أورشليم. وتشهد الأثار القديمة على البذخ الشديد في الإنفاق على المعابد سواء في سوريا أو أورشليم (3مكا 1: 7- 10) وقد قام فيلوباتير بتعدادين، أولهما في سنة 220/219 ق.م. والأخر في 206/205 ق.م. وهو الذي جاء بعد معركة رافيا، ولم يكن انتقاميًا لصد اليهود في أورشليم له، ولكنه متأخر بشكل يسمح بأن يشير بأن يشير إلى أولاده (7: 2) فقد ولد ابنه الشرعي في 208 ق.م. ويصف المؤخارخان بوليبيوس وبلوتارك حياة الانحلال وسوء الحكم التي كان يحياها ذلك الملك.
وكان هناك شخص يدعى بطليموس من "ميجالوبوليس" كان حاكمًا لقبرس تحت ملك فيلوباتير، كتب سيرة لمولاه تضعه في صورة سيئة، فربما كان هذا الكتاب هو مصدر معلومات بوليبيوس والذي كان أيضًا من "ميجالوبوليس" (1). كما ورد في السفر خبر مختصر عن الحرب بين بطليموس الرابع وأنطيوخس الثالث، وهزيمة الأخير في "رفح" تتفق بشكل عام مع كتبه بوليبيوس ويوسيفوس.
هذا ولم يحظ السفر بأية صفة قانونية، حيث لم يرد في أي " قانون" لأسفار الكتاب المقدس ولم يوجد في ترجمة الفولجاتا الشهيرة، كما لم يذكر في "مجمع ترنت" ولم يوجد أيضًا في قائمة أسفار الأبوكريفا لدى البروتسانت. وإن كان يوجد في مخطوطتين للسبعينية هما: السكندرية والفينيسية، كما يوجد في السريانية المعروفة ب "البشيطة".
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 03 - 2014, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 90 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

سفر المكابيين الرابع
يحتوى هذا السفر على مقالة فلسفية عن "سمو العقل" وتحكمه في غرائز الإنسان واتجاهاته، وقد سمى ب "المكابيين" لأنه يستشهد بأمثلة من كفاح المكابيين، وهذا وقد ظن بعض الآباء مثل القديس جيروم ويوسابيوس المؤرخ: أن الكتاب من تأليف يوسيفوس، وذلك بسبب إشارته إليه في تاريخه.
وهو عبارة عن عظة أو محاضرة تبكيتية أو مديح للشهداء المكابيين، كما توحى نغمته الدينية والتي تشتمل على أناشيد شكر لله (4 مكا 1: 12 و18: 24) بأنه كان يستخدم في العبادة (كما سيجيء) ولكن ونظرًا لأنه يقوم على فكر فلسفى، أكثر من كونه نصًا إنجيليًا فإن هذا يرجح تصنيفه على أنه خطبة أكثر منه عظة. يضاف إلى ذلك أن عنصر الرثاء والمخاطبة الشخصية المتكررة ترجح أنه كان مديحًا للشهداء، وقد أعد ليلقى كخطبة شفوية، حيث يعد نموذجًا رائعًا للخطابة اليونانية، إذ ترد فيه العديد من الأساليب البلاغية لاستدرار الشفقة والإعجاب من جهة، والتخويف لجلب الاتضاع من جهة أخرى.
محتوى الكتاب:

يقدم السفر الشريعة باعتبارها أصدق تعبير عن الفلسفة الحقيقية، فالعقل هو الفطنة التي تجعل الإنسان يختار حياة الحكمة والتي بدورها هي معرفة الأمور الإنسانية والإلهية وسببها، وهذه الحكمة هي التي تعلم الشريعة والتي نتعلم من خلالها الأمور الإلهية بتوقير واحترام، وكذلك الأمور البشرية لكل ما يفيدنا (4 مكا 1: 16، 17) كما يسمى العقل في السفر: "الحكمة الدينية" (1: 1و 7: 16 و13: 1 و15: 23 و16: 1 و18: 2) أو العقل الذي مصدره وجوهره التقوى (7: 4، 23 و16: 4).
ويقول الكاتب أن الله قد وضع شرائع الطعام لليهود حسبما يناسب الروح، وهو بذلك يساوى ما بين شريعة موسى والقانون الطبيعي، تمامًا مثلما تنادى "الراقية" (4 مكا 5: 25، 26) كما يوجد في السفر صدى لفكرة "الأخوة العامة" بناءًا على الطبيعة المشتركة للبشر (12: 13) ويمكن تقسيم العواطف البشرية كما قسمها "أرسطو": من حيث أنها " متعة والم" يرتبط بهما كل من: " الرغبة والفرح والخوف والحزن" وهذا التصنيف الرباعى للعواطف هو مشابه لتصنيف الرواقيين (4 مكا 1: 20- 23) والغضب مشترك ما بين المتعة والألم، والميل إلى الشر هو شكل من اشكال المتعة يشمل كثيرًا من العواطف الجسدية والروحية (4 مكا 1: 24- 28) وهذه الأخيرة مشتقة من تعاليم الرببن اليهود، بينما الميل إلى الشر يقف مناقضًا للميل إلى الخير،وهو يوضح على أنه يشمل اشتهاء الأطعمة المحرمة (آية 27). وهناك لمحة يهودية أخرى وهي رفض الكاتب لفكرة الرواقيين، بأن الحكيم يكتسب تحررًا من العاطفة، لأن الفضيلة لا تكتسب بمجد العواطف التي أعطانا الله إياها، بل بإخضاعها لإرادة الروح (4 مكا 2: 21 - 23).
وبحسب ما يرد في الكتاب، فإن اليهودية تفخر بفلاسفتها، أمثال الكاهن أليعازار والأخوة السبعة الشهداء (4 مكا 5: 4و 7: 7 -9و 8:2) ومثلما يقول سقراط في كتاب لأفلاطون Govgias فإنهم يؤمنون بأنه من الأفضل أن يتحملوا (أي اليهود) الشر، عن أن يرتكبوا الشر، فإن فاعل الشر لهو أكثر بؤسًا من المجنى عليه (4 مكا 9: 3) ومن جهة أخرى فإن أنطيوخس - مثل خصوم سقراط - كان من انصار المتعة الانتهازية (5: 2- 12 و8: 5- 10 و12: 3، 4) وقد اختار المكابيون النبلاء الموت على الارتداد (1: 6، 18 و3: 1) واظهروا بذلك أنهم يمتلكون صفات الحكمة والشجاعة والعدل وضبط النفس، وهي فضائل نادى بها الرواقيون وإن كان أفلاطون قد سبقهم في المناداة بها. وقد أظهر تحمل هؤلاء الشهداء قوتهم الرواقية والتي تثبت أن "العبرانيين وحدهم هم الذين لا يقهرون في التمسك بالفضيلة" (9: 18).
ومثل سقراط وأفلاطون، كانت أعلى قوانيين أخلاقية لديهم نابعة من مبدأ الخلود (7: 3 و9: 22 و14: 5، 6 و16: 17 و17: 12 و18: 23) ويبدو أن الخلود كان بالنسبة لهم مثلما هو في الفكر الإغريقى روحي (وليس قيامة الأجساد). وأحيانًا يستخدم الكاتب ألقابًا فلسفية لله مثل "العناية الإلهية" (9: 4و 13: 19 و17: 22) و" العدل " 4:21 و8: 14، 22 و9: 9 و11:3 و12: 12 و18: 22) و" القوة" (5: 13) ولكن هذه الصفات لا تتخذ شكل اقنوم إلهي كما يفعل "فيلو"، بل يظهر الله من خلال الملائكة بالشكل. ولكن أكثر ما يلفت النظر هو القوة الكفارية لدم الشهداء، فهو يحل الأمة من وزر خطاياها، ويطهر أرض الآباء ويجدد أتباع الشريعة (1: 11و 17: 21 و18: 4) وتفسر الكفارة باصطلاحات مقابلة مثل (6: 28، 29 و17: 21) حياة بحياة! ومثل دم هابيل (تكوين 4: 10،11) فإنه (أي الدم) يستدعى غضب الله على فاعل الشر (4مكا 11: 22 و12: 17، 18) كما أن الموت الكفاري لخادم الرب في (إشعياء 53) قد تنبأ جزئيًا بهذا المبدأ، ولكن أقرب مفارقة هي الموجودة في "كتاب النظام" للأسينيين، حيث يجب على مجلس الجماعة أن يطفر عن الإثم، بممارسة العدل ومن خلال "ألام فرن التنقية" وأنه على المختارين المقبولين لدى الله، أن يكفروا عن الأرض ويجازوا الأشرار.
كما يضيف السفر بعض المعلومات (غير المحققة) لاسيما ما ورد في كلمة أم الشهداء السبعة عن التعاليم التي كان أبوهم يعلمهم إياها في البيت، حيث تعزى تحمل أولادها العذاب إلى تلك التعاليم، وكذلك عن عرض للانتصارات العسكرية لليهود، كما يشير إلى وجود أنطوخيوس بقرب أورشليم حتى انتهت أحداث الاستشهاد (3مكا 4: 22 - 5: 3) حيث كان هو نفسه مستعدًا للزحف إلى حيث يلقى حتفه في بلاد فارس.
استخدام الكتاب في الليتورجية اليهودية:

كتب هذا السفر تخليدًا لذكرى أولئك "الذين ماتوا في ذلك الوقت" (1: 10) قارن مع (3: 19) ولعل المقصود بتعبير "ذلك الوقت" هو زمن المكابيين، وفي القرنيين الرابع والخامس كانت الكنائس اليونانية والسريانية تحتفل بذكرى الشهداء المكابيين في أول أغسطس من كل عام، حيث من المعتقد أن مقبرتهم كانت قريبة من مجمع يهودي في "حى" كراتيون" بإنطاكية، غير أنه من المرجح أن تكون تلك المقبرة في أورشليم، ويلاحظ أن الإشارة الوحيدة إلى مقبرة الشهداء بلاغية تمامًا (17: 8-10).
وحيث أن الاحتفال المسيحي والذي كان في أول أغسطس، كان مقاربًا للمناحات اليهودية في التاسع من أغسطس (ذكرى خراب الهيكلين الأول والثاني) فمن المحتمل أن يكون السفر قد عرف من خلال إنشاد اليهود له في مجامعهم بإنطاكية، وإن كان هذا التقليد لم يعرف إلا بعد سنة 70 م. ولأن السفر يركز باستمرار على الكفارة التي حققها الشهداء، لذلك فإنه يبدو مناسبًا للقراءة في يوم الكفارة، وهناك وجه شبه لذلك في وجود أسطورة في كتابات الربيين، عن إعدام هادريان الملك لعشرة من معلمى الشريعة، وهذه القصة تمثل جزءًا من طقوس المجامع اليهودية في ذلك اليوم.
ولكن المناسبة الأكثر احتمالًا لتخليد ذكرى الشهداء المكابيين هي "عيد المظال" فعلى الرغم من أن هذا العيد لم يذكر في السفر إلا أن السفر يكرر مضمون "أرض الآباء التي طهرت" (1: 11 و17: 21) بواسطة ألام ومعاناة الشهداء من أجل الشعب (6: 29) بما يتفق مع تصوير سفر المكابيين الثاني للعيد على أنه عيد التطهير (2مكا 1: 18 و2: 16، 19 و10: 3، 5) يلاحظ أيضًا أن فكرة حصانة الهيكل مرتبطة بإتباع الشريعة، وهي فكرة مستعارة من سفر المكابيين الثاني مثل تفسير تدنيس الهيكل من قبل أنطوخيوس أبيفانيوس باعتباره راجعًا إلى خطايا اليهود، وحيث أن موت المكابيين بفعل التعذيب قد أبطل التدنيس الذي فعله الطاغية، فإن السفر يبدو مناسبًا لعيد المظال الذي يخلد ذكرى تجديد المذبح وتطهير الهيكل، وبالتالي فإنه يوجد دليل على ترتيل اليهود لقصة الشهداء السبعة وأمهم في هذا العيد (رغم أن القصة منسوبة إلى الاضطهاد الذي أثاره هادريان).
الكاتب وتاريخ الكتابة:

كتب السفر باليونانية بأسلوب كلاسيكى، ويعتقد أن كاتبه كان متمرسًا في الفلسفة اليونانية، وهو من يهود الشتات ومن الإسكندرية على وجه الخصوص، حيث يناسب هذا الأسلوب الثقافة الهيلينية المنتشرة هناك، كما أن ملاحظاته الأولى مستقاة من كتابات ذو أصل سكندرى، يضاف إلى ذلك اعتماده على سفر المكابيين الثاني وهو مدون في الإسكندرية، والكاتب فريسي الاتجاه من أنصار الفلسفة اليونانية. ومع ذلك فإن بعض العلماء يضعون احتمال أن تكون الكتابة قد تمت في المركز الثقافى بإنطاكية، معتمدين في ذلك على إشارة الكاتب إلى أن الشهادة (شهادة المكابيين) تمت في أورشليم. وكما سبق الإشارة فقد نسب السفر خطأ إلى يوسيفوس، وذلك بسبب وجود السفر في آخر فصل مك كتبه، بعنوان "مبحث فلافيوس يوسيفوس فيما يتعلق بالقوة السامية للعقل.

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
أما عن تاريخ الكتابة فيمكن تحديده من خلال تغيير أبولونيوس من قائد كلًا من سوريا وفينيقية (2مكا 4: 4) إلى قائد سوريا وفينيقية وقلقيلية (4مكا 4: 2) حيث أن قلقيلية لم تضم إداريًا إلى سوريا وفينيقية إلا لفترة قصيرة (من 18- 55م). وقد حدذ الاضطهاد الذي قام به كاليجولا في منتصف هذه الفترة (38/ 39م) وبما أنه يستبعد أن يكون السفر قد كتب بعد هذا الاضطهاد، فإن التاريخ المرجح يقع ما بين (18 و37م.) أي أنه كتب بعد سفر المكابيين الثاني وقبل دمار الهيكل.
سفر المكابيين الرابع والعهد الجديد:

كتب السفر في وقت معاصر لسنوات تجسد المسيح وظهور تلاميذه وبدأ خدمتهم، ولذلك فإن السفر يعكس فكر يهود الشتات على نحو ما. وهناك إشارات في السفر يمكن أن نضعها في توازى مع تعاليم العهد الجديد وليست أصلًا بالضرورة، فتعليم السيد المسيح بعدم الخوف ممن يقتلون الجسد وحده بل ممن يقتل كلًا من الجسد والروح (متى 10: 28 ولوقا 12: 4، 5) يوجد ما يقابله في (4مكا 10: 4 و15: 8) حيث يشير إلى وجوب خوف الله، قارن مع (2مكا 6: 3). كذلك استقبال الآباء (إبراهيم وإسحق ويعقوب) للمنتقلين من الصالحين كما يظهر في (لو 16: 23 و20: 37، 38) يقابل رأيًا معاصرًا نجده في (4مكا 7: 19 و16: 25) كما يمكننا أن نقابل ما بين معاناة الأم بسبب استشهاد أولادها السبعة (4 مكا 15: 12، 16، 22) ومعاناة السيدة العذراء تجاه آلام ابنها المخلص (لو 2: 35أ) وكذلك ارتباط العرق بالدم في (4 مكا 7: 8) نجد ما يشبهه في (لوقا 22: 44) عندما نزل عرق المسيح كقطرات دم.
كما يرى البعض أن تصريح معلمنا بولس الرسول "وإن سلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا أنتفع شيئًا (كورنثوس الأولى 13: 3ب) كان فيه انتقاد لما ورد في سفر المكابيين الرابع من حيث التركيز على الآلام فقط وتمجيدها. كما يوجد توازى ما بين حديث القديس بولس غن الجسد الروحاني (كورنثوس الأولى 15: 35 - 57) وما ورد في (4مكا 9: 22) "كأنه (أي الجسد) قد تحول إلى حالة عدم فساد بفعل النار، وتحمل العذابات بنبل" (قارن: كورنثوس الأولى 15: 52- 54 مع فيلبى 3: 21) كما يتحدث الكاتب عن الأرواح الطاهرة التي لا تموت بموت الجسد (4 مكا 18: 23) وهي فكرة التي وردت فى: (كورنثوس الثانية 5: 1 - 4) وبالمثل يذكر الرسول بولس المكابيين ضمن أبطال الإيمان (عبرانيين 11) وهو ما نجده أيضًا في (4 مكا 15: 24 و16: 22 و17: 2) غير أنه من المؤكد أن الرسول اعتمد في ذلك على سفر المكابيين الثاني لا الرابع.
ويورد سفر المكابيين الرابع صورة عن المشاهدين في الإستاد للمصارعات والألعاب (4مكا 17: 11- 16) نجدها عند بولس الرسول في (عبرانيين 12: 1/ سحابة الشهود) ويضيف معلمنا بولس في الآية التالية: "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع " وهو يذكرنا بالتعبير الوارد في (4مكا 17: 10) "ناظرين إلى الله" وبالنسبة للتقديس بدم الشهداء الذي يظهر (4 مكا 1: 11 و6: 29 و17: 21، 22) نجد نظيرًا لذلك في موت يسوع المسيح الذي يقدس ويطهر (عبرانيين 1: 3 و2: 11 و10: 10 و14، 29و 13: 12) مع وجود فارق جوهري، وهو أن التطهير في سفر المكابيين قاصر على اليهود في حين أن دم المسيح كفارة لكل العالم، وكذلك ليس لدم المسيح الغرض الانتقامى كما هو الحال بالنسبة لشهداء المكابيين (رؤيا 6:9، 10) ولكنه "يتكلم أكثر رحمة من دم هابيل" (عبرانيين 12: 24). وفي كل من (4مكا 17: 18) و(رؤيا 7: 15) يقف الشهداء أمام عرش الله.
تأثر الكتاب بسفر المكابيين الثاني:

تعتمد المادة التاريخية للسفر على سفر المكابيين الثاني وخلفية اضطهاد السلوقيين لليهود (4مكا 3: 19 - 4: 26) تلخص سفر المكابيين الثاني (2- 6: 11) كما أن قصص الاستشهاد لليهود والواردة في (4 مكا 5: 1- 18: 24) تسهب فيما ورد في (2مكا 6: 18 - 7: 42) كما يشير السفر إلى المصير القاسي لأنطيوخس أبيفانيوس (4مكا 18: 5) وهو ما ورد في (2مكا 9).
هناك مصدر آخر يحتمل أن يكون كاتب السفر قد اعتمد عليه كبديل، ألا وهو كتب ياسون القيرينى الذي نقل عنها كاتب المكابيين الثاني، وربما يؤيد هذا الافتراض: الاختلافات الملحوظة خلال السرد القصصى ما بين سفر المكابيين الثاني والرابع، والوصف الأكثر إسهابًا لقصص الشهداء الوارد في سفر المكابيين الرابع. وإن كان البعض يعزى هذه التغييرات إلى الكاتب نفسه، لاسيما وأنه في قصة عطش الملك داود (4مكا 3: 6- 16) قد غير في الوصف الموجود في (صموئيل الثاني 23: 13 - 17) و(أخبار الأيام الأول 11: 15 -19).
قانونية السفر:

نظرت الكنيسة إلى مثل هذه الأسفار - غير المعترف بها - باعتبارها مؤلفات تاريخية عن شعب الله وإسرائيل، وكأمثلة للدفاع البطولى عن الحق، ولم يرد السفر في ترجمة الفولجاتا ولذلك لم تقبله أي من الكنائس، وأن كان قد حظى بالتقدير فيما يتعلق باحتفالات الشهداء - كما سبق القول - وفضلًا عن أنه سرد فلسفى وليس نصًا إنجيليًا، فإن الكاتب يجهل طبوغرافية أورشليم إذ يحدد موقع الإستاد على أنه قلعة المدينة (4: 20) بينما هو تحتها في الواقع (قلعة عكرة/ 2مكا 4: 12) كما أن سرده القصصى ينظر إليه باعتباره أساطيرا معدلة، إذ يذكر موت أليعازار على أنه تم بعد محاكمة عامة مع الشهداء السبعة وأمهم، بينما ترد القصتين منفصلتين في سفر المكابيين الثاني (2مكا 6: 18 - 31 و7: 1 - 41).
مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عزرا هو أيضًا كاتب سفري أخبار الأيام الأول والثاني
البابا خائيل الأول - والثانى
البابا سيمون الأول والثانى
التعليم تعلن نتيجة الترم الأول لطلاب الصفين الأول والثانى الثانوى
إيليا بين المجيء الأول والثاني


الساعة الآن 05:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024