![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 81 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنواع العثرات يركز كثيرون الكلام في العثرة على الأمور الجنسية. وهى حقا هامة وخطيرة، ولكنها ليست كل شيء. و العثرات في هذا المجال تأتى بطرق كثيرة من وسائل الإثارة الجنسية، سواء عن طريق الإغراء الذي يقوم به الأفراد، أو عن طريق وسائل اللهو المختلفة ووسائل الترفيه، بالصور المعثرة، والأغاني العابثة، والفكاهات الجنسية، أو عن طريق القصص البطالة التي تسمع وتقرأ، وكذلك الروايات والأفلام. وقد تأتى العثرة عن طريق الخلطة، والمعاشرات الردية. وقد تأتى من داخل النفس.. أما أنت فابعد عن كل العثرات، واضبط حواسك. واعلم أن "الحواس هي أبواب للفكر" كما قال ماراسحق. وما تراه وما تسمعه قد يجلب لك أفكارًا خاطئة، ويكون معثرًا لك. والفكر قد يلد شهوة والشهوة تقود إلى الخطية فعلية. ولكن لعلك تسأل: ماذا أفعل؟ هل أغمض عيني، والعثرة في كل مكان؟! ولا بد أنني سأرى وسأسمع.. فأقول لك إنك لست مسئولا عن النظرة الأولى، مادامت قد أتت عرضًا. ![]() ولكنك مسئول عن النظرة الثانية ودوافعها. إن كان المنظر المعثر رأيته قد أثارك أو أعجبك، فأعدت النظر إليه بإرادتك، سواء في صورة حية، أو صورة مطبوعة، فأنت هنا تكون قد أخطأت لأنك بإرادتك الحرة قد نظرت. فإن كانت النظرة الأولى كذلك، برغبتك وإرادتك، فأنت مسئول عنها أيضًا.. ونفس الوضع نقوله عن السماعات الخاطئة. اهرب منها. فماذا عن لم تستطع؟ إن اضطررت لسماعها، فلا تعطها عمقك، ولا فكرك. ليكن سماعا عابرا، لا تدخله إلى أعماقك، ولا تفكر فيه، ولا تعيده إلى ذهنك، ولا تعلق عليه. وكما قال الشاعر: إذ بليت بشخص لا خلاق له فكن كأنك لم تسمع ولم يقل وبقدر إمكانك اهرب من اللقاءات المعثرة. فإن اضطررت إلى هذا، اجعلها قصيرة المدى على قدر استطاعتك. كذلك لا تنفرد مع شخص يقاتلك به العدو، وتضعف من الداخل في وجودك معه. وحاول في أمثال هذه اللقاءات، أن ترفع قلبك إلى الله وتصلى. ولا تكن في اللقاء بكلف قلبك وعواطفك.. هذه كلمة مختصرة عن العثرات الجنسية، وهي موضوع طويل وضعت فيه كتب، وليس الآن مجاله. إنما نحب أن نقول هنا إن العثرات ليست جميعها جنسية، فهناك عثرات الفكر مثلًا، وهي على أنواع: منها الفلسفات الخاطئة التي قد تقرأها فتشوش أفكارك، وقد تجلب لك شكوك، إذا كنت تقرأ وأنت غير مستعد لها مسبقا بفكر أصيل سليم. ويلزمك الحرص فيما تقرأ. وتوجد الكتابات الإلحادية، والتي تهاجم الدين. والملحدون كثيرون. وكل ما يكتبونه توجد ردود عليه، ولكنهم يشكلون عثرة بالنسبة إلى غير الدارسين وغير العارفين، وتسبب لهم شكوكا هي أخطر عليهم من خطايا الجسد التي يسهل التخلص منها. والمضلون في الفكر الديني كثيرون ومعثرون. كان يربعام بن ناباط لإسرائيل إذ جعله يخطئ، وينحرف عن عبادة الله (1مل14: 16). وقد كان من مضللي الشعب قبيل مجئ المسيح: يهوذا الجليلي في أيام الاكتتاب الذي أزاغ وراءه جمعًا غفيرًا.. وثوداس الذي التصق به حوالي أربعمائة (أع5: 36، 37). كذلك في أيام المسيح كان الكتبة والفريسيون والصدوقيون وأمثالهم مضلين للشعب. وكانوا عثرة كبيرة. أمسكوا مفاتيح المعرفة، فما دخلوا وما جعلوا الداخلين يدخلون. لقد أعثروا الشعب كله بتعاليمهم. ومن العثرات الفكرية، الأفكار العقيدية المنحرفة. الأفكار التي تشمل بدعة أو هرطقة، أو فكرًا لاهوتيًا غير المسلم لنا من الآباء القديسين، ولا يتفق مع العقيدة السائدة في الكنيسة والتي يؤمن بها الكل. وهذا الفكر قد يعثر الناس، ويثير فيهم شكوكًا. فلا تقبل هذه الأفكار كما قال الآباء الرسل (غل1: 7، 8، 3 يو10، 11). اهرب من هذه العثرات الفكرية، فأنت في زمان التوبة. أنت إنسان تبحث عن خلاص نفسك. فما شأنك الأفكار التي تشوش على ذهنك، وتدخلك في مجالات من الجدل وربما في خصومات، لا تتفق مع سعيك إلى نقاوة القلب بالتوبة. أتركها إلى المتخصصين يردون عليها. واعكف أنت على الكتب الروحية التي كلما تقرأها، تزداد محبتك لله، وتشعر باقتراب قلبك إليه.. وكما تهرب من العثرات الفكرية العقيدية، اهرب من كل عثرات فكرية أخري مثل: عثرات الفكر التي تجعلك تعثر في الناس وتدينهم. فهناك أشخاص إذا أتعبتهم أفكار الإدانة أو أخبار الإدانة، يصبونها جميعها في آذان الآخرين، ولا يبالون إن كانت تعثرهم هذه الأخبار أم لا، ولا يبالون بما تدخله في قلوبهم من جهة الشك في الناس، أو إدانتهم والإقلال من شأنهم، أو عدم المحبة لهم..أما أنت فاهرب من كل هذه، وحاول أن تحتفظ بمحبتك للكل.. والذين يشوهون صور الناس في نظرك، ابعد عنهم، لتحفظ بنقاوة فكرك. وهناك عثرات من الذين يحكون أسرارهم للناس. ![]() هم لا يستطيعون أن يحفظوا سرًا، حتى أسرارهم الخاصة وخطاياهم يحكونها للناس. وقد يعثر السامع من سماع هذه الأسرار والأخبار. ويعثر من أسماء الناس الذين تتعلق بها تلك الحكايات، وربما يقع في خطايا بسببها.. ومع أن الكنيسة حرصت أن تجعل الاعتراف سرًا، إلا أن الناس مازالوا يحكون لغيرهم.. وتكون حكاياتهم عثرة.. ومن العثرات الفكرية أيضًا، المشورات الخاطئة والمضرة. وكمثال لذلك "مشورة أخيتوفل". وكان أخيتوفل هو مشير داود، تركه وانضم إلى فتنة أبشالوم، ليقدم له كانت عثرة لأبشالوم، وتشجيعًا له في الثورة على أبية داود.. ولكن الرب سمع لصلاة داود وأبطل مشورة أخيتوفل.. ومن أمثال مشورة أخيتوفل المعثرة، مشورة بلعام لبالاق (عدد 22). وقد أطلق عليها الكتاب اسم "ضلالة بلعام" (يه11). وقال عنه شفر الرؤيا أنه "كان يعلم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني إسرائيل أن يأكلوا ما ذبح للأصنام ويزنوا" (رؤ2: 14). وذلك لكي يحل عليهم غضب الله، فينتصر عليهم عدوه.. ولا شك أنها كانت مشورة معثرة وشريرة. فَتَخَيَّر أنت مشيريك، وابعد عن كل مشورة معثرة. سواء صدرت ممن تستشيرهم، أو ممن يتطوعون لنصحك في حياتك. وقد يقدمون لك نصائح لا ترضي الله. وربما تأخذ صورة الإشفاق عليك، بينما لا يكون إشفاقهم روحيًا.. ومن العثرات التي يتعرض لها البعض، القدوات السيئة. فلا تجعل هذا المر يعثرك، مهما كان الشخص الذي أعثرت بتصرفاته كبيرًا ولا يغير هذا الأمر من مبادئك شيئًا، ولا من حبك لله وكنيسته. وتذكر أنه قيل عن إيليا النبي العظيم "إيليا كان إنسانًا تحت الآلام مثلنا" (يع5: 17). ولتكن قدوتك الثابتة في السيد المسيح وسير القديسين. أما أخطاء الناس مهما كبروا فلا تجعلها تعثرك. فالخير هو الخير مهما بعد البعض عنه.. والكتاب المقدس ذكر لنا خطايا الأنبياء، لنعلم أن الإنسان هو الإنسان بضعفاته أيًا كان مركزه. أما العثرات الخاصة في حياتك، فافحصها واعرف أسبابها وابعد عنها لأن التوبة لا تتفق والعثرات. ابحث عن الأسباب التي تعثرك وتقودك إلى الخطية، ما هي؟ وهل هي قريبة منك؟ وكيف تبعد عنها؟ وهل هي داخل نفسك أم تأتيك من آخرين. وابعد عن هذه العثرات على قدر إمكانك حتى لا تؤثر عليك. واهرب من الأصدقاء الذين يجربونك إلى أسفل ويفقدونك روحياتك. وردد ما نقوله باستمرار في الصلاة الربية "لا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير".. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 82 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لا تتساهل مع الخطية كثيرًا ما يسقط الإنسان في الخطية، بسبب التساهل. فكيف ذلك؟ المعروف أن الخطية تبدأ بحرب من الخارج، وتريد أن تدخل وتسيطر. وبالتساهل تتحول الحرب من الخارج إلى داخل القلب. فكيف يحدث هذا التطور؟ وما دور التساهل فيه؟ تكون الخطية في الخارج: منظرًا مثيرًا، أو صورة في كتاب، أو كلمة يقولها شخص ما، أو أي شيء يمكن اشتهاؤه أو اقتناؤه. ثم يتساهل الإنسان مع حواسه، مع سمعه أو بصره، فيأتيه الفكر ضعيفًا في البدء، ويمكن طرده بسهولة. ولكن: بالتساهل مع الفكر، ينزل إلى القلب، ويتحول إلى شعور. ![]() فإن استيقظ الإنسان إلى نفسه، يمكنه التخلص من هذا الشعور، موقنا تماما ًأن هذا الشعور الخاطئ يبعده عن محبة الله ن يقوده إلى خطية. بل هذا الشعور الخاطئ هو خطية في حد ذاته، وعدم نقاوة في الداخل، وينجس القلب. ولكن بالتساهل مع الشعور، يتحول على انفعال أو شهوة. وهنا يكون الإنسان قد بدأ يخضع للفكر، وبدأ يدخل في صراع داخلي، بين شهوته وضميره. ومن طبيعة الشهوة إنها تريد أن تسيطر. إن طردت بحزم ن أمكن التخلص منها. ولكن بالتساهل تبدأ الشهوة أن تنتشر، أو يبدأ الانفعال أن ينتشر. حتى تشمل هذه الحرب الداخلية فكر الإنسان وقلبه حواسه، وربما جسده أيضًا. وبالتساهل مع الشهوة، تحاول أن تعبر عن ذاتها عمليًا. اى تحاول أن تشبع ذاتها بطريقة عملية. فإن تساهل في ذلك، يتم العمل. وتصبح الخطية كاملة. ثم لا تستريح الخطية بهذا، إنما تريد أن تتكرر. فإما أن يتوب الإنسان بعد سقطته، وإما أن تتكرر خطيته ولكنه أحيانا: يتساهل في عمل الخطية، فتتحول إلى عادة أو طبع. وبهذا يخضع لسيطرتها، ويصير عبدًا لها، يفعلها بغير إرادته أحيانًا، ولا يملك السيطرة على نفسه.. كمن يقع في الغضب تلقائيا، ويثور دون أن يتحكم في نفسه. وكمن يخطئ في الكلام دون أن يتحكم في نفسه. وكمن يزني، أو يجمع المال، أو يستهزئ بغيره.. كل ذلك تلقائيا، دون يراجع نفسه، ويتحكم فيما تفعل.. أما الأبرار، فهم في منتهى الحزم، لا يتساهلون مع أنفسهم. لهم رقابة شديدة جدًا على أنفسهم: رقابة على كل فكر، على كل شعور رقابة شديدة على حواسهم، في حزم. ورقابة على كل كلمة تخرج من أفواههم، وعلى كل تصرف.. قلوبهم "جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم" (نش 4: 12). ولقلوبهم وأفكارهم وحواسهم أبواب حصينة، عليها حراسة مشددة، لا يستطيع أن يفلت منها أحد، فرقابة الضمير ساهرة في حرص، والنعمة تحفظها. هذا الإنسان البار المحصن، الساهر على خلاص نفسه، يغنى لها ويغنى لحفظ الرب له، ويقول: "سبحي الرب يا أورشليم.. "لأنه قوى مغاليق أبوابك، وبارك بنيك فيك، وجعل تخومك في سلام" (مز 147). فهل أنت هكذا؟ أم أنت متساهل في حراستك لنفسك؟ غير مدقق في غلق أبوابها، بل تفتحها بين الحين والحين، ظانا أن العدو لا يقدر على هدم حصونك..؟ لا تتساهل إذن مع الخطية، اعتمادًا على قوتك. ثقة منك أن الشيطان لا يقدر عليك، على الأقل في هذه النقطة بالذات. إنما خذ درسا من سقطات القديسين والأنبياء. واعلم أن الخطية "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أم 7: 26). فالذي لا يحترس، ولا يبعد عن العثرات، ولا يهرب لحياته، ولا يطلب معونة الله ونهارًا، ويمكن أن يسقط كما سقط من قبله أقوياء.. واعلم أنك إن تساهلت مع الخطية، يمكن أن تجرك -دون أن تشعر- خطوة خطوة في السقوط، وإلى الهلاك. تأمل أية نتائج خطيرة تحدث لك، كلما تساهلت مع الخطية. كلما تتساهل مع الخطية، يقل احتراسك، وتضعف إرادتك، وتقل محبتك لله وتتغير في الداخل وفي الخارج. إنك تكون في ملء قوتك -حينما تبدأ الحرب الروحية- وفي ملء عمل النعمة معك.ولكنك كلما تتساهل مع الخطية تضعف قوتك، وتقل مقاومتك، ويزداد تأثير الخطية عليك، وتزداد سيطرتها على تفكيرها وشعورك وإرادتك. إذ يكون فكر الخطية قد ثبت أقدامه داخلك. وحينما تحاول أن تخرج من نطاقه ومن مجاله، تجد عقبات وتدخل في صراع.. وقد كنت تقوى عليه في بادئ الأمر.. بتساهلك تجد عدوا في داخلك يقاومك ويضغط عليك. وباستمرار التساهل، تجد قوتك قد فرغت، واستسلمت. كقطعة من الحديد، وجدت نفسها في مجال من المغناطيس وتريد أن تخرج منه ولا تعرف. وأحيانًا لا تريد، بل تجد نفسها بكل ما فيها منجذبة إليه.. في تساهلك مع الخطية، تحزن الروح الساكن فيك. وتطفئ حرارة الروح في داخلك (1تس 5: 19، أف 4: 30). وتتنازل عن النعمة المعطاة لك. وتكون بهذا التساهل مع الخطية، قد رفضت سلاحك الروحي، وخنت الرب، وفتحت الباب لأعدائه ومقاوميه. خنت عشرة الله، ودخلت في عشرة الخطية، ولو عن إهمال وتراخ صلابتك بدأت تهتز من الداخل. فالأقوياء لا يتساهلون تساهلك مع الخطية، معناه أن مثاليات بدأت تهتز. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 83 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هيبتك أمام الشيطان والتساهل مع الخطأ بدأت تتنازل عن المستوى اللائق بك كصورة الله ومثاله (تك 1: 26). ورضيت لنفسك أن تتفاهم مع الشيطان، وتسمح له بمكان داخلك. ورآك الشيطان انك من النوع الذي يمكن أن يخضع له ويستجيب، وليس من النوع الصلب الذي يقاوم بشدة، ويرفض كل اقتراحاته أيا كانت. لقد كان الشيطان يختبرك وبحس نبضك، ليعرف نوعيتك. هل أنت سهل أم صعب؟ هل ترفض كل ما يعرضه بحزم وبدون نقاش؟ أم تقبل؟ أم تتفاوض؟ أم تتساهل معه وتقابله في منتصف الطريق. لذلك هو يعرض عليك أفكاره وحيله. فإن تساهلت، يعرض أيضًا. فإن تساهلت أمامه وتراخيت، حينئذ يعرف معدنك، ويعاملك على أساس هذه الخبرة. وتسقط هيبتك أمام الشياطين، بسبب تساهلك معهم. ![]() هناك قديسون تخافهم الشياطين وتهابهم. ومثل ذلك القديس الذي أتاه شيطان ليحاربه، فربطه خارج القلاية، وجاء ثان وثالث فربطهم أيضًا خارجها. وظلوا يصرخون، فقال لهم "امضوا واخزوا".. ومثل القديس الأنبا إيسيذوروس قس القلالى، الذي قال له الشياطين "أما يكفيك أننا لا نستطيع أن نمر على قلايتك، ولا على القلاية التي إلى جوارها. وأخ واحد لنا في البرية، جعلته يعتدي علينا الليل والنهار بصلواته"..؟! والقديس مقاريوس الكبير، الذي كانت تخافه الشياطين قائلة "ويلاه منك يا مقاره.. "هذا لما نفى إلى جزيرة فيلا من الأريوسيين، صاحت الشياطين صارخة لما دخل إلى الجزيرة الشيطان يخاف أولاد الله الحقيقيين، الذين يهزمونه. أما إن رآك أنت تقبل أفكاره، وتتساهل معه، وتفتح له أبوابك، وتخون الرب بسببه، حينئذ تسقط هيبتك في عينيه، ولا يرى انك صورة الله التي يخافها، ولا هيكل الروح القدس الذي يرتعب منه.. حينئذ يلعب بك الشياطين، ويسلمك كل واحد منهم للآخر لكي يلهو بك.. ككرة قد نزلت إلى الملعب، واللاعبون يمررنها بينهم.. وكل واحد منهم يقذفها إلى اتجاه..! احترس إذن لنفسك، ولا تكن كرة تنزل إلى الملعب. فالذي يتساهل مرة، يتعود التساهل ويتمادى فيه. قد تساهل سليمان مع نفسه في كسر وصية الله التي تمنع الزواج بأجنبيات، فتزوج ابنة فرعون (1مل 9: 16). ثم سهل عليه الأمر فتمادى فيه "وأحب سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون، موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحيثيات، من الأمم الذين قال عنهم الرب لبنى إسرائيل: لا تدخلون غليهم، ولا يدخلون غليكم، لأنهم يميلون قلوبهم وراء آلهتهم" (1مل 11: 1، 2). ولما رأى الشيطان تساهل سليمان، دفعه إلى أخطر. فكما تساهل مع نفسه، وكسر الوصية في الزواج بهن، ازداد تساهله، فبنى مرتفعات لهؤلاء النسوة لعبادة آلهتهن.وقاده تساهله إلى أنه بنى مرتفعة للكموش إله الموآبيين، وأخرى لمولك إله العمونيين. ومال قلبه وراء آلهة أخرى (1مل 11: 1- 9)0 ربما كان الشيطان يخاف سليمان أول الأمر، لأنه كان احكم أهل الأرض فلما رآه يتساهل مع الخطية، دفعه في هذا التساهل إلى أبعد حد يمكن تصوره..! وكذلك فعل معه من جهة التساهل في محبة النساء. سمح سليمان لنفسه بالتساهل في تعدد الزوجات، فلم يوقفه الشيطان عند حد معقول ن إنما جعل التساهل يتمادى معه، إلى أن صارت له "سبع مئة من النساء السيدات، وثلاث مئة من السراري" (1مل 11: 3). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 84 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تساهلك مع الخطية إن كان التساهل يمكن أن يجر إنسانًا حكيمًا إلى هذا المستوى، فماذا يمكن أن يقال إذن عن الناس العاديين؟! لذلك لا تتساهل مطلقا، مهما بدت الخطية بسيطة. مجرد قولك إنها خطية بسيطة، يقودك على التساهل لا تقل هذا شيء بسيط، وهذا أمر تافه لا يزعج الضمير، وهذه ليست بخطية. وهذا التصرف لا يعثرني، ولن يترك أثرًا في. فكثيرون سقطوا لعدم التدقيق. والذي لا يحترس من الصغائر، يمكن أن يقع في الكبائر. وكل خطية هي تمرد على الله وانفصال عنه، ودنس وسقوط وضعف. و لا تظن أن الخطية التي تهلك الإنسان هي مجرد الوقوع في كبائر، كالزنا والتجديف والقتل والسرقة.. فقد قال الرب: من قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم (متى 5: 22). ![]() "ومن قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع".. كثيرون يتساهلون في الكلام بينما الكتاب يعتبر الكلام الخاطئ نجاسة. ويقول "ما يخرج من الفم ينجس الإنسان" (متى 15: 11). وعن الحرص من جهة اللسان، وعدم التساهل في أخطاء الكلام، يقول يعقوب الرسول "إن كان أحد فيكم يظن أن دين، وهو إذن لا تحترس فقط من الزنا والسرقة والقتل. فربما كلمة واحدة تكون سبب دينونتك، لأن الكتاب يقول "بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان" (متى 12: 37). "كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس. سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين" (مت 12: 36). لم يفهم القديسون عبارة (الكلمة البطالة) على أنها الكلمة الشريرة مثل الكذب والشتيمة والتجديف والإدانة. وغنما فهموا الكلمة البطالة، على أنها كل كلمة ليست للمنفعة، ليست للبنيان، لا تبنى نفس السامع، ولا تبنى الملكوت.. وهكذا صمتوا، وكانوا لا يتكلمون إلا بحساب، حينما يرون أن الكلام سيكون للبنيان. ولا شك أن الذي لا يتساهل مطلقا مع نفسه، في اللفظ بكلمة ليست للبنيان، لا يمكن طبعا أن يتساهل مع نفسه في أن يلفظ بكلمة شريرة. والذي لا يتساهل في كلمة، لن يتساهل في العمل. والتدقيق الذي يتعوده، يشمل كل حياته وكل تصرفاته، عالما أن كل فعل يأتي إلى الدينونة مهما كان بسيطا. مجرد نظرة نظرتها امرأة لوط إلى الوراء، حولتها إلى عمود ملح (تك 19: 26). وكذبة كذبها حنانيا وسفيرا جعلتهما يسقطان ميتين بلا توبة (أع 5: 1 - 10) إذن لا تقسم الخطية إلى كبيرة وصغيرة، لكي تسمح لنفسك بالتساهل مع الصغيرة. وإنما كن دقيقا في كل شيء. واعلم أن التساهل مع الشيء الصغير يجعله يكبر. والسيد المسيح لم يمنع عن الزنا فقط، إنما عن النظرة المشتهية أيضًا.. ولم يطلب منا فقط أن نحتمل من يسخرنا ميلا، بل دعانا إلى احتمال الميل الثاني أيضًا (متى 5: 28، 41). الذي يتساهل في الخطوة الأولى، يقع في الثانية. والذي يتساهل في الثانية، يقع في الثالثة.. وهكذا إلى غير حد. والشيطان -كما قيل عنه- "فتال حبال"، يفتل حبالا لاصطيادنا وحباله طويلة، لا مانع أن يدبر حيلة في عشر سنوات، ليسقطك في خطية واحدة! فاحترس منه، ولا تتساهل معه أبدأ. والشيطان قد يلومك إذا منت مدققا في تصرفك ولم تتساهل. وقد يصفك الشيطان بالتطرف أو الوسوسة وتعقيد الأمور. فلا تسمع له، وكن ثابتا في روحياتك، لا تثيرك هذه الاتهامات. وكن مثل القديس ببنوده الأسقف، الذي لما رأت إحدى النساء تدقيقه الشديد، قال: إن هذا الشيخ موسوس! فأجابها القديس قائلا "هل تعلمين يا امرأة كم سنة قضيتها في البرية لكي أقتنى هذا الوسواس؟ لقد قضيت خمسين سنة لأقتنيه أفضل.. واعرف أن الخطية هي كسر لوصية الله، وبعد عن محبته. لذلك فأنت في تساهلك: لست تتساهل مع نفسك،إنما تتساهل في حقوق الله. لا تتساهل مع نفسك في ارتكاب الخطية. إن أخطأت: لا تتساهل في معاقبة نفسك خطيتها. إن التساهل في تأديب النفس على سقطاتها، قد يؤدى إلى اللامبالاة، وعدم الخوف، والاستهانة بوصايا الله، والعودة إلى ارتكاب الخطية بسهولة، اعتمادًا على أن الله محب وغفور "لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا" (مز 103). لا تدلل نفسك إذن، ولا تسامحها بسهولة. واعلم أن الخطية التي لا تنال عقوبتها كما ينبغي، والتي لا تنسحق بسببها النفس وتذل، ما أسهل أن يرجع إليها الإنسان مرة أخرى..ولا تقل إن هذه الخطية قد عملتها في الماضي، ومرت وانتهت، ونلت عليها حلا ومغفرة! كلا، بل بكت نفسك باستمرار. وتذكر أن داود النبي بلل فراشه بدموعه فترات طويلة، بعد أن سمع حكم المغفرة من الله على فم ناثان. لكنه على الرغم من هذه المغفرة، صارت دموعه له شرابا نهارًا وليلا. وصغرت نفسه في عينيه، وظل يبكتها زمانا هو العمر كله، ويقول "خطيتي أمامي في كل حين" (مز 50). فلتكن أنت كذلك. وافرض على خطاياك عقوبات شديدة.. وكن حارًا في الروح (رو 12: 11). واعمل عمل الرب بكل نشاط وكل حرص، ولا تتساهل في ذلك فقد قيل: ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة (أر 48: 10). كن كالراعي الساهر على غنمه، الذي يحرس حراسات الليل، كل يقظة، لا يتساهل مع نفسه في أن يغفو لحظة.. كن حارًا في عبادتك (إن وجدت نفسك متعبا، أو لا رغبة ذلك في الصلاة، فلا تتساهل مع نفسك وتنام بغير صلاة. لئلا بهذا التساهل تتعود نفسك الإهمال والتراخي. بل كما قال ماراسحق: إذا حوربت بأن تهمل صلاتك وتنام، لا تطاوع نفسك وإنما: اغصِب نفسك على صلاة الليل، وزِدها مزامير. كذلك كن حازما في صومك. لأنك إن تساهلت موعد الأكل، ستتأهل أيضًا في نوع الطعام وكميته، ثم تتساهل في ضبط نفسك، ويصحبك عدم الضبط هذا في كل تفاصيل حياتك الروحية. كن متيقظا إذن لخلاص نفسك، بكل حرص، ساهرا باستمرار، لئلا يأتي بغتة فيجدك نائما (مر13: 36). لا تنم. وإن نمت، احترس من الصحو المتأخر. فشمشون ظل متساهلا في روحياته، غافلا عن خلاص نفسه زمانا. ومتى صحا؟ كان ذلك صحوا متأخرا، بعد أن فقد نذره، وفقد قوته، وسباه الأعداء.. ولوط كذلك. متى صحا؟.. متأخرًا جدًا بعد أن فقد كل شيء في حريق سدوم. وكثيرون سقطوا، لأنهم تساهلوا مع الغفلة الروحية، ولم يستيقظوا لأنفسهم إلا متأخرين، بعد أن كانت الخطية قد تمكنت منهم. فلا تكن كهؤلاء. وكإنسان أمين حياتك، لا تتساهل مع الخطية... |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 85 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() احترس من ثياب الحملان الخطية لا تحب أن تكشف ذاتها، إنما أحيانا تتنكر. هي لا تكشف ذاتها إلا للمستهترين الذين يحبونها. أما بالنسبة إلى أولاده الله، فإنها دائما تتنكر، حتى لا يتنبهوا لها ويبعدوا عنها. ولا مانع مطلقا من أن تتنكر في زى فضيلة، أو وراء أي اسم لطيف غير مكشوف. ويمكن أن ينطبق على أمثال هذه الخطايا قول الرب: يأتونكم بثياب الحملان. ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة (مت 7: 15). المضللون من المعلمين الكذبة يفعلون هكذا. والخطايا التي تضلل الإنسان وتستغل بساطته تفعل هكذا أيضًا. والشيطان نفسه يأتي بثياب الحملان. وكما يقول الرسول: الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور. ![]() وخدامه أيضًا يغيرون شكلهم إلى شبه خدام للبر (2كو 10: 14، 15). بحدث هذا لكي تتم الخديعة، فتتم السقطة. ولهذا يحتاج أولاد الله دائما إلى حكمة وإفراز، لكي يميزوا بين طريق الرب وطريق الشيطان، ويميزوا إرادة الله من الإرادات الخاطئة. فكثيرا ما يسلك البعض في طريق خاطئ نتيجة للجهل وعدم المعرفة، ونتيجة لخديعة الشياطين لهم. لذلك فالأب الكاهن في القداس الإلهي يطلب من الله المغفرة والصفح قائلا "عن خطاياي وجهالات شعبك". ولماذا نسميها جهالات؟ لأن الكتاب يقول: توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت. ذكرت هذه الآية في سفر الأمثال (أم 14: 12). وتكررت لأهميتها مرة أخرى في نفس السفر بنفس النص (أم 16 : 25).. مادام هكذا، ويمكن للإنسان أن يخدع، وكما قال الرب "هلك شعبي من عدم المعرفة" (هو 4: 6). على فهمك لا تعتمد (أم 3: 5). وهكذا نرد داود النبي يصرخ كثيرا في مزاميره ويقول "علمني يا رب طرقك فهمني سبلك" (مز 119). فإن كان النبي العظيم -الذي حل عليه روح الرب- يقول هكذا، فماذا نقول نحن؟ ليس جميع الناس حكماء، وليس الحكماء حكماء في كل شيء "الحكيم عيناه في رأسه، أما الجاهل فيسلك في الظلام" (جا 2: 14). ونحن لا ندعى الحكمة. فماذا نفعل إذن؟ علينا بالمشورة، حتى لا تخدعنا ثياب الحملان. والكتاب يقول في ذلك "طريق الجاهل مستقيم في عينيه. أما سامع المشورة فهو حكيم" (أم 12: 15). وليس كل شخص نسمع منه المشورة. فقد كانت مشورة بلعام ضلالة (يه 11). وكانت مشورة أخيتوفل ليست حسب مشيئة الله. لذلك نستطيع أن نقول إنه ليست كل مشورة هي من الله، فقد قال الوحي الإلهي: "يا شعبي، مرشدوك مضلون" (أش 3: 12). فما أكثر الذين هلكوا نتيجة الإرشاد الخاطئ. ولبس هذا الإرشاد المضلل ثياب الحملان، وهلك به أصحابه، كما يقول الكتاب "أعمى يقود أعمى، كلاهما يسقطان في حفرة" (متى 15: 14). وقد رأينا كيف ضاع رحبعام نتيجة سماعه للمشورة الخاطئة (1مل 12: 10). وقد وبخ الرب الكتبة والفريسيين على إرشادهم الخاطئ، وقال إنهم "قادة عميان" (متى 23: 16، 13). هؤلاء طبعا غير المرشدين القديسين (عب 13). الذين يقول عنهم الكتاب "أذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" (عب 13: 17). لذلك نحتاج لإفراز شديد لنميز بين الإرشاد السليم والإرشاد الخاطئ، بين روح الحكمة وروح الضلال. كما قال الرسول "امتحنوا الأرواح هل هي من الله" (1يو 4: 1). و الذي يتمسك بروح الله فيه، سيرشده الروح. فأشعياء النبي يقول عن روح الرب إنه "روح الحكمة والفهم، روح المشورة" (أش 11: 2). فلنصل إذن أن ينقذنا الرب من كل خداع الشياطين، ومن الخطايا التي تتنكر في زى فضائل لتضلنا. على أنه إن سقط أحد في خداع الشياطين هذا، فإن الاتضاع يرفعه من سقطته. لأنه حالما ينكشف له الأمر، أو ينهيه صديق مخلص أو مرشد حكيم، يعترف حينئذ بخطئه، ولا يعود إلى ذلك الخطأ مرة أخرى. ويكتسب بذلك معرفة وتوبة. أما المتعجرف بمعرفته أو بسلوكه، فإن توبته صعبة.. وذلك لأن الإنسان البار في عيني نفسه، يدافع عن خطيئته، ويسميها بغير اسمها حتى لا يخجل! لأنه إن اعترف بأن هذه خطية، يعترف بالتالي انه مذنب. وكبرياؤه تمنع هذا! إذن لا مانع من أن يلبسها ثياب الحملان، ويسميها باسم آخر مقبول، غير محرج له، حتى لا ينكشف أمام الناس، وحتى يخدع نفسه فلا ينكشف أيضًا أمام نفسه، إن أمكن.. و الذين يغطون خطاياهم بثياب الحملان، لا يتوبون. إذ كيف يتوبون عنها ويتركونها، وهم لا يحسبونها خطية، ولا يعترفون أنها خطية؟! بل قد يسمونها باسم فضيلة! وبهذه التسمية يدافعون عن سلوكهم، وبالتالي يستمرون فيه.وقد يصبح عادة لهم أو طبعا لهم أو منهجا ثابتا في حياتهم لا يغيرونه، لأنهم يسمون الخطية بغير اسمها الحقيقي، ويغطون عليها فلا تظهر! وبهذه التسمية وهذه التغطية، تهتز المبادئ والقيم عندهم. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 86 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التسمية والمفاهيم الصحيحة للخطايا وبهذه التسمية وهذه التغطية، تهتز المبادئ والقيم عندهم. عن الخطية المكشوفة والمعروفة، من السهل مقاومتها وتجنبها. وهي تتعب الضمير السليم، حتى أنه إن وقع فيها الإنسان، من السهل أن يتركها.. لذلك فإن الشيطان -الحكيم في الشر- يعمل على تغيير القيم من جذورها.. وبتسمية الخطية بغير اسمها، يدخل مع البشر في حرب مسميات. وتزداد خديعة الشيطان، إن استطاع أن يجعل من هذه التسمية مفهوما شائعا بين الناس، وهذا اخطر، إذ ينتشر بين الكثيرين يرددونه بلا وعى. وهذه التسميات هي خديعة مقصوده من جهة الشيطان أو دعاة الشر. أما من جهة العامة، فقد تكون الخطية هنا جهلا منهم يحتاج إلى توعية روحية، أو يكون انقيادا غير حكيم، وانسياقا بغير عمق، يحتاج إلى قوة في الشخصية، سواء في الفكر أو في التصرف، حتى لا تشدها الدوامة، وحتى لا تسير مع التيار أينما اتجه. وهكذا فغنه نتيجة لخداع الشياطين وأتباعهم من محاربي الفضيلة.. ![]() نجد أن قيما كثيرا، تحتاج إلى توضيح مفهومها. أي أننا ندخل مع هؤلاء في حرب تعريفات definitions، بحيث لابد أن نعرف: ما هو مفهوم هذه الفضائل أو القيم؟ ما هو المقصود بها؟ ما هو مضمونها أو تحديد معناها بالضبط؟ حتى لا يكون هناك خطأ واضح في التطبيق، وبما يتنازعه. تفسيرات متضادان بالنسبة إلى فضيلة واحدة. ومن أمثلة هذه الفضائل التي تحتاج إلى تحديد معناها: ما هو مفهوم الحرية مثلا؟ وما هو مفهوم القوة؟ وما مفهوم العظمة والكرامة؟ كذلك ما معنى الانتصار؟ وما معنى الرجولة والبطولة والشجاعة؟ وما معنى النجاح؟ وما معنى الطموح؟ كلها قيم عظيمة. ولكن الناس يختلفون في مضمونها ومعناها، هذا بافتراض حسن النية. وبناء على ذلك يقع البعض في الخطية، بفهم خاطئ، بينما يتحاشاها البعض الآخر بمفهوم سليم. تحت اسم الحكمة مثلا، كم خطايا تختبئ؟ يقع الإنسان في التملق وفي الجبن وفي الرياء، ويسمى هذه حكمة. ويقع في مجاراة الشر، والسير في التيار العام الخاطئ، ويسمى هذه أيضًا حكمة. وقد يستخدم الكذب والخديعة واللف والدوران، ويعتبر أن هذه حكمة منه، يكفى أنها أوصلته إلى غرضه أو حفظته في أمان. وكأن الوصولية أيضًا حكمة! وهنا يكون قد أخطأ مفهوم الحكمة! لأن الشر ليس حكمة. لأنه ليس من الحكمة أن يخسر الإنسان الملكوت، من اجل أي غرض زائل على الأرض. وصدق الرسول حينما قال: لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله (1كو 3: 19). وهى ليست جهالة فقط، بل هي أيضًا سبب عقوبة "لأنه مكتوب الآخذ الحكماء بمكرهم والدهاء والحيلة، ليست هي حكمة روحية، فابتعد عنها. لأن الحية كانت "أحيل حيوانات البرية" (تك 13). وكانت شيطانا.. استخدام يعقوب الحكمة البشرية، فأوقعته في خطايا كثيرة. بتلك (الحكمة) أقصد بالحيلة والدهاء، تحايل حتى سرق البكورية من أخيه، بأسلوب خال من الحب الأخوي (تك 25: 30 - 34). وبنفس (الحكمة) خدع أباه حتى سرق منه البركة بدلا من أن يأخذها أخوه (تك 27). واشتركت معه في ذلك أمه رفقة. وبنفس الحكمة أيضًا، أخذ من خاله لابان كل ما ولدته الغنم (تك 30: 31 - 43). ولم يكن في هذه النقطة بالذات أمينا مع خاله لابان.. إنها نفس طريقة الحيلة البعيدة عن براءة البساطة.. كم تحتاج مثل هذه (الحكيم) أن تتوب عن حكمته. لو أنه سمى الأمور بأسمائها الحقيقية، وقال عن هذا احتيال أو دهاء أو مكر، أو اعتماد على ذراع بشرى، لأمكن أن يتوب. أما أن يسميها حكمة، فهذه تسمية تغطى على الخطية، ولا تساعده على التوبة.. صدقوني إن الحكيم في عيني نفسه، من الصعب أن يتوب. لأنه لا يرى فيما يفعله خطية. بل يرى أن تصرفاته تدل على ذكاء وحسن تصرف! وهل من المعقول أن يتوب الإنسان عن الذكاء وحسن التصرف؟ كلا، بل إن الناس يقصدونه ليعلمهم كيف يصل، ويصبح مرشدا إلى طرق خاطئة وأكثر من هذا، أنه قد يفتخر بحكمته هذه، وكيف استطاع أن يستخدم عقله للحصول على ما يريد. وينطبق عليه قول الكتاب: مجدهم في خزيهم (فى 3: 19). الذي تنسحق نفسه بسبب الخزي من أخطائه، هذا يمكنه أن يتوب. أما الذي يرى في هذا الخزي مجدا له وفخرا، فسوف يستمر فيما هو فيه، راضيا عن نفسه. ومثال ذلك التاجر الذي يفتخر بأنه استطاع أن يلعب بالسوق ويكذب والموظف الذي يفتخر بأنه طوى رئيسه بأسباب ملفقة عرضها عليه، فانطلت عليه الحيلة وصدقه. وكذلك الذي يفتخر بأنه يستطيع أن يمثل أي دور على أي أحد، ويكسب الموقف بتمثيله المتقن. أو كالشاب الذي يفتخر بأنه يستطيع أن يسقط أية فتاة مهما كانت متدينة؟! كيف يمكن لهذا الإنسان أن يتوب، إن كان يفتخر بأخطائه؟! يذكرني هذا بالشياطين التي تفتخر بإسقاطها للقديسين! لقد كان الفريسيون في حرفيتهم، يفتخرون بأنهم يسيرون في أصعب طريق، ويضيقون على أنفسهم. حتى أن بولس الرسول حينما كان يتكلم عن ماضية قال "حسب مذهب عبادتنا الأضيق عشت فريسيًا" (أع 26: 5). بينما السيد المسيح وبخ الفريسيين على تحميلهم الناس أحمالًا ثقيلة، فما دخلوا، ولا جعلوا الداخلين يدخلون (مت 23). إن الفريسيين كانوا يفتخرون بحرفيتهم، لذلك لم يتركوا الحرفية، بل اعتبروها تدقيقا في أمور الدين، وتشددا في التدين. كان لها اسم آخر، يغطيها ويحامى عنها..! وكذلك كل خطية، يمكن أن يكون لها اسم آخر، يحتمي به الخاطئ فلا يتوب.. فالتدخين لا يظهر على أنه قتل للصحة، وعبودية للإرادة، وإضاعة للأموال، وإنما يأخذ اسم المتعة وإراحة النفس، وهو أسم لا يتعب الضمير كثيرًا. والرقص يأخذ اسم الفن، ومحترفوه يسمون أهل الفن والفنانين. كذلك الرسوم العارية التي تعثر كثيرين، هي أيضًا فن لا غير..! وما شبه هذا كثيرا جدًا. وخطية الزنى هي أيضًا تلبس ثياب الحملان، وتحمل اسم الحب. ويخلط مقترفوها بين الحب والشهوة. وإعلان عمل الخير أمام الناس لكسب مديحهم، لا يؤخذ على أنه رياء، إنما يلبس ثياب الحملان، ويأخذ اسم القدوة الحسنة، والتعليم العملي، وتقديم صورة الله للناس.. وعدم إعثارهم. وتحت اسم الدعابة والمزاح، تستتر أيضًا خطايا كثيرة. يتهكم إنسان على آخر، يجرح شعوره، ويتخذه مجالا لضحكه، ويضحك عليه الآخرين غير مبال بوقع كل هذا عليه.. وإن لمته، يقول إن هذا مجرد مزاح ودالة وعشم! وهكذا يسمى عدم احترام الناس مزاحا. وقد يسرق ويخفى أو يأخذ أشياء يملكها غيره، ويقول: كنت أمزح معه. وقد يتصرف شاب مع فتاة بعض تصرفات جنسية غير لائقة، يقول كنت أمزح معها. وكل أنواع الهزل غير اللائق، تدخل تحت اسم المزاح والدعابة، وقد تشمل أي أحد مهما علا مركزه. حتى الله نفسه بالتجديف على اسمه، قد يعتذر عن هذا بأنه دعابة. وتدخل كلها تحت اسم خفة الدم، واللطف، وخفة الروح؟! وتسأل أليس لهذا المزاح حدود؟ فلا تجد جوابا.. ومن الناحية المضادة، تلبس القسوة أيضًا ثياب الحملان. فقسوة الأب على ابنة، لا تظهر تحت اسم قسوة. إنما تحت اسم الحزم والتأديب، ويجد لها هذا الأب القاسي مفهومًا خاصًا في قول الكتاب "فيرعاهم بقضيب من حديد" (رؤ 2: 27). وينسى قول المزمور "لا تؤدبني بسخطك" (مز 6: 1). وينسى الكلام عن عطف الأب (مز 103). وقد يقتل أب ابنته الخاطئة، ولا يسمى هذا الأمر جريمة قتل، وإنما يسميها غسلا ومحوا للعار، ودفاعا عن الشرف..! مجرد ثياب حملان لإراحة الضمير وتبرير العمل.. واضطهاد من يخالف في الرأي أو العقيدة، يسمى غيرة مقدسة. وهكذا يأخذ اسمًا آخر يصير فيه فضيلة. وفي هذا قال السيد المسيح "تأتى ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله" (يو 16: 2). وبهذه التسمية الجديدة كان شاول الطرسوسى يريح ضميره في كل أنواع القسوة التي قام بها (أع 26: 9-11). وقد قال في ذلك عن نفسه في افتخارات ماضية "من جهة الغيرة، مضطهد الكنيسة" (في 3: 6). وبالمثل فغن كثيرا من ألوان الغضب والنرفزة، قد تأخذ اسم الدفاع عن الحق، والدفاع عن النظام، والدفاع عن الكرامة. ولكنها ثياب حملان لا تتعب الضمير! والحياة العابثة قد تختفي وراء اسم [الحرية]. وربما الابن الضال الذي ترك بيت أبيه، قد ظن أنه يمارس حريته الخاصة، ويجرب الحياة ويختبر..! والوجوديون في كل أخطائهم يتعللون بهذا أيضًا: ممارسة الحرية، والشعور بالكيان الشخصي، الشعور بوجودهم! وتحت هذا الاسم يقترفون كل أنواع الإباحية، والاعتداء على حريات الآخرين. وصدق الذي قال "كم من جرائم اقترفت باسمك أيتها الحرية!". |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 87 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أعِد تقييم سلوكك وبالمثل خطايا أخرى كثيرة تلبس ثياب الحملان. فالأم قد تتدخل في شئون ابنتها، ودفاعا عنها، وحرصا على كرامتها.. وقد يكذب محام أو محاسب، وقد يضع هذا تحت عنوان مقتضيات المهنة! بينما المهنة شريفة ليس هذا من مقتضياتها.. إن الخطية، لا تحب أن تظهر باسمها الحقيقي، لأنه يتعب صاحبها. فحتى البدعة في الدين، لا يظهر مطلقا باسم بدعة. ![]() بل يقدمها صاحبها على اعتبار إنها الفهم السليم للدين الذي يجهله الكثيرون. وإن كانت هذه البدعة تحمل عقيدة لم يألفها الناس، فإنه يسمى هذا تجديدًا! وإن قاومه المتمسكون بتقاليد الكنيسة، يقول: هل تحجرون على تفكيرنا؟ لنا الحرية أن ينشر أفكاره الخاطئة بين الناس، ويتعرض لحكم بولس الرسول (غل 1: 7، 9). بل حتى الذي يعثر الآخرين في التصرف، لا يقول إنه يعثرهم، بل إنه يعلمهم الحياة..! أما أنت فاهرب من التسميات الخاطئة وثياب الحملان. لتكن لك مبادؤك الثابتة الراسخة التي لا تتزعزع بمسميات جديدة ومفاهيم غير روحيه، بل تعتمد على كلمة الرب أولًا، وعلى الإيمان المسلم لنا مرة من القديسين (يه 3). واحتفظ بنقاوتك. ولا تسمح أن تسمى خطيئتك باسم آخر يريح ضميرك إراحة وقتية زائفة، بينما تشعر في أعماقك إنه لون من الهروب من المسئولية.. بل الحري اكشف خطيئتك أمام نفسك لتتوب عنها، وأمام الله لتنال مغفرة طوبى لمن يكتشف خطاياه، ويندم عليها، ولا يغطيها باسم آخر. لأنك إن سميت خطيئتك باسم آخر، لن تتوب. فالإنسان يترك ما يرى أنه خطأ. فإن لم يكن خطأ، لماذا إذن يتركه؟! إنها معرقلات من العدو يمنع بها التوبة.بأسلوب من الشفقة الزائفة، قد يحاول بها أن يريح النفس، ولكنه لا يريح الروح ولا يساعدها على الاهتمام بأبديتها. أما أصحاب ثياب الحملان، فيجب أن ينزعوها، لكي تظهر الخطية على حقيقتها، خاطئة جدًا تفقد النفس نقاوتها، وتحاج إلى توبة. أما أصحاب المسميات الجديدة، فيحتاجون إلى تجديد أذهانهم. كما قال الرسول "لا تشاكلوا هذا الدهر" أي لا تصيروا بشكله أو شبهه "بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو 12: 2). فأذهانكم هذه التي أفسدتها المسميات العالمية وثياب الحملان، اعملوا على تجديدها بالفهم الروحي السليم بتجديد الذهن هذا، يمكن للإنسان أن يتوب.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 88 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اهرب من خطاياك المحبوبة ليس الخاطئ هو الإنسان الذي يسقط في جميع الخطايا، بهذا السقوط الكامل الشامل يهلك. إنما تكفى خطية واحدة يكون ساقطا فيها، هذه تلوث نفسه، وتكون سببا لهلاكه خطية يحبها، تمثل نقطة الضعف فيه. وتكون خطيته المحبوبة هذه، هي العائق بينه وبين الله. إن انتصر على هذه الخطية بالذات، صار منتصرًا في حياته الروحية. وإن انهزم فيها، فلا تنفعه كل انتصاراته على باقي الخطايا الأخرى.. هذه الخطية تمثل مدخل الشيطان إلى قلبه وإرادته. وينبغي أن ينتصر في هذا الميدان بالذات الذي هزمه فيه العدو. وغالبًا ما تكون نقطة الضعف هذه، هي النقطة الثابتة المتكررة في كل اعترافاته، كلما ذهب ليعترف بخطاياه. نقطه الضعف هذه، تذكرنا بثقب واحد في سفينة. ![]() مهما كانت السفينة هائلة ورائعة، فهذا الثقب الواحد يمكن أن يكون سببًا في غرقها. كذلك بقعة واحدة في ثوب، تكون كافية لتوسيخه، مهما كان جميلا ونظيفا في باق أجزائه. ونقطة حبر واحدة في كوب ماء، تجعله كله غير صالح للشرب. ولابد لنا أن نجاهد لإصلاح الثقب الذي في السفينة، مهما كانت التحسينات الأخرى الموجودة فيها. وكذلك نعمل على إزالة البقعة الواحدة من الثوب، ولا نفتخر بأن الباقي منه نظيف. مثال تلميذ رسب في مادة واحدة في الامتحان.. ومع أنها مادة واحدة، فغنه يعتبر راسبا، مهما كان ناجحا في باقي المواد الأخرى. وحتى لو حصل في باقي المواد على درجات نهائية، فمن أجل هذه الواحدة التي رسب فيها، قد يعيد العام كله. عليه إذن أن يعرف نقطة الضعف التي عنده ويركز عليها ويعالجها. أو مثال مريض يشكو من مرض معين يؤلمه. مهما كانت باقي أجهزة جسمه سليمة، سيبقى متألما مادام هذا المرض باقيا وعلى طبيبه ان يركز على موطن الألم بالذات لكي يعالجه. كذلك في الحال مع الخطية، لأنها مرض. خذ مثالا آخر بإنسان يصوم.. وفى صومه يمتنع عن أطعمة كثيرة. ولكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه عن طعام معين بالذات، يشتهيه.. فما الذي يستفيده مثل هذا الإنسان من صومه، مادام ضعيفا، لا يقوى على ضبط نفسه، في النقطة التي يحارب فيها بشهوة الطعام.ألسنا نقول حقا، أنه لو امتنع عن هذا الطعام بالذات، لصار ناجحا في صومه وفي روحياته.. أما إن سقط في هذه، فقد سقط في الكل. ويذكرنا هذا بقول الكتاب: من حفظ كل الناموس، وإنما عثر في واحدة، فقد صار مجرمًا في الكل (يع 2: 10). فما معنى هذه العبارة من قول الرسول؟ وكيف نفهمها؟ تفهمها بسؤال واحد تحتاج أن تجيب عليه وهو: هل أنت تحب الله، بحيث لا يوجد شيء يمكن أن يبعدك عنه؟ فإن وجد شيء، أي شيء، يكون هو المشكلة في حياتك، وهو نقطة الضعف فيك. أو هو خطيتك المحبوبة التي تنافس الله في قلبك. إن الله يقول "يا ابني أعطني قلبك".. فلو كان قلبك في جهة أخرى بعيدًا عنه، تكون هذه الجهة هي العائق الوحيدة الذي يعوقك عن الصلة بالله. لم يكن هناك أشياء كثيرة تبعد آدم وحواء عن الله. إنما كانت هناك تلك الشجرة الواحدة لا غير. لو أنهما استطاعا أن ينتصرا بالنسبة إليها لصارت حياتهما كاملة أمام الله. ولكن بانهزامهما خسرا كل شيء. انتصر إذن على نقطة الضعف التي فيك، والتي يعرفها الشيطان عنك. ويدرك تماما أنه كلما يريد أن يهزمك، يدخل إليك من هذا الباب بالذات.. كثيرون يعزون أنفسهم بأعمال برهم، يتذكرونها لتغطى على هذه الخطية ولكن الله لا يقبل هذه التغطيات. مثال ذلك الرجل الفريسي، الذي كان الضعف فيه، أنه يظن نفسه بارًا، ويحتقر غيره من الخطايا.. هذا كانت له نقط بيضاء كثيرة، إذ أنه كان يعشر جميع أمواله، وكان يصوم يومين في الأسبوع. وكان واقفا في الهيكل يصلى. ولم يكن من الناس الظالمين الخاطفين الزناة. ومع ذلك لم يخرج من الهيكل مبررًا (لو18: 9 - 14). فلماذا؟ لأن كل هذه الأعمال لم تستطع أن تغطى على العجرفة الداخلية، التي هي نقطة الضعف فيه بالذات. والتي يجب أن يتخلص منها، ليتبرر أمام الله. بنو إسرائيل أرادوا أن يغطوا على خطاياهم بالذبائح والبخور.. وبالتقدمات وحفظ المواسم من سبوت وشهور وأهلة وباقي الطقوس والصلوات.. ولكن الله لم يقبل هذا منهم. بل قال لهم "لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب.. لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة. البخور هو مكرهة لي.. رؤوس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسي. صارت على ثقلا. مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم، أستر عيني عنكم. وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دما. اغتسلوا، تنقوا، أعزلوا شر أعمالكم" (أش 1: 11 - 16). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 89 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عالج فقط الضعف فيك هنا النقطة المطلوبة، حيث موطن الداء، لا تغطية الطقوس والممارسات. الخطية لا تُمحى بأعمال بِر أخرى، إنما بالتوبة. لذلك لا تضل الطريق، فحيثما توجد خطيئتك حاربها وقاومها.. ولا تقل: سأصوم يومين. أو سأعطى أموالي للفقراء.. كل هذا لا يُقْبَل منك، إن كنت ما تزال مستبقيًا الخطية في قلبك.. إنما واجه حقيقة نفسك في صراحة. واستفد دروسا لحياتك من قصص الكتاب. وخذ كمثال: قصة الشاب الغنى (متى 19: 16-22). كان إنسانا يهتم بأبديته، ويسأل "أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية. وكان يحفظ وصايا الرب منذ حداثته. ولكن كانت هناك نقطة ضعف واحدة فيه، وهي محبة المال. وقد ركز المسيح على نقطه الضعف هذه بالذات. فقال له إن أردت أن تكون كاملا، اذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز في السماء. وهنا وضع الرب يده على الجرح الذي كان يؤلم هذا الشاب، فمضى حزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة. ![]() ووضع الرب يده أيضًا على الجرح الذي كان يتعب أيوب. كان أيوب الصديق "كاملًا ومستقيمًا" بشهادة الرب عنه (أي 1: 8)، "وليس مثله في الأرض". وكان يشفق كثيرًا على الفقراء، وينقذ الضعفاء من ظالميهم. و"عيونًا للعُمي، وأرجلًا للعُرج" (أي 29). وباختصار كان رجلاً بارًا. فماذا كانت نقطه الضعف إذن؟ كان بارًا، ويعرف عن نفسه أنه بار0 فأتعبه البر الذاتي (أى 32: 1). وهكذا جرده الرب من كل شيء: من أولاده وغناه، ومن صحته وكرامته، ومن احترام الناس له. ولم يبق له شيئا. ودخل مع الله في عتاب. وأخيرا قال "قد نطقت بما لم أفهم. بعجائب فوقى لم اعرفها. أسالك فتعلمني.. لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد" (أى 42: 3- 6). ولما وصل أيوب إلى التراب والرماد، تخلص من بره الذاتي. ورفع الله عنه تجربته. وصار أكمل مما كان. انتصر في نقطة الضعف أيضًا. وكان بلعام نبيًا. وكانت له نقطة ضعف أهلكته. ظهر له الرب وكلمه (عدد 22: 12). ولما طلب منه بلعام أن يلعن الشعب، قال "الكلام الذي يضعه الله في فمي، به أتكلم" (عدد 22: 38). وأقام سبعة مذابح، وقدم سبع ذبائح. "ووضع الرب كلاما في فمه" (عدد 23: 5).. وتكلم كلاما طيبا، وتنبأ نبؤات عن السيد المسيح "وحي بلعام بن بعور.. وحى الذي يسمع أقوال الله. الذي يرى رؤيا القدير مطروحا وهو مكشوف العينين.. أراه وليس الآن. أبصره وليس قريبا. يبرز كوكب من يعقوب. ويقوم قضيب من إسرائيل.." (عدد 24: 3، 4 15 - 17). ثم سقط بلعام بنقطة الضعف التي فيه، حبه للمال. وتحدث الكتاب عن ضلالة بلعام إنها مأساة.. وسقط بنقطة ضعف هي محبة النساء ومجاملتهن. كان أحكم هذه الأرض، بحكمة من الله نفسه. وقد ظهر له الله مرتين وكلمه. وهو الذي بنى الهيكل، وبارك الشعب. وكتب أسفارا عديدة من الكتاب المقدس. ومع ذلك كانت فيه نقطة ضعف واحدة هي محبة النساء، فتزوج أجنبيات، وجرته هذه الخطية الواحدة إلى السقوط، فمال قلبه إلى آلهة زوجاته. وبنفس نقطة الضعف الواحدة هذه، سقط شمشون الجبار، نذير الرب، الذي حل روح الرب عليه وكان يحركه! ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن نقط ضعف أتعبت الأنبياء. كان إبراهيم أبو الآباء كاملًا في كل شيء وبارًا. ولكن وجدت نقطة ضعف فيه هي الخوف، وبالخوف وقع في خطايا (تك 12، 20). وكان بطرس تلميذ الرب قديسا عظيما. وكانت فيه نقطة ضعف هي الاندفاع. كما كانت نقطة الضعف عند توما الرسول هي الشك. وكانت نقطة الضعف التي أتعبت أبانا يعقوب أبا الآباء، هي الاعتماد على الحيل البشرية. وبعض الخطاة كانت نقطة ضعف واحدة تضيعهم: خطية الحسد هي التي ضيعت قايين، وقادته إلى قتل أخيه.وخطية الكبرياء وحدها أسقطت كثيرين. وكذلك خطية الزنا. وربما إنسان تكون فيه فضائل كثيرة. ولكن يسقط لعدم ضبطه لسانه، حسب قول الكتاب بكلامك تتبرر وبكلامك تدان. وإنسان آخر يسقطه العناد والشيطان أسقطته خطية الكبرياء وحدها. هي الخطية الوحيدة التي تحدث عنها الكتاب في قصة سقوط الشياطين، كما رواها أشعياء النبي (أش 14: 13، 14). ثم دخلته خطية الحسد، ثم الكذب ثم تعددت خطاياه. ولكن هذا كله جاء بعد خطية الكبرياء التي سقط بها من طهره الملائكي. والهراطقة كذلك: لكل منهم سقطته الخاصة. فلا تظنوا أن الهراطقة كمان كل تعليمهم هرطوقيًا، أو كان كل كلامهم بدعا في الدين. هناك منهم من له عظات عميقة مثل ترتليانوس الذي وقع في الهراطقة المونتانيين Montntists وصار قائدهم. ومثل اوطاخى الذي كان من أكثر الرهبان روحانية في القسطنطينية، ثم وقع في بدعته. إنها نقطة واحدة أهلكت كلا من هؤلاء. والأمثلة كثيرة. وكل إنسان له نقطة ضعف خاصة هي سبب سقوطه. فتأمل ما هي نقطة الضعف التي فيك. وما هي خطيتك المحبوبة التي بها تسقط، والتي تضعف مقاومتك أمامها. وفى توبتك، ركز على هذه النقطة كل جهادك، وكل صلواتك، وكل ما وتأخذه من المعونة النعمة. فإن انتصرت عليها، سيخاف الشيطان من محاربتك فيما بعد. وبتركك هذه الخطية المحبوبة منك، تعبر على أن محبتك لله هي التي تقود حياتك، وليس حبك لشهواتك حذار من أن تحتفظ بهذه الخطية المحبوبة وتقول للرب: أحبك يا رب من كل قلبي. لكن أترك لي هذه النقطة وحدها. فقولك هذا يدل على انك لا تحب الله من كل قلبك، إذ يوجد له منافس في قلبك هو هذه الخطية بالذات. وأنت تحبها أكثر مما تحب الله. وكأن الله يقول لك: قد وضح لك الآن الميدان الحقيقي الذي ينبغي لك أن تحارب فيه، وهو هذه النقطة بالذات. إن الشيطان لا يحاربك في كل الخطايا، إنما يختبرك أولا. يمر في أرضك، ويجسها، ويعرف ما هي نواحي الضعف فيها. وبكل ذكاء يعرف في أي الخطايا يحاربك، وفي أيها تكون أسهل سقوطا، وأكثر لاستجابة له وعليك أن تكون صريحا مع نفسك، وتفحصها وتعرف من أين تسقط. وإن لم تستطع أن تهرب وتبعد عن العثرات، احترس في هذه النقطة بالذات، بكل حيطة. واطلب من الرب معونة ليقف معك في حروبك. ولا تضع لنفسك برنامجًا روحيًا طويلًا لتسير فيه. إنما ركز في الميدان الأساسي سواء بالهروب أو بالحروب. في النقط التي تعكر نقاء قلبك وصفاء روحك، والتي هي ميدان هزيمة لك في الماضي، وخذ في جهادك درسا من داود النبي. لا تقل أنا انتصرت على جليات الجبار وهزمته، وانتصرت على الدب والأسد وانتزعت منهما الفريسة. وانتصرت كذلك في مطاردة شاول لي. احتملته وانتصرت على نفسي.. لا تقل هذا، إنما قل: ميدان حربي هي بثشبع. وهناك يجب أن انتصر. وليكن الرب معك.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 90 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اهتم بأبديتك يا إخوتي، طريقنا الروحي طريق طويل. العمر كله لا يكفيه. ينبغي أن نعرف تمامًا: ما هو المطلوب منا؟ وهل نحن نسير في الطريق، ونتقدم فيه خطوة خطوة، كل يوم، نحو الهدف.. أم نحن لم نبدأ بعد؟ أم سرنا خطوات ووقفنا؟ وهكذا فلنحسب من الآن حساب النفقة، ساهرين على خلاص نفوسنا.. المطلوب منا ليس مجرد الإيمان العادي، إنما حياة القداسة، فيقول الرسول: نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضا قديسين (1بط15:1). "القداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب" (عب14:12). على أن هذه القداسة ليست هي آخر المطاف، إنما ينبغي إن وصلنا إليها أن ننمو فيها.. وإلى أي حد ننمو؟.. حتى نصل إلى الكمال، حسب وصية الرب القائل: ![]() كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل (متى48:5). فهل نحن قد وصلنا إلى هذه القداسة وإلى هذا الكمال؟ والمعروف أن الكمال النسبي هو درجات.. يسعى فيها نحو الغرض جميع الكاملين منا (فى15،14:3). وإلى أي حد يسعون؟.. إلى الحد الذي يقول فيه الرسول: ".. لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله" (أف19:3). صدقوني، لقد وقفت أمام هذه العبارة منذهلًا، حينما قرأتها أول مرة..! ثم أعدت القراءة، فإذا الرسول يقول "وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو. وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة، لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله "(أف19،18:3). هنا وأصمت.. لأنه ماذا يمكن أن أقول؟! ولكنى أتذكر أن الرسول لم يطالبنا فقط بأن نسلك حسب الروح (رو1:8). وإنما قال: امتلئوا بالروح (أف8:5). ما هو كنه هذا الامتلاء بالروح؟ أنا يا رب لست أعلم.. هل معناه في بساطة أنه لا يوجد شيء في كياننا يكون خاليًا من الروح بل هذا الملء يشمل كياننا كله..؟ إن حدث هذا لنا، أترانا حينذاك كيف نسلك؟ يقول الرسول إن المطلوب منا هو أن نسلك كما كان المسيح يسلك على الأرض في تجسده. "من قال إنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك، يسلك هو أيضًا" (1يو6:2). من يستطيع هذا، مهما حاول؟! حقًا ما أعلى هذه المرتفعات التي يريد الروح أن يقتادنا إليها، لنكون "صورة الله ومثاله" (تك27،26:1). إنه وضع من النمو الدائم، لا يقف عند حد.. قلت يوما إنه يشبه من يطارد الأفق. ينظر إنسان إلى الأفق، فيراه هناك في آخر الطريق. فيذهب إلى آخر الطريق، فيرى الأفق عند الجبل، حيث تبدو السماء منطبقة على الأرض.. فيذهب إلى الجبل، فيرى الأفق بعيدًا عند البحر. فيذهب إلى البحر، فيراه ممتدًا بعيدًا.. إلى غير حدود.. هكذا حياة الكمال. و لأجل هذا قال القديسون عن أنفسهم إنهم خطاة. نقرأ عن آباء البراري، الذين ارتفعوا جدًا في حياة الروح، فنرى أنهم كانوا يجلسون في قلاليهم ويبكون على خطاياهم.. وحتى الرسل القديسون كانوا أيضا يتحدثون عن خطاياهم. ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك قول بولس الرسول "الخطاة الذين أولهم أنا" (1تى15:1). فإن كان بولس الرسول أول الخطاة. فماذا نقول نحن عن أنفسنا؟! إن مثال بولس الرسول يجعلنا ننسحق جدًا. بولس الرسول الذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو10:15)، الذي كرز في بلاد عديدة، وكتب 14 رسالة لأجلنا، الذي صنع آيات عجيبة ومعجزات..ومن كثرة الاستعلانات، أعطى شوكة في الجسد، لكي لا يرتفع (2كو7:12). بولس هذا الذي صعد إلى السماء الثالثة، وسمع كلمات لا ينطق بها (2كو4:12). وما هذا الذي تفعله؟ يجيب: أنسى ما هو مراء، وأمتد إلى ما هو قدام. يمتد إلى قدام!! إلى أين؟ هل هناك ما هو أكثر من السماء الثالثة؟ وهذه الحياة المملوءة بالكرازة والقداسة والمعجزات؟..! وإن كان بولس على الرغم من كل ما وصل إليه، يقول "أسعى نحو الغرض" (فى14:3). فماذا نقول نحن الذين لم ندرك شيئًا مما قد أدركه هذا القديس العظيم؟! إننا لم نسلك بعد في محبة الله، ولا حتى في طاعته. لم نتصرف كأبناء محبين، ولا حتى كعبيد أمناء مخلصين.. بل إننا لم نصل إلى درجة (عبيد بطالين). هوذا الرب يقول "متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون" (لو10:17). لأننا ما نزال في حدود الأوامر، لم نرتفع بعد فوق الناموس، إلى درجة الحب.. الحب الذي يبذل كل شيء.. الذي يخسر كل الأشياء - وهو يحسبها نفاية - لكي يربح المسيح (فى8:3). إن كان هكذا حال الذين يقف عند حدود تنفيذ الوصية.. فماذا يقال عن الذي يخطئ ويكسر الوصية؟! إنه ليس عبدًا لله على الإطلاق، لا عبدًا صالحًا ولا بطالًا، بل هو مقاوم لله، وعبد لإبليس.. أقول لك هذا، لكي تعرف نفسك، ولكي تعرف ما هي المرحلة التي قطعتها في الطريق إلى الله.. لئلا تظن، إذا صليت مزمورين، أنك قد وصلت!! |
||||
![]() |
![]() |
|