12 - 05 - 2012, 12:35 AM | رقم المشاركة : ( 81 ) | ||||
† Admin Woman †
|
مُرسَلٌ من الآب طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله ( يو 4: 34 ) تقدم لنا الأناجيل الأربعة قصة المسيح باعتباره المُرسَل من الله. ونلاحظ أن إنجيل يوحنا يحدّثنا أكثر من غيره عن المسيح باعتباره «المُرسل من الآب». وهذا الفكر، كون المسيح مُرسَلاً من الآب، يسري في كل إنجيل يوحنا، ويَرِد فيه 42 مرة. وفي الأصحاح الرابع قال المسيح لتلاميذه: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني» ( يو 4: 34 ). فهو لا يتحدث عن إتمام مشيئة الآب، بل ”مشيئة الذي أرسله“ مؤكدًا أنه أتى إلى العالم في إرسالية من الآب. صحيح لقد أتى المسيح من السماء، والبشير يوحنا يذكر لنا ذلك أيضًا، لكن التركيز فيه ليس على إتيانه هو، بل على إرسالية الآب له. وفي أصحاح واحد هو الأصحاح السادس من هذه البشارة، يكرر المسيح ”سبع مرات“ أنه مُرسَل من الآب. ويلفت النظر الموضوع السامي الذي تكلَّم فيه المسيح مع المرأة السامرية، فهو لم يتكلم معها عن الولادة الجديدة، كما فعل مع نيقوديموس (يو3)، بل تحدث إليها عن أعظم الإعلانات، تحدَّث إليها عن ”عطية الله“. وماذا عند الله ليعطيه؟ إنه يعطي الحياة الأبدية، الحياة التي تخص الآب والابن والروح القدس! إن المسيح وعد أن يعطي المرأة السامرية الماء الحي، أي الروح القدس. ولماذا يعطي المسيح لهذه المسكينة الروح القدس؟ الإجابة لأن هذا الأقنوم الإلهي يمكِّننا من أن نفهم ونتمتع بكل الكنوز المخبوءة في هاتين الكلمتين: «الحياة الأبدية». وتأمل في تلك التي قصد الله أن يعلن لها هذه الكنوز؟ إنها امرأة سامرية. كان السامري في نظر اليهودي أحقر عيّنات البشر، وأما المرأة السامرية فهي في نظره أكثر انحطاطًا. فما بالك بسامرية بأخلاق هذه المرأة التي عند البئر؟! لكن المسيح بكل لطف تحدث مع هذه المرأة، لا عن مطاليب الله، ولا عن غضب الله، بل عن عطية الله! وما أعجب نعمته وهو يتحدث إليها! لقد أعطاها من وقته الكثير، وتأنى على بلادة قلبها وبُطء فهمها. آه يا إلهي: أعطني قلب المسيح! كم نحتاج أن نقرأ كثيرًا قصة يوحنا4، ليمكننا أن نعرف نظرتك العجيبة لنفوس الخطاة، وتقديرهم السامي في عيني مقاصد نعمتك. |
||||
12 - 05 - 2012, 12:35 AM | رقم المشاركة : ( 82 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الله معنا هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا، ويدعون اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره: الله معنا ( مت 1: 23 ) ما أن نشرع في الحديث عن ولادة يهوه المخلِّص، حتى يسترعي اهتمامنا سر التجسد. منذ القِدَم وردَت النبوة عنه، وإن تكن في لغة يكتنفها الغموض، إلا أن متى استطاع أن يكتب وصفًا دقيقًا واضحًا عن هذا الأمر. «وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتَلِد ابنًا، ويدعون اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره: الله معنا» ( مت 1: 22 ، 23). تلك معجزة المعجزات حقًا، أن يعلن الله عن مكنونات قلبه، وعن مشورته الأزلية في واقع مجيئهِ ليحلّ بين بشر خطاة. في ذلك الحين كان هناك تباين عظيم بين السماء والأرض ليس لعقل أن يدركه. كانت السماء، ولا عَجَب، في حركة لم يسبق لها مثيل، بينما كانت الأرض، فيما عدا نفر من الأتقياء، في هجوع وبلا رجاء. وإذا ملاك الرب يطير مُسرعًا في طريقه إلى الأرض، حاملاً بشرى ذلك الحَدَث المُذهل، لا لحكام الأرض وعظمائها، وإنما لنفر من الرعاة الوادعين «لا تخافوا! فها أنا أُبشركم بفرحٍ عظيمٍ يكون لجميع الشعب: أنه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مُخلِّصٌ هو المسيح الرب» ( لو 2: 10 ). ولم يكن ملاك يهوه بمفرده، فما أن فرغ الملاك من إعلان البشرى، حتى ظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من جُند السماء مُسبحين الله وقائلين: «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة» ( لو 2: 14 ). وكم كان رائعًا أن الله في مولد المسيح أعلن عن نفسه، حتى أن جُند السماء الذين توفرت لهم بقدرته معرفة وطيدة، رتلوا مُنشدين، حتى هكذا يستطيع كل صوت أن يشاركهم إنشاء مديحهم. أي حُب نظير حبه ظهر في مشورته المقدسة وصيرورة الإله القدير إنسانًا! إلا أن هذا الحَدَث الجليل لم يكن يسترعي التفات الإنسان الذي ألْهَته مشاغله وأهدافه المتشعبة، فلم يفطن أحد إليه، علمًا بأنه حَدَث في وسطهم، ولكنهم كانوا مستغرقين في أنانيتهم، حتى لم يأبه أحد بالطفل المخلِّص فيُفسح له مكان في الفندق ( لو 2: 7 ). وهكذا الناس، فإنه مع وجود مَنْ هو موضوع مشورات نعمته الأزلية فيما بينهم، تلك المشورات التي كان الله وشيكًا أن يتممها، بواسطة ذاك الذي وإن يكن هو الخالق لكل الأشياء، فقد وُلِدَ في عالمنا غريبًا وبلا مأوى. |
||||
12 - 05 - 2012, 12:36 AM | رقم المشاركة : ( 83 ) | ||||
† Admin Woman †
|
وقفات لأجل الرب وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه .... ومريم المجدلية ( يو 19: 25 ) في ثلاثة أماكن مختلفة نرى وقفات ما أروعها من أجل الرب يسوع: 1 ـ عند الصليب: حيث نُعاين محبته الفائقة المعرفة وكيف أنه لأجلنا وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب وهناك نسمعه قائلاً: «قد أُكمل» فتستريح قلوبنا وضمائرنا على كفاية وكمال عمله لأجلنا ونستطيع أن نرنم: «الذي أحبنا وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه»، هناك نتعلم كيف نضع نفوسنا لأجل الإخوة، من ذاك الذي وضع نفسه لأجلنا، وأيضًا يقودنا مشهد الصليب لحياة مكرسة بالتمام كي نعيش نحن الأحياء لا لأنفسنا بل للذي مات لأجلنا وقام ( 2كو 5: 15 ) وهذا هو المشهد الذي كلَّمنا عنه يوحنا19: 25- 27 «وكانت واقفات عند صليب يسوع ..». 2ـ عند القبر: وهناك نُعاين قيامته إذ نرى القبر فارغًا ونسمع الملائكة قائلةً: «لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا، لكنه قام» ( لو 24: 5 ، 6)، نرى هذا المشهد في يوحنا20: 11- 18 «أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي ...»، وإذا بالرب المُقام يُظهر ذاته لها، ويناديها باسمها، ويعلن أن علاقتها به هي علاقة الإيمان، ويحمّلها بأعظم بشارة «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم». 3 ـ عند جبل الزيتون: حيث نُعاين صعوده وننتظر مجيئه. وهذا المشهد نراه في أعمال1 حيث كان الرسل ومَنْ معهم على جبل الزيتون في يوم صعود الرب إلى السماء بعد أن أوصاهم أن لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد مجيء الروح القدس، وبعد أن ارتفع، وأخذته سحابة عن أعينهم، ظلوا يشخَصون إلى السماء، وإذ برجُلان قد وقفا بهم بلباسٍ أبيض قائلين: «أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء». ونحن بدورنا نقف على المرصد، ننتظر تحقيق وعد الرب بالمجيء لأخذنا، ونحب ظهوره ومُلكه، حيث تُرَّد كل اعتبارات مجده، وتجثو باسمه كل ركبة، ويعترف كل لسان أنه رب لمجد الله الآب. |
||||
12 - 05 - 2012, 12:37 AM | رقم المشاركة : ( 84 ) | ||||
† Admin Woman †
|
من قوة إلى قوة طوبى لأُناس عزهم بكَ ... يذهبون من قوة إلى قوة. يُرَونَ قدام الله في صهيون ( مز 84: 5 ، 7) إن بداية الرحلة لهؤلاء العابرين في وادي البكاء، كانت «من قوة إلى قوة». وتلك القوة كانت بعمل إلهي في القلب. وهذا يذكِّرنا بقول الرب لتلاميذه: «لكنكم ستنالون قوةً متى حلَّ الروح القدس عليكم» ( أع 1: 8 ). إذًا بدأت الرحلة «من قوة»، وكان أمام الشعب غرض هو «يُرونَ قدام الله في صهيون». هذا الغرض ضاعف القوة في الشعب. وهكذا معنا. عزيزي .. إن «وادي البكاء» يختلف من مؤمن إلى آخر، فلنلقي نظرة على أحد الأبطال، وهو إنسان تحت الآلام مثلنا، وأعني به: بولس الرسول. لقد بدأ بولس الرحلة بقوة، إذ «تناول طعامًا فتقوى» ( أع 9: 19 )، وازدادت القوة، كقول الوحي: «وأما شاول فكان يزداد قوة، ويحيِّر اليهود الساكنين في دمشق مُحققًا أن هذا هو المسيح» ( أع 9: 22 ). ولقد كان أمام الرسول بولس غرض واحد يسعى لأجله، وهو جعالة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع ( في 3: 14 ). وهذا الغرض جعله ينسى ما هو وراء. ورغم الشوكة التي أُعطيت له في الجسد، فقد نال معها قوة «قوتي في الضعف تُكمَلُ»، فنسمعه يقول: «فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحلّ عليَّ قوة المسيح ... لأني حينما أنا ضعيفٌ فحينئذٍ أنا قوي» ( 2كو 12: 7 - 10). لقد ذهب «من قوة إلى قوة»، لأن الله كان غرضه. لقد بدأ الرحلة حوالي سنة 36م، وبدأ بالقوة، وزادت القوة، وفي آخر حياته، حوالي سنة 67م، نسمعه يقول: «ولكن الرب وقف معي وقوَّاني، لكي تُتم بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم. فأُنقذت من فم الأسد» ( 2تي 4: 17 ). لقد عاش بعد إيمانه حوالي 31 سنة، ذهب فيها «من قوة إلى قوة»، إلى أن وصل إلى الغرض الذي سعى من أجله «الرب يسوع المسيح». يا ليتنا لا ننظر حولنا حتى لا نفشل، ولا داخلنا كي لا نخور، بل لننظر إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله ( عب 12: 2 ، 3). |
||||
12 - 05 - 2012, 12:38 AM | رقم المشاركة : ( 85 ) | ||||
† Admin Woman †
|
قوموا واذهبوا قوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هي الراحة. من أجل نجاسة تُهلِك والهلاك شديد ( مي 2: 10 ) «قوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هي الراحة». هذه الآية وردَت ضمن عتاب الرب لشعب إسرائيل بسبب أفعالهم الأثيمة ورفضهم لأقواله الصالحة؛ كان الأشرار منهم إرهابيين يغتصبون البيوت والحقول، وينزعون أردية العابرين ويطردون النساء والأطفال من بيوتهم، والتأمل الهادئ في كلماتها يقودنا لاستخلاص بعض الحقائق النافعة: الحقيقة الأولى: رحمة الله وشفقته على الإنسان: جعلته يطلب منهم أن يقوموا ويذهبوا، أي يتخلوا عن أفعالهم الأثيمة ولذلك يقول: «هل مسرةً أُسرّ بموت الشرير يقول السيد الرب؟ ألا برجوعه عن طُرقه فيحيا؟ .. فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل؟ لأني لا أُسرّ بموت مَن يموت يقول السيد الرب. فارجعوا واحيوا» ( حز 18: 23 ، 32). الحقيقة الثانية: الله يراقب بكل دقة ووضوح كل ما يحدث على الأرض من ظلم وعدوان وشر واغتصاب «إذا اختبأ إنسانٌ في أماكن مُستترة، أَ فما أراه أنا يقول الرب؟» ( إر 23: 24 )، وشهد عنه أيوب قائلاً: «لأنه هو ينظر إلى أقاصي الأرض. تحت كل السماوات يرى» ( أي 28: 24 ). في القديم رأى مذلة شعبه وسمع صراخهم من أجل مسخّريهم، وعلم أوجاعهم، عيناه تراقبان المسكين، وتراقبان الأمم. الحقيقة الثالثة: لا توجد راحة لأي إنسان في بُعده عن الله حتى لو لم يشترك في الاعتداء على الآخرين أو يظلمهم، ولا توجد راحة للإنسان الذي يعتبر نفسه سيد قراره فيتصرف بالاستقلال عن الله خالقه ومُشيره وناصحه، كما لا توجد راحة في مُعاشرة الأشرار ومصاهرتهم. الحقيقة الرابعة: الخطية لها عقاب وعقابها شديد. من البداية حذر الرب الشعب وهم في البرية قائلاً إنهم إذا فعلوا الشر سيبيدهم سريعًا. وشهد داود قائلاً: «تُهلك المتكلمين بالكذب»، وقال آساف «لأنه هوذا البُعداء عنك يبيدون. تُهلك كل مَن يزني عنك». الحقيقة الخامسة: هناك راحة حقيقية لن يجدها الإنسان إلا عند الرب يسوع المسيح الذي بكل الحب قال: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم. احمِلوا نيري عليكم وتعلَّموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحةً لنفوسكم. لأن نيري هيِّن وحملي خفيف» ( مت 11: 28 - 30). |
||||
12 - 05 - 2012, 12:39 AM | رقم المشاركة : ( 86 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ابن الوعظ والموعظة الحية ويوسف الذي دُعيَ من الرسل برنابا، الذي يُترجم ابن الوعظ .. إذ كان له حقلٌ باعَهُ، وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل ( أع 4: 36 ، 37) ”أرني الموعظة ولا تُسمعني إياها، لا تشِر لي إلى الطريق بطرف أصبعك، بل سِر معي فيه، والنصيحة الخالصة قد يختلط عليَّ السلوك بها، أما المثال العملي فواضح تمامًا. وأفضل جميع الخدام هم الذين يعيشون وِفق ما ينادون به. وبكل سرعة سأتعلم كيف أمارس الصلاح إن كنت تُريني ـ عمليًا ـ كيف يُمارَس. قد يكون لسانك فصيحًا مُفوَّهًا وطلقًا، أعجز عن مُسايرته وإدراك كلمته البليغة، لكني لن أخطئ في فهم ما تعمله وتحياه. الخُلاصة يا صديقي: ليكن صوت حياتك أعلى من صوت عِظاتك، ولتكن حياتك هي الموعظة الحية“. لا أعرف إن كان أحدهم قد قال هذه الكلمات لبرنابا أم لا، ولكني أكاد أجزم أنه تعلَّم فحواها في محضر الله، بالروح القدس. كان اسمه الأصلي «يوسف»، ولكن الرسل دعوه ”برنابا“، وهو اسم أرامي يعني حرفيًا ”ابن النبوة“ ولكن لوقا يترجمه ”ابن الوعظ“ أو ”ابن التعزية“ أو ”ابن التشجيع“، فالكلمة اليونانية تتسع لكل هذه المعاني. وأيًّ كانت الترجمة، فإنه من الواضح أن الرجل كان يمتلك لسانًا لبقًا فصيحًا، يتكلم به إلى الناس، واعظًا ومُعزيًا ومشجعًا، مُحولاً الأنظار من الآلام والتجارب والصعوبات، إلى الرب يسوع بكل محبته وحكمته، وقدرته وسلطانه. وكانت كلماته تبلغ الأعماق، فتُرسل السكينة والهدوء إلى النفوس المتألمة الشقية، باعتباره ”ابن الوعظ“ أو ”ابن التعزية والتشجيع“. كما كانت كلماته وعظاته، تستحضر ضمائر السامعين إلى محضر الله باعتباره ”ابن النبوة“. وكم كانت الحاجة شديدة لمثل هذه الخدمة، خاصةً في الأوقات العصيبة، التي شهدت الاضطهادات القاسية العنيفة، التي شنَّها اليهود على المؤمنين. وبالرغم من ذلك لم يسجل الروح القدس، في كل الكتاب المقدس، عظة واحدة، لبرنابا. لقد سُجلت بعض العِظات للرسول بولس (أع13؛ 17؛ 20؛ 22؛ 24؛ 26؛ 28)، وللرسول بطرس (أع2؛ 3؛ 4؛ 10)، ولاستفانوس (أع7)، ولكن ولا عِظة واحدة ”لابن الوعظ“، بل إن كل ما سُجل عنه كان مواقف عملية، تُبرهن أنه أظهر القدوة قبل ممارسة الموهبة، وأظهر الطاعة للحق قبل أن يعلِّم به، وأنه مدَّ يده بالمعونة المادية والمعنوية لكل محتاج وعاثر، وأنه كان أنيسًا للمنفردين، ومُعينًا للمعوزين. وفعلاً كان صوت حياته أعلى من صوت عظاته. |
||||
12 - 05 - 2012, 12:40 AM | رقم المشاركة : ( 87 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ضبط النفس والأفكار اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيَّ طريقٌ باطلٌ، واهدني طريقاً أبدياً ( مز 139: 23 ،24) أظن أنه قلَّ أن يوجد مسيحي لم يقاسِ الآلام من جراء الأفكار الشريرة ـ تلك اللصوص المُزعجة التي تتسلل إلى أوقات عزلتنا وسكوتنا، وكثيراً ما تعكر صفو راحتنا العقلية وتكدّر الجو حولنا حتى لا نستطيع أن نتمتع بلمعان وبهاء السماء فوقنا. وقال أحدهم عن الأفكار الشريرة: لا أستطيع أن أمنع الطيور من أن تحوم حول رأسي، ولكني أستطيع أن أمنعها من أن تستقر عليها. وعلى هذا القياس لا أستطيع أن أمنع الأفكار الشريرة بخاطري ولكني أستطيع أن أرفض سُكناها في ذهني. ولكن كيف يمكننا أن نضبط أفكارنا؟ لننظر إلى المسيح، فهذا هو السر الحقيقي لضبط النفس. والمسيح يستطيع أن يحفظنا لا من سُكنى الأفكار الشريرة فقط، بل من مرورها أيضاً، يستطيع أن يمنع أولئك اللصوص الأشرار ـ لا من الدخول فقط ـ بل من طرق الباب أيضاً. عندما تكون الحياة الإلهية نشطة، وتيار الأفكار الروحية جارياً وعميقاً، وعواطف القلب مشغولة بشغف بشخص المسيح، حينئذ لا يمكن أن تزعجنا الأفكار الشريرة. ولكن عندما يتسرب الخمول الروحي فهذه هي الفرصة التي تتولد فيها الأفكار الشريرة وتهجم علينا كسيل جارف وما ملجأنا حينئذ إلا الالتفات إلى الرب يسوع المسيح لأنه قد صار لنا من الله قداسة، ونستطيع كل شيء في شخصه. فما علينا إلا أن نضع اسم "يسوع" أمام سيل الأفكار الشريرة وهو لا بد أن يصده ويعطينا خلاصاً كاملاً منه. ولكن الطريقة الفُضلى التي تحفظنا من الأفكار الشريرة هي سبق الافتكار والمشغولية بالخير. عندما يكون مجرى الفكر متجهاً إلى أعلى، عندما يكون مُصلحاً وعميقاً، عندما يكون خالياً من المعوجات والفجوات، فمن الطبيعي أن تيار الفكر والشعور عندما يخرج من منبع النفس يجري في ذلك المجرى المُمهد. وهذه كما قلت هي الطريقة الفُضلى "أخيراً أيها الأخوة كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسرّ، كل ما صيته حسن، إن كان فضيلة وإن كان مدح، ففي هذه افتكروا" ( في 4: 8 ). وعندما يكون القلب متشبعاً بالمسيح الذي هو مجتمع الفضائل المذكورة في فيلبي4: 8، حينئذ نتمتع بسلام عميق لا تعكر أفكاره شريرة وهذا هو ضبط النفس الصحيح. |
||||
12 - 05 - 2012, 12:41 AM | رقم المشاركة : ( 88 ) | ||||
† Admin Woman †
|
شجرة التفاح كالتفاح بين شجر الوعَر كذلك حبيبي بين البنين. تحت ظلِّه اشتهيت أن أجلس، وثمرته حُلوة لحلقي ( نش 2: 3 ) لقد شبَّهت العروس نفسها بسوسنة الأودية (المتواضعة)، أما عريسها فهو كشجرة التفاح التي يجد فيها السائح كل أعوازه؛ ذلك السائح الذي سئم وملَّ من سفره الطويل الشاق بعد رؤية أشجار الوعَر التي تُشبه إلى حدٍ كبير شجر السنط. وماذا في شجرة السنط سوى القَرض المُرّ والشوك المؤذي؟ وهذه صورة جميع البشر بغير استثناء. ولا شك في أن السائح قد اختبر بنفسه تلك الأشجار الشائكة فلم يجد ظلاً مُريحًا تحتها ولا ثمرًا فيها يُشتهى. لقد جرَّب تلك الأشجار مرارًا وحاول أن يستريح تحت ظلها، فلم يجد راحة بل بالعكس زادته تعبًا فوق تعب، أما وقد وجد شجرة التفاح فكأنه وجد «شجرة الحياة» و«مَن يجدني يجد الحياة» ( أم 8: 35 ). نعم لقد وجد راحة أبدية لنفسه التعوبة «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). لقد تغيَّر المنظر تمامًا، فعوضًا عن النظر إلى أشجار الوعر المُقبضة، إذا بالمؤمن السائح يتمتع برؤية شجرة التفاح المُبهجة، ويستنشق رائحتها الزكية، ويتغذى بأثمارها الشهية، ويستظل بظلها الظليل، ويرتوي من جداول المياه العذبة التي تجري تحتها. طوباك أيها السائح الذي أعياك السفر في البرية، فقد ظَفرت بالسعادة التي كنت تنشدها والراحة التي كنت تتوق إليها. طوباك لأنك بعد أن كِدت ”تهلك جوعًا“ في هذا القفر المُضني، قد وجدت في ربنا المبارك يسوع المسيح بركات روحية تشتهي الملائكة أن تطلع عليها، وطعامًا سماويًا؛ طعام الله نفسه. لقد كنت قبلاً تشتهي أن تملأ بطنك من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يُعطِك أحد، أما الآن فأمامك وليمة السماء؛ وليمة الآب، فكُلْ هنيئًا واشبع ولتتلذذ بالدسم نفسك. ومن المحقق أن العروس التي ذاقت قبلاً مرارة أثمار الوعر وآلمتها أشواكها المؤذية، ثم تغذت بعد ذلك من شجرة التفاح الشهية فانتعشت روحها، لن يخطر ببالها بعد ذلك أن تعود مرة أخرى لتتذوق مرارة شجر الوعر. إنها لو فعلت ذلك لحسبناها في مُنتهى الغباوة. هبنا يا إلهنا الحكمة لنوجد قريبين منك وفي الشركة معك لأن «أمامك شبع سرور. في يمينك نِعَمٌ إلى الأبد» ( مز 16: 11 ). |
||||
12 - 05 - 2012, 12:43 AM | رقم المشاركة : ( 89 ) | ||||
† Admin Woman †
|
بمَنْ نُشبِّه الله؟ فبمَنْ تُشبِّهون الله، وأي شَبَهٍ تُعادلون بهِ؟ ( إش 40: 18 ) على أية صورة تعرف الله؟ لكي تعطي جوابًا على هذا السؤال اطرح جانبًا الخيال وفلسفة العقل البشري، وكل طقوس الديانات البشرية، وارفض حتى تقاليد وفرائض المسيحية الاسمية، والديانة اليهودية. والكلمة الصادقة وحدها فيها الكفاية للهداية والإرشاد، فإن الرب يسوع المسيح هو الكل في الكل «فإنه فيه يحلُّ كل ملء اللاهوت جسديًا» ( كو 2: 9 )، فكل مجد الله وكل صفاته تعالى نراها في المسيح. إن الإنسان الذي هو الآن في المجد هو الله الابن. والابن المتجسد هو الذي فيه يحل ملء الله. وقال المسيح: «الذي رآني فقد رأى الآب» ( يو 14: 9 ). ولكي أعرف مَنْ هو الله عليَّ أن أتطلع وأتفرَّس في المسيح نفسه الذي قال عنه كاتب رسالة العبرانيين: «الذي، وهو بهاء مجد (الله)، ورسم جوهره» ( عب 1: 3 ). فيه يحلُّ كل الملء، فكل صفات الله مُستعلَنة في الابن، كل مجده ورحمته وقداسته وبره ومحبته ونعمته، تُرى في ربنا يسوع المسيح. فبمَنْ نُشبِّه الله؟ إنه بالضبط وبالتمام ما نراه في الرب يسوع المسيح. هذا الحق العظيم من أغنى الكنوز التي نمتلكها بالإيمان في يومنا الحاضر، والتي لم يَزَل أمامنا أن نكتشفها بصورة أعمق وأوضح في المستقبل. عندما نصل إلى حضرة أبينا السماوي سوف نعرف أنه ليس غريبًا عنا، بل قد عرفنا شيئًا عنه ونحن هنا في الأرض، لأننا رأيناه ولمحناه في ربنا يسوع المسيح. لذلك هو امتياز عظيم للمؤمن أن يتأمل ويدقق النظر في ملامح يسوع المسيح التي تُعلنها الكلمة الحية الصادقة. ويا له من إهمال إذا كنا نتوانى عن التمتع بهذا الامتياز. يا لها من خسارة تلحق بنا إن كنا نترك التزوُّد والتشبُّع من هذا الامتياز وننشغل بأمور وقتية حتى ولو كانت مقدسة، مثل الاهتمام بخدمته قبل الاهتمام بالشبع من حلاوته. بماذا عرَّف الرب يسوع الحياة الأبدية بالنسبة لنا؟ إنه قال عنها: «وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته» ( يو 17: 3 ). وإنه بكل تأكيد الآن هو الوقت لكي نبدأ أن نتعرَّف بالله أبينا الذي سنعرفه، وسنظل نتعرَّف به على مدى آباد الدهور. |
||||
12 - 05 - 2012, 12:43 AM | رقم المشاركة : ( 90 ) | ||||
† Admin Woman †
|
كفاية المسيح الجميع تركوني ... ولكن الرب وقف معي وقواني ( 2تي 4: 16 ،17) حقيقة مباركة هي أننا لا يمكن أن نوجد في ظروف يعجز المسيح عن مواجهتها. وسواء كنا أفراداً أو جماعة لا يمكن أن نوجد في مكان أو زمان ولا يكون المسيح كفواً له. إن للمؤمن نصيباً حقيقياً وامتيازاً في أن يفرح "في الرب كل حين" ـ من امتيازه أن "لا يهتم بشيء" ـ أي شيء هنا على الأرض، وأن يلقي كل همه على الرب وفي هذا سلامه. لأن الرب لا تقلقه مشاكلنا لأنه يعرف النهاية من البداية. وفوق كل شيء لنثق دائماً أن نعمته تكفينا. وتثبيت القلب على المسيح يجعل "العراقيب سهلاً" ( إش 40: 4 ) ونسلم نحن من فخاخ الطريق. والرب هو هو على الدوام كُفء للصغير وأيضاً للكبير، ورحوم رقيق عميق النعمة. ليتنا نتضع أمامه لنختبر صلاحه وغنى موارده حتى عندما نستوحش من ترك الآخرين لنا، لأنه سبق واختبره قبلنا "هوذا تأتي ساعة تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركوني وحدي، وأنا لست وحدي لأن الآب معي" ( يو 16: 33 ). وكلما ازددنا معرفة به، ازددنا معرفة بأنه كل شيء لنا، وحكمتنا هي في أن نعرف أننا بدون المسيح لا نستطيع أن نفعل شيئاً. وسر سلام القلب في أن ننشغل به محبةً فيه وإعزازاً لشخصه، وحينذاك سنجد سلامنا فيه ونمضي في موكب نصرته إن جاء ضيق أو خطر. إنه لشيء عظيم أن نرى أن قوة المسيح فينا تستطيع أن ترفعنا تماماً فوق كل شيء "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" ( يع 1: 17 ). ومن الناحية العملية غالباً ما نناقض هذا الحق ونتجه بأفكارنا إلى تحت ولا نحصد سوى النكد. لكن الله لا يتحير إذا نحن أصابتنا الحيرة، بل قد يسمح لنا بخيبة الأمل لكي نتعلم أن حاجتنا إليه وكفايتنا فيه. "واهدني طريقاً أبدياً" أليس هو الطريق الوحيد الأبدي؟ إنه يُسرّ أن يفحص طرقنا لكي يهدينا طريقاً أبدياً، ولكي يعرّفنا أنه ينبغي أن يكون هو عملياً بالنسبة لنا الأول والآخر، الألف والياء ـ النصيب الذي لأجله نعيش ونحيا به. |
||||