منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 10 - 01 - 2014, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 81 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,742

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

احترام الأبوة الجسدية
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

* احترام الأبوة الجسدية (والأمومة أيضًا) تشمل وصية الرب القائلة "أكرم أباك وأمك" (خر20: 12)، وتشمل الخضوع لتعليم الآباء وتأديبهم (عب12: 7، 8). أنظروا كيف كان أبونا اسحق خاضعًا لأبيه، وقد وضعه على المذبح وربطه ووضعه على المذبح لكي يقدمه محرقة للرب (تك22).. واحترام الأبوة الجسدية يشمل أيضًا كل الأقارب الذين هم في مركز الأب أيضًا، كالعم والخال والجد...
وتشمل أيضًا احترام الكبار في السن الذين هم في مستوى الأب كقول الكتاب: "أمام الأشيب تقوم، وتحترم وجه الشيخ" (لا19: 33).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 82 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,742

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

احترام الأبوة الروحية

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* أما الأبوة الروحية فتشمل احترام رجال الكهنوت والمرشدين الروحيين.
نحترم الكهنة في الكنيسة والآباء الأساقفة والمطارنة لأنهم آباء في الكنيسة، ولأجل كهنوتهم. ولأنهم وكلاء لله (تي1: 7) ووكلاء سرائر الله (1كو1: 4) ولأجل مركزهم، كما ورد في سفر ملاخي أن الكاهن رسول رب الجنود، ومن فمه يطلبون الشريعة، ونحترمهم أيضًا لأجل سنهم، وخدمتهم للأسرار الإلهية، وائتمان الرب لهم على خدمة التعليم (1تي5: 17). وكما يقول الكتاب "أطيعوا مرشديكم واخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا.." (عب13: 17).
إن احترام رجال الكهنوت يدخل ضمن احترام الرب نفسه، لأنهم رجال الله، وهم سفراؤه ووكلاؤه. وعنهم قال" من يكرمكم يكرمني".
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
أما عدم احترام الكهنوت والتطاول على كل رتبة، فيدل على كبرياء في القلب، وعلى أن من ينتقد هؤلاء، إنما "يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي" (رو12: 3). فقد يحدث أن فتى صغيرًا، أو خادمًا مبتدئًا، قد قرأ كتابًا أو كتابين، وربما لم يستطع أن يضمن مفهومها كما ينبغي، يبدأ في انتقاد بعض الآباء الكهنة، أو الآباء الأساقفة، كأنه يفهم ما لا يفهمون. ويقول هذا خطأ وهذا لا يجوز!! وليس في فكره فقط يسري هذا المفهوم، بل يشهر بهم علنًا أمام الناس!!
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* يظهر احترام الكهنوت أيضًا بعضهم لبعض.
كل رتبة تحترم الرتب التي تعلوها، أو التي هي أكبر منها سنًا، أو أقدم منها في السيامة. وسنضرب مثلًا لاحترام أحد الآباء الأساقفة للبابا البطريرك.
حدث في أيام محمد على الكبير حاكم مصر، أنه كان على ابنته (زهرة) شيطان يصرعها ويتعبها. و نصحه البعض أن يحولها على البابا البطريرك (وكان وقتذاك الأنبا بطرس الجاولي) لكي يصلي عليها ويشفيها. فلما أوصلوها إليه، قال في اتضاع ليست لي هذه الموهبة، وطلب من الأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية أن يصلي لها إذ له هذه الموهبة. وحاول القديس الأنبا صرابامون أن يعتفي من هذا الأمر فلم يستطع. فقال لقداسة البطريرك "أعطني صليبك يا سيدنا لكي أرشمها به وأنا أصلي، لكي تشفى" .. فعل ذلك حتى ينسب شفائها إلى صليب البابا، وليس إلى صلاته هو.. ما أعجب ذلك الاتضاع!
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* واحترام الكهنوت يعني أيضًا احترام المجامع المقدسة، وما أصدرته من قرارات.
تلك المجامع المسكونية والإقليمية والمكانية التي كان يجتمع فيها مجموعة من الآباء الأساقفة، ويصدرون قوانين تلتزم بها الكنيسة الجامعة. وبتلك القوانين أمكن تنظيم الكنيسة من الداخل. بل أمكن أيضًا وضع قواعد الإيمان السليم، وإرساء التقاليد الثابتة التي سارت عليها الكنيسة من جيل إلى جيل..
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 83 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,742

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

احترام الأمومة
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* أما عن احترام الأمومة فتشمل الأم بالجسد، والقديسة العذراء، والكنيسة.
يحترم الإنسان أمه التي ولدته وأرضعته وربته، وكانت أشبينته في المعمودية.
* ويحترم القديسة العذراء مريم، فهي أمنا وملكتنا كلنا.
هذه التي استقبلتها القديسة أليصابات (الأكبر سنًا)، بكل اتضاع وتوقير، قائلة "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ" (لو1: 43). وهي التي كانت أمًا روحية للرسل. وعنها قال الرب وهو على الصليب لتلميذه القديس يوحنا الرسول "هذه أمك" (يو19: 27). هذه التي جميع الأجيال تطوبها (لو1: 48). وهي التي تطوبها الكنيسة قائلة لها في تسابيحها "علوت يا مريم فوق الشاروبيم، وسموت يا مريم فوق السارافيم".
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* وفي احترام الأمومة، نحترم الكنيسة التي ولدتنا في جرن المعمودية.
ولدتنا في الإيمان وفي التعليم والتوبة، وفي الأسرار المقدسة. التي لولاها ما كنا مسيحيين. وإنما صرنا هكذا بكرازتها وجهادها.
إننا نحترم الكنيسة ونحترم عقيدتها وإيمانها، ونحترم مجامعها وآباءها، وقديسيها وتعاليمهم، ونحترم تاريخها وطقوسها. ونقف بكل اتضاع أمام تقاليدها، وندافع عنها، ونفخر بالانتساب إليها. ونذكر جهاد الكنيسة حتى حفظت لنا الإيمان سليمًا، وقدّمت في سبيل ذلك آلافًا من الشهداء..
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ونقف بكل اتضاع أمام تعليم آبائنا.
نعتبرهم مراجع لنا في الإيمان وفي التفسير، وفي التأملات الروحية. ولا نعتبر كتاباتهم مجرد آراء كما تفعل بعض الطوائف.
وفي احترامنا لآباء الكنيسة نحترم أبطال الإيمان معلمي البيعة، ونحترم الشهداء الذين سفكوا دماءهم لأجل الإيمان، ونحترم الرعاة وآباء البرية. ونتشفع بكل هؤلاء في قداساتنا وصلواتنا، ونقيم لهم الأعياد، ونضع الشموع أمام أيقوناتهم، ونقدس رفاتهم، إنه ميزة في اتضاع الكنيسة الأرثوذكسية في توقيرها لآبائها.
* وفي احترام الزوج، نذكر أن سارة كانت تدعو زوجها إبراهيم: سيدي (تك18: 12). كذلك قول الكتاب "أيها النساء أخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح رأس الكنيسة" (أف5: 22، 23).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:28 PM   رقم المشاركة : ( 84 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,742

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

احترام الصغار

إن احترام الكبار واجب، تدرب الكثيرون عليه.
أما احترام الكبير للصغير، فهو تواضع من الكبير، ونبل منه.
إن الله -تبارك اسمه- هو المثل الأعلى في التواضع، وقدوتنا في كل تصرف. وفي هذه النقطة بالذات، لا نقول إنه يحترم عبيده، مخلوقاته.. فربما هذا التعبير غير مقبول لاهوتيًا. وإنما نقول: إنه في معاملته لهم، يحتفظ لهم بكرامتهم، ويرفع من قدرهم، ويعطيهم احترامًا في نظر الآخرين. ولا "يدعوهم عبيدًا بل أصدقاء" (يو15: 15).
ولا يتخطى وكلاءه، كما قال للأبرص بعد أن شفاه "اذهب أرِ نفسك للكاهن" (مت8: 4).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
وعجيب أن الله – في بعض الأحيان – يعرض قراراته على بعض عبيده أو وكلائه، قبل تنفيذها. ويأخذ رأيهم وينفذه!
* مثال ذلك قبل أن يحرق سادوم، قال "هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله؟!" (تك18: 17). وعرض الأمر عليه. ورضى أن يقول له إبراهيم: أديان الأرض كلها لا يصنع عدلًا؟! أتهلك البار مع الأثيم! حاشا" (تك18: 25). وفي اتضاع شديد، يدخل الرب في حوار مع إبراهيم، ويقبل فكره نقطة نقطة، إلى أن يصل إلى المستوى الذي إن وُجد فيه عشرة أبرار في المدينة، لا يهلك المدينة من أجل العشرة (تك 18: 32).
* مثال آخر إنه لما عبد بنو إسرائيل العجل الذهبي، وأراد الرب إفناءهم، نراه يكلّم موسى أولًا، ويقول له "أتركني لأفني هذا الشعب.." (خر32: 10). كما لو كان موسى ممسكًا به. فلا يفعل، إن لم يتركه موسى يفعل!!
ورفض موسى أن يترك الرب يفني الشعب، وشرح وجهة نظره. وقال له في جرأة أو في دالة "ارجع يا رب عن حمو غضبك، واندم على الشر" (خر32: 12). والعجيب هنا في تواضع الرب أنه استجاب لموسى فيما طلبه. وهكذا يقول الكتاب "فرجع الرب عن حمو غضبه، "وندم على الشر" (خر32: 14).
* الله أيضًا في إكرامه لداود النبي -حتى بعد موته- لما أخطأ إليه سليمان بن داود خطية كبيرة، وأوقع عليه عقوبة، لم يشأ أن تكون تلك العقوبة في أيام سليمان، وإنما بعده، قائلًا "من أجل داود عبدي.." (1مل11: 12، 13).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* ونجد في قصة الابن الضال (لوقا 15) مثالًا آخر من تواضع الآب السماوي:
أتاه الابن نادمًا ومنسحقًا، يقول له "أخطأت إلى السموات وقدامك، ولست مستحقًا أن أدعى لك ابنًا.." ولكن الآب في حنوه، وحرصه على أن يحفظ كرامة ابنه،منعه في حنوه أن يكمل انسحاقه بعبارة "اجعلني كأحد أجرائك" التي كان قد عزم أن يقولها (لو15: 19، 21). بل بالأكثر أكرمه ورفع شأنه جدًا في توبته، وأمر أن يذبحوا له العجل المسمن،وأن يضعوا خاتمًا في يده..
وأيضًا الابن الكبير لما رفض أن يحضر الوليمة التي صنعت لأخيه، لم يهمله الآب، بل خرج إليه ليصالحه. ولما اشتط هذا الابن في الكلام وتطاول على أبيه قائلًا "ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، ولم تعطني قط جديًا لأفرح مع أصدقائي. ولما جاء ابنك هذا الذي صرف معيشتك على الزواني، ذبحت له العجل المسمن!".. لم يرد الأب على تطاول ابنه وغضبه، بل قال له في اتضاع: "يا ابني، أنت معي، وكل مالي فهو لك. ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ضالًا فوُجد، وكان ميتًا فعاش" (لو15: 28- 32).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* نلمح اتضاع الكبار أيضًا في سير الآباء وأقوالهم:
نرى ذلك في اتضاع القديس أوغسطينوس في صلاته لأجل شعبه.
إذ يقول "اطلب إليك يا رب من أجل سادتي عبيدك" . فيعتبرهم سادته!

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ويقول : "أنا بالنسبة إليهم راعٍ لهم. ولكنني أمامك -معهم- خروف في قطيعك: ترعاني وترعاهم".. وهكذا- على هذا النمط – فإن بعض الآباء الأساقفة في اتضاعهم، يقول كل منهم عن نفسه "خادم إيبارشية (كذا)..".
* ويقول الآباء في بستان الرهبان: "ليكن كل إنسان كبيرًا في عينيك" أطلب بركة كل أحد" "اجعل كل أحد يباركك".
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* ومن أمثلة الكبار الذين يرفعون من قدر أبنائهم: القديس بولس الرسول:
* ويظهر هذا في رسالته إلى فليمون من أجل عبده أنسيموس.
فعلى الرغم من أن فليمون كان أحد تلاميذه، إلا أنه كان يكلمه برجاء وباحترام، ومع أن أنسيموس كان عبدًا، إلا أن بولس الرسول يذكره بتوقير شديد، فيقول لفليمون:
"أطلب إليك لأجل ابني أنسيموس الذي ولدته في قيود الإنجيل. ولكن بدون رأيك لم أرد أن أفعل شيئًا" "لا كعبد في ما بعد، بل أفضل من عبد: أخًا محبوبًا، ولاسيما إليّ".ثم يقول لفليمون أيضًا "إن كنت تحسبني شريكًا، فاقبله نظيري. ثم إن كان ظلمك بشئ، أو لك عليه دين، فاحسب ذلك عليّ.. أنا أوفي.. أرح أحشائي في الرب" (فل10-20).
إنه أدب عجيب في التخاطب يصدر من رسول قديس ومعلم كبير لتلميذه: يقول له "إن كنت تحسبني شريكًا" ويرجوه قائلًا "لم أرد أن أفعل شيئًا بدون رأيك". ويقول عن العبد "أقبله نظيري" "لا كعبد بل أخًا محبوبًا" ويقول عنه "ابني" "أحشائي". أليس هذا درسًا لنا في احترام الصغار؟!
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* وبنفس الأسلوب في توقير تلاميذه، يكتب في آخر رسالته إلى روميه:
فيقول عن أكيلا وبريسكلا "الذين لست أنا وحدي أشكرهما، بل أيضًا جميع كنائس الأمم". ويقول "سلموا على أندرونيكوس ويونياس "اللذين هما مشهوران بين الرسل، وقد كانا في المسيح قبلي" (رو16: 7). بينما كثيرون جدًا من المسيحيين لا يعرفون عنهما شيئًا! ويقول أيضًا "سلموا على روفس المختار في الرب، وعلى أمه أمي" (رو16: 13). وفي إرسال سلامه يسجل تعب العاملين معه في الخدمة. ومن أولئك يذكر "تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب" و"برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرًا في الرب" (رو16: 12). بل في المقدمة وقبل الكل يذكر فيبي خادمة الكنيسة التي في كنخريا "كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين" (رو16: 1). إنه يمتدح تلاميذه ويرفع ذكرهم. ويقول مثلًا "سلموا على أبُلّس المزكى في المسيح" (رو16: 10). و"أبينتوس حبيبي الذي هو باكورة أخائية للمسيح" (رو16: 5).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 85 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,742

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

هل يُمكن للمتضع أن ينتهر ويوبخ ويعاقب؟

بعد كل ما ذكرناه من التواضع في معاملة الصغار، نسأل:
هل يُمكن للمتضع أن ينتهر ويوبخ ويعاقب؟
* نعم، يمكن هذا، فإن القديس بولس هذا، قد وبخ وعاقب.
وبخ أهل غلاطيه مثلًا وقال لهم "أهكذا أنتم أغبياء. ابعد ما ابتدأتم بالروح، تكملون بالجسد؟!" (غل3: 3). وقال لتلميذه تيموثاوس الأسقف: "وبخ. انتهر. عظ، بكل أناة وتعليم" (2تي4: 2). وقد عاقب خاطئ كورنثوس وأمر "أن يسلّم مثل هذا للشيطان لإهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب" (1كو5: 5). وأمر أهل كورنثوس قائلًا "اعزلوا الخبيث من بينكم" (1كو5: 13).
والقديس بولس وبخ القديس بطرس أيضًا قائلًا له "إن كنت وأنت يهودي تعيش أمميًا، فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا" (غل2: 14).
ومع كل ذلك، كان القديس بولس متواضعًا. ويكفي قوله عن ظهورات السيد المسيح بعد القيامة "وآخر الكل، كأنه للسقط ظهر لي أنا، لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلًا لأن أعي رسولًا، لأني اضطهدت كنيسة الله" (1كو15: 8،9).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
والقديس يوحنا المعمدان وبخ الفريسيين والصدوقيين الآتين إلى معموديته.
وقال لهم "يا أولاد الأفاعي، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي. فاصنعوا ثمارًا تليق بالتوبة. ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا.." (مت13: 7، 8). ولا ينكر أحد تواضع القديس يوحنا المعمدان.
* وإيليا النبي وبخ آخاب الملك لسيره وراء البعليم (1مل18: 18).
وعاقب أنبياء البعل والسواري (1مل18: 40)، كما عاقب قائدي الخمسين الأول والخمسين الثاني (2مل1: 10، 12).
* ويعقوب أبو الآباء وبخ ابنيه قائلًا "شمعون ولاوي أخوان. آلات ظلم سيوفهما. في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي.." (تك48: 5، 6).
وكثير من الأنبياء وبخوا أفرادًا وجماعات، بل أرسلهم الله ليوبخوا.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* بل السيد المسيح نفسه انتهر ووبخ، وهو الوديع المتواضع القلب (مت11: 29).
وبخ المدن التي صنعت فيها أكثر قواته لأنها لم تتب (مت11: 20). وقال "ويل لك يا كورزين. ويل لك يا بيت صيدا.. وأنتِ يا كفر ناحوم المرتفعة إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية.."(مت11: 21- 23). ووبخ الكتبة والفريسيين المرائين (مت23).. ووبخ تلميذه بطرس الرسول قائلًا له "اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي. لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس" (مت16: 23).
وانتهر تلميذيه يعقوب ويوحنا لما طلبا منه أن تنزل نار وتحرق إحدى مدن السامرة،وقال لهما "لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليهلك أنفس الناس بل ليخلص" (لو9: 55).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* والأمثلة كثيرة، ولكن فلنناقش موضوع التوبيخ ومدى تمشيه مع التواضع.
أولًا: ممن يصدر؟ وهل الذي يوبخ وينتهر له سلطان أن يوبخ؟
هل كل إنسان له سلطان الرب في التوبيخ؟! له سلطان القديس يوحنا المعمدان، أو القديس بولس الرسول، أو القديس تيموثاوس الأسقف.
وهل هذا التوبيخ أو الانتهار هو في حدود مسئوليتهم. مثلما في مسئولية الآب أن يوبخ ابنه ويؤدبه، كما قال الكتاب "أي ابن لا يؤدبه أبوه؟!" (عب12:7). أو هل له مسئولية المعلم في تأديب تلاميذه؟ أو مسئولية كل صاحب منصب في تأديب مرؤوسيه أو توبيخهم، حتى لا يدفعهم التهاون إلى الاستهتار.
وما أعمق قول الآباء في البستان "أدبوا الأحداث قبل أن يؤدبوكم".
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ثانيًا: ما هو الأسلوب الذي يتبعه المتواضع في التوبيخ وفي التأديب؟
البعض يوبخ في شدة وفي قسوة، وفي غير احترام للناس، ويظن أن في ذلك فضيلة، ناسيًا كيف كان القديس بولس الرسول يوبخ، هذا الذي قال لتلميذه تيموثاوس "عظ وبخ انتهر". إنه يقول لشيوخ أفسس "ثلاث سنين.. لم افتر عن أنذر بدموع كل أحد" (أع20: 31). كان ينذر بدموع -في تواضع وحب- وليس في تسلط.
يقول أيضًا "أطلب إليكم بوداعة المسيح وحلمه، أنا نفسي بولس، الذي هو في الحضرة ذليل، وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم" (2كو10: 1). لاحظوا أنه يقول عن نفسه "في الحضرة ذليل". لذلك يتشجع بالكتابة، ويحسب نفسه أنه متجاسر عليهم!! هذا هو أسلوب الشخص المتواضع حينما يوبخ، لا بروح التعالي، ولا بقسوة الأسلوب، ولا بالصوت العالي المتسلط.. وإنما بأسلوب الذي يحسّ بالخشبة في عينيه، حينما يخرج القذى من عين أخيه...
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
إنه أسلوب من يطلب حق الله من نفسه أولًا، قبل أن يطلب حق الله من الآخرين. فيوبخ في وداعة المسيح وحلمه.
إني أعجب لهؤلاء الذين لا يرون السيد المسيح إلا ممسكًا بالسوط! ولا يسمعونه إلا في عبارة "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون". كما لو كانت حياة المسيح هي هذه فقط!!
إن السيد المسيح عامل الكتبة والفريسيين بكل لطف وبكل احتمال، دون أن يرد عليهم، بل كان يزورهم. وبكل وداعة وحلم يحاورهم محاولًا إقناعهم. أما صبة الويلات عليهم، فكان في الأسبوع الأخير بالذات، حينما أراد أن يمهد الطريق لإلغاء تلك القيادات قبل صلبه، حتى لا تسيطر على الكنيسة الجديدة التي سيؤسسها بدمه. لذلك كشف رياءهم في الأسبوع الأخير، بعد طول صبر.. وليس هم فقط بل أيضًا الصدوقيين والناموسيين (مت22) والكهنة (مت 21).
فهل أنت في نفس موقف المسيح؟ وهل لك سلطانه؟! وهل لك وداعته وحلمه؟! أم أنك توبخ في غير اتضاع..؟!
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 86 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,742

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث



  1. أهمية الوداعة
  2. وداعة الله
  3. صفات الإنسان الوديع (1)
  4. صفات الإنسان الوديع (2)
  5. صفات الإنسان الوديع (3)
  6. صفات الإنسان الوديع (4)
  7. صفات الإنسان الوديع (5)
  8. صفات الإنسان الوديع (6)
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 87 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,742

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

أهمية الوداعة

فضيلة الوداعة من أهم الفضائل المسيحية. يكفي قول السيد الرب:
"تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 29).
كان يقدر أن يقول تعلموا منى سائر الكمالات المسيحية. لكنة ركًز على الوداعة والتواضع بالذات، وذكر نتيجتها أنكم "تجدون راحة لنفوسكم". فالإنسان الوديع يعيش في هدوء وراحة، بينما من يفقد الوداعة يعيش في صراعات وتعب..
والسيد المسيح في عظته على الجبل، وضع التواضع والوداعة في مقدمة التطويبات. فقال "طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات.. طوبي للودعاء فإنهم يرثون الأرض" (مت 5: 3، 5). فهم يرثون هذه الأرض التي نعيش عليها، إذ يكونون محبوبين من جميع الناس. كما أنهم في العالم الاخر، يرثون "أرض الأحياء" التي ذكرها داود النبي في المزمور (مز 27: 13) حينما قال "أؤمن أنى أعاين خيرات الرب في أرض الأحياء".

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
وقال أيضًا "الرب يرفع الودعاء"، ويذل الخطاة إلي الأرض" (مز 147: 6).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
والقديس بولس الرسول يضع الوداعة ضمن ثمار الروح (غل 5: 23). فالإنسان الذي يسلك بالروح، من الطبيعى أن يكون وديعًا..
والذي يكون مسكنًا للروح القدس، لابد أن يكون وديعًا وهادئًا. وهكذا يقول القديس بطرس الرسول".. زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو عند الله كثير الثمن" (1بط 3: 4). وقال "يسمع الودعاء فيفرحون" (مز 34: 2).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ومن اهتمام الكنيسة بالوداعة، أنها تنصحنا بها في كل صباح:
فتضع لنا في مقدمة صلاة باكر جزءًا من رسالة القديس بولس إلي أهل أفسس يقول فيها "أسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم إليها بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة، محتملين بعضكم بعضًا في المحبة.." (أف 4: 1، 2). ولاشك أن طول الأناة والاحتمال هما من صفات الوداعة أيضًا. التي تنصحنا بها الكنيسة في كل صباح، لنسير بها طول النهار.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
وفي شرح أهمية الوداعة في الحياة الروحية، يقول القديس يعقوب الرسول: "من هو حكيم وعالم بينكم، فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة وحكمة" (يع 3: 13) وشرح كيف أن "الحكمة النازلة من فوق، هي طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة، مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة" (يع 3: 17)، وهذه من صفات الوداعة. الوداعة إذن مرتبطة بالحكمة، والحكمة مرتبطة بالوداعة. وهذه هي "وداعة الحكمة".
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
حتى في إصلاح الآخرين، يكون ذلك في وداعة.
وفي هذا يقول القديس بولس الرسول "أيها الأخوة إن انسبق إنسان فأُخذ في زلة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة. ناظرًا إلي نفسك لئلا تُجرب أنت أيضًا. احملوا بعضكم أثقال بعض" (غل 6: 1، 2).
إذن في إصلاح شخص أخطأ، لا يكون ذلك بالعنف ولا بالشتيمة والتشهير، إنما بروح الوداعة. فهذا هو أسلوب الروحانيين.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
وقد كانت الوداعة هي صورة المسيحيين منذ البدء.
حتى إنه قيل عن روحيات المسيحيين في العصر الرسولي: إنه حينما كان أحد الوثنيين يقابل زميلًا له، ويجده بشوشًا هادئًا.. يقول له "لعلك قابلت مسيحيًا في الطريق"..! ويقصد بذلك أن لقاءه مع أحد المسيحيين في وداعته، يكون قد طبع الوداعة على وجهه بالتأثير.
ويقول القديس بطرس الرسول في الحديث عن الإيمان:
"مستعدين في كل حين، لإجابة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف" (1 بط 3: 15). وأما وقد تكلمنا عن أهمية الوداعة، فنقول إن الله هو مثالها الأول.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 88 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,742

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

وداعة الله

إن الله وديع في تعامله. يعطى الفرصة للعاملين معه، أن يكلموه بكل حرية، ويعبروا عن رأيهم -مهما كان يبدو مخالفًا- بكل جرة وبغير خوف!
من تواضع الرب كلًم أبانا إبراهيم من جهة سادوم قبل أن يهلكها. وإذا بإبراهيم يتكلم مع الله بجرأة عجيبة، ويقول له "أفتهلك البار مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم. حاشا لك. أديان الأرض كلها لا يصنع عدلًا؟!" (تك 18: 23-25).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
لولا وداعة الله الذي يقبل مثل هذا الكلام دون أن يغضب، ما كان إبراهيم يتكلم مع الله بمثل هذا الأسلوب!! أحيانا لا يجرؤ موظف أن يكلم رئيسه هكذا، ولو كان هذا الرئيس مديرًا لإدراة صغيرة..! أن يقول له: حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أو أن يلًح له في كلامه أنه بذلك "لا يصنع عدلًا"..!
إن الله في وداعته طويل البال في الحوار.
كثيرون من رجال السلطة لا يقبلون أن يناقشهم أحد في قرارتهم. وإن قبلوا، لا يستطيعون أن يطول النقاش، وأن يستمروا في التنازلات. بل أنهم يضعون للحوار حدودًا. أما الله فوادعته بغير حدً.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
مثال آخر لوداعة الله: حديثه مع عبده موسي، بعد عبادة الشعب للعجل الذهبي. حيث أراد الله أن يفنى ذلك الشعب الخائن.
يقول الرب -في وداعته- لعبده موسي "أتركني" لأفنى هذا الشعب (خر 32: 10). ولكن موسي يقول للرب في جرأة "ارجع يا رب عن حمو غضبك، واندم على الشر.. اذكر إبراهيم واسحق وإسرائيل.." وذكره بأنه قد يقول المصريون "أخرجهم بخبث، ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض" (تك 32: 12، 13).
العجيب أن الرب في وداعته قبل كلام موسي، وندم على الشر (خر 32: 14).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
في وداعة الرب مع إبراهيم قبل أن يناقشه في قراره. أما في وداعته مع موسي، فقد فعل ما هو أكثر: أن يلغى قراره!!
قد يوجد إنسان، بشر من تراب: إن طلبت منه أن يلغى قراره، يثور ويعتبر هذا الطلب ضد كرامته، ولا يقبل الرجوع عن قرار أصدره أو ينوي إصداره. أما الرب فواسع الصدر، ويقبل النقاش ويقبل الرجوع. وأكثر من هذا، يقبل الكلمات الشديدة في كلام عبيده معه. مثل عبارات حاشا، ولا يصنع عدلًا، وأخرجهم بخبث ليهلكهم..
لو أن الله وديع وطيب، ما كان يقبل كل هذا..
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
أمثلة أخري يقبل فيها الرب عبارة (لماذا) عن أحكامه وأعماله:
يقول له ارميا النبي "أبرَ أنت يا رب من أن أخاصمك. لكن أكلمك من جهة أحكامك: لماذا تنجح طريق الأشرار. إطمأن كل الغادرين غدرًا" (أر 12: 1). ما أكثر الرؤساء والحكام، الذين لا يجرؤ أحد أن يكلمهم من جهة أحكامهم، وأن يقول لهم لماذا؟ ولكن الله الوديع ليس كذلك..
ويقبل أيضًا أن يقول له عبده داود معاتبًا "يا رب لماذا تقف بعيدًا؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟!" (مز 10: 1)، يقول هذا للراعي الصالح، الذي لم يعوزه شيء" (مز 23: 1).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
بل لولا وداعة الله، ما كان يسمح للشيطان أن يناقشه وأن يطلب منه، في قصة أيوب الصديق.
وداعة من الله أنه بينما بنو الله يمثلون أمامه، يسمح أن يجئ الشيطان في وسطهم (أي 1: 6). ووداعة منه أيضًا أنه بينما يقول الله عن أيوب إنه رجل كامل ومستقيم. يتدخل الشيطان محتجًا على ذلك فيقول "هل مجانًا يتقى أيوب الله؟! أليس أنك سيجت حوله وحول بيته.. وباركت أعمال يديه.. ولكن أبسط يدك الآن، ومس كل ما له، فإنه في وجهك يجدف عليك" (اي 1: 9-11).
والعجيب أنه -في وداعة الله- يقبل هذا الكلام من الشيطان، ويسمح له بأن يجرب أيوب قائلا له "هوذا كل ماله في يدك" (أي 1: 12).
وبعد أن ينجح أيوب في التجربة، يسمح الله مرة أخري للشيطان أن يقف أمامه مع بنى الله. ويبدي الرب إعجابه بأيوب قائلًا "وإلي الآن هو متمسك بكماله".. وإذا بالشيطان يتطاول ويقول لله "ابسط الآن يدك، ومسَ عظمه ولحمه، فإنه في وجهك يجدف عليك!" (أي 2: 5). والعجيب أنه في وداعة الله يقبل من الشيطان ما قاله في غير خجل! بل ويقول له أيضًا "ها هو في يدك، ولكن احفظ نفسه" (أي 2: 6).
مثل آخر في الوداعة أن السيد المسيح يقبل أن يجربه الشيطان.
وأستغل الشيطان هذه الوداعة، فقال للسيد عن كل ممالك الأرض ومجدها "أعطيك هذه جميعها، إن خررت وسجدت لى" (مت 4: 9).
إن الوديع يسمح أن يكلمه البعض بما يريد بكل جرأة. ولكن لا يجوز أن تُستغل وداعة الوديع، لكي يتطاول البعض عليه بغير حياء.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 89 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,742

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

صفات الإنسان الوديع (1)

1 -من صفات الإنسان الوديع إنه طيب وهادئ ومسالم:
إنه هادئ في صوته، لا يصيح ولا يحدث شغبًا.. وهادئ أيضًا في معاملاته: لا يخاصم، ولا يقطع صلته بإنسان، ولا يحقد على أحد. قيل عن السيد المسيح في العهدين القديم والحديث إنه " لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 12: 19، 20) (اش 42: 2، 3).
إنه لا يقطع رجاء إنسان: فلا يطفئ الفتيلة المدخنة، ربما تمرَ عليها ريح بعد حين، فتشعلها.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
قيل في لقائه مع إيليا النبي لما كان هاربًا من الملكة إيزابل، إنه "إذا بريح عظيمة قد شقَت الجلال وكسرت الصخور.. ولم يكن الرب في الريح. وبعد الريح زلزلة، ولم يكن الرب في الزلزلة. وبعد الزلزلة نار، ولم يكن الرب في النار. وبعد النار صوت منخفض خفيف.." (1 مل 19: 11، 12). وكان الرب يتكلم..
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
2 -هكذا هو صوت الله في وداعته، الصوت المنخفض الخفيف.

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
والإنسان الوديع إنسان هادئ، لا يرفع صوته أزيد مما يجب، ولا يعلو صوته أكثر مما تحتمل الحالة في الكلام. صوته هادئ غير صاخب. بعكس العنفاء الذين في كلامهم صخب. يتكلمون بصوتٍ عالٍ وبحدَة، وعنف.. أحيانًا صوتهم يرعب..
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
3 -والوديع: كما أن صوته منخفض، كذلك نظره منخفض أيضًا.
لا يحدق في أحد، ولا يحملق في أحد. تنطبق عليه عبارة "لا يمْلأ عينيه من وجه إنسان". ومادام لا يملأ عينيه من وجه إنسان، فهو يحتفظ بمعاملاته طيبة مع الكل، لأنه لا يفحص مشاعر الناس بنظراته، ولا يحاول أن يعرف ما بداخلهم. لأن محاولة معرفة الدواخل تعكر المعاملات.
أما غير الوديع فإنه يكلم غيره، وينظر إلي عينيه أثناء كلامه ليري هل هو صادق أم لا؟ وهل نظراته عكس كلامه؟ وهل ملامحه عكس كلامه؟ وهل هو يبطن غير ما يظهر؟ وهل.. وهل..؟ مما يجعله يشك فيه..
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
4 -أما الوديع فيكون في سلام مع الناس، لأنه لا يفحص ملامحهم وتصرفاتهم.
إن تعامل مع أحد لا يتناوله بالفحص والتحقيق، ولا يتناول كل ما يعمله هذا الشخص بتحليل وتدقيق، ويصدر أحكامًا عليه!
وإن جلس مع أناس يأكلون، لا ينظر ماذا يأكلون وكيف؟ وأي صنف يأكلونه؟ وما الذي يحبونه أكثر من غيره؟ وهل يأكلون بسرعة أو بشهوة أو بنهم؟ ولا يرقبهم أثناء الأكل، كما لو كان يحصي كم لقمة يأكلونها.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
5 -إنه هادئ لا يفحص أعمال الناس ولا يراقبهم. ولذلك فهو لا يقع كثيرًا في إدانة الآخرين.
يقول في داخله "ما شأني بذلك؟!"
فإدانة الآخرين تأتى غالبًا من فحص الآخرين ومراقبتهم. أما الوديع فيقول في نفسه "وأنا مالي؟ خلينى في حالي". نعم ما شأني بكل هؤلاء؟! وما دخلي بتصرفاتهم؟! إن كان السيد المسيح قد قال في إحدى المرات "من أقامني قاضيًا أو مقسمًا؟" (لو 12: 14).. فماذا أقول أنا عن نفسي؟! ولماذا أتدخل في أمور لست مسئولًا عنها؟! ولماذا أقحم نفسي في أمور ليست من شأني؟! وهكذا يحتفظ بسلامه الداخلي.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 90 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,742

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

صفات الإنسان الوديع (2)

6- والإنسان الوديع يكون دائمًا بشوشًا مبتسمًا، لا يعبس في وجه أحد.
لا يقطب جبينه ولا نظراته، ولا يتجهم. ولا يستقر عليه أبدًا روح الغضب أو الضيق له ابتسامة حلوة محببة إلي الناس، وملامح مريحة لكل من يتأملها. ولا تسمح له طبيعته الهادئة أن يزجر ويوبخ، وأن يشتد ويحتد. بل هو بطبيعته إنسان هادئ. وكلامه لين ولطيف، وبخاصة إن كان من الخدام أو من رجال الدين.
إن قوانين الكنيسة وتعاليم الآباء تطلب من رجال الدين أن يكونوا بشوشين، يتصفون بالحلم والسماحة غير مخاصمين (1 تى 3: 3). وكذلك سير الآباء تقدم لنا أمثلة كثيرة للوجه السمح المحب والمحبوب. فرجل الدين الذي في ملامحه سلام، يمكنه أن يمنح الناس سلامًا. أما المتجهم دائمًا فإنه يخيفهم من الدين نفسه.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
7- الإنسان الوديع يتمتع بسلام داخلي. فهو لا ينزعج ولا يضطرب، ولا يتسجس مهما كانت الأسباب الخارجية.
قد يكون البحر هائجًا والأمواج مرتفعة، والسفينة تضطرب في البحر ذات اليمين وذات اليسار. أما الصخرة الثابتة في البحر فإنها لا تضطرب. والجنادل التي في البحر لا تهتز، مهما كان عنف الأمواج..
كذلك الوديع: هو كالصخرة أو الجندل، لا يتزعزع مهما كانت الظروف. بل في هدوء يسلم الأمر لله ولا يضطرب. يقول مع داود النبي في المزمور: "إن يحاربني جيش، فلن يخاف قلبي. وإن قام عليَ قتال، ففي هذا أنا مطمئن" (مز 27: 3).

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
يقول مار اسحق "من السهل عليك أن تحرك أحد الجبال من موضعه. وليس سهلًا أن تحرك الإنسان الوديع عن هدوئه".
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
8- ومهما عومل الوديع، لا يتذمر ولا يتضجر، ولا يشكو. بل غالبًا ما يلتمس العذر لغيره، ويبرر في ذهنه مسلكه، ولا يظن فيه سوءًا، وكأن شيئًا لم يحدث! ولا يتحدث عن إساءة الناس إليه، ولا يحزن بسبب ذلك في قلبه. فإن تأثر لذلك أو غضب، سرعان ما يزول تأثره ويصفو. ولا يمكن أن يتحول حزنه إلي حقد..
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
9- وقد يثور البعض عليه، ويوجه إليه اتهامات أو إهانات. فلا يحتد. ولا ينتقم لنفسه، ولا يقاوم الشر (مت 5: 39).
بل قد يصمت في هدوء ويبتسم في وجه من يثور عليه ابتسامة بريئة، وكأنه ليس هنا! ما يجعل الثائر عليه يخجل من إهاناته له!
هذا الإنسان الوديع، له أحيانًا طبع الطفل الهادئ المبتسم.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
10- الإنسان الوديع بعيد عن الغضب، حليم واسع الصدر.
إنه لا يغضب بسرعة، ولا ببطء. ولا ينفعل الانفعالات الشديدة، ولا تراه أبدًا ثائرًا ولا عصبيًا. بل ملامحه هادئة. وكما أنه لا يغضب، فإنه لا يتسبب في غضب أحد. وإن غضب منه أحد، فإن له "الجواب اللين الذي يصرف الغضب" (أم 15: 1).
لذلك فهو إنسان طويل البال، وكثير الاحتمال.
وإذ "له صورة الله" (تك 1: 26، 27)، فهو مثله يحتمل الخطاة الذين يخطئون إليه، ويطيل أناته عليهم، ويعيش في سلام.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
الوديع يتميز بأنه إنسان بطئ الغضب.
كما قال معلمنا القديس يعقوب الرسول "ليكن كل إنسان مسرعًا إلي الاستماع، مبطئًا في التكلم مبطئًا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 1: 9). وما أكثر ما قيل عن إلهنا الوديع: ‘إنه "بطئ الغضب" (يون 4: 2)، وإنه "طويل الروح كثير الرحمة" (مز 103: 8).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من كتاب حياة التواضع والوداعة - الوداعة
من كتاب حياة التواضع والوداعة -التواضع واحترام الآخرين
من كتاب حياة التواضع والوداعة لقداسة البابا شنودة الثالث علاقة التواضع بالصلاة
من كتاب حياة التواضع والوداعة - علاقة الاتضاع
حياة التواضع والوداعة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 11:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024