01 - 03 - 2013, 02:22 PM | رقم المشاركة : ( 81 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ي] موسوعة الكتاب المقدس
التأثير اليونانيّ:
بلغت الحضارة اليونانية ذروتها في الفترة السابقة للإسكندر وقد عُرفت الفترة الأخيرة بأنها "العصر الهيليني" (نسبة إلى "هيلين" ومعناها اليونان). خلال ذلك الزمان صارت اليونانية هي اللغة الدولية في شرق المتوسط وما وراءه. إذ كانت لغة التجارة والثقافة والكتابة، حتى عند الشعوب التي ظلت تتكلم بلغتها القومية. حتى اليهود تأثروا بها. وفي القرن الثاني ق م، تُرجم العهد القديم إلى اليونانية في الإسكندرية بمصر لمنفعة اليهود الناطقين باليونانية هناك. هذه الترجمة، المعروفة بالسبعينية، كانت هي نُسخة العهد القديم المألوفة جداً عند المسيحيين الأولين. ولما تعاظم نفوذ الرومان، انهمكوا في الشؤون اليونانية. ففي 146 ق م دمروا كورنثوس بعد مقاومتها لهم. وكانت تلك نهاية الحرية السياسية لليونان. ولكن الفاتحين الرومانيين أخذوا عن اليونانيين حياتهم الفكرية. فترسخت اليونانية لغةً رسمية للنصف الشرقي من الإمبراطورية الرومانية. وكان طبيعياً أن يُكتب العهد الجديد باليونانية. |
||||
01 - 03 - 2013, 02:22 PM | رقم المشاركة : ( 82 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ي] موسوعة الكتاب المقدس
العهد الجديد:
غالباً ما يذكر العهد الجديد اليونانيين. وهو في بعض الأحيان يعني بهم غير اليهود (الأُمم) أي أهل العالم الروماني الناطقين باليونانية. ويجري قسمٌ ضئيل من الأحداث المدونة في العهد الجديد على أراضي اليونان. ومع أن بولس كان يهودياً متعصباً في الأصل، فقد كتب باليونانية وفهم طرق التفكير اليونانية. فهو كان على علم، مثلاً، باهتمام اليونانيين بالرياضة، وصوّر الحياة المسيحية كما لو كانت سباقاً أو مباراة ملاكمة (1 كورنثوس 9: 24- 27). والقسم الأكبر من خدمته كان في مدنٍ من النوع الإغريقي، ولا سيما في آسيا الصغرى (تركيا)، وكانت تضم آنذاك بعض أكبر المدن اليونانية وأغناها، كأفسس مثلاً. وكانت تلك المدن ما تزال تتمتع بحقوقها وتشهد حياة عامة كثيرة الحركة: اجتماعات وأسواق، ومجالس وانتخابات، ومحاورات ومحاضرات، وألعاب رياضية ومسارح. وكان عند أهلها نقابات عمال، بل أيضاً إضرابات وتظاهُرات. غير أن السلطة الحقيقية كانت بِيَد الحاكم الروماني. |
||||
01 - 03 - 2013, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 83 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ي] موسوعة الكتاب المقدس
لقاء المسيحيّ لليونانيّ:
إن اللقاء الكلاسيكي بين المسيحي واليوناني حدث في أثينا بالذات. وكانت أثينا ما تزال مدينة جامعةٍ، مع أنها تعيش آنذاك على أمجاد ماضيها. ووجد فيها بولس تماثيل دينية عديدة. فبدأ يحاور الموجودين في ساحة المدينة، ودُعي إلى مجلس آريوس باغوس لعرض أفكاره الجديدة. هناك تكلم بولس إليهم بكلامٍ يفهمونه. فاقتبس من أقوال شعرائهم. وتطرق إلى آراء الرواقيين والأبيقوريين، وهما أتباع مذهبين رئيسيين من مفكريهم. لكنه لم يكن مجرد هاوي كلام، بل كانت لديه رسالة يتوق لأن يبلغهم إياها. فعلى الرغم من براعة علمائهم، لم يعرفوا الله. وقد قال بولس لهم بجرأة إن الله "لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي" (أعمال 17: 24) كتلك المعابد الجميلة القائمة حواليهم. بل إن الله يدعو جميع البشر إلى تغيير مسرى حياتهم، ولسوف يدين الجميع على يد المسيح الذي أقامه من بين الأموات. وكان معظم الأثينويّين غير راغبين في قبول هذا التعليم. وقد قال بولس إن اليونانيين يطلبون "حكمة"، ولكن رسالته كانت "جهالة" في نظرهم (1 كورنثوس 1: 22 و23). فقد كانت لمفكريهم وجهة نظر مختلفة حول الحياة بعد الموت. وكانوا هم متكبرين فلم يفتحوا أذهانهم للرسالة المؤيدة بالبراهين والتي من شأنها أن تضطرهم إلى تغيير طُرقهم. |
||||
01 - 03 - 2013, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 84 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ي] موسوعة الكتاب المقدس
ديانة اليونان والرومان :
كانت رقعة الإمبراطورية الرومانية واسعة جداً، وقد شملت شعوباً ذوي معتقداتٍ عديدة ومتنوعة. والقاطنون في شرق الإمبراطورية هم الذين قابلهم أولاً المسيحيون الأولون. وغالباً ما كان هؤلاء متأثرين بأفكارٍ شرقية وصلت إلى أجدادهم قبل زمن طويل من قدوم الحضارة اليونانية إليهم. كان مينوانيُّو كريث وأقدمُ شعوب اليونان يعبدون إلاهة خصب. وكبعلٍ في الأساطير الكنعانية، أعتُقِد أن الإله زوجها يموت ويقوم، مثل فصول السنة. ففيما اختلفت تفاصيل هذا النوع من الدين بين مكانٍ وآخر، كان عدد كبير من هذه الأفكار مشتركاً في جميع أنحاء الأراضي الواقعة شرقي المتوسط. وظلت هذه الأفكار قويةً على الخصوص في المناطق الريفية، حيث اعتمد الناس في معيشتهم على مواشيهم وغلالهم. |
||||
01 - 03 - 2013, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 85 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ي] موسوعة الكتاب المقدس
آلهة اليونان وروما:
جلب اليونانيون الأوائل معهم مجموعة جديدة من الآلهة. وكان كبير آلهتهم زيوس. وقد ترأس على سائر الآلهة الذين أقاموا على الأولمب، وهو أعلى جبلٍ في اليونان. ولما كان اليونانيين مولعين بالمنطق، فقد حاولوا أن ينشئوا تواريخ عائلية كاملة لآلهتهم، ووضعوا جميع المعتقدات القديمة والقصص المحلية ضمن إطار نظامٍ متكامل. وهكذا توسعوا في وصف حياة أولئك الآلهة. وقد كانوا يتصرفون كالبشر، إذ غالباً ما يغارون أو ينتقمون أو يعربدون، لكنهم كانوا بالطبع أقوى من البشر كثيراً. أما الديانة الرومانية فكانت في الواقع مختلفة تماماً. ولكن لما هزم الرومان اليونانيين اتخذوا آلهتهم وغيروا أسماءها. وهكذا صار زيوس هو الإله الروماني جوبيتر. وزوجته هيرا صارت جونو الرومانية، وأخوه بوسيدون- إله البحر- سُمي نبتون. ومن الآلهة الأخرى: آريس (مارس) إله الحرب؛ وهرمس (مركور) رسول الآلهة؛ وهادِس أو بلوتو (ديس) إله الأموات؛ هيفايستوس (فولكان) الحِرَفي الأعرج؛ أبولو إله الحكمة. وأشهر الإلاهات الأُخر: أرطاميس (ديانا) الصيّادة وتوأم أبّولو؛ وأثينا (مينرفا) شفيعة الفن والحرب؛ وأفروديت (فينوس) إلاهة الحبّ؛ ديميتر (سيريز) إلاهة الحصاد. وقد بقيت هذه الأسماء تُذكر بعد توقف الناس عن الاعتقاد بالآلهة التي تمثلها. وما زال بعضها مستعملاً كأسماء كواكب. |
||||
01 - 03 - 2013, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 86 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ي] موسوعة الكتاب المقدس
الأعياد والاحتفالات:
تركزت الديانة اليونانية على المدينة . فكانت تُقام أعيادٌ كبيرة يشترك فيها كثيرون معاً، والأحداث الاجتماعية تأسست أيضاً على الدين. فالألعاب الأولمبية كانت تُقام أولاً كحدث ديني إكراماً لزيوس. والمسرحيات المؤداة على مسرح أثينا، من مآسٍ وملاهٍ، كانت تؤدي أولاً في عيد الإله ديونيسوس. وأعظم آثار اليونان الفنية كان لها أيضاً معنىً ديني. غير أن هذه الديانة لم تشفِ غليل الناس. فهي لم تقدِّم أجوبة حقيقية عن قضايا الخير والشر والحياة والموت. ولم يكن هؤلاء الآلهة قادرين على إنقاذ مدنهم من الكوارث المفاجئة. فكان الناس يبحثون عن معنى الحياة وهدفها: لماذا ينبغي أن يعيشوا حياة صالحة إذا كان الآلهة عاجزين عن إنصافهم؟ |
||||
01 - 03 - 2013, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 87 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ي] موسوعة الكتاب المقدس
الفلاسفة:
تحولّ كثيرون من ذوي التفكير العميق إلى الفلسفة. ودون أفلاطون مباحثات معلمه سقراط في موضوعاتٍ كالعدالة والحياة بعد الموت، وشاد عمارة فكرية راقية. ثم نصح الرواقيون الناس في ما بعد أن يعيشوا على وفاقٍ مع العقل. أما الأبيقوريون فذهبوا إلى أن العالم تكون من جراء تلاقي الذرّات صدفةً وقالوا بأن على الناس أن يعيشوا بسلامٍ ودون خوف واستمد آخرون عِبَرًا خُلُقية جديدة من أساطير الآلهة غير أن عديدين جاوروا اليأس، فعبدوا تايش (الصدفة) وتمنوا إذ ذاك أن تؤتيهم صُدفُ الحياة خيراً. وكثيرون تحولوا إلى التنجيم أو السحر. |
||||
01 - 03 - 2013, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 88 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ي] موسوعة الكتاب المقدس
ديانات جديدة:
لاحت الآخرين آمالٌ في ديانات جديدة غالباً ما جاءت من الشرق، واعدةً المتعبد "بخلاص" شخصيّ. كانت هذه الفكرة مهمة جداً، لكنها عنت للناس أشياء مختلفة جداً: الخلاص من الشر أو الموت، أو من القلق أو الخطر، أو إصابة النجاح في الحياة. وكان الخلاص كلمةً دارجة، كما يتكلم الناس اليوم عن "الأمن" مثلاً. وغالباً ما كان المنتصر يُكرم بوصفه "مخلصاً لشعبه. إذ كان هو من يستطيع إعطاء الناس ما يحتاجون إليه. ولا يمضي إلا قليل حتى يبدأ بعض رعاياه السُذّج يعبدونه كإله. |
||||
01 - 03 - 2013, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 89 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ي] موسوعة الكتاب المقدس
الرومان:
قلَّ ما نعرفه حقاً عن الديانة الرومانية الباكرة. غير أنها كانت آنذاك مختلفة جداً عن ديانة اليونان. فقد رأى الرومان الأولون أن قوة إلهية (نِيومِن) موجودة في الطبيعة، وأرادوا أن يمسكوا بزمام لسدِّ حاجاتهم. وهكذا وُجِدت آلهة للبيت وللمدخل وللحقول، وهكذا. وقلةٌ فقط من آلهة الدولة الرسمية، كجوبيتر، صُوِّرت بوضوحٍ كأشخاص. فإن معظم الآلهة تبدو لنا ذات وجود غاض. ولكن لما حصل التأثير اليوناني لاحقاً، وُضعت الآلهة الرومانية في إطار نظام الآلهة اليوناني. وقد امتزجت المعتقدات الرومانية بالأفكار اليونانية بحيث يصعب تمييز ما هو رومانيٌ صرف. |
||||
01 - 03 - 2013, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 90 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ي] موسوعة الكتاب المقدس
الدين والإنسان العاديّ:
كان بين اليونان والرومان دائماً عدة أشياء مشتركة. فالجميع عبدوا آلهة عديدة، ولكن دينهم كان قليل التأثير في أُسلوب حياة العابد. ولم تكن العقيدة ولا طريقة السلوك مهمتين فعلاً. فكان للمرء أن يعتقد ما شاء، ما دام يقوم بما هو مطلوب من المواطن الصالح ويظلُّ على ولائه للدولة. فلم يكن من تشديد كثير على البحث عن الحق، ولا وُجدت هيئةٌ من الكهان ذاتُ نفوذ. وكان الآلهة بعيدين، وينبغي تأدية الإكرام الواجب لهم. غير أنهم لم يكونوا معنيين بشؤون البشر في العُمق. وقلَّما كان لدى الرومان المثقفين في أيام يوليوس قيصر (القرن الأول ق م) اعتبارٌ لآلهتهم. كانوا يميلون إلى استخدام شكليّات الدين لأغراضهم الخاصة عندما تدعو المصلحة الشخصية أو الضرورة السياسية. ولكنهم لو فكروا جدياً في الحياة، على غرار اليونانيين، لتحولوا إلى الفلسفة أو إلى أديانٍ جديدة. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موسوعة الكتاب المقدس الإصدار الرابع أكبر موسوعة عربية مسيحية |
موسوعة الكتاب المقدس الإصدار الرابع أكبر موسوعة عربية مسيحية |
[ن] موسوعة الكتاب المقدس |
[ح] موسوعة الكتاب المقدس |
[ج] موسوعة الكتاب المقدس |