![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 89771 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس كيرلس الكبير "المثل يُبيّن كما ان قدرة السلطان الملوكي تتطلب من العبيد أن يخضعوا له كدين يلتزمون به، هكذا يقول بأن الرب لا يقدم شكرًا للعبد حتى وإن فعل ما وجب عليه عمله لأنه عبد". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89772 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 9أَتُراه يَشكُرُ لِلخادِمِ أَنَّه فعَلَ ما أُمِرَ به؟ تشير عبارة " يَشكُرُ " الى ان ما عمله الخادم هو عادي. فلماذا يحسبه فوق العادة ويطلب عنه مكافأة خاصة او تهنئة. الله هو الذي أعطانا أن نفعله، فلماذا ننسب لأنفسنا ما صنعته نعمة الله كما جاء في تعليم يعقوب الرسول "كُلُّ عَطِيَّةٍ صالِحَةٍ وكُلُّ هِبَةٍ كامِلَةٍ تَنزِلُ مِن عَلُ مِن عِندِ أَبي الأَنوار" (يعقوب 16:1)؛ وعليه فان يسوع يطلب من تلاميذه الاتضاع، فإن ثبتوا وغفروا وفعلوا كل شيء صالح، عليهم ان يشعروا أنهم فعلوا ما هو واجب عليهم، وأنهم لم يقدموا ما يوفي محبة الله لهم. فلا يجوز أن يقولوا " قمنا بالواجب، وبقي أن ننال المكافأة". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89773 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وهكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه)). لا تشير عبارة " نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم: الى ان لا قيمة للخدم الذي ينكرون فيه تعبهم وجهدهم كما لو أنّه لم يكن شيئًا او الى التواضعٍ الزائفٍ، بل المقصود هو اعتبار كلّ جهد وتعب على أنّه استجابة لحبّ الله، وهو جواب على جهده وامتنان للحياة الّتي يهبنا إيّاها، وهي حياته نفسها. لكن هذه الآية تنطبق على التلاميذ انطباقا تاما، لأنه ليس من إنسان لا غنى عنه في خدمة الرب. وهذا هو السبب الذي جعل بولس الرسول يعتبر نفسه مديونًا للكل "فعَلَيَّ حَقٌّ لِليونانِيِّينَ والبَرابِرة، لِلعُلْماءِ والجُهَّال"(رومة14:1). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89774 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وهكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه)). "وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه " فتشير الى العبارة المألوفة "لا شكر على واجب" ويُعّلق القديس مرقس الناسك "نحن الذين وهب لنا الحياة الأبدية، نصنع الأعمال الصالحة لا لأجل الجزاء، بل لحفظ النقاوة التي وُهبت لنا". فملكوت السماوات هو هبة يعطيها الرب للعبيد المؤمنين وليس جزاءً لأعمالنا. اما القديس أمبروسيوس فيعلق "لا تفتخر أن كنت عبدًا صالحًا، فهذا واجب ملتزم أنت به". فنحن لم نوفِ الله حقِّه، إنما نحن مدينون له بحياتنا أولاً ثم بكل ما بين أيدينا، ثم بفدائه، وبحصولنا على البنوة. أمّا كيف يرى الله عمل خادمه، فيصفه يسوع في موضع آخر: " طوبى لأُولِئكَ الخَدَم الَّذينَ إِذا جاءَ سَيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين. الحَقَّ. أَقولُ لكم إِنَّه يَشُدُّ وَسَطَه ويُجلِسُهُم لِلطَّعام، ويَدورُ علَيهم يَخدُمُهم" (لوقا 12: 37). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89775 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس مرقس الناسك "نحن الذين وهب لنا الحياة الأبدية، نصنع الأعمال الصالحة لا لأجل الجزاء، بل لحفظ النقاوة التي وُهبت لنا". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89776 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قوة الايمان (لوقا 17: 5-6) كان التلاميذ واعين لعِظمة وخطورة متطلبات يسوع. لذلك ها هم يوجِّهون إليه هذه الصلاة "زِدْنا إِيماناً"(لوقا 17: 5). وبما ان الايمان موهبة من الله لذلك طلبوها بالصلاة. ولماذا طلبوها؟ لأنهم أرادوا الايمان اللازم لعمل ما يطلبه منهم السيد المسيح، إذ أدركوا أن ما يطلبه السيد المسيح هو فوق حدود الطبيعة الإنسانية فطلبوا قوة |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89777 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مفهوم الايمان؟ كلمةُ "الإيمان" من حيث اللفظُ واحدة، ولكنها تحملُ معنيين مختلفين: هناك نوعٌ من الإيمان يتصلُ بالعقائد، ويعني اطَّلاعَ النفس وموافقتها على أمرٍ معينٍ، ومفيدٍ للنفس، كما يقولُ الربُّ: "من سمعَ كلامي وآمن بمن أرسلني فلهُ الحياةُ الأبديةُ ولا يمثلُ لدى القضاءِ" (يوحنا5:24)، وأيضاً: "من آمنَ بالابنِ لا يُدان، ولكنه ينتقلُ من الموتِ إلى الحياة" (يوحنا3: 18). وهناك نوعٌ آخرُ من الإيمان يمنحُه السيدُ المسيحُ على طريقةِ الهبةِ المجانية، هو عطية الله، ننعم به إن سألناه هذه العطية. "يتلقى واحدٌ منَ الروحِ كلامَ الحكمةِ وآخرُ يتلقى وفقاً للروحِ نفسهِ، كلامَ المعرفةِ، وسواهُ الإيمانَ في الروحِ نفسهِ، وآخرُ هبةَ الشفاءِ" (1قورنتس12: 8-9). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89778 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هذا الإيمان المُعطى على طريقةِ الهبةِ المجانيةِ ليس إيمانَ عقيدةٍ بل يمنحُ الإنسانَ قدرةً تفوقُ قواه البشرية. فمن كانَ له مثلُ هذا الإيمانِ يقولُ لهذا الجبل: "انتقلْ من هنا إلى هناكَ فينتقلُ" (متى17: 20). إن قالَ أحدٌ ذلك وهو يؤمنُ أنَّ ما يقولهُ سوفَ يَحدثُ ولم يشكَّ في قلبهِ، نالَ تلك النعمة، كما يؤكده أنجيل مرقس "الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن قالَ لِهذا الجَبَل: قُم فَاهبِطْ في البَحْرِ، وهو لا يَشُكُّ في قَلبِه، بل يُؤمِنُ بِأَنَّ ما يَقولُه سيَحدُث، كانَ له هذا" (مرقس 11: 23). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89779 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هذا الايمان الذي يقصده يسوع ليس قوة سحرية يكتسبها الانسان بالتفكير والاجتهاد، إنما هو الايمان بكلمة الله والاِتِّكَالُ على قوته تعالى والعمل بمشيئة القدوسة. هو طاعة كاملة ومتضعة لإرادة الله، واستعداد مطلق لتنفيذ كل ما يدعونا إليه. والتصديق بالله كلي القدرة. فمن لا يعمل بمشيئة الله، لا يعمل بقوة الايمان، وإذا كان المؤمن مع المسيح، والمسيح مع المؤمن، عندئذٍ يعمل المسيح فيه. ومنه يستمدُ المؤمن القوةَ التي تفعلُ أكثرَ مما تقدرُ أن تفعلَ قواه البشرية. وعليه فإن "الإيمان" هو سرّ قوة المؤمن، وبدونه لن ينعم المؤمن بنعمة المسيح، وبدون هذه النعمة لا يقدر أن يغفر للغير. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89780 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اما القوة التي تحل فينا بالإيمان لا تعتمد على حجم الايمان بل على اصالته. ان حبة الخردل هي صغيرة جدًّا، لكن يسوع يقول لنا أنه يكفي أن يكون إيماننا بحجمها صغيرا، ولكن حقيقيا، وصادقا، لنتمكن من فعل ما هو مستحيل بشريًّا، وما لا يمكن تخيله. للإيمان قوة مهما كان قليلا. فليس مسالة إيمان إضافي، بل إيمان أصيل، والقليل من الايمان يمنح صاحبه سلطانا على صنع المعجزات. ولسنا بحاجة الى مزيد من الايمان، فقدر ضئيل منه، كحبة الخردل، يعتبر كافيا شريطة ان يكون الايمان حيا وناميا وفعالا. وتاريخ الكنيسة هو حافل بالشواهد على هذه الحقيقة، فالقديسون كلهم قد اختبروا قوة الإيمان وكلهم صنعوا المعجزات. يتساءل البابا فرنسيس " كم شخص، في وسطنا، يتمتع بهذا الإيمان القوي، والمتواضع، إيمان يصنع الكثير من الخير!". |
||||