![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 89711 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أنا مثل الجفنة أثمرت رائحةً طيبةً، وأنواري أثمار البهاء والمجد: (أبن سيراخ ص24ع23) وأنما شبهت ذاتها بالجفنة ليس فقط لأجل الحال المتضعة التي كانت هي بها لدى أعين الناس، بل أيضاً لأجل أنه كما أن الكرمة تنمو وتمتد على الدوام. ولذلك يقال بالمثل: أن الكرمة لا ينتهي نموها: اذ أن الغروس الأخرى كأشجار الليمون والتوت والتفاح وأمثالها تنمو مرتفعةً وممتدةً الى حدٍ أعتياديٍ لا تتجاوزه. وأما الجفنة فتمتد دائماً ناميةً وتعلو أغصانها بمقدار علو الشجرة التي تكون هي أي الكرمة ملتقةً عليها ومستندةً فوقها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89712 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم البتول الكلية قداستها قد أمتدت على الدوام ناميةً في الكمال. ولذلك يهتف نحوها القديس غريغوريوس العجائبي مسلماً عليها بقوله: أفرحي أيتها الكرمة الحية النامية على الدوام: وقد كانت هذه السيدة متحدةً بالله دائماً ومستندةً عليه بحسب كونه تعالى مسندها الوحيد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89713 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يتكلم عنها الروح القدس قائلاً: من هي هذه الصاعدة من البرية مدللةً مستندةً على حبيبها: (نشيد ص8ع5) فالقديس أمبروسيوس يقول في تفسيره هذا النص: من هي هذه التي لمرافقتها الكلمة الإلهي الأزلي، تنمو ممتدةً وصاعدةً نظير الكرمة المستندة على شجرةٍ عالية جداً والملتفة عليها.* |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89714 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كثيرون من العلماء اللاهوتيين البارعين الرصينين يقولون أن تلك النفس المكتسبة قوة ملكة الفضيلة متأصلةً فيها، فطالما هي تجاوب بأمانةِ ساعيةً مع النعم الحالية الفعلية التي يمنحها الله إياها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89715 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يمكنها دائماً أن تبرز فعلاً بالعزم والنية موازياً لملكة الفضيلة تلك المكتسبة منها، بنوع أنها في كل المرات تربح لذاتها أستحقاقاً جديداً مضاعفاً موازياً لمجموع الأستحقاقات كلها التي تكون هي قبلاً أكتسبتها، فهذا النمو العظيم قد أعطى (كما يعلم اللاهوتيون المومى إليهم) للملائكة في الحال التي هم مستسيرون بها، فأن كان منح للملائكة هذا الإيهاب والنعمة فمن تراه يستطيع أنكاره على الأم الإلهية في مدة حياتها على الأرض. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89716 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في الزمن الذي هي فيه أستمرت مسجونةً في أحشاء أمها، حيث أنها بكل تأكيدٍ قد كانت حينئذٍ أمينةً على حفظ النعمة الإلهية مجاوبةً عليها بأبلغ نوع من الملائكة أنفسهم. فهذه الطفلة القديسة اذ قد أمكنها وأكتسبت في الزمن المشار إليه جميعه، وفي كل دقيقة منه أضعاف تلك النعمة السامية في العظمة التي نالتها من الله منذ البرهة الأولى من حياتها. لأن سعيها مع هذه النعمة كان بكل قواها وبسائر أنواع الكمال في كل دقيقةٍ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89717 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أنها أن كانت في الدقيقة الأولى التي فيها خلقت نفسها قد فازت من النعمة الإلهية بمقدارٍ مثلاً يوازي ألف درجة من هذه النعمة، ففي الدقيقة الثانية قد أكتسبتها مضاعفة أي ألفين درحة، وفي الدقيقة الثالثة أربعة ألف، وفي الرابعة ثمانية ألف، وفي الخامسة ستة عشر ألفاً، وفي السادسة أثنين وثلاثين ألفاً. وهلم جرا الى يومٍ كاملٍ والى شهرٍ بتمامه وأخيراً الى تسعة أشهرٍ، مضاعفةً فيها هذه النعم والأستحقاقات بالنوع المذكور، فاذاً حينما أتلدت من أحشاء أمها كم وجدت هي غنيةً بخزائن النعم والأستحقاقات الفائقة الأدراك.* |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89718 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فلنفرح اذاً متهللين مع حبيبتنا هذه الطفلة المجيدة. التي ولدت في العالم من أمها بهذا المقدار ساميةً في القداسة، محبوبةً في عيني الله، ممتلئةً من النعم الغنية. ولنبتهج ليس من أجلها هي فقط بل من أجل ذواتنا نحن أيضاً. لأنها هي قد جاءت الى العالم ممتلئةً نعمةً ليس من أجل مجدها الذاتي فقط بل من أجل خيرنا نحن أيضاً. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89719 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القديس توما اللاهوتي يتأمل في كتيبه الرابع، في أن مريم العذراء المثلثة القداسة قد كانت بثلاثة أنواع ممتلئةً نعمةً، فهي بالنوع االأول كانت ممتلئةً نعمةً في نفسها الجميلة، التي منذ بدء خلقتها كانت بجملتها مختصةً بالله. وبالنوع الثاني كانت ممتلئةً نعمةً بجسدها، حتى أنها أستحقت أن تنسج من لحمانها الفائقة الطهارة سداءً تلبس منه جسداً لكلمة الله الأزلي المتجسد من دمائها، وبالنوع الثالث كانت ممتلئةً نعمةً لأجل الخير العام، لكي يستطيع البشريون أجمعون أن يستفيدوا الخير لذواتهم بواسطتها ومنها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89720 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أن البعض من القديسين قد نالوا من الله مقداراً وافراً من النعم، كافيةً ليس لخلاصهم هم فقط، بل لخلاص غيرهم أيضاً من البشر، ولكن لا لخلاص البشر أجمعين، الا أنه ليسوع المسيح فادينا، ولمريم العذراء شفيعتنا قد أعطيت نعمةٌ هذه صفتها لخلاص كل البشر. ومن ثم أن ما كتبه القديس يوحنا الإنجيلي عن يسوع المسيح بقوله: زمن أمتلائه نحن كلنا أخذنا: (ص1ع16) فهذا نفسه يقوله القديسون بالنسبة الى مريم العذراء |
||||