![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 89041 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقد جاء المسيح الذي كان يوحنا المعمدان ينادي به فبدأ خدمته، وبهذا أتمَّ يوحنا إرساليته. الشهادة للحق أهم من الحياة ذاتها. فأصبح استشهاده مقدّمة إلى آلام ابن الإنسان" كما جاء في جواب يسوع على سؤال التلاميذ “إِنَّ إِيلِيَّا يَأتي أَوَّلاً ويُصلِحُ كُلَّ شَيء. فكيفَ كُتِبَ في شأَنِ ابنِ الإِنسان أَنَّه سَيُعاني آلاماً شديدةً ويُزدَرى؟ على أَنِّي أَقولُ لَكم إِنَّ إِيليَّا قد أَتى، وصَنَعوا بِه كُلَّ ما أَرادوا كَما كُتِبَ في شأَنِه " (مرقس 9: 11-13). فاستحقَّ المعمدان من سيدنا يسوع المسيح أعظم شهادة ‘إذ نظر إعجاب إلى يوحنا المعمدان بوصفه آخر الأنبياء وأعظمهم وصرّح " لم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِ أَكبَرُ مِن يوحنّا المَعمَدان". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89042 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بما أن ملكوت الله قد افتتح عصراً جديداً، يتابع يسوع قوله: " ولكنَّ الأَصغَرَ في مَلَكوتِ السَّمَواتِ أَكبرُ مِنه " (متى 11: 11-12). فعلينا ان نكون شهوداً ليسوع المسيح في حياتنا، وذلك من خلال أعمالنا، وسيرتنا الحميدة، وإيماننا القوي والراسخ بيسوع، وأن نؤدي الشهادة بجرأة، كما أدَّاها يوحنا المعمدان الذي لم يثنيه عن القيام بهذه الشهادة، لا مصاعب، ولا سجن، ولا الاستشهاد في سبيل الحق. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89043 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() رسالة يوحنا التعليمية لم يُهيّ يوحنا المعمدان طريق الرب من خلال رسالته النبوية فحسب، أنما أيضا من خلال رسالته التعليمية. وتتضمن رسالة التعليمية محورين: دعوة للتوبة والمعمودية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89044 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() دعوة للتوبة لإعداد مجيء الرب في مطلع إنجيل متى نجد الدعوة إلى التوبة التي حملها الأنبياء في كرازة يوحنا المعمدان، آخر الأنبياء وخاتمهم. وإن جملة واحدة تلخص رسالته بكاملها " توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات " (متى 3: 2). يطلب يوحنّا من مستمعيه تحويل أفكارهم وقلوبهم بعيداً عن كلّ ما كانوا يعتبرونه هدف حياتهم وأن يتطلّعوا إلى الربّ فقط. والسبب هو أنّ "ملكوت السماوات قد اقترب". ومام إنجيل لوقا فيلخص رسالة يوحنا المعمدان ايضا بقوله " يَرُدُّ كَثيراً مِن بَني إِسرائيلَ إِلى الرَّبِّ إلهِهِم ويَسيرُ أَمامَه وفيهِ رُوحُ إيليَّا وَقُوَّتُه، لِيَعطِفَ بِقُلوبِ الآباءِ على الأَبناء، ويَهْديَ العُصاةَ إلى حِكمَةِ الأَبرار، فَيُعِدَّ لِلرَّبِّ شَعباً مُتأَهِّباً " (لوقا 1: 16-17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89045 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التوبة هي تغيير الاتجاه وتغيير القلب والعقل من جهة الخطيئة ليهتدي الانسان ويتجه نحو الله ويرجع اليه. إنها التحوّل عن الخطيئة الى الله. إنها تغييرٌ في السلوك بحيث يدير الإنسان وجهه لا ظهره لله تعالى، ويقوم بتصحيح المفاهيم الخاطئة الّتي قد تُعطّله عن الاقتراب إلى السيّد المسيح. وعليه فان يوحنّا المعمدان يناشد مستمعيه ان يحوّلوا وجوههم الى 180 درجة، من حياة التركيز على الذات، الذي يؤدي الى تصرفات خاطئة مثل الكذب، والخداع، والسرقة، والنميمة، والانتقام، والفساد، وخطايا الجنس والحسد والبغض، الى إتباع طريق الله كما هي مدوّنة في كلمته في الكتاب المقدس. وهذا يتطلب ثلاث خطوات: خطوة الى الماضي وهي الندامة، وخطوة الى الحاضر، وهي الاعتراف كما يؤكد يوحنا المعمدان، وخطوة الى المستقبل، وهو القصد بعدم العودة الى الخطيئة اعتمادا على نعمة الله. ومن يقبل التوبة تنفتح عيناه الروحية التي اغلقتها الخطيئة. ومن تنفتح عيناه يعرف المسيح حين يظهر، وهكذا كان يوحنا يهيئ الطريق للمسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89046 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لكن التوبة بلا ثمر هي مظاهر ورياء. وكان اليهود يظنُّون أنهم يُخلِّصون لمجرد انتسابهم لإبراهيم. فشرح يوحنا لهم أن الخلاص ليس ميراثًا من الآباء، وان الانتماء إلى ذرية ابراهيم لن يُجدي نفعاً فقال لهم "لا يَخطُرْ لَكم أَن تُعلِّلوا النَّفْسَ فتَقولوا ((إِنَّ أبانا هوَ إِبراهيم)). فإِنَّي أَقولُ لَكم إِنَّ اللهَ قادِرٌ على أَن يُخرِجَ مِن هذهِ الحِجارةِ أَبناءً لإِبراهيم" (متى 3: 9). فجميع البشر ينبغي أن يعترفوا بأنهم خطأة، وأن يثمروا ثمراً يليق بالتوبة "أَثمِروا إِذاً ثَمَراً يَدُلُّ على تَوبَتِكم" (متى 3: 8)، وأن يتبنّوا سلوكاً جديداً ملائماً لحياتهم الجديدة (لوقا 3: 10-14). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم: "جاء يوحنا ليقودهم إلى التوبة لا لكي يُعاقَبوا، وإنما خلال التوبة يدينون أنفسهم مسرعين إلى نوال المغفرة. فإنهم ما لم يدينوا أنفسهم لا يقدرون أن يطلبوا نعمته، وبعدم طلبهم هذا لا يمكنهم نوال المغفرة". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89047 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس يوحنا الذهبي الفم: "جاء يوحنا ليقودهم إلى التوبة لا لكي يُعاقَبوا، وإنما خلال التوبة يدينون أنفسهم مسرعين إلى نوال المغفرة. فإنهم ما لم يدينوا أنفسهم لا يقدرون أن يطلبوا نعمته، وبعدم طلبهم هذا لا يمكنهم نوال المغفرة". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89048 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يفتح مجيء المسيح باباً للرجاء؛ ولكنّ يوحنا يركز خاصة على الدينونة التي ستسبق هذا الرجاء كما جاء في كلامه للفريسيين والصدوقيين "مَن أَراكم سَبيلَ الهَرَبِ مِنَ الغَضَبِ الآتي؟" (متى 3: 7). باختصار، رسالة التوبة هي بشرى سارّة لمن يتجاوبون معها، ويصغون إليها ويطلبون الغفران، ولكنّها بشرى مُرعبة للّذين يأبون الإصغاء ويرفضون مصدر رجائهم الأبديّ الا وهو يسوع المسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89049 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() دعوة يوحنا للمعمودية لإعداد مجيء الرب لم يهيّا يوحنا المعمدان مجيء الرب يسوع من خلال دعوة الناس الى التوبة، بل ايضا من خلال معمودية الماء. كان عمل يوحنا المعمدان الاساسي هو تأسيس سر المعمودية " الَّذي أَرسَلَني أُعَمِّدُ في الماءِ " (يوحنا 1: 33)؛ فكان يُعرض معمودية الماء كعلامة للتوبة. وهذه المعمودية تُعدّ التائبين لمعمودية النار والروح القدس، التي سيمنحها المسيح " أَنا أُعمِّدُكم في الماءِ مِن أَجْلِ التَّوبة، وأَمَّا الآتي بَعدِي فهو أَقْوى مِنِّي، مَن لَستُ أَهْلاً لأَن أَخلَعَ نَعْلَيْه. إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار" (متى 3: 11). كان يوحنا المعمدان ينبئ بالعماد في الروح والنار، لذا لم تكن معمودية يوحنا إلا مؤقتاً، ويُعلق القديس أمبروسيوس "كثيرين يتطلّعون إلى يوحنا المعمدان كرمز للناموس، بكونه يقدر أن ينتهر الخطيّة، لكنّه لا يقدر أن يغفرها". ولم تكن معموديّة يوحنا تحمل في ذاتها القدرة على غفران الخطايا والتقدّيس، ولم يكن لها أن تهب البنوّة لله، الأمر الذي انفردت به معمودية المسيح، إنّما ما حملته من قوّة فقد استمدّته كرمز من قوّة المرموز إليه، كما حملت الحيّة النحاسيّة قوّة الشفاء خلال الصليب الذي ترمز إليه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89050 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس أمبروسيوس "كثيرين يتطلّعون إلى يوحنا المعمدان كرمز للناموس، بكونه يقدر أن ينتهر الخطيّة، لكنّه لا يقدر أن يغفرها". |
||||