![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 89031 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() رسالة يوحنا النبوية هيّأ يوحنا المعمدان طريق الرب من خلال رسالته النبوية. إن الجميع ينظرون إلى يوحنا كنبي. وفي الواقع إنه أُسوة بأنبياء الأيام السالفة، يترجم الشريعة في عبارات تفيد في الحياة اليومية، فكان يوحنا على سيبل المثال يقول لهيرودس انتيباس "إِنَّ هِيروديّا امرَأَةِ أَخيهِ فِيلبُّس لا تَحِلُّ لَكَ" (متى 14: 4). وإنه يُنذر باقتراب الغضب والخلاص "توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات" فأَثمِروا إِذاً ثَمَراً يَدُلُّ على تَوبَتِكم" (متى 3: 2 و8). وبواسطة يوحنا يُقدِّم كل الأنبياء الشهادة ليسوع " فَجَميعُ الأَنبِياءِ قد تَنَبَّأوا، وكذلك الشَّريعة، حتَّى يوحنّا (متى 11 :13). ويضيف لوقا البشير " ومِن ذلكَ الحِينِ يُبَشَّرُ بِمَلكوتِ الله، وكُلُّ امْرِئٍ مُلزَمٌ بِدُخوِله" (لوقا 16:16). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89032 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يُقدَّم يوحنا على ضوء نبوات الأنبياء، على أنه آتٍ ليعدّ قلوب الناس لمجيء يسوع المسيح. إنه يُبشر بالدينونة الأخيرة وبمجيء الملكوت. فكان لا بد من وجوده كي نلمس الفرق بين تعاليم النبوة وموضوعها أي المسيح. فيوحنا يميز نبوياً المسيح " ذاك " الذي هو موجود في العالم دون أن يعرفه العالم، مشير إليه " أَنا أُعَمِّدُ في الماء، وبَينَكم مَن لا تَعرِفونَه" (يوحنا 1: 26). فكان ليوحنا رسالة نبوية حول مجيء المسيح من خلال مظهره ومأكله وتواضعه وموته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89033 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() رسالة يوحنا النبوية من خلال مظهره ومأكله يصف متى الإنجيلي يوحنا المعمدان بقوله "كانَ على يوحنّا هذا لِباسٌ مِن وَبَرِ الإِبِل، وحَولَ وَسَطِه زُنَّارٌ مِن جِلْد. وكان طَعامُه الجَرادَ والعَسلَ البَرِّيّ. " وكان هذا لباس الأنبياء (زكريا 4:13). لقد قدّم متى الانجيلي هذا المظهر ليتذكّر اليهود إيليّا النبي الغيور، فقد جاء يوحنا المعمدان كإيليّا يسبق الرب. ويوحنا المعمدان الذي قدّر له أن يكون إيليا الجديد (لوقا 1: 16 -17)، يذكّرنا بالنبي إيليا العظيم بملبسه وبطريقة الحياة الخشنة (متى 3: 4) التي مارسها في البريّة منذ شبابه، لم يلبس يوحنا الملابس الطويلة كالفرّيسيّين، ولا الملابس الناعمة كحاشية الملك، وإنما ارتدى الملابس اللائقة بالدعوة للتوبة. تحوّل يوحنّا عن كلّ شيء من أجل أن يتطلّع إلى الربّ فقط. ليس لديه أيّ شيء في الصحراء؛ كلّ ما كان يملك هو ثوبه من وبر الإبل وأيّ طعام استطاع أن يجده في الصحراء. إنّ يوحنّا يعيش الرسالة الّتي كان يُعلنها. ويعلق العلامة أوريجانوس "كانت صرخات يوحنا لا تخرج من فمه فحسب، وإنما تنطلق من كل حياته، تعلنها حياته الداخليّة ومظهره الخارجي، حتى ملبسه كان أشبه بعظة صامتة وفعّالة، وأيضًا طعامه". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89034 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يظهر يوحنا بما فيه من غيرة متّقدة أنه إيليا الجديد المنتظر الذي عليه أن يُعدّ الناس لمجيء المسيح (متى 11: 14)، كما تنبا ملاخي النبي "هاءَنَذا أُرسِلُ إليكم إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبلَ أَن يأتي يَومُ الرَّبِّ العَظيمُ الرَّهيب " (ملاخي 3: 23). وكان عمله " أن َيَرُدُّ قُلوبَ الآباءِ إِلى البَنينَ وقُلوبَ البَنينَ إلى آبائِهم، لِئَلاَّ آتي وأَضرِبَ الأَرضَ بِالتَّحْريم" (ملاخي 3: 24)، وهي آخر مهلة حدَّدها الله لتسكين الغضب قبل أن يتفجر كما جاء في كتابات يشوع بن سيراخ " اَكتُتِبتَ في إنْذاراتٍ للأيَّام الآتِيَة لِتُسَكِّنَ الغَضَبَ قَبلَ اْنفِجارِهَ وتردَّ قَلبَ الأبِ إلى الاْبن وتُصلِحَ أَسْباطَ يَعْقوب" (يشوع بن سيراخ 48: 10). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89035 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن هذا الانتظار للأزمنة الأخيرة (مرقس 15: 35-36) قد تَمَّ في يوحنا المعمدان كما صرّح يسوع المسيح لتلاميذه " إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ وسيُصلِحُ كُلَّ شَيء. ولكن أَقولُ لَكم إِنَّ إِيلِيَّا قد أَتى، فلَم يَعرِفوه، بَل صَنَعوا بِه كُلَّ ما أَرادوا. وكذلك ابنُ الإِنسانِ سَيُعاني مِنهُمُ الآلام. ففَهِمَ التَّلاميذُ أَنَّه كَلَّمهم على يوحنّا المَعمَدان"(متى 17: 10-13) لكن بطريقة سريّة، لأن يوحنا لم يكن هو إيليا كما جاء في رد يوحنا على من سأَلوه قال: " لَستُ إِيَّاه". (يوحنا 1: 21)، وإن كانت كرازته ترد قلوب الابناء إلى آبائهم فلم يكن هو الذي يسكن غضب الله. قد حقق يوحنا المعمدان مثال إيليا فيما يختص بالمناداة بالتوبة في البرية (متى 3: 4). لكن يسوع هو الذي حقَّق صفاته الرئيسية في الشفاء والخلاص. فمنذ الناصرة حدّد المسيح رسالته الشاملة بالمقارنة مع رسالة ايليا (لوقا 4: 25-26). لكن لم يبالِ اليهود برسالته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89036 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() رسالة يوحنا النبوية من خلال تواضعه أقرّ المعمدان أنه لا يستحقّ أن يحلّ سير حذاء الذي يأتي بعده، مع أنه "كائن قبله" (يوحنا1: 19-30). "وأَمَّا الآتي بَعدِي فهو أَقْوى مِنِّي، مَن لَستُ أَهْلاً لأَن أَخلَعَ نَعْلَيْه "(متى 3: 11)، وهنا يتنبأ المعمدان عن مجيء المسيح “من يأتي" ويعمّد بالروح والنار (متى 3: 11-12)، فهو يسوع الذي نزل عليه الروح أثناء اعتماده على يده (يوحنا 1: 31-34). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89037 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أعد يوحنا المعمدان البشر لملاقاة الرب، احتجب بعد مجيء يسوع كما صرّح يوحنا نفسه لليهود "أَنتُم بِأَنفُسِكم تَشهَدونَ لِي بِأَنِّي قُلتُ إِنِّي لَستُ المَسيح، بل مُرسَلٌ قُدَّامَه" (يوحنا 3: 28). وكما وصف يوحنا البشير " جاءَ شاهِداً لِيَشهَدَ لِلنَّور فَيُؤمِنَ عن شَهادتِه جَميعُ النَّاس. لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور" (يوحنا 1: 7-8). فعلى كل نبي أن يصغر لكي يعظم المسيح كما صرّح يوحنا المعمدان "لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر" (يوحنا 3: 30)، وذلك لكي تبنى الكنيسة في الرب، وفي الروح، وترتفع هيكلاً مقدسا يسكن فيه الله كما يعلمنا بولس الرسول "فيه يُحكَمُ البِناءُ كُلُّه وَيرتَفِعُ لِيَكونَ هَيكلاً مُقدَّسًا في الرَّبّ، وبِه أَنتُم أَيضًا تُبنَونَ معًا لِتَصيروا مَسكِنًا للهِ في الرُّوح" (أفسس 2: 21-22). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89038 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أن حكمة القدير تسرّ بالكشف عن ذاتها، بواسطة المتواضعين الذين يحتقرهم العالم، كما جاء في تعليم بولس الرسول " وما كانَ في العالَمِ مِن غَيرِ حَسَبٍ ونَسَبٍ وكان مُحتَقَراً فذاكَ ما اختارَهُ الله: اِختارَ غَيرَ المَوجودِ لِيُزيلَ المَوجود، حتَّى لا يَفتَخِرَ بَشَرٌ أَمامَ الله. "(1 قورنتس 1: 28-29). فسر نجاح يوحنا المعمدان هو تواضعه؛ فما أعظم التواضع الذي يتحلّى به ذاك الذي يرسله الرب، ليُعدّ له الطريق! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89039 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() رسالة يوحنا النبوية من خلال موته: لم يكتف المعمدان ان يتنبأ عن مجي المسيح من خلال حياته، بل تنبا عنه أيضا من خلال موته. فلم يكن ليوحنَّا المعمدان أية قوَّة او جاه في النظام السياسي، إلاّ أنه كان شجاعاً لا يخاف المواجهة، ولا يقبل إنصاف الحلول. فكان يتحدث بسلطان لا يُقاوم. لأنه كان يتكلم بالحق (لوقا 1: 17). وكان يحث الناس على ترك خطاياهم ويُعمّدهم كرمز لتوبتهم (متى 3: 9). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 89040 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حثَّ يوحنا المعمدان الملك هيرودس على الاعتراف بخطيئته، وندّد بزنى الملك هيرودس، اما هيروديا التي تزوَّجت هيرودس خلافا للشريعة، فقررت ان تتخلص منه وتعرّضه للسجن ثم للقتل (متى 14: 3-12). وبالرغم من أنها تمكنت من قتله إلاَّ انها لم تقدر ان توقف رسالته. |
||||