![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 88031 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هؤلاء وأوالئك على حدٍ سواء يتفقون برأيٍ واحدٍ في أن يسموا هذه البتول المجيدة أبنةً لله البكر، الأمر الذي هو مملؤٌ من اللياقة. أنها أي مريم العذراء لا تكون وجدت أصلاً أسيرةً للوسيفوروس، بل دائماً أن تكون حصلت ممتلكةً من الله وحده خالقها، حسبما تقول هي عن نفسها: أن الرب أقتناني بدأً لطرقه قبل أن يصنع شيئاً من البدء: (أمثال ص8ع22) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88032 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قد دعيت هذه البتول من القديس ديونيسيوس البطريرك الأسكندري: أنها وحدها هي أبنةٌ وحيدةٌ للحياة، خلافاً لبقية الأنفس اللواتي يولدن بالخطيئة بناتٍ للموت.* |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88033 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أن الآب الأزلي يخلق هذه الأبنة في حال نعمته، لأنه عز وجل قد أقامها منتخباً إياها بصفة مصلحة للعالم الهالك، ووسيطة للصلح والسلام فيما بينه تعالى وبين البشر. حسبما يلقبها بذلك الآباء القديسون، خاصةً القديس يوحنا الدمشقي (في ميمره الأول على ميلادها) اذ يقول نحوها هكذا: أنكِ لقد ولدتِ أيتها البتول المباركة، لتستخدمي صائرةً خلاصاً لسكان الأرض كلها |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88034 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يعلم القديس برنردوس قائلاً: أن سفينة نوح كانت رسما لمريم العذراء لأنه كما أن البشر قد خلصوا من الغرق العرمرمي بواسطة تلك السفينة، فهكذا نحن خلصنا من غرق الخطيئة بواسطة مريم، غير أن الفرق الكائن فيما بين الرسم والحقيقة هو أنه بواسطة السفينة النوحية قد خلص نفرٌ يسيرٌ (أي ثمانية أشخاص فقط) وأما بواسطة مريم فقد خلص الجنس البشري بأسره، ولذلك يسميها القديس أثاناسيوس الكبير أنها هي حواء الجديدة أم الحياة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88035 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لأن حواء الأولى قد وجدت هي أم الموت، وأما البتول المجيدة فهي أم الحياة. والقديس ثاوفانوس أسقف نيقية يتفوه نحوها هاتفاً: السلام عليكِ يا مصلحة حزن حواء المنقذة إياها من الغموم. والقديس باسيليوس الكبير يصرخ إليها قائلاً: السلام عليكِ يا وسيطة الصلح فيما بين الله والبشر. والقديس أفرام السرياني يهتف نحوها بقوله: السلام عليكِ يا مصالحة العالم بأسره مع خالقه.*
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88036 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فأمرٌ واضحٌ هو أن من يدخل وسيطاً فيما للصلح، لا ينبغي أن توجد فيما بينه وبين االمهان من الفريق المهين أدنى عداوةٍ. وبأكثر من ذلك يلزمه أن يكون ناجياً من الأشتراك بجريرة الأهانة عينها. لأنه كما يقول القديس غريغوريوس الكبير: أنه لكي يستعطف خاطر القاضي ويهدئ غضبه لا يحب أن يمضي إليه وسيطاً بذلك، رجلٌ يكون عدواً له، والا فعوضاً عن أكتساب رضوان القاضي وأجتلابه الى الصفح يشتد بالأكثر رجزه ضد المذنب. ولهذا اذ كان يلزم أن مريم تدخل وسيطةً للصلح فيما بين الله والبشر، فبكل الوجوه واللياقة كان يلزمها أن لا توجد هي أيضاً مدنسةً بالخطيئة، ولا تظهر أمامه تعالى مشابةً بالعداوة له عز وجل، بل كان يقتضي أن توجد بكليتها صديقةً له بريئة من الذنب، ناجية من دنس المعصية.* |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88037 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لاق واجباً أن الله يسبق ويحفظ هذه البتول من تبعة الخطيئة الجدية، لأنه جلت قدوسيته قد كان أعدها مختاراً إياها لأن تسحق رأس الحية الجهنمية، التي لكونها خدعت أبوينا الأولين، فقد سببت بسقطتهما الموت للجنس البشري جميعه. كما يظهر مما قاله الحق بالذات، اذ أبرز الحكومة ضد هذه الحية الخبيثة بقوله لها: وأضعن العداوة بينكِ وبين الأمرأة. وبين نسلكِ ونسلها وهي تسحق رأسكِ: (تكوين ص3ع15) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88038 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كانت مريم اذاً هي تلك الأمرأة الشجاعة التي أوجدها الله في العالم لتنتصر على لوسيفوروس، فبالحقيقة لم يكن لائقاً أن تكون هي قبلاً وجدت مغلوبةً من هذا العدو الجهنمي حاصلةً تحت أسره، بل بالأحرى قد كان بالصواب أن توجد هي بريئةً من دنس كل خطيئةٍ، وناجيةً من أية ولايةٍ كانت للعدو الجحيمي عليها، فأي نعم أن لوسيفوروس المتعجرف قد أجتهد في أن يدنس نفس هذه البتول الكلية الطهارة، بالنوع الذي به قد كان دنس بسمه القتال أنفس جميع البشر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88039 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فليكن دائماً مسبحاً وممجداً صلاح الله الذي سبق لأجل ذلك وأملأ هذه النفس المباركة نعماً هكذا عظيمةً، حتى أنها اذ أستمرت ناجيةً من تبعة المعصية، وسالمةً من دنس كل خطيئةٍ. فقد أستطاعت على هذه الصورة أن تحارب الحية الجهنمية المتكبرة وتغلبها منتصرةً عليها |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88040 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يقول القديس أوغوسطينوس: ( أو ذاك المنسوب له تفسير سفر التكوين): أنه اذ كان الشيطان هو رأس الخطيئة الأصلية، فمريم قد سحقته لأجل أن الخطيئة لم تجد في نفسها النقية مدخلاً، وهي وجدت بريئةً من كل دنسٍ. |
||||