31 - 07 - 2015, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 8701 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في المحبة انت كالرب تكون لو نطقت الحرف في كل اللغات ثم فضت من بحورالشعر عشرا ورويتا القص في مرئى الحياة ورسمت من دجى الأحبار بدرا دون حب......لاتضن فيك الضنون فبغيرة.......لست شيئا.....لن تكون لو تمنطقت بفخر كل اصناف الشمائل وسعيت كل جهدك ترجوا اشباع الجياع لو حملت التبر نقدا حيث احضان الأرامل ثم انقذت ضعيفا بين انياب السباع دون حب انت صنجا في سكون قد تطن....لست شيئا.....لن تكون لوحرثت العقل حقلا ثم ابذرت العلوم لوصرفت العمر كله بين طيات كتاب واكتشفت بالتجارب كل اسرار النجوم وفتحت للمعارف الف باب الف باب دون حب ......انت وهما في العيون قد ترى.....لست شيئا لن تكون لولبست الحكم تاجا ثم اذعنت الملوك لو ملكت المال كله ثم اخضعت الأمم ونبيا فينا تظهر بكلام وسلوك ثم تسمو للمعالي وتطاءكل القمم دون حب انت دون..... انت دون دون حب ...........:كيف انسانا تكون لو سقطت انت ظلما فوق اشواك الخيانة وتجرعت جراح الغدرفي يوم المهانه انت في الحب تسامح ثم تغفربامانة انت تصبر ثم تشفق وتمد اليد حبا بالأعانة في المحبة....انت تفرح بجنون في المحبة.....انت كل الرب تكون |
||||
31 - 07 - 2015, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 8702 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملكوت الله وملكوت السموات مقدمة: هذا البحث لتوضيح معنى ملكوت الله(ملكوت السماوات)في العهد القديم والعهد الجديد والرد على الذين يضعون فارق بين ملكوت الله وملكوت السماوات. الملك الإلهي هي فكرة مشتركة بين جميع أديان الشرق القديم. تستخدمها الأساطير لتعطي صفة مقدسة للملك البشري، النائب الأرضي للملك السماوي. العهد القديم: اولا: ، عندما يردّد هذه الفكرة، يعطها مضموناً خاصاً:، يرتبط بمذهبه التوحيدي وبمفهومه للسلطة السياسية وبتصوره للأزمنة الأخيرة .إن فكرة يهوه- الملك لا تظهر منذ بداية العهد القديم. فجاء ابراهيم وإسحق ويعقوب ليست له ملامح ملكية. حتى عندما يكشف عن اسمه لموسى. فقال الله لموسى: "أنا الله الذي اسمي: أنا هو. تقول لبني إسرائيل، 'الله الذي اسمه: أنا هو، أرسلني إليكم.'" (خروج 3:14) ولكن بعد استقرار إسرائيل في كنعان سرعان ما يلجأ إلى هذا التصوير الرمزي. للتعبير عن الوضع الخاص بيهوه وبشعبه. إن يهوه يملك على إسرائيل (قضاة 8: 23،1 صموئيل 8: 7). وعبادته خدمة يؤديها أتباعه على الأرض. كما يقيمها. ملائكته في السماء.هذه فكرة أساسية نجدها على السوِاء في الغنائية الشعائرية (مزمور 24: 7-10). كما عند الأنبياء (إشعيا 6: 1- 5)، ويدخل واضعو الكتب المقدسة في مختلف تفاصيلها وأوجهها : إن يهوه يملك إلى الأبد (خروج 15: 18) " في السماء (مزمور 11: 103: 19). وعلى الأرض (مزمور47: 3)، وفي الكون الذي خلقه (مزمور 93: 1- 2، 95: 3- 5).إنه يملك على كلّ الأمم (إرميا 10: 7 و10). إلا أن بين هذه الأمم شعباً اختاره يهوه قطاعاً خاصاً له إنه إسرائيل الذي صنع يهوه منه.بموجب العهد. "مملكة أحبار وأمَة مقدسة (فتكونون لي مملكة أحبار وأمة صالحة.' هذا هو الكلام الذي تقوله لبني إسرائيل." (خروج 19:6) ومن ثم فإن ملك يهوه يظهر بنوع خاص في إسرائيل، مملكته. وفيه يقيم الملك الأعظم، في وسط خاصته في أورشليم (مزمور 48: 3، إرميا 8: 19) ومنه يباركهم (مزمور 134: 3) " ، ويحميهم، ويجمعهم كما يجمع الراعي قطيعه (مزموره 80، راجع حزقيال 34).على هذا النحو نجد تعليم العهد يعبِّر في موضوع الملك الإلهي تعبيراً ممتازاً، يعطيه مضموناً جديداً كل الجدة. فإذا ما ساد بالفعل الملك رب الجنود (إشعيا 6: 5) على العالم وعلى الأحداث يديرها ويمارس حكمه فيها، أو يريد أن يُعترفَ بملكه، في شعبه، بشكل إيجابي، عن طريق حفظ شريعته. إن هذا المطلب الأوّلي يعطي المُلك طابعاً أخلاقياً، لا سياسياً، يختلف عن كل صور الملكية الإلهية القديمة. ثانياً: ملكوت الله والملكية الإسرائيلية: ان إسرائيل، تنظيم سياسي اصبحت مملكة عندما اختار الشعب لنفسه ملكاً. فإن إقرار هذه الملكية البشرية ينبغي أن يكون خاضعاً للملك يهوه. وأن يصبح جهازاً للحكم الإلهي المؤسس على العهد. تدخل المبعوثين الإلهيين الذين يعلنون اختيار الله: لشاول (10: 24). ولداود (16: 12)، وأخيراً للأسرة الداودية (2 صموئيل 7: 12- 16). وابتداء من هذا ا الوقت. فإن ملكوت الله سيكون له. كركيزة زمنية. ملكوتاً بشرياً. مختلطاً ككل جيرانه بالسياسة الدولية.إن ملوِك إسرائيل على الأرجح لا يمارسون ملكاً عادياً: إنهم يستمدون الملك من يهوه الذَي ينبغي أن يخدمونه(وأنتم الآن تظنون أن في إمكانكم أن تقاوموا المملكة التي أقامها الله ووضعها في يد بني داود، لأنكم جمهور كثير ومعكم عجول ذهب عملها يربعام لتكون آلهتكم. 2أخبار (13:8). تبقى الخبرة المَلكية على جانب من الأهمية فقضية مُلك الله لا تتفق مع طموح الملوك الأرضي ولاسيما إذا ما تنكروا للشريعة الإلهية. ولذا يذكر الأنبياء. دون انقطاع. بضرورة خضوع النظام السياسي للنظام الديني ، ويشجبون الملوك لخطاياهم ، وينذرون مسبقاً بالعقابات التي سترتب على ذلك . وعلى هذا النحو يصاغ تاريخ مملكة إسرائيل بالدموع والدم، إلى ذلك اليوم الذي فيه سوف يحل خراب أورشليم ليختم ذلك الاختبار نهائياً. مما يثير ضيقاً شديداً عند اليهود الأمناء.وأما السبب العميق لسقوط الأمة الداودية هذا، فهو انفصال هؤلاء الملوك البشريين عن الملك الأعظم الذي منه كانوا يستمدّون سلطانهم (راجع إرميا 10: 21). ثالثاً: في انتظار مُلك يهوه لأخير: في اللحظة التي فيها تنهار الملكية الإسرائيلية، ينظر قادة الأمة الملكيون إلى ما وراء عهد الملكية، إلى الحكم الإلهي الأصلي، الني يريدون تجديده (راجع خروج 19: 6)، ويعلن الأنبياء أن إسرائيل في الأزمنة الأخيرة سيهتدي إلى معالمه.أجل، إنهم يجعلون في وعودهم مكاناً لملك المستقبل، للمسيح ابن داود. إلا أن موضوع مُلك يهوه يحتل عندهم أهمية أعظم بكثير، ولاسيما مند نهاية السبي. إن يهوه، أشبه ما يكون بالراعي الذي سيهتم هو نفسه بقطيعه، لكي يخلصه ويجمعه ويرده إلى أرضه (ميخا 2: 13، حزقيال 34: 11...، إشعيا 40: 9-11).والخبر السار الفائق على كل ما سواه، الذي يبشَر به في أورشليم، هو: " إلهك يملك " ما أجمل أن يأتي إلينا من يحمل بشرى الخير عبر الجبال، من يعلن السلام، ويحمل الأخبار السارة، ويعلن النجاة، ويقول لمدينة القدس: "ملك إلهك!" (إشعياء 52:7) ، راجع صفنيا 3: 14- 15). فيلمحون من بعيد إلى انتشار هذا الملك باطراد، حتَّى يبلغ أقاصي الأرض: في كل مكان يأتي الناس إلى أورشليم، ليسجدوا ليهوه الملك (زكريا 14: 9، إشعيا 24: 23). وعندما تنقل الغنائية الشعائرية اللاحقة للسبي هذه الوعود المشرقة إلى مستوى العبادة، وتنظَم مواضيع بعض المزامير القديمة تنظيماً متناسقاً، إذ ذاك تتغنى الشعائرية مسبقاً بملكوت الله في الأزمنة الأخيرة: إنه مُلك عالمي شامل ومذاع ومعترَف به في جميع الأمم ومعلنَ في الدينونة الإلهية (مزمور 47، 96 إلى 99، 145: 11-13 ) . وأخيراً تأتي رؤيا دانيال، في زمن اضطهاد أنطيوكس أبيفانس، لتجديد الوعود النبوية تجديداً حافلاً، إن ملكوت الله المطلق، سيرتفع على أنقاض الممالك البشرية (دانيال 2: 44...) أما رمز ابن إنسان آت على سحاب السماء، فسيستخدم للتذكير بهذا الملكوت، مقابلاً بنقيضه الوحوش التي تمثَل قوى الأرض السياسية (دانيال 7). هذا وسيقترن مجيئه، بدينونة، يعطى بعدها الملك إلى الأبد إلى ابن الإنسان وإلى شعب قديسي العلي (7: 14 و27). عندنذٍ، إنّ ملك يهوه سيتخذ له أيضاً صورة ملكوت حقيقية، سوف يؤتمن عليها هذا الشعب " (راجع خروج 19: 6)، إلا أن هذا الملكوت لن يكون بعدُ من "هذا العالم (إن الأبرار، بعد الدينونة،) " سيحكمون الأمم، ويسودون الشعوب، فيملك ربهم إلى الأبد" (فلا غرو إذاً أن الشعب اليهودي، بعد مضي قرون من الإعداد، سيحيا من الآن فصاعدآ في انتظار الملكوت، كما يتّضح ذلك من أدبه غير المعتمد.على أن هذا الانتظار كثيراً ما يتجسم في صورة سياسية: إنهم ينتظرون تجديد المملكة الداودية بواسطة المسيح. غير أن أكثر النفوس تديناً تعرف كيف ترى في تلك الوعود حقيقة باطنية في جوهرها: فيعلَم الربانيون أن البارّ، حين يطيع الشريعة، إنما "أكمل على عاتقه نير ملكوت السماوات ". ذلك هو الرجاء " الذي وإن كان قوياً، إلا أنه لا يزال أيضاً ملتبساً وسوف يحققه إنجيل الملكوت العهد الجديد : اولاً: إنجيل ملكوت الله(ملكوت السموات):. ا لكتابات الرابينية. استعمل كثير من الرابينيين منذ القرن الأول المسيحي، عبارة "ملكوت السماء". هي تساوي عبارة "ملكوت الله". يدلّ ملكوت السماء ، نالت العبارة أيضًا المعنى الاجتماعي. لن يسمح الله إلى الأبد بأن يتجاهل البشر حقوقه طوعًا. فيأتي يوم يُقرّون به كلُّهم كملك عليهم. وهكذا سألت صلوات عديدة ومباركات، دمار الوثنيّة وإقامة ملكوت الله النهائيّ على الأرض كلها. اختلفت فكرة ملكوت السماء عن مدلولات مثل "الخلاص" أو "أيام المسيح"... التي تأثّرت بالأمال الوطنية الضيّقة، فتميّزت بالطابع الخلقيّ والديني. يشكّل ملكوتُ الله عند الازائيين الفكرة المركزية في تعليم يسوع. استعمل مرقس 14 مرة عبارة "ملكوت الله" (، ولوقا 39 مرة. وفضّل متّى عبارة "ملكوت السماوات" (استعملها 32 مرة) في خط تقليد الرابينيين وإن كان استعمل عبارة "ملكوت الله " في 6 :33؛ 12 :28؛ 19 :24؛ 21 :31، 43. استُعملت صيغة المفرد في العهد الجديد وفي الأقسام اليونانيّة من العهد القديم، لإحلال "السماء" محلّ " الله0(والأمر الذي صدر بترك جزء من ساق الشجرة، يعني أن مملكتك سترد لك عندما تعلم أن السيادة هي لرب السماء. (دانيآل 4:26) معمودية يوحنا من السماء كانت ام من الناس. اجيبوني. (مرقس 11:30) أما متّى فأخذ بصيغة الجمع (السماوات) كترجمة لأصل عبريّ أو أرامي) "ملكوت دشمايا) ومن المعقول أن تعود عبارة "ملكوت السماوات" إلى يسوع نفسه،اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة. (لوقا 15:7) ومع ذلك، لم يقاسم مت اهتمامات الرابينيين في معرض الحديث عن الله. وهذا واضح من استعماله "ملكوت الله" بجانب "ملكوت السماوات". ونصوص مثل(لكن اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. (متى 6:33) تقودنا إلى النتيجة عينها)، فاعتبر أن "ملكوت السماوات"، أي ملكوت الله، ليس ملكوتًا أرضيًا. بل ملكوتًا متساميًا، ملكوتًا يأتي من السماء. قد يجد هذا الافتراض الأخير سندًا له في الرباط الذي يجعله بين ملكوت الله وابن الانسان ، يمثّل إبن الانسان في دانيال الملكوت ا الذي يأتي على غمام السماء. رج دا 7 :18.3 :38، يتحدّث متّى في المعنى عينه عن "ملكوت الآب" ((ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. (متى 6:10)يتحدّث بشكل مطلق عن "الملكوت" وأخيرًا، يتكلّم عن ملكوت ابن الانسان أو ملكوت يسوع؛ ذاه يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. (لوقا 1:32) ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية (لوقا 1:33). إن العبارة التي بها أعلن يوحنا المعمدان ويسوع مجيء ملكوت الله (مت 3 :2؛ 4 :17؛ مر 1 :15؛ لو 10 :9، 11)، تدلّ على أنهما ربطا كرازتهما بأفكار أخذ بها الناس في عصرهما. فملكوت الله عند الازائيين، كما في عدد من نصوص التوراة والأدب اليهوديّ، هو مدلول متسام. يقابل مدلول الحياة الابديّة (مت 25 :34-46، تشدّد على الطابع المختلف كل الاختلاف لملكوت الله الذي يتميّز عن الظروف الأرضيّة (رج مر 12 :34-35). والوليمة التي دُعي إليها الوثنيون (مت 22 :1-14) بعد أن رفضها المدعوّون، ترمز إلى ملكوت الله ا. في هذه الوجهة من تعليم يسوع، ليس ملكوت الله امتياز اليهود. دعاهم "أبناء الملكوت" (مت 8 :12)، لأنهم أول المدعوّين، لا لأن امتلاك الملكوت مكفول لهم منذ الآن. بل إن اللاإيمان هو سبب استبعاد من الملكوت. وحتى التعرّف البسيط إلى يسوع (تنبّأنا باسمك، عملنا معجزات) لا يكفل لهم دخول الملكوت. يجب أن تتمّ إرادة الله (مت 7 :21-23). لهذا فالعشّارون والزناة الذين سمعوا كرازة يوحنا المعمدان، يسبقون الفريسيين المرائين إلى ملكوت الله (مت 23 :13، 15، 27، 29). فهؤلاء الفريسيون لا يدخلون، ويمنعون الآخرين من الدخول (لو 11 :52). فالشرط الضروريّ هو مر 1 :15). الاستعداد لقطع كل رباط بمنافع الأرض (لو 9 :62؛ مت 22 :1-14) لتقبل بشرى الملكوت القريب بطواعيّة الطفل (مر 10 :15). ، هو سهل على الفقراء والمضطهدين، أكثر منه على الأغنياء (مت 19 :24 غير أنه يجب على التوبة أن تحمل ثمارًا هي الطاعة. يخصّص يسوع لملكوت الله المكان الأول في كرازته. فما يعلنه في تخوم الجليل هو بشارة الملكوت السعيدة (متى 4: 23، 9: 35)، يدعو مرقس هذا الملكوت "ملكوت الله"، ويدعوه متى تمشياً مع تقاليد الأسلوب الرباني "ملكوت السماوات". وتؤدي العبارتان نفس المعنى الواحد.كما ورد اعلاه. والمعجزات التي تصحب الكرازة تكون علامات لقيام الملكوت، كما أنها تشير مسبقاً إلى مدلوله. ومجيئه ينقضي تسلط إبليس، والخطيئة، والموت، على البشر: "إذا كنت بروح الله طرد الشياطين، فقد وافاكم ملكوت الله" وبشروا في الطريق وقولوا: أوشك الله أن يقيم مملكته. (متى 10:7).ومن هنا ضرورة اتخاذ القرار: فلا يستطيع أحد أن يصير تلميذاً ليسوع، إلا إذا ما اآمن واعتنق طابعاً مختاراً ما يقتضي الملكوت التلاميذ والمعلّم يعيش بين ظهرانيهم، يتسلمون بدورهم رسالة إعلان الملكوت هذه(ولذا فإنه بعد يوم الخمسين يظل الملكوت، حتى عند بولس، الهدف الأخير للكرازة الإنجيلية (أعمال 19: 8، 20: 25، 28: 23 و31).وإذا ما عانى المهتدون ألف مشقة ومشقة، فإنما يحتملونها "في سبيل دخول ملكوت الله " (أعمال 14: 22)، لأن الله "يدعوهم إلى ملكوته ومجده" (1 تسالونيكي 2: 12). ولكن، من الآن فصاعداً، يضاف اسم يسوع المسيح إلى ملكوت الله، ليؤلف معه موضوع الإنجيل كاملاً ثم دخل المجمع وكان يجاهر مدة ثلاثة اشهر محاجا ومقنعا في ما يختص بملكوت الله. (أعمال 19:8) فلا مناص من الإيمان بيسوع لدخول الملكوت. . ثانياً: أسرار ملكوت الله: إن ملكوت الله حقيقة لا يستطيع أن يطلعنا على طبيعتها إلا يسوع وحده. على أنه لا يكشفها إلا إلى المتواضعين والصغار، وليس لحكماء هذا العالم ودهاته (متى11: 25)، وإلى تلاميذه " وليس إلى غير المؤمنين، الذين يبقى كل شيء بالنسبة إليهم لغزاً محيراً (مرقس 4: 11//). ويقوم أسلوب الإنجيل في معظمه على الوحي التدريجي بأسرار الملكوت، وبخاصة في الأمثال. و بعد القيامة سوف يستكمل هذا الأسلوب (أعمال 1: 3)، ولسوف يتمّمه عمل الروح القدس (، مفارقات الملكوت: كانت اليهودية يفهمها نبوات العهد القديم عن الحياة الآخرة فهماً حرفيا ًتتصور به مجيء الملكوت مجيئاً باهراً وفورياً. وأما يسوع فيفهمه بصورة تختلف عن ذلك تماماً:. 1.فالملكوت يأتي حينما توجه كلمة اللهِّ للبشر فهو يشبه بذرة" ألقيت في الأرض ، يجب أن تكبر (متى 3 1: 3- 9 و18- 23//).وسينمو الملكوت بقوّته الخاصة، مثل حبة القمح 2 .وسيرتفع العالم بالخميرة الموضوعة في العجين (متى 13: 33//). وهكذا تكون بدايته المتواضعة على نقيض المستقبل الذي وعد به.فالواقع أنه لا يوجه يسوع الكلمة إلا إلى يهود فلسطين وحدهم، ومن بين هؤلاء، فان "ملكوت الله قد أعطي " فقط "للقطيع الصغير"، قطيع التلاميذ (لوقا 12: 32): إن هذا الملكوت ذاته ينبغي أن يصبح شجرة كبيرة تستظلّ في أغصانها كل طيور السماء (متى 13: 31- 32//)،إنه سيقبل في رحابه كل الأمم لأنه لا يرتبط بواحدة منها، ولا حتى بالشعب اليهودي.ولما كان الملكوت يوجد هنا على الأرض على قدر قبول الناس لكلمة الله (راجع متى 13: 23)، فإنه قد يعتبر حقيقة واقعة غير منظورة. فالواقع لا يمكن مشاهدة مجيئه،أسوة بكل ظاهرة أية كانت(17: 20- 21). ومع ذلك فهو يظهر في الخارج كالقمح المختلط بالزؤان في أحد الحقول (متى 13: 23...).إن "القطيع الصغير" الذي وُهب الملكوت (لوقا 32:12)، يضفي عليه وجهاً أرضاً هو وجه إسرائيل الجديد، وجه كنيس تتسلم "مفاتيح ملكوت السماوات " (متى 16: 18- 19) . فقط يجب أن نلاحظ أن هذا التنظيم الأرضي ليس تنظيم مملكة بشرية، فيسوع يتوارى عن العيان عندما يريدون أن يقيموه ملكاً" (يوحنا 6: 15)، ولا يسمح بأن يعطي لقب مسيح إلا بمعنى خاص جداً. ثالثا: أطوار الملكوت المتتابعة: أن يكون ملكوت الله معدّاً لأن ينمو، فذلك أمر يفترض الاعتماد على عامل الزمن. أجل، إن الأزمنة"، بمعنىً ما، قد كملت، والملكوت قائم الآن. فابتداء من يوحنا المعمدان، وعصر الملكوت قد افتتح (متى 9: 37- 39//، راجع يوحنا 4: 35)، إنه زمن العُرس (مرقس 2: 19//، راجع يوحنا 2: ا- 11)، وزمن الحصاد (متى 9: 37- 39//، راجع يوحنا 4: 35). إلا أن الأمثال عن النمو (الزرع، حبة الخردل، الخميرة، الزؤان والزرع الطيب، الصيد: راجع متى 13) تدعو إلى تلمس قيام مهلة ما بين افتتاح الملكوت هذا في التاريخ، وبين تحقيقه كاملاً، فإنما الآن " لا يزال الملكوت في خضم جهاد عنيف! (متى 11: 12) والقوم يريدون منعه من الانتشار الذي تؤتيه له الكرازة الإنجيلية.وبعد قيامة يسوع يقع البون بين دخوله المجد وبين عودته دياناً. بون سيستكمل الكشفَ عن طبيعة ذاك الزمن الفاصل بين كليهما ، وسيكون زمن تأدية الشهادة (أعمال 1: 8، يوحنا 15: 27)، وزمن بناء الكنيسة. وفي ختام ذاك الزمن سيأتي الملكوت في كلّ ملئه (راجع لوقا 21: 31): فيه يتم الفصح، وتقام الوليمة ا (لوقا 22: 17- 18) حيث يأتي المدعوون من كل صوب ويتكئون مع الآباء (لوقا 13: 28-إن المؤمنين مدعوون "ليرثوا " هذا الملكوت وقد بلغ تمامه (متى 25: 34)، بعد قيامتهم وتبدّل أجسادهم(في لحظة، بل في غمضة عين، عندما ينادي البوق الأخير. لأن البوق سينادي، فيقوم الأموات للخلود، ونحن نتغير. (كورنثوس1 15:52) غلاطية 5: 21، أفسس5: 5). وريثما يتم ذلك يبتهل المؤمنون لمجيئه بدعائهم: " ليأت ملكوتك " (متى 6: 3. دخول البشر الملكوت: إن الملكوت هو عطية الله ما بعدها عطية، والقيمة الجوهرية التي ينبغي أن نحصل عيها،. فإنما الله بمطلق حريته يستخدم الناس في كرمه ويعطي لعماله ما يرى أن يعطي( متى 20: 1- 16). ولقد كان كل شيء نعمة مجانية، فلا بد وأن يتجاوب بنو البشر مع النعمة، 1.فالخطأة المتصلبون في الشر"لن يرثوا ملكوت المسيح (1 كورنتس 6: 9- 10، غلاطية 5: 21، أفسس 5: 5، راجع رؤيا 22: 14- 15). .2 أن المطلوب ممن يريد أن يدخل الملكوت ويرثه أخيراً هو روح الفقر (متى 3:5//) موقف الطفل (متى 18: 1- 4//، 14:19) وجهد جهيد في سبيل ملكوت الله وبره،(متى6: 33)، .3 واحتمال للاضطهادات( متى 5 : 10 //، أعمال 14: 22، 2 تسالونيكي 1: 5). و .4تضحية بكل ما نملك (متى 13: 44- 46، راجع 19: 23//)، و 5.كمال أعظم من كمال الفرّيسيين (متى 5 : 20 ) ، وبعبارة موجزة إتمام مشيئة" الآب (متى 7: 21)، ولاسيما فيما يتعلق بشئون المحبة الأخوية (متى 25: 34). وعليه، فإن كان الجميع مدعويين، إلا أنهم لن يكونوا جميعاً مختارين: فسيطرد من الوليمة المدعو الذي لا يرتدي حلة العرس (متى 22: 11- 14). ففي البداية المطلوب ولادة جديدة،(وقال. الحق اقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات. (متى 18:3) بدونهما لا يمكن "معاينة ملكوت الله" (يوحنا 3: 3- 5). فالانتماء إلى الشعب اليهودي، لم يعد شرطاً ضرورياً. كما كان في العهد القديم: "فلسوف يأتي أناس كثيرون من الشرق والمغرب ، فيجالسون ابراهيم واسحق/ ويعقوب على المائدة في ملكوت السماوات. وأما بنو الملكوت فيلقون في الظلمة البرانية..." (متى 8: 11- 12//).إنه مشهد من مشاهد الدينونة تقدّمه لنا بعض الأمثال بصورة واقعية: فصل الزؤان عن القمح الطيب (متى 24:13- 30)، فرز الأسماك (متى 13: 47- 50)، تقديم الحساب (متى 25: 8- 15، 25: 15- 30)، كل ذلك يقتضي اليقظة والسهر (متى 25: 1- 13). رابعا: ملكوت الله وملك يسوع: في العهد الجديد يرتبط موضوعا ملكوت الله وملك يسوع أحدهما بالآخر أوثق ارتباط، لأن المسيح الملك هو أبن الله ، ذاته ومكانة يسوع هذه في وسط سر الملكوت، تقوم في المراحل الثلاث المتتابعة، التي ينبغي أن يمر بها الملكوت: حياة يسوع الأرضية ، زمن الكنيسة، وإتمام الأمور كاملة نهائياً.المسيح هو الملك الذي يملك على قلوب المخلصين وهو الملك الآتي الذي سأتي ثانية وسنكون معه الى ابد الآبدين.آمين المصادر:1.معجماللآهوت الكتابي 2.المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم |
||||
31 - 07 - 2015, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 8703 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة السحرية من خلال خدمة الكلمة لسنوات لاضحت وجود مبالغات كثيرة وكبيرة.نحن نتحدث مع الناس ونحضر خدمات خلاصية لإيصال رسالة المسيح وبعدها نطلب منهم ان يرددوا خلفنا هذه الصلاة السحرية ونبداء............ أعترف اني انسان خاطئ وأتوب .....ووو.......وووو....واقبل المسيح مخلص شخصي لحياتي وآبدا نُقَبل الشخص ونهنئه مبروك لقد اصبحت الآن من اولاد الله عليك ان.... وان....ويجب ان تكون......ونحدد له قائمة من المتطلبات.بهذه الطريقة السحرية والسريع ياتي اناس كثيرون ويغادرون بشكل اسرع وخصوصا عندما ندعوهم لشركة التلمذة. أو يستمرون لأنبارهم بالحياة المسيحية دون ان حصول تغير بحياتهم. ماألسبب مألمشكلة!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟........ 1.ربما التاثر العاطفي او تأثير اجواء الخدمة الحماسية لم يتبعه قرار ارادي حقيقي باتباع المعلم الأعظم يسوع المسيح يبقى هذا التاثير مؤقت ويزول بإزالة المؤثر او يخطف الشرير التاثير كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهمها، يأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه: هذا هو المزروع على الممرات. (Matthew 13:19) 2. او قد يكون اقتناع عقلي يلمس الفكر لا الروح اي دون تأثير وعمل الروح القدس. هؤلاء سرعان ماتضهر لديهم شكوك وتساؤلات من الصعب أن يجدوا لها جواب اوأضطهادات ومضايقات ولاساعدهم الصلاة السحرية في شئ وهكذا ينتهي من حيث اتبدى. "والمزروع في الأماكن الصخرية هو من يسمع الكلمة ويقبلها حالا بفرح. ولكنه بلا جذور، فلا يدوم، بل عندما يحدث ضيق أو اضطهاد من أجل كلمة الله، يتراجع في الحال. (Matthew 13:21) 3.المجاملة والخجل فالكثيرون يوافقون ان نصلي معهم الصلاة السحرية وحلما يغادرون تغادر الكلمات اذهانهم. 4.احيانا نؤثر بالآخرين بكلمات صادقة وقوية تلامس احتياجهم النفسي يصلون الصلاة السحرية بدموع التوبة لكن دون قرار ارادي حقيقي او دون ان يحسبوا التكلفة ولكن حلما يفكرن قليلاً يجدون ان الصفقة خسرانة فهناك تناقض كبير بين حياتهم وطموحاتهم وبين الحياة مع يسوع المسيح., "والمزروع بين الشوك، هو من يسمع الكلمة، لكن هم الدنيا، وخداع الغنى يخنقان الكلمة ويجعلانها بلا ثمر. (Matthew 13:22) 5.هناك من يوافق ويصلي ويقرر ان يحيا مع المسيح ولكن!!!! لدوافع ليست روحيه ويستمر ولكن يبقى الدافع مخفي او يضمر احيانا مغطى بتبريرات كتابية ويعيش هذا الشخص حياة مزدوجة مؤمن مع المؤمنين لكن بدون تغير في الطبيعة الساقطة ويتعود الرياء ويصبح الرياء طبيعته الجديدة وما اكثر هؤلاء بين جماعة المؤمنين. ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تأكلون بيوت الارامل. ولعلة تطيلون صلواتكم. لذلك تأخذون دينونة اعظم. (Matthew 23:14) ولكن لابد من القول انه قد يلمس روح الله البعض من هؤلاء ويختبروا نعمة الرب في حياتهم ويحصل التغير لنترك ذلك للرب دون ان ندين احد. ولكي تصل رسالة يسوع المسيح للناس يشكل الأفضل علينا ان لا نعتمد المنطق البشري والتاثير العاطفي وهذا مُهم ولكن الأهم هو تاثير وقيادة الروح القدس لأفكارنا ومشاعرنا اثناء العمل الكرازي لنتحدث عن النعمة وبضهرها بحياتنا ولندع الروح القدس يبكت الناس على خطياهم.ونزرع في الأرض الجيدة. "والمزروع في الأرض الجيدة، هو من يسمع الكلمة ويفهمها، فهو يثمر ويعطي، البعض مئة ضعف، والبعض ستين، والبعض ثلاثين." (Matthew 13:23) ساعد الناس لكي يتخذوا القرار المصيري الصحيح بمعونة الروح القدس ولا تقرر انت بدلا عنهم. عرفهم بالحق ودع الحق يحررهم. وتعرفون الحق والحق يحرركم. (John 8:32 اعضم كرازة هو ان تتجسد محبة يسوع المسيح بحياتك اريهم ايمانك بأعمالك. لكن يقول قائل انت لك ايمان وانا لي اعمال. أرني ايمانك بدون اعمالك وانا اريك باعمالي ايماني. (James 2:18) وعندما يعترف الإنسان بالحق اي بكلمة الله الصادقة ويتأثر بها بعواطفه يقرر بلسانه ينال الخلاص أنك إن اعترفت بفمك بيسوع ربا، وآمنت في قلبك بأن الله أقامه من الأموات، نلت الخلاص. (Romans 10:9) .وهذا القرار يختبر بالرغبة العميقة بأن يكون تلميذ للمعلم الصالح هنا يحدث الخلاص من سلطان الخطية وضلمة العالم وشفاء للنفس والجسد ويكون دانما في نصرة وإرتفاع. آآآآآمين |
||||
31 - 07 - 2015, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 8704 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف اكون في محضر الله بشكل مستمر؟ الحقيقة ان كل الوجود في محضر الله ولأني جزء من هذا الوجود فأنا موجود في محضر الله دون ان ادرك ذلك.كيف ادرك ..؟ 1.يجب ان انقاد بالكامل بالروح القدس اي امتلئ بالروح لأن بروح القدس استطيع ان اكون بعلاقة مع الله. الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا. (John 4:24) 2. اوقف الأنشغالات الأرضية وأشغل تفكيري بالسماء هذا يتم عندما اسمح لروح الله يقود افكاري. فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع ايضا (Philippians 2:5) 3. سبح الرب بكل قلبك الملئ بمشاعر الحب للرب الهك. وهم يهتفون بصوت عال: «مستحق هو الحمل المذبوح أن ينال القدرة والغنى والحكمة والقوة والإجلال والمجد والبركة. (Revelation 5:1 4.لاتسمح للأحساس الجسدي ان يقودك فانك ترى الرب بالأيمان لابالعيان لأن الحواس الجسدية لأيمكن ان تدرك الله. بالإيمان ندرك أن الله خلق العالمين بكلمته. حتى إن ما نراه جاء إلى الوجود من أمور لا ترى! (Hebrews 11:3) 5.قرر ان تحيا حياة الطاعة للرب وكلمته بايمان خاضع لمشيئته. من يقبل وصاياي ويعمل بها فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي." (John 14:21) 6.اشغل كل فكرك وحساسك الروحي وارادتك بتوقع الحضور المجيد لرب الأرباب وملك الملوك. ونادى أحدهم الآخر: «قدوس، قدوس، قدوس الرب القدير. مجده ملء كل الأرض. (Isaiah 6:3)آآآآآآمين |
||||
31 - 07 - 2015, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 8705 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحق أقول لكم: إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله.
الرد علي:الحق أقول لكم: إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله. فتح السيد فاه معلماً بالامثال .وامتثل امامه المتلهفين لسماع كلمات من فم طاهر ليس به أي غش .فم يشبع برسائل تُنسي ما للعالم وتدخل بالنفس البشرية الي محضر الابدية.فتكلم يسوع من خلال مثل لايصال مفاهيم عن التزيف.والاكرام بالفم وليس بالقلب.وعدم قبول القاده الدينيين ليوحنا وهكذا عدم قبولهم ليسوع.فكما لم يقبلوا يوحنا هكذا رفضوا يسوع.واشار يسوع للعشارين والزناه.المستحقرين من قبل القاده الدينيين.انهم افضل منهم.في الاشاره لقبلوهم لمعمودية يوحنا كما جاء في لوقا 7 :29 -30 تعبير قبول العشارين معمودية يوحنا وبرروا الله معتمدين. وجميع الشعب إذ سمعوا والعشارون برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا. وأما الفريسيون والناموسيون فرفضوا مشورة الله من جهة أنفسهم، غير معتمدين منه.فكان الذين يزعمون الطاعة والتعبد والتدين دائماً رافضين لمشورة الرب .التي يستجيب لها المحتقرين من جانبهم.لذالك اشار السيد ان المحتقرين الذين يتفاعلون مع مشوره الرب والذين قبلوا مشوره الرب سيسبقونكم علي الملكوت.نلاحظ الرب يخاطب متدينين شكليين.قائلاً سيسبقونكم فهل للتدين الشكلي الملكوت..!بالطبع لا..بل كان المقصد اذا كنت تحتقرون هؤلاء فهؤلاء افضل منكم لرفضهم التزيف وقبولهم مشوره الله.وسيسبقونكم الي الملكوت اذا كنتم تظنون ان صلواتكم وتضرعاتكم ستجدي نفعاً فاكرامك بالشفتين وليس بالقلب .هو مجرد قبر بهي الصوره من الخارج لكن من الداخل عظام ..! اشار كتاب Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. (1983-c1985). The Bible knowledge commentary : An exposition of the scriptures (2:70). Wheaton, IL: Victor Books. 21:28-32. In Jesus’ parable a man asked his two sons to go . . . work in the vineyard. The first son said he would not go but later he changed his mind and went. The other immediately said he would go and work but he never showed up. Jesus then asked, Which of the two did what his father wanted? The obvious answer was that the first son obeyed. Jesus immediately applied this to the religious leaders. While some seemingly accepted the ministry of John the Baptist (John 5:35), their actions (Luke 7:29-30) proved they were like the second son. On the other hand many tax collectors and prostitutes received the message of John and did the will of the Father. Therefore they would be allowed entrance into the kingdom of God. But the religious leaders who did not repent and believe would be denied entrance. These religious leaders stood condemned. They must have been stunned by Jesus’ words that despised, immoral people such as tax collectors and prostitutes were entering the kingdom and they, the religious leaders, were not! في المثل المطروح من قبل يسوع . رجل له ابنان . طلب منهم ان يعملوا في الكرم.فقال الاول لا اريد ثم غير رأيه في وقتاً لاحقاً وذهب .والبعض الاخر قال انه سيذهب لكنه لم يذهب .فتوقف المسيح وسال في اطار المثل .أي الاثنين فعل اراده والده؟ كانت الاجابة الابن الاول .ففي الحال اشار يسوع الي رجال الدين.مخاطباً اياهم فبينما قبل العشارين والزناه خدمة يوحنا المعمدان واعماله رفضه القاده الدنيين من الفريسيون والناموسيون فكما جاء في يوحنا 5 : 35 35 كان هو السراج الموقد المنير، وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة. وايضاً في لوقا 7 :29 -30 تعبير قبول العشارين معمودية يوحنا وبرروا الله معتمدين. 29 وجميع الشعب إذ سمعوا والعشارون برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا. 30 وأما الفريسيون والناموسيون فرفضوا مشورة الله من جهة أنفسهم، غير معتمدين منه. فبالتالي سيسمح للعشارين والزناه الدخول للملكوت.لكن القاده الدينيين الذين لم يتوبوا سيحرموا من الدخول.ولعل كلمات يسوع قد وقعت علي مسامعهم مسمع الدهشة .نتيجة لاحتقارهم العشارين والزناه.فهم زعماء دينيين. واشار كتاب Believer’s Study Bible. 1997, c1995. C1991 Criswell Center for Biblical Studies. (electronic ed.) (Mt 21:31). Nashville: Thomas Nelson. 21:31 The theological impasse and the consternation of the priests spawn another parable in the mind of Jesus. The conclusion of the parable is the startling and infuriating news that the hated tax collectors and immoral harlots would enter the kingdom before the priests would. These began their lives in disobedience to God; but, if they were penitent and had faith in Jesus, they would enter the kingdom. On the other hand, the priests had a marvelous profession of mouth but an inward rebellion of heart against God. ان جباة الضرائب والزواني المكروهين من شأنهم ان يدخلوا ملكوت الله قبل الكهنة.فحياتهم بالطبع كانت في المعصية لكنهم تابو وامنو بالرب يسوع.فسيكون لهم الملكوت.لكن الكهنة يكرمون الرب بشفتيهم لكن قلبهم مبتعد عن الرب. واشار كتاب Richards, L. O. (1991). The Bible readers companion (623). Wheaton: Victor Books. “Two sons” (21:28–32). The gloves are off now. Jesus bluntly accuses the religious leaders of being persons who say they will obey God, but then fail to do so. The prostitutes and sinners these religious men despise are better than they. They said “no” to God, but in the end they obeyed. اشار يسوع الي القاده الدينيين الذين يقولون انهم في يخضعون للرب .لكنهم فشلو في القيام بالطاعة.والزناه والعشارين المحتقرين من قبل هؤلاء الرجال اصبحوا افضل منهم.فالذين كانوا يقولون للرب “لا ” .في النهاية اصبحوا خاضعين له. ليكن للبركة… |
||||
31 - 07 - 2015, 06:18 PM | رقم المشاركة : ( 8706 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مفهوم الوحي في الكتاب المقدس 1- الوحي ضروري لضمان الدقةإن الإجابة على السؤال "ما هي المسيحية" يتعلق لدرجة كبيرة بوجهة نظرنا من الكتاب المقدس. فإن كنا نعتقد أنه كلمة الله تماماً ومعصوم عن الخطأ، فإننا نأتي بمفهوم واحد للدين المسيحي، ولكن إن كنا نعتقد أن الكتاب المقدس هو مجموعة كتابات بشرية فحسب –كتابات قد يعلو شأنها من الناحية الروحية والأخلاقية على الكثير من الكتب الأخرى، ومع ذلك يحتوي على أخطاء كثيرة- فإننا نأتي بمفهوم آخر للمسيحية، إذا كان يمكننا عندئذ أن ندعو ما عندنا مسيحية. ولذلك لا يمكننا أن نغالي في تقدير أهمية العقيدة الصحيحة بخصوص الوحي والكتاب المقدس. وفي كل أمور المجادلات بين المسيحيين يُرجع إلى الكتاب المقدس كمحكمة الاستئناف العليا. وبالفعل لعب الكتاب المقدس دور السلطة المشتركة في العالم المسيحي. ونحن نؤمن بأنه يتضمن نظاما واحداً وتاماً للتعليم، وأن كل أجزائه هي مطابقة لبعضها البعض، وإنه من واجبنا أن نتبع هذه المطابقة ببحث دقيق في معاني الفصول الخاصة، ولقد اتكلنا على هذا الكتاب بدون تحفظ وبنينا عليه عقائدنا وتأكدنا بأنه كلمة الله وبأنه قد حفظ نقياً وكاملاً في كل الأجيال بعناية الله الفائقة. وهو الكتاب الموحى به من الله والدستور الوحيد للإيمان والحياة. وكون مسألة الوحي قضية ذات أهمية حيوية للكنيسة المسيحية أمر واضح للغاية. فإذا كان عندنا مجموعة من الكتب المقدسة محددة وذات صلة نهائية أصبح العمل لصيغة عقائدنا سهلاً نسبياً. فكل ما علينا عندئذ هو أن نفتش في الكتاب المقدس على العقائد ونصيغها في قوانين إيماننا بشكل منطقي. ولكن إن لم تكن الكتب المقدسة متمتعة بسلطة نهائية، وإذا كان من الواجب أن تصحح وتنقح وبعض أجزائها يجب أن يرفض علناً، أصبح عمل الكنيسة شاقاً ولا حد عندئذ للآراء المتضاربة بخصوص غاية الكنيسة أو العقائد التي يجب اتباعها. فلا نتعجب كثيراً إذا رأينا نار الجدال تحتدم حول هذه القضية في هذه الأيام التي تجد المسيحية نفسها في معركة حامية مع قوات الكفر والإلحاد. ومن الجدير بالملاحظة أن الكنيسة لم تتمسك بعقائدها الأخرى بهكذا إصرار ولم تعلم بهكذا وضوح كما فعلت بعقيدة الوحي. مثلاً كان ولا يزال يوجد فرق في الرأي بين المذاهب من جهة تعاليم الكتاب عن المعمودية والعشاء الرباني والتعيين السابق وعدم إمكانية الخاطئ أن يعمل أعمالاً صالحة والاختيار والكفارة والنعمة. ولكن بما أن الكتاب المقدس يعلم عقيدة الوحي بوضوح بالغ، نرى أن الكنيسة قد اتفقت بحكم فطري على أن الكتاب المقدس هو جدير بالثقة وأن كل تعاليمه هي نهائية. بينما كانت هذه العقيدة تعد جزءاً لا يتجزأ من الإيمان المسيحي التاريخي، وبما أنها ما زالت إلى اليوم راسخة في قوانين الكنائس، فمن الواضح أن المشككين قد شنوا عليها غارات خطيرة. وربما لم يحدث تغيير بهذا المقدار في تاريخ الكنيسة المعاصر مثل الابتعاد المدهش عن الإيمان بسلطة الكتاب المقدس. حتى أنه في بعض الأوساط الإنجيلية التي كانت في عصر الإصلاح قد اتخذت سلطة الكتاب المقدس كأساس لعقائدها، نشاهد ميلاً كبيراً لإهمال كلمة الله. هذا الإهمال المعاصر بخصوص التعاليم الصحيحة والكتابية هو على الأرجح السبب الرئيسي للتردد والنزاع الداخلي اللذين يجابهان المؤمنين. فالجهل بخصوص ماهية عقيدة الوحي أو فقدان الآراء الواضحة لا يؤول إلا إلى البلبلة. فالكثيرون اليوم هم مثل أناس أقدامهم على رمل متحرك ورؤوسهم في ضباب لا يعرفون ما هو إيمانهم عن الوحي وسلطة الكتاب المقدس. وقد ابتدأ الكثير من هذا التردد وعدم الإيمان يخيم على القلوب من جراء ما يسمى بالنقد العالي الذي كان شائعاً في القرن التاسع عشر، ذلك النقد الذي أعطى بعضهم الجرأة على التصريح بأن عقائد الكنيسة التاريخية عن كون الكتب المقدسة موحى بها يجب أن يعدل عنها! فمن ثمَّ السؤال الملح: هل يمكننا بعد أن نظل واثقين بالكتاب المقدس وان ننظر إليه كدليل عقائدي وكمعلم ذي سلطة، أم يجب أن نجد أساساً جديداً للتعليم وبالنتيجة ننشئ نظاماً جديداً بالكلية للعقيدة المسيحية؟ لا يمكننا أن نفسر الوحدة المدهشة للكتاب المقدس على أي أساس آخر غير مصدره الإلهي. فهو من جهة كتاب واحد، ومع ذلك فإنه يتألف من ستة وستين كتاباً اشترك في كتابته لا أقل من أربعين كاتباً، في مدة لا تقل عن ألف وست مئة سنة. والكتاب أنفسهم انتموا إلى طبقات مختلفة في مجتمعهم. فالبعض كانوا ملوكاً وعلماء حاصلين على أفضل ثقافة وعلوم متوفرة في تلك الأيام، وغيرهم كانوا رعاة وصيادي سمك بدون أي ثقافة رسمية. فمن المستحيل أن يكون قد حصل تواطؤ فيما بين هؤلاء الكتاب، ومع ذلك فنحن لا نجد فيما كتبوه سوى نظاماً واحداً في العقائد والأخلاق. إن روح المسيح ووجهة نظره تطغيان على العهد القديم منذ بدايته في سفر التكوين حيث نقرأ بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية إلى الناموس الموسوي حيث تشير كل الطقوس والذبائح إلى عمل المخلص، إلى المزامير وكتب الأنبياء حيث يختم النبي ملاخي العهد القديم بهذا الوعد "الرب الذي تنتظرونه سيأتي بغتة إلى هيكله". أما موضوع العهد الجديد بأسره فهو "المسيح المصلوب" وهكذا ليس في حيز الوجود أي كتاب آخر عبر التاريخ البشري يتمتع من قريب أو بعيد بهذه الظاهرة الفريدة التي نجدها في الكتاب المقدس. وحتى القارئ العرضي يلاحظ البون الشاسع الذي يفصل هذا الكتاب عن الكتب البشرية الأخرى، وكأننا نقرأ "قدُّوس، قدُّوس، قدُّوس على كل صفحة من صفحاته. وعندما نباشر بقراءته نلاحظ تواً انه يكلمنا بسلطان، ونشعر بالفطرة أننا مضطرون إلى الإصغاء. وهكذا نرى أنفسنا مرغمين على السؤال "من أين أتى هذا الكتاب؟" وبما أنه فريد في القوة التي يبديها، سامٍ في المبادئ التي يضعها، وبما أنه يعيد مراراً وتكراراً بأنه من مصدر إلهي، ألا نكون محقين في الإيمان بأن هذا الكتاب هو في الواقع كلمة الله بالذات؟ سنحتاج إلى تعبيرين فيما يتعلق بهذه العقيدة، أولهما "الوحي الكلي أو التام" وثانيهما "الوحي اللفظي أو الكلامي" وهذان التعبيران هما في الحقيقة مترادفان فبالوحي الكلامي نعني أن التأثير الإلهي الذي أحاط بالكتبة القديسين امتد إلى الكلمات التي استعملوها، وليس فقط إلى الأفكار. وبالوحي الكلي أو التام نعني أن تأثير الروح القدس كان تاماً وكافياً وأنه امتد إلى كل أجزاء الكتاب المقدس جاعلاً إياه وحياً من الله ومتمتعاً بسلطة تامة. وهكذا بينما يأتي إلينا الوحي خلال عقول وإرادات الأنبياء فهو مع ذلك كلمة الله في أدق معنى. فالحقائق التي أراد الله أن يكشف عنها نقلت بدقة معصومة عن الخطأ والكتاب كانوا من الله بمعنى أن ما قالوه هم إنما قاله الله. لقد انتهينا من القول بأن الوحي امتد إلى الكلمات بذاتها وهذا يبدو طبيعياً عندما نتذكر أن القصد من الوحي هو الحصول على سجل للحقيقة منزه عن الخطأ. فالأفكار والكلمات تتصل إلى هكذا درجة بحيث أن كل تغيير في الكلمات يؤدي إلى تغيير مماثل في الأفكار. 2- للوحي دور حيوي في مضمون العقيدة المسيحيةففي الأمور البشرية مثلاً نرى أن رجل الأعمال يملي رسائله إلى أمين سره في كلماته الخاصة لكي تتضمن معناه بالضبط، فهو لا يكتفي بإعطاء أمين سره فكرة إجمالية عن الأمور الهامة تاركاً إياه لكتابة نصوص رسائله. وهكذا أيضاً لا يكتفي الروح القدس بأن يقول إلى كاتبه اكتب بهذا المعنى، بل إنه يقود الكتبة بشكل تكون فيه الكلمات أيضاً من الله. فالكتاب المقدس يتطرق إلى الكلام عن أمور بعيدة كل البعد عن سعة الحكمة البشرية، مثل طبيعة وصفات الله، أصل وغاية الإنسان، الكون ونهايته، سقوط الإنسان في الخطيئة وحالته الحاضرة العاجزة، تدبير الفداء الذي يتضمن حياة يسوع المسيح وموته وقيامته، أمجاد السماء وعذابات الجحيم. فما يلزمنا إذاً هو أكثر من مراقبة عامة إذا كانت الحقيقة بخصوص هذه المواضيع الهامة ستعطى بدون خطأ أو تغرض. وعدم الوقوع في الخطأ يستلزم أن يختار الله كلماته الخاصة. كل الذين حاولوا تفسير هذه المواضيع العميقة بدون الرجوع إلى الوحي الإلهي لم ينتهوا بالحقيقة إلا بإظهار جهلهم الشخصي. وما علينا إلا أن ننظر إلى عقائد الشعوب الوثنية أو إلى آراء المتعجرفين من فلاسفة الغرب لكي نجد حدود حكمتنا البشرية والكثيرون من الذين يدعون بأنهم في طليعة مفكري العالم قد شكُّوا في وجود الله وخلود النفس! فالله وحده إذن جدير بأن يتكلم بوضوح وسلطان عن هذه المواضيع. وبالفعل نجد أن الكتاب المقدس يعطينا معرفة كافية عن الله تعالى وعن حالة قلب الإنسان الخاطئ والعلاج الناجع للخطيئة. وهو يعلمنا بأنه لا الشرائع ولا الثقافة يمكنها أن تغير القلب البشري، وأنه لا شيء سوى قوة يسوع الفدائية يمكن أن تجعل الإنسان ما عليه أن يكون. إن مجرد خبر بشري عن الأمور الإلهية يتضمن بالطبع الكثير أو القليل من الأخطاء، وذلك إما في الكلمات المختارة أو في التشديد النسبي المعطى للأقسام المختلفة من الوحي. وبما أن أفكار معينة تتصل دائماً بمفردات معينة، فانتقاء الكلمات يجب أن يكون دقيقاً وإلا فالأفكار المنقولة تكون ناقصة أو غير صحيحة. فإذا سلِّم مثلاً بأن الكلمات: فداء، كفارة، قيامة، خلود، وغيرها من الكلمات المستعملة في الكتاب المقدس ليس لها معنى محدد، تصبح العقائد المبنية عليها بدون قيمة. ويمكننا أن نلاحظ في استعمال الكتاب المقدس الأهمية التي تعلق على كلمات خاصة، كما ورد في الإنجيل حسب (يوحنا 10: 35) عندما قال الرب يسوع "ولا يمكن أن ينقض المكتوب" أو عندما أجاب الصدوقيين (أي المجموعة اليهودية المتشككة) موجهاً أنظارهم إلى الكلمات التي نطق بها الله عندما ظهر لموسى "أنا إلى إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب" الإنجيل حسب (مرقس 12: 26) أو حينما يعطي الرسول بولس أهمية الوعد الذي قطعه الله مع إبراهيم، حيث الكلمة الهامة أعطيت في المفرد وليس في صيغة الجمع "نسل كأنه عن واحد وليس أنسال كأنه عن كثيرين، وفي نسلك الذي هو المسيح" (غلاطية 3: 16). ففي كل حالة من الحالات السابقة كانت المحاورة تدور حول استعمال كلمة خاصة، وفي كل حالة كانت تلك الكلمة قاطعة لأنها كانت مدعومة من قبل سلطة نهائية وإلهية. إننا بحاجة ماسة إلى اليقين بصدق الكتاب المقدس لكي نستطيع درس العقائد المسيحية بصورة جدية. فإذا كان الكتاب دليلاً ذا سلطان تام وجديراً بالثقة، فإننا إذ ذاك نقبل العقائد التي يصوغها. قد لا نكون قادرين على تفهم كل ما هو في الكتاب، وقد توجد صعوبات كثيرة في عقولنا بخصوصها، ولكننا لا نشك قط بكونها صحيحة. ونحن نعترف بمحدودية المعرفة البشرية ولكننا نؤمن بكل ما كشف الله لنا في الكتاب المقدس. وبالحقيقة أن نجاح المسيحية مرتبط بشكل وثيق بضمان صحة عقيدة الكتاب المقدس عن الوحي، لأن المسيحية الحقَّة ليست سوى ديانة الكتاب الذي أوحى به الله. 3- الوحي هو في اللغات الأصليةفإذا كان عندنا كتاب مقدس يوثق به كقائد عقائدي فمن الممكن وضع نظام كتابي للعقيدة المسيحية، نظام يختلف كل الاختلاف عن النظام الطبيعي أو العقلي. ولكن إذا لم يكن بالإمكان الركون إلى الكتاب المقدس فعلينا البحث عن أساس آخر لعقائدنا، وعلى الأرجح لن يكون ما قد نصل إليه آنذاك أكثر من نظام فلسفي وبشري. وإذا قوضنا أركان الثقة بالكتاب المقدس ككتاب موحى به، نكون قد قضينا على أساس الثقة بالنظام المسيحي. وما لم تقتبس عن الكتاب المقدس ككتاب موحى به من الله فإن سلطته وفائدته للوعظ والتبشير، للتعزية في المرض أو الموت، تكونان قد ضعفتا لدرجة خطيرة. وتصبح العبارة "هكذا قال الرب" مجرد افتراض بشري، ولا نستطيع النظر إليه كقانوننا الفعّال للإيمان والحياة. وإذا لم يكن الاقتباس منه ككتاب موحى به، فقيمته كسلاح في النقاش تكون قد أضعفت لدرجة كبيرة، بل ربما تكون قد أبيدت تماماً، لأنه ما الفائدة من الاقتباس عنه لصد مقاوم إذا استطاع هذا بأن يجيب بأنه ليس للكتاب سلطان؟ أوحى الله بمحتويات الكتاب المقدس في لغاته الأصلية أي في العبرية والآرامية واليونانية، وحفظه لنا بدون تغيير وتحوير على مر العصور والأجيال. والناسخون أنجزوا نسخهم بدقة فائقة، كما قام المترجمون بعملهم بكل أمانة فعندما نقرأ الكتاب المقدس بالعربية مثلاً فإننا إنما نقرأ كلام الله كما أعطي للأنبياء والرسل. وكم وجب علينا شكر الله تعالى لأجل كون الكتاب المقدس قد وصلنا بهذا الشكل من النقاوة والطهارة الذي تبنته الكنيسة عبر التاريخ. هذا هو الموقف من سلطة الكتاب المقدس الذي سجل في العقائد الرسمية لعصر الإصلاح. فيما يلي نقتبس من بعضها بعض الفقرات: "نؤمن ونقر ونعلم بأن القانون الوحيد والمقياس الفريد الذي يجب أن تقاس به كل العقائد هو أسفار الأنبياء والرسل في العهد القديم والعهد الجديد". "نؤمن ونعترف بأن الكتب القانونية للأنبياء والرسل القديسين لكلى العهدين هي كلمة الله الحقة، وإنها تملك سلطة كافية مستمدة من ذاتها وليس من أي إنسان، لأن الله نفسه كلم الآباء والأنبياء والرسل وهو لا يزال يكلمنا بواسطة الكتب المقدسة". "إن الله قد شاء بأن يعلن ذاته بأنواع وطرق كثيرة وبأن يكشف عن إرادته للكنيسة، وبعدئذ ... أن يسلم هذه بأجمعها لتكتب". "إن سلطة الكتاب المقدس الذي يجب أن نؤمن به وأن نطيعه، لا تتعلق بشهادة أي إنسان أو كنيسة بل تُستمد بمجملها من الله نفسه -الذي هو الحق بالذات- الذي هو المؤلف، ولذلك يجب أن يقبل لأنه كلام الله". إن العهدين القديم والجديد "قد أُعطيا مباشرة بوحي من الله وقد حفظا نقيين في كل الأجيال بواسطة العناية الإلهية". وفي الأزمنة الحديثة اتخذ هذا الموقف الإنجيلي الأساتذة المؤمنون في عدة معاهد لاهوتية شهيرة. هؤلاء قد تمسكوا بأن الكتاب المقدس لا يتضمن كلمة الله فحسب كما تشمل كومة من التبن على القليل من القمح، بل أن الكتاب هو كلمة الله في كل جزء من أجزائه. |
||||
31 - 07 - 2015, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 8707 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكُتَّاب والوحي 1- تعليم الكتاب المقدس نفسه بخصوص الوحيإن السبب الأساسي لإيماننا بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله هو أن الكُتّاب أنفسهم يصرّحون بهذا الأمر، وإن رسالاتهم تشهد لكونها موحى بها. والإصرار الدائم الذي عبّر عنه الأنبياء بأن رسالاتهم التي نطقوا بها لم تكن من عندياتهم الخاصة بل من الله وبأن ما تكلموا به كانوا قد تسلموه من الله واضح وجلي من الله نفسه. وقد أتى النبي تلو الآخر يذكر الشعب بأن الكلمات التي نطق بها لم تكن من عندياته بل من الله بالذات، وفي كثير من الأحيان كان النبي يبدأ كلامه قائلاً: "هكذا قال الرب" وهذا كان أيضاً موقف الرسول بولس وبقية الرسل الذين صرَّحوا بأنهم تكلموا "لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس" (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 2: 13) وهكذا لم يكن جوهر تعليمهم فقط من أصل إلهي بل صيغة تعبيرهم هي أيضاً كانت من الله. ومع أن تصريحاتهم بأنهم قد تكلموا بسلطة إلهية واضحة في كل الكتاب المقدس، فإننا لا نجدهم يتكلمون ولا مرة واحدة بأن سلطتهم مبنية على حكمتهم أو شرفهم. لقد تكلموا كرسل الله وشهوده، ولذلك كان على الناس أن يطيعوا كلماتهم. فكل الذين سمعوهم سمعوا الله، وكل الذين رفضوا السماع إليهم إنما رفضوا الله. "وهم إن سمعوا وإن امتنعوا، لأنهم بيت متمرد، فإنهم يعلمون أن نبياً كان بينهم" (نبوة حزقيال 2: 5). "من يقبلكم يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني" الإنجيل حسب (متى 10: 40). وبما أن الكتاب قد كرروا مراراً تلك الشهادة للوحي، فمن الواضح أنهم إما كانوا ملهمين وإما تصرفوا بحماسة تعصبٍ أعمى. نحن إذن بين أمرين: إما أن نصل إلى الاستنتاج بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله أو أنه مجرد أكاذيب! ولكن كيف يمكن للكذب أن يكون قد أثر تأثيراً عديم النظير في رفع المستوى الأخلاقي والخيري كالتأثير الذي أحدثه الكتاب المقدس في كل مكان انتشر فيه؟ ويمكننا الملاحظة بأن معاصري كتبة العهد الجديد وآباء الكنيسة كانوا الأفضل تأهيلاً للحكم فيما إذا كانت هكذا الشهادات صحيحة –وبالفعل فإنهم قبلوا هذه الشهادات بدون أي تردد. ولقد اعترفوا بأنه كانت توجد هوة عظيمة بين تلك الكتابات وكتاباتهم الخاصة. وقد أسسوا العقائد والفرائض عليها، لا على آرائهم الخاصة. وكذلك نجد أن البشائر والرسائل تحتوي على الكثير من البراهين الداخلية التي ترغمنا على قبولها. وإذا ما اتبعنا مجرى التاريخ في القرون المتعاقبة نرى أن البراهين تزداد في عددها وأهميتها حتى أن الهراطقة يشهدون لهذه الحقيقة مع أنهم كانوا في رغبة شديدة للتخلص من سلطة الكتاب المقدس. وعلاوة على ذلك، لا تتضمن الكتابات نفسها أي متناقضات، ولو وجدت هذه لكانت قد قضت تماماً على تصريح الكتاب بالوحي. وهكذا تقدم أسفار الكتاب بانسجام كامل ذلك التدبير الواحد للخلاص وتلك المبادئ الأخلاقية السامية. فإذا كان كتاب راشدون ومستقيمون يصرحون بأن كلامهم كان موحى به من الله، وإذا كانت هذه التصريحات قد سارت بدون معارضة، بل قبلت بكل تواضع من المعاصرين، وإذا كانت هذه الكتابات لا تتضمن المتناقضات، فمن المؤكد إذن أننا نواجه ظاهرة غير عادية يجب أن تعلل، والتعليل الوحيد لا يمكن له إلا أن يأخذ الوحي الإلهي بعين الاعتبار. وهناك من يعترض قائلاً بأن أسفار العهد الجديد لم تكتب من قبل يسوع المسيح بل من قبل أتباعه، وبأنها لم تكتب إلا بعد مرور بعض الوقت على موته وقيامته. وفي الواقع نجد أنه من المستحيل أن نتوقع من الرب يسوع أن يكون قد أعطى شرحاً وافياً عن طريق الخلاص أثناء وجوده على الأرض. إن ذلك لم يكن قابلاً للفهم تماماً إلا بعد موته وقيامته. طبعاً كان بالإمكان ليسوع أن يوضح ذلك بواسطة النبوات، وفعلاً نجد أنه أعطى التلاميذ فكرة عامة عن طريق الخلاص، ولكننا نعلم بأنهم لم يفهموا في كثير من الأحيان تلك التعاليم وهكذا نرى أن الطريقة التي اختارها الرب يسوع المسيح كانت أحسن طريقة للتعليم: أولاً إنجاز الأعمال الخلاصية، ثم شرحها بواسطة الكتاب الملهمين. وهذه كانت أيضاً طريقة الله في عصور العهد القديم. لق أعطى الله لنبيه موسى عرضاً مهماً لتوضيح القصد الحقيقي والمهمة الأصلية والأسلوب اللائق برسالة الأنبياء الذين يعينهم. هذا ما نراه في (سفر التثنية 18: 18). 2- شهادة السيد المسيح للعهد القديم"أقيم لهم (أي لأجيال يهودية تابعة) نبياً من وسط أخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلّمهم بكل ما أوصيه به". وهكذا نرى بأن الله يتكلم معنا بواسطة الأنبياء، فرسالتهم كانت تنحصر في إعطاء الكلمات المعطاة لهم تماماً وليس سواها. "ها قد جعلت كلامي في فمك" قال الرب لأرميا النبي عندما عينه نبياً للشعوب (نبوة أرميا 1: 9) وهذه الكلمات قيلت أيضاً لأشعياء النبي "قد جعلت أقوالي في فمك" (نبوة أشعياء 51: 16) وأيضاً "كلامي الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك" (59: 21). والعبارة "هكذا يقول الرب" مكررة نحو ثمانين مرة في سفر أشعياء وحده. حتى أن النبي الكذاب بلعام لم يقدر أن يتكلم إلا كما أعطاه الرب أن يتكلم: "فقال ملاك الرب لبلعام اذهب مع الرجال، وإنما تتكلم بالكلام الذي أكلمك به فقط، (سفر العدد 22: 35) انظر أيضاً (سفر العدد 23: 5، 12، 16). تعليم العهد القديم المتواصل هو أن الأنبياء إنما تكلموا حينما أتاهم كلام الرب وحينئذ فقط! وهذا نراه بكل وضوح في بدء نبواتهم: "قول الرب الذي صار لهوشع ..." (نبوة هوشع 1: 1) "أقوال عاموس ... التي رآها ..." (عاموس 1: 1) "قول الرب الذي صار إلى ميخا ..." (ميخا 1: 1) "وحي كلمة الرب لإسرائيل عن يد ملاخي ..." (ملاخي 1: 1) وإذا ما تحرينا بدقة عن معنى كلمة "نبي" أو في معنى "كليم" فإننا نرى بأنها لا تعني متكلم بصورة عامة، بل بطريقة فائقة، أي أن النبي كان بالحقيقة كليم الله. والنبي لا يأخذ على عاتقه أن يتكلم من قبل نفسه. وكونه نبياً لا يعود إلى انتقائه بنفسه هذه الدرجة الرفيعة، بل إنما إلى إجابته للدعوة الإلهية، ومراراً أطيعت هذه بتردد، لأن النبي لم يكن مقتنعاً بقدرته على أداء رسالته. وكان النبي يتكلم أو يحجم عن الكلام كما كان الرب يعطيه أن ينطق. من ناحية أخرى يجب أن نلاحظ أن الله في دعوته العليا للأنبياء الحقيقيين طرح أحد التحذيرات ضد أولئك الذين يأخذون على عاتقهم أن يتكلموا بدون الدعوة الإلهية. "وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصيه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي" (سفر التثنية 18: 20) وفي سفر حزقيال النبي نلاحظ هذا الإنذار العنيف "ويلٌ للأنبياء الحمقى الذاهبين وراء روحهم ولم يروا شيئاً!" إنه لأمر خطير بأن يأخذ إنسان على عاتقه الادعاء بأنه يتكلم عن الله العلي! ومع ذلك فكم هو شائع عند النقاد الهدامين في يومنا هذا أن ينكروا هذا البيان أو ذلك في الكتاب المقدس أو أن يقترحوا وجوب اختصار الكتاب المقدس أو إيجاد كتاب حديث يتألف من مؤلفات بشرية معاصرة. اعتبر الرب يسوع المسيح العهد القديم كتاباً موحى به كلياً من الله، وقد اقتبس منه مراراً وبنى عليه تعاليمه. ومن تصريحاته في هذا القبيل ما نراه في الإنجيل حسب (يوحنا 10: 35)، فعندما كان يتحاور مع اليهود نجده يدافع عن وجهة نظره بالرجوع إلى العهد القديم. فبعد أن اقتبس بياناً عن الكتاب أضاف هذه الكلمات الهامة "ولا يمكن أن ينقض المكتوب" والسبب الذي يجعل الالتجاء إلى الكتاب يستحق الاهتمام، إن كان من قِبَل المسيح أو من قبلنا هو أنه لا يمكن أن ينقض. والكلمة المعربة هنا "ينقض" هي الكلمة المستعملة لنقض شريعة، وتعني إبطال أو إنكار أو مقاومة سلطانها. 3- اعتماد العهد الجديد للاقتباس من العهد القديموكون يسوع المسيح قد اعتبر كل الكتاب ككلمة الله بالذات هو ظاهر من فقرات كالتي في الإنجيل حسب (متى 19: 4). فقد سأله بعض الفريسيين عن قضية الطلاق فكان جوابه: "أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى، وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً ... فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان". فهنا يصرح الرب يسوع بكل جلاء أن الله هو مؤلف الكلمات الواردة في (سفر التكوين 2: 24) "الذي خلقهما ... قال ويترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته" ومع ذلك فعندما نقرأ هذه الكلمات في العهد القديم لا نلاحظ ما يخبرنا بأن هذه كلمات الله بصورة مباشرة. إنها مقدمة لنا ككلمات الكاتب نفسه أو كلمات النبي موسى، ويمكن أن تنسب إلى الله كمؤلفها فقط على أساس أن كل الكتاب هو كلمته. ونلاحظ نفس هذا التعليم في الإنجيل حسب (مرقس 10: 5-9). فكلما اقتبس الرب يسوع المسيح أو أحد الرسل من العهد القديم فإنهم كانوا يشددون على أن ما يقتبسون إنما هو صوت الله الحي بالذات، ومن ثم ذو سلطة إلهية خاصة. فيما يلي بعض الأعداد التي تتعلق بهذا الموضوع: "يا مراؤون حسناً تنبأ عنكم أشعياء النبي قائلاً: يقترب إلي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً" الإنجيل حسب (متى 15: 7-8). "لأن موسى يكتب في البر الذي بالناموس أن الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها ... لكني أقول ألعل إسرائيل لم يعلم؟ أولا موسى يقول: أنا أغيركم بما ليس أمة، بأمة غبية أغيظكم. ثم أشعياء يتجاسر ويقول وجدت من الذين لم يطلبوني وصرت ظاهراً للذين لم يسألوا عني". (الرسالة إلى رومية 10: 5و19و20). وعندما وبخ الرب يسوع المسيح الصدوقيين قال لهم "تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله" الإنجيل حسب (متى 22: 29). فالشيء الذي يوضحه الرب هو أن ضلالهم ناتج ليس عن إتباعهم لتعاليم الكتب، بل عن عدم تعاطيهم لتعاليمها. فالذي يؤسس عقيدته وسلوكه على كلمة الله لا يضل. واللجوء إلى الكتاب المقدس كان شائعاً بصورة شاملة وسلطته كانت مقبولة بشكل واضح لدرجة أنه في حالة أعنف جدال لم يحتج الرب يسوع إلى أي سلاح آخر سوى الكتاب، "إنه مكتوب!" انظر الإنجيل حسب (متى 4: 4و7و10) الإنجيل حسب (لوقا 4: 4و8). وكلمات الرب الأخيرة قبل صعوده إلى السماء تضمنت توبيخاً للتلاميذ لأنهم لم يفهموا كل الأمور التي كانت قد كتبت والتي كانت "يجب أن تكمل" الإنجيل حسب (لوقا 24: 44) فإذا كان قد كتب بأن المسيح كان يجب أن يتألم ويحتمل تلك العذابات التي واجهها، لم يكن هناك داعٍ للشك، فقد كان على التلاميذ الثقة بصحة ذلك الكلام دون تردد. من هنا فإن قبولنا لسلطة وصدق العهد القديم إنما أساسه قبول السيد المسيح نفسه، فهو يسلمنا إياه ويخبرنا بأنه كلام الله وأن الأنبياء تكلموا بواسطة الروح القدس، وأن الكتاب المقدس لا يمكن أن ينقض. والرب يسوع باقتباساته العديدة من العهد القديم وحده بصورة عفوية ومباشرة بالعهد الجديد بحيث أصبحا الآن يشكلان كتاباً واحداً. فالعهدان ليس لهما إلا صوت واحد، ويجب أن يثبتا أو يسقطا معاً! لقد رأينا أن الرب يسوع المسيح تمسك بأن العهد القديم برمته كان معصوماً عن الخطأ، وسوف نرى الآن أن الرسل شاطروه هذا الإيمان. وهم يقتبسون عن العهد القديم بكل سهولة ناظرين إلى اقتباساتهم ككلمة الله بغض النظر عن كون الكلمات الأصلية منسوبة إليه تعالى مباشرة أم لا، وطريقتهم ترينا أن الله كان معتبراً المتكلم في كل أسفار العهد القديم. ففي (الرسالة إلى العبرانيين 3: 7) يقتبس الكاتب كلمات صاحب المزمور ناظراً إليها ككلمات الروح القدس: 4- شهادات كتبة العهد الجديد أنفسهم بخصوص ما كتبوه"لذلك، كما يقول الروح القدس، اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط يوم التجربة في القفر" (مزمور 95: 7) وكذلك في (سفر الأعمال 13: 35) نرى أن كلما داوود في (المزمور 16: 10) ينسبها الرسول بولس إلى الله: "ولذلك قال أيضاً في مزمور آخر: لن تدع قدوسك يرى فساداً". وفي (الرسالة إلى رومية 15: 11) ينسب أيضاً كلام داوود إلى الله: "سبحوا الرب يا كل الأمم، حمدوه يا كل الشعوب" (مزمور 117: 1). وفي (أعمال الرسل 4: 24و25) ينسب الرسل كلمات المزمور الثاني إلى الله: "أيها السيد أنت هو الإله الصانع السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، القائل بفم داوود فتاك: لماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب بالباطل؟". ونلاحظ نفس التعليم بخصوص مزمورين آخرين في (الرسالة إلى العبرانيين 1: 7و8)، وفي (رومية 15: 10) ينسب كلام موسى إلى الله تعالى: "ويقول أيضاً تهللوا أيها الأمم مع شعبه" (تثنية 32: 43). كل هذه الاقتباسات تظهر بوضوح أن الرب يسوع المسيح والرسل اعتبروا أن آيات العهد القديم هي نفسها صوت الله الحي بالذات. عندما نفحص شهادات كتبة العهد الجديد بخصوص كتاباتهم الخاصة نراهم يصرحون بأنهم قد أخذوا وحياً من الله ولذلك لا يترددون في وضع كتاباتهم على مستوى أسفار العهد القديم. وقد أخذوا من الرب يسوع وعداً بإرشاد خارق للطبيعة: "فما أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون به. لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي فيكم" الإنجيل حسب (متى 10: 19و20) وانظر أيضاً الإنجيل حسب (مرقس 3: 11) و(لوقا 12: 11و12). وهذا الوعد تكرر عند نهاية خدمة المسيح في الإنجيل حسب (لوقا 21: 12-15). والوعد الاهم موجود في الإنجيل حسب (يوحنا 16: 13): "وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق". والرسل فيما بعد تكلموا عن هذا الإرشاد ولم يكن عندهم أي شك في أن ما يتكلمون به هو الحق بالذات سواء من جهة الأمور التاريخية أو العقائدية. والفرق هو أن المؤرخين الذين كتبوا التاريخ سجلوه كوقائع، أما الرسل فقد كتبوا وتكلموا بسلطان. فبولس مثلاً قدم الإنجيل كسلطة عظيمة حتى أنه اعتبر كل من خالف تعاليمه لم يكن فقط مخطئاً بل ملعوناً: "ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيماً" (غلاطية 1: 8) (أناثيماً = ملعوناً). كانت وصايا وتعليمات الرسل من الله وكانت تعطى بسلطة ملزمة: "... ما أكتبه إليكم هو وصايا الرب" (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 14: 37) راجع أيضاً (الرسالة الثانية إلى تسالونيكي 3: 6و12). وعندما كتب الرسول بولس إلى أهل كورنثوس ميز بين الوصايا التي كان الرب قد أعطاها والوصايا التي صدرت عنه، ولكنه وضعها على مستو واحد: (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 7: 10و12و40). وكذلك صرح بأن ما بشرنا به كان بالحقيقة "كلمة الله" (الرسالة الأولى إلى تسالونيكي 2: 13). ويمكننا أن نلاحظ أيضاً طريقته السهلة في مزج سفر التثنية بالإنجيل حسب لوقا تحت العنوان المشترك "الكتاب" كأن ذلك هو شيء طبيعي في (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 5: 18): "لأن الكتاب يقول: لا تكم ثوراً دارساً، والفاعل مستحق أجرته" انظر (تثنية 25: 4) و(لوقا 10: 7). وفي (الرسالة الثانية إلى تيموثاوس 3: 16) نقرأ ما يلي: "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر". إن الكلمة اليونانية المعربة بـ "موحى" هي "من روح الله" (ثيوينوستوس) أو "كونت من قبل روح الله الخالق" أو "معطاة من قبل الله". لا يوجد أي تعبير آخر في اليونانية يعرض أمر المصدر الإلهي للكتاب المقدس بتأكيد أكثر. في رسالتي الرسول بطرس نجد نفس التقدير العظيم لكل من أسفار العهد الجديد. فهو يقول مثلاً في (الرسالة الثانية 1: 21) "لأنهم لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس" (الكلمة المعربة بـ /مسوقين/ تعني حرفياً محمولين). وفي (الرسالة الأولى 1: 12) يقول: "الذين أعلن لهم (أي كشف للرسل) أنهم ليسوا لأنفسهم بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أخبرتم بها أنتم الآن بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل من السماء التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها". ويصرح أيضاً بأن كتابات بولس الرسول هي على نفس المستوى من الاهمية مع بقية الكتب المقدسة (الرسالة الثانية لبطرس الرسول 3: 15و16): "واحسبوا أناة ربنا خلاصاً، كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضاً بحسب الحكمة المعطاة له، كما في الرسائل كلها أيضاً متكلماً فيها عن هذه الأمور التي فيها أشياءٌ عسيرة الفهم يحرفها غير العلماء وغير الثابتين كباقي الكتب لهلاك أنفسهم". يقول لوقا البشير أن التلاميذ ابتدءوا يتكلمون في يوم الخمسين "كما أعطاهم الروح القدس أن ينطقوا" (أعمال الرسل 2: 4). والرسول يوحنا يدعو باللعنة على كل إنسان يتجاسر أن يحذف من أو يزيد على كتاباته (الرؤيا 22: 18و19). لو كانت تلك التصريحات مبنية على سلطة بشرية فقط لكانت أظهرت وقاحة لا نظير لها. إنه من المستحيل التخلص من الآيات التي لا تحصى ولا تعد والتي تعلم كلها الوحي التام للكتاب المقدس. والرأي القائل بأنه من الممكن أن تفسر هذه الآيات بطريقة تجردها من معناه القوي هو رأي مبني على التصور بأن هذه العقيدة موجودة فقط في آيات منفردة هنا وهناك! ونحن لا ننكر بأن بعض الآيات تعلم هذه العقيدة بوضوح فوق العادة، وتلك هي التي يراد في بعض الأحيان التخلص منها. ولكن هذه الفقرات ليست سوى ذروة الشهادة المتدرجة والنافذة في كل أجزاء الكتاب والتي تشهد لكونه من مصدر إلهي ولذلك فهو غير قابل للخطأ. وبهذا الصدد قال أحد علماء اللاهوت المؤمنين: "إن الجهد الذي يبذله البعض للتخلص من شهادة الكتاب المقدس بخصوص الوحي التام ليذكرنا برجل واقف بكل أمان وسط مخبره وهو يشرح بإسهاب وربما بواسطة رسوم وجداول حسابية كيف أن كل حجر معرض للانهيار والسقوط من قمة الجبل على طريق، له مسار معين وأنه يمكن لإنسان منتبه أن يدرأ خطره! ويمكننا أن نتصور نشوة الإعجاب بالنفس التي تخيم على وجه هذا المدّعي وهو يحلل مسار كل حجر معرض للسقوط، ويبرهن نظرياً بأن لكل حجر ممره الخاص وأنه من السهل تجنبه. ولكنه لسوء الطالع لا نرى في الواقع الجرف الساقط يأتي إلينا حجراً حجراً معطياً إيانا بكل أدب ولياقة، الوقت الكافي للانسحاب من ممر كل حجر بل إنه ينقض علينا فجأة في كتلة صاخبة ومهلكة. وهكذا قد يستطيع المتشكك أن يتخلص من معنى آيات كتابية معينة تعلم عقيدة الوحي التام دون أن يهتم بعلاقتها ببقية الكتاب المقدس. ولكن هذه الآيات لا تأتي علينا في هذا الانفراد المصطنع، وليست قليلة العدد! هناك العشرات بل المئات منها، وهي تطبق علينا بشكل إجماعي! أنفسرها بتجريدها عن معناها الطبيعي؟ إذ ذاك علينا تفسير العهد الجديد بكامله بتجريده من معناه! كم يدعو إلى الإشفاق كوننا لا نقدر أن نرى ونشعر بركام الآيات التي نرزح تحتها بالوضوح الذي يمكننا أن نرى ونشعر به بركام الحجارة! فلا نحجم عندئذ عن فتح أعيننا لشهادة العهد الجديد عن الوحي التام للكتاب المقدس، ولا نعود نتعجب لقبول الكنيسة الأولى هذه الأسفار ولتشبثها بها تشبثاً لا يعرف التردد". |
||||
31 - 07 - 2015, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 8708 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طبيعة التأثير الذي تم بواسطته الوحي لم تتمسك الكنيسة المسيحية مطلقاً بما يسمى النظرية "الميكانيكية" أو "الآلية" للوحي، رغم أن ذلك قد ألصق بها مراراً من قبل العصريين. فإن كتاب الأسفار المقدسة لم يكونوا كآلات كاتبة بل إنهم احتفظوا بكل مزاياهم وبقوا يمارسون قواهم العقلية مع أنهم كتبوا أو تكلموا وهم مسوقين بالروح القدس. ويمكن ملاحظة أساليبهم الخاصة بكل وضوح في كل كتاباتهم. فإذا كانت لغتهم الأصلية عبرية فإنهم كتبوا بالعبرية وإذا كانت يونانية فإنهم كتبوا باليونانية. وإذا كانوا مثقفين فإنهم كتبوا كأناس ذوي ثقافة عالية، وإذا كانت ثقافتهم قليلة فإنهم كتبوا حسب مقدرتهم بأسلوب يعبر عن محدودية ثقافتهم. ونحن هنا لا نسعى للفصل بين العناصر الإلهية والبشرية، لكننا نصر على كون الاثنين متحدين في انسجام كامل بحيث أن كل كلمة في الكتاب هي في آن واحد كلمة الله وأيضاً كلمة الإنسان. وهؤلاء الكتاب أنفسهم يظهرون كل ذلك بحيث أن التأثير الإلهي هو أولي والبشري هو ثانوي. فهم لم يكونوا المؤلفين بل الناقلين والحاملين والموزعين لتلك الأسفار والرسائل والنبوات. وهكذا فما كتبوه وتفوهوا به لا يجوز أن ينظر إليه كأنه مجرد إنتاجهم الخاص بل إنه كلمة الله النقية التي لا تشوبها شائبة. وكوننا قادرين على تتبع وفهم أسلوب التعبير الخاص لأي من بولس أو يوحنا أو موسى في كتاباتهم الخاصة يظهر أن الأسفار المقدسة كانت قد أعطيت بطريق أخذت فيها بعين الاعتبار الشخصيات البشرية المختلفة. فلو كانت الحالة بخلاف ذلك لكانت الكتب المقدسة على وتيرة واحدة ولكنّا بالفعل نتخذ من النظرية الآلية للوحي وجهة لنظرنا حيث لا مجال ذو أهمية لكاتبه. وكون الله يستعمل الكتاب الذين يستخدمهم بحسب طبائعهم الشخصية هو في صلب فكرة الوحي. فإنه تعالى ينتخب رجلاً معيناً لكتابة التاريخ المقدس وآخر لكتابة الأشعار المقدسة وثالث لصيغة العقائد وهلم جرا ... ولو أن بعض هؤلاء الكتبة تجمعت لديهم كل تلك الوظائف. لكن وراء كل ذلك كانت عناية الله تعد النبي في كل أحوال حياته واهبة إياه المزايا الخاصة والثقافة والاختبارات التي ستساعده في تبليغ رسالته للناس. فكانت النتيجة أن الرجال المناسبين أوتي بهم إلى المكان المناسب في الوقت المناسب، فكتبوا الكتب الخاصة أو أدّوا الرسائل الخاصة التي كانت قد أنيطت بهم. حينما أراد الله أن يعطي شعبه تاريخاً فإنه اعد موسى لكتابته. وحينما أراد أن يمنحهم أشعار المزامير السامية فإنه اعد داوود بمخيلة شعرية. وبما أن المسيحية تتطلب بياناً منطقياً، فإن الله أعد بولس معطياً إياه عقلاً منطقياً والاختبار الديني الموافق الذي مكنه من كتابة رسائله العقائدية. بهذه الطريقة الطبيعية أعد الله الكتبة المتنوعين حتى استطاعوا كتابة ما أراد وكما أراد وحيثما أراد بوحي الروح القدس. وهكذا كان النبي أو الرسول مؤهلاً للرسالة كما كانت الرسالة ملائمة له. وبهذه الطريقة احتفظ كل كاتب بأسلوبه الخاص في الإنشاء، كما قام كل منهم بعمل لم يكن لأحد غيره القدرة على القيام به. في بعض الأحيان كان الوحي بشكل لا يختلف كثيراً عن الإملاء، تكلم الله وكتب النبي كلام الله. انظر مثلاً (سفر التكوين 22: 15-18) و(سفر الخروج 20: 1-17) و(الوصايا العشر)، وأيضاً (أشعياء 43: 1-28). وفي أحيان أخرى كان الكتاب يفكرون بكل قواهم العقلية وهم يتمعنون في موضوعهم ويسكبون قلوبهم أمام الله، وكان الروح القدس يقودهم حتى أنهم كتبوا ما هو ضروري وحُفظوا من الأخطاء. انظر بشارة (لوقا 1: 1-4)، (الرسالة إلى رومية 1: 1-32)، (الرسالة إلى أفسس 1: 1-23). وكان إشراف الروح القدس عندما كان الكتاب يسردون حقائق تاريخية بسيطة أو ينسخون قوائم من الأسماء أو الأعداد من مصادر موجودة وموثوق بها – كان لمجرد حمايتهم من ارتكاب الخطأ أثناء القيام بعملهم هذا. وعلى العموم كان كلام الأنبياء يوضح ليس مجرد شيء فكروا به أو استنتجوه أو رجوه أو تخوفوا منه، ولكن شيئاً نقل إليهم – حتى أنه في بعض الأحيان إذ كانت الرسالة غير مرحب بها أجبروا على قبولها من قبل الله المعلن للنبوة. وهم أحجموا عن تأدية رسائل كانت تنبئ بالخراب للشعب والوطن. ومع ذلك فلم تكن لهم الحرية ليقولوا لا أكثر ولا أقل مما كانوا قد أعطوا، لأن من أودع رسالة من قبل الله تعالى ليس له الحرية ليحذف أو يغير أي جزء منها بل عليه أن يسلمها بحذافيرها كما كان قد تسلمها مثلاً: أرسل النبي أشعياء برسالة غير مرحب بها إلى مواطنيه، وأخبر مسبقاً بأن الشعب لن يسمع وأن نتيجة وعظه ستكون عصياناً أكثر، ومع ذلك فإنه لم يستطع تغيير رسالته، إنما استطاع فقط أن يسأل: ".... إلى متى أيها السيد؟" (أشعياء 6: 9-13). وكذلك أُرسل حزقيال النبي إلى شعب متمرد وأخبر بأنهم لن يسمعوا له (نبوة حزقيال 3: 4-11). ولكن إن سمعوا وإن امتنعوا فكان عليهم أن يعرفوا بأن نبي الرب كان موجوداً بينهم (حزقيال 2: 5). ومهما كانت رغبة النبي في أن يتكلم بخلاف ذلك فإنه لم يكن يستطيع إلا أن يؤدي الرسالة التي تسلمها. فإذا عجز الشعب عن الإصغاء بتحذير، فالمسؤولية تقع عليهم هم (نبوة حزقيال 33: 1-11). وغاية الرسالة تُظهر أيضاً بأنه في بعض الأحيان لم يفهم الأنبياء أنفسهم الوحي الذي أعطي بواسطتهم. (نبوة دانيال 12: 8و9) و(رؤيا 5: 1-4). ليس لنا أن نعتبر عمل الروح القدس في الوحي أكثر سراً من عمله في دائرة النعمة والعناية الإلهية. مثلاً أول ثمر للإيمان المخلص في النفس المتجددة هو في آن واحد عمل رُغِّب فيه من قِبل الروح القدس وعمل اختير بحرية من قِبل المتجدد. وفي كل الكتاب المقدس تنسب قوانين الطبيعة ومجرى التاريخ وتوفيق الأفراد المتنوع إلى عناية الله الضابطة "... الرب في الزوبعة وفي العاصفة طريقه والسحاب غبار رجليه" (نبوة ناحوم 1: 3). "فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويُمطر على الأبرار والظالمين" الإنجيل حسب (متى 5: 45). "إن العلي متسلط في مملكة الناس فيعطيها من يشاء وينصب عليها أدنى الناس" (نبوة دانيال 4: 17). "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (الرسالة إلى فيليبي 2: 13). "قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يميله". (أمثال سليمان 21: 1). فالوحي كان أشبه بإمساك سائق العربة ألجمة الجياد التي تجر العربة. والاحتفاظ بالأساليب والطرق الشخصية يدل على ذلك. فهذه العناية الإلهية الضابطة اقتادت الأنبياء بطريقة لم تبطل بها إنسانيتهم، فكلامهم للشعب كان كلام الله، وهكذا قُبل من قِبل الكنيسة المؤمنة في كل العصور. وكون كتاب الأسفار القديمة قد استعملوا صكوكاً أو مصادر أخرى في كتابة أسفارهم ظاهر حتى للقارئ العرضي. مثلاً نلاحظ أن الفصل 37 من سفر أشعياء والفصل 19 من سفر الملوك الثاني هما متماثلان. فلا بد أن أشعياء وكاتب سفر الملوك الثاني قد رجعا إلى مستند واحد. والكثير من الأخبار والحوادث في البشائر هي منقولة بأسلوب شبه موحد. فعندما كان كتاب الأسفار المقدسة يكتبون عن حوادث تاريخية أو عن أمور قانونية يسهل علينا الظن بأنهم رجعوا إلى مصادر أولية كما يفعل الكتاب المعاصرون مع هذا الفرق الهام: وهو أن الروح القدس أشرف على عملهم بحيث أنهم انتخبوا فقط المواد التي أراد الله أن تعطى للشعب، وكتبوا تلك الأمور بدون أي خطأ. وليس من المنتظر أن نعطي إيضاحاً وافياً عن كيفية تعامل العاملين الإلهي والإنساني في إنتاج الكتب المقدسة. يكفي القول بأنه في أكثر الحالات كان الوحي قلبياً وأقرب إلى الصميم مما يسمى بالطريقة الإملائية. ومصيبتنا هي كوننا في أكثر الأوقات نبحث عن شروحات وافية وتامة لأمور هي في باطنها عميقة للغاية، والتي يجب أن نجلها كأسرار مقدسة مثل عقيدة الثالوث الأقدس والكفارة والعلاقة بين سلطة الله المطلقة وحرية المخلوق البشري. أما المتشرب بمبادئ الفلسفة المعاصرة فيتجاهل مكان الله في هذه الأمور ويظن أنه بذلك قد وصل إلى حلول بسيطة للمسائل المتعلقة بهذه العقائد. وهو في الواقع إنما مدفوع من قبل أسس فلسفية لا دينية وحلوله هي بالحقيقة سطحية للغاية! أما المؤمنون فإنهم قد جاهدوا كثيراً في سبيل الوصول إلى حلول لهذه القضايا، معترفين في نفس الوقت بأن العقل البشري لا يمكنه أن يدرك إدراكاً تاماً أمور الله العميقة! ولا يجوز لنا أن نظن بأن الوحي جعل الكتاب عالمين بكل شيء. فوحيهم امتد فقط إلى محتويات الرسالات الخاصة التي بلغوها. ففي الأمور العلمية والفلسفية والتاريخية التي كانت خارج قصدهم المباشر وقفوا على نفس المستوى مع معاصريهم. لقد حُفظوا من الخطأ حينما كانوا يتكلمون برسالة الله، ولكن الوحي في حد ذاته لم يجعلهم علماء في الفلك أو الكيمياء أو أخصائيين في علم الزراعة! لا بد أن الكثيرين منهم اعتقدوا مع معاصريهم بأن الشمس كانت تدور حول الأرض، ولكنه لا يوجد أي مكان في كتاباتهم علموا فيه هكذا. ومع أن الرسول بولس لم يخطئ في تعاليمه إلا أنه لم يقدر بأن يتذكر عدد الناس الذين عمّدهم في كورنثوس: (1كورنثوس 1: 16). وقد لاحظنا كيف أن دانيال ويوحنا لم يفهما تماماً الوحي الذي أعطي بواسطتهما. وإسحق بارك ابنه يعقوب غير عالم أنه لم يكن ابنه المحبوب عيسو، وعندما اكتشف بعدئذ أنه كان قد خدع كان عاجزاً بالكلية أن يغير البركة. وعندما سجل النبي موسى الوعد الذي قطعه الله لإبراهيم بأن يصبح أباً لعدة شعوب، لم يفهم بوضوح أنه في العصور التالية سيشمل العالم بأجمعه! "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع. فإن كنتم للمسيح فأنتم إذاً نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة" (الرسالة إلى غلاطية 3: 27-29). "فإنه ليس بالناموس كان الوعد لإبراهيم أو لنسله بأن يكون وارثاً للعالم، بل ببر الإيمان" (الرسالة إلى رومية 4: 13). ثم أن عقيدة الوحي لا تعني بأن الكتاب أنفسهم منزهين عن الخطأ في سلوكهم الخاص. ومع أن موسى كتب القسم الأكبر من التاريخ المقدس، ومع أنه يعد أيضاً من أعظم أنبياء العهد القديم، إلا أنه أخطأ أمام الله عندما وقف أمام صخرة مريبة واتخذ لنفسه المجد الذي كان لله وحده! ولتلك المعصية لم يُسمح له بالدخول إلى أرض الميعاد. (سفر العدد 20: 7-13). والرسول بطرس كان منزهاً عن الخطأ عندما كان الناطق باسم الرب، ومع ذلك فإنه وقع في خطأ مسلكي كبير وكان من الضروري لبولس أن يقاومه مواجهة، لأنه كان ملوماً (الرسالة إلى غلاطية 2: 11-14). وعلاوة على ذلك فإننا نجد أن الوحي كان مرناً لدرجة يسمح فيها لذكر أمور شخصية، كما طلب بولس من تيموثاوس أن يأتي إليه عن قريب ويحضر له الرداء وبعض الكتب التي كان قد تركه في ترواس (الرسالة الثانية إلى تيموثاوس 4: 13) وكذلك نجد بعض النصائح الشخصية بخصوص صحة تيموثاوس: "لا تكن فيما بعد شرَّاب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 5: 23)، واهتمام شخصي بالمعاملة التي سيلقاها العبد أنسيموس الذي أعيد إلى سيده: "أطلب إليك لأجل ابني أنسيموس الذي ولدته في قيودي، الذي كان قبلاً غير نافع لك ولكنه الآن نافع لك ولي، الذي رددته. فاقبله الذي هو أحشائي. الذي كنت أشاء أن أمسكه عندي لكي يخدمني عوضاً عنك في قيود الإنجيل. ولكن بدون رأيك لم أرد أن أفعل شيئاً لكي لا يكون خيرك على سبيل الاضطرار بل على سبيل الاختيار، لأنه ربما لأجل هذا أفترق عنك إلى ساعة لكي يكون لك إلى الأبد، لا كعبد فيما بعد بل أفضل من عبد أخاً محبوباً ولاسيما إليّ فكم بالحري إليك في الجسد والرب جميعاً" (الرسالة إلى فليمون 10-16). فمن ثم نرى أن العقيدة المسيحية عن الوحي ليست تلك الطريقة الآلية التي صورها بها النقاد المعادون بل إنها تستدعي شخصية النبي بتمامها للعمل، معطية إياه الدور التام لاستعمال أسلوبه وطريقته، آخذة بعين الاعتبار الاستعداد المُعطى للنبي لتأهيله لتأدية رسالته الخاصة، وهي أيضاً تسمح باستعمال صكوك أو مصادر أخرى للأخبار عندما كانت الحاجة تستدعي ذلك. |
||||
31 - 07 - 2015, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 8709 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأخطاء المزعومة في الكتاب المقدس 1- أمثلة عن الأخطاء المزعومةمن الأمور المحزنة جداً في الوقت الحاضر أنه في بعض المجادلات الدينية يسعى البعض لإنكار سلطة الكتاب المقدس. وهذا عكس ما كان يجري في الماضي عندما كان الجدل ينحصر في تفسير الكتاب دون أن يشك أحد في صحة تعاليمه! نحن نعترف قبل كل شيء بأن الكتاب المقدس يحتوي على بعض التصريحات أو البيانات التي لا نستطيع شرحها شرحاً تاماً مع ما لدينا الآن من وسائط المعرفة. فمعرفتنا بالعبرية واليونانية ليست كاملة البتة، إذ أن هناك عدة كلمات وتعابير التي لا ترد إلا مراراً قليلة في الكتاب يصعب تفسيرها، ويحدث أحياناً أن أشهر العلماء لا يتفقون تماماً على معانيها بالضبط. ومع كل ذلك فإن ما يدعو للمزيد من المسرة والامتنان أن تقدم العلم والاكتشافات الأثرية، أزال الكثير من الغموض عن تلك اللائحة الكبيرة التي يسميها البعض "أخطاء الكتاب المقدس" والتي كان المشككون وغيرهم يتكلمون عنها بكل ثقة قبل بضع عشرات من السنين! أما اليوم فلم يبق تقريباً أي شيء ضمن لائحة الأخطاء القديمة تلك! يمدنا بالثقة الكامنة في تلك المعرفة الراسخة بأنه رغماً عن كل الهجمات العديمة الرحمة التي شُنَّت على الكتاب في العصور المتتابعة، ورغماً عن كل الانتقادات العنيفة التي صوِّبت على صفحاته المفتوحة لم ينجح أحد على برهان وجود خطأ واحد في أي مكان من الكتاب المقدس. وقد صدر الحكم بدون استثناء أن الكتاب مصيب وأن نقاده هم المخطئون. وأما تلك الأخطاء المزعومة فهي باقية كإنذار لكل أولئك الذين في رغبتهم أن يؤذوا عقيدة عصمة الكتاب بألا يضربوا بالحذر الأخلاقي والتاريخي عرض الحائط. ومن الجدير بالذكر أن تلك الأخطاء المزعومة هي في كثير من الأحيان أمور زهيدة للغاية، وليس هناك في أي حالة عقائد هامة أو حوادث تاريخية عرضة للتساؤل. فحينما يصوب عليها نور أقوى فإن أكثرها يذوب كما يذوب الجليد ما أن تضربه حرارة الشمس ويختفي كما تختفي أشباح الليل مع وضح النهار ولا تعود تُرى بعد. وإذا ما وُجد شيءٌ من ذلك القبيل فهو قليل العدد ولا يعدو كونه أغلاطاً من قبل النسَّاخ أو المترجمين. ومن المؤكد أنه ليس لأحد الحق في القول بأنه توجد أخطاء في الكتاب ما لم يظهر بدون أدنى شك أنها كانت موجودة في المخطوطات الأصلية. والصعوبات القليلة الباقية للآن هي زهيدة للغاية لدرجة لا يجوز معها لأحد أن ينزعج منها. ولدينا كل الأمل بأنه متى ازدادت معرفتنا عن بعض المواضيع المتعلقة بالكتاب، فإنها بدورها ستزول. ولا نكون مغالين في الأمر إن قلنا بأن هذه الأمور الباقية تشبه بضع حبات من الرمل التي قد توجد هنا وهناك في رخام مبنى البارثنون في أثينا مثلاً! ونظراً للاختبارات الماضية من المهم أن نتذكر أنه هناك احتمال كبير في ألا تكون هذه أخطاء حقيقية، احتمال يمكن قياسه عندما نأتي بكل البراهين القوية التي تثبت بأن الكتاب المقدس هو مرشد جدير بكل ثقة في كل الأمور الأخلاقية والروحية. وعندما نتذكر بأن تدوين الكتاب المقدس قد استغرق ما يزيد عن ألف وخمسمائة سنة، وأن عدد كتبته جاوز الأربعين شخصاً عاشوا في عصور مختلفة وكانت لهم أهداف مختلفة في الحياة ومواهب أدبية متنوعة، وأن التاريخ الديني والسياسي للبلاد كان معقداً للغاية، وأن المؤرخين الرومان المعترف لهم بالدقة قد أخطأوا في سردهم حوادث معاصرة لهم، فالعجب كل العجب هو في قلة الأمور التي يصعب فهمها في الكتاب المقدس. حتى وإن سلمنا بأن الكتاب يحوي على بيانات لا يمكننا الآن فهمها فهماً كاملاً فإن ذلك لا يشكل أساساً معقولاً لإنكار الاعتقاد العام بعصمة الكتاب المقدس. ولدينا كلمات الرب يسوع المسيح إنه "لا يمكن أن يُنقض المكتوب" وأكثر من هذا لا يجوز لنا أن نطلبه. ففي الكون المادي نرى براهين القصد والتصميم متنوعة وكثيرة جداً حتى أن العقل البشري يُساق إلى النتيجة بأنه يوجد خالق قد برأها. ومع ذلك فهنا وهناك نجد أشياء غريبة وشاذة. فبحسب معرفتنا الحاضرة لا نستطيع أن نوضح تماماً لماذا خُلقت الأفاعي والبعوض وجراثيم الملاريا، ومع ذلك فإن مخلوقات كهذه لا يمنعنا من الإيمان بأن للعالم خالق عاقل ورحيم. وكذلك لا يجوز للمسيحي أن يعدل عن إيمانه في الكتاب الموحى به تماماً لمجرد عدم استطاعته أن يوفِّق بين كل تفاصيل الكتاب المقدس. ربما لا يوجد أي فرع من العلوم في العصر الحالي ساهم في إثبات الكتاب المقدس كعلم الآثار القديمة. فإن جهود العلماء والمنقبين عن الآثار القديمة في مصر والعراق وفلسطين وسوريا ولبنان قد وضعت تحت تصرفنا مجلدات من التاريخ القديم المحتوية على تقارير خطية عن اللغات والآداب والمؤسسات والأديان والشعوب الذين كانوا قد نُسوا منذ عهد بعيد لولا أنهم ذكروا عرضاً في الكتاب المقدس. فهنا نجد سجلات منحوتة على الحجر وعلى ألواح الفخار، أو مدونة بطريقة أو أخرى على الأنصاب التذكارية والقبور والأبنية وورق البردي والخزف. ونلاحظ بدون استثناء أن كل هذه الاكتشافات تثبت صدق الكتاب وبطلان ادعاءات وافتراضات النقاد الهدَّامين. وفي الواقع لم يجابه أعداء الكتاب المقدس عدوَّاً أكثر شراسة وأهم مكانة من علم الآثار القديمة! فهذا المصدر يقِّم برهاناً قاطعاً على صحة الكتاب، وهو عديم التحزِّب وحازم بحيث أنه يقنع الصديق والعدو على السواء. لا يسمح لنا المجال بإعطاء قائمة مفصلة عمَّا يسمى بـ "الأخطاء" التي قد أشير إلى وجودها هنا وهناك في الكتاب المقدس، ومع ذلك فبحثنا يكون غير تام إذا لم نقدِّم بعض الأمثلة على الأقل: 2- الكتاب المقدس والعلميظهر لأول وهلة مثلاً بأنه يوجد تناقض بين سفر (الأعمال 9: 7) والفصل (22: 9) منه بخصوص اهتداء بولس. ففي النص الأول تقرأ أن الرجال الذين كانوا مسافرين معه سمعوا الصوت الذي كلمه، أما في الثاني فيقال أنهم لم يسمعوا الصوت. هذه الصعوبة يمكن تخطيها بهذه الطريقة: ففي اليونانية الكلمة المعربة بـ "صوت" تعني أيضاً "جلبة أو ضوضاء". فنستنتج إذاً أن الرجال الذين كانوا مع بولس سمعوا الجلبة ولكنهم لم يفهموا الكلام الموجَّه إليه. وليس العهد ببعيد عندما كان النقاد الهدامون يستهزؤون ببيان لوقا بأن جزيرة قبرص كانت تُحكم من قبل "والي" (أعمال 13: 7)، وأن ليسانيوس كان رئيس ربع، معاصراً للحكام الهيرودوسيين. ومع ذلك نُسي هذا الاستهزاء بسرعة كبيرة عندما دعمت الاكتشافات الأثرية بيانات الكُتَّاب. من وجهة شفاء غلام قائد المئة، فإذا كان قائد المئة نفسه قد ذهب إلى يسوع كما يقودنا البشير متى إلى الاعتقاد (متى 8: 5) أو إذا كان قد أرسل إليه شيوخاً من اليهود كما يقول البشير لوقا (لوقا 7: 3)، فإن صلب القصة يبقى كما هو لا يتغير. ففي لغتنا اليومية ننسب إلى الشخص الشيء الذي يقوم به وكلاؤه أو خدامه بحسب أوامره. أما عنوان تهمة يسوع التي كتبها بيلاطس على الصليب معطاة باختلافات زهيدة من قبل كتبة البشائر. وتفسير هذه الظاهرة هو أن التهمة كتبت في ثلاث لغات وهي اللاتينية واليونانية والعبرية، وأنه كان يوجد اختلاف زهيد في النص، وهذا ما دفع كل كاتب إلى التصرف في ترجمته. وبالحقيقة أن الفرق هو غير جوهري بين بيان مرقس وهو "ملك اليهود" وبيان لوقا "هذا هو ملك اليهود". ثم في صباح القيامة أكان الحجر قد دُحرج عن القبر بأيد بشرية، كما يمكن الاستنتاج من الأخبار التي يعطيها مرقس ولوقا ويوحنا - مع انهم بالحقيقة لا يذكرون أنها قد دُحرجت بأيدٍ بشرية، بل إنما كان الحجر قد دُحرج – أو أن الزلزلة قد استخدمت للقيام بهذا العمل كما يخبرنا بأكثر تفصيل متى البشير (متى 28: 2) فإن ذلك لا يسبب أي فرق من الناحية الجوهرية في القصة وهي أن السيد المسيح قام وخرج من القبر في ذلك الصباح. سرد متى البيان بشكل مفصل مخبراً إيانا أن الرب استخدم قوى الطبيعة لإنجاز قصده، بينما اكتفى الكتبة الآخرون بنقل الحقيقة الهامة وهي أن القبر قد فُتح والمسيح قد قام. وكثيراً ما يحدث أن الكتبة القديسين كالكتبة العلمانيين، يصفون الحوادث من وجهات نظر متباينة أو بنقاط مختلفة من حيث التشديد أو التأكيد. ففي هكذا حالات ليس هناك تناقض بين القصص أكثر مما يكون مثلاً بين أربع صور لبيت واحد، التقطت إحداها من الغرب، والأخرى من الشمال، وغيرها من الجنوب، وغيرها من الشرق، فهي كلها تعطي مناظر مختلفة نوعاً ما للبيت الواحد! ويُذكر في الإنجيل بحسب (متى 27: 5) أن يهوذا رد الفضة للكهنة ثم مضى وخنق نفسه، بينما يقول البشير لوقا في (سفر الأعمال 1: 18) أنه اقتنى حقلاً بهذه الفضة. ولكن إذا ما أتينا بالبيانين معاً يظهر إذ ذاك أن ما حدث فعلاً هو أن الكهنة رفضوا الفضة التي طرحها يهوذا في الهيكل، فما كان إلا أن ذهب وخنق نفسه. ولكن بعد خيانته وانتحاره لحقه العار لدرجة أنه لم يحضر أحد من أصدقائه أو أقربائه للاهتمام بدفن جثته. فكان من اللازم أن تدفن على النفقة العمومية. فتذكر الكهنة أن الفضة كانت قد أعيدت وأنها لا يمكن أن توضع في الخزانة لأنها كانت ثمن دم. وبما أن جثته يجب أن تدفن فإنهم قرروا أن يستعملوا الفضة لشراء مقبرة، وعلى الأرجح نفس الحقل الذي انتحر فيه يهوذا. ولذلك قيل أنه اقتنى حقلاً من أجرة الظلم، وذلك لا يعني أنه هو شخصياً اشتراه، بل إنما اشتري بفضته الخاصة ودُفن فيه. وهناك بعض النقاد الذين يدّعون أن الإشارة إلى أرميا في (متى 27: 9) هي خطأ، وإن الإشارة يجب أن تكون إلى (زكريا 11: 12و13). ويمكن قول نفس الشيء فيما يخص ما ورد في سفر (الأعمال 20: 35) و(رسالة يهوذا 14). وما يقوله متى هو أن أرميا "نطق" بهذه الكلمات، ومن المؤكد بأنه لا يستطيع أحد أن يبرهن عكس ذلك. فبحسب الظاهر تكلم أرميا بها، ثم سجلها زكريا، ومتى نسبها إلى أرميا بواسطة إرشاد الروح القدس. ربما كان لدى متى كتب أخرى كانت قد نسبتها إلى أرميا ولكنها فُقدت بعد ذلك. وبما أن اقتباس متى ليس هو حرفياً ككلام زكريا، فقد يدل ذلك أنه كان بحوزته كتباً أخرى. يُقال أحياناً أنه في (سفر التكوين 36: 31) تدل الإشارة إلى "الملك" أو "الملوك" الذين حكموا على بني إسرائيل على أن كاتب التكوين لم يكن موسى، بل أن الكاتب كان شخصاً آخر متأخراً عنه. ولكن علينا أن نتذكر أن موسى كان نبياً وأنه منذ بعيد قبل أيام موسى كان الوعد قد أعطي لإبراهيم بأن ملوكاً كانوا سيقومون من نسله. "وأثمرك كثيراً جداً، وأجعلك أمماً، وملوكاً منك يخرجون" (سفر التكوين 17: 6). "وقال له الله أنا الله القدير، أُثمر وأُكثر، أمة وجماعة أمم تكون منك، وملوك سيخرجون من صلبك" (سفر التكوين 35: 11). وكذلك موسى نفسه تنبأ عن قيام الملوك في البلاد: "متى أتيت إلى الأرض التي يعطيك الرب إلهك وامتلكتها وسكنت فيها فإن قلت أجعل علي ملكاً كجميع الأمم الذين حولي، فإنك تجعل عليك ملكاً الذي يختاره الرب إلهك. من وسط أخوتك تجعل عليك ملكاً، لا يحل لك أن تجعل عليك رجلاً أجنبياً ليس هو أخاك" (سفر التثنية 17: 14و15). وفي (سفر التكوين 36: 31) يذكر موسى أن ملوكاً كانوا يحكمون في آدوم قبل قيام أي ملك في إسرائيل. وكون الواقع أن الوصايا العشر كما هي مدونة في (خروج 20: 3-17) تختلف قليلاً عن النص الوارد في (تثنية 5: 7-21)، أو كون أنه في عدة حالات عندما اقتبس كتبة العهد الجديد من العهد القديم لم يعطوا نفس الكلمات بل المعنى العام فقط، فذلك ليس ببرهان على أنه لا يوجد وحي لفظي في الكتاب المقدس. فالكاتب أو المتكلم له الحق تماماً أن يعيد أفكاره في شكل مختلف نوعاً ما إذا اختار ذلك، وهذا ما عمله الروح القدس بالفعل. إن اللغة البشرية هي في أفضل حالاتها أبعد من أن تكون كاملة لتستطيع أن توضح كمال العقل الإلهي. ومن نحن حتى نحصر عمل الروح القدس في أسلوب واحد للكلام غير قابل للتغيير! إن كتبة العهد الجديد اهتموا في أكثر الأحيان بإعطاء صلب الحقيقة أكثر من اهتمامهم بالأسلوب، وهكذا نراهم يعبرون عن الحقيقة بتنوع وخصب، عوضاً عن أن يتبعوا شكلاً موحداً غير قابل للتغيير. فإذا أخذنا ما سبق بعين الاعتبار فإننا نزيح بذلك الكثير من التناقضات المزعومة. وفوق ذلك فإذا ما وجدنا فقرة قابلة لتفسيرين متباينين، أحدهما يتفق مع بقية أسفار الكتاب، بينما لا يتفق الآخر معها، فإننا مضطرين بحكم الواجب أن نقبل التفسير الأول. سواء أكان البيان موضوع التساؤل في الكتاب المقدس، أو في سجلات تاريخية أو في مستندات قانونية، فالمبدأ المقبول للتفسير هو أنَّ المعنى الذي يطابق بقية الكتاب أو الصك هو الذي يجب أن يُرجح على الذي يجعله غير مطابق له أو غير معقول. والتصرف على أي أساس آخر هو تعصب أعمى واتخاذ جانب الخطأ هو غير إثبات وجوده. ومن المؤسف أن الكثيرين من نقاد الكتاب المقدس إنما أهملوا هذه القاعدة نظراً لرغبتهم الجامحة في تدمير الثقة التامة بكلمة الله! والكثير مما يدعى بـ "صعوبات أخلاقية" في العهد القديم تظهر كذلك لمجرد كون البعض لا يأخذون بعين الاعتبار أن الوحي هو متدرج في الكتاب المقدس. بالطبع يطلب منا نحن الذين نعيش في العصر المسيحي والذين نتمتع بنور العهد الجديد أن نكون على مستوى أرفع بكثير من الذين عاشوا في العصور السابقة. وهنا أيضاً نرى صدق قانون التدرج المذكور في الإنجيل حسب (مرقس 4: 28) "أولاً نباتاً ثم سنبلاً ثم قمحاً ملآن في السنبل". فسوء التفاهم ينتج عن الفشل في التمييز بين ما تسجله الأسفار المقدسة فقط وبين ما تحبذه من تصرفات البشر. من بين أهم تلك الصعوبات قضية إهلاك الكنعانيين، وبعض المزامير التي تستنزل اللعنات، العقيدة النيابية للكفارة وعقيدة العقاب الأبدي. وقد لا يمكننا حل كل هذه الصعوبات ولكن الاعتراض بأنها غير صائبة أخلاقياً ينتج عن الادعاء بأنه لا مكان للعدل الإلهي الذي يعاقب الشر والخطيئة. إن معاقبة خطيئة وعصيان البشر هو أمر حتمي لله تعالى وذلك يظهر مجده بكل صدق كما يظهر فيه مكافئة الله للبر. هذا هو تعليم العهد الجديد الواضح تماماً كما كان في العهد القديم وهو في أساس العقيدة بأن القصاص لأجل خطايانا لا يمكن أن يطرح جانباً إذا كانت عدالة الله وأحكامه ثابتة. لذا كان لابد من أن يوضع على المسيح. وعلاوة على ذلك يعلمنا العهد القديم أنه ليس فقط بعض الأفراد بل أحياناً مدن وقبائل شعوب بأجمعها كانت قد فسدت جداً لدرجة أنها أصبحت لعنة شاملة على المجتمع البشري، ولم يعد لها أي حق ولا داعٍ للحياة. فإن ديانات بعض القبائل كانت فاسدة للغاية ولم يبق هناك أي أمل لإصلاحها، مثلاً عبادة البعل وعشتروت التي كانت ترافقها طقوس جنسية شهوانية وذبائح الأطفال المولودين حديثاً وتقبيل تماثيل الآلهة الوثنية والتبرُّك بها. وموقف العهد القديم من تعدد الزوجات والطلاق والرِّق والمسكرات وما شاكل ذلك كثيراً ما يُستهزأ به من قِبل النقاد ولكن إذا ما نظرنا إلى كل هذه الأمور في مواضعها الأساسية فإن ذلك يعطينا دليلاً قوياً على أن الكتاب المقدس هو من أصل إلهي. فمن جهة هذه المسائل وما شاكلها نجد أن قصد الكتاب المقدس هو وضع المبادئ الأساسية المناسبة لكل الشعوب والأجناس وفي كل عصر عوضاً عن إعطاء شرائع خاصة قد تتناسب مع بعض الناس في عصور وظروف خاصة. وقد ترك الكتاب المقدس سّنَّ الشرائع الخاصة لأحوال محلية إلى الهيئات التشريعية في عصورها المعينة. فبخصوص استعمال المسكرات مثلاً، فإن الكتاب يخبرنا بكل وضوح أن "الخمر مستهزئة، المسكر عجَّاج ومن يترنح بهما فليس بحكيم" (أمثال سليمان 20: 1). وكذلك نعلم أن السكيرين لا يرثون ملكوت الله. (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 6: 10). ونحذِّر من مغبة صرف أموالنا في هكذا مواضع وأنه ليس لنا أن نزن فضتنا لغير خبز (نبوة أشعياء 55: 2)، وهناك بينات كثيرة مشابهة لهذه. وعلى أساس ذلك من السهل سن التشاريع الملائمة لتجارة المشروبات الروحية. فالحكمة التي أظهرها الكتاب المقدس في معالجة تلك الشرور في العصور القديمة - معطياً المبادئ والشرائع التي أدت إلى محوها والقضاء عليها – لأمر فريد ولبرهان قوي في حد ذاته على أن الشريعة هي من مصدر يفوق البشر! لم يُكتب الكتاب المقدس بأسلوب علمي، وكل من يذهب إليه متوقعاً بأن يرى فيه كتاباً مدرسياً عن العلوم لا بد من أن ينتهي إلى خيبة أمل مريرة. لم يأت الكتاب إلى الوجود لأجل العلماء والمثقفين ثقافة عالية فقط، بل لأجل عامة الشعب. فلغة الكتاب هي لغة الشعب، ومواده هي في صلبها دينية وروحية. ولو كان الكتاب قد كتب في لغة العلم الحديث أو في قالب فلسفي لما أمكن فهمه من قبل الشعوب العديدة في تلك العصور القديمة، وفي الواقع لاستعصى فهمه على أغلبية الجماهير حتى في أيامنا هذه. وعلاوة على ذلك ومع أننا لا نريد أن ننقص من قيمة العلم في أيامنا الحاضرة، علينا أن نشير إلى أن الكتب المدرسية عن العلوم يجب إعادة كتابتها مرة في كل جيل على الأقل لأن البحث العلمي في تقدم مستمر. وليست هذه حالة الكتاب المقدس الذي لم يحتج إلى أي تنقيح في القرون العديدة الماضية، وهو لا يزال يتكلم إلى القلب والعقل في يومنا هذا بنفس القوة التي كانت له عبر العصور الماضية. الذين يلجئون إلى الكتاب لأجل الاستنارة في الأمور الروحية والعقلية فإنهم يجدونه حديثاً ومنيراً وكأنه قد كتب في الأمس القريب لأجل حاجتهم الشخصية. ومن المظاهر المدهشة في الكتاب المقدس خلوه من الأخطاء والخرافات التي كانت شائعة في العصور القديمة. فقد ذهب النبي موسى مثلاً إلى أفضل مدارس تلك الأيام وتهذب بكل حكمة المصريين القدماء التي تعتبر الآن مجرد هراء، ولكننا لا نجد أثراً لذلك في أسفار التوراة. فتلك الآراء الغريبة التي تمسك بها المصريون القدماء بخصوص أصل العالم والإنسان لم تظهر في كتاباته بل إنه وفي لغة جليلة وسامية أعطانا بياناً وافياً وكاملاً عن خلق الله للعالم والإنسان. وغيره من أنبياء العهد القديم كانوا قد اتصلوا بعلوم الكلدانيين والبابليين، ولكنهم لم يكتبوا إلا ما كان يتفق مع الحقيقة التي كشفها الله لهم. قد يكون بعض هؤلاء الأنبياء قد اعتقدوا مثلاً بأن الأرض هي مسطحة، ولكنهم لم يعلموا قط في أي مكان من الكتاب بأنها كانت مسطحة. وعندما كان الأنبياء يتكلمون عن شروق الشمس وغروبها أو عن أربع زوايا الأرض أو عن أطراف الأرض، فليس لنا أن نأخذ هذه التعابير حرفياً. ونحن نستعمل نفس هذه العبارات اليوم، ولكننا لا نقصد بأن نثبت أن الشمس تدور حول الأرض أو أن الأرض هي مسطحة أو مستطيلة! ونحن نتبع هذه الطريقة في لغتنا اليومية عندما نصف الأشياء كما تظهر للعين وليس من الناحية العلمية الدقيقة. ومع أن أغلبية المشككين هم دائماً على استعداد بأن يؤكدوا أن الكتاب يعلم أن الأرض هي مسطحة، فإننا لا نجد شخصاً مستقيماً ونزيهاً يستطيع أن يجد حتى آية واحدة في كلمة الله تعلم بهذه النظرية. على العكس، فهناك بيان واضح عن شكل الأرض في وصف أشعياء النبي لعظمة وجلال الله: "الجالس على كرة الأرض" (نبوة أشعياء 40: 22). ونحن لا نرى المشككين يقتبسون بيان أيوب حينما قال – مغايراً الآراء الشائعة في أيامه – "يمد الشمال على الخلاء ويعلّق الأرض على لاشيء" (سفر أيوب 26: 7). وبهذا الخصوص علينا التمييز دائماً بين النظريات والافتراضات العلمية وبين الحقائق العلمية المبرهنة بكل وضوح. فنظريات العلم هي مثل تيارات البحر المتنقلة، بينما الكتاب المقدس قد جابهها على مدى ألفي سنة كصخرة جبل طارق. وحتى الآن لم يظهر بأن الكتاب المقدس قد ناقض حتى ولو حقيقة واحدة من الحقائق العلمية المبرهنة. فالبيانات التي يعطيها عن نشوء العالم وعن النظام الرائع الذي نراه في كل أنحاء الكون يتفق مع مكتشفات العلم الحديث لدرجة مدهشة للغاية، وهذا ما لا نراه في الكتب القديمة المليئة بالخرافات. فليس هناك إذاً أي تناقض واقعي أو حقيقي بين الكتاب المقدس والعلم. السبب الرئيسي لوجود كثير من البلبلة بخصوص العلاقة بين العلم والدين يعود لفشل الكثيرين من الناس في التمييز بين الحقائق المثبتة والآراء الشائعة في وقت معين. فالعلم الحقيقي يتناول الحقائق المثبتة فقط، أما الآراء فقد تختلف بحسب اختلاف الناس الذي يعبرون عنها. لنأخذ مثلاً نظرية النشوء والارتقاء، فإذا ما قبلها الإنسان فليس هناك مجال لما وراء الطبيعة ولا للإيمان بتعاليم الكتاب المقدس. ولكن هذا المذهب ليس بعلم مثبت، بل هو مجرد نظرية أو افتراض غير مبرهن. وهناك الكثير من العلماء النوابغ الذين لا يعتقدون بتلك النظرية بل يؤمنون بأن الله تعالى قد خلق العالم والكون بأسره من لاشيء. ورجل الدين الذي لم يختص في العلوم الطبيعية ليس له الحق بأن يتكلم عن الأمور العلمية. وكذلك ليس للعالم المختص بالعلوم الطبيعية الذي لم يختبر قوة الروح القدس المجددة، الحق في أن يغزو حقل الدين وأن يتكلم بسلطان عن أمور دينية تقع خارج نطاق تخصصه. ومجرد أن لفرد معين مقدرة وخبرة ضمن حقله الخاص لا يخوله حق الحكم في مواضيع تقع خارج نطاق ذلك الحقل. الدين الحقيقي والعلم الحقيقي لا يتناقضان أبداً، ولكن سيكون هناك دائماً البعض من رجال الدين والمتدينين والبعض الأخر من أهل العلم على اختلاف في آرائهم على مر الأجيال. لقد أنتج العلم، والحق يقال، أشياء مدهشة، ولكن نطاقه يبقى محدوداً ومحصوراًُ في الجانب المادي من الحياة وليس له أي سلطان للتكلم عن أمور روحية. وحيثما أصبح العلم الطبيعي بديلاً عن الدين، تجده قد تحول بدون شك إلى مسيحٍ كاذب. وقد كتب أحد المفكرين المؤمنين عن موضوعنا ما يلي: "القول بأن الأسفار المقدسة تحتوي على بيانات لا تتفق مع تعاليم العلم الحديث والفلسفة المعاصرة هو شيء، والقول بأنها تحتوي على أخطاء مبرهنة هو شيء آخر. فمن الوجهة التقنية الدقيقة ليس هناك علم حديث ولا فلسفة حديثة، إنما هناك علماء حديثون وفلاسفة حديثون وهم يختلفون فيما بينهم إلى مالا نهاية. وإذا ما أخذنا ادعاءاتهم جميعاً على محمل كونها حقائق العلم والفلسفة تجمعت لدينا مجموعات من العلوم والفلسفات المتناقضة. إنه على هذا الأساس وعليه فقط يمكن الادعاء بوجود أخطاء في مضمون كلمة الله! وفي الحقيقة لا يوجد إنسان مفكر واحد يمكنه القول بأن العلم والفلسفة قد وصلا صيغتهما النهائيتين حتى ولو بوجه التقريب! فنحن نسمع من آن إلى آخر بأن كلاً من العلم والفلسفة لم يزالا بعيدين كل البعد عن شكلهما النهائي. فماذا كان من الممكن حدوثه إذاً لو أن تعاليم الكتاب المقدس كانت تطابق تماماً مواقف العلم والفلسفة في الوقت الحاضر وفي عصور ماضية؟ أفلا تصبح مخالفة تماماً لعلم وفلسفة المستقبل؟ فمن أين لنا اليقين بأن العلم والفلسفة سيبقيان تماماً على وضعيهما السائدين اليوم؟ لو أننا كنا قد تجاوزنا حد البرهان عندما نقول بأن الكتاب يتضمن أخطاء حقيقية بناء على تناقض مع تعاليم البعض من العلماء وفلاسفة الوقت الحاضر، لكان ذلك الافتراض ذا مغزى حقيقي وثابت. |
||||
31 - 07 - 2015, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 8710 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكتاب المقدس جدير بالثقة 1- شهادة علماء بارزينبعد تفحص تلك الأخطاء المزعومة والتي تشمل ليس فقط الأمثلة الواردة في الفصل السابق بل الكثير غيرها أيضاً، نستطيع القول بأنه ليس هناك أي خطأ حقيقي في الكتاب. ونحن ندعو هذا الكتاب بـ "الكتاب المقدس"، فإذا كان قد احتوى على أخطاء فلا يحق لنا مطلقاً بأن ندعوه "مقدساً". ولكن كم يختلف موقفنا منه حينما نقترب إليه ككلمة الله بالتمام وكقانون موحى به ومنزه عن الخطأ والدستور الوحيد للإيمان والحياة! إذ ذاك نقبل بكل استعداد ورحابة صدر بياناته عن الحق وننحني أمام تصريحاته تعبيراً عما وجب من احترام ونرتجف بالفطرة أمام تهديداته ونتكل بكل أمل على مواعيده وعندما ننادي بكلمة الله من المنبر أو في غرفة الدراسة وعندما نعزي المريض على فراش الآلام أو في فقيد ما، أو حينما نجد أخوتنا البشر يجاهدون ضد تجاربهم رازحين تحت الهموم ونسعى لمواساتهم ومنحهم العزاء، كم نكون شكورين لوجود الكتاب الذي هو جدير بكامل ثقتنا! هناك ما يسمى بقانون الوثائق القديمة الذي هو مقبول لدى العلماء المختصين بدراسة الكتب والمخطوطات القديمة، دينية كانت أو غير دينية، هذا القانون يمكن تلخيصه كما يلي: "الوثائق التي تبدو قديمة في مظهرها والتي لا تحمل على وجهها آثار التزوير، والتي وجدت في حفظ ملائم تحسب أصلية وحقيقية حتى يبرز برهان كاف ضد ذلك..." ونحن نسلم بأن أسفار العهد القديم والجديد كلها نقية وصادقة. يتضح ذلك لنا عندما نحكم عليها على ضوء هذا المبدأ المتضمن في قانون الحكم على الوثائق الأثرية. وقد يبدو لأول وهلة أنه من الصعب جداً فهم السبب الذي دفع الكثيرين للبحث عما يسمى بأخطاء الكتاب المقدس. لكننا عندما نفكر في المسألة ملياً نجد أن هذا الكتاب يدين الناس ويؤشر لهم على خطيئتهم. وهذا أمر غير مرغوب به إذ أن الشخص غير المتجدد يفضل قراءة الجريدة اليومية، أو رواية مثيرة، أو متابعة تفاصيل محاكمة أحد المجرمين عبر المذياع أو التلفزيون على قراءة فصل من الإنجيل! وبما أنه لا يريد الإصغاء إلى الحق فيما يتعلق بنفسه وبالعالم الذي يعيش فيه فإنه يحاول اكتشاف عيوب في الكتاب المقدس. والسبب الذي لا يدعه يترك الكتاب وشأنه هو أن الكتاب أيضاً لا يتركه وشأنه. وقد جاهد النقاد في كل عصر ومن كل طبقة جهاداً مريراً لاكتشاف بعض الأخطاء التي قد تدين الكتاب بالبهتان. وهم على الغالب لا يجدون مسرة كبيرة في إظهار أخطاء في مؤلفات فرجيل أو شيكسبير، أما الكتاب فلا يدعونه جانباً بل يداومون على انتقاده. وكم من الأحيان اتفق الكثيرون على مقاومة الكتاب المقدس مع أنه لم يكن بينهم، إلى جانب ذلك، أي قاسم مشترك يجمعهم. يوجد في العصر الحاضر البعض من العلماء الذين يحاولون تكذيب الكتاب المقدس. هؤلاء غالباً ما يبدءون بشن غاراتهم على العهد القديم ثم ينتقلون في هجومهم على كل أجزاء العهد الجديد. ومع ذلك فهناك آخرون عديدون والذين يضاهون غير المؤمنين من العلماء من ناحية العلم والذكاء والذين يصرحون بأن الكتاب المقدس هو جدير بالثقة وبأنه يمكن الاعتماد عليه اعتماداً مطلقاً. 2- في أساس اعتقادنا أن الكتاب المقدس معصوم عن الخطأوقد صرح أحد علماء التفسير المؤمنين قائلاً: "لقد كرست نفسي لدراسة العهد القديم لمدة خمس وأربعين سنة. وقد درست موضوعي في كل لغاته وفي كل ما يتعلق بالآثار القديمة وبالتاريخ... والنتيجة التي وصلت إليها هي أن الله كلم آبائنا عبر الأنبياء بأنواع وطرق كثيرة، وأن العهد القديم في العبرية هو موحى به من الله مباشرة، وأن الله تعالى قد حفظه نقياً عبر العصور والأجيال بعناية تفوق الوصف". ومهما طال انتظارنا فإننا لن نصل إلى أية نظرية تعطي بياناً وافياً عن أصل وسلطة الكتاب المقدس سوى كونه قد أتانا من الله. وقد وفدت النظرية تلو الأخرى تحاول التقليل من أهمية الوحي أو إنكاره ولم تلبث أن دحضت وطواها الزمن، وحتى يومنا هذا لم يطرح أي افتراض معاد لعصمة كلمة الله في الكتاب المقدس إلا وتهدم قبل أن يدوم أكثر من نصف قرن. هذا في حد ذاته اعتراف بأن الكتاب المقدس لا يمكن أن يعلل بأي واسطة أخرى غير تلك التي تكلم عنها الأنبياء أنفسهم. وليس هناك أي أمل بظهور نظرية أخرى يكون نصيبها أكثر نجاحاً في المستقبل، فالطريق الوحيد والمعقول الذي علينا إتباعه هو قبول الكتاب المقدس كما يقر هو بحقيقة أمره، أي أنه كلمة الله. ومن المهم أن نلاحظ أنه عبر كل العصور الماضية كان الإيمان المسيحي ينمو ويترعرع بواسطة جد ونشاط شخصيات بارزة من المتيقنين بأن الكتاب المقدس هو بكامله موحى به من الله. إن المسيحية لم تستفد مطلقاً من الذين شكوا في الكتاب. ولذلك علينا ألا نصبح كأولئك التائهين الذين قال عنهم الكتاب أنهم قبلوا كلمة الله مخدومة بواسطة ملائكة ولكنهم لم يحفظوها. حينما نصرح بأن الكتاب المقدس هو جدير بالثقة المطلقة سواء أكان ذلك من جهة بياناته الواقعية أو العقائدية أو الأخلاقية، فإننا لا نعني بأننا قد فحصنا شخصياً كل بيانات الكتاب بمقدار كاف من العناية بحيث نشعر بمطلق الارتياح في تأكيدنا بأنها جميعاً صحيحة. لقد وصلنا إلى الاستنتاج بأن الكتاب المقدس هو مجرد عن الخطأ أولا بملاحظتنا البيانات الكثيرة التي تشير إلى الوحي والعصمة، ثم بامتحان تلك البيانات الكثيرة التي تشير إلى الوحي والعصمة، ثم بامتحان تلك البيانات على ضوء الحقائق التي نحصل عليها من علم النقد والتفسير. ونظراً للدلائل العديدة التي تثبت صحة هذا الموقف وأهم هذه: المستوى الأخلاقي والروحي الموجود في الكتاب بأسره، وإرشاد الروح القدس الموعود به، والنبوءات العديدة التي تمت، والوحدة الداخلية في الكتاب بمجمله، والطريقة البسيطة والخالية من التغرض التي تُسرد بها البيانات، وعدم وجود أي أخطاء مثبتة ومبرهن عليها... من هذه إذاً فالكتاب هو موحى به تماماً. وإذا رفضنا هذا الاتجاه لا يبقى عندنا أي وسيلة معقولة تساعدنا على الوصول إلى غايتنا. (1) لأنه لا يوجد برهان على خطأ واحد فيه.إن موقف العلماء المؤمنين من هذه القضية قُدم بشكل واضح وطريقة مقنعة. ذكر أحدهم أن "الكتاب المقدس يشهد لنفسه على كونه جديراً بالثقة التامة" وأضاف: "لو لم تكن الحالة كذلك لكان كل ما نستطيع قوله هو أن الكتاب لا يحتوي على أخطاء مبرهنة. ويتضح لنا ذلك إذا تذكرنا بأن آخر أجزاء الكتاب قد كتبت قبل نحو ألفي سنة، وأن الكتاب بأسره يعالج حقباً من التاريخ ليس لدينا معرفة كاملة عنها. وهو يسرد الكثير من اعتقادات واختبارات أشخاص كثيرين ممن لا نعرف عنهم سوى القليل. وهو يتضمن كذلك بيانات أعلنت بطريقة تفوق الطبيعة، وكذلك تشمل على نبوات لم تتم بعد. فليس هناك أي فرد حتى ولا أعظم العلماء يتمتع ولو بجزء بسيط من تلك المعرفة اللازمة والتي تخوله أن يبرهن - على أساس معرفته الخاصة – بأن الكتاب هو خال من الخطأ. ولكن الحال يختلف تماماً إذا كانت الشهادة عن كون الأسفار المقدسة جديرة بالثقة التامة هي جزء من ظاهرتها الطبيعية. فلا مانع عندئذ من التصريح بأن ذلك يعفينا من مسؤولية فحص فقراته لنتحقق من كونها تتفق مع ادعاءه. فنحن نصل إلى النتيجة بأن الكتاب هو خال من الأخطاء: (2) بسبب الشهادة التي يشهدها الكتاب عن أهليته التامة للثقة. كما وأننا نتكل على الأسفار المقدسة لمعرفتنا بالحقائق التي تشكل الإيمان المسيحي. فإذا لم يعد لنا الحق بأن نثق بها عندما تخبرنا عن نفسها فكيف يمكننا الثقة بها عندما تخبرنا عن ألوهية المسيح والفداء التام بدمه والتبرير بالإيمان والتجديد بالروح القدس وقيامة الجسد والحياة الأبدية؟" وعلاوة على ذلك فإن جدارة السيد المسيح بالثقة تتعلق بشكل وثيق بعصمة الكتاب. ففي الكلمات "لا يمكن أن ينقض المكتوب" و"إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" الإنجيل حسب (متى 5: 18). نسب المسيح يسوع سلطاناً مطلقاً لأسفار العهد القديم واقتبس منها كحكم نهائي، فإذاً سلطان الكتاب وسلطان المسيح هما متصلان بشكل وثيق. وقد ينحني البعض أمام الرب يسوع المسيح ويبتهجون به كربهم وسيدهم ومع ذلك فهم لا يتورعون أن ينسبوا إلى الكتاب المقدس ليس فقط أخطاء تاريخية بل أخلاقية أيضاً! وهكذا موقف متناقض لا يمكن الاحتفاظ به طويلاً لأنه من المستحيل أن نكون في آن واحد مؤمنين بالمسيح ومنتقدين له. ولا يمكن أن نبقى مستقيمي الرأي بخصوص يسوع المسيح بينما نقبل آراء النقاد الهدامين عن الكتاب المقدس! وكما سأل الرب في تلك الأيام: "ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟"، يمكننا أيضاً أن نسأل المترددين في يومنا هذا: "ماذا تظنون في الكتاب المقدس، كتاب من هو؟". وكما أن يسوع المسيح هو في وقت واحد إله وإنسان هكذا نستطيع أن نقول بأن الكتاب هو من أصل إلهي وبشري. وكما كان المسيح إنساناً حقيقياً بكل معنى الكلمة، ومجرباً في كل شيء مثلنا، ولكنه بدون خطأ لكونه الله أيضاً، هكذا فإن الكتاب المقدس هو بالحقيقة كتاب بلغة وكلمات بشرية كتبه بشر مثلنا، ولكنه في نفس الوقت كتاب مجرد من الأخطاء لأنه كتاب إلهي أيضاً. وعندما نقول أن الوحي قد امتد إلى كل أجزاء الكتاب لا نعني بأن نقول أن كل أجزاء الكتاب المقدس هي ذات نفس النسبة من الأهمية. إن سفر التكوين مثلاً أو بشارة متى أو سفر الرؤيا هي أهم بكثير من سفر أخبار الأيام الثاني أو نبوة حجي أو رسالة يهوذا. ليست كل الأجزاء ذات قيمة متساوية ولكنها كلها متساوية بصدقها وموضوعيتها. عقيدتنا إذاً هي أن الكتاب هو تام وأنه لا يحتاج إلى إضافة أو تنقيح كما ورد في إحدى وثائق الإيمان: "فكل مشورة الله عن كل الأمور المتعلقة بمجده تعالى وبخلاص الإنسان وإيمانه وحياته، هي إما ظاهرة بكل وضوح في الكتاب المقدس أو يمكن استنتاجها منه، فلا يجوز إذاً أن يضاف إليه أي شيء في أي وقت كان، سواء أكان بادعاء وحي جديد من الروح أو بتقاليد بشرية". |
||||