منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 07 - 2015, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 8671 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصليب هو أساس السلام مع الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




سألت سيدة أحد الشبان : هل صنعت سلامك مع الله ؟ فأجاب كلا ياسيدتي ! قالت : وهل تريد أن تصنع سلامك مع الله ؟ فأجاب : كلا ياسيدتي !! ولما رأى دهشتها التفت إليها قائلا : ليس في مقدور أحد أن يصنع سلامه مع الله , لكن الرب يسوع قد صنع سلامي مع الله بالصليب , ولذلك فأنا أقول مع بولس ((فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح)) رو 1:5 أجل , إن جراحات الصليب هي أساس سلامنا مع الله , وهذا الحق واضح في إنجيل يوحنا إذ نقرأ ((ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم. ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب)) يو 19:20 , 20 فضمان سلامنا مع الله هو جراحات فادينا ((لأنه هو سلامنا))
 
قديم 30 - 07 - 2015, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 8672 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصليب هو دافع التكريس لله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إذ أراد بولس أن يحرك الكورنثيين لتسليم حياتهم بالكامل للرب , لم يجد دافعاً أقوى من الصليب فكتب لهم قائلا ((أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله)) 1 كو 19:6 و29.
ثم عاد يكتب لهم في رسالته الثانية فقال ((لأن محبة المسيح تحصرنا إذ نحن نحسب هذا أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع اذاً ماتوا وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام)) 2 كو 14:5 و15 فالصليب يدفع المؤمن للحياة لمن مات لأجله وقام لأنه يشعر أن محبة المسيح تحصره فلا يستطيع إلا أن يكرس نفسه له ليرد صدى هذه المحبة الغامرة ونجد في سفر اللاويين صورة واضحة للتكريس بالدم إذ نقرأ ((ثم قدم الكبش الثاني فذبحه وأخذ موسى من دمه وجعل على شحمة أذن هرون اليمنى , وعلى إبهام يده اليمنى وعلى إبهام رجله اليمنى)) لا 23:8 فما معنى وضع الدم على الأذن واليد والقدم ؟ ! معناه أن الأذن تسمع وتعرف صوت الله , وأن اليد تعمل لخدمة الله , وأن القدم تسير مع الله !! وهذا هو ما يفعله دم الصليب المرشوش على المؤمنين
 
قديم 30 - 07 - 2015, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 8673 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصليب هو دافع الغفران للآخرين
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






لم يجد بولس دافعاً يدفع المسيحي أن يغفر للآخرين أقوى من الصليب فكتب لأهل أفسس قائلا ((كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح)) أفسس 32:4 , وكذلك قال للمؤمنين في كولوسي ((كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً)) كو13:3
قص علينا رجل من رجال الله قصة عن فتاة أرمنية عاشت في أيام اضطهاد الأرمن كانت سائرة يوما في رفقة أخيها وأبيها وإذا بجندي متوحش ينقض على والدها وأخيها ويذبحهما أمام عينيها , أما هي فقد أفلتت منه بأعجوبة ثم اشتغلت كممرضة في إحدى المستشفيات , وذات يوم حمل رجال الإسعاف جريحاً إلى ذلك المستشفى ليكون تحت رعاية تلك الممرضة , وسرعان ما تفرست في وجهه حتى عرفته أنه ذلك الجندي المتوحش الذي سفك دم أبيها وأخيها , وهنا وقفت تلك الممرضة المسكينة أمام عاملين , عامل الانتقام لدم أبيها وأخيها من ذلك الجندي الجريح الذي صار الآن في قبضة يدها , وعامل الرحمة والإشفاق والمغفرة لأجل خاطر المسيح الذي أحبها وافتداها , وما هي إلا لحظة حتى غلب الصليب , وملأ قلبها بالصفح , فخدمت ذلك الجندي وسهرت على راحته حتى شفي من جراحه !! فهل امتلأنا بروح الصليب , روح الغفران ؟
 
قديم 30 - 07 - 2015, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 8674 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصليب هو سر احتمال الحزن والألم والاضطهاد


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كتب الرسول للعبرانيين قائلا ((لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم)) عب1:12-3
وكتب بطرس الرسول يقول ((لأنه أي مجد هو إن كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون بل إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله لأنكم لهذا دعيتم فان المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته)) 1 بط20:2و21.
أجل , فالصليب يعطينا نصرة على الاضطهاد , وعلى الألم , وعلى الحزن
كان أحد خدام الله يعظ في شيكاغو , وفجأة تقدم أحدهم من الصفوف الخلفية حتى اقترب من الخادم وقال له أمام الجمع ((في استطاعتك أن تقول عن المسيح أنه عزيز لديك , وانه يسدي إليك العون في تجاربك , لكن لو كانت لك زوجة توفيت كزوجتي وتركت لك أطفالا صغاراً يبكون وينادون على أمهم أن تأتي إليهم وليس من يحير جواباً !! لو كان هذا حالك ماكنت تستطيع أن تتكلم بما تكلمت به اليوم))
وبعد مدة وجيزة راحت زوجة هذا الخادم الجليل ضحية حادث من حوادث القطارات , وكانت موهوبة وفاضلة وحكيمة , فأتوا بالجثة إلى شيكاغو للصلاة عليها , فوقف الخادم المجرب بعد الخدمة وألقى بنظرة إلى الزوجة الراحلة , وقال : ((منذ مدة قال لي أحدكم إني لا أستطيع أن أقول أن المسيح كفايتي , لو توفيت زوجتي وتركت لي أولاداً يصيحون في طلبها, فإذا كان هذا الشخص موجوداً الآن في هذا المكان فاني أقول له أن المسيح كاف جداً وأن صليبه سر عزائي , صحيح أن قلبي مكسور وممزق ولكن هناك سلاماً تتردد أصداؤه في قلبي , والمسيح هو مصدر هذا السلام , لأنه يتكلم بالتعزية إلى اليوم)).
ولقد كان ذلك الرجل موجوداً في الاجتماع , فتقدم وركع بجانب التابوت , وصلى قائلا ((إنني أسلم لك نفسي أيها الرب يسوع ما دمت تستطيع أن تعزي الإنسان بهذا العزاء الجميل))!!.
 
قديم 30 - 07 - 2015, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 8675 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصليب هو سر الموت المزدوج

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




والموت المزدوج هو موت العالم في نظر المؤمن , وموت المؤمن في نظر العالم , وهذا ما يقوله الرسول ((الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم)) , فالمؤمن ينظر إلى العالم فيراه مصلوباً أمامه , ولا يجد فيه إغراء أو جاذبية لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة وهذه كلها قد صلبت في الصليب , ونرى مثالا لهذا في احتقار موسى للعالم كما يقول كاتب العبرانيين ((بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلا بالأحرى أن بذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة)) عب 24:11 -26 فموسى حسب عار المسيح الذي هو الصليب غنى أعظم من خزائن مصر , وكان الصليب هو سر انتصاره على العالم , ولذا فالرسول يحضنا على السير في ذات الطريق قائلا ((لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب فلنخرج اذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره لأن ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة)) عب 12:13 -14 فهل صلبنا الجسد مع الأهواء والشهوات وخرجنا وراء ربنا خارج المحلة ؟
يحدثنا الرسول عن اختباره قائلا ((مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ)) غلا 20:2 , أجل ! جاء يوم ذهب فيه بولس إلى الجلجثة , وتمدد على صليب المسيح , وقال يناجي رب الصليب ((ياسيد سمر يديّ اللتين قبضتا على المسيحيين وعذبتاهم , وسمر قدميّ اللتين سارتا في طريق تحطيم عملك , وكلل رأسي الذي فكر بالأفكار الرديئة بإكليل الشوك , واطعن قلبي الخداع النجس بحربة الموت لكي أموت أنا وتحيا أنت ياسيدي فيّ)) ومن ذلك اليوم مات بولس ليحيا المسيح فيه و ((الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات)) غلا 24:5
 
قديم 30 - 07 - 2015, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 8676 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصليب هو أساس شركتنا مع الله


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هذا هو الحق اللامع في رسالة العبرانيين إذ يقول الرسول ((فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالاقرار لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه)) عب 14:4 -16 ثم يعود قائلا ((فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقاً كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب أي جسده وكاهن عظيم على بيت الله لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين)) وهكذا نرى أن أساس شركتنا مع الله, وثقتنا في الدخول إلى عرش النعمة , وإيماننا الراسخ في استجابة صلواتنا هو ((دم الصليب)). كما هو مكتوب ((الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء)) رو 32:8.
والآن ! ! ما هو موقفك بإزاء المسيح المصلوب ؟ لقد سأل بيلاطس اليهود قائلا : ((ماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح ؟)) مت 32:27 , وهذا سؤال شخصي يجب أن توجهه لنفسك بعد أن عرفت حقيقة شخصية المصلوب , وأن تقرر نهائياً إجابتك على هذا السؤال الخطير ؟!
فما هو قرارك ؟! هل قررت أن تكمل التكفير في شخص المسيح ؟ أو عزمت على أن تفضل عليه شرك وخطاياك ؟ أو قررت أن تقبله في حياتك , وتخصص عمله الفدائي لنفسك ؟
يحدثنا دكتور ((ايرنسيد)) عن جندي من جنود الحرب الأهلية الأمريكية , ساءت أحواله حتى صار يعيش في فقر مدقع لكن السلطات الأمريكية فكرت أن ترسله إلى مزرعة تعول فيها الفقراء , ولما جاء مندوب الحكومة يحمل هذا الخبر للجندي البائس الفقير , رأى على حائط كوخه المهدم ((إطاراً)) !! لم يكن في هذا الإطار صورة , وإنما كان فيه ورقة تشبه ((الشيكات)) وتقدم مندوب الحكومة وانتزع الإطار من على الحائط وأخرج الورقة , وإذ به يجدها ((شيكا)) على الحكومة بإمضاء الرئيس لنكولن ليصرفه ذلك الجندي كمكافأة له على خدمته !! ولما سأل المندوب ذلك الجندي العجوز لماذا احتفظ بهذا الشيك ؟ قال : احتفظت به لأنه يحمل إمضاء أبراهام لنكولن !!! وهنا هتف به المندوب قائلا : أيها الرجل هذه الورقة تحمل لك ثروة ضخمة ومع ذلك فأنت تكتفي بالتطلع إليها كل صباح وتعيش في هذا الفقر المرير !! وصرف الرجل الشيك وعاش بقية حياته في راحة ورغد واستقرار
فهل تكتفي بأن تعلق صليباً في بيتك , أو على صدرك , وتعيش حياة الخطية , والفتور , والجفاف وتموت دون أن تتمتع بما لك من حقوق في الصليب !! أو تسرع إلى الله وتنال غفرانه بالتوبة والإيمان بعمل الفداء العجيب ؟!! إن الصليب هو الحد الفاصل بين الهالكين والمفديين , فعلى أي جانب أنت ؟!
 
قديم 30 - 07 - 2015, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 8677 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصليب في الحياة العملية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كان بولس الرسول يهودياً متعصباً , يكره المسيح المصلوب , ويذيق أتباعه أشد أنواع العذاب , إلى أن أشرق عليه نوره وسمع صوته يناديه من السماء ((شاول شاول لماذا تضطهدني ؟)) فلما سأله وهو مرتعد ومرتعب ((من أنت ياسيد ؟)) أجابه صاحب الصوت المبارك ((أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده)) أع 8:22 , وتجدد شاول الطرسوسي الذي كان مجدفاً ومضطهداً ومفترياً , وسمى بعدئذ باسم ((بولس)) , وأحب بولس المسيح الذي خلصه , أحبه من قلبه , وملك عليه هذا الحب كيانه ومشاعره وكل عاطفة تختلج في داخله , فصار داعية الصليب الأول , وكتب إلى كورنثوس مدينة العلم , والرقي , والخطية يقول ((لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً)) 1 كو 2:2 وسجل بحروف ضخمة في رسالته إلى أهل غلاطية كلماته الخالدة ((وأما من جهتي فحاشى لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم وأنا العالم)) غلا 14:6
فلماذا افتخر بولس بالصليب بعد أن كان عدوه اللدود ؟ لقد رأى بولس في الصليب قوة الله وحكمة الله , قوة الله التي انتصر بها على الشيطان, والموت , والخطية , وحكمة الله التي وفقت بين عدله ورحمته , ولذلك فقد جعل الصليب رسالته الوحيدة العظمى وكتب عن ذلك قائلا ((نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة وأما للمدعوين يهوداً ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله)) لكنه مع ذلك رأى في الصليب كل شيء في حياة المؤمن , فهو أساس غفران خطاياه , وأساس سلامه مع الله , وأساس اعتزاله عن العالم , وأساس احتماله للآلام, أو كما قال فيه أحد القديسين ((إن صليب المسيح هو أخف حمل أحمله على كتفي , انه كثقل الأجنحة للطائر , يسمو بي إلى آفاق أعلى , وكثقل الشراع للسفينة , يدفعني إلى مرفأ الأمان)) وكل هذه النواحي دفعت بولس للافتخار بالصليب
ويجدر بنا أن نلفت النظر هنا , إلى أننا عندما نتحدث عن الصليب , لا نتحدث عن قطعة من الخشب أو من الذهب , وإنما نتحدث عن ذلك الشخص المبارك الذي صلب على الصليب , نحن لا نتحدث عن شيء بل عن شخص , فالمسيح المصلوب هو سر بركة العالم المسكين ومن أسف أن كثيرين من المسيحيين قد أهملوا قوة الصليب , تماماً كما أهمل العبرانيون السيف الذي قتل به داود جليات , وكل ما فعلوه أنهم وضعوه وراء الأفود , فدعونا نأخذ هذا السيف من جديد ونرى مدى تأثيره المبارك في الحياة العملية :
1- الصليب هو أساس الغفران والتبرير :

فإذا سأل أحدهم كيف أنال الغفران ؟ وكيف أتبرر عند الله ؟ أجابه بولس الرسول قائلا ((الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا)) أفسس 7:1 ((نحن متبررون الآن بدمه)) رو 9:5 , فدم يسوع المسيح المراق على الصليب هو الوسيلة الوحيدة للغفران والتبرير لأنه ((بدون سفك دم لاتحصل مغفرة)) عب 22:9 , والدم يعني ((الموت والحياة)) ((والموت ((هو قصاص الخطية , و ((الحياة)) تعطى لنا عن طريق الدم ((لأن نفس الجسد هي في الدم)) لا 11:7 , ومن العجيب أن الدم ولو سفك فانه يعتبر حياً , لذلك يقول الله لقايين بعد سفكه دم أخيه ((صوت دم أخيك صارخ اليّ من الأرض)) تك 10:4 ونقرأ في رسالة العبرانيين ((دم رش يتكلم أفضل من هابيل)) عب 12 , 24 وهذا يرينا أنه مع الدم يمثل الموت فهو كذلك وسيلة الحياة الأسمى
وهذا الفكر المزدوج يظهر واضحاً في الذبيحة اليهودية فكان اليهودي يأتي بالذبيحة إلى الدار الخارجية من خيمة الاجتماع , وهو بنفسه – لا الكاهن – يذبحها وبعمله هذا كأنه يعترف بإثمه الخاص وباستحقاقه القصاص موتاً , هذا هو الوجه الأول للذبيحة أما الوجه الثاني فنرى فيه الكاهن كنائب عن الله يأخذ دم الذبيحة ويرشه على المذبح معلناً أن الحياة قد قدمت إلى الله
وقد تم هذا كله في المسيح المصلوب يعني هذين الفكرين ((موته)) و ((حياته)) ففي يوم الكفارة كانت الذبيحة تنحر في الدار الخارجية وهذا معناه ((الموت)) ثم كان رئيس الكهنة يأخذ الدم ويجتاز به إلى قدس الأقداس ويرشه على عرش الرحمة وهذا معناه ((الحياة)) , وعلى هذا فينبغي أن لا ننظر فقط إلى موت المسيح بل إلى قيامته وصعوده كجزء جوهري من عمل الفداء لأنه ((أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا)) رو 25:4 فالدم الذي هو الموت , والقيامة التي هي الحياة , والصعود الذي هو الخلود كتلة واحدة في عملية الكفارة
ففي متى 28:26 يقول ((هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك لمغفرة الخطايا)) وهذا هو الدم والموت. وفي عب 20:13 يقول ((واله السلام الذي أقام من الأموات ربنا يسوع بدم العهد الأبدي)) وهذا هو الدم والقيامة
وفي عب 12:9 و 24 يقول ((بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقية بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا)) وهذا هو الدم والصعود
وعلى هذا فنحن نرى في دم يسوع المسيح , الموت لأجلنا , والحياة لأجلنا كما هو ظاهر في صلبه وقيامته وصعوده
فدم يسوع هو أساس غفران خطايانا , بل أساس فدائنا , وتبريرنا , لذلك إذ أشرق هذا الحق أمام عيني الأسقف لانسيلوت اندروزركع عند الصليب قائلا ((بعرقك الدامي المتجمد , ونفسك الحزينة المتألمة , برأسك المكلل بالأشواك , بعينيك المتدفقتين بالدموع , وأذنيك الممتلئتين بالسباب , بفمك المبلل بالخل والمر , ووجهك الملطخ بالبصاق , برقبتك المنحنية من حمل الصليب
وظهرك الممزق بالجلدات , بيديك المثقوبتين وقدميك بصرختك الحادة الهي الهي , وقلبك المطعون بالحربة , بالدم والماء الجاريين من جنبك , بجسمك المكسور ودمك المسفوك اغفر سيدي آثام عبدك واستر جميع خطاياه))
حدثنا خادم جليل من خدام الله كان قد عهد إليه أن يهتم بالأمور الروحية لمجرمي الحرب الأخيرة من زعماء النازي عن قوة دم المسيح للغفران حتى لأفظع المجرمين قال ((في سنة 1945 عبرنا المانش إلى فرنسا وفي 15 يوليو من تلك السنة كنا في ألمانيا , وبعد شهور قليلة عهد اليّ برعاية الحالة الروحية لزعماء النازي المسجونين رهن المحاكمة في نورتبرج وقبل أن أبدأ زياراتي لهؤلاء المجرمين في زنزاناتهم سألت نفسي هذا السؤال : ((أينبغي عليّ أن أسلم على هؤلاء الرجال الذين جروا الدمار والخراب على العالم , وجلبوا الويلات والآلام على الناس , وأزهقوا ملايين النفوس ؟ أينبغي أن أسلم عليهم وولداي قد ذهبا ضحية أفعالهم الشريرة ؟ وماذا أنا فاعل إزاءهم حتى يمكنهم أن يشعروا بحاجتهم إلى قبول كلمة الله ؟)) وأول ما فعلت دخلت ((زنزانة)) المارشال ((جورنج)) فوقف وأدى التحية العسكرية ومد لي يده , وبعدئذ واحداً بعد الآخر زيارة قصيرة وكان ذلك في العشرين من نوفمبر قبيل المحاكمة , وقضيت تلك الليلة في الصلاة طالباً من الله أن يعطيني رسالة لهم ومن تلك اللحظة أعطاني الله نعمة اقتفاء آثار خطوات الرب يسوع في أن أكره الخطية لكن أحب الخطاة ورأيت أن هؤلاء الرجال يجب أن يسمعوا أشياء عن المخلص الذي تألم ومات على الصليب لأجلهم
كانوا واحداً وعشرين مسجوناً , أربعة منهم كاثوليك وثلاثة عشر بروتستانت , أما ستريشر , ويودل , وهيس , وروزنبرج فلم يهتموا بسماع أية خدمة
أما الكاثوليك فكانوا فرانك , وسايس انكوارت , وكالتنبرونر , وفون بابن , والبروتستانت , كانوا : كيتل , وفون ربنتروب , ورايدر , ودونيتز , وفون نوارت , وسبير , وشاخت , وفريك , وفونك وفريتش , وفون شيراش , وسوكل , وجورنج , وجرت عادتنا أن نرنم ثلاث ترنيمات ونقرأ فصولا من الكلمة , ثم ألقى رسالة قصيرة , ونختم بالصلاة , وكان سوكل أول واحد بينهم فتح قلبه لقبول كلمة الله , وقد كان أباً لعشرة أطفال, وكانت زوجته مسيحية مؤمنة , وبعد زيارات قليلة له كنا نركع سوياً عند سريره , وكان يصلي صلاة العشار قائلا ((اللهم ارحمني أنا الخاطئ)) وأنا أعرف أنه كان صادقاً ! كذلك عمل الله بقوة في فريتش , وفون شيراش وسبير لأنهم في تأثر عميق طلبوا الاشتراك في مائدة الرب , ورايدر كان غيوراً ومجتهداً في قراءة الكلمة وكثيراً ما كان يلقاني متسائلا عن معاني عبارات عسرة الفهم كما طلب الاشتراك في المائدة معنا
ثم صدر حكم المحكمة وهو يقضي بالإعدام شنقاً على كل من جورنج , وفون ربنتروب , وكيتل , وكالتنبرونر, وروزنبرج , وفرانك , وفريك , وستريشر , وسوكل ويودل , وسايس انكوارت , وبالسجن مدى الحياة على هيس , وفونك , ورايدر وبالسجن عشرين عاماً على فون شيراش , وسبير , وبالسجن خمسة عشر عاماً على فون نويرات , وعشر سنوات على دونيتز , وبراءة كل من شاخت , وفون بابن , وفريتش
وبعد الحكم حتى يوم التنفيذ كنت ملازماً للمحكوم عليهم أغلب الوقت , وقد سمح للمحكوم عليهم أن يروا زوجاتهم مرة واحدة فقط , وكان اللقاء محزناً للغاية , ولقد سمعت فون ربنتروب يطلب إلى زوجته أن تعاهده على تربية أطفالها في خوف الرب ! وسوكل طلب من زوجته أن تتعهد بتربية أولاده في ظل الصليب , أما جورنج فسأل زوجته عما قالته ابنته الصغيرة ((ايدا)) عندما سمعت منطوق الحكم عليه , فقالت له زوجته إن ((ايدا)) قالت ((أرجو أن أرى أبي في السماء)) فتأثر من هذه العبارة تأثراً شديداً ولأول مرة رأيته يبكي
وليلا ونهارا كنت أقضي الوقت مع أولئك الذين سلموا حياتهم لله , وكنت أزور بعضهم خمس مرات يومياً , وكان كيتل يتأثر جدا ًمن العبارات التي تتكلم عن قوة دم المسيح للغفران , وكان يردد الآية القائلة ((دم المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية)) 1 يو 7:1.
وفي ليلة تنفيذ الحكم تقابلت مع جورنج ومكثت معه وقتاً طويلا , وكلمته كثيراً عن لزوم استعداده لملاقاة الله, فكان يهزأ ببعض حقائق الإنجيل , ورفض أن يصدق أن المسيح مات لأجل الخطاة وكان يقول ((الموت هو الموت)) , فذكرته بما قالته ابنته الصغيرة وبرجائها في أن ترى أباها في السماء فقال ((هي تؤمن على طريقتها وأنا على طريقتي)) فتركته وبعد ساعة تقريباً سمعت لغطاً وأصواتاً كثيرة وعرفت أن جورنج انتحر , فدخلت زنزانته وكان نبضه لايزال مستمراً فسألته ولكنه لم يجب وكانت على صدره أنبوبة زجاجية فارغة , لقد ذهب إلى نهايته المخيفة واقتربت ساعة التنفيذ , وقبل أن يتقدم ((فون ربنتروب)) للمقصلة قال انه يضع كل ثقته في دم المسيح الذي يرفع خطية العالم ! ثم صدر إليه الأمر أن يتقدم إلى غرفة الإعدام فتقدم ويداه مربوطتان وصعد إلى المقصلة ورفعت أنا قلبي بصلاة قصيرة ولم أره بعد ذلك
وتبعه ((كيتل)) وكان واثقاً في قوة الدم للغفران , وتقدم ((سوكل)) بعد أن ودع زوجته وأولاده وصلى صلاة قصيرة
أما روزنبرج فقد رفض أية مساعدة روحية , ولما سألته هل أصلي من أجله ؟ قال ((كلا أشكرك)) لقد عاش ومات بلا مخلص
وهكذا انطلق من آمن في قوة الدم الغافرة في ملء الاطمئنان !!
2- الصليب هو أساس السلام مع الله :

سألت سيدة أحد الشبان : هل صنعت سلامك مع الله ؟ فأجاب كلا ياسيدتي ! قالت : وهل تريد أن تصنع سلامك مع الله ؟ فأجاب : كلا ياسيدتي !! ولما رأى دهشتها التفت إليها قائلا : ليس في مقدور أحد أن يصنع سلامه مع الله , لكن الرب يسوع قد صنع سلامي مع الله بالصليب , ولذلك فأنا أقول مع بولس ((فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح)) رو 1:5 أجل , إن جراحات الصليب هي أساس سلامنا مع الله , وهذا الحق واضح في إنجيل يوحنا إذ نقرأ ((ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم. ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب)) يو 19:20 , 20 فضمان سلامنا مع الله هو جراحات فادينا ((لأنه هو سلامنا))
3- الصليب هو دافع التكريس لله :

إذ أراد بولس أن يحرك الكورنثيين لتسليم حياتهم بالكامل للرب , لم يجد دافعاً أقوى من الصليب فكتب لهم قائلا ((أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله)) 1 كو 19:6 و29.
ثم عاد يكتب لهم في رسالته الثانية فقال ((لأن محبة المسيح تحصرنا إذ نحن نحسب هذا أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع اذاً ماتوا وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام)) 2 كو 14:5 و15 فالصليب يدفع المؤمن للحياة لمن مات لأجله وقام لأنه يشعر أن محبة المسيح تحصره فلا يستطيع إلا أن يكرس نفسه له ليرد صدى هذه المحبة الغامرة ونجد في سفر اللاويين صورة واضحة للتكريس بالدم إذ نقرأ ((ثم قدم الكبش الثاني فذبحه وأخذ موسى من دمه وجعل على شحمة أذن هرون اليمنى , وعلى إبهام يده اليمنى وعلى إبهام رجله اليمنى)) لا 23:8 فما معنى وضع الدم على الأذن واليد والقدم ؟ ! معناه أن الأذن تسمع وتعرف صوت الله , وأن اليد تعمل لخدمة الله , وأن القدم تسير مع الله !! وهذا هو ما يفعله دم الصليب المرشوش على المؤمنين
4- الصليب هو دافع الغفران للآخرين :

لم يجد بولس دافعاً يدفع المسيحي أن يغفر للآخرين أقوى من الصليب فكتب لأهل أفسس قائلا ((كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح)) أفسس 32:4 , وكذلك قال للمؤمنين في كولوسي ((كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً)) كو13:3
قص علينا رجل من رجال الله قصة عن فتاة أرمنية عاشت في أيام اضطهاد الأرمن كانت سائرة يوما في رفقة أخيها وأبيها وإذا بجندي متوحش ينقض على والدها وأخيها ويذبحهما أمام عينيها , أما هي فقد أفلتت منه بأعجوبة ثم اشتغلت كممرضة في إحدى المستشفيات , وذات يوم حمل رجال الإسعاف جريحاً إلى ذلك المستشفى ليكون تحت رعاية تلك الممرضة , وسرعان ما تفرست في وجهه حتى عرفته أنه ذلك الجندي المتوحش الذي سفك دم أبيها وأخيها , وهنا وقفت تلك الممرضة المسكينة أمام عاملين , عامل الانتقام لدم أبيها وأخيها من ذلك الجندي الجريح الذي صار الآن في قبضة يدها , وعامل الرحمة والإشفاق والمغفرة لأجل خاطر المسيح الذي أحبها وافتداها , وما هي إلا لحظة حتى غلب الصليب , وملأ قلبها بالصفح , فخدمت ذلك الجندي وسهرت على راحته حتى شفي من جراحه !! فهل امتلأنا بروح الصليب , روح الغفران ؟
5- الصليب هو سر احتمال الحزن والألم والاضطهاد :

كتب الرسول للعبرانيين قائلا ((لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم)) عب1:12-3
وكتب بطرس الرسول يقول ((لأنه أي مجد هو إن كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون بل إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله لأنكم لهذا دعيتم فان المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته)) 1 بط20:2و21.
أجل , فالصليب يعطينا نصرة على الاضطهاد , وعلى الألم , وعلى الحزن
كان أحد خدام الله يعظ في شيكاغو , وفجأة تقدم أحدهم من الصفوف الخلفية حتى اقترب من الخادم وقال له أمام الجمع ((في استطاعتك أن تقول عن المسيح أنه عزيز لديك , وانه يسدي إليك العون في تجاربك , لكن لو كانت لك زوجة توفيت كزوجتي وتركت لك أطفالا صغاراً يبكون وينادون على أمهم أن تأتي إليهم وليس من يحير جواباً !! لو كان هذا حالك ماكنت تستطيع أن تتكلم بما تكلمت به اليوم))
وبعد مدة وجيزة راحت زوجة هذا الخادم الجليل ضحية حادث من حوادث القطارات , وكانت موهوبة وفاضلة وحكيمة , فأتوا بالجثة إلى شيكاغو للصلاة عليها , فوقف الخادم المجرب بعد الخدمة وألقى بنظرة إلى الزوجة الراحلة , وقال : ((منذ مدة قال لي أحدكم إني لا أستطيع أن أقول أن المسيح كفايتي , لو توفيت زوجتي وتركت لي أولاداً يصيحون في طلبها, فإذا كان هذا الشخص موجوداً الآن في هذا المكان فاني أقول له أن المسيح كاف جداً وأن صليبه سر عزائي , صحيح أن قلبي مكسور وممزق ولكن هناك سلاماً تتردد أصداؤه في قلبي , والمسيح هو مصدر هذا السلام , لأنه يتكلم بالتعزية إلى اليوم)).
ولقد كان ذلك الرجل موجوداً في الاجتماع , فتقدم وركع بجانب التابوت , وصلى قائلا ((إنني أسلم لك نفسي أيها الرب يسوع ما دمت تستطيع أن تعزي الإنسان بهذا العزاء الجميل))!!.
6- الصليب هو سر الموت المزدوج :

والموت المزدوج هو موت العالم في نظر المؤمن , وموت المؤمن في نظر العالم , وهذا ما يقوله الرسول ((الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم)) , فالمؤمن ينظر إلى العالم فيراه مصلوباً أمامه , ولا يجد فيه إغراء أو جاذبية لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة وهذه كلها قد صلبت في الصليب , ونرى مثالا لهذا في احتقار موسى للعالم كما يقول كاتب العبرانيين ((بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلا بالأحرى أن بذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة)) عب 24:11 -26 فموسى حسب عار المسيح الذي هو الصليب غنى أعظم من خزائن مصر , وكان الصليب هو سر انتصاره على العالم , ولذا فالرسول يحضنا على السير في ذات الطريق قائلا ((لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب فلنخرج اذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره لأن ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة)) عب 12:13 -14 فهل صلبنا الجسد مع الأهواء والشهوات وخرجنا وراء ربنا خارج المحلة ؟
يحدثنا الرسول عن اختباره قائلا ((مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ)) غلا 20:2 , أجل ! جاء يوم ذهب فيه بولس إلى الجلجثة , وتمدد على صليب المسيح , وقال يناجي رب الصليب ((ياسيد سمر يديّ اللتين قبضتا على المسيحيين وعذبتاهم , وسمر قدميّ اللتين سارتا في طريق تحطيم عملك , وكلل رأسي الذي فكر بالأفكار الرديئة بإكليل الشوك , واطعن قلبي الخداع النجس بحربة الموت لكي أموت أنا وتحيا أنت ياسيدي فيّ)) ومن ذلك اليوم مات بولس ليحيا المسيح فيه و ((الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات)) غلا 24:5
7- الصليب هو أساس شركتنا مع الله :

هذا هو الحق اللامع في رسالة العبرانيين إذ يقول الرسول ((فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالاقرار لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه)) عب 14:4 -16 ثم يعود قائلا ((فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقاً كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب أي جسده وكاهن عظيم على بيت الله لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين)) وهكذا نرى أن أساس شركتنا مع الله, وثقتنا في الدخول إلى عرش النعمة , وإيماننا الراسخ في استجابة صلواتنا هو ((دم الصليب)). كما هو مكتوب ((الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء)) رو 32:8.
والآن ! ! ما هو موقفك بإزاء المسيح المصلوب ؟ لقد سأل بيلاطس اليهود قائلا : ((ماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح ؟)) مت 32:27 , وهذا سؤال شخصي يجب أن توجهه لنفسك بعد أن عرفت حقيقة شخصية المصلوب , وأن تقرر نهائياً إجابتك على هذا السؤال الخطير ؟!
فما هو قرارك ؟! هل قررت أن تكمل التكفير في شخص المسيح ؟ أو عزمت على أن تفضل عليه شرك وخطاياك ؟ أو قررت أن تقبله في حياتك , وتخصص عمله الفدائي لنفسك ؟
يحدثنا دكتور ((ايرنسيد)) عن جندي من جنود الحرب الأهلية الأمريكية , ساءت أحواله حتى صار يعيش في فقر مدقع لكن السلطات الأمريكية فكرت أن ترسله إلى مزرعة تعول فيها الفقراء , ولما جاء مندوب الحكومة يحمل هذا الخبر للجندي البائس الفقير , رأى على حائط كوخه المهدم ((إطاراً)) !! لم يكن في هذا الإطار صورة , وإنما كان فيه ورقة تشبه ((الشيكات)) وتقدم مندوب الحكومة وانتزع الإطار من على الحائط وأخرج الورقة , وإذ به يجدها ((شيكا)) على الحكومة بإمضاء الرئيس لنكولن ليصرفه ذلك الجندي كمكافأة له على خدمته !! ولما سأل المندوب ذلك الجندي العجوز لماذا احتفظ بهذا الشيك ؟ قال : احتفظت به لأنه يحمل إمضاء أبراهام لنكولن !!! وهنا هتف به المندوب قائلا : أيها الرجل هذه الورقة تحمل لك ثروة ضخمة ومع ذلك فأنت تكتفي بالتطلع إليها كل صباح وتعيش في هذا الفقر المرير !! وصرف الرجل الشيك وعاش بقية حياته في راحة ورغد واستقرار
فهل تكتفي بأن تعلق صليباً في بيتك , أو على صدرك , وتعيش حياة الخطية , والفتور , والجفاف وتموت دون أن تتمتع بما لك من حقوق في الصليب !! أو تسرع إلى الله وتنال غفرانه بالتوبة والإيمان بعمل الفداء العجيب ؟!! إن الصليب هو الحد الفاصل بين الهالكين والمفديين , فعلى أي جانب أنت ؟!
 
قديم 30 - 07 - 2015, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 8678 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصليب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بقيت كلمة أخيرة يجب أن نقولها : هي أن الصليب لم يكن خاتمة حياة المسيح , لأن ذاك الذي مات على الصليب , قام ظافراً منتصراً في فجر الأحد , وظهر بعد قيامته لأكثر من خمسمائة أخ , ثم صعد بعدئذ إلى السماء وسكب على تلاميذه الروح القدس لكن الصليب قد غير كل شيء , فمشهد العصيان والطرد والمذلة الذي رأيناه في سفر التكوين سيتبدل إلى مجد لا يزول , وذاك الذي صلبته الخطية على الصليب نراه مكللا بالمجد والكرامة مع جمهور المفديين !!
وهذا هو المنظر الختامي لسفر الرؤيا سجله يوحنا بالكلمات ((وأراني نهراً صافياً من ماء حياة لامعاً كبلور خارجا من عرش الله والخروف في وسط سوقها وعلى النهر من هنا ومن هناك شجرة حياة تصنع اثنتي عشرة ثمرة وتعطي كل شهر ثمرها وورق الشجرة لشفاء الأمم ولا تكون لعنة ما في ما بعد وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه وهم سينظرون وجهه واسمه على جباههم ولا يكون ليل هناك ولا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس لأن الرب الإله ينير عليهم وهم سيملكون الى أبد الآبدين)) رؤ 1:22 -5
لكن أين سيكون هذا المشهد الرائع الجميل ؟ انه سيكون في مدينة الله الحي التي وصفها يوحنا قائلا ((وكان بناء سورها من يشب والمدينة ذهب نقي شبه زجاج نقي وأساسات المدينة مزينة بكل حجر كريم الأساس الأول يشب الثاني ياقوت أزرق الثالث عقيق أبيض الرابع زمرد ذبابي الخامس جزع عقيقي السادس عقيق أصفر العاشر عقيق أخضر الحادي عشر أسمانجوني الثاني عشر جمشت , والاثنا عشر باباً اثنتا عشر لؤلؤة كل واحد من الأبواب كان من لؤلؤة واحدة وسوق المدينة ذهب نقي كزجاج شفاف)) رؤ 18:21-21.
إذا ًفقد زالت اللعنة , وزال التعب والجهاد , وزال الحزن والكمد , وانتهى الوجع والصراخ , وابتلع الموت إلى غلبة وصدحت موسيقى السرور في أرجاء المدينة الذهبية ذات الأبواب اللؤلؤية !!
أما إبليس أصل الشر والتمرد والعصيان فنقرأ عنه ((وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهاراً وليلا إلى أبد الآبدين)) رؤ 10:20
وهكذا يتم برنامج الله الذي قصده للإنسان , في كمال وإتقان !! فيحق لنا أن نقول مع يوحنا التلميذ الحبيب ((أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون , ولكن نعلم أنه اذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو)) 1 يو 1:3 و2
هذا المجد الفائق , وهذه الامتيازات العظمى , وهذه البركات الثمينة التي تنتظر المؤمنين الحقيقيين المغسولين بالدم , قد صارت لنا عن طريق الفداء الذي أتمه مخلصنا على الصليب
لذلك يحق لنا عن يقين أن نفتخر بالصليب , بل يحق لنا أن نردد النشيد ونعيد :
قد فديتني وامتلكتني يا مخلصي المجيد
إنما أنا بغيتي هنا أن إيماني يزيد
اجذبني يارب للصليب اجذبني أيا حنون
اجذبني إليك أيها الحبيب إلى جنبك المطعون
 
قديم 30 - 07 - 2015, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 8679 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وداعاً يا زهـرة انجلترا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وداعــــــــــاً يا زهــــــرة انجلتـــــرا

وداعاً يا زهرة انجلترا. يا ملكة القلوب. كنت أروع مثال للإنسانية والحب . يا شمعة انطفأت قبل الأوان بوقت طويل.لقد أضفت لحياتنا سعادة غامرة مع أنك عشت فقط نصف حيا.إننا نحبك يا ديانا وسنظل نذكرك دائماً.

بهذه الكلمات وغيرها ودع الشعب البريطانى أميرتهم المحبوبة وسط طوفان من الدموع والمشاعر الجارفة الصادقة. ويسوغ القول إن قلب بريطانيا كان يخفق وهى تودع ال
...

أميرة. لقد تمتعت ديانا بإعجاب شعبى غير محدود. واهتمام إعلامى فريد حتى يوم رحيلها.

لكن ما الذى يعنينا نحن من ذلك؟
وهل يمكن أن نستخلص دروساً روحية نافعة من شخصية عالمية وتاريخية أثرت فى الناس بهذا الشكل؟
الجواب:
نعم.
وسنرى من خلال حياتها القصيرة وموتها المفاجئ وجنازتها الملكية دروساً مباركة نفعل حسناً إذا توقفنا عندها.
*
لطف الطبيعة البشرية :
لقد تحلّت ديانا بأفضل ما تجود به الطبيعة البشرية من خصائص إنسانية رائعة. فقد جمعت الجمال والأناقة، الجاذبية والرشاقة، المرح واللباقة، الغنى والبساطة. لقد اهتمت بالأطفال والمرضى والمعوقين والفقراء، فساهمت فى مشروعات لخير الإنسانية وتخفيف المعاناة؛ لهذا كان طبيعياً أن تُحَب وتحظى بهذا الأعجاب الشعبى.

إنها تذكرنا بشخص آخر فى الكتاب المقدس هو ذلك الشاب الغنى الذى أتى إلى يسوع باحترام وجثا له وسأله أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية.فنظر إليه يسوع وأحبه
(مرقس 10: 21).

ولماذا أحبه؟
لأنه رأى فيه بشكل متميز لطف الطبيعة البشرية؛ أدبيات وذوقيات وصفات إنسانية تُحَب. والرب لم يتجاهل هذه الصفات. لكن لهذا الشاب الغنى المهذب قال الرب يسوع
«يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ»
وهذا ما كان يعوز الأميرة ديانا، ويعوز الكثيرين أيضاً؛ إنه أهم شئ فى الحياة،
«مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ »
(مر 8: 36)
فلا قيمة لكل الفضائل الإنسانية بدون المسيح ومعرفة المخلص. وأنت قد تمتلك بعض المزايا التى تجعلك محبوباً ولكن يظل يعوزك هذا الشئ الواحد أن تمتلك المسيح وتقبله بالإيمان.
*
البئر عميقة:
لقد امتلكت ديانا كل مسببات السعادة إنسانياً من غنى وجمال ومركز وشهرة وحب الجماهير. لكنها كانت غير سعيدة على الإطلاق. لقد عاشت بقلب كسير معظم حياتها. كان فراغها عميقاً ، ازداد شعورها به مع الأيام بسبب مقوماتها الإنسانية العالية. ومثل السامرية
(يوحنا 4)
كانت بئرها عميقة، وسلكت عدة سبل للملء دون جدوى. ظنت أن الزواج من ولى العهد سيسعدها، لكنها سرعان ما اكتشفت عكس ذلك. ظنت أن التحرر من قيود القصر والملكية سيسعدها، لكنها اكتشفت عكس ذلك. مرت بمرحلة اكتئاب وفكرت فى الانتحار رغم كل ما تمتلكه.
*
أليس هذا ما قاله الرب يسوع للسامرية :
«كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا.»
( يوحنا 4: 13 )
وما قاله الحكيم :
«الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ.»
(جامعة 2: 11).
يقيناً لو قرأت ديانا سفر الجامعة ولقاء الرب مع السامرية، لكانت قد عرفت الطريق الوحيد للسعادة الحقيقية والإرتواء الحقيقى.
*
صنع الخير وإظهار الحنان:
قدمت ديانا بعض الحب والعطاء لخدمة البشرية. وهذا نال تقدير العالم كله وإعجابه. مع أن ما قدمته فى الحقيقة لم يكلفها سوى القليل من الجهد والوقت.

فماذا نقول عن شخص ربنا يسوع المسيح الذى بدماه علّم الدنيا العطاء. راضياً ضحى غناه حتى يغنى الفقراء. لقد مسح الدمع السكيب من عيون البسطاء، نازعاً حزن الحزانى، زارعاً فيهم عزاء. غافراً كل الخطايا، شافياً من فيه داء. لقد جاء لكى يَخْدِم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين، ومع ذلك
«وَمَا أَحَدٌ ذَكَرَ ذلِكَ الرَّجُلَ الْمِسْكِينَ!»
(جامعة9: 15 ).
*
عاقبتها طرق الموت:
فى السنوات الأخيرة تخبطت، للأسف، فى علاقات خاطئة ما كانت تليق بها كأميرة. لكنه الإنسان فى ضعفه وفشله وفساده مهما علت مكانته. فإن
« وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرّ حُلْوٌ.»
( أمثال 27: 7 )
وتبقى الحقيقة المؤلمة التى يسجلها الكتاب أن :
«نِهَايَةَ تِلْكَ الأُمُورِ هِيَ الْمَوْتُ.»
(رومية 6: 21).
وكانت هذه هى النهاية المأسوية للأميرة. فليكن الله صادقاً وكل إنسان كاذباً.
*
حكمة الله البارة:
قد يترك الله الإنسان زماناً متمهلاً عليه، محتملاً جهالة تصرفاته، مظهراً له لطفه وأعمال عنايته عبر السنين. لكن عينيه تلاحظانه وتراقبان طرقه. وفى اللحظة المناسبة سيتدخل بشكل أو آخر فهو صاحب السلطان المطلق. ولا يمكن تجاهل إصبع الله فى هذا الحادث. فهو له الكلمة الأخيرة وبيده نسمة كل إنسان.
*
الموت عدو لا ينذر:
بينما كانت ديانا لها أحلام وآمال تفكر فى مستقبل جديد سعيد تنسى معه الماضى الأسيف، جاءت النهاية غير المتوقعة. ويقيناً كان الموت أبعد ما يكون عن خيالها فى تلك الليلة. إن هذا يذكرنا بما ورد فى :
( دانيال 5 )
عندما وقع القضاء الإلهى الفورى على الملك بيلشاصر ممثلاً فى اليد الكاتبة على حائط قصره، فى ليلة لذته التى صارت له رعدة. وبينما هو فى قمة النشوة جاءه القضاء المباغت. وفى تلك الليلة قُتِل الملك
(اقرأ أيضاً لوقا12: 16 ).
*
إن لم تتوبوا:
هل كانت ديانا أكثر شراً وفجوراً من غيرها حتى تعرضت لهذا الحادث المروع؟
الجواب نسمعه من فم السيد فى :
(لوقا 13)
عندما سألوا عن الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم، فأجاب يسوع :
«أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هذَا ؟
كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ:
بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ .
أَوْ أُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ ؟
كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ:
بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ»
إن مشكلة ديانا هى أن خطاياها كانت مكشوفة ومعروفة. وربما الكثيرون يفعلون ما هو أشر وأبشع ولكن فى الخفاء. لكن كل شئ هو عريان ومكشوف أمام الله. إنه يعلم ما هو فى الظلمة وما يحدث بعيداً عن أعين الناس. وسيحضر كل عمل إلى الدينونة.
*
عند قبر ديانا:
إن من يقف متأملاً هناك كأنه يقف عند قبر راحيل الجميلة والمحبوبة التى ماتت فى شبابها، ودفنت فى طريق بيت لحم، وكأنه يقف عند قبر أبشالوم فى وادى قدرون. ذلك الفتى الجميل والممدوح جداً الذى من باطن قدمه حتى هامته لم يكن فيه عيب
(2صموئيل14: 25).
لكنه مات معلقاً بأشجار البطمة العظيمة.إن هذه القبور تحمل ذات المعانى:
كيف يطوى الموت الجمال والآمال والشباب والنضارة، الغنى والمراكز العالية. لقد ماتت ديانا فى ربيع العمر إذ عاشت 36 عاماً فقط. وماذا تُحسَب سنوات العمر القصيرة بالمقابلة بالأبدية الطويلة. إن تلك النهاية السريعة تذكرنا بمن طبق عليهم الغمر (الطوفان)، وقبض عليهم قبل الوقت. وعند قبر ديانا ندرك ما قاله الكتاب
« الصَّغِيرُ كَمَا الْكَبِيرُ هُنَاكَ، وَالْعَبْدُ حُرٌّ مِنْ سَيِّدِهِ.»
( أيوب 3: 19 )
وتجعلنا نقول مع داود :
«عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي كَمْ هِيَ، فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ . إِنَّمَا كَخَيَال يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ ... يَذْخَرُ ذَخَائِرَ وَلاَ يَدْرِي مَنْ يَضُمُّهَا»
(مزمور39: 4-6).
*
الغفران:
لقد غفر الشعب للأميرة كل التجاوزات التى حدثت منها ولم يذكر لها سوى المواقف الحسنة. وهو موقف إنسانى وأخلاقى راق. ولكنه غفران لا يستند إلى أى أساس من البر. أما الله فعنده استعداد ليغفر مهما كان الشر عظيماً، ويمحو كل الآثام ولا يعود يذكرها. وهذا الغفران مؤسَّس على قاعدة من البر وليس الشفقة أو الرحمة. ذلك لأن المسيح قد دفع الحساب كاملاً فى الصليب وكل المطلوب هو التوبة الصادقة :
« .. وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.»
(إشعياء 55: 7).
إننا فى السماء سنرى من هم أشر بكثير من ديانا. سنرى اللص القاتل، والسامرية، والمرأة التى كانت خاطئة فى المدينة، وقد وصلوا جميعاً هناك بالنعمة الفائقة بعد أن اغتسلوا بدم المسيح.
*
الجنازة الملكية:
كان وداع الأميرة فى جنازة تاريخية أسطورية. لقد اشترك فى الجنازة نحوستة ملايين نفس. وشاهدها عبر الأقمار الصناعية أكثر من اثنين ونصف بليون شخص أى نحونصف سكان العالم. إن الآلاف قد باتوا فى الشوارع وعلى الأرصفة ليحتفظوا بمكان حتى يتمكنوا من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على نعش الأميرة الراحلة، وياله من وفاء. لقد قدم الشعب باقات من الورود العطرية، قدرت قيمتها بأكثر من 85 مليون دولار تكريماً للأميرة. وسار موكب الجنازة الرسمى وسط بحر من الورود محاطاً بحشود كبيرة من الجموع الغفيرة الذين ذرفوا عليها الدموع الغزيرة.
*
ترى ماذا كان موقف العالم من المسيح يوم كان بالجسد على الأرض؟
إن طريقه مر خلال الأشواك المؤلمة الجارحة وما أندر الورود التى صادفته فى رحلة الأشواك والآلام والرفض.

وإذا عقدنا المقارنة بين جنازة رب المجد وموكب جنازة الأميرة، سنجد أنه كان بسيطاً للغاية؛ فلم يشترك فيه الملايين ولم يحضره أحد من عظماء هذا الدهر. ولم يُحَطْ بطوفان من الدموع.- كلا؛ وإنما جاء يوسف الرامى مع نيقوديموس الذى أتى حاملاً مزيج مر وعود نحو مائة منا. وإن خلا المشهد من مظاهر الكلفة والعظمة والرسميات الزائلة. لكن العواطف التى أحاطت به كانت غنية فى حبها، سخية فى وفائها. وفى فراش من طيب عبق، وحوله ينتشر عطر الخمائل والورود فى البستان، ملفوفاً بكتان جديد ومنديل يخفى وخزات الشوك فى الجبين، وبينه وبين العالم حجر كبير قد وضع. هناك رقد رب القيامة والحياة. فى ظلام القبر وهو رئيس الحياة.
لكنه قام ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يمسك منه!
* * *
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع يحبك ...
محب نصيف
وبركة الرب لكل خادم و قارئ .. آمين .
 
قديم 31 - 07 - 2015, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 8680 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ألست أنا حر؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ماذا أفعل مع بعض الزملاء الذين يعثرون من تصرفاتى الخاصة ؟ ألست أنا حر؟


حياتك الخاصة تنقسم إلى قسمين :
أ-قسم مكشوف للناس و معروف ، و هذا ما تقصدينه
ب-وقسم لا أحد يعرفه ، وهو من خصوصياتك : بينك و بين نفسك و ضميرك ، أو بينك و بين والديك وأفراد أسرتك ، أو بينك و بين أب إعترافك هذا كله لا يعرفه زملاؤك ، ولا يتدخلون فيه
أما الجزء المعروف من حياتك : مثل طريقة لبسك ، طريق كلامك ، طريقة ضحكك و مرحك ، طريقة معاملاتك فهذا لا يمكنك أن تمنع الناس من التعليق عليه
ولا يجوز لك أن تقول أنا حر فى كل هذا
ربما تكون حر فى حجرتك الخاصة ، وأنت بعيد عن أعين الآخرين و حتى هذه الحرية يحكمها الضمير ووصايا الله
أما أعمالك التى تؤثر على غيرك ، فلست حرفيها
حريتك الخاصة لا يجوز أن تكون سبب عثرة لغيرك نظراتك ، حركاتك ، إبتساماتك ، علاقاتك كل هذا ينبغى أن يكون فى حرص شديد ، وفى حكمة وفى عفة ، واضع فى حسابك مدى تأثير تصرفاتك على الآخرين ولا تحسب كل هذا من الخصوصيات التى لا يجوز للغير التدخل فيها
أنت تعيش فى مجتمع له تقاليده ، وله أحكامه و تقييمه لأفعال الغير
وينبغى أن تحترم تقاليد المجتمع وأحكامه و تحكمعلى نفسك قبل أن يحكم هذا المجتمع عليك فسمعتك هامة.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024