منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 08 - 2022, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 86601 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,849

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




نحن أيضاً "متنا عن الخطية" ولا يمكن بعد ذلك أن نستمر في العيشة فيها (رو6: 2). لذلك "نحن نحسب أنفسنا أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا" (رو6: 11).
غير أن هناك هذا الفرق الهام وهو أن الخطية التي مات لها الرب يسوع كانت شيئاً خارجاً عنه تماماً. "ليس فيه خطية" (1يو3: 5) أما بالنسبة لنا فهي لا تأتينا من خارجنا فقط بل هي داخلية (تنبع من داخلنا). إن الخطية هي المبدأ السائد في العالم حولنا، وهي أيضاً بكل أسف المبدأ الذي في الجسد داخلنا.
 
قديم 22 - 08 - 2022, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 86602 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,849

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إن موت المسيح لم يكن موتاً للخطية فحسب بل كان دينونة شاملة للخطية. هكذا نقرأ في (رو8: 3) "الله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد". وفي الصليب استُعلنت الخطية في أبشع وأشنع صورها، وهناك بلغت مداها، وقد وضعت دينونة الخطية على ذلك الذبيح القدوس.
فلنلاحظ جيداً هذه الفوارق: لقد حمل المسيح خطايانا واحتمل دينونتها، والخطية استعلنت وقضي عليها ونحن قد متنا لها بموت المسيح. هذا هو صليب المسيح، ما أعجب هذا الصليب الفريد! لا يدانى.
 
قديم 22 - 08 - 2022, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 86603 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,849

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





س- نقرأ في (يو1: 29) عن "خطية العالم". ونقرأ في (رو8: 3) عن "الخطية في الجسد" فهل هناك فرق بين الاثنين؟ وكيف نفرق بينهما وبين خطايا الفرد؟.
ج- التعبير "خطية العالم" في (يو1: 29) تعبير عام يُقصد به الأصل وكل الفروع في العالم، وقد رتب الله أن تُرفع بواسطة حمل الله. والأساس هو الصليب، والمسيح بنفسه هو الذي يجري هذا العمل.
أما التعبير "الخطية في الجسد" فالمقصود به يختلف بعض الشيء. إن الخطية هي هي في جوهرها حيثما وجدت، لكن "الجسد"- جسد الخطية الذي فينا هو المستودع العظيم الذي تتربع الخطية منتجة في الناس أفراداً كل ثمر شرير.
تصوروا محطة توليد كهربائية ضخمة، لها شبكة أسلاك هائلة. تحمل الكهرباء إلى كل أطراف المدينة الواسعة، وتصوروا هذه الشبكة عارية من أية أغلفة عازلة. إنها تنشر الذعر والموت في كل اتجاه.
إن الخطية أشبه بذلك التيار الكهربائي الصاعق المميت، والجسد بمثابة الشبكة السلكية- مجرى التيار الذي منه يتحدد اتجاه انطلاقه، والخطايا بمثابة الصدمات الكهربائية التي تنطلق في أي اتجاه منتجة الموت، وخطية العالم هي بمثابة كل هذه المجموعة- المحطة والمحولات والشبكة السلكية، وفي صليب المسيح اكتسحت كل هذه المنشأة بملحقاتها ومرافقها (شرعاً) وسوف يتم محوها تماماً في المستقبل. هذه هي قيمة صليب المسيح وحسناً ما عَبّر به يوحنا المعمدان حين قال "هوذا حمل الله".
س- نحن كثيراً ما نقول "غفران الخطايا" فهل من الصواب أيضاً أن نقول "غفران الخطية"؟
ج- لا، ليس هذا التعبير صواباً لأن الكتاب المقدس لم يقل هكذا. والكلام دائماً في الكتاب عن غفران الخطايا، وكذلك يذكر عن خطية ما أنها تغفر. أما غفران الخطية باعتبارها الجذر الأصيل فلم يذكر في الكتاب. ولكن الله دان الخطية تماماً- "دان الخطية في الجسد" لم يسامحها ولم يتغاض عنها بل دانها وعمل الروح القدس فينا يقودنا إلى إدانة الخطية كما دانها الله لكي نعرف طريق العتق من سلطانها.
س- كيف إذاً نوفق بين إدانة الخطية في الجسد وبين حقيقة إن المؤمنين قد يخطئون؟.
ج- ليس هناك ما يدعو إلى هذا التوفيق لأن الإدانة شيء والاستئصال شيء آخر. والكتاب المقدس يتكلم عن إدانة الخطية (رو8: 3) يتكلم أيضاً عن وجود الخطية باقية فينا (1يو1: 8) ويفترض أن المؤمن قد يخطئ ولذلك يشير إلى العلاج الذي أعده الله لمثل هذه الحالة (1يو2: 1) "إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار" بل الكتاب يخبرنا كأمر واقع أننا جميعنا نعثر في أشياء كثيرة (يع3: 2). وقد سمح الله أن يترك الخطية (الأصل) في المؤمن حتى إذا تعلّم حقيقتها عملياً يقف إلى جانب الله في إدانتها ويجد تحرره وعتقه شخص آخر خارج عنه، في "يسوع المسيح" حتى يستطيع أن يرد جواباً على الصرخة "من ينقذني؟" هاتفاً "أشكر الله بربنا يسوع المسيح" (رو7: 24و25).
س- ألا يمكن نزع الخطية تماماً من المؤمن؟ لأننا نقرأ في (1يو3: 9) "كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية".
ج- عندما يرقد المؤمن ويصير "متغرباً عن الجسد ومستوطناً عند الرب ينتهي تماماً من أية صلة بالخطية إلى الأبد وعند مجيء الرب سوف يلبس كل المؤمنين أجسادهم الممجدة بلا أقل أثر للخطية فيها. وإلى أن يحين ذلك الوقت نحن نختبر وجود الخطية فينا رغم أنه من امتيازنا أن نُعتق من سلطانها أي أنها لا تسود علينا.
وعبارة (1يو3: 9) لا تتعارض مع أية فصول كتابية أخرى. إنها بكل بساطة تقرر لنا طبيعة المولود من الله. إنه لا يمارس الخطية (وهذا هو مدلول الكلمة في الأصل)، أي ليس من طبيعته أن يفعل ذلك. وبهذا القول يرى الرسول يوحنا المؤمنين في طبيعتهم الجديدة كمولودين من الله. فمثلاً إذا قلنا إن الفلين لا يغطس في الماء فهذا القول تقرير عن طبيعة الفلين لكن ألا يحصل أن قطعة فلين لسبب أو لآخر تغمر بالماء؟ هكذا الرسول يوحنا يكتب عن المؤمن ذي الطبيعة الجديدة من وجهة نظر طبيعته لأن الخطية في المؤمن ليست الأمر العادي بل الاستثناء.
س- إذا فعل المؤمن خطية، هل هذا يلغي المصالحة التي حصل عليها مع الله وبها بدأ حياته الجديدة؟.
ج- لا. فإن صليب المسيح أساس الكل وفي الصليب دينت الخطية، وصنعت الكفارة، حتى أن المؤمن يحصل على الغفران بمجرد إيمانه كعطية بالنعمة، و"هبات الله ودعوته هي بلا ندامة" (رو11: 29) أي أنها ليست عرضة للتغيير من جانب الله، بل هي كلمته للأبد.
ولكن السقوط في الخطية بعد نوال الحياة الجديدة يشوه ويفسد سعادة المؤمن ويعطل فرحه بالغفران كما يعطل شركته مع الله، إلى أن يدين ذاته ويعترف بهذه الزلات وبشفاعة المسيح يعود ليتذوق حلاوة الغفران. إنها حقاً دروس مؤلمة تعلمناها كلنا وكانت لنا فيها فوائد. ومنها نكتشف طبيعة الجسد فينا ونعرف أن الطريق الوحيد لكي نحفظ من الاستجابة لرغباته هي أن نسلك بالروح القدس (غل5: 16).
س- هل كان الرب يسوع في موته على الصليب يحمل خطايا كل الناس؟ أو لا يستنتج هذا من حقيقة أنه رفع خطية العالم بحسب ما جاء في (يو1: 29)؟
ج- يقول الكتاب "وهو مات لأجل الجميع" (2كو5: 15) وأيضاً "الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع" (1تي2: 6). وأيضاً "وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً" (1يو2: 2).
من كل هذه الأقوال نرى عمل المسيح من وجهة نظر الله. إنه عمل يغطي كل شيء، ويكفي لكل واحد بحسب قصد الصلاح الإلهي. إنه بموته صنع كفارة لفائدة المؤمنين وليس ذلك فقط بل لفائدة كل واحد- لفائدة كل العالم لو أراد كل العالم أن يستفيد فإذا ما أتينا، ليس إلى القصد الإلهي من موت المسيح بل إلى النتائج الفعلية نجد التعبير يختلف. ولنلاحظ أن المسيح في الصليب عمل على "رفع خطية العالم" لكن هذا بالاتفاق تماماً مع حقيقة أن الخطاة نصيبهم الأبدي في بحيرة النار والكبريت. فإذا فحصنا بالتدقيق لا نستطيع أن نقول أن المسيح حمل خطايا كل واحد. لأن الكتاب يقول "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة" (1بط2: 27) وهو هنا يقصد خطايا المؤمنين.
ومن ثم نقرأ أيضاً "هكذا المسيح أيضاً بعد ما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين" (عب9: 28) وشكراً لله أن نجد أنفسنا بين هؤلاء الكثيرين الذين حمل خطاياهم في جسده على الخشبة.
 
قديم 22 - 08 - 2022, 05:14 PM   رقم المشاركة : ( 86604 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,849

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخطية الأصليّة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التعريف


الخطية الأصلية هي المصطلح الذي يحدد طبيعة الحالة البشرية الخاطئة بسبب سقوط آدم. تعلم العقيدة أن الجميع فسدوا بسبب خطية آدم المتوارثة عبر الأجيال، والتي بواسطتها –مع إدانته المنسوبة إلينا- نولد جميعًا مذنبين أمام الله. تُظهر الخطية الأصلية أننا نخطئ لأننا خطاة، نولد بالطبيعة فاسدة وبدون رجاء بعيدًا عن نعمة الله المخلصة التي لنا في الإنجيل.
التلخيص


تعلم عقيدة الخطية الأصلية أن كل البشرية شاركت آدم في ذنبه وفساده بسبب خطيته الأولى. كل الرجال والنساء متحدين بآدم من خلال الوراثة ومن خلال التمثيل النيابي للعهد. كشعب أفسدته الخطية من الرحم، فإننا نتحد بآدم في ذنبه أمام الله، ذلك الذنب الذي نُسب إلينا على أساس عهد الأعمال. كذلك، فإن جميع الرجال والنساء منحرفين أخلاقيًا وروحيًا باتحادهم بآدم لدرجة جعلتهم في حالة فساد كلي. كل ملكاتنا البشرية قد أفسدتها الخطية فأصبح لدينا نزعة فطرية لارتكاب الخطية. علاوة على ذلك، فإن فسادنا الكلي يجعلنا عاجزين تمامًا عن حب الله وتصديق بشارة إنجيله أو حتى عن أن ننال الخلاص إلا إن تجددنا أولًا بنعمته السيادية. تعطينا عقيدة الخطية الأصلية فهم كتابي لأنفسنا وحقيقة وجوب اعتماد الخطاة التام على نعمة الله الخلاصية في الإنجيل، دون أي ثقة في أجسادنا وبإعطاء كل المجد لخلاصنا إلي الرب.

طبيعة علاقة الجنس البشري بآدم


الخطية الأصلية هي التعليم المسيحي عن حقيقة غرق البشرية في الخطايا بسبب سقوط آدم. لا تشير العقيدة في الأساس إلى الخطية التي ارتكبها آدم في ذاتها –أكل الفاكهة المحرمة والتعدي على أمر الله (تكوين 6:3) – بل إلى الحالة الأخلاقية والروحية للبشرية التي نتجت عن تلك الخطية. لنعرف الخطية الأصلية يجب علينا الإجابة على سؤالين، أولهما هو ما إذا كانت الحالة الأخلاقية والروحية للبشرية مرتبطة بآدم في خطيته أم لا.

خلال القرن الرابع الميلادي، أكد المهرطق بيلاچيوس (الذي أدانه مجمع أفسس عام 431) أن سقوط آدم في الخطية لم يكن له تأثير مباشر على نسله سوى تقديم مثال سيء. أما بخصوص شخصية الإنسان وعلاقته بالله، شدد بيلاچيوس على أن خطية آدم لم ولن تؤثر على أحد غيره.

تقدم الأسباب الكتابية لرفض ما نادى به بيلاچيوس الأساس لعقيدة الخطية الأصلية. أول تلك الأسباب رومية 12:5، حيث يقول بولس “كأنَّما بإنسانٍ واحِدٍ دَخَلَتِ الخَطيَّةُ إلَى العالَمِ، وبالخَطيَّةِ الموتُ، وهكذا اجتازَ الموتُ إلَى جميعِ النّاسِ، إذ أخطأَ الجميعُ.” لم يكن قصد بولس أن جميع الناس قد أخطأوا كآدم وبالتالي يعانون من لعنة الموت، بل أن الجميع يشارك في عواقب خطيته. عندما يقول “إذ أخطأَ الجميعُ”، يشير بولس إلى اتحادنا بآدم في تعدية على وصية الله. يلخص هيرمان باع¤ينك ذلك في قوله: “آدم أخطأ. وبالتالي، دخلت الخطية والموت إلى العالم وبات لهم السلطان الرئيسي على الجميع.”[1]

زيادةً على ذلك، يصف بولس آدم بأنه “مِثالُ الآتي” (رومية 14:5)، أي، المسيح. وقف كل من آدم والمسيح أمام عهد الله كممثلين لشعبهما. قام آدم، كصورة المسيح، بخوض اختبار عهد الأعمال (تكوين 2: 16-17) بالنيابة عن نسله الروحي (الذين سيؤثر عليهم جميعًا فشله)، تمامًا كما تمم المسيح عهد الأعمال بالنيابة عن نسله الروحي (الذين نالوا الخلاص نتيجة طاعته). إن مبدأ التمثيل النيابي للعهد الأساسي ليس فقط للخطية الأصلية ولكن لفهم بر المسيح. يوضح بولس ذلك الارتباط بقوله: “لأنَّهُ إنْ كانَ بخَطيَّةِ واحِدٍ ماتَ الكَثيرونَ، فبالأولَى كثيرًا نِعمَةُ اللهِ، والعَطيَّةُ بالنِّعمَةِ الّتي بالإنسانِ الواحِدِ يَسوعَ المَسيحِ، قد ازدادَتْ للكَثيرينَ!” (رومية 15:5).

تقدم عقيدة الخطية الأصلية إجابات لأسئلة مهمة عن الخطية. على سبيل المثال، لماذا تشمل الخطية كل الجنس البشري؟ يكتب جيرهاردوس ع¤وس:”تترك النظرية الپيلاجية عالمية الخطيئة غير مفسرة تمامًا،”[2] لأنه إذا لم تجعل خطية آدم كل البشر خطاه، فمن حقنا توقع ألا يخطئ البعض على الأقل. لكن، كما صلى سليمان، ” ليس إنسانٌ لا يُخطِئُ” (ملوك الأول 46:8; انظر أيضًا رومية 23:3).

سؤال أخر يقول: هل الخطية مجرد عيب سلبي، ليس له أي قوة في إفساد الإنسان؟ يجيب الكتاب المقدس، على العكس تمامًا، فإن الخطية قوة مميتة تستعبد الخاطئ بالكامل. قال المسيح: “إنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ الخَطيَّةَ هو عَبدٌ للخَطيَّةِ.” (يوحنا 34:8). ارتكابك للخطية مرة يعني بوضوح وقوعك تحت سلطان الخطية. لذلك، بجانب تعريف الخطية على أنها تعدي على ناموس الله، يصف الكتاب المقدس الخطية بأنها “الإثم” ذاته (1يو 4:3). يشرح داود ما هو أعمق من ذلك بقوله إنه كان مستعبدًا من سلطان الخطية منذ تصور في رحم أمة: “هأنَذا بالإثمِ صوِّرتُ، وبالخَطيَّةِ حَبِلَتْ بي أُمّي.” لم يكن داود يتهم أمه بسلوك خاطئ في الحبل به، وإنما، كان يعترف بالخطية التي ورثها من لحظة تكونه في بطن أمه. يؤكد ذلك أيضًا مزمور 3:58: “زاغَ الأشرارُ مِنَ الرَّحِمِ. ضَلّوا مِنَ البَطنِ”.
ذنب البشرية الأصلي في الخطية


بعد أن أثبتنا حقيقة اتحاد كل البشرية بآدم الخاطئ عن طريق تكاثر الأجيال والتمثيل النيابي للعهد، يجب علينا بعد ذلك طرح سؤال آخر: ما هي حالة البشرية نتيجة هذا الارتباط بسقوط آدم؟ تنظر الخطية الأصلية أولاً في ارتباطنا بآدم في الذنب الشامل للبشرية. عندما أخطأ آدم، كان الجنس البشري كله “في صلبه”، لذلك نُسب ذنبه لنا جميعًا. تأمل عبرانيين 10-9:7، الذي يشرح أن لاوي كان في “صُلبِ أبيهِ” إبراهيم عندما قدم العشور إلى ملكي صادق، مؤكدًا على تفوق كهنوت ملكي صادق على كهنوت لاوي. وبالمثل، كان الجنس البشري كله “في صلب آدم” عندما أخطأ. لم يكن لاوي، بالطبع، حاضرًا عندما قام أبيه بتقديم العشور، ولكن بحكم كون لاوي من أحفاد إبراهيم، كان الكهنة اللاويين متصلين بملكي صادق بسبب أفعال إبراهيم. وبالمثل، في حين أن نسل آدم لم يرتكبوا تعدي آدم بأنفسهم، فإن اتحادهم الطبيعي مع آدم باعتبارهم نسله يثبت إدانتهم بالخطية أمام الله.

لأن طبيعة آدم قد أفسدها السقوط – كما يتضح من الكيفية التي حاول بها أن يختبأ بعيدًا عن الله بعد ارتكابه الخطية (تكوين 3: 7-12)- لم يكن بإمكانه أبدًا أن ينتج ذرية صالحة أخلاقياً. يشرح چون موراي: “فسدت الطبيعة البشرية في آدم و. . . هذه الطبيعة البشرية التي فُسِدت في آدم تنتقل إلى الأجيال القادمة بالتكاثر.”[3] بما أننا جميعًا نولد كخطاه، يجب بالضرورة أن تكون كل البشرية كريهة لطبيعة الله المقدسة الكاملة وأن تخضع لإدانته. لذلك نجد بولس يصف كل البشر بأنهم “بالطَّبيعَةِ أبناءَ الغَضَبِ” (أف 2: 3).

الذنب الأصلي للبشرية لا ينبع فقط من طبيعتنا الموروثة كخطاة. نتذكر أن آدم دخل في عهد الأعمال كممثل لنسل بأكمله. وعلى هذا الأساس، يشرح بولس لماذا مات الجميع بين آدم وموسى، فالموت هو عقوبة الخطية (تكوين 2:17). تشرح رسالة رومية 14:5 حالة أولئك الذين أخطأوا بدون ناموس، ” الّذينَ لَمْ يُخطِئوا علَى شِبهِ تعَدّي آدَمَ”، حيث أنهم لم يتلقوا شخصيًا عهد الأعمال ولا الناموس الموسوي. لماذا، إذن، مات الناس بين آدم وموسى، بلا ناموس يدينهم، إلا أن آدم كان “مِثالُ الآتي”؟ أي أن آدم كان رأس عهد لجميع شعبه، وفشله يدينهم جميعًا أمام عدالة الله، تمامًا كما حصل المسيح كرئيس عهد لأولئك الذين يؤمنون به على تبريرهم. يشرح بولس هذه العلاقة بوضوح: “فإذًا كما بخَطيَّةٍ واحِدَةٍ صارَ الحُكمُ إلَى جميعِ النّاسِ للدَّينونَةِ، هكذا ببِرٍّ واحِدٍ صارَتِ الهِبَةُ إلَى جميعِ النّاسِ، لتَبريرِ الحياةِ.” (روم 5: 18؛ انظر أيضًا كورنثوس الأولى22:15). بعيدًا عن نظر البعض إلى العقيدة على أنها ظالمة، فإن الخطية الأصلية تؤسس مبدأ التمثيل النيابي الذي نحصل به على بر المسيح الذي لم نستحقه بأي حال من الأحوال. في كلمات بولس في رومية 20:5، تبشر الخطية الأصلية بأخبار مشجعة: “ولكن حَيثُ كثُرَتِ الخَطيَّةُ ازدادَتِ النِّعمَةُ جِدًّا.”!

إن تعليم ذنب البشرية الشامل الموروث من آدم يمكن وحده أن يبرر الله أمام مآسي الحياة البشرية. كثيرًا ما يهاجم الإنسان الله بفكرة أنه المسؤول عن معاناة البشر في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، كما أشار أوغسطينوس في معارضته لپيلاجيوس (التي لخصها باع¤نيك):

لا يمكن تفسير بؤس الجنس البشري المروع إلا كعقاب على الخطية. كيف يمكن لله، الذي هو كلي الصلاح والعدل، أن يُخضع كل البشر منذ تصورهم تحت الخطية والموت إذا كانوا أبرياء تمامًا؟ يجب أن يكون هناك دين أخلاقي على عاتق الجميع؛ لا توجد طريقة أخرى لفهم النير الساحق الذي يثقل كاهل جميع نسل آدم.[4]

منذ لحظة ارتكاب آدم للخطية، كان احتياج الجنس البشري الساقط الوحيد هو لفادي يحررهم من الخطية. لهذا السبب، كان أول رد لله على خطية آدم هو الوعد بفادي (تكوين 15:3) والإشارة إلى موت المسيح الكفاري من خلال ذبيحة الحيوانات في الجنة (تكوين 21:3). توفر حقيقة الذنب البشري الموروث من آدم منطقًا أساسيًا لرسالة الإنجيل منذ ظهورها الأول في الكتاب المقدس.
فساد البشرية الأصلي في الخطية


لم يتوقف تأثير خطية آدم علي كل نسله بالذنب فقط بل امتد التأثير إلى فسادهم الأخلاقي والروحي التام. لقد لوث السقوط الطبيعة البشرية “بميل فطري تجاه الخطية.”[5] نرى حقيقة هذا الانحراف تجاه الخطية في رومية 12-10:3: ” ليس بارٌّ ولا واحِدٌ… الجميعُ زاغوا وفَسَدوا مَعًا. ليس مَنْ يَعمَلُ صَلاحًا ليس ولا واحِدٌ.” يضيف إشعياء 6:64: ” قَدْ صِرنا كُلُّنا كنَجِسٍ” حتى أن صارت “كثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أعمالِ برِّنا”.

يقدم الكتاب المقدس طبيعة الإنسان الفاسدة على أنها شاملة تمامًا، وتُفسد الإنسان بكل ما فيه. يقول إرميا 9:17: “القَلبُ أخدَعُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ وهو نَجيسٌ.” يصور لنا أيضًا الوحي في رومية 18-13:3 أن حتى الفم والأرجل والعنين فسدوا، وتُختم الآية ب:”وطَريقُ السَّلامِ لَمْ يَعرِفوهُ”. في المقام الأول، ذهن الإنسان الساقط هو فاسد: ” أنَّ اهتِمامَ الجَسَدِ ]الذهني[ هو عَداوَةٌ للهِ، إذ ليس هو خاضِعًا لناموسِ اللهِ، لأنَّهُ أيضًا لا يستطيعُ” (رومية 7:8). تُعرف هذه الحالة الساقطة بمصطلح “الفساد الكلي”. ويشرحه روبرت ريمون كالتالي:

أظلم فهمه، وصار عقله في عداوة مع الله، واستعبدت إرادته لعمل أي شيء لفهمه المظلم وعقله المتمرد، قلبه فاسد، عواطفه منحرفة، وتنجذب مشاعرة بشكل طبيعي إلى كل ما هو شرير وفاجر، صار ضميره غير جدير بالثقة، وجسده عرضة للموت. [6]

تنص تعاليم الفساد الكلي ليس فقط على أن كل ما في الإنسان الساقط قد أُفسد بسلطان الخطية، ولكنها تؤكد أيضًا على عجزنا الروحي التام أن نؤمن بالله وننال خلاصه بالإيمان. يقول بولس بالروح القدس ” لكن الإنسانَ الطَّبيعيَّ لا يَقبَلُ ما لروحِ اللهِ لأنَّهُ عِندَهُ جَهالَةٌ” ثم يضيف ” ولا يَقدِرُ أنْ يَعرِفَهُ لأنَّهُ إنَّما يُحكَمُ فيهِ روحيًّا” (كورنثوس الأولي 14:2). لهذا السبب، قال يسوع لنيقوديموس: ” إنْ كانَ أحَدٌ لا يولَدُ مِنْ فوقُ لا يَقدِرُ أنْ يَرَى ملكوتَ اللهِ” (يوحنا 3:3). كتب بولس أيضًا أنه بعيدًا عن نعمة الله التي تجددنا، نبقى جميعًا “مواتًا بالذُّنوبِ والخطايا” (أفسس 1:2). على عكس أولئك الذين يصفون الإنسان الساقط بأنه ليس إلا مريض –لديه قدرة على الإيمان بالله لكنها فقط أُضعفت- يصر بولس على أن قدرتنا على التقدم إلى الله بالإيمان تماماً مثل قدرة الإنسان الميت والمدفون أن يقوم من قبره. بينما خُلق آدم في البر ويمكننا القول أنه كان له إرادة حرة، فإن الخطية الأصلية وضعت الإرادة البشرية تحت عبودية الخطية. يحتفظ البشر، بكل تأكيد، بسلطة الإختيار، لكن بإرادتنا المُستعبدة للخطية مستحيل أن نختار طريق الله. يلخص ذلك لويس بيرخوف: ” لا يمكنه تغيير ميله الأساسي للخطية ولذاته لمحبة الله، ولا حتى اتخاذ قرار لبدء هذا التغيير. باختصار، هو غير قادر على عمل أي فعل صالح روحيًا.”[7]
الخطية الأصلية والإنجيل


تقدم الخطية الأصلية الأساس لفهمنا حقيقة أنفسنا كبشر ساقطين. هذه المعرفة لا غنى عنها لأولئك الذين سيخلصون من خلال إنجيل يسوع المسيح. يفسر جيمس بويس: “بدون معرفة عدم إخلاصنا وتمردنا، لن نعرف أبدًا الله على أنه إله الحق والنعمة.”[8] تعلمنا الخطية الأصلية لزوم فقدان الأمل في أنفسنا أو في أي مصدر بشري آخر، معتمدين اعتمادًا كليًا على نعمة الله التي تفوق عقولنا في الإنجيل. لأنه بالرغم من أن الأموات لا يقدرون أن يقوموا من قبر حياتهم الساقطة، فإن الله وحده هو من “أحيانا مع المَسيحِ” (أفسس 5:2). تُظهر لنا عقيدة الخطية الأصلية أن خلاصنا هو بنعمة الله وحدها، بحيث يعود كل المجد أيضًا له وحده. وعلاوة على ذلك، فإن الخدام الحكماء، بعد إدراكهم لحالة الخطاه الميؤوس منها بعيدًا عن نعمة الله المخلصة، يجب عليهم تقديم الحق كما أُعلن في كلمة الله أنه ” قوَّةُ اللهِ للخَلاصِ لكُلِّ مَنْ يؤمِنُ” (رومية 16:1). نُظهر تقديرنا لعقيدة الخطية الأصلية ببُنيان كل رسالة تبشير أو وعظ على كلمة الله، والتي بقوة الروح القدس قادرة على إحياء كل الموتى. لأنه، كما في رسالة بطرس الأولى 23:1: ” مَوْلودينَ ثانيَةً، لا مِنْ زَرعٍ يَفنَى، بل مِمّا لا يَفنَى، بكلِمَةِ اللهِ الحَيَّةِ الباقيَةِ إلَى الأبدِ.”
 
قديم 22 - 08 - 2022, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 86605 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,849

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة التعريف


الخطية الأصلية هي المصطلح الذي يحدد طبيعة الحالة البشرية الخاطئة بسبب سقوط آدم. تعلم العقيدة أن الجميع فسدوا بسبب خطية آدم المتوارثة عبر الأجيال، والتي بواسطتها –مع إدانته المنسوبة إلينا- نولد جميعًا مذنبين أمام الله. تُظهر الخطية الأصلية أننا نخطئ لأننا خطاة، نولد بالطبيعة فاسدة وبدون رجاء بعيدًا عن نعمة الله المخلصة التي لنا في الإنجيل.
 
قديم 22 - 08 - 2022, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 86606 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,849

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



تعلم عقيدة الخطية الأصلية أن كل البشرية شاركت آدم في ذنبه وفساده بسبب خطيته الأولى. كل الرجال والنساء متحدين بآدم من خلال الوراثة ومن خلال التمثيل النيابي للعهد. كشعب أفسدته الخطية من الرحم، فإننا نتحد بآدم في ذنبه أمام الله، ذلك الذنب الذي نُسب إلينا على أساس عهد الأعمال. كذلك، فإن جميع الرجال والنساء منحرفين أخلاقيًا وروحيًا باتحادهم بآدم لدرجة جعلتهم في حالة فساد كلي. كل ملكاتنا البشرية قد أفسدتها الخطية فأصبح لدينا نزعة فطرية لارتكاب الخطية. علاوة على ذلك، فإن فسادنا الكلي يجعلنا عاجزين تمامًا عن حب الله وتصديق بشارة إنجيله أو حتى عن أن ننال الخلاص إلا إن تجددنا أولًا بنعمته السيادية. تعطينا عقيدة الخطية الأصلية فهم كتابي لأنفسنا وحقيقة وجوب اعتماد الخطاة التام على نعمة الله الخلاصية في الإنجيل، دون أي ثقة في أجسادنا وبإعطاء كل المجد لخلاصنا إلي الرب.
 
قديم 22 - 08 - 2022, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 86607 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,849

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طبيعة علاقة الجنس البشري بآدم

الخطية الأصلية هي التعليم المسيحي عن حقيقة غرق البشرية في الخطايا بسبب سقوط آدم. لا تشير العقيدة في الأساس إلى الخطية التي ارتكبها آدم في ذاتها –أكل الفاكهة المحرمة والتعدي على أمر الله (تكوين 6:3) – بل إلى الحالة الأخلاقية والروحية للبشرية التي نتجت عن تلك الخطية. لنعرف الخطية الأصلية يجب علينا الإجابة على سؤالين، أولهما هو ما إذا كانت الحالة الأخلاقية والروحية للبشرية مرتبطة بآدم في خطيته أم لا.

خلال القرن الرابع الميلادي، أكد المهرطق بيلاچيوس (الذي أدانه مجمع أفسس عام 431) أن سقوط آدم في الخطية لم يكن له تأثير مباشر على نسله سوى تقديم مثال سيء. أما بخصوص شخصية الإنسان وعلاقته بالله، شدد بيلاچيوس على أن خطية آدم لم ولن تؤثر على أحد غيره.

تقدم الأسباب الكتابية لرفض ما نادى به بيلاچيوس الأساس لعقيدة الخطية الأصلية. أول تلك الأسباب رومية 12:5، حيث يقول بولس “كأنَّما بإنسانٍ واحِدٍ دَخَلَتِ الخَطيَّةُ إلَى العالَمِ، وبالخَطيَّةِ الموتُ، وهكذا اجتازَ الموتُ إلَى جميعِ النّاسِ، إذ أخطأَ الجميعُ.” لم يكن قصد بولس أن جميع الناس قد أخطأوا كآدم وبالتالي يعانون من لعنة الموت، بل أن الجميع يشارك في عواقب خطيته. عندما يقول “إذ أخطأَ الجميعُ”، يشير بولس إلى اتحادنا بآدم في تعدية على وصية الله. يلخص هيرمان باع¤ينك ذلك في قوله: “آدم أخطأ. وبالتالي، دخلت الخطية والموت إلى العالم وبات لهم السلطان الرئيسي على الجميع.”[1]

زيادةً على ذلك، يصف بولس آدم بأنه “مِثالُ الآتي” (رومية 14:5)، أي، المسيح. وقف كل من آدم والمسيح أمام عهد الله كممثلين لشعبهما. قام آدم، كصورة المسيح، بخوض اختبار عهد الأعمال (تكوين 2: 16-17) بالنيابة عن نسله الروحي (الذين سيؤثر عليهم جميعًا فشله)، تمامًا كما تمم المسيح عهد الأعمال بالنيابة عن نسله الروحي (الذين نالوا الخلاص نتيجة طاعته). إن مبدأ التمثيل النيابي للعهد الأساسي ليس فقط للخطية الأصلية ولكن لفهم بر المسيح. يوضح بولس ذلك الارتباط بقوله: “لأنَّهُ إنْ كانَ بخَطيَّةِ واحِدٍ ماتَ الكَثيرونَ، فبالأولَى كثيرًا نِعمَةُ اللهِ، والعَطيَّةُ بالنِّعمَةِ الّتي بالإنسانِ الواحِدِ يَسوعَ المَسيحِ، قد ازدادَتْ للكَثيرينَ!” (رومية 15:5).

تقدم عقيدة الخطية الأصلية إجابات لأسئلة مهمة عن الخطية. على سبيل المثال، لماذا تشمل الخطية كل الجنس البشري؟ يكتب جيرهاردوس ع¤وس:”تترك النظرية الپيلاجية عالمية الخطيئة غير مفسرة تمامًا،”[2] لأنه إذا لم تجعل خطية آدم كل البشر خطاه، فمن حقنا توقع ألا يخطئ البعض على الأقل. لكن، كما صلى سليمان، ” ليس إنسانٌ لا يُخطِئُ” (ملوك الأول 46:8; انظر أيضًا رومية 23:3).

سؤال أخر يقول: هل الخطية مجرد عيب سلبي، ليس له أي قوة في إفساد الإنسان؟ يجيب الكتاب المقدس، على العكس تمامًا، فإن الخطية قوة مميتة تستعبد الخاطئ بالكامل. قال المسيح: “إنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ الخَطيَّةَ هو عَبدٌ للخَطيَّةِ.” (يوحنا 34:8). ارتكابك للخطية مرة يعني بوضوح وقوعك تحت سلطان الخطية. لذلك، بجانب تعريف الخطية على أنها تعدي على ناموس الله، يصف الكتاب المقدس الخطية بأنها “الإثم” ذاته (1يو 4:3). يشرح داود ما هو أعمق من ذلك بقوله إنه كان مستعبدًا من سلطان الخطية منذ تصور في رحم أمة: “هأنَذا بالإثمِ صوِّرتُ، وبالخَطيَّةِ حَبِلَتْ بي أُمّي.” لم يكن داود يتهم أمه بسلوك خاطئ في الحبل به، وإنما، كان يعترف بالخطية التي ورثها من لحظة تكونه في بطن أمه. يؤكد ذلك أيضًا مزمور 3:58: “زاغَ الأشرارُ مِنَ الرَّحِمِ. ضَلّوا مِنَ البَطنِ”.
 
قديم 22 - 08 - 2022, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 86608 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,849

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ماذا تشمل الخطية كل الجنس البشري؟


يكتب جيرهاردوس ع¤وس:”تترك النظرية الپيلاجية عالمية الخطيئة غير مفسرة تمامًا،”[2] لأنه إذا لم تجعل خطية آدم كل البشر خطاه، فمن حقنا توقع ألا يخطئ البعض على الأقل. لكن، كما صلى سليمان، ” ليس إنسانٌ لا يُخطِئُ” (ملوك الأول 46:8; انظر أيضًا رومية 23:3).
 
قديم 22 - 08 - 2022, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 86609 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,849

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هل الخطية مجرد عيب سلبي، ليس له أي قوة في إفساد الإنسان؟




يجيب الكتاب المقدس، على العكس تمامًا، فإن الخطية قوة مميتة تستعبد الخاطئ بالكامل. قال المسيح: “إنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ الخَطيَّةَ هو عَبدٌ للخَطيَّةِ.” (يوحنا 34:8). ارتكابك للخطية مرة يعني بوضوح وقوعك تحت سلطان الخطية. لذلك، بجانب تعريف الخطية على أنها تعدي على ناموس الله، يصف الكتاب المقدس الخطية بأنها “الإثم” ذاته (1يو 4:3). يشرح داود ما هو أعمق من ذلك بقوله إنه كان مستعبدًا من سلطان الخطية منذ تصور في رحم أمة: “هأنَذا بالإثمِ صوِّرتُ، وبالخَطيَّةِ حَبِلَتْ بي أُمّي.” لم يكن داود يتهم أمه بسلوك خاطئ في الحبل به، وإنما، كان يعترف بالخطية التي ورثها من لحظة تكونه في بطن أمه. يؤكد ذلك أيضًا مزمور 3:58: “زاغَ الأشرارُ مِنَ الرَّحِمِ. ضَلّوا مِنَ البَطنِ”.
 
قديم 22 - 08 - 2022, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 86610 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,849

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ذنب البشرية الأصلي في الخطية


بعد أن أثبتنا حقيقة اتحاد كل البشرية بآدم الخاطئ عن طريق تكاثر الأجيال والتمثيل النيابي للعهد، يجب علينا بعد ذلك طرح سؤال آخر: ما هي حالة البشرية نتيجة هذا الارتباط بسقوط آدم؟ تنظر الخطية الأصلية أولاً في ارتباطنا بآدم في الذنب الشامل للبشرية. عندما أخطأ آدم، كان الجنس البشري كله “في صلبه”، لذلك نُسب ذنبه لنا جميعًا. تأمل عبرانيين 10-9:7، الذي يشرح أن لاوي كان في “صُلبِ أبيهِ” إبراهيم عندما قدم العشور إلى ملكي صادق، مؤكدًا على تفوق كهنوت ملكي صادق على كهنوت لاوي. وبالمثل، كان الجنس البشري كله “في صلب آدم” عندما أخطأ. لم يكن لاوي، بالطبع، حاضرًا عندما قام أبيه بتقديم العشور، ولكن بحكم كون لاوي من أحفاد إبراهيم، كان الكهنة اللاويين متصلين بملكي صادق بسبب أفعال إبراهيم. وبالمثل، في حين أن نسل آدم لم يرتكبوا تعدي آدم بأنفسهم، فإن اتحادهم الطبيعي مع آدم باعتبارهم نسله يثبت إدانتهم بالخطية أمام الله.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025