![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 86481 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الوديع: كما أن صوته منخفض، كذلك نظره منخفض أيضًا. لا يحدق في أحد، ولا يحملق في أحد. تنطبق عليه عبارة "لا يمْلأ عينيه من وجه إنسان". ومادام لا يملأ عينيه من وجه إنسان، فهو يحتفظ بمعاملاته طيبة مع الكل، لأنه لا يفحص مشاعر الناس بنظراته، ولا يحاول أن يعرف ما بداخلهم. لأن محاولة معرفة الدواخل تعكر المعاملات. أما غير الوديع فإنه يكلم غيره، وينظر إلي عينيه أثناء كلامه ليري هل هو صادق أم لا؟ وهل نظراته عكس كلامه؟ وهل ملامحه عكس كلامه؟ وهل هو يبطن غير ما يظهر؟ وهل.. وهل..؟ مما يجعله يشك فيه.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86482 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أما الوديع فيكون في سلام مع الناس، لأنه لا يفحص ملامحهم وتصرفاتهم. إن تعامل مع أحد لا يتناوله بالفحص والتحقيق،ولا يتناول كل ما يعمله هذا الشخص بتحليل وتدقيق، ويصدر أحكامًا عليه! وإن جلس مع أناس يأكلون، لا ينظر ماذا يأكلون وكيف؟ وأي صنف يأكلونه؟ وما الذي يحبونه أكثر من غيره؟ وهل يأكلون بسرعة أو بشهوة أو بنهم؟ ولا يرقبهم أثناء الأكل، كما لو كان يحصي كم لقمة يأكلونها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86483 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إنه هادئ لا يفحص أعمال الناس ولا يراقبهم. ولذلك فهو لا يقع كثيرًا في إدانة الآخرين. يقول في داخله "ما شأني بذلك؟!" فإدانة الآخرين تأتى غالبًا من فحص الآخرين ومراقبتهم. أما الوديع فيقول في نفسه "وأنا مالي؟ خليني في حالي". نعم ما شأني بكل هؤلاء؟! وما دخلي بتصرفاتهم؟! إن كان السيد المسيح قد قال في إحدى المرات "مَنْ أقامني قاضيًا أو مقسمًا؟" (لو 12: 14).. فماذا أقول أنا عن نفسي؟! ولماذا أتدخل في أمور لست مسئولًا عنها؟! ولماذا أقحم نفسي في أمور ليست من شأني؟! وهكذا يحتفظ بسلامه الداخلي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86484 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لا يقطب جبينه ولا نظراته، ولا يتجهم. ولا يستقر عليه أبدًا روح الغضب أو الضيق له ابتسامة حلوة محببة إلي الناس، وملامح مريحة لكل من يتأملها. ولا تسمح له طبيعته الهادئة أن يزجر ويوبخ، وأن يشتد ويحتد. بل هو بطبيعته إنسان هادئ. وكلامه لين ولطيف، وبخاصة إن كان من الخدام أو من رجال الدين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86485 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن قوانين الكنيسة وتعاليم الآباء تطلب من رجال الدين أن يكونوا بشوشين، يتصفون بالحلم والسماحة غير مخاصمين (1 تي 3: 3). وكذلك سير الآباء تقدم لنا أمثلة كثيرة للوجه السمح المحب والمحبوب. فرجل الدين الذي في ملامحه سلام، يمكنه أن يمنح الناس سلامًا. أما المتجهم دائمًا فإنه يخيفهم من الدين نفسه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86486 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الإنسان الوديع يتمتع بسلام داخلي. فهو لا ينزعج ولا يضطرب، ولا يتسجَّس مهما كانت الأسباب الخارجية. قد يكون البحر هائجًا والأمواج مرتفعة، والسفينة تضطرب في البحر ذات اليمين وذات اليسار. أما الصخرة الثابتة في البحر فإنها لا تضطرب. والجنادل التي في البحر لا تهتز، مهما كان عنف الأمواج.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86487 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الوديع: هو كالصخرة أو الجندل، لا يتزعزع مهما كانت الظروف. بل في هدوء يسلم الأمر لله ولا يضطرب. يقول مع داود النبي في المزمور: "إن يحاربني جيش، فلن يخاف قلبي. وإن قام عليَ قتال، ففي هذا أنا مطمئن" (مز 27: 3). يقول مار اسحق "من السهل عليك أن تحرك أحد الجبال من موضعه. وليس سهلًا أن تحرك الإنسان الوديع عن هدوئه". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86488 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مهما عومل الوديع، لا يتذمر ولا يتضجر، ولا يشكو. بل غالبًا ما يلتمس العذر لغيره، ويبرر في ذهنه مسلكه، ولا يظن فيه سوءًا، وكأن شيئًا لم يحدث! ولا يتحدث عن إساءة الناس إليه، ولا يحزن بسبب ذلك في قلبه. فإن تأثر لذلك أو غضب، سرعان ما يزول تأثره ويصفو. ولا يمكن أن يتحول حزنه إلي حقد.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86489 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قد يثور البعض عليه، ويوجه إليه اتهامات أو إهانات فلا يحتد. ولا ينتقم لنفسه، ولا يقاوم الشر (مت 5: 39). بل قد يصمت في هدوء ويبتسم في وجه من يثور عليه ابتسامة بريئة، وكأنه ليس هنا! ما يجعل الثائر عليه يخجل من إهاناته له! هذا الإنسان الوديع، له أحيانًا طبع الطفل الهادئ المبتسم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86490 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الإنسان الوديع بعيد عن الغضب، حليم واسع الصدر. إنه لا يغضب بسرعة، ولا ببطء. ولا ينفعل الانفعالات الشديدة، ولا تراه أبدًا ثائرًا ولا عصبيًا. بل ملامحه هادئة. وكما أنه لا يغضب، فإنه لا يتسبب في غضب أحد. وإن غضب منه أحد، فإن له "الجواب اللين الذي يصرف الغضب" (أم 15: 1). لذلك فهو إنسان طويل البال، وكثير الاحتمال. وإذ "له صورة الله" (تك 1: 26، 27)، فهو مثله يحتمل الخطاة الذين يخطئون إليه، ويطيل أناته عليهم، ويعيش في سلام. |
||||