29 - 07 - 2015, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 8631 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مخلص البشر "وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (متى 1: 21) عندما أخطأ آدم، وجلب الدمار على نفسه وعلى كل الجنس البشري، كان أمام الله ثلاثة سبل وهي إما أن يدين الجنس البشري بلا رحمة أو أن يخلص الجنس البشري بكامله أو أن يمنح طريقاً للخلاص للذين يتوبون ويرجعون إليه. وكان السبيل الأخير هو السبيل الأوحد للإله العادل المحب. ومن أجل ذلك وعد بإرسال "المسيح" الذي يخلص شعبه من خطاياهم. كان هناك وعد بمجيء "المسيح" حتى في اللعنة التي لفظها الله على الحية "وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (تكوين 3: 15). وقد تكرر هذا الوعد مراراً في الأجيال التي تلت ذلك، وظل الناس يتطلعون متشوقين مؤملين واثقين بمجيء ذلك المخلص. ولما جاء ملء الزمان أتى المخلص "ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني" (غلاطية 4: 4 – 5). إن الاسم الذي دعا الله به ابنه هو يسوع "وتدعو اسمه يسوع" وهذه اللفظة تقابل "يشوع" العبرية التي تعني "الرب هو الخلاص". أما اللقب الرسمي الذي منح ليسوع فهو "المسيح" وهي مأخوذة من العبرية وتعني "الممسوح بالدهن" وهذه جعلت من يسوع محققاً للآمال المعلقة على مجيء المسيح المنتظر. وغالباً ما اتحد الاسم الشخصي باللقب الرسمي فقيل "يسوع المسيح" أو "المسيح يسوع". ودعي يسوع بلقب آخر هو "الرب" وقد كان هذا لقب كرامة وشرف وجلال. وقد استعمل هذا اللقب في العهد الجديد للدلالة دائماً على يسوع. وقد دعي أحياناً "الرب يسوع" وأحياناً بالألقاب الثلاثة دفعة واحدة "الرب يسوع المسيح". |
||||
29 - 07 - 2015, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 8632 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أزلية المسيح إن كينونة المسيح لم تكن لتبتدئ بمولده كما هو الحال عند سائر البشر ولكنه كائن منذ الأزل. 1. هذا القول وارد بوضوح في العهد الجديدلن نحتاج لإيراد أكثر من آيات وفقرات قليلة هنا. وسنبدأ بيوحنا 1: 1 – 2 "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله". إن الكلمات التي استعملت هنا هي ذات الكلمات التي نجدها في الأصحاح الأول من العهد القديم "في البدء". قبل خلق العالم كان المسيح مع الآب. 2. يسوع أعلن أنه أزليثم يمضي يوحنا ليقول إن المسيح كان واسطة الخلق "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يوحنا 1: 3). وبولس يورد هذه الحقيقة ذاتها في رسالة إلى أهل كولوسي 1: 16 "فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق". ثم يسترسل ليقول في العدد السابع عشر "الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل". صرّح يسوع في أكثر من مناسبة بأنه كائن منذ الأزل السحيق. وقد قال لليهود غير المؤمنين "الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يوحنا 8: 58) هذا وقد عاش إبراهيم قبل ولادة يسوع المسيح بقرابة ألفي عام ومع هذا فقد قال "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن". أما في صلاته الشفاعية فقد قال "والآن مجدني أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يوحنا 17: 5). |
||||
29 - 07 - 2015, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 8633 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تجسد المسيح نعني بالتجسد أخذ جسد بشري. إن ابن الله الأزلي جاء إلى العالم وأخذ جسداً بشرياً. "والكلمة صار جسداً وحل بيننا" (يوحنا 1: 14). وبولس يورد هذه الحقيقة هكذا "الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس" (فيلبي 2: 6 – 7). هذا ما حدث عندما ولد الطفل يسوع في بيت لحم. هناك حقيقتان يحويهما تجسد المسيح. 1. إنسان حق إن الاسم الذي أطلقه المسيح على ذاته أكثر من غيره من الأسماء هو "ابن الإنسان" وكل ما رواه لنا عنه الإنجيل يقدمه كإنسان. عاش كإنسان واتصف بكل صفات الإنسان، كبر ونما جسدياً "وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لوقا 2: 52). لقد تعب المسيح وجاع "فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر" (يوحنا 4: 6). "فبعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع أخيراً" (متى 4: 2) كما تألم آلاماً جسدية، وبكى ونام، ومات. كل هذه الاختبارات تشهد بكون يسوع إنساناً. 2. الله حق لم يكن يسوع ابن الإنسان فحسب ولكنه كان ابن الله. وقد ادعى الألوهية "الذي رآني فقد رأى الآب" (يوحنا 14: 9) "أنا والآب واحد" (يوحنا 10: 30) وقد مارس سلطانه كالله. فقد غفر الخطايا "فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك" (مرقس 2: 5) ثم إن أعداءه قد حكموا عليه بالموت لأنه قال أنه ابن الله "أجابه اليهود لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله" (يوحنا 19: 7). وهكذا نجد أن المسيح إله – إنسان، ذو طبيعتين في شخص واحد. فقد كان إنساناً إذ جاع، وكان إلهاً عندما أطعم جموع الجياع بخمسة أرغفة الشعير والسمكتين الصغيرتين. كان إنساناً في تعبه، وكان إلهاً عندما منح الراحة للمتعبين. كان إنساناً فنام، وكان إلهاً عندما استيقظ فأخرس العاصفة. كان إنساناً في موته، وكان إلهاً في قيامته من الموت. إن كونه "الإله – الإنسان" هو الذي جعله قادراً أن يصبح مخلص العالم. هل نستطيع فهم هذا؟ بالطبع لا. ولأن بعض الناس يعجزون عن فهمه يرفضون قبول هذا الأمر حقيقة واقعة. سئل دانيال وبستر "هل تستطيع أن تفهم يسوع المسيح؟" فأجاب "لا. وكنت أخجل بالاعتراف به مخلصاً لي إن استطعت أن أفهمه. إنني بحاجة إلى من هو فوق البشر ليخلصني. إلى عظيم مجيد إلى درجة لا أستطيع معها فهمه". |
||||
29 - 07 - 2015, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 8634 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لاهوت المسيح إن ما قيل حتى الآن يثير موضوع لاهوت المسيح. فهناك فرق بين الألوهية واللاهوت، حسب استعمال هاتين الكلمتين في يومنا هذا. هناك مفهومية خاصة، بها يستطيع جميع الناس الادعاء بأنهم إلاهيون ذلك لأنهم مخلوقون على صورة الله. ففيهم شبه الله. ولكن ما من إنسان يستطيع الادعاء بأن له لاهوتاً فهذا امتياز خاص بيسوع الجليلي روي عن أسقف درهام أنه قال "إن المسيح الذي ليس إلهاً جسر مكسور عند طرفه الآخر". 1. طبيعة ميلاده لم تحدث قط ولادة كولادة الطفل في بيت لحم وعنها يقول متى الرسول "أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا. لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يشهرها أراد تخليتها سراً. ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلاً يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس" (متى 1: 18 – 20). ويؤيد لوقا قصة متى هذه بل ويعززها بقوله "وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة. إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك مباركة أنت من النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية. فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع" (لوقا 1: 26 – 31) ثم في العدد الخامس والثلاثين يشرح لوقا كيفية ولادة المسيح بهذه الكلمات "فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله". أما الذين ينكرون ولادة المسيح من عذراء فإنما ينكرون صدق كلمة الله. 2. نسق حياته عاش المسيح حياة كاملة. وعنه يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين "مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية" (4: 15). لذا استطاع يسوع أن يتحدى أعداءه لكي يذكروا ولو خطية واحدة بها يؤثمونه "من منكم يبكتني على خطية؟" (يوحنا 8: 46). ثم إن عبارة بيلاطس ما زالت فتوى الدهور "إني لا أجد علة في هذا الإنسان" (لوقا 23: 4). وقد قال عنه رومانس "إن أغرب ما في المسيح هو حقيقة أن عشرين قرناً قد أخفقت إن تثبت عليه علة". لا أحد يستطيع أن يحيا مثل هذه الحياة الإ ابن الله. 3. الصفات المميزة لتعليمه عندما أرسل رؤساء الكهنة رجالهم لكي يلقوا القبض على يسوع ويحضروه إلى المجمع عادوا دون أن يأتوا به وعندما سألوهم عن فشلهم في تأدية مهمتهم أجابوا "لم يتكلم قط إنسان هكذا" (يوحنا 7: 46). لم يتكلم إنسان مثل هذا الإنسان لأنه لم يوجد إنسان كهذا الإنسان. لقد رأى العالم خطباء مفوهين سحروا الجماهير بقوة بلاغتهم. ورأى علماء بهروا الناس بعلمهم. ولكن لم يتكلم قط إنسان مثل يسوع. فقد كانت كلماته بسيطة وعميقة. سمعه العامة بسرور بينما تعجب أحكم الحكماء لكلماته. ذلك أن المبادئ التي اختطها كانت وما زالت نبراس الدهور. 4. أعماله الخارقة عندما جاء نيقوديموس الرئيس اليهودي ليلاً إلى يسوع وقال له "يا معلم نعلم أنك قد أتيت من الله معلماً لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي تعمل إن لم يكن الله معه" (يوحنا 3: 2)، وهذا ما فسر به يسوع نفسه عجائبه إذ واجه الجموع في أورشليم قائلاً "أما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنا لأن الأعمال التي أعطاني الآب لأكملها هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب قد أرسلني" (يوحنا 5: 36). 5. مجد قيامته لقد صرح بولس بأن قيامة يسوع هي البرهان الأكيد على لاهوته. "عن ابنه الذي صار من نسل داود من جهة الجسد وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات يسوع المسيح ربنا" (رومية 1: 3 – 4). لقد سمر على الصليب وترك معلقاً حتى مات. أما جسده المائت فقط أنـزل عن الصليب ووضع في قبر منحوت في الصخر. حجر كبير دحرج على باب القبر وختم بالخاتم الروماني. وللتأكد من عدم العبث بالجسد وضع حرس من الجنود الرومانيين لحراسة القبر. ولكن ما إن وافى اليوم الثالث حتى خرج ذلك الجسد المائت من القبر حيث عاش من جديد ممجداً. وهذا، كما يقول بولس، هو البرهان القاطع على لاهوت المسيح. |
||||
29 - 07 - 2015, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 8635 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
موت المسيح إن صلب المسيح أكبر جريمة في تاريخ الدهور. ومع هذا فقد كان أسمى بيان لمحبة الله. "ولكن الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية 5: 8). إن هذا لمن أروع الإيضاحات عن كيف يغير الله اللعنة إلى بركة. فقد قال يوسف لإخوته "أنتم قصدتم لي شراً. أما الله فقصد به خيراً لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعباً كثيراً" (تكوين 50: 20). أراد أعداء المسيح أن يجعلوا من الصليب أعظم انتصاراً لهم، ولكن الله عكس الأمر إلى أعظم اندحار لهم. وبالصلب أتم الخلاص للعالم الهالك. هناك عدة حقائق هامة رافقت موت المسيح. 1. إنه موت اختياري لم يذهب يسوع إلى الصليب لأنه كان عاجزاً لا معين له بين أيدي أعدائه، فقد قال يسوع لبطرس عندما استل سيفه ليدافع عن معلمه في بستان جشيماني: "رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون. أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة" (متى 26: 52 – 53). إن مكائد قادة اليهود كلها وقوة الجيوش الرومانية بأسرها لم تكن لتقدر على تسمير المسيح على الصليب. فقد قال عما يتعلق بموته "لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي" (يوحنا 10: 17 – 18) فقد أعلن أنه إنما جاء إلى العالم ليموت "كما أن ابن الإنسان لم يأت ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (متى 20: 28). 2. موت بديلي إن ما يهمنا من موت المسيح ليس الكيفية التي مات بها بل معنى هذا الموت. فقد صلب كثيرون غيره ولكن المسيح بموته مصلوباً فتح طريق الخلاص للخطاة. إن كلمة الله تقول "أجرة الخطية هي موت" (رومية 6: 23) وأكثر من هذا فهي تعلن أن الكل خطاة أمام الله "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رومية 3: 23). فكيف يستطيع الله إذن أن يخلص أي إنسان ويتمسك ببره ويعضد ناموسه. إن صليب المسيح هو الجواب عن هذا السؤال "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رومية 3: 24 – 26). لقد ظهرت عدة نظريات عن الفداء ولكن تعليم الكتاب الواضح هو أن موت المسيح كان بديلياً. فقد حل محل الإنسان أمام ناموس الله وتألم نيابة عنه. وقد سبق العهد القديم فأخبر بهذا. لقد أزاح الله جانباً من حجب الغيب وسمح لأشعياء أن يلمح خلال ضباب سبعة قرون من المستقبل الغامض رؤيا صليب الجلجثة ليقول "وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أشعياء 53: 5 – 6). ثم إن موت يسوع البديلي قد ذكر في العهد الجديد بوضوح. وليس من تفسير منطقي آخر لمثل هذه الفقرات التالية: "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (2 كورنثوس 5: 21). "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا" (غلاطية 3: 13). "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر" (1 بطرس 2: 24). "لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد" (عبرانيين 2: 9) "وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقد بل لخطايا كل العالم أيضاً (1 يوحنا 2: 2) إن يسوع قد حمل العالم في قلبه عندما مضى إلى الصليب. 3- مرة فقط لن يأتي مخلص آخر لأن العالم لن يكون بحاجة إلى آخر. فالمسيح كاف لجميع البشر وإلى منتهى الدهور. ولن تكون هناك جلجثة أخرى. لأن الفداء الذي صنع فوقها كان لسد حاجة الخطاة في كل مكان. لقد مات المسيح مرة عن الجميع: "ولكنه الآن قد أظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه.... هكذا المسيح أيضاً بعد ما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين" (عبرانيين 9: 26- 28). |
||||
29 - 07 - 2015, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 8636 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قيامة المسيح لقد مات المسيح على الصليب ودفن في قبر يوسف، ولكنه ليس ميتاً اليوم. فقد قام في اليوم الثالث من القبر وهو حي إلى أبد الآبدين. وهذه ميزة من ميزات الدين المسيحي إذا قيس بغيره من الأديان إن لنا مخلصاً حياً. فقبل المسيح بعدة قرون عاش بوذا وأسس ديانته ولكن بعد بضعة سنين مات، وما زال ميتاً إلى اليوم وجسمه راقد في التراب. وأناس عديدون بعد المسيح بعدة قرون أسسوا أيضا ديانات، ثم ماتوا وما زالوا أمواتاً وفي قبورهم يرقدون. المسيح مات، ولكنه ليس ميتاً اليوم فالأختام الرومانية والحرس الرومانيون عجزوا عن أن يبقوا جسده في القبر. فقد كسر شوكة الموت وخرج ليحيا إلى الأبد. "عالمين أن المسيح بعدما أقيم من الأموات لا يموت أيضاً. لا يسود عليه الموت بعد" (رومية 9:6). ما من حقيقة ثابتة في التاريخ ثبوت قيامة المسيح من الموت. فالقبر الفارغ، والأكفان، وشهادة الشهود المخلصين، وكثير من الحقائق الأخرى الثابتة تبرهن أن المسيح قد قام من الموت. إن تأثيره في العالم اليوم يبرهن على أنه حي. سأل ملحدٌ مسيحياً تقياً عن سبب إيمانه بقيامة يسوع من بين الأموات فأجاب "إن أحد الأسباب هو أنني كنت أتحدث معه في هذا الصباح لمدة نصف ساعة". تجيء مع حقيقة قيامة المسيح حقائق أخرى ثمينة: 1-القيامة أكملت على الصليب إن مسيحياً ميتاً لا يمكن أن يكون مخلصاً فقيامته أكدت أن الله قد قبل عمله الكفاري على الصليب. "الذي أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا" (رومية 25:4). وبولس يقول "وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم" (1كورنثوس 17:15). إن موت المسيح وقيامته يؤلفان قلب الإنجيل الذي نادى به بولس "وأعرفكم أيها الأخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه أيضاً تخلصون إن كنتم تذكرون أي كلام بشرتكم به إلا إذا كنتم قد آمنتم عبثاً فإني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (1كورنثوس 15: 1-4). 2 - تقدم الدليل على الحياة بعد الموت منذ العهد القديم والإنسان يبحث عن دليل مقنع عن الخلود. فأيوب صرخ متسائلاً "إن مات رجل أفيحيا؟" (أيوب 14:14). فكانت قيامة المسيح هي الجواب عن هذا السؤال الذي طالما تردد صداه في الأجيال الخوالي. وبولس يقول "الذي خلّصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" (2 تيموثاوس 9:1-10). إن قيامة المسيح تعلن أن الموت ليس النهاية وأن هناك حياة بعد الموت. 3- قدمت الوعد بقيامة شعب المسيح وبينت صورة هذه القيامة في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 20 نجد هذه العبارة مخطوطة بريشة بولس:"ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين". إن بواكير الثمار التي كانت تقدم للرب كانت الوعد بحصاد قادم ونوع هذا الحصاد. إن الشعب بتقديمه لبواكير ثمارهم كانوا يعبرون عن تأكدهم بأن بركة الله ستعطيهم حصاداً. كما إن بواكير هذه الثمار كانت عينة ترمز إلى نوع الحصاد المزمع أن يأتي. وهكذا فقيامة المسيح إنما هي تأكيد لقيامة الموتى "لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع ولكن كل واحد في رتبته. المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه" (1 كورنثوس 55:15). ثم أن قيامة المسيح قد قدمت لنا نوعية الجسد المقام وما سيكون عليه. "فإن سيرتنا نحن هي في السموات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده" (فيلبي 3: 20-21) وكما يقول يوحنا أيضاً "أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه مثلما هو" (1 يوحنا 2:3). |
||||
29 - 07 - 2015, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 8637 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تمجيد المسيح بقي المسيح بعد قيامته أربعين يوماً على الأرض يظهر فيها لرسله بين الفينة والفينة. ثم صعد إلى السماء حيث جلس عن يمين الله. ولوقا ينهي إنجيله بوصف لصعود الرب فيقول "وأخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا. ورفع يديه وباركهم وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد على السماء" (لوقا 24: 50-51). وفي سفر أعمال الرسل يبتدئ لوقا الأصحاح الأول من حيث أنهى إنجيله فيعيد على مسامعنا قصة الصعود قائلاً: "ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم" (أعمال 9:1). ومواضع أخرى من الأسفار المقدسة تخبرنا عما حدث بعد السحابة "لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (فيلي 2: 9-11). "وأما هذا فبعد ما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله" (عبرانيين 12:10). "الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس عن يمين عرش الله" (عبرانيين 20:12). إن الجلوس عن اليمين هو موضع الشرف والقوة وهذا يؤيده قول يسوع لتلاميذه "دُفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض" (متى 18:28 ). فما الذي يعنيه تمجيد المسيح بالنسبة لشعبه؟ 1-شفيع عند الآب هناك عن يمين الله من يشفع فينا "وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار" (يوحنا 1:2). "فمن ثم يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم" (عبرانيين 25:7). إن للمسيحي شفيعين: الروح القدس في قلبه والمسيح عن يمين الله. ويخبرنا بولس عن هذين الشفيعين في الأصحاح الثامن من رسالته إلى أهل رومية وفي العدد 26 فيقول "ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها" كما يقول في العدد 34 من ذات الأصحاح "المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً الذي هو أيضاً عن يمين الله الذي أيضاً يشفع فينا". ما الذي يستطيع المسيح أن يقوله كمحام عنا؟ في المحاكم الأرضية يقوم المحامي مقام موكله فيدافع عنه إما بأنه غير مذنب أو بأن ذنبه جنحة أو الجهل بالقانون. ولكن يسوع محامينا لا يستطيع أن يدافع بمثل هذه البينات. فنحن مذنبون وأخطأنا مراراً وعن معرفة خرجنا على ناموس الله. ولكن هناك دفاعاً واحداً يدافع به محامينا عنا وهو موته الكفاري على عود الصليب. 2-رب مالك في يوم الخمسين وقف بطرس واعظاً فقال "فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً" (أعمال 36:2). هناك أشياء تتعلق بربوبية المسيح لا بد من ذكرها: (1)ربوبية مطلقة. ليس لها حدود أو قيود. وهي سامية ذات سلطان. وكلامه هو القول الفصل الذي لا يناقض. هو رأس الكنيسة. فهي في نظامها، وفرائضها، في عملها ورسالتها مرتبطة بربوبية المسيح. إن الفرد المسيحي لا يعرف سيداً معلماً إلا المسيح. فقد قال يسوع لتلاميذه "ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح" (متى 10:23). وقال لهم ثانية "أنتم تدعونني معلماً وسيداً وحسناً تقولون لأني أنا كذلك" (يوحنا 13:13). (2) ربوبية شاملة. إنها شاملة من عدة وجوه. إنها شاملة لأنها تمتد وتسيطر على كل نواحي الحياة. فالإنسان لا يستطيع أن يقر بربوبية المسيح في ناحية من حياته وينكره في الناحية الأخرى. فهو رب على جميع النواحي. هو الرب في حياة الفرد الدينية، وهو الرب في حياة الفرد البيتية، كما أنه الرب في حياة الفرد العملية، وهو الرب في حياة الفرد الاجتماعية. هو رب في يوم الاثنين وإلا لا يكون رباً في يوم الأحد. هو الرب في البيت وإلا لا يكون الرب في الكنيسة. إنه الرب في العمل وإلا فهو ليس الرب في الدين. إنه الرب دائماً وإلا فهو ليس الرب أبداً. إنه الرب في كل مكان وإلا فهو ليس رباً في أي مكان. ربوبيته شاملة بمعنى أنها تشمل الكون بكامله. وبولس يجهر قائلاً "لتجثو لاسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض". فهو رب على الأرض وهو رب في السماء. وهو رب البشر ورب الملائكة. هو رب الأحياء ورب الأموات. إنه الرب في كل مكان ورب كل الخلائق. (3) ربوبية أبدية. سيظل المسيح رباً إلى منتهى الدهر. هو رب اليوم ورب الغد. يحدث أحياناً أن يخلع بعض أرباب الأرض ويحل محلهم آخرون ولكن لن يحل محل يسوع أحد. "يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عبرانيين 8:13). سمعت عن إنسان وضع بدل الأرقام على وجه ساعته الكلمات "المسيح هو رب" وعندما سئل عن الحكمة من عمله هذا أجاب "إنها تذكرني بأن المسيح هو رب مهما كان الوقت". 3-ملك منتصر قال أشعياء في وصفه للمسيح المنتظر "لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته" (أشعياء 4:42). كما نقرأ أيضاً في كورنثوس الأولى 25:15 "لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه. قد يظهر أحياناً أن هناك انكسارات على طول الطريق ولكن يسوع سينتصر في النهاية. يقول يوحنا في الأصحاح التاسع عشر من رؤياه واصفاً رؤيا عجيبة رآها أنه رأى السماء مفتوحة، وإذا بفرس أبيض يمتطيه واحد عيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وقد تسربل ثوباً مغموساً بالدم وأجناد كانوا يتبعونه على خيل بيض يرتدون بزا أبيض، ومن فمه يخرج سيف ماض وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: "ملك الملوك ورب الأرباب". |
||||
29 - 07 - 2015, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 8638 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخلاص العظيم اختبار الخلاص"فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره" (عبرانيين 3:2) بحثْنا في الفصل السابق في تدبير الله لخلاص الجنس الهالك، بواسطة ابنه الذي وهبه لنا. إذ أنه بموته التكفيري وقيامته المجيدة مهد سبيل الخلاص أمام البشر جميعهم. ولكن هذا لا يعني أن الكل سيخلصون فهناك شروط لا بد من مراعاتها قبل أن يستطيع الفرد أن يخلص. جعل الله طريقة واحدة لخلاص جميع البشر "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله" (أفسس 8:2). الخلاص بنعمة الله ممكن بالإيمان الشخصي بالرب يسوع المسيح. هذا وليس لدى الله طريقة أخرى للخلاص. 1- الاهتداءيريدنا البعض أن نؤمن بأن الناس في العهد القديم كانوا يخلصون بحفظ الناموس. ولكن بولس في رسالته إلى أهل غلاطية كما في رسائله الأخرى يصحح هذا الرأي الخاطئ قائلاً "إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح... لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما" (غلاطية 16:2). ثم يستمر بولس فيرينا كيف أن إبراهيم وغيره من قديسي العهد القديم الآخرين قد خلصوا بالإيمان وليس بحفظهم الناموس "كما آمن إبراهيم فحسب له براً" (غلاطية 6:3). وكما قال يسوع "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح" (يوحنا 56:8). ونجد في عبرانيين 11: 24-26 هذه العبارة فيما يتعلق بموسى "بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلاً بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر". إذاً فقد خلص هؤلاء الناس بإيمانهم بيسوع الذي كان مزمعا أن يأتي كما خلصنا نحن بالإيمان بالمسيح أتى. وهناك أربعة أوجه لاختبار الخلاص: للخلاص جانبان، جانب الله وجانب الإنسان. الجانب الإلهي هو الولادة الجديدة الصائرة بالروح القدس في قلب المؤمن وهذا ماسنبحثه في الفصل القادم، عند دراساتنا لعمل الروح القدس، كما أننا سنبحث أكثر في عمل الله في الخلاص خلال تعمقنا في دراسة هذا الفصل. أما الآن فسنقصر بحثنا على جانب الإنسان في الخلاص وسنسميه "الاهتداء" والاهتداء معناه التحول فعندما يختبر أي إنسان الخلاص فانه يغير وجهة سيره وهناك درجتان أو خطوتان يخطوهما الإنسان في هذا الاختبار. 2- التبرير(1) التوبة. قبل أن يخلص الإنسان يجب أن يتوب عن خطاياه. ولكن ما هي التوبة؟ التوبة، أولاً شيء أكثر من الشعور بالذنب. لا يقدر الإنسان أن يخلص حتى يشعر بتبكيت على خطاياه. وهذا هو الفرق الذي كان بين الفريسي والعشار وقد صعد كلاهما إلى الهيكل يصليان. لم يفكر الفريسي بأنه خاطئ ولم يشعر بأي تبكيت على الخطية بينما صرخ العشار "ألهم ارحمني أنا الخاطئ" (لوقا 13:18) أي أنه أدرك حالته الخاطئة أمام الله. ولكن الشعور بالذنب وحده ليس توبة. لأنه قد يشعر الفرد بتبكيت شديد على الخطية ولكنه لا يتوب. قليلون في هذا العالم هم الذين لم يدركوا- أحياناً – أنهم خطأة. فيهوذا الاسخريوطي عرف أنه أخطأ ولكنه لم يتب. لقد شعر بالحزن من جراء ما فعل ولكن حزنه هذا لم يؤدّ به إلى التوبة بل إلى الانتحار. ثانياً، التوبة تعني أكثر من الحزن على الخطية. فكثيرون حزنوا لأنهم خطاة ولكنهم لم يتوبوا. والكتاب المقدس يذكر لنا نوعين من الحزن. الحزن الذي حسب مشيئة الله والحزن الذي حسب العالم: "لأن الحزن بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة. وأما حزن العالم فينشئ موتاً" (2 كورنثوس 10:7). إن حزن العالم هو ذلك النوع من الحزن الذي يشعر به العالم. إذ أنه قد يكون حزناً مسبباً عن افتضاح خطايا الفرد، ولأن على هذا الفرد أن يواجه النتائج المترتبة عليها. ولهذا السبب فإن التوبة على فراش الموت قل أن تكون توبة حقيقية. قبل بضع سنين زرت إنساناً كان يعتقد أنه قريب من الموت. وقد أظهر لي ندامة عميقة على خطاياه. ولكن ما إن شفاه الله حتى عاد إلى حياته الأولى وإلى مسلكه القديم. إن الحزن الذي حسب مشيئة الله يصدر عن إدراك الإنسان لطبيعة الخطية الفظيعة وأنها شيء ضد الله. هذا النوع من الندم ليس توبة ولكنه – حسب ما يقول بولس – يقود إلى التوبة. ثالثاً، التوبة تغيير في التفكير من جهة الخطية وعلاقتها بالله ومن ثم فهي تغيير للحياة. التوبة هي التحول عن الخطية مخافة للرب. إن مجرد الإصلاح لا يعدّ توبةً حقيقية فالإنسان قد يصلح من ذاته لأسباب مختلفة. إنما التوبة الخالصة اختبار داخلي يكشف عن نفسه بتغيير ظاهر في مجرى حياة الفرد. وهذا التغيير الظاهر قد يكون أبرز في البعض منه في البعض الآخر إذ أنه يعتمد على تعمق الفرد في الخطية. وكلما عظمت الخطية كلما كان التغيير الظاهر أكثر بروزاً ووضوحاً. ولكن التوبة اختبار ضروري للجميع. لأن الكل أخطأوا. قد يشعر الشخص بتبكيت على خطيته ثم هو يرى الخطية بالنسبة لعلاقتها بالله القدوس. ولذلك يصمم في قلبه على هجر خطاياه. أما هذا التغيير الظاهري في سيرته في الحياة فهو ثمر التوبة. طلب يوحنا المعمدان من الفريسيين والصدوقين قائلاً "اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة" (متى 8:3 ). وبهذه الطريقة يثبتون أنهم قد تابوا حقاً. رابعاً التوبة اختبار ضروري. التوبة ليست الخلاص ولكنها شيء يرافق الخلاص، شيء بدونه لا يمكننا اختبار الخلاص. ولذلك فالأسفار المقدسة تصر على ضرورة التوبة فقد قال يسوع لأناس عصره "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لوقا 3:13). خامساً، التوبة الحقة مصحوبة برد المسلوب. فعندما يتوب الشخص توبة صحيحة يصمم ليس على عدم السير في الخطية فقط ولكن عليه، ما دام باستطاعته، أن يعوض عن خطايا الماضي. بالطبع هناك أشياء كثيرة فعلها الإنسان ولا يستطيع أن يعوض عنها. ولكن هناك أشياء كثيرة يستطيع أن يعوض عنها. فإن كان التائب سارقاً فالتوبة بالنسبة له ليست التصميم على الامتناع عن السرقة فقط ولكن أيضاً رد الأشياء التي سرقها. لأن زكا عندما اختبر التوبة الحقة وقف أمام الشعب وقال "إن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف" (لوقا 8:19). هذه هي إذاً الخطوة الأولى في اختبار الاهتداء. وهي التوبة، أي الرجوع عن كل الخطايا المعروفة. (2) الإيمان. إن الإيمان الذي يمنح الخلاص ليس إيماناً بكتاب، حتى ولو كان هذا الكتاب هو الكتاب المقدس. وليس إيماناً بعقيدة مستقيمة. وليس إيماناً بمؤسسة حتى ولو كانت هذه المؤسسة كنيسة. إن الإيمان الذي يخلص هو الإيمان بالرب يسوع المسيح. قال بولس أنه يعظ "بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح" (أعمال 21:20). يجب أن تكون التوبة لله، لان الخطية ضد الله. والإيمان يجب أن يكون بالرب يسوع المسيح لأنه هو الذي كفر عن خطايانا. هناك عدة عناصر في الإيمان. أولاً، هناك التصديق، ويعتبر العنصر العقلي في الإيمان. فحتى يخلص الإنسان عليه أن يصدق شيئاً وبما أن الإيمان هو بالرب يسوع المسيح فيجب عليه أن يصدق شيئاً عن المسيح. يجب عليه أن يسلم عقلياً بحقيقة شخص المسيح وعمله كما هو في العهد الجديد. أما أقل ما يمكن أن يؤمن به الإنسان ومع ذلك يخلص فهذا ليس للإنسان أن يقدره. كم أحب عبارة قالها راع صديق قبل بضع سنين: "إني أفضل أن أؤمن كثيراً جداً من أن أؤمن قليلاً جداً". ولكن التصديق في حد ذاته ليس الإيمان الذي يخلّص. فقد يصدق الفرد كل ما ورد في الكتاب المقدس مما له علاقة بالمسيح، ومع ذلك لا يكون مسيحياً حقيقياً. ثانياً، لا بد من القبول. فحتى يخلص الفرد لا بد من أن يقبل يسوع المسيح مخلصاً شخصياً له. يجب أن يعتبر عمل المسيح المخلّص خاصاً به. فقد يؤمن الفرد بأن الطعام يحفظ الحياة وينمي الجسم. ولكنه سيموت جوعاً إن لم يتناول الطعام. وعليه، فقد يعتقد فرد بأن المسيح قد مات من أجل خطاياه وكفر عنها جميعاً ًومع هذا فقد يموت في خطاياه إن لم يقبل المسيح مخلّصاً شخصياً له. "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يوحنا 12:1). ثالثاً، الإيمان يشتمل على التسليم. فالإيمان المخلص ليس الاعتقاد بالمسيح وقبوله فقط لكنه التسليم للمسيح. هو أن يشعر الإنسان بالتبكيت من جراء خطاياه ويعرف أنه هالك ويرى في يسوع المسيح أمله الوحيد فيسلم ذاته له. مثل هذا الاختبار مثل رجل سقط في بحر هائج فراحت الأمواج تتقاذفه بعيداً عن الشاطئ، ولكن قارباً من قوارب النجاة أقبل لنجدته. قد يؤمن هذا الإنسان اليائس بأن هذا القارب سيوصله سالماً إلى الشاطئ، وبأن البحّار الذي في القارب بحّار ماهر يستطيع التغلب على صاخب الموج ليقود القارب في مجراه، ولكنه لن ينقذ حتى يتسلق جانب القارب ويرمي بنفسه إلى قاعه ويستسلم لعناية البحار. والخاطئ قد يؤمن بأن المسيح قد كفر عن خطاياه وبأنه قادر أن يخلصه من خطاياه ولكنه لم يخلص أبداً حتى يسلم ذاته للمسيح. هاتان هما الخطوتان اللازمتان للتجديد. التوبة لله والإيمان بالرب يسوع المسيح. إن اختبار الخلاص هو أكثر من الاهتداء، والتحول عن الخطية أو الرجوع إلى الرب يسوع المسيح. وهو أكثر من التجديد أو الولادة الجديدة بروح الله. إن الإنسان عندما يتوب عن خطاياه ويضع ثقته بالمسيح يغفر له الله خطاياه. لكن الله يعمل أكثر من هذا أيضاً، إنه يستعيد الخاطئ إلى الرضى الإلهي. 3- التبنيعندما عاد الابن الضال إلى بيت أبيه، سأل أباه أن يصفح عنه ويجعله أحد خدامه. لكن الأب لم يصفح عنه فحسب بل أعاده إلى موضعه في البيت وعامله كأنه لم يضل. هذا هو بالضبط ما يفعله الله للخاطئ الذي يرجع إليه بالتوبة والإيمان فهو لا يغفر له فحسب ولكنه يعيده إلى رضاه الإلهي ويعامله وكأنه لم يخطئ. هذا ما ندعوه تبريراً، أي العمل الذي يعمله الله ليعلن أن الخاطئ قد أصبح باراً بالإيمان بالمسيح. لقد قال بولس الكثير عن التبرير. أعلن أن البشر يتبررون بالإيمان، وليس بأعمال الناموس. ومن أهم ما جاء في رسالته إلى أهل رومية 1:5-2 قوله "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح، الذي به أيضاً قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون، ونفتخر على رجاء مجد الله". إن هذه الأعداد لتصرّح بأنّ التبرير عمل الله المتجاوب مع إيمان الإنسان والذي ينتج السلام مع الله، والدخول إلى النعمة الإلهية والفرح المقيم. إن الله لا يسامح المؤمن ويبرره فقط ولكنه يضمه إلى عائلته ويجعله ابنه الخاص "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب" (رومية 15:8). 4- التقديسإنه لعجيب حقاً أن يصفح الله عنا ويعيدنا إلى الرضى الإلهي، ولكن أعجب العجائب كلها أن نعتبر أبناء الله. لقد كان هذا الأمر عجيباً حتى في نظر يوحنا التلميذ الحبيب الذي حينما تأمّل بهذه الحقيقة المباركة صرخ قائلاً "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله" (1 يوحنا 1:3). وليس البشر أبناء الله بالطبيعة، لأنهم جميعاً بالطبيعة أبناء الغضب (أفسس 3:2 ) ولكنهم يصبحون أبناء الله بالإيمان بالمسيح "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع" (غلاطية 26:3). من طبيعة الأطفال الاعتياديين أن ينموا، وإذا ظل الطفل عاجزاً عن النمو جسمياً وعقلياً فلا لا بدّ لابن الله من أن ينمو في قوامه الروحي. فالإنسان بعد ولادته بروح الله يكون طفلاً بالمسيح. ولكن المسيحي الصحيح لا يبقى طفلاً. ففي رسالة بطرس الأولى 2:2 يقول الرسول "وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به". ثم ينهي رسالته الثانية بهذا القول "ولكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح". بعض الحقائق عن الخلاصأما بولس فقد عبَّر عن هذا النمو بقوله "إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله. إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح كي لا نكون في ما بعد أطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم" (أفسس 13:4-14). هذا النمو في الاختبار المسيحي هو ما يعرف بالتقديس. إنه عمل لا يتم في هذه الحياة كما يدعي البعض بل هو تقدّم وتدرّج يصل إلى تمامه عندما يشاهد المسيحي وجه الرب الممجد. "أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" (يوحنا 2:3). التقديس يبدأ باختبار التجديد، ثم يتدرج بعمل الروح القدس في القلب والحياة ثم يصل إلى تمامه المجيد في حضرة الرب. كما قال الحكيم قديماً "أما سبيل الصديقين فكنور مشرق يتزايد وينير إلى النهار الكامل" (أمثال 18:4). إنه يبدأ بنور فجر الولادة الجديدة ويشع ببهاء متزايد كلما ارتفعت الشمس في الحياة اليومية ثم يصل إلى أوج علاه في مجد اليوم الخالد. لا بد من التفكير الواضح والانتباه الدقيق في دراستنا للأسفار المقدسة خاصةً فيما يتعلق بهذا الموضوع الحيوي، لأن هذه هي النقطة التي طالما يخطئ البشر فيها. 1.هبة مجانية"أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رومية 23:6 ). لا يستطيع البشر شراء الخلاص كما لا يستطيعون اكتسابه بالأعمال الصالحة "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أفسس 8:2-10) 2. اختبار شخصي فرديفنحن لا نخلص بالأعمال الصالحة، ولكن لأعمال صالحة. وهذا كان درساً صعباً على الناس تعلمه. فقد أصروا على نيل الخلاص بأعمالهم الصالحة أو بسلوكهم وأخلاقهم الحسنة. ولكن الخلاص هبة الله المجانية ولن يحوزه إنسان إلا إذا رغب في قبوله هبة مجانية. ولكن قائلاً يقول ألم ينادِ بولس: "تمموا خلاصَكم بخوف ورعدة؟" (فيلبي 12:2). ولكن لنعلم أن بولس قد خاطب بكلماته هذه أناساً مؤمنين لأنه في العدد التالي يقول "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة". فالله هو الذي يعمل في داخل الإنسان والإنسان يتمم هذا العمل في الظاهر. إن مثل هذا كمثل والد أعطى ولده مزرعة. فالمزرعة لم تكلف الابن شيئاً إذ أنها هبة مجانية من والده. ولكن ما ينتجه الابن منها يعتمد على ما يضعه فيها. فإن هو أهملها فهي ستنبت أعشاباً وشوكاً ولن تعطي ثمراً. ولكن إن هو اعتنى بها فإنها ستعطي محاصيل وافرة. وهكذا الخلاص هبة مجانية من الله لم يكلف الفرد الذي قبله أي شيء. ولكن ما يجنيه من الحياة المسيحية يعتمد على ما يزرعه فيها. فإن كان مهملاً عديم العناية فستكون حياته في حالة فقر روحي مدقع. ولكن إن هو بذل جهده فيها فسيحصل على مكافأة وفيرة. وهذا ما عناه بولس في قوله "إن بقي عمل أحد قد بناه عليه فسيأخذ أجرة. إن احترق عمل أحد فسيخسر وأما هو فسيخلص ولكن كما بنار" (1 كورنثوس 14:3-15). إن كلمة الله تعظم قيمة الفرد وكرامته الشخصية البشرية. وفي اختبار الخلاص فإن الله لا يتعامل مع البشر كعائلات أو جماعات. قد يخلُص عددٌ من الناس في وقت واحد، ولكن لا بد من أن يختبر كل واحد الخلاص لنفسه. "فإذاً كل واحد منا سيعطي عن نفسه حساباً لله" (رومية 12:14). 3.اختبار ثلاثيهذا ما أنذر به بولس مسيحيي رومية. وبما أن هذا حق فإنه ينتج لنا حقيقتين يجب التأكيد عليهما. (1) كفاءة النفس. للفرد ملء الحق في أن يتعامل مع الله من أجل نفسه. وهذا ما نعبر عنه أحياناً بالكفاءة النفسية فالفرد لا يحتاج إلى كاهن أو كفيل في اقترابه من الله. فهو قادر أن يأتي مباشرة إلى الله دون مساعدة إنسان أو مؤسسة. يجب أن يتعامل مع الله بنفسه. لأنه لا يستطيع أحد أن يجيب عنه أمام الله. ولا يمكن أن تقوم هناك ديانة نيابية. قد يساعد الوالدون والأصدقاء في تقريب الفرد إلى الله. ولكنهم لا يمكنهم أن يتعاملوا مع الله بدلاً منه. (2) حرية النفس. للفرد ملء الحق في أن يتعامل مع الله بنفسه. وهذا حق لا يمكن لفرد أن يسلبه إياه. هذا ندعوه حرية النفس. فالفرد يجب أن يكون حراً في أن يقرأ ويفسر كلمة الله لنفسه. ويجب أن تكون له الحرية لأن يعبد الله حسب توجيهات ضميره. فلا حق للإنسان أو للمؤسسات أن تحول بين النفس وبين الله أو أن تعيق النفس من تقربها الى الله فما دام الفرد مسؤولاً أمام الله عن نفسه فهو إذاً حر بان يتقرب بنفسه الى الله. قد يساعده الآخرون ولكن لا حق لهم في ان يعيقوه. للخلاص ثلاث مراحل.. اختبار أولي - تجديد، اختبار نام - تقديس، اختبار نهائي - تمجيد، أي خلاص من لعنة الخطية، خلاص من سلطة الخطية، وأخيراً الخلاص من حضور الخطية. والخلاص من الخطية له ثلاث صيغ: 4.أبدي في مداهماض، (تخلصنا) وهذا هو التجدبد (أفسس 5:2-8)، حاضر، (نحن نخلص) وهذا هو التقديس (فيلبي12:2)، مستقبل، (سنخلص) وهذا هو التمجيد (رومية 9:5،11:13). عندما يخلص الإنسان حقاً فإنه يكون قد خلص إلى الأبد. فقد قال يسوع "خرافي تسمع صوتي وأناأعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي، أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي" (يوحنا 27:10-29). 5.يدعو إلى الاعتراف العلنيتسمى هذه الحقيقة من الناحية البشرية ثبات القديسين، أما من ناحية الله فتسمى الحفظ الإلهي. فالقديسون يثبتون والله يحفظهم "واثقاً بهذا عينه أن الذي ابتدأ فيكم عملاً صالحاً يكمّل إلى يوم يسوع المسيح" (فيلبي 6:1 ). "أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير"(بطرس 5:1 ). ولا يتمشى هذا مع وعد الله فحسب ولكن مع الكلمات التي استعملت في وصف الخلاص. وعندما يؤمن إنسان بالرب يسوع المسيح فإنه ينال هبة الحياة الأبدية. "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية" (يوحنا 36:3 ). وما دامت أبدية فلا يمكن أن تتوقف ولكنها تدوم إلى الأبد. قال بولس "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص" (رومية 9:10-10 ). هل يخلص شخص لم يعترف بإيمانه بالمسيح علناً أم لا يخلص؟ هذا ما لا يستطيع الإنسان أن يقوله. ولكنه من المؤكد أن الشخص الذي يرفض الاعتراف العلني بإيمانه لا يختبر الشبع الكامل في الخلاص. 6.يظهر ذاته بالطاعةهذه هي كلمات ربنا "إن أحبني أحد يحفظ كلامي" (يوحنا 23:14 ). كما يقول في العددالرابعوالعشرين من ذات الأصحاح "الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي "وكاتب الرسالة إلى العبرانيين يقول "وإذ كمّل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي" (عبرانيين 9:5). الخلاص إذاً يظهر ذاته بالطاعة. 7.الخلاص مهيأ لكل البشروالطاعة لها وجهان إيجابي وسلبي. فهي تعني الامتناع عن كل شر، "وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم" (يعقوب 27:1). وهي تعني أيضاً عمل ما هو صالح وتكريس الحياة لخدمة الله. إن وجهي الطاعة يظهران في رومية 1:12-2 "فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر. بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة". إن الأسفار المقدسة تعلن أن الله يتأنى علينا "وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة" (2 بطرس 9:3) "الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تيموثاوس4:2). عقيدة الاختيارإن محبة الله الشاملة لكل العالم هي التي جعلته يرسل ابنه إلى العالم "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3). ولخلاص العالم مضى يسوع إلى الصليب ومات: "وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً" (1يوحنا 2:2). لقد فوّض الله كنيسته لنشر الإنجيل لكل العالم:" فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" (متى 19:28). كان من الصعب على اليهود قبول هذه الحقيقة. فقد ظنوا أنّ الخلاص لليهود فقط. وعندما حمل بطرس رسالة الإنجيل بقوة الروح القدس إلى بيت كرنيليوس أحدث شيئاً من البلبلة في كنيسة أورشليم التي كانت في ذلك الحين مؤلفة من يهود مسيحيين. ولكن "ليس عند الله محاباة". وليس له شعب مفضل بين الأمم. لقد منح البعض فرصاً أعظم مما منح الآخرين ولكن الفرص العظيمة تحمل معها دائماً مسؤوليات جسيمة. إن عقيدة الاختيار في الكتاب المقدس كانت حجر عثرة للكثيرين. فالأسفار المقدسة تعلن أن الله قد اختار أفراداً معينين للخلاص، حتى قبل أن يولدوا "لأنه وهما لم يولدا بعد ولا فعلا خيراً أو شراً لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار ليس من الأعمال بل من الذي يدعوا قيل لها أن الكبير يستعبد للصغير كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو" (رومية 11:9-13 ). والعبارة الواردة في أفسس (4:1-5) أقوى من هذه العبارة أيضاً "كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته". وفي 2 تسالونيكي 13:2 يقول "وأما نحن فينبغي لنا أن نشكر الله كل حين لأجلكم أيها الأخوة المحبوبون من الرب أن الله اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح وتصديق الحق". وهناك آيات أخرى كثيرة يمكن اقتباسها من الكتاب المقدس تظهر فيها عقيدة أو تعليم الاختيار. ترى هل يبين لنا مثل هذا التعليم محاباة من جانب الله وهدماً لحرية الفرد؟ لا ينكر أحد أن هناك بعض الغموض في هذه العقيدة أو هذا التعليم. وبالطبع لا يستطيع أحد الادعاء بشرحها شرحاً وافياً. ولكن الأسفار المقدسة تقول إن الاختيار قائم على سابق علم الله: "لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه" (رومية 29:8) "المختارين بمقتضى علم الله الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح" (بطرس 1:1-2). إن الله غير محدود بزمان وليس عنده حاضر أو ماض أو مستقبل ولكن له وجوداً أبدياً وهو عالم بكل الأشياء منذ البداية. وهكذا فاختيار الله لا يلغي حرية الإنسان في الاختيار كما أنه عالم بما سيختاره الإنسان وهذه الآيات المأخوذة من الأسفار المقدسة تلقي بعض الضوء على هذه العقيدة الصعبة أو الغامضة ولكنها لا تشرحها شرحاً وافياً. لا يحتاج الإنسان، لكي يخلص أن يفهم جميع العقائد المتعلقة بالخلاص. فقد جعل الله خطة الخلاص في منتهى البساطة في منتهى البساطة والوضوح حتى يستطيع أي صبي أو بنت أن يعمل بها. إن كلمة الله لا تقول لك: "افهم وفسر كل الحقائق التي يعتمد عليها الخلاص لكي تخلص"، ولكنها تقول: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص" (أعمال 31:16). يعثر كثيرون من الناس ولا تعجبهم خطة الخلاص وسبب ذلك أن تلك الخطة بسيطة للغاية. فهؤلاء يظنون أن لا بد لهم أن يعملوا شيئاً به يساعدون الله لكي يخلصهم. ولكن الكلمة تقول: "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان، وذلك ليس منكم- هو عطية الله، ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد" (أفسس 8:2-9). عندما أراد المسيح مرة أن يفسر الخطة التي وضعها الله للخلاص أشار إلى حادثة وقعت قديماً لبني إسرائيل في أثناء تجوالهم في البرية. وذلك كان أن تذمروا بسبب ما لاقوا من الشدائد في سيرهم في البرية، فعاقبهم الله بأن أرسل عليهم حيات محرقة زحفت إلى خيامهم فلدغت كثيرين من أفراد الشعب. فصرخ الشعب إلى الله طالبين الرحمة. عندها أمر الله موسى أن يصنع حيةً نحاسيةً ويرفعها على رأس سارية في وسط المخيم. ووعد الله أنّ كل من لدغته إحدى الحيات يستطيع أن يبرأ وينجو من الموت إن هو رفع عينيه ونظر إلى الحية النحاسية (انظر سفر العدد 4:21-9 ). وطبَّق المسيح هذه الحادثة فقال: "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 14:3-15 ). |
||||
29 - 07 - 2015, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 8639 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
روح القوة "لكنكم ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم" (أعمال 8:1). إن أول ذكر للروح القدس في الكتاب المقدس وارد في العدد الثاني من الأصحاح الأول من سفر التكوين "وروح الله يرفّ على وجه المياه". ثم يلي ذلك آيات كثيرة في العهد القديم كلها تشير إلى الروح القدس. وهذه الإشارات كانت عادةً تتعلق بمنح هبة أو انسكاب قوة. فهو الذي يهب الإنسان الحكمة والبراعة "وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة" (خروج 3:31). كما أنه مانح القوة للقيام بأعمال خاصة "وإذا بشبل أسد يزمجر للقائه فحلّ عليه روح الرب فشقه كشق الجدي" (قضاة 5:14-6). وهو الذي أوحى للأنبياء لينطقوا برسالة الله "فدخل فيّ روح لما تكلم معي وأقامني على قدميّ فسمعت المتكلم معي" (حزقيال 2:2). كما أن بطرس يعلن أن الروح القدس هو الذي قاد كُتّاب أسفار العهد القديم "بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2 بطرس 21:1). إلا أننا نجد التعليم الوافي عن الروح القدس في العهد الجديد. |
||||
29 - 07 - 2015, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 8640 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شخص الروح القدس الروح القدس هو الأقنوم الثالث في الوحدة الإلهية. 1-الروح القدس أقنوم أو شخصإن لفظة "شخص" كما هي مستعملة فيما يختص بالثالوث غير واردة في الأسفار المقدسة. ومن الواضح أننا عندما نستعملها لا نعني بها ذات المعنى الذي تعنيه الكلمة في استعمالنا العادي لها. فعندما نتكلم عن شخص فإننا نقصد فرداً مستقلاً، ولكن عندما نتكلم عن ثلاثة أشخاص أو أقانيم في الثالوث الأقدس فإننا نشير إلى مميزات داخلية في الله. 2-الروح القدس هو اللهيقول الدكتور ملنـز "إن الشخص الإلهي ليس أقل كياناً من الشخص البشري ولكنه أعظم". إن طبيعة هذه المميزات في الله لا يمكن تعريفها بعقولنا المحدودة. كما أن الأسفار المقدسة تبين الروح القدس كائناً ذا شخصية وليس مجرد تأثير أو قوة عاملة في العالم. 1- العمل الذي يقوم به. يتكلم الوحي عن الروح القدس على أساس أنه يعمل كشخص. فهو يشهد ويبكت ويعزي ويعلّم ويقود ويجاهد ويساعد. إنّ أعمالاً كهذه لا يمكن أن يعملها إلا من كان شخصاً. 2- تأثير الأعمال البشرية عليه. الروح القدس كشخصية يتأثر بأعمال الآخرين فهو قد يُقاوَم ويُحزن ويُغاظ ويُهان ويُجدف عليه. الشخص فقط هو الذي يمكن أن يتأثر هكذا بأعمال الآخرين. إن الأسفار المقدسة لا تبين الروح لنا كشخص فقط ولكن كشخص إلهي. (1) يدعى إلهاً. عندما وبّخ بطرس حنانيا قال "لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس" (أعمال 3:5). ثم يستطرد في العدد الثاني ليقول "أنت لم تكذب على الناس بل على الله". (2) صفات الله منسوبة إليه. يقال عن الروح القدس أنه موجود في كل مكان: "أين أذهب من روحك؟ أين أهرب" (مزمور 7:139). ووُصِف بأنه عالم بكل شيء: "لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (1كورنثوس 10:2). ومن صفاته أيضاً أنه كلي القدرة: "ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كورنثوس 11:12). (3) أنه يعمل عمل الله. الروح القدس يبكت على الخطية، وهو العامل في التجديد، أو الولادة الجديدة. ففي رومية 11:8 قيل عن القيامة أنها عمل الروح القدس: "وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فيكم فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم". |
||||