منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 07 - 2015, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 8611 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أسباب تدهور الصحة الروحية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خلق الله الانسان بدقة متناهية من جهاز هضمي وجهاز الاعصاب والجهاز الجنسي والجانب الفكري والحسي، ومن جهة أخرى خلق الله الطبيعة من نباتات وأعشاب وأحياء, حيوانات وطيور وأسماك بحيث تتجاوب مع حاجة الانسان...
فالاغذية التي يتناولها الانسان، تحتوي على كل ما يحتاجه جسم الانسان من فيتامينات وهرمونات وانزيمات ومعادن، لتعزيز جهاز المناعة لديه وتمنحه الصحة المطلوبة... فكلما ضعف جهاز مناعة جسم الانسان، كلما كان الجسد ارضاً خصبة لغزو الامراض والعلل والازمات الصحية..
فأساس الصحة السليمة لجسم الانسان، هو التنويع في تناول الاغذية، وليس الانحصار في طعام واحد، وتجاهل معظم ما خلقه الانسان.. فجسم الانسان يحتاج الى اللحوم والاسماك والفواكه والخضار المتنوعة والاعشاب الصحية.. اما اذا ركّز الانسان على بعض الاطعمة، وتجاهل او تجنّب معظم ما خلقه الله، فيشدّ جسمه الى الخلل الوظائفي والعلل المزمنة... فالامراض كالسرطان او السكري او امراض القلب والامراض الهضمية والجنسية والعصبية هي نتيجة لنقص بالتزويد الفيتاميني الذي يحتاجه الجسم كمناعة وحصانة ضد ما يحاول بشكل متواصل لغزو الجسم... فلكي يتزود الانسان بكل ما يحتاجه جسمه، عليه التنويع في تناول الاغذية، وليس التركيز على بعض الاطمعة القليلة. وخاصة وان الاطعمة التي لا يرغبها الانسان هي التي يحتاجها اكثر من التي يرغبها، فالبصل والثوم والنباتات المريرة يحتاجها اكثر من الاطعمة ذات المذاق الحلو واللذيذ... فاذا تجنب الانسان تناول الاطعمة التي لا تجذبه، وركز على الاطعمة اللذيذة، شجّع حدوث الخلل في جسمه مما يقوده الى المعاناة والازمات الصحية.. من جهة اخرى جسم الانسان يحتاج بشكل رئيسي الى الاغذية الطبيعية التي خلقها الله، وعليه تفادي الاطعمة التي هي من صنعه الانسان.. فكل المنتوجات التي صنعها الانسان، لا يمكن ان تزوّد حاجات جسم الانسان الذي خلقه الله، لان الله فقط يعرف حاجات الجسم الذي هو صنعه ... فبالتأكيد الفواكه والخضار والاعشاب المتنوعة التي خلقها الله، تسد كل حاجات جسم الانسان. اما ما صنعه الانسان من حلويات وسكريات ومعلبات ومخللات ومكابيس ومجمدات ومقالي لا تأتي الا بالضرر والاذى لجسم الانسان...
ان كل ما سبق ذكره، ينطبق تماما على الصحة الروحية للانسان. لان الانسان ليس مجرد جسم مادي فيزي، يتمشى ويتحرك، بل هو ايضا عقل وروح وقلب واحساس، ولديه حاجات روحية وقلبية وعاطفية، لا تشبعها الاطعمة المادية، والاغذية لا تسد حاجات روح الانسان... لذلك اعطى الله القدير الكتاب المقدس، ووضع فيه تنوّع كبير، لكي يسد كل حاجات البشر الروحية. فالكتاب المقدس كالطبيعة، مليء بالاطعمة الروحية المتنوعة، في كل منها فيتامين روحي.. اما اذا اهملناه وتجاهلناه واكتفينا بجزء يسير ومحدود من الكتاب المقدس، لغزتنا الامراض الروحية والعلل النفسية المتنوعة... والادوية التي يعطيها الطبيب ما هي الا تعويض على ما ينقصه جسم الانسان، كذلك ايضا لكي نستعيد صحتنا الروحية، نحتاج الى اللجوء الى الاجزاء الكتابية التي اهملناها وتنقصنا، فنستعيد صحتنا الروحية...ونحتاج ايضا الى انسان مختص في الامور الروحية لكي يشخّص حالتنا الروحية ويميّز العلاج المناسب من كلمة الله..
فأحد اهم المبادئ للحفاظ واكتساب الصحة الجسدية هو تناول الاطعمة المتنوعة، بدون اهمال بعضها الاخر، خاصة الاطعمة التي لا نرغبها.. والمبدأ الثاني هو تناول الاغذية التي صنعها الله، وتفادي ما صنعه الانسان.. كذلك في المجال الروحي لكي نحتفظ بصحة روحية سليمة، علينا اولا تناول وتقبّل كل الافكار الهية المتنوعة التي اعطاها الله في الكتاب المقدس خاصة الآيات التي لا نرغبها، ولا نكتفي بالافكار المشجعة، متفادين التوبيخ والتصحيح والتقويم... والمبدأ الثاني الهام هو الاكتفاء بما وهبه الله في كتابه لانه يعرف حاجتنا، وتفادي ما يقوله الانسان ويفكره، حتى ولو استقاه ما الكتاب المقدس واضاف عليه من افكاره الخاصة.....
ولا شك ان البشر تعاني من امراض جسمانية متنوعة فالمستشفيات مكتظة والاطباء تزداد والادوية تستهلَك يوميا بالاطنان، لأن الانسان يصرّ على الاكتفاء ببعض الاطعمة التي يرغبها، ويترك اطعمة اساسية اخرى.. وفي هذه الايام بالتحديد، يزداد استهلاك المنتوجات التي هي من صنع البشر، واهمال الاطعمة الطبيعية التي اوجدها الله... وكذلك على المستوى الروحي، يعاني البشر من الامراض والفيروسات الروحية بسبب اهمالهم للكلمة، وفي احسن الاحوال، كثيرون حتى من المؤمنين يقضون حياتهم يقتاتون فقط على بعض الآيات التي يحبونها، متجاهلين معظم اجزاء الكتاب المقدس.. فكأنهم طبيب انفسهم يختارون بعض الفصول المشجعة، متفادين الكثير من الافكار الالهية التي يحتاجونها.. والمشكلة الاخرى انهم يقبلون بعض الافكار الالهية، ويخلطونها بكميات هائلة من الافكار العالمية والاجتماعية التي ألّفها البشر، ويتصرّفون وفق افكار اجتماعية متداولة.. وكثيرون يستغربون، لا بل يغتاظون، ولا يريدون ان يرجعوا الى انفسهم، ويعترفون انهن احتقروا الكثير مما خلقه الله من اطعمة، وانهم ايضا اهملوا الكثير من الاطعمة الروحية التي اعطاها الله في الكتاب المقدس. فكثيرون لا يقرأون ولا يعظون ولا يصغون الا الى انجيل يوحنا والمزامير وبعض الوعود الالهية المشجعة، ويهربون من قراءة او الاستماع الى باقي اسفار الكتاب المقدس التي لا يرغبونها كسفر حزقيال والتثنية وارمياء وكورنثوس والعبرانيين، ويقفلن آذانهم عن آيات التوبيخ والتقويم والفصول التي تحتاج الى مجهود وتفكير وتأمل فلا يريدونها. لذلك صرّح الرسول بولس قائلا هنالك "البعض لا يحتملون التعليم الصحيح ويجمعون لهم معلمين" (2 تي 4) اي الذين يعظون على هواهم....
 
قديم 28 - 07 - 2015, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 8612 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أزمة ثقة!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وقالوا (أي إخوة يوسف)، ألعل يوسف يضطهدنا، ويرد علينا جميع الشر الذي صنعنا به!" (تك 50: 15) كان موقف اخوة يوسف محشواً بالضغينة والعداء والتشكيك، اما موقف يوسف فكان مشحوناً بالمحبة الالهية والعطف والرقة...
ومع ان اخوة يوسف خططوا شرا، ونجحوا بالتخلّص من يوسف، وظنوا ان حياتهم ستكون افضل واروع من دون يوسف صاحب الاحلام، وظنوا ايضا انهم تمكّنوا من ابعاد يوسف من حياتهم الى الابد.. لكنهم اخطأوا مرتين، اخطأوا لانهم من دون يوسف الذي كان الرب معه، لا قيمة لهم.. واخطأوا ايضا، لانه لم يكن ممكناً التخلّص من رجل اقامه الله لخلاص شعبه...
وما زال التاريخ يعيد نفسه، لان الانسان لا يتعلّم من اخطائه، ولا من اخطاء الاخرين.... ورغم غدر اخوة يوسف بيوسف، ورغم محاولتهم للقضاء عليه، والتخطيط ضده، لكنه كان راضيا بارادة الرب لحياته، وكان واثقا من قصد الله الطيّب والصالح له... لم يسمح للظروف الصعبة والاحداث المؤلمة ان تغيّر محبته لاخوته مهما فعلوا..
اما هم فكان دائما موقفهم موقف التشكيك والشبهات والظنون والتحاليل الرديئة تجاه يوسف... فقد فسّروا كل ما فعله وقاله يوسف تفسيرا خاطئا ممزوجا بالنوايا الرديئة... ومع انهم تخلّصوا من يوسف، اذ باعوه الى ابعد مكان، لكن هاجسه لم يزل يراودهم في كل مكان وزمان.... وبعد سنين طويلة، وبعد ان تأكدوا ان الزمن غطى كل ذكريات ليوسف المظلوم، اذا بهم يتفاجئون من مشهد غريب، يجدون انفسهم واقفين امام يوسف اخيهم، وهو حاكم مصر، اعظم دولة في ذلك العصر... يا له من موقف محرج جدا... بحيث لا مهرب لهم منه... كان على يوسف ان يأمر بسجنهم واعدامهم على ما فعلوه به... لكن يوسف كان رجلا خائف الله، تغمر قلبه محبه الهية رائعة.... اكرم اخوته، وأمرهم ان يأتوا بأبيهم، ويعيشون معه في مصر بكرامة وعز، بحيث لا ينقصهم شيء..
كان عليهم ان يكتشفوا مدى شر افكارهم ومدى رداءة قلوبهم، وفي نفس الوقت، مدى شهامة يوسف، لكنهم بقوا متشككين من موقف يوسف، حتى انهم تهامسوا قائلين برعب شديد " أ لعل يوسف سيهجم علينا ويمزقنا بسبب ما فعلناه به"... ظنّوا ان يوسف مثلهم، يدفعه الحقد والانانية، ولم يقدروا ان يكتشفوا ان يوسف كان مختلفا عنهم تماما... ورغم صفحه عن شرّهم، وعفوه عن تعدّيهم، ومغفرته واحتضانه لهم، الا انهم لم يصدّقوا انه يحبهم... بل غمرهم الشك والريب، وتناقشوا بما يمكنهم ان يفعلوا، لو ان يوسف انقضّ عليهم، وقضى على حياتهم...وازداد رعبهم وتشكيكهم، عندما مات ابوهم يعقوب، وكأن يعقوب هو الحامي لهم.. والسبب الدفين انهم ظنوا ان يوسف يكمن الشر لهم، لكنه خوفا من يعقوب، لم يقدر ان يفعل شيئا!.. لكنه سيفعل الكل بعد رحيل ابيهم... هكذا ظنوا..
يبدو لاول وهلة ان اخوة يوسف على حق، وانهم اذكياء، ومن الطبيعي توخّي الحذر... لكن الحقيقة ان موقفهم مؤسف جدا .... رغم محبة يوسف القوية لهم، ما زالوا متشككين... رغم صفحه العظيم عن شرهم الفظيع، ما زالوا مترايبين... رغم موقفه السامي امام ما فعلوه به، ما زالوا يسبحون في الشبهات...
لا شك ان هذه الحادثة التي سجلها الله في كتابه، لها درس الهي عظيم لكل البشر... لا يمكن ان تكون قصة اجتماعية او اخلاقية فقط، بل هي درس روحي لكل انسان في كل مكان وزمان... والله يتكلم مع قلوبنا من خلال هذه الحادثة التي ضمّها الى الوحي المقدس.... والكتاب المقدس ليس كتابا علميا او طبيا او اجتماعيا او فلسفيا في الدرجة الاولى... بل هو صوت الله للبشر ونداء الخالق للانسان وكلام القدير مع مخلوقاته...
ومن خلال قصة يوسف واخوته، يكشف القدير عن قلبه المفعم بالمحبة الدائمة والغفران الشامل والعطف واللطف والرحمة والنعمة التي تغمر قلب الخالق... وفي نفس الوقت تكشف عن قلب الانسان المشحون اثما وشرا وحقدا وشكوكا ... وكلما فاض الله بالحب، كلما حلل "حكماء" هذا الدهر سلبا.. يجد الانسان صعوبة في الثقة بالهه الذي خلقه، وبعد سقوطه، لم يقذف الله به، ورغم فساده، خطط الله لفدائه وخلاصه.. ورغم عمل الله الفدائي على الصليب وتضحية المسيح التاريخية، ما زال الانسان يبحر في التشكيك، ودائما يتوقع ان الله يصب غضبه وسخطه عليه بسبب اثامه وتعدياته.... وهكذا يعجز الانسان عن فهم قلب الله الذي كيوسف في الفصل 45، لم يقدر ان يضبط نفسه، بل انفجر بالبكاء والعويل بسبب عواطفه الجياشة نحو اخوته العصاة... هذه صورة رائعة لقلب القدير، الذي مع اننا لا نراه، لكنه يعلن لنا عن قلبه المحب لنا، رغم شرنا اذ ونحن بعد خطاة، مات المسيح لاجلنا (رو 5)....
وقد احتاج يوسف الى معاملة اخوته بجفاء، والى ان يتكلم معهم بجفاء ايضا.. ليس لانه لا يحبهم، بل بالعكس لانه يحبهم... كانوا اخوة يوسف يعتقدون انهم ابرار، وبما انه لا احد يعلم بما فعلوه مع يوسف، وهم لا يعلمون ان يوسف هو بذاته الماثل امامهم، لذلك تظاهروا بالكمال والصلاح والبر.. مما احتاج يوسف الى اثبات لهم شرهم وتعديهم، لكي يقدّروا على الاقل المحبة والصفح والخير الذي تميز به يوسف.. لكنهم لم يقدروا ان يثقوا ان مقاصد يوسف كانت خيرة وصالحة، بل رافقتهم الشكوك طيلة حياتهم، ولما عاملهم بجفاء، استخدموا ذلك الى اقناع انفسهم انهم كانوا على حق حين ظنوا ان يوسف سيعاقبهم على كل ما فعلوه..
أ ليس هذا موقف البشر من الله المحب؟؟ أ ليس هذا موقفنا نحن من المسيح الذي ضحّى بحياته لاجلنا؟؟؟.. ماذا بعد على الله ان يفعل، لكي يبرهن لنا محبته الخالصة لنا؟؟؟ ماذا بعد على يسوع ان يفعل لكي يثبت لنا حبه الكامل؟؟؟.. سنبقى نعيش في رعب وريب وتشكيك ظانين ان يوما ما سينقض القدير علينا ويقطّعنا اربا اربا، ويقضي علينا وعلى كل آمالنا.. وكلما فكرنا في شرورنا وآثامنا، كلما زاد اقتناعنا ان الله لا يمكن ان يقبلنا، ولا يمكن ان يغفر لنا وينسى ما فعلنا.... وكثيرا ما اجتهدنا في محاولة يائسة لنثبت لمَن حولنا اننا ابرار واننا صالحون واننا لم نظلم احدا..... ويحاول الرب جاهدا بالمعاملة الجافة ان يقنعنا بأخطائنا، لكي نرى مدى قساوة قلوبنا، الامر الذي يقودنا الى اكتشاف مدى عمق وعلو وطول وسمو محبة الله الكاملة لنا.....
يقصد الرب شيء، ونحن نفهم شيئا آخر....والرب اقام في وسطنا رجال معلمين ومبشرين ورعاة الذين يسهرون لاجل خلاصنا وخلاص اهل بيتنا، ونحن بدورنا نشكّ في نيّاتهم، ونطعن في تضحياتهم، ولا نثق يوما انهم يحبوننا.. وعندما يحاولون توبيخنا او تقويمنا او لفت انظارنا لكي نفهم مقاصد الله لحياتنا، يزداد اقتناعنا ان حتى رجال الله هم ضدنا ولا يحتملوننا ويوما ما سينقضّون علينا ويحطّموننا.....
ان اهم درس يريد الله ان نتعلمه الذي من دونه الكل هراء وهباء.. درس الثقة بالقدير وبكلامه وبرجاله... الثقة الكاملة ان الذي مات على الصليب لاجلنا ونحن بعد خطاة، لا يمكن ان يعمل ضدنا، ولا يمكن ان يسمح بالقضاء علينا بل هو اهل للثقة الكاملة.. عندها تسود الثقة في الكنائس والبيوت والمجتمع... اما اليوم فيطغو جو من التشكيك والريب والشبهات في كل مجالات الحياة.. والمؤسف ان مَن يزرع الشكوك، يظن انه يقدّم خدمة لله....حتى ان جزءاً من خدمة البعض هو نشر بذور التشكيك في كل مكان... ليتنا نرجع الى البساطة التي في المسيح، والى جو من الثقة الكاملة في ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح الذي نحبه، لانه هو احبنا اولا....
 
قديم 28 - 07 - 2015, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 8613 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الألم، برهان المحبة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلنا كبشر نرفض الألم ونهرب منه، ونعمل كل ما بوسعنا لكي نتجنبه قدر الامكان. فالألم أقوى عدو في نظر البشر جمعاء... ويعمل الناس جادّين ليلا ونهارا، ليكسبوا أكبر قسط من المال،
والهدف هو اكتساب حياة من الرفاهية، بعيدة كل البعد عن الألم وأنواعه من ضيق وبلية وصعوبات ونوائب... لكن الواقع يشهد ان الالم رغم قساوته وصرامته وعدم ترحيب البشر له، الا انه زائر ثقيل نراه في كل زاوية وفي كل بيت، يدخل من دون استئذان.. فالكبار والصغار على السواء يلاقيهم الالم في البيت والعمل، وفي الشارع وعلى السرير. فحين يضجع الناس ويريدون ان يرتاحوا من تعب وكد النهار، اذا بالألم والوجع ينتظرانهم على سرير النوم في منتصف الليل.. والتاريخ يثبت انه ليس للناس وسيلة او حيلة للتخلّص من الالم، بل يتألمون جسمانيا من الامراض والعلل، ونفسيا ممَن حولهم حتى من اعز الناس لديهم، وفكريا من مآسي الحياة وظُلمها.. فمع ان كل الجهود تنصب في تفادي الالم، الا ان الناس فشلت دائما بالتخلّص منه، بل تراه ملازما للجميع منذ الولادة حتى الوفاة، اي من المهد الى اللحد... فالولادة مؤلمة والوفاة مؤلمة اكثر، وبينهما لكل انسان حصة من الآلام والضيق، ولا بد لكل واحد ان يجرع كأس الالم...
لكن الانجيل المقدس، كلمة الله العلي، يفاجئنا اذ يجيب ببساطة ووضوح، ويعطينا حلا شافيا للغز الألم الذي حيّر الجميع... فالتاريخ له الف دليل ومثال على عظماء ولدهم وصاغهم الألم، فكل الشعراء والادباء والفلاسفة والزعماء قد ولدهم الألم والطفولة القاسية... والانجيل هو الكتاب الوحيد الذي يتحدث عن الالم باسهاب، ويعتبره بركة عظيمة ونعمة رائعة، بل هو القطار الى النجاح والى الفهم والحكمة... والمعاناة المحرِقة هي اقوى طريقة ليقول الله القدير ما يريد ان يقوله للبشر. فيبقى الناس شاردين ومشتتي الافكار ومسدودي الآذان، اذا بالالم يطرق بابهم، فيفتحون آذانهم وعيونهم وقلوبهم، مسرعين الى الانصات والاصغاء الى كل كلمة، يريد الخالق ان يوصلها الى اعماق البشر.. فالالام هي اقوى برهان ودليل وبيّنة على محبة الخالق للبشر، وعلى اهتمام القدير بمصير كل انسان...
فالله خلق الانسان على صورته ومثاله، اي ان الانسان هو المخلوق الوحيد الذي منحه الخالق نعمة الارادة الحرة ونعمة الاختيار الحر، فقد منح الله الأنسان ان يختار ما بين الخير والشر، وما بين الله والشيطان، وما بين الهلاك والخلاص، وما بين الحياة والموت... والمؤسف ان الانسان بسبب طبيعته الفاسدة المشحونة بالخطية، دائما يختار الخطية والهلاك، ويرفض الله والبركة.. فمن ناحية الله، رأى لذته ان يصنع الانسان حر الارادة، لا يُلزِمه على اختيار الخالق وحب القدير وعبادة صانعه... لكن الانسان اثبت على مر العصور، انه عاجز عن اختيار الحياة، بل دائما يختار الشر والضلال، ويكنّ العِداء لخالقه، واصراره يقوده للدمار والهلاك... فكيف يجمع الخالق بين منح ارادة حرة لمخلوقه واحترام رأيه المستقل، وبين انقاذه وخلاصه وعدم هلاكه؟... وكيف يُظهِر الخالق حبه العميق للانسان، وفي ذات الوقت لا يكون عن اجبار او اكراه او الزام.؟.. الجواب الوحيد والبسيط لهذا المعضلة الانسانية وهذا اللغز الوجودي هو فقط الفكرة الالهية العجيبة بايجاد موضوع الألم والمعاناة والضيق.. والله في حكمته كما يقول الانجيل "الآخذ الحكماء بمكرهم"، اي ان المعاناة البشرية والالم الانساني هما دائما نتيجة لاختيار الانسان الطريق لنفسه... فمع ان القدير من محبته اوجد الألم كالطريقة الوحيدة لدمج ارادة الانسان الحرة وخلاصه الابدي وخيره الروحي، لكن الله الحكيم وجد طريقة حكيمة، ليكون دائما الانسان وحده هو السبب والمسبب لكل ألم يعتريه وكل معاناة تصيبه. فالله بار في كل الامور، وهو ليس المسبب للالم في اي حال من الاحوال.. ربما يعترض الانسان بسبب فكره الضيق، فيحتج انه غير مقتنع بهذه الامور البديهية. فالانسان بشكل عام يرفض تقبل الفكرة ان في الألم خير، وفي الضيق بركة، وفي المعاناة ابداع وعظمة.. وايضا يرفض الانسان الفكرة ان الانسان نفسه هو المسبب لكل ألم يلم به. فكثيرا ما نقول ان الله هو الذي ارسل الالم للبشر، لكن الحقيقة ان الانسان دائما هو الذي باختياره الحر، يقود نفسه الى معاناته ومعاناة اولاده واحفاده، والله دائما براء من ذلك..
ومن فوائد الالم انه يشد الانسان الى الله، فبينما يركض البشر جادين الى العمل وجمع الثروة، اذا بالألم او المرض يصادفانهم، فيستلقون على سريرهم اياما، ساكنين وصامتين في تفكير عميق وعيونهم الى اعلى.. فالوقت الوحيد الذي يجبر الانسان على النظر الى اعلى، هو وقت المرض... وبينما يرفض دائما الاصغاء الى ما يقوله خالقه الذي يتكلم معه مرات كثيرة، يأتيه الالم، فيجد الانسان ذاته مستغرقا في التفكير العميق في خالقه وفي مصيره الابدي... واذا حاول الهرب، يقابله شبح الموت، فيرتعب ويرتعد ويبكي ويصرخ، ولا يجد مهربا من مواجهة مصيره الابدي بجدية وتؤادة... وليس لدى الله المحب طريقة اخرى، لجذب الانسان الى خالقه، وليس ما يقرّب الانسان من خالقه الا الالم. وحتى الانسان المؤمن الذي يركض من مكان الى آخر، ويبقى قلبيا وروحيا بعيدا عن الرب الهه، الى ان يغزوه الالم ويسبيه الوجع، فيقترب الى الهه اكثر واكثر.. وكثيرا ما نرفض الانكسار امام الله والخضوع لمشيئته، فتغزونا الهموم الثقيلة، لكننا نبقى صامدين، فتزداد الضيقات ضراوة، حتى نسقط على ركبنا، فاذا نحن في مناجاة عميقة وحقيقية وصراخ قلبي الى الخالق، الامر الذي لم نشهده من قبل في حياتنا.... ويؤكد الانجيل ان الالم يحررنا من ذواتنا، فينطلق الانسان الجديد الذي اوجده الله فينا، ويتجدد، اما العتيق فيبلى اكثر واكثر. والكنز السماوي فينا يلمع اكثر عند الالم، والكبرياء تذوب كالثلج عند الضيق، والتزييف يزول من حياتنا بسبب الالم، فتتساقط ثياب التمثيل وتتهاوى البسة الرياء، فقط عند المعاناة، فيحرقها نار لهيب الاتون، فنرتعب، اذا بالهنا القدير والمحب يسير معنا حتى في الاتون.. وبينما نظن ان الالم نهايتنا، والضيق هلاكنا والمعاناة تبعدنا عن الهنا، نكتشف العكس تماما، فنرى الالم يقرّبنا الى الله، والضيق يكون بداية حياتنا مع القدير، والمعاناة نبع للاعلانات الالهية العميقة والثمينة.... فما يحطّمنا، يكون سبب ارتفاعنا، وما يسحقنا يكون سبب ارتفاع قيمتنا وغلاوتنا، ولا يلصقنا بالقدير، الا الالم الذي نهرب منه ونخور امامه... يخطئ مَن يظن ان المعرفة الكتابية لوحدها تزيدنا اقترابا من الله، وتزيدنا ايمانا وتقوى، بل الالم اذا رافق المعرفة، هو الذي يفعل ذلك... فالمعرفة من دون الم، تسبّب الكبرياء والرياء، وكلاهما يبنيان هوة سحيقة بين الانسان وخالقه، حتى ولو كان الانسان واعظا مشهورا وعلما من اعلام المعرفة والفلسفة...
اردت ان اقول في هذه المقالة، ان الالم هو اكبر علامة على محبة الخالق للبشر، والضيق اقوى برهان على اهتمام القدير بالانسان، والمعاناة اقوى دليل هلى حب الله لمخلوقاته. حتى ان يسوع نفسه صار مخلّصا لنا وفاديا وشفيعا ووسيطا وكاهنا، فقط عن طريق الالم الذي عصره على الصليب، وعن طريق المعاناة التي سحقته امام الجميع، وجعلته، بعدما اجتاز معصرة الالم ، طعاما وفرحا ابديين للبشر، فشبّه نفسه بحبة الحنطة التي تسحَق وتطحَن وتصير خبزا وطعاما للآخرين، وايضا كالعنب الذي يعصَر، فيصير فرحا وبهجة للناس. وقد وضع الله هذا الطريق الواحد للجميع، لكل مَن يريد ان يكون سبب بركة وفرح وتشجيع للآخرين.. فلا شيء يؤهلك الى ذلك، الا الالم والضيق، فجمْع المعرفة ولمّ المعلومات من الكتب لوحدها، لا يؤهلانك لتكون سبب خلاص وبركة وتعزية للآخرين. بل الطريق الالهي واحد وهو الصليب، اي ان يسحقك الالم كسحق حبة القمح، فتصير طعاما، وكسحق العنب تحت احجار المعصرة، فتصبح سبب فرح لمَن حولك، وكسحق الزيتون فتصير زيتا، شفاءا للآخرين. ولا يمكن ان تكون قطعة ماس غالية الثمن، الا باجتياز الالم الشديد. ولم يسر الفتيان الثلاثة مع القدير، الا في الاتون. فالله قادر على اخراج حلاوة من الجافي، اي من الامور القاسية التي تسحقنا يوميا، ومن الآكل اكلا، اي من الامور التي تريد ابتلاعك وسحقك والقضاء عليك، هي ذاتها تكون سبب طعام وشبع واكتفاء عميق لك ولكل الذين من حولك....
 
قديم 28 - 07 - 2015, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 8614 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي خطية آدم الحقيقية؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من الغريب حقا انه بسبب خطية واحدة تبدو بسيطة وتافهة، اخرج الرب آدم وعائلته من الجنة التي عملها الله للانسان... صنع الرب الجنة باشجارها المثمرة وانهارها الرائعة وطبيعتها الخلابة
واتقنها بشكل كامل وهيأها للانسان، ثم تمشى الرب الاله مع الانسان في الفردوس، فكانت الشركة والتواصل بين الخالق القدير والمخلوق الحقير رائعتين... وعاش آدم مع امرأته حواء وكلاهما في روعة الجمال والجاذبية... كان الانسان سعيدا ولا ينقصه شيء، تخضع له كل الحيوانات ولم يكن هناك نباتات شائكة ولا حيوانات مفترسة.. وكان العاشقان الاولان يتمشان بحرية كاملة وانسجام وتوافق لا يزعجهما شيء ولا يؤرق حياتهما شائبة.... وكانا يقطفان من الثمار المتنوعة كل ما اشتهيا، وامسكاه بيديهما واكلاه معا في حب وابتسامة... وسمح الرب لهما بكل شيء يمتعهما.. لم يمنع الرب شيئا عنهما ولم ينقصهما شيء... كانا يقضيان النهار متعانقان بلا خوف ولا قلق ولا هم، بل ينامان متى شاءا في احضان بعضهما البعض.... ومن بين الاشجار المثمرة التي لا تحصى ومن كل الفردوس، وضع الرب لهما امتحانا بسيطا، وامرهما ان لا يأكلا من شجرة واحدة فقط. لم تكن الوصية غامضة ولم تكن شاقة وصعبة، فيمكنها ان يستغنيا عن شجرة واحدة ما دام يسمح لهما ان يأكلا من باقي الاشجار العديدة ..... وكان العقاب اذا عصيا الوصية البسيطة، هو الموت الحقيقي....ومع ان الطلب الالهي بسيط ولم تكن اية حاجة للعصيان، الا ان الانسان عصى الامر الالهي... لم يكتف بالأكل من آلاف الاشجار، ولم يحتمل ان لا يأكل مما منعه الرب منه... كان عصيان الانسان الاول غريبا ومستغربا، لكن النتيجة كانت ايضا غريبة حقا... فهل بعصيان وصية واحدة، خسر الانسان كل شيء؟، خسر الفردوس والاشجار والحياة السعيدة وخسر الشركة مع الله وخسر الفرح، ودخل الخوف والقلق الى حياته... والسؤال، أ ليس غريبا حقا انه بسبب الاكل من ثمرة واحدة لمرة واحدة من شجرة منع الرب الاكل منها، يخسر الانسان كل شيء ويخسره الى الابد؟...
ما نوع تلك الخطية التي بسببها نخسر كل شيء؟؟ لماذا لم يعترف الانسان بخطيته، ويعود الكل الى ما كان عليه؟؟، لماذا فقد كل شيء من كل جانب ودخل البؤس والشقاء بسبب زلة واحدة ولمرة واحدة؟.... ما نوع الخطية التي نضيع بسببها الى الابد؟ اية خطية نفعلها نخسر بسببها كل شيء؟؟... هل بسبب زلة واحدة يغضب الرب الى الابد؟؟ لماذا لم يغفر الرب للانسان الاول ويصفح عن ذنبه وترجع المياه الى مجراها الطبيعي؟؟؟ واليوم ما نوع الخطية التي تقودنا الى الضياع الدائم؟ وما نوع الخطأ الذي يسبب لنا الهلاك والدمار لنا ولمن حولنا؟؟؟... كل ما صنعه الرب لسعادة وراحة المخلوق، هل يخسره الانسان بسبب خطوة بسيطة واحدة؟؟ أ لم يكن هنالك حل لكي يبقى الانسان في الفردوس ويتعلّم من خطأه؟؟؟.. كل هذه الاسئلة واسئلة كثيرة اخرى، يمكننا ان نثيرها مستغربين عن رد فعل الخالق لزلة بسيطة.... والآن من المهم ان نبحث ونكتشف ما هي خطية آدم الحقيقية. هل هي عصيان ام تمرد ام استهانة ام احتقار ام ازدراء ام تهاون ام تعدي ام غباء او حماقة ام سقوط؟؟ هل خطيته المهلكة كانت شهوة ام كبرياء ام هفوة ام كبوة ام تشامخ ام تمادي ام تطاول ام عناد؟؟..كان حصاد خطية آدم وحواء رهيبا وفظيعا، فدخل الجفا والبعد بين الانسان وخالقه، وبين الانسان وزوجته وبين الانسان واولاده، ولاحقا بين الانسان والآخرين من حوله... خاف الانسان واختبأ وما زال مختبئا في اشكال متنوعة، ويختبئ تحت الثياب وخلف الابواب وخلف الكثير من الستائر والاقنعة....كثيرون كتبوا عن خطية الانسان الاول التي بسببها خسر الفردوس، فقال البعض انها العصيان وعدم الطاعة وقال البعض الآخر ان خطيته كانت جنسية، وقال آخر انها الفشل في ضبط النفس وقال آخر الاصغاء للعدو...
ويبقى الامر مجهولا وغامضا، الى ان أتى الرسول بولس وكشف القناع عن اللغز المبهم في رسالته الثانية الى اهل كورثوس الاصحاح الحادي عشر... اي بعد اكثر من اربعة آلاف عام من الطرد من الجنة.... ان المشكلة في خطية آدم، ليست ضخامتها ولا امتدادها وشناعتها، بل نوعها. فالخطية التي اقترفها آدم وحواء لها نتيجة واسعة وممتدة، فهنالك بعض البذار التي اذا زرعتها تأتي بنباتات سهلة الامتداد والانتشار والتكاثر، واخرى تمتد وتنمو بسرعة اكبر... نفهم من كتابات بولس الرسول ان خطية الانسان الاول، كانت الشك والريب والظنون.. المشكلة ليست مجرد مد اليد وأكل من الشجرة المحرمة، بل ان الشيطان بكلامه ادخل الشك الى قلب آدم وحواء، وعندها امتدت ايديهما وقطفا الثمرة الممنوعة. كان قلباهما قد امتلأ بالشك والتشكيك في الله... والشك ذاته كاف لفصل البشر عن الخالق، وفصل البشر عن بعضهما البعض.. والشك ادا دخل ووجد جحر في قلوبنا، يحطم علاقتنا مع الله ويحطم عائلاتنا وعلاقاتنا العائلية والاجتماعية... والشيطان هو اكبر مزارع للشكوك والظنون التي اذا دخلت الى حياتنا، خسرنا كل شيء ولمدة طويلة، ومن الصعب الرجوع الى الحالة السابقة ومن المستحيل استرجاع الاشياء...المشكلة لم تكن ان الرب لم يرد ان يغفر للانسان، بل ان السقوط في الشك فصلت الانسان عن خالقه، وكان وما زال من الصعب لا بل من المستحيل اصلاح الحال.. فيقول الرسول بولس، عندما دخلت الشكوك والظنون الى قلوب اهل كورنثوس الذين كان بولس قد بشّرهم بالمسيح. "اخاف انه كما خدعت االحية حواء بمكرها ان تخدعكم وتفسد اذهانكم عن البساطة التي في المسيح" .. يكشف الرسول بولس عن نوعية الخطية التي سببت سقوطا دائما للانسان، ومن الصعب علاجه، وهو ان الشيطان يأتي كالحية المخادعة فتضع لعاب السموم من الشكوك والظنون ضد الله الخالق وتشككنا في محبته. وما زال يعمل في كل جيل ومكان، لكي تشكك الانسان في الهه وتشكك الرجل في زوجته والزوجة في زوجها والاولاد في اهلهم والبشر ضد بعضهم البعض، مما يشعل الجحيم في كل مكان.. فالشك هو عود الثقاب الذي يشعل القلوب، فيحرق البساطة والنقاوة والطهارة والصفاء فتلهب الحقول والبيوت بالتشكيك والظنون الرديئة. ويكون اصوات الحية ملحة وشديدة، ولا يهدأ الانسان الا اذا اعتدى على اعز الناس لديه، ثم يملأه الندم والاسى فتتحطم القلوب ويسود الجحيم في البيوت والجماعات والمجتمعات... وتتحول الجنة الى جحيم والفردوس الى جهنم، والعائلة الى حطام والقلوب الى يائسة والكنائس الى مكان للتخبطات والخصومات.... فيركض الشيطان ضاحكا وساخرا مقهقها، لان لذته الخراب ومتعته الدمار واشعال النار في كل مكان.... ويدعونا الانجيل الى ان لا نعطي مكانا لابليس (اف 4)، وان نقاوم الشيطان فيهرب منا (يع 4)، وان نغلق ابواب الشكوك في وجهه. ويدعوه الكتاب المشتكي(رؤ12)، فهو لا يكف عن الاشتكاء على اخوتنا، وكل مرة نصدّق نحصد المرار. والى ان نكتشف ان الحية قد خدعتنا وابعدتنا عن البساطة التي في المسيح وذلك بادخال الشكوك، نكون قد تكسرنا وكسرنا الآخرين، ويقنعنا الشيطان اننا اعداء بعضنا لبعض، وان الله عدونا وان اهلنا هم اعداؤنا، وان رجال الله هم اعداؤنا وان اولادنا هم سبب شقائنا.... عبّر بولس عن خوفه وخشيته، من ان تكون الحية قد خدعتنا بهمساتها ضد الله وضد اخوتنا، فتتلوث افكارنا وتتشوه علاقاتنا مع الاخرين..... والعلاج للشك هو الايمان، فيقول الانجيل ان الايمان هو الثقة (عب 11)، وبدون ايمان لا يمكن ارضاء الله... ويضيف قائلا ان الايمان هو عطية من الله (اف 2)، لذلك علينا ان نصلي كالرسل "يا رب زد ايماننا"(لو 17).. ويقول الرب يسوع "انتم انقياء، بسبب الكلام الذي كلمتم به (يو 15).فكلام الرب ينظف قلوبنا وافكارنا من الشكوك، ويملأنا بالايمان والثقة والايقان ويبعد الشكوك المدمرة من حياتنا...وبالايمان والثقة الكاملة بالاعلان الالهي نستعيد علاقاتنا وشركتنا الممتعتين مع الله خالقنا ومع باقي البشر من حولنا..
 
قديم 28 - 07 - 2015, 06:31 PM   رقم المشاركة : ( 8615 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الغني والمسكين ما وراء القبر


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن قصة لعازر والغني (انجيل لوقا 16)، هي ليست مجرد مثَل، بل هي حادثة من واقع الحياة، أي مما يحدث كل يوم من حولنا. فالموت حقيقة وواقع، ولا أحد يعرف ما يحدث ما بعد المنية وما وراء
القبر. فيموت الاحياء ويدفنون، ويبدو انه قد انتهى امرهم، ولن نراهم فيما بعد.. لكن الذي حكى هذه الحادثة، هو اهم شخص في التاريخ، اي الرب يسوع المسيح، ولا يختلف اثنان ان يسوع هو شخصية فريدة جدا... ولأن يسوع هو الله ذاته، ظاهراً في الجسد وصائرا بشرا مثلنا، لكي يتمكن من تخليصنا من الهلاك الابدي.. فبما ان المتكلم هو الله، فهو يعرف ما يحدث تماما بعد الوفاة، وهو يرى ما بعد القبر. لذلك فكلامه هام جدا للجميع، ولا يقدر احد ان يتجاهل اقواله، لانه هو ايضا الديّان للجميع، وهو يعرف سرائر البشر، ومكنونات الانسان ومصير المخلوقات..
في هذه الحادثة اراد يسوع ان يُظهر لنا الفرق الشاسع بين ما يراه البشر وبين ما يراه الله، بين ما هو ظاهر لنا وبين ما هو مجهول لنا. وتحدث يسوع عن مقارنة ومباينة شاسعة بين نوعين من الناس، ويقصد المسيح الديان هنا ان الناس اجمعين تنقسم فقط الى مجموعتين وفرقتين، ولهما فقط مصيران لا اكثر.. وقال يسوع في هذه الحادثة ان رجلين، الواحد غني يتنعم لا ينقصه شيء من الترف والبذخ والموارد المادية، فهو لا يحتاج الى شيء بل لديه الاساسيات والضروريات والكماليات التي يمكن ان تتكون لانسان.. والرجل الآخر كان فقيرا ومسكينا، لا يملك شيئا، فهو معدم تماما تنقصه الضروريات والكماليات.... الاول يثير التعجب والتباهي والحسد والغيرة، اما الثاني فيثير الشفقة والرحمة والأشمئزاز والرفض... الاول يفتخر مَن يصاحبه ومَن يشاركه، والآخر يخجل مَن يراه ويمتعض من مشاهدته.... ويسوع بحكمته، ذكر ان الاثنين كانا قريبين احدها من الآخر، فلا يسكن كل واحد، في بلد بعيد عن الآخر، بل يمكن ان تراهما في نفس المكان، وفي نفس اللحظة. ويختلط شعور الناظر بين التعجب والحزن والغيرة والشفقة. وبما انهما كانا في نفس الوقت وذات المكان، مع ان الفرق كان شاسعا جدا بين كل واحد منهما، لذلك فالامر يثير الكثير من الاسئلة والتساؤلات عن الحياة وعن العدالة وعن الله وعن الحكمة السماوية من وراء ذلك، واحيانا يتحوّل الامر الى الاشتكاء والاتهام والتذمر...
ما دمنا ننظر ونفكر جيدا في حالة كل منهما في هذه الحياة، لن نتمكن من فهم لغز المباينة بينهما، وسنشكك في عدل الحياة.. لكن المسيح هنا يكشف اللغز، ويبيّن الحقيقة، ويجيب على كل التساؤلات، ويثبت ان الله عادل. وقد اظهر الراوي ان الحياة ليست مجرد السبعين سنة في هذا العالم، بل العمر في هذه الدنيا هو الجزء الضئيل جدا من الابدية التي لا يراها ولا يصدقّها بشر....لنعطي مثالا يوضح ذلك، لنفرض انك رأيت قضيبا من الحديد طوله 10 سم، يبرز من حائط البناية، ورأيت قضيبا آخر طوله 200 سم.. فأي هو الاطول؟؟. ربما تجيب سريعا من دون تفكير، وتقول طبعا قضيب الحديد الذي طوله 200 سم... لكن هذا غير صحيح... لو ذهبنا الى الجانب الآخر من الحائط، ووجدنا ان القضيب القصير طوله 50 مترا ، والطويل طوله 3 امتار، فأي هو الاطول؟؟؟... هكذا ايضا نحن لا نرى الا جانبا واحدا من الحقيقة، اي نرى فقط ما يحدث في هذا العالم، ولا نقدر ان نرى جانب الابدية الذي اذا قارناه بالسبعين سنة في هذا العالم،، سنكتشف ان الجانب الاعظم والاهم لا نراه ابدا....
ويسوع هنا يكشف الحقيقة الكاملة من الجانبين، اي ما نراه وما لا نراه، اي الانسان في هذه الدنيا وما سيكون في الابدية التي لا نهاية لها.. ومن غباء البشر ان يعتبروا ان الجانب الدنيوي في هذا العالم هو كل شيء، ويظنون ان عند القبر ينتهي كل شيء، لكن هذا ليس الحقيقة.. فمثلا اذا لم نعرف احيانا ماذا يوجد وراء جبل شاهق، هذا لا يعني انه لا يوجد شيء!...
وقال الرب يسوع ان الغني المتنعم والمترفه الذي لم ينقصه شيء، مات ودُفن... ولم يُذكَر اسمه، محاولا ان يقنعنا ان الانسان من دون الله، مهما كان غنيا وممجدا من الناس، فهو بلا اسم، اي لا قيمة له في عيني الله، ولا معنى له في قاموس الابدية. وهذا المصير كان قد اختاره الغني بنفسه، اذ تجاهل الجانب الالهي واحتقر الجانب الابدي.. و"دُفن" اي ان كل مجده وثراءه وترفه العالميين، انتهوا ولم يعد يملك شيئا... ودُفن رغم كل ما له في هذه الدنيا، فواروا التراب على جسمه، وعلى كل ما به، رمز للهوان المطلق... اما المسكين والمحتاج في عيني البشر، مات ايضا، اي غادر هذه الدنيا. لكن الكتاب المقدس لا يقول انه دُفن، بل مات وحملته الملائكه!... يا له من فرق صارخ بين الرجلين، وايضا بين حالهما بعد الوفاة... والكتاب المقدس ذكر اسم المسكين، وتجاهل اسم الغني، مع ان البشر معتادة على ان تذكر اسم الغني في كل مكان، وتتجاهل اسم المسكين في اي مكان، ربما لم يعرف احد اسمه البتة.. لكن الامر في عيني الله مختلف تماماً، فمَن يرفعه ويمجّده البشر، هو دائما محتقر في عيني الرب وتافه في نظر الابدية، ومَن يحتقره ويزدريه البشر، يكون دائما ممجدا ومرفوعا في الابدية ومقبولا لدي خالق البشر..
 
قديم 28 - 07 - 2015, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 8616 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عظماء وعظماء


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كثيرون من عظماء هذا العالم، إن لم تكن لهم حياة أبدية مع الخالق، لا ينبغي أن يُحسَبوا عظماء.. إن كانت حياتهم مجرد سبعين أو ثمانين عاما في هذا العالم فقط، وعند موتهم انتهى
كل شيء، فنتذكر كلمة يسوع الشهيرة متسائلا "ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه".. طبعا هذا النوع من السؤال الاستنكاري، جوابه دائما واضح ومفهوم "لا شيء".. مع أن الانسان مهما ربح، لا يمكنه أن يربح العالم كله.. فالسؤال الهام الآن، هل يكون عظيما، مَن حسبه الناس عظيما، لكنه خسر نفسه وخسرها إلى الابد؟.
يعتبر الناس االبعض عظماء سواءا كانوا فلاسفة كأفلاطون وسقراط ونيتشه أو علماء كآنشتاين أو باستير أو باسكال أو مخترعين كأديسون وفورد أو قادة جيوش كنابليون والاسكندر ويوليوس قيصر أو حكماء كسليمان أو مفكرين كجان بول سارتر والبرت كامو أو شعراء كجون دون او شكسبير أو كتّاب ومؤلفين كدانتيه وراسين ووليم فوكنر وارنست همنجوي وكثيرين آخرين يذكرهم التاريخ ويصنفهم الناس بين العظماء.. لكن السؤال المهم، هل اخيرا يصنّفهم الله الخالق كعظماء؟ وهل هم حقا عظماء في نظر صانعهم القدير؟ وهل هؤلاء العظماء خالدون ولهم حياة أبدية مع الله بعد وفاتهم؟.. ايّ انسان مهما اعتبرناه عظيما، لكن اذا انتهى عند المنية، ولم يمنحه الله حياة أبدية معه ولم يغفر له خطاياه وهو غير مقبول لدى الخالق، لا يمكن ان يكون عظيما او حكيما ولا يستحق التقدير، ولا ينبغي ان يقتدي او يحتذي به احد.
طبعا لا يحق لانسان ان يحكم على احد، وليس الا الله هو صاحب السلطان والادانة والتصنيف والحكم. لكن يسوع قال "من فمك أدينك". فأقوال بعض العظماء وكتاباتهم تدينهم وتحكم عليهم. فنيتشه مثلا الفيلسوف الالماني العظيم لم يخجل ان يعبّر عن الحاده ورفضه للايمان بالخالق، وايضا فولتير الذي تحدى الله في كتاباته، فقضى كلاهما نهاية عمريهما في مستشفى الامراض العقلية. وهما قبِلا حياة تنتهي عند القبر، فهل اناس امثالهما يعتبران عظيمين؟؟. مع ان الله أقرّ ان الذي يقول حتى في اعماق قلبه ان الله غير موجود، يكون جاهلا وغبيا وليس عظيما..... وايضا ارنست همنجوي الكاتب الامريكي الشهير ومن مؤلفاته الشيخ والبحر، لجأ إلى الالحاد ورفض الانجيل واستبدله بالفلسفة العالمية، لكنه انتحر في آخر عمره وانتهى رجاؤه عند موته. مع ان الانجيل يؤكد ان القبر ليس نهاية، بل هو بوابة إلى الأبدية، إما مع الله او في الظلمة الخارجية اي بدون الله، وليس عند الله محاباة.. وهل يعتبر مثلا تشارلس داروين عظيما؟ وهو الذي أضل ملايين الشباب بنظريته الشيطانية التي تنكر الخالق وانزل الانسان تاج الخليقة إلى مصاف الحيوان . وسيجموند فرويد عالم النفس الشهير الذي يحسبه العالم عظيما، و كل تفكيره كان في الجنس وكل تحليله لم يتعدى المستوى الجنسي للبشر. وماذا انتفع الاسكندر اليوناني ونابليون الفرنسي وهتلر الالماني وستالين الروسي وكثيرون من الذي احتلوا العالم وقتلوا الملايين؟ وهل هم في مصاف العظماء؟؟؟
وماذا نقول عن الممثلين والمغنين المشهورين الذين انغمسوا في المجون والترف والبذخ وحياة الرذيلة وانغمسوا في شتى انواع الشرور والكبرياء، فهل هم ايضا في خانة العظماء؟، وهل يستحقون التقدير والاكرام والتبجيل؟، امثال مايكل جاكسون وبريجيت باردو ومارلين مونرو وبريتني سبيرز وكثيرون الذين يتابع اخبارهم الملايين من الشباب الذين يعبدونهم.. وما قيمة ممثل او مغني شهير يعبده الملايين، وهو هالك في الجحيم من دون الله؟.. والانكى من ذلك ليس انهم اغبياء رغم شهرتهم، لكنه امر مستغرب جدا ان يعبدهم ويجلّهم الملايين... لا شك ان الدافع لتبجيلهم هو القاسم المشترك بين هؤلاء العظماء وبين المعجبين بهم، وهو كما قال الرسول بطرس "يأتي قوم مستهزئون، يسلكون بحسب شهواتهم". وما اكثر الهواة التي يجثون امام صوت الخليعة والماجنة مادونا، ليس لسبب الا لانها تثير الشهوة الجنسية عند اتباعها، مع انها ملحدة تتحدى المسيح وتنكر الله وتقود الملايين إلى الهلاك والزيغان عن الايمان فتنجس العقول والقلوب، فهل امثالها يجب اعتبارهم بين العظماء والحكماء ام بين السفهاء والاغبياء؟ . ما نفع وما قيمة انسان يعيش بدون الله منغمسا في اوحال النجاسة ويموت هالكا من دون الله؟....
واليوم يمجد الناس في كل مكان وينبهرون من الرؤساء والعلماء والمغنين والممثلين والاغنياء واصحاب المراكز العالمية، ويكرسون اوقاتا كثيرة لمتابعتهم في المجلات والبرامج التلفزيونية.. فيلهث الشباب وراء المجلات ووسائل الاعلام ويضيعون اوقاتهم واموالهم ومجهوداتهم ويصرفون كل طاقاتهم على الشخصيات العالمية اللواتي تثرْن الشهوة والكبرياء وتعظم المعيشة، وكلها طرق مضمونة للهلاك الابدي والدمار الادبي والضياع العائلي..
اما العظماء في الحقيقة، فهم العظماء في نظر الخالق وفي ضوء الأبدية، وليس في نظر الناس وبحسب حياتهم في هذا العالم المنظور والمؤقت والهالك... فكل الهالكون مهما نجحوا في هذا العالم بسبب الشهرة والثروة، لا يمكننا ان نعتبرهم عظماء ولا حكماء ولا يجب اتخاذهم قدوة ومثال للشباب... فمقاييس الله ومعاييره تختلف تماما عن المقاييس العالمية.. فيقول يوحنا الرسول " ان كل ما في العالم هو شهوة العيون وشهوة الجسد وتعظم المعيشة"، ويمكننا ان نصنّف كل عظماء العالم في هذه الثلاث المجموعات.. ثم يضيف الرسول ان العالم يمضي وشهوته فهو زائل وباطل وتافه، وليس عظيما كما ينخدع الملايين. والعظماء في نظر الله هم الذين يضعون الله اولا في حياتهم ويعطون الاولوية للأبدية ويهتمون اولا بالامور الروحية.... ففي نظر العالم مثلا الممثل او المغني او الثري اهم واعظم من المبشر او الواعظ او المؤمن التقي والامين. اما في نظر الله فأيّ واحد من اولاده لهو اعظم واهم من كل عظماء العالم.... فمريم التي سكبت الطيب عند يسوع لهي اعظم واهم في نظر الله من مادونا وبريتني بريتس وكل الخليعات اللواتي يعبدهن العالم. واية اخت مؤمنة بيسوع لهي اعظم من كل ممثلين ومغنين هذا العالم.. ومارتن لوثر مثلا او سبرجن او مودي او داربي او اي مؤمن لهو اعظم من بيل كلينتون ومايكل جاكسون وستالوني وفان دام وكل مشاهير العالم. ومؤسف ان احدا من الذين يدّعون الايمان يتبنى النظرة العالمية للامور فيركض وراء الممثلين والمغنين، ولا يولي اية اهمية لابطال الايمان في الكتاب المقدس والتاريخ.. فغريب حقا ان الناس تكرم وتبجّل ممثلين وسياسيين ومغنين واثرياء وعلماء رغم هلاكهم، وتحتقر المبشرين والوعاظ ومعلمي كلمة الله، وتزدري برجال الله الامناء وتستهين بكلامهم... ويحدث احيانا انه حتى مؤمنين يعظمون اصحاب المراكز والشهرة العالمية، ويحتقرون اولاد الله... وايضا يحدث في بعض الكنائس اننا نعطي اكراما خاصا لاصحاب المناصب والثروة والشهرة اذا انضموا إلى الكنيسة، ونحتقر او نستهين حتى برجال الله الذين يتكلمون بكلام الحياة الأبدية ويكونون سبب خلاص ونجاة وتعليم وارشاد للامور الأبدية..
وصل احد المبشرين إلى الولايات المتحدة بعد ان خدم الرب في الصين لسنوات طويلة، فلم يجد مَن يستقبله في المطار. وفي نفس الساعة وصل السفير الامريكي في الصين إلى نفس المطار، فاستقبله الكثيرون استقبالا حافلا. فحزن المبشر كثيرا وقال في قلبه "الانسان العالمي يجد الكثيرين في استقباله، اما رجل الله فلا ينتبه اليه أحد". فأجابه الرب وقال:" هذا السفير وصل إلى بلاده فاستقبله الكثيرون، وانت لم تصل إلى وطنك بعد ، لكنك عندما تصل، سترى اي استقبال وتكريم سيكون لك من الرب وملائكته وقديسيه، اما الذين يعظّمهم العالم فسيهلكون في الظلمة الأبدية". ماتت احدى السيدات الثريات المؤمنات، وبحثت في السماء عن مكانها، فارسلها الملاك إلى كوخ صغير، فصدمت واغتمّت وقالت "انا الامرأة الثرية يضعوني في بيت مثل هذا؟". ورأت من بعيد قصرا رائعا، فسألت "لمَن هذا القصر ؟" فاجابوها هذا لاحد الخدم الذين كانوا يخدمونك حين كنت ثرية". فسألت لماذا انا احصل على كوخ محتقر، وهو الخادم عندي يحصل على قصر فخم" اجابوها "انت لم ترسلي إلى السماء اية مواد لبناء بيت لك ولم تبال بالأبدية، لكننا منحناك مجانا هذا الكوخ بالنعمة، اما هو فارسل الكثير، فصنعنا له هذا القصر مما بعثه الينا".
 
قديم 29 - 07 - 2015, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 8617 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"لأني أنا الله وليس آخر"
(أشعياء 22:45)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إن الاعتقاد بوجود كائن إلهي يكاد يكون اعتقاداً عالميا. هناك أقلية في العالم تنكر وجود إله. ويصف الكتاب مثل هؤلاء بأنهم جهلة: "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مزمور 1:53). كل ما هو حولنا أو ما هو فوقنا يصرخ بالشهادة بوجود الله: "السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه" (مزمور1:19).

يُروى عن نابليون أنه كان جالساً ذات مساءً يصغي لنقاش يدور بين ضباطه وقد أخذ بعضهم يهزأ بالأمور الدينية بينما ذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك فأنكروا حتى وجود الله. فما كان من نابليون إلا أن تقدم إلى وسطهم وأشار إلى النجوم المبعثرة في القبة الزرقاء وقال: "أيها السادة ربما كنتم على حق فيما تقولون، ولكن، إن كان الأمر كما تقولون، فمن هو صانع هذه النجوم؟"
فيما يعترف معظم البشر بوجود الله فإنهم يختلفون كثيراً في إدراكهم له. فبعضهم جسمت لهم تصوراتهم إلها حسب مقتضى أهوائهم ورغباتهم. وبعضهم ينظرون إلى الله نظرهم إلى إنسان "السوبرمان" أي الإنسان الأسمى المتفوق فيعطونه شكل الإنسان وطبيعته. وآخرون ينظرون إليها نظرتهم إلى قوة مبهمة تشمل الكون بأكمله لكن لنا مرجعاً واحداً نستطيع أن نرجع إليه لندرك الله إدراكاً صحيحاً وذلك هو الكتاب المقدس ففيه يكشف الله لنا عن ذاته.
إن الكتاب لا يقوم بأي مجهود ليثبت وجود الله. لكنه يبتدئ بالقول "في البدء خلق الله السموات والأرض" ففي بدء ماذا؟ من البديهي أن الكلمات تشير إلى بدء ما ندعوه "الزمن" بدء الكون المادي.

 
قديم 29 - 07 - 2015, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 8618 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اسم الله
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عندما نستعمل كلمة الله لا يخالج أحدنا الشك عما نعنيه. أننا نعني ذلك الكائن الأسمى الأوحد بارئ كل الأشياء وربّها. أمّا الأقدمون فقد كانوا يعتقدون بأن للكون آلهة عديدة وبولس يقول "لأنه وإن وجد ما يسمى آلهة سواء كان في السماء أو على الأرض كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون" (1 كورنثوس 5:8). فقد كان لكل أمة إلهها الخاص بها، وقد عبد بعضهم آلهة عديدة أطلقوا عليها عدة أسماء. لقد أطلق الله على ذاته أسماً به يعرف ويتميز عن الآلهة الأخرى، "أنا الرب (يهوه) هذا أسمي" (أشعيا 8:42). إن لفظة "الرب" حيثما ترد في العهد القديم هي في الغالب الترجمة التي أختارها المترجمون للفظة "يهوه" العبرية.
لقد كشف عن هذا الاسم أولاً لموسى عندما أمره بأن يقود بني إسرائيل من العبودية. "هكذا تقول لبني إسرائيل، يهوه إله أباكم إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب أرسلني غليكم. هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور" (خروج 15:3). وفي سفر الخروج 2:6 – 3 يقول أنه لم يعرف بهذا الاسم من قبل. "ثم كلم الله موسى وقال له أنا الرب (يهوه) وأنا ظهرت لإبراهيم واسحق ويعقوب وبأني الإله القادر على كل شيء وأما باسمي يهوه فلم أعرف عندهم".
والحقيقة أنهم عرفوا شيئاً عن هذا الاسم لأن إبراهيم قد دعا المكان الذي كان مزمعاً أن يقدم فيه إسحق ذبيحة "يهوه يرأه" (تكوين 14:22). ولكنهم لم يفهموا المعنى الكامل لهذا الاسم. فقد اتخذ معنىً جديداً عندما ظهر موسى. لقد كان هذا الاسم اسم عهد فدائه.
هناك أشياء كثيرة يجب ملاحظتها حول هذا الاسم الذي أطلقه الله على ذاته.
1. اسم شخصي


اعتقد الناس قديماً بآلهة كثيرة. فكان لكل أمة إلهها الخاص. لكل من هذه الآلهة اسم شخصي يعرف به، فإله الموآبين كان يدعى "كموش" وإله العمونيين "مولك" وإله الصيدونيين "البعل" ولكن اسم إله العبرانيين كان يهوه. "أنا الرب (يهوه) هذا اسمي".
2. اسم وصفي


كانت الأسماء الوصفية الدالة على خلق أو مزية تطلق على الناس في تلك الأيام فاسم يعقوب أطلق على الابن الثاني المولود لإسحق ورفقة ويعني هذا الاسم أنه أخذ محل شخص آخر بالخداع ثم أبدل باسم إسرائيل عندما أصبح من عظماء الله. وعلى هذا الغرار كان اسم الرب اسماً وصفياً لله فهو يحمل في طياته معنى الكائن الخالد ذي الطبيعة غير المتغيرة أو المتحولة فعندما سأله موسى أي اسم يطلقه عليه عندما يخبر بني إسرائيل بأن "إله أباكم أرسلني إليكم" (خروج 14:3) وهذا الاسم يشتق من ذات المصدر الذي اشتق منه يهوه. يهوه هو أ ْهيَهْ الكائن العظيم الذي لا فرق فيه بين ماضٍ وحاضر ومستقبل. إنه الواحد السرمدي. إنه الإله الأزلي الإله غير المتحول، هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد. "منذ الأزل إلى الأبد أنت الله" (مزمور 2:90).
3. اسم مقدس


عندما أعطى الله وصاياه لإسرائيل قال: "أنا الرب (يهوه) إلهك" (خروج 2:20) وفي الوصية الثالثة
قال " لا تنطق باسم الرب (يهوه) إلهك باطلا لأن الرب (يهوه) لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً" (خروج 7:20).وعندما علمنا يسوع صلته النموذجية قال "أبانا الذي في السموات ليتقدس أسمك" (متى 9:6). لأن اسمه كان اسماً مقدساً لدرجة أن اليهود تهيبوا أن يلفظوه بشفاههم وكانوا يستخدمون كلمة "السيد" بدلاً منه.
4. اسم تذكاري


قال الله لموسى عندما أظهر اسمه "هذا اسمي للأبد وهذا ذكري إلى دور فدور". لقد كان ذكر إحساناته لبني إسرائيل عندما أعتقهم من ربقة العبودية حتى كل ما ذكروا اسمه في الأجيال التالية تذكروا كيف فداهم في مصر، الذي كان رمزاً لعمله الفدائي في الجلجثه.
 
قديم 29 - 07 - 2015, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 8619 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طبيعة الله
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أي كائن هو الله؟
1. بعض الكلمات الوصفية


إننا نجد في الكتاب المقدس أربع عبارات صريحة تصف الله.
(1) الله روح. هذه هي العبارة التي فاه بها يسوع "الله روح" (يوحنا 24:4). الله ليس إنساناً عظيما بجسد من لحم ودم. إنه كائن روحي. وهو مجرد من كل الحدود التي يفرضها الجسد.
إن بعض الفقرات التي استعملت في وصف أعضاء الله الجسدية كالذراع والعينين واليدين أدت بالكثيرين لأن ينظروا إلى الله كمن له جسد شبيه بجسدنا. والبعض يتصورنه شيخاً جليلاً عرشه في سماواته. إنه ليصعب على العقول المحدودة أن تفكر بالله دون أن تلصق به شكلاً من الأشكال الجسدية – ولكن مثل هذا الكائن لابد أن يكون محدود بأمور كثيرة. الله روح فهو إذن مجرد من كل الحدود.
وبما أنه روح فالله إله حي. وقد وصف هكذا في الكتاب "أما الرب الإله فحق. هو إله حي" (أرميا 10:10). "وكيف رجعتم إلى الله من الأوثان لتعبدوا الله الحي الحقيقي" (1 تسالونيكي 9:1). وبما أنه إله حي لا يحوي الحياة في ذاته فقط ولكنه منبع الحياة ومصدرها وبما أنه روح فالله إله شخصي وكائن بار ذو وعي وإرادة ذاتيين. ونحن غالباً نربط الشخصية بالجسد. فالشخص كائن نستطيع أن نراه. أما الشخصية فلا تختص بالجيد ولكنها تختص بالروح. وبما أن الله كائن شخصي يمكننا أن تكون لنا شركة معه.
(2) الله نور. هذا هو الوصف الذي أسبغه يوحنا على الله. "الله نور وليس فيه ظلمة البتة" (1 يوحنا 5:1) . الظلام رمز الجهل والخطأ والخطية. والنور يرمز إلى الحكمة والطهارة والله كائن كلي الحكمة وكلي الكمال.
(3) الله محبة. كلمة أخرى من الكلمات التي استعملها يوحنا هي "محبة" (1 يوحنا 8:4). إن الله العظيم القدوس هو أيضاً إله محبة هذه السجية من سجايا الله تمنح الأمل للقلب الخاطئ. إن معرفة الله كإله كلي القوة والقداسة فقط تجعل الفرد في خوف ورهبة دائمين ولكن المعرفة أن هذا الإله العظيم القدوس هو إله محبة، توقد شعلة الأمل في القلب.
لقد ظهرت محبة الله بعدة طرق ولكن أسمى مظاهرها هي أنه وهبنا ابنه: "بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به" (1 يوحنا9:4). وهناك عدة اختبارات قد تترك الإنسان مشككاً في محبة الله، ولكن ما من أحد يستطيع الوقوف أمام صليب الجلجثه ويبقى فيه أي شك "ولكن الله بيّن محبته لنا لأنه وبعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية 8:5).
(4) الله نار آكلة. إن كاتب الرسالة إلى العبرانيين في 29:12 قد اقتبس من سفر التثنية 24:4 "لأن الرب إلهك هو نار آكلة". الله ليس فقط إله محبة، ولكنه إله بر أيضاً. يعظم بعض الناس محبة الله ولكنهم يتجاهلون بره. فصاحب المزامير يصوره إلهاً غير متناهي المحبة "الرب رحوم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة" (مزمور8:103). ولكنه في غلاطية 7:6 نقرأ "لا تضلوا الله لا يشمخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً". لا يستطيع البشر أن يستهينوا بالله ثم يتنصلوا من دينونة بره.
2. الله غير محدود


ربما كانت أجمل كلمة تصف الله هي أنه غير محدود والتي تعني أن لانهاية له ولا حدود.
(1) سرمدي. ليس لله بداية ولا نهاية إنه الإله السرمدي. "منذ الأزل إلى الأبد أنت الله" (مزمور 2:90). لأن وجود كائن دون بداية أمر فوق العقل البشري، وكثيرون هم الذين عثروا بهذا الأمر. "من أين جاء الله؟" سؤال طالما تردد على أفواه الناس. إننا نتكلم عن مستقبل أبدي، مستقبل بلا نهاية. وأملنا أن نحيا إلى الأبد. إن الاعتقاد بماضٍ لا بداية له وكذلك فهمنا إن الله قد كان منذ الأزل وأن لا بداية له ليس أصعب من فهمنا أننا سنحيا حياة أبدية لا نهاية لها. إن الله لا يحده زمان: "لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر" (مزمور4:90). "إن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد" (2 بطرس 8:3).
(2) كلّي الوجود. إن الله كلي الوجود. وهذا لا يعني أنه منتشر ف الكون بأسره، لكن الله بكامله حاضر في كل مكان. هناك عبارات في الكتاب المقدس تظهر وكأنما هي تحصر وجود الله في مكان معين "أبانا الذي في السموات" (متى 9:6). "يا ساكناً في السموات" (مزمور 1:123). "الرب في السموات ثبت كرسيه" (مزمور 19:103). إن هذه العبارات يجب أن ننظر إليها كتعابير رمزية تماماً كتلك التي تتكلم عن ذراعيه أو يديه. لا يمكننا أن نحصر الله بمكان أو في مكان.
إن في الكتاب المقدس عدة آيات تعلن أن الله حاضر في كل مكان. "أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب. إن صعدت إلى السموات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر فهناك أيضاً تهديني يدك وتمسكني يمينك" (مزمور 7:139-10). "مع أنه عن كل واحد منا ليس بعيداً لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد" (أعمال 27:17- 28).
(3) كلي المعرفة. إن الله إله كلي المعرفة. وهو يعلم كل شيء، يعلم الماضي والحاضر والمستقبل. وهو يعلم بكل شيء ويعرف عن كل شيء ويعرف عن كل مخلوق. لا شيء يخفى عليه. وقد قال صاحب المزامير "أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد مسلكي ومربضي ذريت وكل طرقي عرفت. لأنه ليس كلمة في لساني إلا وأنت يا رب عرفتها كلها" (مزمور 2:139- 4).
(4) كلي القدرة. إن الله كلي القدرة يملك كل القوى. "مرة واحدة تكلم الرب وهاتين الاثنتين سمعت أن العزّة لله" (مزمور 11:62). وفي أكثر من مرة صرّح الكتاب بأن ليس شيء غير ممكن لدى الله. وهذا ما يقوله الله عن نفسه "هأنذا الرب إله كل ذي جسد. هل يعسر علي أمر ما؟" (أرميا 27-32). وهذا ما قاله يسوع."هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كل شيء مستطاع" (متى 26-19).
وبالطبع هذا لا يعني أن الله يستطيع أن يعمل أشياء تضاد طبيعته. فقد أعلن بولس أن الله لا يستطيع أن يكذب. "على رجاء الحياة الأبدية التي وعد بها الله المنـزه عن الكذب قبل الأزمنة الأزلية" (تيطس 2:1). كما أنه لا يعني أن الله يستطيع أن يعمل أشياء تناقض بعضها بعضاً. لأن هذا يعني إنكار طبيعته. والدكتور مولنـز يوضح الحقيقة بهذا الصدد بقوله "قولنا أن الله قدير يعني أن قوته غير المحدودة تعمل أي شيء وكل شيء يتفق وطبيعته وغرضه".
3. الله آب


هناك إشارات في تاريخ العهد القديم إلى الله كأب "أبو اليتامى وقاضي الأرامل الله في مسكن قدسه" (مزمور5:68). "أسيرهم إلى أنهار ماء في طريق مستقيمة لا يعثرون فيها. لأني صرت لإسرائيل أباً" (أرميا 9:21). "فإن كنت أنا أباً فأين كرامتي" (ملاخي 6:1). غير أن المسيح هو الذي بسط حقيقة أبوة الله بكل كمالها وجمالها.
ماذا نعني بقولنا أن الله أب؟ إن سوء الفهم وسوء التفسير لهذا الأمر قد قادا إلى أخطاء جمة.
(1) علاقة خلق. هناك معنى بأن الله هو أبٌ للجميع وفي هذا يقول بولس "لأننا أيضاً ذريته فإذ نحن ذرية الله لا ينبغي أن نظن أن اللاهوت شبيه بذهب أو فضة أو حجر نقش صناعة واختراع إنسان" (أعمال 28:17- 29). الله آب للجميع بمنى انه خالق الجميع وحافظهم ومن هذه الحقيقة رسم البعض التعليم القائل بخلاص الجميع والذي يناقض كلمة الله.
(2) علاقة الفداء. إن الله – بتعبير خاص – أبٌ لأولئك الذين أصبحت لهم علاقة روحية بيسوع المسيح. "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يوحنا 12:1).
والكتاب المقدس يذكر ثلاث طرق بها يصبح الفرد ابناً روحياً لله أو بالأحرى هي جوانب ثلاثة للاختبار نفسه.
أولاً، نصبح أبناء بالإيمان "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع" (غلاطية 26:3).ما من أحد يستطيع أن يكون ابنا حقاً لله إلا إذا وضع ثقته بالمسيح يسوع.
ثانياً، نحن أبناء الله بالولادة الروحية. "الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يوحنا13:1). فالإنسان يصبح ابنا لله باختيار التجديد أو الولادة الجديدة فقط.
ثالثاً، نحن أبناء الله بالتبني. "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أباً الآب" (رومية 15:8).
فأبوة الآب للمؤمنين هي من أكثر التعاليم تعزية في الكتاب المقدس فهذا التعليم يعني أن الله الكلي الحكمة والقوة بالذات هو أبونا الخاص وكأبناء لله فنحن محاطون بمحبته وعنايته الدائمين "وأكون لكم أباً وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء" (2كورنثوس 18:6). وكأبناء لله "فنحن ورثة الله ووارثون مع المسيح" (رومية 17:8).
 
قديم 29 - 07 - 2015, 03:45 PM   رقم المشاركة : ( 8620 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله المثلث الأقانيم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يظهر الله في الكتاب المقدس إلهاً مثلث الأقانيم أي ثالوثاً. إن كلمة الثالوث في الأسفار المقدسة فقد استعملها ترتوليانس في القرن الثاني ليظهر حقيقة الله في ثلاثة أقانيم. إن الثالوث هو من أعظم الأسرار إطلاقاً ولم نكن لنعرفه لو لم يعلن في الأسفار المقدسة. هذا التعليم لمّح إليه العهد القديم وظهر جلياً في العهد الجديد. وهناك حقيقتان ضمنيتان في الثالوث.
1. إله واحد


هذه الحقيقة مذكورة عدة مرات في الكتاب المقدس: "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا إله واحد" (تثنيه 4:6). "هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود. أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري" (أشعيا 6:44). "نعلم أن ليس وثن في العالم وأن ليس إلا واحداً" (1 كورنثوس 4:8) وهكذا فالتعليم القائل بالتثليث لا يعني أن لنا ثلاثة آلهة.
2. في ثلاثة أقانيم


إن الله الواحد موجود ، ويظهر ذاته بطريقة مثلثة: الآب والابن والروح القدس. فمن أجل تعبير أفضل وأوضح نقول بثلاثة أقانيم في اللاهوت. هؤلاء الثلاثة واحد في الجوهر متميزون بشخصياتهم.
إن أياً من هذه الأقانيم الثلاثة في الله لا يعمل منفرداً عن الأقنومين الآخرين. ومع ذلك فقد كان هناك ثلاثة مظاهر لمعاملة الله للجنس البشري
(1) الآب. لدينا القصة الجزئية لظهوره في العهد القديم. كما كان هناك ظهورات خاصة للروح القدس وربما للابن أيضاً في شخص "ملاك الرب" ولكنه كان دائماً "الرب الإله" الذي يتعامل مباشرة مع الجنس البشري. هذا الظهور تميز بثلاث وجهات.
أولاً، كان الله غير منظور لا يستطيع البشر رؤيته. كما أنه كان يرسل بين الحين والآخر ملائكة لمخاطبة البشر ولكنه لم يسمح لإنسان قط أن يرى الله ذاته. التمس موسى هذا الامتياز، ولكن كل ما منحه الرب كان أن يقف في ثغرة في الصخرة ويرى مجد الله مجتازاً (خروج 18:33-23). كما نقرأ في يوحنا 18:1 ما نصه "الله لم يره أحد قط".
ثانياً، لم يقترب الله من الإنسان بل كان يتعامل معه عن بعد. حل على رأس الجبل متحجباً بالغيوم والدخان، وخاطب موسى. أما فيما يتعلق بالشعب كمجموعة فقد قال "احترزوا من أن تصعدوا إلى الجبل أو تمسوا طرفه، كل من يمس الجبل يقتل قتلاً" (خروج 12:19).
وعندما بنيت خيمة الاجتماع وعد الله بأن يكون في قدس الأقداس ولم يسمح لأحد غير رئيس الكهنة بالدخول إليه،وحتى هذا الامتياز لم يمنح له أكثر من مرة واحدة في السنة.
ثالثا، قداسة الله كانت المزية الإلهية المشدد عليها. فقد قال مرنم المزامير "يحمدون اسمك العظيم والمهوب. قدوس هو" (مزمور3:99). وكما قال في مكان آخر "علوا الرب إلهنا واسجدوا عند موطئ قدميه. قدوس هو" (مزمور5:99). وفي رؤيا أشعيا للرب في الهيكل سمع السرافيم يرتلون" قدوس قدوس قدوس رب الجنود" (أشعيا 3:6).
(2) الابن. إن لنا في الأناجيل الأربعة سجلاً وافياً. ففي هذه المرة الله الابن هو الذي يتعامل مع الناس مباشرة. كما أن هذه الفترة موسومة بمظاهر ثلاثة أيضاً.
أولا، بمجيء المسيح وجد الناس إلهاً منظوراً، إلهاً باستطاعتهم أن يروه. فقد قال يسوع لتلاميذه "الذي رآني فقد رأى الأب" (يوحنا9:14). كما نجد في يوحنا 18:1 هذه الكلمات "الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر". وهكذا نرى أن الله الغير منظور قد أصبح منظوراً في المسيح يسوع.
ثانياً، اقترب الله من الإنسان. إنه في شخص ابنه قد انحدر من على السحب ليقترب إلى الناس ويلتصق بهم. "والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً" (يوحنا 14:1). فبالمسيح يسوع حلّ الله وساكن البشر وخاطبهم وجها لوجه.
ثالثاً، لقد ازدادت محبة الله وضوحاً. كما أن أجمل ما قيل في هذه الفترة هم في انجيل يوحنا 16:3 "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد". إن الله، ذا الاسم العظيم الرهيب كما وصفه مرنم المزامير، أصبح أباً محباً لأبنائه المؤمنين.
(3) الروح القدس. هذا الظهور ابتدأ بالحوادث التي سُجّلت في سفر الرسل في الأصحاح الثاني وظل مستمراً إلى يومنا هذا. عندما كان يسوع يخاطب تلاميذه بخصوص مغادرته للأرض قال "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق" (يوحنا 16:14 – 17).
لقد اقترب الله أكثر إلى أبنائه في شخص الروح القدس. إنه لا يمكث معهم فقط ولكنه يسكن فيهم. "لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" (يوحنا 17:14). بالروح أصبحت قوة الله ظاهرة. فقد قال الرب المقام لتلاميذه "أنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم" (أعمال 8:1).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024