منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 07 - 2015, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 8591 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العاطفة، عاصفة خاطفة ام هادفة!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خلق الله الانسان من روح ونفس وجسد ... الروح يحتوي على المنطق والعقل وهي الوسيلة او الاداة التي تتواصل مع خالقها.... اما النفس فتحتوي على العواطف والاحاسيس والمشاعر المتنوعة. والجسد هو الجانب المادي الملموس للتواصل مع العالم الفيزيائي المادي من حولنا.. ووظيفة المشاعر التي اوجدها الله هي حتى لا تكون علاقات الانسان سواء مع خالقه او مع العالم من حوله او مع الناس لكي لا تكون ناشفة جامدة وقاسية..
فالعاطفة هي كالماء الذي يليّن العلاقات، وكالزيت الذي يطري التواصل مع البشر من حولنا... وقد خلق الله الانسان على صورته ومثاله، اي مثل الله عاقل ومفكر وايضا له مشاعر وعواطف يتحكم فيها العقل....
والعاطفة خلقها الله بحكمة متناهية تربطنا مع الوالدين والاولاد والاقارب والمعارف والاصدقاء والوطن حيث ولدنا ومع كل ما حولنا... والعاطفة هي مشاعر جياشة وقوية تهيمن على افكارنا وتستحوذ على كل ما فينا... وكثيرا ما نتخبط بين العقل والعاطفة وبين المنطق والمشاعر وبين التفكير والاحاسيس.... لكن الله قصد رغم اهمية العاطفة في حياتنا وعلاقاتنا، قصد ان يقودنا العقل السليم والمنطق الحكيم ما دام بانسجام كامل مع العقل الاكبر اي الخالق... وقد عبّر الله الخالق عن افكاره ومفاهيمه ومبادئه وآرائه في الكتاب المقدس.. ولكي يعرف المخلوق طريقة تفكير الخالق من اجل ان يكون بانسجام معه، عليه ان يتجه الى النبع الالهي اي الكتاب المقدس بعهديه... والبعض يظن انه يؤمن بالكتاب المقدس ويقصد انه يقبل بعض افكار الله في الكلمة.. لكن هذا نوع من الخداع، لاننا اما ان نقبل كل افكار الله المعلنة في الكتاب المقدس او ان نرفضها جملة وتفصيلا... فلا نقدر ان نكتفي بقبول بعض الآيات في الكتاب المقدس، بل يريدنا الله ان نقبلها كلها من دون اي استثناء وان لا نقبل اي شيء خارجه...
نقصد مما تقدم بلغة اخرى، ان الله هو الفكر او المنطق او العقل الاعظم، وهو النبع لكل حق ومنطق واتزان.. وقد خلق الله في الانسان عقلا. ولكي يكون صحيحا ومتزنا، عليه ان يكون بانسجام كامل وتوافق عميق وحقيقي مع الفكر الاعظم..... ولكي يكتشف الانسان العقل الاعظم، عليه ان يدرس ويقبل ويفهم ويتبنى كل افكار الله المعلنة في الكتاب المقدس.... وقد وهب الله لنا العاطفة، وهي مرافقة ومعاونة وداعمة للعقل او المنطق الذي فينا.... ولكي نتجنب الاخطار التي لا حد لها، علينا اولا ان لا ندع عقلنا يسبح في التفكير والتحليل والتعليل من دون ما اعلنه الله في الكتاب المقدس.... بالاضافة الى ذلك، لا يمكن استبدال المنطق والعقل بالعالطفة التي منحنا الله اياها... فالعاطفة رغم اهميتها، عاجزة لوحدها عن التواصل مع الله ومع باقي البشر..
من جهة، لا يمكن ان تكون علاقتنا وصلتنا وشركتنا مع الله الخالق ومع خلائقه من حولنا، مبنية فقط على العاطفة والمشاعر والاحاسيس المتغيرة والمتبدلة وغير الثابثة، ان كان ذلك هو الحال، ضاع البشر وتاه الناس وسادت البلبلة والفوضى.. لكن من جهة اخرى، لا يمكن ان تكون علاقتنا مع الله والناس من دون عاطفة اي ناشفة وجافة ويابسة وجامدة كالماكنات... علينا الاتزان بين العقل والعاطفة وبين المنطق والمشاعر.. المنطق ثابت وهادئ ومتزن، اما العاطفة فمتغيرة وهائجة ومتخبطة ومتناقضة.....
والعاطفة هي المشاعر القوية التي تربطنا مع الله ومع اهلنا واولادنا واصدقائنا ومعارفنا ومع الاماكن التي تواجدنا فيها كالبيت حيث ترعرعنا والوطن حيث نشأنا ومكان العبادة حيث نتواصل مع خالقنا والمدرسة حيث تلقينا العلم، ومع باقي الناس والاماكن التي خلال وجودنا في هذا العالم، تلامست ارواحنا معهم واحتكينا بهم وتركوا اثرا ما على حياتنا وتفكيرنا وتكوين شخصيتنا... ولا نقدر ان نتجاهل هذه المشاعر القوية ولا يمكن طمسها او محوها، لكن من جهة اخرى لا ينبغي ان تكون هذه العواطف مسيّرة لحياتنا وقراراتنا.. اي انه رغم سيطرة العواطف ومدى تحكمها، علينا ان لا ندعها تقودنا وتتحكم في قراراتنا المصيرية... فكل قرار مبني على المشاعر والاحاسيس، يكون فاشلا ومدمرا.. من جهة لا ينبغي تجاهل المشاعر، لكن علينا ان نستخدم المنطق السليم والعقل الحكيم المبني والمؤسس على افكار الله المعلنة في الكتاب المقدس....
مع اننا لا يمكننا ان نقتلع العاطفة من قلوبنا، الا ان اهم شيء في حياتنا هو اطاعة الرب وقبول ارادته وتتميم مشيئته من خلالنا.. ما دامت العاطفة فينا متناسقة مع فعل مشيئة الله، تكون العاطفة امرا ايجيبيا ومساعدا ونافعا.. اما اذا تناقضت المشاعر مع ارادة الله وتناقضت العاطفة مع افكار الله عندها ندخل في صراع مرير ومعركة نفسية علينا ان ننتصر من خلال وضع العاطفة جانبا وتجاهلها والسير بالتوافق مع افكار الخالق.... فحب العائلة والوطن اوجده الله فينا.. لكن اذا تصادم حب العائلة والوطن مع حب المسيح، نرفض الاول ونختار الثاني.. في كل مرة يكون حب الوطن وحب العائلة معطلنا امامنا لفعل ارادة الرب، علينا ان نختار فكر الرب متحاهلين كل مشاعرنا العائلية والعاطفية.. حتى ان يسوع اعلن مرة قائلا :" مَن هي امي ومن هم اخوتي، فكل من يصنع مشيئة الله هم امي واخوتي".. كثيرا ما يكون ما وهبنا الله معطللا لاطاعة الرب ويكون ما اعطانا الله هو ذاته المانع لصنع ارادة الرب.. فكثيرون بسبب اخ او ام او زوج او قريب او صديق يجدون صعوبة في اطاعة صوت الرب... يجد صعوبة في فعل امر يحزن اما او ابا او قريبا ولا يبالي اذا احزن يسوع الذي مات من اجله.. كثيرا ما يكون السبب الوحيد في رفض الافكار الالهية، مجرد مراضاة المجتمع او العائلة، في هذه الحالة، تكون العاطفة مدمرة ومع ان الله اوجدها لخيرنا، نستخدمها لضررنا... ونستخدم عطية الله كعذر للعصيان ضده بذريعة اننا لا يمكن ان نحزن احد افراد العائلة العزيزين علينا.... ان هذه العاطفة قد اوجدها الله القدير ليس لاستخدامها ضده بل لاستخدامها لتوصلنا اليه.. كثيرون عندما تسألهم لماذا لا تطيع صوت الله، يجيبون عليك حب الوطن والتمسك بالعائلة والوظيفة وكأن ذلك هو اسمى الارتباطات... ان اسمى الارتباطات والالتزتمات هي نحو الله خالقنا ونحو يسوع فادينا الذي اشترانا بثمن فلا يجب ان نكون عبد للنس والبشر اي كانوا.....
 
قديم 25 - 07 - 2015, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 8592 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإقتراب والدخول إلى محضر الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

(عبرانيين 10: 19 – 25) الثقة والايمان-الاغتسال والتطهير-الصدق والشفافية-الاقتراب جماعي. "فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع طريقا كرّسه لنا حديثا حيا بالحجاب اي جسده وكاهن عظيم على بيت الله لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير" (عبر 10: 19). خلق الله الانسان، واراده قريبا منه، لكن الخطية والعصيان ابعدتا الانسان عن خالقه واغلقتا الباب امامه. وصارت خطايانا فاصلة بيننا وبين القدير، وهذا سبب تعاستنا..
ومهما كدّسنا من املاك واموال ومجد عالمي ، نبقى ضائعين شاعرين بغربة وتعاسة.. وهكذا في المسيح، عاد الله وفتح الباب من جديد، لدخول الانسان الى محضره، وشيّد الطريق لنصل الى خالقنا، الذي صار في المسيح ابا لنا، يغمرنا بالمحبة والعطف والاحسان..
وعندما نرجع الى الله ونصل اليه وندخل محضره ونقترب منه، نتمكن من الحديث معه في الصلاة، وسماع صوته من خلال كلامه في الكتاب المقدس.. وهكذا نحيا في شركة يومية متواصلة مع خالقنا، فقط عندها يكون للامور معنى.. ما دمنا منفصلين عن الله، لا يكون للزواج معنى وللعائلة هدف والعمل غاية، وتفقد الصداقة قيمتها، ويفقد كل ما نفعله في هذا العالم معناه. وهكذا نعيش بدوامة وفراغ، محاولين اقناع مَن حولنا ان الوضع على ما يرام...والله يدعونا للاقتراب منه والتمتع بالشركة معه. ولكن هنالك شروط، علينا اتّباعها لكي ندخل محضر الله القدير نحن واهل بيتنا..
الخطوة الاولى ... الايمان : بدون ايمان لا يمكن ارضاء الله (عبر 11)، لان الله روح (يو 4) ولا نراه بالعين المجرّدة، ولكي نلتقي به، علينا ان نؤمن ونصدّق ونقبل اعلانه هو في كلمته اي الكتاب المقدس.. مهما عمل الانسان، ومهما حاول، لا يستطيع التعرف على الله، الا من خلال اعلانه هو.. ومنطق الانسان وفلسفته وتحليله لا يمكنها الوصول الى الله، ولكن شكرا لله، لانه ترك لنا اعلانه ووحيه، اذ تكلم من خلال انبيائه وقديسيه، واعلن للبشر فكره وطريقه هو للوصول اليه... فعلينا ان ندرس كلمته باكملها، وليس مجرد اجزاء منها نختارها، وعلينا ان نجتهد لفهم فكره، ومن ثم نصدّق اعلانه ونقبله بالايمان، مهما كان الامر غير منطقي وغير مفهوم.. وحتى الايمان هو عطية من الله (افسس 2: 8).. والله اعلن ان المسيح بموته على الصليب صار طريقا لنا الى الله. ولو لم يمت المسيح، لا يقبل الله القدوس الانسان الخاطئ مهما فعل من امور دينية واعمال صالحة ومحاولات متنوعة.. لكن يسوع الكامل اتى كانسان، ومات بديلا عن الخاطي، ومَن يقبل خطة الله للخلاص، يقبله الله، لان المسيح هو الوحيد الذي اعاد لله مجده، ووفّى مطاليب العدالة الالهية.. اي ان الله اعلن انه عمل الكل، ليفتح الطريق اليه من جديد، والان الباب مفتوح، والطريق متاح للخاطي ليرجع الى محضر الله.. فالخطوة الاولى ان يقتنع الانسان انه خاطي وان الله لا يقبله مهما فعل، وان يكتشف الانسان اعلان الله: ان الله نفسه جهّز خطة لخلاصه، ولرجوعه اليه اي الى الله.. وعلى الانسان ان يقبل فكر الله، لان البدائل لن تجديه نفعا... نحن نرى بسبب الخطية ان الله بعيد ولا يسمعنا، ولكن نؤمن ان الله قريب ويسمعنا ويقبلنا وينتظرنا، والطريق اليه مفتوح... وكل هذا نعلمه من اعلان الهي، وما علينا الا ان نؤمن به ونصدّق الله ونقبله كحقيقة لحياتنا.. والان نفرح لان الله فتح الطريق بالمسيح، ونريد ان نرجع، ولكن خطايانا ما زالت امامنا، لاننا ما زلنا نخطئ يوميا ونزلّ كل ساعة..
الخطوة الثانية.....التطهير: الخطوة الثانية بعد ان نعرف ان المسيح بالصليب شق الطريق الى الاب، وبعد ان قبلنا اعلان الله ان دم المسيح يطهرنا من كل خطية، فعند رجوعنا الى الله بالتوبة نعلم ان دمه غسلنا من كل خطايانا واثامنا منذ ان ولدنا الى لحظة رجوعنا الى الله... لكن خطايانا اليومية تحتاج الى حل ايضا، فيقول الكتاب ان اعترفنا بخطايانا، وان حكمنا على انفسنا .. فعلينا ان نعتاد الاعتراف بكل خطايانا ضد الله او ضد اي انسان اخر، سواء بالفكر او بالكلام والاعمال... التطهير من الخطايا اليومية يتم بالاعتراف بها، اي الاقرار بها الى الله، وقبول غفران الله .. خطايانا تسد وجه الله امامنا، واعترافنا بها ترد الشركة معه.. هل رجعت الى الله؟ هل تقبل اعلان الله ان الطريق الى محضره مفتوح؟ هل هنالك اي خطية فكرية او عملية تعلم بها؟ هل تؤمن ان الاعتراف بها هو الحل؟ .. ان الاعتراف ينبغي ان يرافقه الصدق، والاكتشاف ان الله يقبلنا فقط على اساس ما فعله يسوع على الصليب، اي بفضل الامه وموته عنا وصليبه بسبب خطايانا نحن، لان يسوع هو الكامل والقدوس ولم يفعل اي خطأ..الاعتراف امام الله، وامام مَن اخطأنا اليه، واحيانا يتضمن الاعتراف للانسان التعويض بالمحبة لمَن اخطأنا اليه اي معاملته بالمحبة المضاعفة..
الخطوة الثالثة.....الصدق: من اهم المواقف التي يطلبها الله القدير، الذي يرى اعماقنا ودوافعنا ونوايانا، هو ان نكون صادقين.. فالادعاء والتمثيل والرياء والمداهنة يبعدوننا عن الله... لكي ندخل الى محضر الله القدير، علينا ان نكون صادقين الى ابعد حدود، فعند الاعتراف لا يمكننا ان نقدّم لله الاعذار الواهية والذرائع الباهتة، وان نلوم الاخرين، بل علينا ان نعترف باخطائنا نحن، ونترك الاخرين وحالهم... فقط الله يحق له محاكمتهم، وعلينا نحن ان نتحمل كل المسؤولية لما نفعله، وبتواضع نعترف بخطيتنا بشكل محدد، وان نكشف كل قلوبنا امام الله.. لذلك جزء من الصلاة الى الله، ان نهدأ امامه ونهدئ ذواتنا، لنسمع صوت الروح لنا، ونكون مستعدين لقبول اي ملاحظة بما يتعلق بسلوكنا او دوافعنا، وان نكون صادقين مع الله، لانه يعلم كل شيء حتى اعماق قلوبنا. لانه بدون الكشف الصادق الجريء، يبقى الله بعيدا عنا ولا يسمعنا، بل نتوهم اننا قريبين منه بالشفاه لكن قلوبنا بعيده عنه.. الصدق والشفافية لا تعنيان اننا كاملين، بل ان نقترب الى الله عند ازاله كل عائق بيننا وبين الله لان المسيح هاجم الرياء والنفاق اكثر من انتقاد الخطاة والزناة...
الخطوة الرابعة...الاجتماع: بعد الايمان وتصديق اعلان الله والتطهير بالاعتراف والصدق والشفافية مع الله ، نتمتع بالشركة مع الله القدير، ونكون في محضر الله ليس فقط في ساعة معينة من النهار بل كل ساعات النهار.. ويخطئ مَن يظن اننا ندخل محضر الله فقط عند اجتماع الكنيسة وباقي ساعة النهار نكون خارج محضر الله، وان الله لا يقودنا فقط ساعة في النهار.. في اجتماع الكنيسة، ندخل محضر الله جماعيا.. كنيسة الله باكملها تدخل محضر الله، لان قصد الله ان نعبده ليس كافراد بل ايضا كعائلات وجماعات.. فالله دعا اخنوخ كفرد ودعا نوح كعائلة، ودعا موسى وشعبه كجماعة ..فهنالك دعوة جماعية ليعبد الرب شعبا وجماعة.. بعد الايمان والاعتراف والصدق، علينا ان نعبد الرب فقط مع الذين يعبدون الرب من قلب نقي (2 تيمو 2) اي بصدق وليس بالرياء والعبادة الشكلية.. يدعونا الرب الذي قبلنا وطهّرنا، ان نجتهد لنحفظ وحدانية الروح بين المؤمنين (افسس 4).. اي ان الذي هو داخل محضر الله، لا يبقى لوحده ويعبد الله لوحده، بل يبحث عن اولاد الله الحقيقيين ليعبد الله معهم.. من اقوى العلامات لانسان يتمتع بالشركة مع الله هو ان يجتهد ليكون في سلام مع الاخرين، ويكون غافرا للاخرين، صادقا وشفافا مع اخوته... لذلك اكبر خطية يفعلها انسان هو الانفراد والاستقلال عن كنيسة الله، ورفضه للشركة مع باقي الذين خلّصهم الله... لا يمكنني ان اتمتع بمحضر الله، وانا رافض قبول الاخرين، ومسامحتهم على اخطائهم مهما فعلوا (اما اذا رفض الاخرون الشركة معي، فانا لست ملوما، مع انه علي ان افحص نفسي بصدق، وتصليح ما يبدر مني).. ان المؤمن المتمتع بمحضر الله، يكون دائما فاتحا ذراعيه لاحتضان حتى اعدائه، ومستعدا لغفران اي خطأ من الاخرين، جاهزا دائما لفتح صفحة جديدة مع الاخرين ودائما يكون شفافا مع الله ومع الاخرين...
كم نحن جميعا نحتاج في هذه الايام الى الرجوع الى فكر الله وقبوله وممارسته، معترفين بخطايانا ومسرعين للتمتع بالشركة مع الله ومع كل اولاد الله من كل الجماعات، وان نكون بسلام مع الجميع حتى مع البعيدين عن الله.. نعمل الكل لربحهم للمسيح، عسى ان يفتقدهم الله، ويكون لهم ايضا نصيبا في الحياة الابدية...
 
قديم 27 - 07 - 2015, 03:32 PM   رقم المشاركة : ( 8593 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ايه و تامل عن الخوف
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

على الله توكلت فلا اخاف. ماذا يصنعه بي الانسان.
مزمور ١١:٥٦
الخوف
------
نخاف من الظروف نخاف من المرض نخاف من المحيطين نخاف من الاشرار نخاف من ابليس نخاف من المستقبل نخاف علي حياتنا نخاف علي اولادنا نخاف علي اشغالنا نخاف .........
الخوف يمليء قلوبنا ولكن اليوم يطمن الله قلوبنا ليأتي اعلان كلمة الله الذي يعلمنا ان ( الاتكال ) علي الله هو المفتاح الذي ينزع كل خوف من دواخلنا.
كيف نخاف والله موجود ؟ كيف نخاف والرب يري ؟ كيف نخاف والرب يسمع ؟ كل نخاف والرب يرافقنا ؟
خوفي يعلن عدم ايماني بوجوده خوفي يعلن عدم تمسكي به خوفي يعلن انه غير قادر علي انقاذي ورفعتي
الاتكال علي الله ينزع كل خوف فمن يقدر ان يؤذيني ؟
نصلي اليوم ليعلمنا الرب الاتكال عليه يعلمنا الجلوس في محضره ونطلبه ونتكل عليه فيذهب الخوف من حياتنا أمين .



 
قديم 28 - 07 - 2015, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 8594 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مفهوم الاسرة فى فكر اباء الكنيسة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحديث عن الاسرة قد افاض فيه الاباء بكثرة مؤكدين ان الاسرة فى جوهرها عبارةعن الكنيسة مصغرة . و لكن الراى السائد وسط الشباب اليوم عن ان الاسرة عبارة عن عمل اجتماعى او انها مجال لممارسة الحياة الاجتماعية فقط , لذلك فنحن نحتاج الى ان نعيد تقييمنا لمفهوم الاسرة و اثره على حباة اعضائها.
1- الاسرة تمثل الايقونة :
لخص الكثير من الاباء مثل القديس ايريناوس و العلامة اوريجيانوس و القديس اثناسيوس الرسول , ايماننا المسيحى فى العبارة التالية "صار الله انسانا لكى يصير الانسان الها ....." هذا العمل الالهى يمس حياة المؤمن الشخصية , اذ يرفع الانسان الى الحياة السماوية الفائقة ليس كفرد منعزل عن الماعة و انما كعضو فى الاسرة السماوية ..... و اذا كانت الاسرة ايقونة السماء , فان سمتها الاولى "حركة الحب المتبادل و المثمر ". الثالوث القدوس السماوى كما يقول القديس اغسطينوس هو ثالوث الحب الذى يربط الاب بالابن و الروح القدس .فالاسرة المسيحية اذا تحمل سمة الله السماوى فهى تحمل فى داخلها حب متبادل بين الاعضاء بعضهم بالبعض الاخر دون توقف و على ذلك فالاسرة خارج دائرة هذا الحب هى اسرة خارج دائرة الله حتى لو مارست الكثير من العبادات . هذه الاسرة لا تقدر ان تشهد لله. و من الملاحظ ان كل الانحرافات او اكثرها انما تنبع من فقدان الحب الاسرى فى الرب . مع ان الحب هو قاعدة الوحدة الاسرية اى الاساس الذى تقوم عليه سعادة الاسرة و صحة افرادها.
2- الاسرة مملكة الله :
الزواج فى نظر الكنيسة الاولى لا يمثل ارتباطا اجتماعيا او قانونيا فقط بل يمثل تمتعا ببهجة مملكة الله . ولكن بعض الاولاد قد ينشاؤن معقدين من الزواج بسبب ما يرونه من سوء معاملة بين الاب و الام فالابن لم يحس بالمحبة العميقة بين الاب و الام ,تشوهت فى نظره صورة السلوك المسيحى العائلى.منقول من كتاب اسس الحفاظ على كيان الاسرة المسيحية للكاتب مينا طلعت ذكرى


لاهوت الزواج
الزواج عند الذهبي الفم




 
قديم 28 - 07 - 2015, 06:02 PM   رقم المشاركة : ( 8595 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حجلة تحضن، ما لم تبض!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"حجلة تحضن ما لم تبض... محصّل الغنى بغير حق. في نصف ايامه يتركه وفي آخرته يكون احمق" (ارميا 17: 11)
في هذه الاية، يقول الوحي المقدس ان حجلة تحضن ما لم تبض، ستخسر في النهاية.... والحجلة هي طير يشبه الحمام، لكنه اكبر قليلا.. وهو طير اتكالي وكسول... وهنا يتحدث الوحي عن الحجلة التي تحضن وتتمتع وتلتذ ببيض لم تبضه، وبفراخ لم تلدها.. وهذه صورة دقيقة للبشر الذين يجمعون ما تعبه الاخرون، ويتمتعون بما جمعه الاخرون، ويحضنون ما لاخرين ويتصرفون وكأنه لهم...
هنا الحجلة تحضن بيضا او فراخا، تعبت طيورا اخرى في تكوينها، واجتازت الام المخاض والجهاد، ولما باضت، اقبلت هذه الحجلة، وحضنت بيض غيرها، وادّعت انها هي صاحبة الامر....
والغريب هنا، اولا لماذا لا تبيض الحجلة بنفسها، بدل ان تحضن ما لغيرها؟ ثم ، أ لا تبالي بمشاعر الأم الحقيقية للفراخ، عندما ضمّتها الى حضنها؟؟... والسؤال الاخير هو، أ نسيت ان الله العادل موجود، ويطالب بما مضى؟ هل اعتقدت انه يمكنها ان تظلم الاخرين، والله يتركها وشأنها؟؟؟
ربما ظنت هذه الحجلة انها ذكية وحكيمة، لانها اتخذت الطريق السريع للحصول على ما تريد، لكن الاية تقول انها حمقاء وغبية في آخرتها، لانها سترد ما سلبته اضعافا شاءت ام أبت.... وربما اعتقدت الحجلة انها يمكن ان تحصل على ما تشاء من دون تعب او عناء...فتعب عشرين سنة، تضمه اليه في لحظات متكلة على ذكائها في اثبات حقها فيه.. فلديها طريقة سريعة للحصول على مشتهاها من تعب الاخرين.... ولا احد يعلم بذلك... لكنها تجاهلت ان الله القدير يعلم كل شيء وان ما يزرعه الانسان فاياه يحصد ايضا....وربما تناست ان ما سببته من معاناة للام الحقيقية عندما سلبت فراخها، ستجتازه هي ايضا بنفسها، ولكن في وقته...
ومع ان الله في كتابه المقدس يحذّر البشر من ان كل مَن يظلم، سيدفع الثمن... وكل مَن يأخذ من تعب الاخرين، سيرده اضعاف، وكل حجلة تحضن ما لم تبض، ستترك كل ما جمعته في لحظات، وتكتشف انها كانت غبية وحمقاء في كل خطواتها... اريد ان اقول، انه رغم تحذير الله للناس، الا ان الكثيرين لا بل الملايين من البشر تغنى وتكبر وتنجح عالميا بهذا الشكل، اي ظلما للاخرين، وبخلا وتقتيرا، وسلبا لحقوق الضعفاء والعاجزين.. وعندما يغنون، يفتخرون كأن ثروتهم هي من تعبهم الخاص فينسبون الفضل الى ذواتهم... نسوا وتناسوا انها من تعب الاخرين، ومن ظلمهم للمساكين الذين لا ينطقون ببنت شفة.. وان تكلموا او احتجوا، ظهر المظلومون مخطئين وضعفاء، لان سالبيهم اقوى منهم اجتماعيا.. والمجتمع يصدّق صاحب المركز، مهما كذب، ولا يصدّق الفقير والمظلوم مهما صدق...كل ما يقوله الغني والقوي وصاحب العائلة الكبيرة وصاحب الثروة العظيمة وصاحب الشأن، كل ما يقولونه، تصدّقه الناس من دون فحص... لان المصلحة تدفعهم الى ذلك.... وكل ما يقوله الضعفاء والفقراء والمساكين والمظلومين، لا يصدّقه احد، حتى ولو رافقه الف دليل والف برهان... لكن الله القدير، لا يحابي الوجوه، وهو رب الفقير والضعيف والمظلوم والعاجز... وسيأخذ الظالم عقابه مهما كان حتى ولو بعد سنين طويلة، ولا يمكن ان يهرب من الله...
وبما ان هذه العبارة وردت في الكتاب المقدس اي كلمة الله، لذلك ليس هنا المقصود فقط الامر المادي والجانب العالمي والاجتماعي.. لا شك ان للقول ابعاد روحية، ودروس عميقة وجدّية... حجلة تحضن ما لم تبض.... كنيسة او جماعة تضم نفوسا من كنيسة اخرى... خادم او واعظ يحضن نفوسا واتباعا، تعب في ربحها خدام اخرون.. طبعا في النهاية النفوس هي للرب، وليست لانسان.. لكن الكنيسة الحقيقة التي يؤيدها الرب، هي التي تسودها كلمة الرب الحية، ويرأسها الرب يسوع، وتحرّكها كلمة الرب بقوة الروح القدس.. الكنيسة الحقيقية هي التي "لها وفيها سلام (وليس فوضى وتشويش)، وتُبنى (اي تزداد في البنيان الروحي وليس الجسدي)، وتسير في خوف الرب (وليس في وجهنة المجتمع) وبتعزية الروح القدس تتكاثر" (اعمال 9: 31).. الكنيسة الحقيقية هي الحجلة التي تتعب في الكلمة وتجاهد في الصلاة والتقوى، ويستخدمها الرب بوضوح في ربح نفوس كثيرين للرب.. ولا تعتبر كنيسة حقيقية، اذا كانت كحجلة تحضن نفوسا من جماعات اخرى، اي من تعب الاخرين.. الكنيسة التي معظم اعضائها هو من تعب كنائس اخرى، لا تعد كنيسة حقيقية بحسب التعليم الصحيح وبحسب الحق الكتابي.. وعاجلا ام آجلا ستخسر كل شيء... والخادم او الواعظ الذي اتباعه او اعضاء كنيسته هم جميعهم او معظمهم من تعب الاخرين، لا يمكن ان يكون خادما حقيقيا لله.. كما قال الرسول بولس "ولكن كنت محترصا ان ابشّر هكذا، ليس حيث سُمّي المسيح،لئلا ابني على اساس آخر" (رومية 15: 20) ...
ولماذا تحضن كنيسة مؤمنين من تعب الاخرين؟، ولماذا يحضن خادما اعضاءا من تعب الاخرين؟؟؟... اولا لانه عاجز عن ان يكون سببا في خلاص النفوس..فحجلة تبيض لا تحتاج الى بيض غيرها.. كذلك مَن اقام نفسه، ودافعه للخدمة كما قال بولس، هو مجرد الغيرة والحسد والتباهي والافتخار.. ثم هو يريد اتباعا له ومستمعين، دون ان يتعب او يجاهد.. فهو يريد الطريق السريع والسهل للوصول الى مبتغاه.. واذا كان صاحب مركز اجتماعي، ينجح بسرعة هائلة.. لان الناس تتبع المراكز، وتركض وراء المصالح، وتعبد اصحاب النفوذ، وتلهث خلف مَن يطعمها.. مَن يعلم، سيحتاجه يوما ما... ولماذا كنيسة ما او جماعة ما، تعتقد ان الحق الكتابي فيها والتعليم الصحيح رايتها، وتفتخر على كنائس اخرى، مع ان الفوضى تسودها، وهي عاجزة عن الاتيان بنفوس جديدة من العالم، بل هي بارعة في اقناع مؤمنين من كنائس اخرى للانضمام اليها... ان الرب قصد ان تكون الكنيسة سبب بنيان وخلاص لنفوس جديدة من العالم الى الفندق الالهي.. وقصد ان يقيم خداما ورعاة قادرين على جذب النفوس الهالكة الى الرب..... والا فالناس تتعب للباطل، وتجاهد عبثا، لكنها في النهاية ستخسر كل شيء وتفقد كل شيء... وسيعطي كل واحد عن نفسه حسابا لله..
 
قديم 28 - 07 - 2015, 06:04 PM   رقم المشاركة : ( 8596 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حين تجسّد الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ان الله الخالق القدير العليّ، ساكن الابد هو عظيم جدا في قدرتة وحكمته وجبروته وجلاله، ولا يمكن للمخلوق الضعيف ان يعيه بمنطقه او يدركه بعقله او يغور سبر كينونته بخلده.... وعلى مدى التاريخ، حاول البشر ان يفهموا او يعللوا او يفسروا وجود القدير، وسبب وجوده وسر كيانه، لكن الانسان اعجز واوهى واهش من ان يدرس خالقه..
وتغنّى الحكماء والشعراء والادباء على مر العصور بخصال العليّ وشيَم القدير وميزات الخالق.. واندهش الفلاسفة وانشده العباقرة من سر وجود الخالق، الذي كان وما زال يحتاط بالغموض والالغاز المبهمة....

وما هو سر اهتمام البشر بحقيقة وجود الخالق؟؟، اولا من البديهي ان يبحث المخلوق عن خالقه، فلا يمكن لمخلوق ان يأتي الى الوجود من لا شيء، ولا يمكن ان يتكون من دون مسبب، فلكل نتيجة علة وتعليل، فليس الكيان هو البداية، بل لكل بداية بادئ ومنتج ومبدع... والانسان من البديهي ان يحاول ان يبحث ويكتشف من اين اتى، ومَن هو الذي ابدعه وخلقه وصنعه بهذا الشكل العجيب.. كما الطفل اذا ترعرع، امضى كل سنين عمره يبحث عن ابيه البيولوجي وعن امه التي ولدته، ولن يهدأ له بال، الا اذا وجد مَن ولده، ومَن اتى به الى هذا العالم...
ويبقى وجود الخالق سرا مبهما ولغزا يحتار امامه العلماء والفلاسفة. وتتنوع التحليلات والتعليلات والخرافات والتصورات حول مبدع الكون العجيب، منها الصحيح ومنها الخطأ، وينزلق البشر الى محيط من البلبلات والتشويشات والجدالات التي لا حد لها.. ونقع جميعنا في بحر من التساؤلات الوجودية المحيّرة...
ولا جواب لاهم معضلة في التاريخ، ولا مخرج لاعقد مأزق على مر العصور، ولا جواب شافي وكافي وووافي لاكثر التساؤلات اهمية واولوية، ولن يهدأ البشر الا اذا وجدوا مرسى هادئ، يطمئن عنده الانسان.. اقول، انه لا جواب لتخبطات المخلوق، الا امام فكرة انجيلية كتبها صيادوا سمك، ينقصهم العلم والفلسفة... الفكرة هي ، ان الله تجسّد، اي تأنّس واتّخذ جسما وجسدا كما الانسان.. لا جواب للبشر امام اهم لغز في الحياة، الا الاعلان الالهي ان الله القدير جاء في هيئة جسد انسان....
لان الله الخالق لا يُرى وهو غير مادي ولا ملموس ولا يمكن ملامسته او معاينته او محادثته او اكتشافه بحواس البشر الخمسة او حتى بالحاسة السادسة، لان الله بعيد عن مجال الملموس ومدار المحسوس.. وكل معرفة البشر للامور تأتي عن طريق الحواس والمنطق البشري المعتمد بالدرجة الاولى على الملموس والمحسوس والمرئي والمسموع...
ويعلن الانجيل ان الله غير المرئي، تجسّد وصار مثلنا، يمكن ملامسته ورؤيته وسمعه ومحادثته ويمكن السير معه والاكل معه... والفكرة التي يقاومها كل الفلاسفة والعلماء والفهماء هي، ان الله صار جسدا والقدير صار انسانا والعلي نزل وحل بيننا...
ومع ان الكثيرين ما زالوا يقاومون هذه الفكرة العجيبة والفائقة والمدهشة، الا انها هي الوحيدة، الجواب لمعضلة الانسان، والتعليل للكون والكائن وللخالق لكل الامور... ربما يقول قائل، ومَن خلق الله؟!.. بما اننا زلنا بعيدين عن فكرة وجود الله، وما زلنا بعد الاف السنين نحاول ان نصل الى القدير وادراك سر وجوده، اذن ما زلنا بعيدين اكثر، ملايين السنين الضوئية عن السؤال، مَن اوجد الخالق... ولا يمكن لنا معرفة الاجابة على هذا السؤال.. اولا، لانه لم يكن احد من البشر هناك، ولم ير احد الله، وثانيا، نحن ما زلنا نتخبط بالنسبة للسؤال، ليس مَن خلق الله، بل مَن هو الله، وما هو الله وماهية الله وما صفاته وصورته... ولا يمكن ان يكون الله مشابها للبشر، ولا يمكن ان ندركه بعقول بشرية هشة وضعيفة ومحدودة.. حتى ان الانسان ما زال يقف محتارا وعاجزا امام امور مخلوقة يراها، كالنجوم والكواكب واسرار الاسماك واسرار الحياة وسر الموت وامور كثيرة اخرى، فكيف يدرك الخالق، اذا كان عاجزا عن تعليل امور مخلوقة... مهما فكر العلماء والحكماء والفلاسفة فلا يوجد جواب شافي الا فكرة وحقيقة، ان الله تجسد وصار ملموسا وحل ومشى بين البشر... ومع انه كأنسان يشبه البشر في كل شيء ما عدا الخطأ، الا انه ينبغي ان يكون مختلفا عن البشر العاديين في كلامه وتعاليمه واقواله واعماله وحكمته واسلوب تعامله...
والانجيل هو الكتاب الوحيد الذي اتى بهذه الفكرة، ان الله صار جسدا ملموسا مثلنا.....ومهما حاول البعض الجدال لينكروا هذه الفكرة ولكي يظهروا انها سخيفة، لكنها تبقى حقيقة تاريخية، ان يسوع الذي قال الانجيل انه هو الله الظاهر في الجسد، كان فريدا في ولادته وحياته وتعليمه ونهايته وتأثيره، فحوله، كُتبت ملايين الكتب، ومن تعليمه، استقى الجميع فلسفاتهم ومعتقداتهم. ويسوع هو الوحيد الذي تأثيره انتشر في كل مكان وزمان، مع انه لم يدرس في جامعة ولم يحمل سلاحا ولا مالا ولا ثروة ولا جيشا ولا عائلة ولا منصبا ولم يعش اكثر من ثلاثة وثلاثين عاما، وكل خدمته وتعليمه وعمله كان في ثلاث سنين فقط، انقلب العالم رأسا على عقب بعد دخوله اي دخول يسوع الى العالم... ومن الناحية الادبية هو الوحيد الكامل، فلم يقتل ولم يزن ولم يعتد على احد ولم يخطئ بالفكر والكلام والعمل....وحتى اليوم بعد الاف السنين، ما زال العالم الذي اسم المسيح عليه مختلفا ومتقدما ومبدعا ومخترعا، وتأثيره سائدا في كل الدول التي اسم المسيح عليها..
والسؤال الهام الان، ماذا ينتفع البشر، لو ان الله الخالق، بقي في السماء، ولم يتجسد، ولم يأتي كبشر الينا؟؟ ماذا ينتفع الانسان حتى ولو تغنّى بعظمة الخالق وكتب كتبا واشعارا وملاحم شعرية ووعظ الوعاظ عن القدير عظات عظيمة اشادت بصفات الخالق وقدرته، ماذا ينتفع الانسان، لو ترنم بعظمة الخالق، من دون ان يأتي الخالق الينا جسدا؟؟ لو ان الله لم يتجسد ولم يتأنس ، لهلك الجميع ولبقي البشر يجهلون حقيقة ماهية الله ولكانت كل افكارهم وتحاليلهم عن الله هباء وغباء ومجرد غناء، ولكانت نهاينتهم فناء من دون سماء... لان البشر خطاة واشرار وعصاة وفاسدون وضالون وضائعون....
لكن الله اتى الينا وتجسد بيننا لكي يخلصنا ويفدينا وينقذنا وينقلنا من الهلاك الى الحياة الابدية... لو ان الله لم يتجسد، لكان كل التدين فارغ، وكل الواجبات الدينية هباء... لكن الله تجسد، وحل بيننا وسمعناه ورأيناه ولمسناه وشاهدناه، كما قال تلاميذه ورسله الامناء....ان تجسد الله ومجيئة كانسان، حباه عظمة خاصة، واعلن لنا عن حقيقة عظمته وعظمة حكمته وقدرته.. وكل خصال الله العجيبة ظهرت في يسوع الانسان..وهل تعلم ان مئات النبوات كُتبت عن يسوع، قبل ولادته بمئات السنين، كتب عن ولادته واين سيولد، وعن حياته والامه ونهايته وموته وقيامته وكل تفاصيل حياته....
اريد ان اقول من كل ما ورد، ان الله مع كل عظمته، لن يعني لنا شيئا، الا اذا تجسد بيننا وصار ملموسا ومعاينا من البشر وصار حضوره ملموسا وواضحا...ولن ينتفع الانسان من كل عظمة الخالق، الا عندما ولد كطفل وعاش كبشر ومات كفاد ومخلص وشفيع وقام ليهب البشر انتصارا وخلودا......ان تجسد الله في المسيح انار لنا الخلود اي اظهر لنا حقيقة الخالق وكشف لنا عن الابدية ومصير البشر...
ونحن المؤمنين، ننادي بعقيدة مسيحية وتعاليم سامية ومبادئ تهتز منها جدران الكنائس، ونعظ العظات الرنانة، ونكتب العبارت المؤثرة، وننادي بانجيل قوي، ونفتخر بتعاليم جميلة، تمتاز عن كل التعاليم البشرية التي ينادي بها الاخرون.. لكن اذا لم يتحوّل ايماننا الى امر ملموس يراه البشر، يبقى تعليمنا خاملا ومبادئنا نظرية وكلما نادينا الانجيل بصوت اعلى، كلما ضاربنا الهواء، لان الانجيل، اذا بقي حبرا على ورق، وبقي اللاهوت في السماء غير متجسد، لن يستفيد احد من ذلك، ويبقى الامر نحاسا يطن وصنجا يرن لا يفيد السامعين شيئا....لكن الله تجسد، فحصل الخلاص لملايين، والقدير صار ملموسا فصار فداءا لكثيرين، واللاهوت حل بيننا ولمسناه وعايناه، فصار التعليم المسيحي قويا طرح الامبراطورية الرومانية ارضا وحوّل الفلسفة اليونانية الى حطام وردم.. والكنيسة اليوم، تعلّم تعاليم سامية جدا، لكن ينقصها تجسيد ايمانها بشكل ملموس عن طريق تضحية وخطوة ايمان تكلفها الكثير... اذ يدعونا الانجيل الى ان نخرج خارج المحلة، اي لنخرج خارج المعتاد والروتين والتعليم النظري ولننزل الى واقع الحياة، ونجسد ايماننا الى حقيقة ملموسة، يراها ويلمسها الجميع، خطوة نتخدذها تكون سبب بركة وخلاص وحياة وفداء وجذب الكثيرين للمسيح.. ان العالم اليوم بفلسفاته وتخبطاته، لا يحتاج فقط الى كلام كثير وتعاليم رنانة، بل الى تجسد للامور الالهية في واقع ملموس وحقيقي ومرئي ... وتجسد يسوع، مع انه كان سبب خلاص وحياة، الا انه كان سبب سخرية واحتقار ورفض من اصحاب الفلسفة والدين... والانجيل حين يقول "فلنخرج اليه"، يتابع القول بالقول "حاملين عاره"... الايمان الصحيح يحتاج الى تجسيد، كما تجسد اللاهوت في الناسوت.. وكلما تجسد، صار سبب احتقار ورفض، لكن ايضا سبب حياة وخلاص ونجاة وبركة ونعمة لكثيرين.... كنا قد كتبنا ووعظنا الكثير عن الايمان المسيحي في "الاراضي المقدسة" لسنين طويلة.. لكن اتى الوقت، حين جسّدنا ايماننا وعقائدنا في خطوة ايمان جماعية ملموسة، اي بلدة الجليل الجديد، فكانت سبب رفض واحتقار ومقاومة من كثيرين، لكنها ايضا سبب خلاص وبركة لكثيرين..... ان تجسيد الاله هو اعظم سر عرفه التاريخ، ولم ولن يضاهيه سر اخر، واتباع الاله الحقيقي عليهم لا ان يتكلموا ويعظوا ويكتبوا فقط، بل ان يحذوا حذو الههم، اذ يجسّدون ايمانهم في طفل المغارة المحتقر، مع انه هو، وهو فقط، الطريق والحق والحياة ....
 
قديم 28 - 07 - 2015, 06:05 PM   رقم المشاركة : ( 8597 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اصحاح الإيمان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(رسالة العبرانيين ص 11) يسرد الكاتب في هذا الفصل عن حياة ابطال الايمان في العهد القديم، محاولا اقناع القارئ ان التعامل مع الله هو فقط على اساس الايمان بالله والثقة بالقدير... بالاضافة الى ذلك، ينبغي ان يكون الايمان الصحيح عاملا وفعالا وحيّا ومؤثرا وواضحا لله والبشر.... وكل واحد من ابطال الايمان عمل خطوة واضحة وملموسة تبرهن وتثبت حقيقة ايمان قلبه...
وكل خطوة تختلف عن الاخرى، فابراهيم لم يتخذ نفس الخطوة التي اتخذها نوح، وموسى لم يفعل خطوة مماثلة لخطوة ابراهيم!.. فكل واحد عمل الايمان بالله في قلبه، اظهر ذلك الايمان بطريقته الخاصة وبشكل اصيل وعفوي وتلقائي، بحيث لم يترك اي مجال للشك بايمانه العميق بالخالق....

وايضا لم يكتف احد من ابطال الايمان بالكلام والوعظ والتعليم والشرح وحسن الخطابة وسلاسة التعبير، بل عندما دعاه الله الى اظهار ايمانه، لم يتردد، مع ان ايمانه كلّفه الكثير من التكلفة وتكريس الوقت والتضحية بالغالي والرخيص واحتقار الناس له وسوء فهم البشر لما فعله صاحب الايمان... وكل الخطوات التي اتخذوها كانت غريبة الاطوار، لا يمكن للمنطق البشري ان يقبلها، بل اثارت الاستغراب والاستهجان والازدراء، وسببت الانشقاق في الرأي العام بين مؤيد ومعترض، ومؤيد تحوّل فيما بعد الى معترض.. فنوح مثلا اظهر ايمانه، اذ بنى الفلك او ما يشبه سفينة ضخمة تتسع لمئات الحيوانات.. اي ان نوح عمل امرا لم يفعله احد لا قبله ولا بعده.. فالبعض يحاول تقليد الاخرين في الخدمة والايمان والوعظ، ويحاول نسخ ما فعله الاخرون.. اما نوح ففعل امرا جديدا وغريبا، امرا غير مقبول على الرأي العام والمجتمع والمنطق البشري.. والعجيب انه بقي يبني الفلك مائة عام دون ان يحدث شيئا، مما امتحن ايمان مَن حوله.. وكثيرون بسبب طول السنين من دون ان يحدث امر، تحوّلوا من مؤيدين الى معجبين الى متشككين ومن ثم الى معترضين وساخرين ومقاومين، لانه في النهاية ثمانية اشخاص فقط دخلوا الفلك ومئات من مختلف الحيوانات!.. اي انه كان اجماع مطلق على رفض ما فعله نوح.. ونوح لم يعمل اي انجاز عالمي ونجاح دنيوي، ولم يخدم الرب في وقت الفراغ، بل كرّس كل حياته وعمره ووقته وماله لاطاعة الرب وانجاز خطوة ايمان واحدة، رغم المقاومة من الجميع والاستهزاء من البعيد والقريب.....
وابراهيم مثلا اذ اطاع الرب باظهار عمق واصالة ايمانه، اذ كان مستعدا ان يقدّم اغلى ما عنده، اي ابنه الوحيد الذي احبه، اذ برهن ان القدير اولا، ومن ثم اي شيء او اي شخص في هذه الدنيا.. لا شك ان الايمان اليوم مختلف كثيرا، فهو لا يكلف دولارا، ويتلخص بكثرة الكلام والثرثرة وسرد الايات والقصص والتنافس على المعرفة وعشق المنصب واللهث وراء المنبر... وكثيرون اليوم يريدون ان يظهروا كابراهيم او موسى او بولس، دون ان يكونوا مستعدين ان يمنحوا دولارا واحدا او ان يخسروا ساعة واحدة ، بل يبحثون عما سيكسبون ان تبعوا يسوع... اما المؤمنون في العهد الجديد في الكنيسة الاولى، فقد باعوا كل ما لهم لاجل ايمانهم، وقد رفضهم المجتمع، لذلك صرح الرسول بولس اذ قال لاهل كورنثوس (الثانية ص 13) :" امتحنوا انفسكم، هل انتم في الايمان، ان لم تكونوا مرفوضين ".. وابراهيم ايضا ترك وطنه واهله واملاكه وسافر الى ارض لا يعرفها، ومن دون اي ضمان، بل اطاع الرب، وبذلك صار ابا للمؤمنين، اي مثالا عظيما للايمان... فايمان ابراهيم اظهر ان تعلّقه بالرب وبالقدير لهو اقوى من تعلّقه بابن او بأب او بعائلة او بارض او بوطن او بأملاك او بمنصب عالمي... واليوم نقف عند المنبر ونعظ بصوت جهوري عن ابراهيم ابي المؤمنين وعن عظمة ايمانه، ونحن اليوم غير مستعدين ان نشبهه بشيء!! .. نقول ان ابراهيم كان بطل ايمان لانه تنازل عن كل شيء لاجل ان يربح المسيح، كما قال بولس (فيلبي 3) "احسب الكل نفاية لاجل فضل معرفة المسيح"، ونحن الذين نعظ عن ذلك، نتمسّك بألف امر عالمي ودنيوي، ويبقى ايماننا مجرد كلمات رنانة، وعند الامتحان، نفضّل اي امر عالمي على الرب وعلى شعبه، ونكون مستعدين ان نتخاصم كلوط مع شعب الرب لاجل اكلة عدس احمر جذاب....
واصحاح الايمان يقدّم لنا لائحة عجيبة من ابطال الايمان، كل واحد منهم اظهر الايمان بجمال مختلف، لكنه اصيل، فلم يردد او يعيد طباعة ما فعله الاخرون... فالايمان يجعلنا نفهم وندرك امور الله، ليس بشكل علمي، بل بشكل اختباري.. لا يمكن ان تدرك الايمان بالشكل الصحيح، الا اتخذت خطوة ايمان مميزة، لها تكلفة وفيها تضحية، خطوة يكون فيها متكلك الله فقط... اما اذا كنت تدّعي انك مؤمن بالله وانك من ابطال الايمان، وفي نفس الوقت متكلك او معتمدك هو اموالك وثروتك واهلك وجماعتك ومنصبك واي شيء عالمي انت مختبئ بين جدرانه، اي انك تريد ان تكون بطلا عالميا وبطلا روحيا في نفس الوقت، تبحث عن منصب عالمي، وتريد التطويب من الرب!!.... تظن نفسك حاذقا، اذ تخدع نفسك ظانا انك ستربح الدنيا والابدية.... في هذه الحالة، تخسر كليهما..
وايمان هابيل جعله يقدّم ذبيحة افضل من قايين، مما اثار حقد وحسد قايين، فقام وقتله.. اي ان ايمانه جعله يفقد اغلى ما عنده، فقدَ افضل الغنم، ثم فقدَ حياته في هذا العالم، فمنحه الرب وسام بار، فصار من ابطال الايمان.. وايمان اخنوخ جعله يترك الكل، العائلة والاصحاب والاملاك، ليقضي كل وقته مع الله، مع انه لا يراه، اي انه لم يكتفِ بكثرة الكلام، بل تنازل عن كل شيء، ورأى ان السير مع الرب هو الافضل.. لا شك ان اصدقاءه واهله لم تعجبهم خطوة اخنوخ، فسجّلوه مختلا... ان الكثير من الوعاظ اليوم، للأسف، ما كانوا سيتقبلون ما فعله نوح او اخنوخ او ابراهيم او موسى او داود او الكنيسة الاولى، فيدّعون ان هذا غير ممكن اليوم، اي انهم يحاولون اخضاع كلمة الرب الى عقولهم العالمية والجسدية، لانهم يبحثون عن ذريعة تسمح لهم ان يركضوا ويجمعوا اموالا ومجدا من العالم.... ونوح عندما علِم بدعوة الرب له خاف، فبنى فلكا للخلاص. لا نسمع عن ابطال الايمان انهم ألقوا مجرد عظات وكلمات وخطابات، بل تميزوا بقلة الكلام وعظم الافعال، وافعالهم ما زالت يدوي تأثيرها في كل ارجاء المسكونة.. اما ايمان هذه الايام، فيدعو الى السخرية، اذ قد فقد قيمته، فهو عبارة عن تقليد اجوف وكلمات مبنية على الاستمالة وربح اكبر قسط من الشعبية.. وايمان ابراهيم جعله يتنازل عن كل شيء، حتى انه ترك بابل اضخم مملكة في ذلك الوقت، وبابل كانت مشهورة بالثراء والمجون وقمة العالمية والزخرفة المعمارية، تركها ابراهيم واتى الى ارض كنعان التي كانت آنذاك جرداء وناشفة وخالية من المدنية والعالمية. في منظار اهل بابل، كانت خطوة ابراهيم سخيفة وغبية وتافهه وخالية من اي تفسير او تعليل، وربما قال له بعض الفلاسفة والحكماء، "كان يمكنك ان تبقى في بابل، وفي نفس الوقت تؤمن بالله وتشهد عنه"... لكن ابراهيم ترك الكل ليجد الله واكتفى بالعليّ، لا شك ان موقفه يؤكد ان في العالمية والمدنية وفي جو بابل، لا يمكن ان تجد الله ولا يمكن ان ترضي القدير....
وموسى الذي كان في القصر، وكان سيصبح ملكا على مصر العظيمة، لكنه ترك القصر وذهب الى البرية... في منظار كثيرين اليوم، كان موسى احمقا ، "لماذا لا يبقى في القصر، فيصبح فرعونا لمصر، ومن خلال منصبه، يمجّد الله ويقود الشعوب الى معرفة الله، وماذا سيعمل لله في البرية الجرداء بعيدا عن الشعب!"... لكن حكمة العالم جهالة عند الله، وحكمة الرب تبدو جهالة عند العالم...
احبائي، لا يمكننا ان نعرّف الايمان على هوانا، وكما يحلو لنا، ولا يمكننا ان نصوغ الايمان الصحيح في قالب المدنية والعالمية، وكما يحلو للبشر البعيدين عن الرب... بل علينا ان نقبل الايمان كما يصوّره الانجيل، وليس كما يتخيّله المنطق البشري المريض وعقل الخطاة العليل.... وها نحن نرى اليوم، مستغربين، نتسائل :" لماذا ايماننا هزيل وضعيف وهش، لا يصمد امام اية تجربة".. ان صوت الله في هذه الايام هو الرجوع الى المكتوب، اي الى الايمان كما يصوّره الكتاب المقدس من دون زيادة او نقصان، ومن دون تجميل او تزيين او زخرفة، لان كلمة الله حيّة وفعّالة ولا تحتاج الى تعديل من بشر خطاة هالكين.... واحيانا نجد صعوبة بالرجوع الى المكتوب، لان التقليد متشرش ومتأصل عميقا في عقائدنا ومفاهيمنا، وكثيرا ما نتسائل، لماذا يختبر العالم المسيحي الهزيمة في كل مكان؟؟.. هل الهنا ضعيف، وهل مسيحنا عاجز، وهل انجيلنا هش؟؟!!.. لا شك ان مع الاف السنين، اصبح ايماننا المسيحي، لا يشبه ايمان الانجيل بشيء!!... ربما تغتاظ من هذا الكلام، لماذا؟؟.. السبب البسيط، هو ان الشيطان لا يريدنا ان نعرف الحق، فنتحرر، بل يحلو له ان نقبع في الجهل والبعد عن الله، وجلّ مسرته هو هلاكنا الابدي... ان الرجوع الى الله، هو ليس امر سحري ونفسي وعاطفي، بل هو الرجوع العقلي الى المكتوب ، وفحص كل عقائدنا في ضوء الكتاب المقدس، المرجع الوحيد، ورفض كل التعاليم والمفاهيم الجميلة التي ليس لها اساس في كلمة الرب، حتى ولو مارسناها آلاف السنين.. والاهم هو الاكتشاف العظيم ان الايمان هو ليس حبرعلى ورق، وليس منبر ورعد وبرق، بل ثبات وتضحية وولاء واولوية وقرار ان الله اولا والتعلّق بالرب الذي مات لاجلنا، والاستعداد للتنازل عن اي شيء او اي شخص من اجل ارضاء الرب..
 
قديم 28 - 07 - 2015, 06:06 PM   رقم المشاركة : ( 8598 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصفح والغفران


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تتميز المسيحية وتمتاز عن كل الفلسفات والمعتقدات العالمية، بواحدة من اجمل الخصال واروع الشيم وابجل الفضائل، وهي المغفرة او المسامحة او الصفح او العفو....
وظهرت هذه الميزة بشكل ساطع على الصليب اذ صرخ يسوع قائلا :" يا ابت اغفر لهم، لا نهم لا يعلمون ما يفعلون".. وقد اطلق يسوع هذه العبارات للذين صلبوه وقتلوه ودقوا يديه ورجليه بالمسامير بوحشية وقساوة.. اعلن يسوع غفرانه للذي اهانه واذلّه واحتقره وبصق في وجهه وجلده وحكم عليه بالموت، واخيرا للذي صلبه وقضى عليه.. امام ظلم وظلمة البشر الحالكة، سطعت شمس الغفران والصفح والعفو من يسوع.. والغريب ان المصلوب المظلوم الذي غفر لصلبيه، لم يكن انسانا بسيطا محدودا وعاجزا، لكنه هو القدير، الذي صنع المعجزات، واثبت انه يستطيع كل شيء.. فالعفو كان عند المقدرة، ويسوع يغفر لاعدائه، بعد ان غمرهم بالاحسان والصلاح، فقد اطعم الجموع وشفى مرضاهم وفتح اعين عميانهم... لا نجد هذه المغفرة في اي كتاب آخر او فلسفة اخرى، فقد قال احدهم :"اني مستعد ان اغفر لعدوي بعد ان اشنقه!"... لكن المسيحية تبقى شامخة وسامية بتعاليمها وممارستها، فهي الوحيدة التي دعت الى الصفح والغفران.. ومَن دعا الى ذلك، فقد نسخ دعوته من الانجيل..
لكن المسيحية لم تكتفي بالتعليم السامي عن الصفح، بل ايضا اعطت المثال العملي والملموس للصفح والعفو والغفران، اولا في يسوع رئيس الايمان ومكمله الذي غفر لصالبيه وظالميه، واعطاهم العذر "اذ قال لانهم لا يعلمون ما يفعلون"... لكن الانجيل لا يعطي فقط مثالا واحدا بل الاف الامثلة من الذين سامحوا وغفروا لاعدائهم سواء في الانجيل او خارج الانجيل اي عبر التاريخ... ففي العهد القديم مثلا نجد مثالا رائعا للمغفرة في حياة داود..... كان الملك شاول يطارد داود من مكان الى اخر، محاولا قتله والتخلّص منه، مع ان داود لم يؤذِه بشيء. طارد شاول داود من دون سبب، اللهم الا الحسد والغيرة.. ويوما ما، كان الملك شاول غارقا في نوم عميق، واتى داود اليه، وكان يمكنه ان يقتله ويتخلّص منه، لكن داود مع ان الفرصة سنحت بابواب واسعة، لم يمد يده على شاول، ولم يؤذه بشيء.. لان داود كان قلبه مغمورا بالمحبة حتى لاعدائه...
وفي العهد الجديد اظهر الرسول بولس في كتاباته ومواقفه كل محبة ومغفرة، لكل الذي طاردوه وحاولوا اطلاق الشكاوي ضده، وايضا قتله.. والتاريخ يتحدث عن كثيرين غفروا وصفحوا لألدّ اعدائهم.. وهنا في البرازيل التقيت بامرأة، كانوا قد قتلوا زوجها في ريعان شبابه، اذ اطلقوا النار في جبهته، وامام عيني زوجته الفتاة الجميلة... ذهبت الزوجة الارملة التي فقدت اغلى ما عندها، وطرقت باب القاتل لزوجها، واخبرته عن موقفها منه، اذ قالت له "انت قتلت زوجي او سلبت مني اعز ما عندي، وانا اتيت لاخبرك انني غافرة لك، وانا احبك وادعو الخير لك"......
والانجيل يتحدث عن غفران الله العجيب بشكل مدهش، لا يمكن لعقل بشري ان يدركه. مثلا يقول الكتاب المقدس "كبُعد المشرق عن االمغرب، هكذا ابعدت عنا معاصينا " (مز103). ولا يقول هنا كبُعد الشمال عن الجنوب، لان المسافة بين القطب الشمالي عن القطب الجنوبي معروفة ومحدودة، مع انها ليست بقريبة.. لكن الكتاب يقول كبُعد المشرق عن المغرب، لان البُعد بين الغرب والشرق غير محدود، بسبب كروية الارض، مما يعبّر عن مدى غفران الله غير المحدود للبشر المعتدين والاعداء... ويضيف، ان الله المحب "لم يجازنا بحسب خطايانا، ولم يعاملنا حسب معاصينا" (مز103).. لان صفحه الى الغمام... وهنا نهتف "مَن هو اله مثلك"، ويتميز بانه "غافر عن الاثم وصافح عن الذنب"... ويقول في مكان اخر ان "الله طرح خطايانا في اعماق البحر". واعماق البحر لا يتصوره منطق بشر، ولا يمكن الهبوط الى اعماق المحيطات، لرؤية خطايانا بعد، لان الله قادر ان يغفر لنا، ولا يريد ان نلتقي بها مرة اخرى، بل فصلنا عنها الى ابد الابدين ، حتى انه يقول "ان الله لن يذكرها بعد"، بل ازالها من امام وجهه الى الابد...
واذا توقفنا للحظة،| وفكرنا قليلا بمعنى التعبير "انه محا خطايانا كغيم"، لان الغيمة السوداء، اذا غابت، غابت الى الابد، ولا يمكن اعادتها ابدا... دعنا نفكر بصدق بخطايانا واثامنا التي لا تحصى ولا تعد، بل هي اكثر من شعور رؤوسنا.. لو حاولنا جمع خطايا الفكر وآثام الفعل وزلات الكلام، لوجدنا كمّا هائلا من الشرور والاخطاء، التي تدعنا نصرخ امام الله، الذي عيناه اطهر من ان تنظرا الى الشر، وهو الذي يرى كل شيء وامام عينيه لا يخفى شيء،... لصرخنا نقول مع داود "يا رب اذا كنت تراقب الآثام، فمَن يقف!" (مزمور 130)....
لكن الله عادل وبار، ومع انه غافر الاثم ومحب ورحوم وعطوف وشفوق ، لكن عدله وبره وحقه لا يدعوه يصفح ويغفر للجميع كل آثامهم، من دون ان يدفع احد ثمنا. لذلك فالقاضي الرحوم لا يقدر ان يغفر لانسان يحبه، والا لأثبت عدم عدله واعوجاجه، فالعدالة الالهية تتطلب ان يدفع احد الثمن، مقابل الحصول على الغفران، فغفران الله لا يمكن ان يتناقض مع عدالته... ولا يقدر الله بسبب صفحه الكامل ، ان يضرب بعرض الحائط عدله وكماله... ويقول الكتاب المقدس ان الله عندما "رأى انه لا شفيع، وانه لا يوجد احد يقدر ان يحل االمشكلة، قرّر ان يقوم بعمل الفداء بنفسه"....اعرف قصة احد القضاة من الناصرة، الذي وجد احد اقرباءه ماثلا امامه في المحكمة، مخالفا للقانون، فوقف محتارا، ماذا يفعل، اذا غفر له لا يكون عادلا، واذا تركه، لا يكون محبا له.. فاصدر قرارا صارما وحازما ضد قريبه، ثم دخل الغرفة الاخرى، ودفع من جيبه المبلغ للغرامة.... هكذا الهنا اراد ان يغفر لنا، دون ان يمس بعدله، فأتى بشرا، مثلنا واسلم نفسه ومات لاجلنا، وهكذا يمكن للقدير ان يغفر لنا ويبقى عادلا ومحبا في الوقت نفسه.....
والان هل يقدر الله ان يغفر للجميع؟؟... يريد الله ان يغفر للجميع، لكنه لا يقدر ان يغفر الا للذين يقبلون عمله البديل عن الخاطي والكفاري للبشر... فاذا سأل القاضي الاعلى الانسان "ومَن دفع مقابل خطاياك؟". فيجيب "يسوع الكامل بذل حياته لاجلي". وعندها لا يقدر الله العادل، ان يأخذ حقّه مرتين...... فالله يغفر كل خطايانا ويبقى عادلا، لكنه يغفر فقط للذين يقبلون عمله الكفاري على الصليب .. اما الذين يعتقدون ان الاعمال الصالحة والنوايا الجيدة واتمام الواجبات الدينية من صوم وصلوات وصدقات، يمكنها ان تكفّر عن خطايا الانسان، فمن المؤكد انهم مخطئون.. لنفرض ان احدهم قتل انسانا، وهو مطلوب للعدالة، وبينما هو في طريقه الى المحكمة، انقذ غريقا... فهل تعفيه المحكمة من جريمته؟!!. ولنفرض ان القاضي ابن عمه، فهل يقدر ان يصفح عنه؟!. ولنفرض ان ماضيه جيد، فهل هذا يعفيه؟!....
واخيرا اريد ان اؤكد ان مَن تمتّع بالصفح الالهي، لا بد ان يُظهر قلبه الصافح والعافي والغافر للاخرين، وخاصة للذين يسيئون اليه ويؤذونه... ففي انجيل متى 18 ، يؤكد الانجيل ان مَن لا يقدر ان يغفر للاخرين، لا يقدر ان يأتي الى الله، طالبا الغفران، ولا يقدر ان يتمتع بالغفران الالهي.... كل الذين عرفوا واعترفوا بخطاياهم وزلاتهم وآثامهم واختبروا الغفران الالي الكامل والصفح السماوي العميق لا بد ان يغفروا ويصفحوا لالد اعدائهم ولاشر مقاوميهم...
 
قديم 28 - 07 - 2015, 06:07 PM   رقم المشاركة : ( 8599 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو الاختطاف؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو الاختطاف؟ وماذا يعني، ومتى يحدث؟ ومَن اخترع هذا التعبير؟ وهل هو فكرة انجيلية؟ ومَن هم المشتركون في الاختطاف؟ وكيف نعرف الحقيقة بخصوص هذا الموضوع؟
وهل هو موضوع ذو اهمية؟
ان الانجيل هو المصدر والمرجع الوحيد لكل العقائد المسيحية ومبادئها، ولا يحق لاية جماعة او كنيسة او انسان ان يضيف الى الكتاب المقدس اية فكرة من جيبه. والانجيل يتحدث في الكثير من المراجع عن وعد الرب يسوع المسيح الذي مات وقام وصعد الى السماء قبل حوالي الفي عام، وعده بالرجوع ثانية الى عالمنا مرتين اخريتين، مرة بشكل خفي وغير مرئي ومرة بشكل ظاهر ومرئي وعلني....ونقرأ ان الرب وعد بالرجوع واخذ كل المؤمنين الحقيقين به، اي الذي قبلوه ربا ومخلصا لحياتهم... ويسمّى بالاختطاف، لان اخذه لخاصته او لكنيسته سيكون مفاجئا وخفيا وغير ظاهر للناس... والانجيل واضح اذ صرّح ان يسوع سيأخذ اليه كنيسته الحقيقية، وليس كل المسيحيين.. ويضيف الانجيل ايضا القول انه يوجد فقط كنيسة واحدة للمسيح.. اما الكنيسة المحلية ففيها مؤمنين حقيقيين ومزيفين اي غير حقيقيين ..
والعلامات في الانجيل لرجوع الرب اضحت ملموسة وواضحة، فنحن نعاصر النهاية مع انه لا يمكن لاحد ان يعرف متى يرجع الرب بالتدقيق، الا ان رجوع الرب صار على الابواب وعلامات النهاية صارت ملموسة... والانجيل يؤكد ان رجوع الرب سيكون مفاجئا وبغتة، وفي لحظة يقيم الرب كل الاموات المؤمنين ويجمعهم مع الاحياء المؤمنين ويأخذهم معا الى السماء ليكونوا معه الى ابد الابدين....
نفهم مما تقدم ان تعبير الاختطاف هو تعبير انجيلي محض، وليس من تأليف جماعة مسيحية معينة.. وايضا ان الاختطاف هو عمل الرب يسوع، الذي سينزل قريبا الى السحب ولا يراه احد، ويجذب كنيسته الحقيقية اي كل المؤمنين الحقيقيين من كل الجماعات والديانات، كل الذين اكتشفوا واقتنعوا واعترفوا انهم خطاة هالكين فلجأوا الى الرب يسوع المسيح كالمخلّص الوحيد. والرب يعلم الذين هم له.. وكثيرون من الذين في الكنائس لن يكونوا من المخلّصين، بل سيهلكون حتى ولو عرفوا وعلّموا الكلمة...والرب يسوع لن يأخذ كنيسة معينة، ويترك الباقين، بل يجذب كنيسته الحقيقية المكونة من المؤمنين الحقيقيين، اولاد الله الحقيقيين الذين اساس حياتهم هو فقط الانجيل... وبعد ان يأتي المسيح ويأخذ كنيسته يصعد الروح القدس ويبقى العالم من دون كنيسة ولا انجيل ولا روح قدس، بل يسود العالم الفوضى، ويبدأ ارتداد العالم المسيحي الى الوثنية، وتبدأ ضيقة عظيمة على العالم لم يكن مثلها ولن يكون (متى 24)، وهذه الضيقة مدتها سبع سنين، يحكم فيها المسيح الكذاب اي الاثيم والمقاوم لله (2 تس 2). وفي نهاية السبع سنوات، يرجع الرب يسوع مع كنيسته ويظهر علنيا ويقف على جبل اورشليم ويجتمع اليه كل الشعوب ويدين الامم ..
والاختطاف سيكون لقاء المؤمنين مع المسيح في السحب مع الملائكة، وسيدخل المؤمنون السماء بهتاف عظيم وترانيم السماء وابواق الملائكة، ويجتمع يسوع مع عروسه.. لان العلاقة بين المسيح وكنيسته هي علاقة محبة وفرح وارتباط ابدي رائع، والزواج اليوم ما هو الا رمز لجمع المسيح والكنيسة....
وعند رجوع المسيح المفاجئ، سيُغلَق باب الخلاص على الجميع الى الابد، ولن يكون بعد اي رجاء للبشر.. والمؤمنون يكتشفون الحقيقة وتظهر كل الخفايا والسرائر ويدخلون الى مجد الرب يسوع، يتمتعون به ويسجدون له الى ابد الابدين ويرتاحون من الاتعاب ومن الخطية الى ابد الابدين...
قريبا جدا سيعلن الرب عن فجر ابدي ، حين في لحظة في طرفة عين، عند البوق الاخير، والرب نفسه ينزل ويضم اليه احباءه من المشارق والمغارب... يبدأ نهار لا ينتهي، طوبى لمن له نصيب فيه، ويسكن الله مع الناس.. ولا يكون دموع ولا حزن ولا صراخ... يبدو ان العالم، حتى المسيحي، يتجاهل هذه الحقيقة، حقيقة قرب الابدية، فيعمل الكل فقط لهذا العالم، وهو غير مستعد ان يعمل شيئا لابديته، والسخرية انه يظن نفسه حكيما... فيصحو فجأة في الابدية المظلمة..
ترى، عند مجيء الرب يسوع قريبا، حين يخطف احباءه ويأخذهم اليه، كنيسته الحقيقية وعروسه الابدية،
ترى مَن هم هؤلاء.؟ هل هم نحن ام هم ام كلانا؟؟.. ان الرب يعلم الذين هم له (2 تيمو 2)، وشكرا لله انه لم يوكل انسان على هذا الامر!، لكان خلط الحابل بالنابل.....
لكن للتشبيه نقول، لان الطبيعة نفسها تعلّمكم (1 كو 11)، ان المغناطيس مثلا حين يقترب، يجذب تلقائيا فقط الذين من نوعه، يجذب الحديد، ولا يجذب كل ما ليس من نوعه، فمهما حاولنا، لن يجذب ولا يقدر ان يجذب الخشب مثلا او الالومنيوم او النحاس او الزجاج، مهما كان يشبه الحديد!...
والرب يسوع عند مجيئه، سيجذب اليه تلقائيا، كل مَن له طبيعة الهية، وقد ولد من الله وهو خليقة جديدة كما يقول الانجيل (يو 3/ 2 كو 5).. يجذب الذين من نوعه والذين لهم علاقة حية معه وفي شركة معه ومع مَن له، ولن يجذب كل الذين ليس مثله، مهما كان الشبه قريبا... فالمغناطيس لن يجذب موادا اخرى مشابهة للحديد!..

المغناطيس سيجذب قطع الحديد الذين من نوعه، مهما كانت القطعة صغيرة، ومهما كانت ملوثة او قذرة او ضعيفة...ولن يجذب المواد الاخرى مهما كانت كبيرة ومهما افتخر بها الناس، ومهما كانت تبدو "نقية او صالحة او جميلة".. يكفي انها ليست من المواد القابلة للاجتذاب..."لكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما هو لروح الله" (رو 8)..
هكذا ايضا عند مجيء الرب، سيجذب يسوع المؤمنين الحقيقين الذين ولدوا من الله، مهما كانوا مرفوضين او صغار في اعين الناس او محتقرين، ومهما كانت ضعفاتهم وسقطاتهم.... وسيترك الرب كل الذين رفضوا التوبة ورفضوا الحصول على الطبيعة الالهية والولادة الثانية، وسيرفضهم الرب مهما كانوا يشبهون المسيحيين ومهما بدو من صلاح واعمال صالحة وبر شكلي...
بعد الاصغاء الى هذه الكلمات، اذا كنت من الحديد، تسخن وتزداد ايمانا وتمسكا بالايمان.. اما اذا كنت من الخشب، فتتفتت وتفنى وتبتعد عن المسيح اكثر... هل يستطيع ان يتحول الخشب او الزجاج الى حديد يجذبه المغناطيس؟؟.. الرب يسوع قادر ان يجري فيك هذا التحول ويضع فيك طبيعته الالهية ليجذبك اليه عند مجيئه القريب...
 
قديم 28 - 07 - 2015, 06:08 PM   رقم المشاركة : ( 8600 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أفضل هدية للأمومة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا شك أنها فكرة جيدة تحديد يوم عالمي لاكرام الأم.. مع أنه يجب إكرامها كل أيام السنة وليس فقط يوما واحدا... فالأم رمز للتضحية والتفاني، فهي كالشمعة التي تذوب لإنارة الطريق للآخرين.
والام تستحق الاكرام والاحترام، فأكبر الرجال واعظمهم عبروا رحم الام ورضعوا الحنان من صدر امهاتهم.. مما منحهم شعورا عميقا بقيمة الحياة وقيمتهم للحياة.. وفي اماكن مختلفة في العالم، يقدم البنون والبنات الهدايا الجميلة من اجمل الورود والازهار لامهاتهم معبّرين عن تقديرهم وامتنانهم للامومة.. ومع ان الام تفرح بالورود الجميلة، لكنها تستحق هدايا اكثر واعظم من ذلك، فهي تستحق اكراما اكثر واحتراما اكبر واهتماما اشمل واصغاءا اكمل وتعبيرا عن التقدير والامتنان بشكل عملي وملموس..
والرسول بولس العظيم قال في الوحي المقدس "اكرم اباك وامك لكي يطول عمرك على الارض"(افسس 6).. ومع ان الفكرة السائدة ان الاعمار بيد الله والامر صحيح، لكن هنا يقول ان عدد سنوات عمرك في هذه الدنيا يحدده ايضا مدى اكرامك لامك ولاهلك، فالاولاد الذين يحتقرون امهاتهم يكونون تحت لعنة مدى حياتهم ويقصر عمرهم، لان الله لا يكون راضيا عنهم، بسبب موقفهم الجاحد للوالدين وخاصة للام. والقول الشائع ان رضى الله من رضى الوالدين، لهو مبدأ الهي صحيح.... فالرسول بولس يجزم هنا ان الذين يكرمون والديهم يكون لهم خير وبركة ونعمة وطول ايام....
والغريب ان عندما اراد الله ان يتجسد ويتأنس ويدخل هذا العالم الذي خلقه، قرر ان يأتي بواسطة امرأة اي ام، ولحكمة الهية عميقة ودفينة، اختار الامومة ، لان من خلال ذلك، اراد ان يقول شيئا صارخا عن مدى اهمية وعظمة الامومة في نظره... كان ممكنا ان يأتي الى العالم من دون رحم ام، لكنه بلا شك قصد ان يولد بواسطة مريم المطوبة والتقية... ويقول الانجيل ان يسوع كان خاضعا لامه محترما لها... رغم عظمته، لم يستهن ولو ذرة بأمه، بل اراد ان يكون لنا مثالا في احترام واكرام امهاتنا ونموذجا رائعا في تقدير الامومة...
ومع انتشار المثليين نقول أليس هذا مخطط شيطاني للقضاء على العائلة وخاصة الامومة التي ابدع فيها الخالق... فعند زواج رجليين او امرأتين، اين تكون الامومة؟؟. اين تصير فكرة الام المضحية والمتفانية، والتي تحمل طفلها اشهر محتملة اياه؟... ان الترتيب الالهي المقدس والرائع والعجيب هو فكرة العائلة اي "الاب والام والابناء والاخوة"، ففي هذا الترتيب نرى روعة فكرة الامومة والابوّة والاخوّة والبنوية والعائلة المتماسكة، لان الانسان لم يولد منعزلا عن الاخرين، بل مرتبطا ومتعلقا بهم ومتعايشا معهم... وفكرة العائلة وخاصة الامومة هي دواء للانانية التي يعاني الانسان منها، والتي هي سبب كل دمار اجتماعي او عائلي... فالام مدرسة تعلّم الاجيال التفاني والتضحية من دون كلام.. فلا مكان للانانية في قلب الام، بل هي تتعب وتضحي وتتنازل لاجل الاخرين، وتكرس كل وقتها وفكرها واهتمامها لاجل طفلها وذلك لسنوات طويلة، وكثيرا ما يجحد الولد ويحتقر امه ويسخر من كلامها، ومع ذلك تبقى مُحبّة له ومشغولة به....فالام رمز للعطاء بلا مقابل وهي تقدّم ذاتها ذبيحة على مذبح العناية باولادها، غير آبهة بموقفهم وشح تقديرهم وضآلة عرفانهم وضحالة تعبيرهم....
في احد الايام طرق سائق التكسي الباب، فرد احد الاولاد من الداخل وقال :" نحن لوحدنا، فأمي في المستشفى وانا واخوتي ووالدي، كلنا لوحدنا في البيت"... مع ان الاب والاخوة والاخوات جميعهم كانوا في البيت، لكن شعر الولد انه لوحده.... فالبيت من دون ام، يكون موحشا، ويشعر الجميع بالوحدة...
ولكن للأسف يزداد في هذه الايام الاحتقار والاهمال للامهات.. رغم التقدم العلمي والتطور التكنولوجي وتضاعف عدد علماء النفس والاجتماع والفلسفة، الا ان الانسان كل مرة يصبح اكثر انانيا واكثر ذاتيا محتقرا لوالديه خاصة لامه... يزداد العلم ويقل الاكرام والاحترام والاهتمام بالام، فيتميّز هذا الجيل بالنكران والجحود والعقوق... ليت هذا يكون صوتا ونداءا للرجوع الى القيم المسيحية الانجيلية التي منها اكرام الام لان ذلك من اكرام خالقها....
واخيرا انه لجميل ورائع ان يوم اكرام الام في الشرق هو يوم بداية فصل الربيع اي الحادي والعشرون من شهر آذار ... يوم بداية الازهار والبراعم وانتشار الحياة في كل مكان، فالام ربيع دائم اخضر وزاهر، وهي تأتي بالازهار والبراعم الى هذا العالم.. تأتي بالاطفال ببرائتهم وبساطتهم، لكن صيف هذا العالم وخريفه وشتاءه يفسدون هؤلاء الاطفال، ويزرعون في اعماقهم جفاف الصيف وهيجان الخريف وبرودة الشتاء، ولا عجب ان يكون المجتمع اليوم جافا كالصيف وهائجا الخريف وباردا كالشتاء ويحتاج الى نضارة الربيع، وذلك من خلال العودة الى كل القيم الالهية التي غرسها الله في الانسان والتي تدفئ العلاقات وتدفع القيم وتنعش الشركة بين ابناء البشر... ان هذه القيم الالهية جمّعها الله في قلب الام! ، فكثيرا ما يظهر موقفنا الحقيقي نحو الله في موقفنا اليومي من امهاتنا اللواتي ولدننا الى هذا العالم، وخاصة من اولئك الذين ولدونا بكلمة الحياة الى الحياة الابدية...
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024