منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 07 - 2015, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 8581 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هادمين حصونا (2 كو 10)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يبني الشيطان الكثير من الحصون في عقول الملايين من البشر. وهذه الحصون هي بمثابة معاهدات واتفاقيات بين الشيطان والبشر تمتد احيانا الى سنين طويلة وعقود مديدة. وهدف ابليس هو هدم عمل الله من خلال غزو قلوبنا وعقولنا، والاحتفاظ بها تحت سلطته وتحكمه وابقائها بعيدة عن الرب.
كلنا نولد بطبيعة شريرة وخاطئة، مليئة بالحصون ضد معرفة الله، وهذه القلاع تتجسّم في جيوش الشكوك والارتياب بخصوص محبة الله وقدرته وصلاحه. ان بعض هذه الحصون الشيطانية قد انتقلت الينا عند ولادتنا. وبعضها من خلال تربيتنا في البيت ونحن بعد اطفال.. على سبيل المثال، قد يكون اهلنا علّمونا ان النجاح العلمي والمالي لهما اهم من الحياة الروحية.. والاهتمام بكل ما يتعلق بهذه الحياة اهم من الامور الابدية..
ثم نكتسب افكارا خاطئة جديدة في المدرسة، نتعلّم مثلا ان وجود الانسان في هذا العالم هو عن طريق الصدفة وان اصله انحدر من الحيوان غير العاقل. ونتعلم امورا كثيرة في المدارس تتناقض مع الفكر الالهي. وعندما نكبر، نجد من الصعوبة اكتشاف هذه الافكار والتنازل عنها. وهكذا بسبب هذه الافكار التي اكتسبناها من البشر، نرفض اعلان الله الواضح في الكلمة المقدسة. وحتى بعد التجديد والايمان، نبني حياتنا احيانا على افكار خاطئة، ونحن لا نعلم ونظن ان الله يريد ذلك . ربما تستغرب من هذا الكلام وتظنه مبالغة.. دعني اسألك على سبيل المثال وليس الحصر، لماذا يعاني كثيرون من اولاد الله في الكنيسة وفي الحياة الزوجية وفي حياتهم الشخصية حتى بعد سماع الكثير من الوعظ؟! أ لا يعتقدون في نفس الوقت، ان الله يريد تلك المعاناة لهم؟!. لكن الكتاب واضح في هذا الامر، لا تقل ان الله يجرّبك بالشرور، بل سبب معاناتنا كثيرا ما يكون الافكار الخاطئة المتأصّلة في اعماقنا والله براء منها.. لذلك يدعونا الرسول بولس الى هدم افكاراً قوية تتحكّم في حياتنا وتتسلّط على تصرفاتنا وردود فعلنا.. مثلا ربما لم ننتبه البتة ان تعامل الرجال مع نسائهم وتوجّه النساء الى رجالهم، كثيرا ما يكونان غير مسيحيين ومتناقضين مع الانجيل ونحن لا نعلم، نصلّي ونبكي ونتصادم ونيأس ونستغرب لماذا لا يساعدنا الله القدير الذي يستطيع كل شيء.. الجواب بكل بساطة ان الله العليّ يدعوك الى التنازل عن افكار اكتسبتها من العالم ومصدرها الشيطان وانت لا تعلم.. ويجدر ذكره هنا ان النوايا الحسنة لا تكفي.. في ذهني، تجول امثلة عملية كثيرة لافكار شيطانية عالمية واقتناعات لا نريد التنازل عنها ونحن نظنّها انجيلية والهية!.... وها نحن ندفع ثمنا باهظا لذلك كل يوم في كنائسنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا..
ان بعض هذه الحصون القوية المبنية على افكار خاطئة نكتسبها من الاصدقاء ومن المجتمع ومن العلماء والفلاسفة واحيانا من وعّاظ ومن اناس يريدون ان يكونوا معلّمين للكلمة الحية، فيزرعون الفوضى والتشويش. وعندما يرسل الله رجاله الحقيقيين ليهدموا هذه الحصون في محاولة لتغيير الاقتناعات الخاطئة واستبدالها بالحق الكتابي، نواجههم بالمقاومة والمعارضة والغضب احيانا.
كيف يمكننا اكتشاف هذه الحصون الشيطانية في حياتنا؟ وكيف نواجهها ونحطّمها ونهدمها؟ وماذا يحدث اذا تركناها كما هي ولم نهدمها؟.. لكي نجيب على هذه التساؤلات، لا نحتاج الى اللجوء الى كتب لفلاسفة وعلماء هذا العالم، بل علينا البحث عن الاجوبة فقط في الكتاب المقدس، كلمة الله الحية الفعالة وطلب ارشاد الروح القدس. ونحتاج الى رجال الله الذين يبثّون فكر الله الحقيقي. ويعلّمنا الانجيل ان الحق ينير اذهاننا ويصحّح افكارنا الخاطئة ويقوّم سلوكنا الاعوج. تكشف كلمة الله كل خداع ابليس التي من المستحيل اكتشافها بدون انارة روحية الهية. لكن علينا ان نتضّع لكي نكون مستعدين للتعلّم وليس ان نعلّم الله، بل نأتي الى الرب كاطفال مطيعين ولا نتذمر ونشتكي. ينبغي ان نكون مستعدين لتقبّل كل ما يعلّمه الانجيل، حتى ولو تعارض مع التقليد الكنسي والاجتماعي وافكار المجتمع ومعتقدات الاهل ورأي العلم وحتى ولو تناقض مع المنطق البشري. كان يسوع مهاجما للتقليد الاجتماعي وقد ادان التقليد الديني ايضا(مت 23). ان الكتاب المقدس هو الاداة الوحيدة والمرشد الوحيد لحياتنا. وهو يعلن الحق ويساعدنا على التخلّص من الافكار الهدامة التي غرسها الشيطان عميقا في اذهاننا.
اذا تابعنا حياتنا بدون نزع هذه الافكار الخاطئة واستبدالها بالحق الكتابي، نجلب الاهانة لمخلّصنا، والحزن واللعنة لحياتنا وحياة اولادنا واحفادنا وكل مَن حولنا. وبهذا نعطّل مجيء الكثيرين للرب ونسبب العثرات امام الناس. ان هذه الحصون تحرمنا من التمتع بالشركة مع الله ومع اخوتنا في الكنيسة، وبسببها، نفضّل الحفاظ على البعد والحواجز بيننا وبين باقي اعضاء جسد المسيح. احيانا لا نرى ايّة نتائج لتعبنا وخدمتنا وتضحيتنا، فنصاب بالاحباط والوحدة واليأس. ولا نعلم لماذا. اما نصيحة الكتاب فهي:"لا تشاكلوا هذا العالم بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم، فتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة والكاملة" (رو 12: 2).
كثيرا ما يكون من الصعب علينا ان نفحص افكارنا ونواجه انفسنا بنقد ذاتي امام النور الالهي الساطع بدون اي تأثير بشري، نحن نحتاج ان نفحص بموضوعية ونزاهة كل ما يجول في افكارنا، لان الفكر هو الموجّه لكل سلوكنا وكلامنا، فاذا اردنا ان نغيّر تصرّفنا وكلامنا، علينا ان نغيّر اولا تفكيرنا وعقليتنا واقتناعاتنا. لنطلب كداود من الرب ان يمتحننا ويفحص دواخلنا، وان كان فينا طريق باطل، يهدينا طريقا ابديا (مز 139/ اعمال 17: 11).
لنتذكر ان عمل كل واحد منا سيُكشَف ويُعلّن امام كرسي المسيح، لان اليوم سيبينه والنار الالهية ستفحص كل فكر لدينا، لذا فمن الحكمة ان تكون لنا الشجاعة والجرأة لنواجه انفسنا ونصلح طرقنا وافكارنا (1 كو 3: 13/ 2 كو 5: 10). وهل نحن الانجيليين، مستعدّون ان نفحص من جديد مفاهيمنا عن الايمان، وهل هي مستقاة من الانجيل بدون اي تأثير بشري!.... ام ان معتقادتنا معصومة وممنوع فحصها!.... ان الحق الانجيلي معصوم وكامل، اما مفهومنا للحق فهذا امر آخر.. آن الاوان لحركة انجيلية اصلاحية جريئة..... نحتاج الى اللبن العقلي عديم الغش اي كلمة الرب بدون اي توابل جميلة من هذا العالم الهالك. ربما تكون معتقادتنا هي مجرّد خليط من التعاليم الانجيلية والافكار اجتماعية ودينية عالمية...
لنفحص علاقتنا مع اخوتنا واخواتنا في المسيح، ولنفحص شركتنا مع الرب، ولنفحص افكارنا واقتناعاتنا المختصة بالزواج والعائلة (افسس 5) والكنيسة والمستقبل والسياسة (رو 13) والجنس (1 كو 7) والخدمة والبنيان (1 كو 14) والتبشير والعلاقات الاجتماعية.. اخشى ان نكون مشبعين بأفكار ليست من الانجيل، بل من البشر ومن الصعب مواجهتها، لان مَن يواجهها، سيكون مصيره الصليب كيسوع، عندما واجه التقليد الاعمى والعادات الاجتماعية الباطلة، والديانة التي لا تفيد شيئا....
ان الكتاب المقدس لواضح وبسيط حول كل امور حياتنا، والرب يريد ان يحرّرنا من كل تأثير شيطاني على حياتنا. وفي المسيح، نستطيع كل شيء (فيلبي 4) نستطيع ان نهدم كل الحصون الشيطانية فنكون اعظم من منتصرين (رو 8: 37/ 2 كو 2: 14)....
 
قديم 25 - 07 - 2015, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 8582 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شوكة في الجسد (2 كو 12)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كان الرسول بولس رجلا عظيما قد استخدمه الرب بشكل معجزي. وقد كتب تقريبا نصف العهد الجديد في اربع عشر رسالة رعوية ومائة اصحاح. وكان كفؤا ومؤهلا لتأسيس المسيحية وانجاحها في العالم. وقد بشّر بولس سبعة دول واسّس آلاف الكنائس المحلية. ومع كل ذلك، كان فيه شيء أعاقه وسبّب له التعب والاذلال.
في الرسالة الثانية لاهل كورنثوس، الفصل الثاني عشر، تحدث بولس العظيم عن شوكة في الجسد سبّبت له المعاناة. ربما كان ذلك ضعفا جسديا ما او نقصا جسمانيا ما في جسمه او نظره. لم يحدّد الكتاب المقدس ماهيتها، ويبدو انه ليس من الاهم معرفة ما هي. لكن من الواضح ان الشوكة هي امر في كل واحد منا، كلما ينجح في انجاز معين، يتذكّر ذلك الامر الذي في حياته، فيشعر بالاذلال والاهانة مما يمنعه من الافتخار بالانجاز.
حصل بولس على الكثير من الاعلانات الالهية. وصنع الرب من خلاله معجزات خارقة، لكن الرب ابقى في جسد بولس امرا ما جعله يشعر بالاهانة والاذلال. استغرب الرسول واغتاظ وتساءل في نفسه مفكرا :"كل ما فيّ عظيم ورائع، لكن اتمنى لو ان الرب يزيل هذه الشوكة من حياتي، اكون عندها من اسعد البشر". صلّى الى الرب ولم يحصل على اية استجابة. صلى ثانية وثالثة، لكن السماء بقية صامتة ومغلقة.
شعر بولس مذلولا ومحتقرا، وظن ان على الرب ان يزيل هذه العلامة المذلة التي كانت في حياته. ولم يفهم لماذا سمح الرب بهذه الشوكة، التي كانت سيفا مؤلما في يد الذين سمعوه او التقوا به. استغرب بولس ان الرب القدير الذي يصنع العجائب، لم يعطه راحة، ولم ينقذه من هذه الشوكة المذلّة.
وفجأة فتح الرب ذهن بولس واكتشف ما يجول في ذهن الخالق بخصوص هذه الشوكة الاليمة. ادرك بولس ان للرب قصدا عظيما حتى من سماح تلك الشوكة في حياته. واعلن له الله ان الشوكة وُجدت لتحفظ بولس في التواضع والانكسار، الذين يجعلون الرسول نافعا لاعلانات اكثر. اكتشف بولس انه كلما زاد الاذلال بسبب الشوكة، كلما فاض الرب عليه بالبركات والنعم والانتصارات. ذات الشوكة التي أذلّت بولس وحطمت كبرياءه ومنعته من الافتخار، هي ذاتها قادته الى انتصارات جديدة وحفظته من الكبرياء لكي تعطي مجالا اكبر للرب ليصنع عظائم اكثر من خلاله. كان قول الرب له :" تكفيك نعمتي، لان قوتي في الضعف تُكمَل". كلما كنت اكثر ضعفا امام الناس، كلما كنت اقوى، وانفع لعمل الرب.
وموسى ايضا، طلب الله منه ان يذهب الى فرعون، ويخلّص الشعب من العبودية. نظر موسى الى نفسه ورأى عائقا عظيما في ذاته يمنعه من ان يكون نافعا لمهمة الهية كهذه. كان يعاني من مشكلة في لسانه، لم يستطيع ان يتحدث بطلاقة وسيولة. عندها التجأ موسى الى تقديم وابل من الذرائع والاعذار، عل الرب يعفيه من تلك المهمة. لكن الغريب ان الرب فكّر بشكل مختلف تماما. فبالنسبة لله، كان اختياره لموسى بسبب تلك العاهة بالتحديد. ما رآه موسى عائقا، رآه الرب القدير مؤهَّلا، وما رآه موسى نقصا، رآه الرب ميزة. وما ظنه موسى سبب فشل، رآى الله الحكيم سبب نجاح. بحث الرب دائما عن آنية متواضعة ومذلولة ومنكسرة ومنسحقة لاظهار مجده وانجاز انتصارات الايمان. كان موسى اناءا ممتازا، عكس ما يمكن ان يعتقده البشر. لم ير الله الشوكة عائقا او معطلا بل سببا للنصرة والمجد.
صنعت الشوكة المؤلمة من بولس(2 كو 12) رسولا عظيما ورابحا للنفوس للمسيح. وصنعت من بطرس (مت 26: 70)مسيحيا شجاعا وجريئا، وقام امام خمسة آلاف رجل، ووعظ بقوة فاستخدمه الرب للخلاص والحياة الابدية. وصنعت ايضا الشوكة من داود (1 صم 16: 11) شاعرا وكاتبا للمزامير التي كانت سببا لتعزية وتشجيع الملايين في كل مكان وزمان الذين اجتازوا الالم والضيق. والشوكة صنعت من موسى جريئا لمواجهة فرعون، فخلّص شعب الله. والشوكة جعلت من ابراهيم ابا للمؤمنين وخليلا للقدير. والشوكة ايضا جعلت من جدعون (قض 6) بطلا للايمان. وجعلت من مفيبوشت (2 صم 9) ان يجلس على مائدة الملك. ومن يوسف (تك 37) حاكم مصر. وشوكة هابيل جعلته يقدّم تقدمة مقبولة لله اكثر من قايين. والشوكة المؤلمة صنعت من استير ملكة على اكثر من مائة شعب. والشوكة في مردخاي جعلته ينتصر على هامان عدو شعب الله. وشوكة النبي يونان جعلته يربح شعب نينوى. وشوكة يشوع اتت يالانتصارات المتتالية. ونعمي جعلتها تستعيد البركات لشعب الرب. والمرأة السامرية (يو4) صنعت منها اناءا نافعا لربح المدينة بأكملها. وشوكة نحميا جعلته يصرّ على بناء سور المدينة رغم المقاومة الشديدة. وجعلت الشوكة من ارميا نبيا ورجل ايمان.
من جهة اخرى، كان نقص وانعدام الشوكة في حياة سليمان سبب ابتعاده عن الحق، وعندما وُجدَت لاحقا وبعد سنين طويلة، رجع الى الرب مذلولا وكتب سفري الجامعة والامثال، فكان سببا لارشاد شعب الله واقناع البشر بتفاهة الحياة بدون الرب. وانعدام الشوكة من حياة آدم وحواء جعلتهم متكبرين، فسقطوا في الخطية وطُردوا من الجنة. وانعدام الشوكة في قايين جعلته يقتل اخاه البار بدم بارد. وانعدام الاستفادة من الشوكة في يفتاح جعلته يقدّم ابنته الوحيدة ذبيحة دون ان يطلب الرب منه ذلك. وانعدام الشوكة في شاول جعلته ينتحر يائسا.
هنالك خطٌ دقيق جدا بين النجاح والفشل، وبين العظمة والسقوط. يمكننا ان نستخدم ما لدينا اما للانتصار او للسقوط، اما للنجاح او للفشل. بعض الذين سمح الرب في حياتهم شوكة ما وبقصد الهي مجيد، اساؤا فهم الرب، فكانت الشوكة سبب تحطيمهم، وآخرون استفادوا من حكمة الرب فكانت الشوكة الاليمة في حياتهم سبب بركة وانتصار وقوة.
يمكننا ان نفكر بالامور الحسنة التي في حياتنا ونفتخر بها. وما نفتخر به يمكن ان يقودنا الى الكبرياء ومن ثم الى الدمار لنا ولعائلتنا. وكذلك يمكننا ان ننشغل بما ينقصنا وبكل ما نتمناه ولا نملكه، فنيأس ونحبط ونسير الى الدمار الذاتي.
لكن الرب يريد منا ابطالا منتصرين، نسير من نصرة الى أخرة. ويريدنا الرب ان نكون حكماء ومتواضعين خاصة بسبب الامور التي لا نحبها ولا نحتملها فينا. التي سمح الرب بها لتقودنا الى العظمة والانتصار.
هيا نفكر قليلا وبصدق امام الرب كاشف القلوب. ربما يكون في حياة كل منا امورا تسبّب لنا المذلة والمرارة. شيء ما حدث في الماضي، او ضرر انت فعلته للاخرين او آخر فعله لك وانت لا تستطيع ان تنساه او تغفر للاخرين. ربما يكون امر في جسدك او في نفسك او في عائلتك، كلما تفكر به، تشعر باليأس او الاذلال او الانكسار او الاحباط، وتظن انه لولا ذلك الامر، لكنت من اسعد البشر، وتتساءل لماذا لا يزيله الرب من حياتك وهو الذي يستطيع كل شيء!. ربما تصلي او تبكي امام الرب او تتساءل او تتذلل. ليت الرب يمنحنا الحكمة السماوية ويفتح اذهاننا من خلال روحه القدير ويعيننا لنكتشف المفتاح للعظمة والانتصار من خلال ما يذلّنا ويكسر كبرياءنا.
ان الطريق نحو الحل ليس ابدا الاتجاه الى فوق بل الى اسفل. كلما انكسرت اكثر، كلما كان الانتصار اقرب اليك. ذات الشوكة فيك التي ظننتها دائما سبب اذلالك واحباطك، هي ذاتها القوة والمركبة التي يمكن ان توصلك الى العظمة والانتصار.
ظنّ بطرس انه صالح ونافع للرب لكنه لم يكن كذلك. سقط وانكر الرب سيده. لم يستطع تقبل سقوطه، وظن ان ذلك كان نهايته. لكن عندها قال له الرب الان انت ممتاز لخدمتي!.. فاستخدمه الرب بشكل معجزي، اكثر من اي واحد من التلاميذ، ولم يذكر الكتاب سقوط اي واحد منهم. نفس الشيء الذي كان ممكن ان يحطم بطرس، كان سبب نجاحه وانتصاره وسبب استخدام الرب له. ذات الشيء!..
ليتنا نثق بالرب لانه حكيم وقدير. لا تفكر ابدا انه لا يسمع صلواتك وتضرعاتك. اصغ الى ما يريد هو ان يقول لك. هو يريد ان يستخدمك، لكن افكار الرب ليست كأفكارنا. لنثق في محبته وفي حكمته وقدرته. ان الصليب امر قاس وبشع، لكن بدون الصليب، لا يكون يسوع مخلّصا وفاديا وشفيعا. ذات الشيء المليء بالاذلال والهوان والاحتقار اي الصليب، هو ذاته جعل يسوع قادرا على مصالحتنا مع الله القدوس العادل واستطاع ان يغسلنا بدم نفسه.. ما أذلّ يسوع، جعله منتصرا الى ابد الابدين. ونحن ايضا "لا نفشل، ان كان انساننا الخارج يفنى، فالداخل يتجدد يوما فيوم. لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا ثقل مجد ابدي" (2 كو 4).
 
قديم 25 - 07 - 2015, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 8583 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل يَنكسر ويُهزَم مـَن "معه الرب"؟!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لأول وهلة يجيب الكثيرون منّا على هذا السؤال بالنفي، ويجزم معظمنا على انه لا يمكن ان يواجه الهزيمة مَن "يتكل على الرب" وينادي باسمه. لكن افكار الله ليست افكارنا وكل شيء مكشوف امامه ولا يختبئ من وجهه انسان او شيء.
لا نجد افكار الله في مخيلتنا او تحليلنا، لان الله قد وضع جانباً حكمة البشر، لكنها مدوّنة في كلمة الله - الكتاب المقدس. ونتعلم من سفر صموئيل الاول (ص4) انه يمكن ان يُهزم مَن "يتكل على الرب"، اذا كان اتكاله شـكـلـيـاً او جزئيا، ويكون السقوط عظيماً.
ندّعي احيانا ونقول بصوت عال ان الرب متّكلنا وهو هدفنا وهو حياتنا، أمّا حقيقة الامر فهي اننا نعمل ارادتنا نحن، وفي الواقع نحن لسنا في شركة حقيقية مع الرب، بل نحيا متممين شهواتنا ومعظّمين ذواتنا، ومنادين بهتافات انجيلية وآيات مقدسة في آنٍ واحد!.

لماذا انكسر شعب الله وهرب، وقد تساءلوا - دون ان يقصدوا رأي الرب- "لماذا كسّرنا اليوم الرب"(1 صم4: 3، 10)، مع انهم تمسكوا بتابوت الرب اي بامور الهية مقدسة، وهتفوا هتافاً عظيماً حتى ارتجّت كل الارض؟!. (تابوت الرب هو صندوق خشبي كبير، فيه الوصايا وهو رمز لحضور الرب في وسط شعبه). ان الجواب على هذا السؤال الهام هو واضح في كلمة الله وبسيط للفهم، لكن الانسان لا يريده ويرفض ان يسمعه ويخادع الرب لكي يجد مسربا للهروب من الرب. ويسير الانسان وكأن الرب لا يراه ولا ينتبه الى عمله. ولماذا لا يريد الانسان طريق الرب؟، لانه يتطلب التواضع والحكم على الذات، وبدل ان نرفع ذواتنا، يشدّنا الى ان نعطي المجد للرب أوّلاً وأخيراً. لكن الانسان يحاول جاهداً ان يخفي ان قصده تمجيد ذاته تحت غطاء الكلمات الرنانة مثل:"التعليم الصحيح، الحق، او الطريق الضيق، او الخدمة للرب".
ان الكتاب المقدس يقول ببساطة:"ان يد الرب لم تقصر عن ان تُخلِّص ولم تثقل أذنه عن ان تسمع بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع"(اشعيا59: 1) "لماذا يشتكي الانسان الحي الرجل من قصاص خطاياه!. لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع الى الرب، نحن أذنبنا وعصينا"(مراثي3: 39). وهكذا يبدأ الاصحاح الرابع من سفر صموئيل الاول، بكلمات صموئيل النبي الى الشعب، لكن الشعب تجاهل ولم يُرد ان يسمع، بل خرج واصطفّ للعمل غير مبالٍ سواء كان الرب معهم ام لا، سواء رَضيَ أم لا. ولمّا انكسروا، تساءلوا واستغربوا، لكنهم لم يتوبوا او يصغوا لصموئيل، بل أتوا بتابوت الرب(رمز لحضور الرب) وقالوا "يدخل التابوت في وسطنا ويُخلصّنا من يد أعدائنا"(4: 3). ظنوا ان حضور الرب معهم شكلياً يكفي متجاهلين الحاجة الماسة الى توبة حقيقية وانكسار قلبي عميق، ومتجاهلين ان الرب الحي لا يسكن الا مع المتواضع والمنسحق والمرتعد من كلامه(اشعيا57: 15/ 1 كو6: 17). اما هم فتجاهلوا كلام الرب ومطاليبه وهتفوا هتافاً عظيماً جدا متمسكين بالرب صُوَريّاً وشكلياً!. ربما قالوا:" أ لم ينتصر موسى ويشوع، فهم أجدادنا ونحن تابعون لهم، ولسنا كالفلسطينيين والكنعانيين والموابيين؟!. لكن الله لا يتغير ولا يُغيِّر مبادئ تعامله، سواء فَهِمَ الانسان أم لا، قَبِلَ أم تجاهل. فانكسروا وهرب كل واحد الى خيمته، وكانت الضربة عظيمة جداً وسقط كثيرون ومات اولاد الكاهن ايضا (4: 10). إن حِفْظ كلمة الله غيباً بدون التواضع لا يفيد شيئاً، والهتاف بدون التوبة خدعة، والمناداة بمبدأ الانجيل دون الخضوع لا يكفي، والاتكال ان اجدادنا كانوا أمناء وأبطال ليس كفيل بنجاح وانتصار شعب الرب.
بقي الشعب على هذه الحالة من العناد والتشبّث بأفكار بالية، رغم انحطاط الحالة الروحية اليومية والفشل الجماعي والعائلي والفردي في الشهادة والخدمة والتطبيق من اصحاح الرابع حتى اصحاح السابع أي عشرين سنة!!. وبعد هذه المدة الطويلة، (7: 2) حينئذ ناح الشعب وراء الرب وقبلوا ان يسمعوا من رجل الله الذي قال:"ان كنتم بكل قلوبكم راجعين الى الرب، فانزعوا الالهة الغريبة من وسطكم وأعدّوا قلوبكم للرب واعبدوه وحده فيُنقذكم". يا لها من صدمة وصحوة!. لم يكن الشعب يُصدِّق - أتباع موسى ويشوع- ان في وسطهم الهة غريبة كباقي الشعوب، البعيدة عن الله!. وفي العهد الجديد نفهم ان الالهة الغريبة هي الطمع(كو3: 5) والزنا والكبرياء والتعظّم والتذمر(1 كو10: 14) والعناد(1 صم15: 23) وعدم المسامحة، التي اذا وُجدت أية منها في وسط شعب الله، تغيظ الرب وتكون فاصلاً بين الانسان والله، حتى ولو كان نبياً او رسولا.
والتاريخ يعيد نفسه، ففي ارميا (ص7) نادى النبي بكلام الرب وقال"يا جميع الداخلين في هذه الابواب لتسجدوا للرب، هكذا قال رب الجنود أَصلحوا طرقكم وأعمالكم..لا تتكلوا على كلام الكذب قائلين هيكل الرب هيكل الرب هيكل الرب هو..ان لم تسيروا وراء الهة أخرى فاني أُسكنكم في هذا الموضع التي أعطيت لابائكم". لكن النبي يتابع قائلاً "كلمتكم مُبَكّراً ومُكلِّماً، فلم تسمعوا ودعوتكم فلم تجيبوا" "بل ساروا في مشورات وعناد قلبهم".
ايها الاحباء، اولاد وبنات الله في كل مكان، لنرجع الى الرب بكل قلوبنا لأن الله لا يُشمَخ عليه (غلا6)، لنرجع الى الرب تائبين وخاضعين، لا شكلياً وجزئياً، لأن الرب رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر(التأديب)(يوئيل2: 12). ان الرب يَعِد التائبين المنكسرين بان يعوّض لهم عن السنين التي تعامل الرب معنا ليُخضعنا (يوئيل2: 25) فيغار الرب لأرضه ويرقّ لشعبه!. ليتنا لا نكتفي بالعبادة الشكلية وبالهتافات والمواعظ الرنّانة بل يحتاج العالم المسيحي بكل طوائفه وجماعاته ان يرجع الى الرب رجوعا قلبيا وروحيا وحقيقيا، عندها نختبر قوة الله وتدخّله وانتصاره على كل الاصعدة لان من معه الرب حقيقة، لا يمكن ان يهزمه شيء.. ولماذا اتباع المسيح يعانون ويُذلّون في كل مكان، مع ان الرب يسوع المسيح هو القدير والغالب وسيد الجميع!؟... من المؤكد ان الرب يغلب دائما ويعطي الانتصار لمن هو في شركة حقيقية معه ولا يكتفي بالتعلّق الشكل بالرب.. ان شعب المسيح يمكنه ان ينهض من ضعفه وينتفض من هزيمته ويتحوّل في لحظة الى ابطال يسجلهم التاريخ.. ان الطريق الوحيد الى ذلك هو التوبة الحقيقية والانكسار امام الرب والمغفرة والتمسّك الحقيقي بالرب والخضوع لكلمة الرب الحية ورفض كل تقاليد الناس الجامدة وتعاليمهم الفارغة وافكارهم البالية..
 
قديم 25 - 07 - 2015, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 8584 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصليب، ضعف وجهالة أم حكمة وبسالة؟!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليس خفياً ان رمز المسيحية هو الصليب، ومع ان الرسول بولس اعلن قراره الواضح قائلا:"حاشا لي ان افتخر الا بصليب المسيح"، الا انه في ذات الوقت صرّح ايضا:"ان الصليب ضعف وجهالة" في رسالته الاولى الى اهل مدينة كورنثوس....
هل كان هذا تناقضا ام بارادوكسا؟!، وكثيرون من غير المسيحيين يعجبون بالمسيحية، وتشدهم القراءة الممتعة في الانجيل. لكنهم يصطدمون بفكرة الصليب، ويغتاظون كيف لمسيح الله البار، ان يموت ميتة شنيعة كتلك ويُصلب بوحشية متناهية؟!... حتى بعض المسيحيين يفتخرون بتعاليم المسيح السامية ويتغنون بمبادئ الانجيل الرفيعة، لكن حماسهم يبرد عندما تراودهم فكرة تراودهم ان سيدهم مات مصلوبا ومهانا، وربما يخجل البعض بالصليب...
والان السؤال الهام هو، هل الصليب حكمة ام جهالة، ضعف ام بسالة، عظمة ام ضآلة، ظلم ام عدالة، هزيمة ام بطولة؟
كتب الرسول بولس مصرحاً:"ان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وضعف" ثم اضاف قائلا:"ان ضعف الله اقوى من الناس وجهالة الله احكم من الناس".... هنا يقف القارئ مشدوها متعجبا، لا يعي شيئا مما قصده بولس... ماذا قصد رسول المسيحية؟ ألعل الله عنده جهالة وضعف؟! حاشا... لكن الله بحكمته اختار طريقة الصليب لخلاص الناس الخطاة، وهذه الطريقة في نظر البشر سخيفة ومحتقرة، ويعتبرها "حكماء" هذا الدهر ضعفا وجهالة. فيجيبهم الله ضاحكا:" ان ما تعتبرونه جهالة وضعف، هو ذات الحكمة وذات القوة".. وقد اختارها الله، لكي لا يأتي بشر امامه مفتخرا ومعتدا بنفسه..
نظرت الفتاة الى وجه امها، وحضنتها وقالت:"ماما، انا احب كل شيء فيك، احب عينيك وشعرك وابتسامتك ونظراتك، احب كل شيء.. ما عدا شيء واحد.... لا احب راحة يدك اليمنى لانها بشعة .. اريد ان اقبّل كل شيء فيك، ما عدا يدك.. لا اقدر ان انظر اليها ولا ان اقبّلها... سامحيني يا امي".... اغرورقت عينا الطفلة وعينا الام بالدموع وتعانقتا بحرارة..
نظرت الام الى وجه طفلتها وقالت:" طفلتي حبيبتي، عندما كنت اصغر سنا، قبل ان بدأت تسيرين على قدميك، كنت نائمة في السرير، وانا كنت جالسة في الحديقة، اقرأ كتابا. واذا فجأة هب حريق في غرفتك، فركضت كالمجنونة بسرعة فائقة وقفزت الى غرفتك بين السنة اللهيب، وخطفتك بقوة، وهرولت الى خارج البيت، فأنقذتك.. وعندما فعلت ذلك احترقت يدي، وها هي بشعة لم تشف بعد"!!...
ادمعت عيني الطفلة، وصرخت قائلة:"ماما، احبك واحب كل شيء بك، واريد ان اقبّلك، لكن الان احب اكثر شيء فيك يدك المحروقة، واريد ان اقبّلها كثيرا، لانها كانت سبب خلاصي، وستبقى علامة ودليلا على قوة محبتك لي"!!...
هكذا ايضا، نحن نحب كل شيء في يسوع، لانه فريد وكامل في ولادته وحياته وكلامه.. كل شيء فيه جميل، الا شيء واحد وهو الصليب. الصليب عار وهوان علنيان امام الجميع، مما يثير السخرية والازدراء.. ولا يعلّق على الصليب الا المجرمون... فأعتبر الناظرون يسوع مذنبا ومستحقا الموت.. لكن عندما نعرف ان هذه الطريقة المهينة، هي ذاتها السبيل الوحيد للخلاص والفداء والحياة الابدية... الصليب هو الدليل الواضح لمحبة الله للبشر... عندها نصرح اننا نحب يسوع، خاصة عمله على الصليب.. لانه وهو الكامل والبار لا يستحق الموت، لكنه مات فقط بسببنا ولاجلنا، اذ ونحن بعد خطاة مات البار لاجلنا...
في الصليب، يظهر واضحاً شر البشر وحقدهم وكراهيتهم وقساوتهم ووحشيتهم ومدى ابتعادهم عن الله وحاجتهم الى مخلّص.. ولكن في الصليب تظهر ايضا روعة محبة الله للخطاة وعظمة رحمته وسمو حنانه وعمق عطفه وقوة غفرانه وكمال بره...
كان الرومان اول مَن اخترع عادة الصلب كحكم اعدام للمجرمين، لم يستخدمه احد من قبل ذلك.. وقد اختارها يسوع، لانها اشنع نوع ميتة، وهي عذاب بطيء، ويتم امام الجميع، وفيه يحتاج المصلوب الى فتح ذراعيه على مصراعيهما.. وفيها تعبير بليغ عن اظهار يسوع الامه للجميع كدليل محبته لبشر يكمنون له الضغينة والحقد... وايضا فتح يسوع ذراعيه، مستعدا لحضن الجميع، مهما كان جنسهم وعرقهم وخلفيتهم وعلمهم..
مَن يريد ان يزيل فكرة الصليب من المسيحية، يلغي المسيحية من جذورها.. ومَن يَقبل الانجيل من دون الصليب، يعلن رفضه للانجيل. لان الصليب اساس ولب المسيحية وفخرها، وهو حكمة الله الكاملة وقوته غير المحدودة... صحيح انها غريبة، لكن الله لا يفعل امورا تتطابق مع عقولنا المحدودة... لهذا صرح بولس:" حاشا لي ان افتخر الا بصليب المسيح"...
لماذا لا يخلّص الله القدير البشر الخطاة بدون الصليب، من دون ان يموت اقدس واسمى انسان؟ ، أليس الصالحين يقبلهم الله بدون فكرة الصليب؟...
ان الله عادل وبار، لذا فلا يقدر ان يعفو عن مجرم بدون دفع ثمن.. لا يوجد قاض عادل وبار ومستقيم يقبل ان يصفح عن المذنبين والمجرمين، لمجرد انهم عملوا عملا صالحا او ساعدوا احد المحتاجين او تلوا احدى الصلوات الطويلة.. فالعدل يجب ان يأخذ مجراه.. والانسان، كل انسان بدون استثناء، هو خاطئ ومتعد وعاص وعدو لله.. فليس انسان الا وعمقه مشحون بالشر والخبث والحقد والانانية والكبرياء.. فلا يمكن لاله عادل ان يقبل انسانا اهانه واحتقره، واتى اليه وقلبه مليء بالشر.. فالجميع اخطأوا، والنتيجة انهم هالكون لا محالة.. لكن الله محب ورحوم، لا يريد ان يهلك الانسان الذي هو خلقه على صورته... فقرر بسبب عدله ومحبته ان يأتي كبشر، مثلهم في كل شيء، ما عدا الخطية.. ومن ثم يموت ويحمل عقاب خطايا وذنوب البشر اجمعين.. فكل مَن يقبله بديلا عنه، يقبله الله ايضا، ومَن لا يقبل المصلوب، لا يقبله الله العادل ايضا...
عندما يفتح الله ذهن البشر، يرون ان فكرة الصليب حكمة وليست جهالة، ليست ضعف بل بسالة.. لكن الصليب وهو طريق الله الخلاص، لكي تدخله، تحتاج ان تتواضع وتنكسر وتشعر بالاهانة... لان الله القدير العلي لا يقبل انسان متكبر ومتعجرف ومعتد بذاته...
لكن يسوع بعد ان اكمل عمل الفداء والتضحية، قام منتصرا وغالبا.. ومَن يقبله، يهتف منتصرا وغالبا ايضا. والمسيح ليس للمسيحيين فقط، بل طريقة الخلاص اعدها الله المحب لكل البشر...
 
قديم 25 - 07 - 2015, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 8585 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هذا المكان، مقدّس!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعتقد كثيرون ان هنالك اماكن مقدسة في العالم، كجبل سينا مثلا او مدينة ما مقدسة او ارض مقدسة او شجرة مقدسة او مبنى مقدس او اي مكان او شيء تحيطه هالة من القداسة... وهذه العقيدة هي جزء هام في كل طريقة عبادة او ديانة، وتمنح شعورا دينيا رائعا.... لكن يسوع قال انه هو الحق، وقد اتى الى العالم ليكشف الحقيقة التي، اذا قبلناها، تحررنا من الخرافات والشعوذات التي لها حكاية حكمة، لكنها لا تفيد البشرية بشيء..
والكتاب المقدس هو كتاب الحق الذي يعلن لنا الحقيقة عن الله، وعن الطريقة للاقتراب الى الله والقبول امامه... وعلينا ان نترك افكار البشر، حتى الجميلة منها، والرجوع الى كلمة الله لنعرف الحقيقة التي من دونها، نضل ونتيه وبالنهاية نهلك الى الابد....

في ايام يسوع على الارض، كان اليهود يعبدون جبل صهيون في مدينة اورشليم واعتبروه مقدّسا، اما السامريون فقد عبدوا جبلا اخر اعتبروه مقدّسا، وهو جبل جرزيم في مدينة السامرة.. كلٌ كان له جبله المقدس الخاص به.. وبينما يتصادم اليهود مع السامرين بخصوص جبلهم المقدس الخاص بهم، اذا بيسوع يصرّح امرا يصدم كليهما.. اعلن الرب يسوع في انجيل يوحنا 4 ان الله روح، اي ليس مادة او شيء ملموس او محدود، وعلى الانسان ان يعبد الله بالروح ايضا. ثم وضّح يسوع الحقيقة ان الانسان يمكنه ان يعبد الله القدير في اي مكان، وليس فقط في مكان محدد كجبل او سهل ما.. ما اعلنه يسوع كان حقا جديدا وكان وما زال صدمة لكثيرين... كان يعلن يسوع بكل بساطة انه لا يوجد مكان او جبل ما مقدس حيث يمكن الاقتراب الى الله، لان الانسان لديه روح والله روح، لذا يمكن للانسان ان يقترب الى الله ويعبده لا يهم المكان الذي هو فيه... بالنسبة لليهود المتدينين كانت تلك الحقيقة التي فجّرها يسوع، تجديفا.. لم يستطيعوا ان يفهموا او يدركوا كيف يجرؤ يسوع الانسان الشاب الفقير على الغاء فكرة وجوب وجود مكان مقدس للعبادة، وكان لسان حالهم صارخا، مَن كان يسوع حتى يجرؤ على اجراء هذا التعديل الاساسي!...
ومن البديهيات الروحية اليوم التي هي غير قابلة للتفسير او التعديل، هي وجود اماكن مقدسة في العالم.. وما زال صوت يسوع يدوي في كل مكان، متحدّيا التقليد البشري المسيطر... "لا يوجد مكان مقدس"... مع انه كانت في العهد القديم وفي ايام موسى وداود اماكن مقدسة كمدينة اورشليم مثلا والهيكل... اما رسالة العبرانيين وهي جزء من كلمة الله فتعلن ان كل امور العهد القديم كانت مجرد رموز لامور حقيقية وروحية تحققت في العهد الجديد (عبرانيين 7/ غلاطية 4/ رومية 15). فمثلا يقول الرسول ببولس، وكتاباته جزء من الوحي المقدس، ان الانسان الذي يقبل يسوع ربا على حياته ومخلّصا شخصيا له، يجعله الله هيكلا لروحه ليسكن فيه (1 كورنثوس 3)، لان الله لا يسكن في مسكن من حجارة مصنوع بيد بشر .. ان الله القدير لا يسكن في مبنى من اخشاب واحجار (اعمال 7)، لكنه يريد ان يسكن في داخل قلب الانسان، والله يريد شركة وعلاقة حية مع الانسان..
في سفر الخروج 3، قال الله لموسى النبي :" هنا مكان مقدس، اخلع نعليك من رجليك" .. كانت هناك صحراء مقفرة، حيث لم يكن شيء، مجرد برية قاحلة.... مكان صغير ومحدد، ولم يذكر الكتاب المقدس اين كان ذلك المكان، ولا يستطيع احد اليوم ان يعرف اين كان ذلك المكان بالتحديد.. لماذا كان ذلك المكان مقدّسا؟ فقط بسبب ان الله ظهر له هناك... ما دام الله كان يتكلم مع موسى، كان ايضا المكان مقدسا. وفي اللحظة التي انتهى الله من الظهور لموسى والحديث معه، لم يعد المكان مقدسا، بل اصبح مكانا عاديا جدا... حيث وحين يظهر الله، يكون هناك مكان مقدس... عند توقف ظهور الله، لا يكون المكان مقدسا بعد..ان الله القدوس يجعل اي مكان مقدس اذا لامسه واستخدمه...
لماذا لم يذكر الكتاب المقدس اين كان ذلك المكان المقدس الذي ظهر الله فيه لموسى النبي؟! أ لعل الوحي نسي؟ حاشا... بحكمة الهية لم يذكر ذلك... لو ذكر اين كان ذلك الموضع، لحوّله البشر الى مكان عبادة... ان الله يريد ان نعبده هو ولا نعبد اماكن او اشياء من خليقته.
كان موسى نبيا مهما جدا ويعتبر من اهم الانبياء، بواسطته اعطى الله ناموسه او شريعته للبشر.. وهو الذي حرر واعتق الشعب من العبودية واستخدمه الله بشكل معجزي.. ولما مات، دفنه الله بنفسه.... وقد اكرمه الله جدا، لكن الكتاب المقدس لم يذكر اين دفنه الله.. لا احد اليوم يعرف اين يقع قبر موسى النبي.. علم الله ان الشعب سيعبد قبر موسى وسيصنعون منه مزارا مقدسا.. لو كان مهما المكان حيث دفن موسى، لاخبرنا الله بذلك.. يحب الانسان ان يكون مرتبطا بأماكن ملموسة، لكن الله يبغض ذلك، لان الله لا يريد ان تتحول الاماكن والاشياء الى مقدسة يعبدها الانسان.. يكره الله ذلك، اما الانسان فيحب ذلك ولا يقدر ان يستمر من دون ذلك.. وأ ليس التاريخ يشهد ان ذلك بالتحديد كان سببا لهدر انهار من الدماء في اماكن كثيرة...
اخذ يسوع يوما ثلاثة من تلاميذه، وصعد بهم الى جبل عال (متى 17) وحدث التجلي حيث ظهر الرب يسوع بمجد مع النبي موسى والنبي ايليا... وبحكمة بالغة، لم يذكر الكتاب المقدس اين حدث ذلك، ولا نقرأ عن اسم ذلك الجبل...كثيرا ما يذكر الكتاب المقدس تفاصيلا دقيقة واسماء مدن واسماء جبال، لكن هنا صمت الوحي بقصد ولم يذكر اسم ذلك الجبل.. أ لعل الله نسي ان يذكر ذلك؟؟.. بالتأكيد لا يريدنا الله ان نعبد ذلك الجبل ونحوّله الى مكان مقدس..
هنالك امثلة كثيرة تؤكد الفكر الالهي الصحيح، لكن البشر لا يريدون ان يسمعوا ويقبلوا.. في سفر العدد 21 نجد مثلا اخر. أمر الله موسى ان يصنع حية نحاسية ويرفعها امام الجميع لتكون وسيلة للشفاء للذين لدغتهم الحيات.. لكن بعد سنوات طويلة (سفر الملوك الثاني 18: 4)، صنع الشعب حية نحاسية مشابهة للتي صنعها موسى النبي وعبدوها. اعلن الله في هذا المرة انها كانت صنما ويجب سحقها الى التمام. ما طلبه الله في احد الظروف، رفضه ايضا في ظرف اخر..
يقول الكتاب المقدس ان جسد المؤمن الحقيقي هو هيكل لسكنى الله بالروح. واورشليم هي رمز لكنيسة المسيح .. وعلينا ان نفهم كل امور العهد القديم روحيا ورمزيا وفي ضوء العهد الجديد وليس حرفيا(2 كورنثوس 3: 6).
وفي انجيل متى 18، حسم يسوع الامر اذ صرح انه حيث اجتمع اثنان او ثلاثة باسمه، هناك يكون في الوسط وهناك يكون مكان مقدس ما دام هو هناك.. كلمة "حيث" تعني انه لا تحديد للمكان، بل في اي مكان اجتمع اقل عدد، وهدفهم تمجيد الرب يسوع وعبادته، يكون الرب هناك في وسطهم... ويتحول ذلك المكان حتى ولو كان بيتا او حديقة او واديا، ما دام هدف اللقاء هو عبادة الرب..
ان الكتاب المقدس اي كلمة الله لواضح في هذا الامر. لا يوجد مكان مقدس في هذا العالم... اذن لماذا يتحدث الناس عن اماكن مقدسة؟! ببساطة لانه وجود مكان مقدس والدخول اليه والحديث عنه، تعطي شعورا دينيا رائعا، حتى ولو لم يطلبه الله من البشر!.. كثيرا ما نبحث عن شعور ديني خاص، وليس اطاعة الرب وصنع رضاه...ان الشعور الديني الجميل كثيرا ما لا يتعلق بالله بتاتا... ربما العبادة لدى البعض هي لارضاء الذات، وليس لارضاء الله... ان الاقتراب او الابتعاد عن الله ليس امرا عاطفيا او شعوريا او حسيّا او شكليا او خارجيا... يمكنك ان تشعر انك في السما، وفي ذات الوقت تكون بعيدا عن الله الحي. والسؤال الاهم هو، هل يبحث الانسان عن تجربة عاطفية او اختبار روحي ذي طابع ديني، ام يبحث عن عبادة الله الحقيقي وطلب الشركة الحية مع خالقه؟! .. كثيرا ما يهم الانسان مجرد حس ديني او اشباع للمشاعر الداخلية، ولا يهمه ارضاء الله ام لا.. والمشكلة ان كثيرين من القادة الدينيين يعرضون على الشعب الواثق بهم مناخا دينيا عاطفيا وليس طعاما روحيا حقيقيا.. يقدّمون ما يشبع المشاعر، وليس ما يغذي الروح... يقولون ما يعجب الناس وليس ما يغيّرهم ويخلّصهم ويقرّبهم الى الله الحقيقي.. ان استخدام الماء والزيت والبخور والالحان الدينية مثلا يمنح شعورا جميلا. بعض القادة يقولون كلاما يهزّ المشاعر مما تسبب ذرف الدموع بغزارة، دون ان تقرب احد الى الله الحقيقي ذرة واحدة...
ان الكتاب المقدس يعلّم اننا نقترب الى الله من خلال صليب يسوع فقط بالايمان بالنعمة بشفاعة الرب يسوع المسيح ( عبرانيين 10). اما بواسطة بالناموس او الاعمال او المشاعر، فلا احد يقدر ان يرضي الله، ولا يمكن ان يكون مقبولا لدى الله.. ان الايمان المسيحي ليس رموزا او مجرد حس ديني جميل... ان ايماننا هو نور ووضوح.. فقط يسوع ارضى الله على الصليب، وعلى هذا الاساس يقبلنا الله بالنعمة. اذا كانت الاماكن المقدسة هي التي تقربنا الى الله، فلماذا اذن مات المسيح على الصليب متألما ومهانا؟!.. لكن يسوع مات وانجز كل ما يحتاجه الانسان لكي يعبد الله ويكون مقبولا لديه. كثيرا ما يحذرنا الكتاب المقدس من اناس يحاولون ان يخدعوننا كالنبي بلعام الذي استخدم كلمة الله فقط لربح المال، مع ان اقواله تمّت وتحققت!.. في سفر الاعمال 20، قال بولس الرسول انه سيكون اشخاص يخرجون من بين اعضاء الكنيسة، سيعلّمون امورا خاطئة ومضللة لكي يجذبوا التلاميذ وراءهم، الذين يستخدمون كلمة الله لاجل مصلحة ذاتية باحثين عن مجد انفسهم. ليت الرب يزيل القشور عن العيون ويفتح القلوب، فتستنير وتتعرف على الحق الكتابي، فنتحرر من العبادة الوهمية والقداسة الحسية والتدين الشكلي، فيسوع هو الحق والحقيقة وهو الطريق الى الله الحقيقي وبه نصل الى الحياة الابدية..
 
قديم 25 - 07 - 2015, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 8586 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرجل الذي بحسب قلب الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انه لغريب ورائع حقا ان نلاحظ ان الله القدير بحكمته خصص الكثير من الصفحات وسرد حتى تفاصيل حياة داود. نقرأ عنه في سفري صموئيل الاول والثاني. لم يذكر عن احد سواه في الكتاب المقدس والكتب العالمية انه "حسب قلب الله"(1 صم 13: 14/ اعمال 13: 22). مع ان داود عاش في ازمنة العهد القديم وفي عهد الناموس والانبياء، الا انه ادرك اله النعمة، واكتشف قلب الله حتى قبل تجسده في يسوع المسيح بمئات السنين.
ورغم ذكر سقطات داود وفشلاته الفظيعة، زنى، قتل وكبرياء، لكنه وجد المفتاح ليصل مباشرة الى اكتشاف اعماق الله القدير، فعلم ان الله القدوس الحي العلي يحب الخاطي المنسحق ومتواضع القلب.

كثيرون حتى من المسيحيين وبعد الاف السنين من داود، لم يكتشفوا حتى الان اله النعمة بشكل عملي وواقعي. كم يعوزنا اليوم ان نكتشف قلب الله المعلن لنا في حياة الرب يسوع المسيح. لنحذر لئلا نحيا ونتعامل بروح الناموس، لئلا نتعامل مع منسحقي القلوب والمنكسرين بروح ناموسية خالية من توجه مشحون بالنعمة الالهية... الموقف المتواضع لداود جعله يكون محبوبا ومحسودا من كل مَن كان حوله، وفوق الكل محبوبا من الله. ان اسم داود باللغة الاصلية للكتاب المقدس اي العبرية يعني محبوب، لان الله احبه بشكل خاص اذ وجد نعمة عظيمة في عيني القدير (1 صم 13: 14)، شاول الملك احبه ايضا (1 صم 16: 21)، ميكال ابنة الملك احبته ايضا (18: 28)، يوناثان ابن الملك ايضا احب داود (18: 1)، اسرائيل ويهوذا احباه ايضا (18: 16)، وحيرام احبه ايضا (1 مل 5: 1)... مع ان كثيرين حسدوا نجاحه وانتصاره، الا انهم اعجِبوا بشخصيته.. مثلا الملك شاول كان مغتاظا منه بسبب انتصاره، لكنه استغرب كثيرا عندما واجه داود جليات ببسالة مع انه كان صغير السن ومجهول من الجميع. في البداية رفض الشعب (اسرائيل ويهوذا) ان يخضع لداود بسبب نيّاتهم السلبية ، لكنهم في النهاية اعترفوا به كملكهم المتميز الوحيد، وصار المركز الوحيد الذي يجمع حوله كل الاقطاب.
حافظ داود على خط مفتوح مع الله حيثما توجه. حتى وهو يرعى الغنمات في البرية، كان يفكر دائما بالله الحي واختبر الرب قوته وحلاوته. وعندما اقبل اسد ودب لافتراس الغنم، جازف وقتل كليهما بقوة الرب، فكان فرح الرب يغمره في كل الظروف. كان دائما مشبعا بالثقه بالهه الحي. اختبر داود الرب في الخفاء، لذلك لم يجد صعوبة ان يثق بالرب ايضا علنا وامام الجميع. لم يكن ايمان داود مجرد خيال او عقيدة، كان حقيقة وواقعا يمارسه كل يوم. تعلم ان الله هو الوحيد الذي يمكن ان يعتمد عليه او يلتجئ اليه في الاوقات العصيبة، والله من جهته درّب داود واجازه الاختبارات المتنوعة، حتى تعلّم الاكتفاء بالله وحده، اما داود من جانبه فقد تجاوب مع معاملات الله بثقة كاملة ان ما يحدث هو بسماح من القدير وله قصد مبارك لاجل بركة عبده..
بالاضافة الى ذلك، ان جمال شخصية داود هو في كونه مثالا للمسيح قبل تجسده بقرون. كان داود صورة جميلة للمسيح اي لله ظاهر في الجسد حتى قبل التجسد.. ففي حياة داود ، نرى فضائل الرب يسوع، من صبر ومغفرة واحتمال وحب التضحية لاجل الغير، صفات علينا ان نتبناها ونظهرها في حياتنا. ويلمع داود في شبهه للمسيح خاصة كمسيح الله اي كمَن مسحه الله، وفي نفس الوقت مرفوض من الناس... ما يختاره الله، يرفضه الناس، وما يستحسنه الله يحتقره البشر... لا يمكن ان يكون داود كالمسيح تماما، لكن الله استحسن الفكرة وجود انسان مشابه في كثير من الامور لابنه المحبوب.. اظهر داود خصائل وميزات يسوع قبل ولادة الاخير بمئات السنين.. كان مشابها للمسيح في اتكاله واعتماده الكاملين على لله غير المنظور، وبينما كان مع الغنمات لوحده، اظهر يسوع في محبته واهتمامه بشعبه.. كان جلّ اهتمامه وتفكيره في شعبه، وليس في نفسه.. كانت مواجهته لجليات وانتصاره عليه، صورة جميلة للمسيح يسوع وهو يواجه الشيطان على الصليب بالضعف، وقد احرز انتصارا كاملا لاجل خير شعبه..كان داود مقبولا ومحبوبا من الله، لكنه مرفوضا ومحتقرا من شعبه، وقد تملّك الحسد قلب الملك شاول ضده.... انتظر داود خمسة عشرة سنة بعد مسحه ملكا، الى ان اتى التوقيت الالهي ليجلس هو على العرش وقد واجه الاشاعات ضده لسنين طويلة... وفي هذا ايضا تشابه عجيب بينه وبين المسيح الحقيقي.. كان يرى الله داود من اعلى مجده، ويشعر شعورا عجيبا اذ يرى نفسه في هذا الانسان... كانت المشاعر مشتركة، مما وجد نعمة خاصة جدا في عينيه، ما لم يراه في اي انسان اخر.. مع ان الله مسح داود ملكا، الا انه كان مرفوضا ولم يجد لنفسه مكانا غير الكهف المتواضع، كذلك يسوع لم يجد اين يتكئ راسه ما عدا الصليب... تبع داود فقط اولئك الذين كانوا في ضيق او دين واجتمعوا اليه في مغارة عدلام (1 صم 22: 2).. كان رمزا دقيقا للمسيح في رفضه..كانت هذه الحال مع الرب يسوع الذي اختاره الله ومسحه رئيسا وربا على الجميع، الا انه حتى الان ما زال مرفوضا وليس له مكان في هذا العالم، ما عدا المكان المتواضع والبسيط عند اجتماع الكنيسة التي وعد ان يكون في وسطها. كل المحتاجين والمتضايقين والمرفوضين يقبلون اليه، ليجدوا الراحة لانفسهم والتعزية والقبول(متى 11: 28). ولكي نتمكن من فهم معاملات الله، علينا ان نتابع مراحل حياة داود، وامامنا ايضا حياة يسوع على الارض، ونتأمل فيما هو مشترك بينهما. والفارق الوحيد هو ان داود اجتاز معاملات اليمة لكي يعدّه الرب للمُلك ولابقاء الجسد فيه تحت حكم الموت ليصبح اكثر نافعا لقيادة شعب الله، بينما يسوع مرفوضا ليُظهر مدى صبره واحتماله وليكون امتحان الايمان فعّالا لكل مَن يقبله وهو مرفوض فيزداد ايمانه لمعانا وجمالا.
بالاضافة الى كل ما سبق، كان داود صورة ليسوع المتالم من الخطاة. لاحقه الملك شاول واعوانه وهاجموه بشتى الطرق والاساليب، وكثيرا ما نجحوا باقناع الكثيرين ان داود كان مخطئا، كما يبدو ان كثيرين نجحوا ان يعطوا بديلا ليسوع...ويسوع ايضا مرفوض اليوم من الاكثرية.. شاول طارده، نابال احتقره (1 صم 25)، شمعي سبّه (2 صم 16) واحتى ابنه ابشالوم ابو السلام قاومه!.. لكن الله استخدم الجميع لكي يصبح داود كفؤا للخدمة التي ارادها الله له، ولكي يعطي داود فرصة ليُظهر لجميع مَن حوله المواقف الروحية المملوءة نعمة..
كذلك اجتاز يسوع وما زال يجتاز مسارا من الالام والرفض والاحتقار، كفرصة ليُظهر فضائله وخصائله المجيدة وليعترف الجميع انه لا مثيل ليسوع... نرى الروح الغافرة التي للمسيح في داود، عندما رفض ان ينتقم لنفسه، لما آتته الفرصة ليقتل شاول، ولم يقبل المس به..لم يردّ داود، عندما سبّه شمعي.. وعندما ملكَ داود، عيّن اخاه الياب على الجيش، مع انه هاجمه وانتقده عندما تقدم لمواجهة جليات...
وفي سفر صموئيل الثاني الاصحاح التاسع، نقرأ عن كيف عامل داود الملك، مفيبوشت المتبقي من بيت شاول عدوه. مع ان شاول اظهر لداود عداءا ومقاومة واذى، لكن داود اظهر كل محبة ومغفرة لنسله...حتى انه اجلسه على مائدته الخاصة.. في هذا، عكَس داود قلب الله الذي يُظهر نعمة ورحمة للاعداء، للضعفاء والساقطين.. انه لامر يشدّنا الى معرفة كيف شعر الله عندما فعل داود ذلك.. كان بالتأكيد راضيا ومعجبا، لانه وجد احدا يفهمه، ويعمل مثله كالاله المحب. كان مفيبوشت رمزا للانسان البعيد عن الله في ارض جدباء مبيع للخطية..كان من بقايا بيت شاول المقاوم والمعادي لداود. لكن نعمة الله الغنية احضرته لتباركه وليكون له شركة مع الملك اي مع رب السماء...
يمكننا ان نتعلم الكثير من الدروس من حياة داود لحياتنا الروحية كمسيحيين.. يمكننا ان نتعلم امورا عن قلب الله. نحتاج كثيرا كمسيحيين ان نحيا ما نعرفه وزما نعلّم به، وان نتعامل مع الاخرين كما عاملنا المسيح، بالمحبة والرحمة والمغفرة، واثقين بالله في كل الظروف. واخيرا، كتب داود كنبي، الكثير من النبوات عن المسيح، الف سنة قبل ولادة يسوع. ففي المزامير 22، 69، 109، 88 مثلا، تحدث داود باسهاب عن الام المسيح وكل ما اجتازه بدقة متناهية. عرف داود كيف كانت مشاعر وعواطف واحاسيس المسيح المتألم والمرفوض من الجميع، عرف داود ذلك حتى قبل ولادة المسيح.. والغريب اننا نحيا سنين طويلة بعد المسيح، ومع ذلك، كثيرا ما نفشل في فهم ذلك...كتب داود عن ولادة ومسح يسوع المسيح من الله كالملك على الجميع وعن رفض الجميع له واحتقارهم له. وكتب ايضا عن الله الذي ترك يسوع على الصليب (مز 22)، وعنه كذبيحة الله لاجل الانسان (مز40)، وعن خيانة يهوذا له (مز 109)، ونبوات كثيرة اخرى متعلقة بالرب يسوع.... فعرف داود ما يريده الله حقا، وتصرّف بما يطابق ذلك.. لا نتجاهل اخطاء وسقطات داود، لكن ذلك بالنسبة لله القدوس والكامل، ليس بالامر الاهم... للاسف بالنسبة للبشر الاشرار والساقطين، يرون ان هذا هو اهم موضوع... فنحن نحب ان نسأل دائما :"مَن اخطأ هذا ام ابواه" لكي نتظاهر بالصلاح مع ان الله يعرف فساد جميعنا وخراب قلوبنا وافكارنا.
والان هل نجتهد نحن محاولين ان نفهم ما يريده الله حقا، ولندرك كيف يفكر هو، وما هي مقاصده واحكامه ووجهات نظره؟!... كثيرا ما يكون الله، ليس كما نظن. ونظنه ليس كما هو بالحقيقة، ولا يهمنا كثيرا ان نستبدل افكارنا الساقطة، بافكار الهية نقية وطاهرة وسامية ... مع ان الله قدير ومتعال، الا انه ينظر الى المتواضع والمنكسر القلب والتائب والمنسحق الروح الذي يضع ثقته في نعمة الله ورحمة القدير، ويتجاهل الله الابرار في اعين انفسهم (مز 51). لانه امام الله، ليس بار وليس صالح ليس ولا واحد (رومية 3).. لكن حكمة الله، جهالة في عيون عظماء هذا الدهر، وايضا حكمة الفلاسفة وحكماء هذا العالم، غباوة وجهالة في عيني الله.. الكل يمضي ويزول، يبقى الله وكلمته التي لا تزول..
 
قديم 25 - 07 - 2015, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 8587 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دعوة للرجوع الى المكتوب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تكاد الكنيسة اليوم تكون مختلفة تماما ولا تشبه الكنيسة الكتابية بشيء. فالكنيسة المثالية النموذجية في سفر الاعمال، لا نجد لها اثر اليوم وقد اختفت معالمها كليا.. الامر الذي اضعف العالم المسيحي اليوم.. فاصبحت الكنيسة اليوم كرجل مسن هرم عاجز، لا يحترمه احد.... مع ان الكنيسة هي جسد المسيح رب الكل وروح الله القدير فيها وكلمة الله الحية الفعالة تقودها، فلا ينبغي ان تكون هزيلة تتأرجح، مرتعبة من العالم او متهادنة معه، كشجرة كبيرة تتآوى فيها كل طيور السماء اي كل التعاليم الغريبة... دعنا نتامل ببعض الفروق الملموسة بين الكنيسة اليوم والكنيسة الاولى في الكتاب المقدس.
الفروق بين كنائس اليوم، وبين كنيسة العهد الجديد في اعمال الرسل 2
· يسود اليوم التناوب في الوعظ، فاليوم انا وغذا انت وبعد غذ هو وهكذا.. بينما في نموذج العهد الجديد، الرسول بطرس هو الذي وعظ في كل المناسبات ولم يتناوب في الوعظ الكثيرون.. فلم يعظ اليوم بطرس وغدا يوحنا ثم توما وهكذا..حتى اخوة يسوع لم يكن لهم اي دور في اع 2
· النساء اليوم لهم دور قيادي في الكنيسة وهم يقررون في الكثير من شؤون الكنيسة، بينما في العهد الجديد في الكنيسة الاولى في اعمال 2، لا نجد للنساء دور قيادي.. حتى ام يسوع اي مريم العذراء كان لها دور هامشي وجانبي(اعمال 1: 14).. انظروا دقة المكتوب فكان الاخوة يواظبون على الصلاة في الكنيسة، مع النساء وام يسوع، ولا يقول كانوا مع النساء وام يسوع يواظبون.. فالذي كان يقود هم التلاميذ وليس ام يسوع.. وفي كل سفر الاعمال الرسل لا نجد دور لام يسوع المطوبة والقديسة التقية !
· اليوم اي واحد يريد او يرغب ان يكون واعظ ومعلم للكتاب المقدس، يمكنه ذلك، بينما في العهد الجديد فقط المُقام من الله فعل ذلك. فبطرس اقامه الله مبشرا ولا نرى الرسول يوحنا يعظ، وبولس يعلّم لكن لا نرى بطرس يعلّم الانجيل.. بطرس في التبشير (اع 1-12) وبولس في التعليم (اع 12-28)
· اليوم التركيز على الانفعالات العاطفية والمعجزات والتكلم بالالسنة والقصص، اما في الكتاب المقدس فكان التركيز على كلمة الرب.. لم تنخس قلوب السامعين في اع 2 بسبب المعجزات والالسنة، بل فقط عندما وعظ بطرس، حدث التغيير وتاب المستمعون..
· اليوم نرى تعديات وفوضى في داخل الكنائس ولا احد لديه الجرأة لتصليح الاخطاء، اما في اعمال 2 بسبب كذبة واحدة اي غلطة بسيطة اع 5 ، واجهها بطرس امام الجميع
· اليوم نرى البخل في العطاء للرب ولعمل الرب ولخدام الرب، ويفكر "المؤمن" حديثا كيف يكسب ويربح وينجح بسسب انضمامه للكنيسة، اما في الكنيسة الاولى فقد باع الجميع املاكهم الشخصية ووضعوا اثمانها تحت تصرف القيادة في الكنيسة، مع ان القيادة كانت مكونة من صيادي سمك اي رجال بسيطين للغاية
· اليوم المشاكل الكنسية تتفاقم ولا احد يبالي بمواجهتها ومعالجتها، اما في الكنيسة الاولى اع 6 ، واجهت القيادة المشكلة وعالجتها
· اليوم ينضم البعض الى الكنيسة، وبعد وقت يتركون الكنيسة متذمرين، ولا نرى قصص تجديد حقيقية يتبعها تغيير جذري واضح للجميع، اما في الكنيسة الاولى اع 9 فقصة تجديد بولس تبعها تحوّل واضح ودائم
· اليوم احيانا يضطهد المسيحيون اهل العالم ويظلمونهم، اما في سفر الاعمال فكان المؤمنون يواجهون الاضطهاد من العالم لاجل ايمانهم.. كانوا مستعدين لدفع اي ثمن لاجل اطاعة الانجيل
· اليوم هنالك الكثير من التشكي والتذمر والخصام والتعقيد والتحليل والظنون والشكوك، اما في الكنيسة الاولى فسادت المحبة والبساطة والشكر والفرح والثقة
· المقاييس كانت روحية محضة، فالرب استخدم بطرس صياد السمك العامي، ولا نرى تدخل اصحاب العلم والمناصب والاغنياء، واليوم نرى الاغنياء واصحاب المناصب والذين من عائلة كبيرة يقررون في الكنائس، ولكلامهم له وزن، حتى ولو كانوا حديثي الايمان او عالمييين او جسديين!
· اليوم الكنيسة تخشى وتخاف وترتعب من العالم، ومن كلام الناس ومن اناس لهم نفوذ او ثروة في العالم، اما في الكنيسة الاولى فكان العالم يرتعب من الكنيسة رغم بساطتها.. فالملوك والرؤساء والاغنياء وزعماء الدين، الجميع ارتعب من بطرس الصياد ومن صلوات الكنيسة الاولى

أ لم يحن الوقت للاصلاح والرجوع للمكتوب، ولنفض التقليد وازالة التعاليم الغريبة، ورفض الافكار والمقايييس العالمية السائدة في الكنائس... يتوقع الله ان تكون الكنيسة جسد المسيح ان تُظهر قوة الله وتُحدث انقلاب في العالم وتتمم ارادة الله في هذا العالم، يا ترى هل تقوم الكنيسة اليوم بدورها ام تجلب العار على اسم المسيح ؟. ليتنا نكون صادقين نعترف بالواقع ، ونكون جريئين نواجه الحقيقة ونكون حكماء نعرف كيف نرجع الى المكتوب قبل فوات الاوان ونكون متواضعين نبدأ بانفسنا.....
 
قديم 25 - 07 - 2015, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 8588 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وقفة إكرام للأمومة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عندما اراد الله ان يعبّر عن قلبه المحب الذي يهتم بنا (اشعياء 66: 13)، لم يجد الا صورة الام التي تعزي ابنها وعندما اراد الخالق ان يعبّر عن علاقته القوية بشعبه(اشعيا 49: 15)، لم يجد اوضح من صورة الام.
وعندما اراد الرب يسوع ان يصف لنا مجيئه الثاني لاخذ كنيسته (يوحنا 16)، لم يجد اجمل وادق من صورة الام وهي تلد، ثم تفرح بوليدها وتنسى المها
وعندما اراد الرسول بولس ان يعبّر عن قلبه الخادم المضحّي لاجل شعب الرب(1 تس 2: 7)، لم يجد افضل من صورة الام التي تضحّي، ولا تكلّ من اجل اولادها
والرسول بطرس في رسائله استخدم كثيرا صورة الامومة والولادة، وشبّه كلمة الله بام تلد وترضع وتشبع ..
في العهد القديم في سفر اشعياء الانجيلي، اراد الله ان يصف للبشر مدى تعلّقه بمخلوقاته، ومدى اهتمامه بشعبه وقربه لهم، فبحث الله وجال بفكره، ولم يجد اجمل من صورة الام التي تدلّل طفلها وتتعلق به وتهتم به وهي تحتضنه... كانت صورة الام التعبير الصحيح والدقيق الذي وجده الخالق القدير في كل هذا الكون... فلا يهم موقف الطفل كثيرا، بل التشديد هو على موقف الام الرؤوم والحنون التي كل همّها ارضاء طفلها واشعاره بالامان والاكتفاء والشبع والحماية... وكل مرة يرى الله أمّا تحتضن ابنها، يشعر القدير بالرضى لانها تعبّر عما يدور في خلده... ربما لا يعرف العالم قيمة الام الحنون، ولا الاولاد يدركون قيمة تعب والدتهم، فالاولاد عادة يميلون الى مهابة الاب واحتقار امهم. وحتى الام ربما تشعر بعدم اهمية مسار ولادة الاولاد، لكن بلا شك يرى الله القدير في ذلك اهمية قصوة وجمالا لا حدود له، وصورة وجدت نعمة في عيني الله... فالخالق وجد مسرة ان يعلن ذاته ليس كخالق بلا عواطف، بل كأم قلبه مليء بالرحمة والرأفة والعناية والعطف.. كل هذا يتجلّى في الأم...
وفي العهد الجديد في انجيل يوحنا (16)،عندما اراد الرب يسوع وصف مشاعر شعبه في انتظار عودة حبيبهم وعريسهم، لم يجد يسوع اجمل من الام التي تتوجع وتتمخض وتعاني وهي تلد، لكن في اللحظة التي تلد، تشعر بالارتياح.. ورؤية طفلها نتاج مخاضها، ينسيها همّها والمها.. هكذا المؤمن وهو في هذا العالم، يتألم ويتمخض ويئن ويشتاق الى عتق السماء، لكن عندما يأتي الفادي ويلتقي باحبائه، ينسى المؤمن كل حزنه وضناه.. كما ان رؤية الطفل المولود بعد مشقة، تنسي الام كل مشقتها، هكذا رؤيتنا ليسوع الذي احبنا حتى الموت، سينسّينا كل آلام الزمان الحاضر الذي لا يقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا...
والرسول بولس بحث في كل مكان ليجد صورة معبّرة عمّا يشعر به في اعماق قلبه، فلم يجد الا صورة الام .. فتنفس الصعداء وشعر بالارتياح، عندما وجد مشاعر الأم وتضحيتها لاولادها مشابهه تماماً لمشاعره كخادم امين للرب يخدم اولاد الله.. لم يخدم ويعظ كواجب او ثقل، بل شعر بدافع قوي ومحبة جيّاشة في اعماقه، فكان مستعداً لكل تضحية لاجل خلاص وبنيان شعب الرب، ولم تهمه النتائج وردود الفعل، ولم يبحث عن مكافأة من بشر.. وجد في الأم المضحّية عزاءا واكتفاءا وتعبيرا لكل عواطفه ومشاعره.... شعر للحظات انه أم بكل معنى الكلمة...
واريد ان انبّر عن اهمية وعظمة الامومة في عيني الخالق القدير، ولا شك ان فكرة الامومة التي ابدعها الخالق، نتجت عن دراسة متقنة وحكمة الهية، وقد شعر الخالق بارتياح عظيم عندما خلق الامومة... للاسف في هذا الايام، ايام التقدم العلمي والتكنولوجيا، نرى ان فكرة الامومة تزداد ازدراءا واحتقارا، حتى اصبحت المراة تفتخر بالعمل خارج البيت والتجميل والسفر والنجاح العالمي، لكنها لا تحبّذ فكرة ولادة طفل والاهتمام به وممارسة الامومة... ليتنا نتبنّى الفكر الالهي، ونحترم ونكرم الامهات، ونرى حكمة وعظمة الخالق في الامومة، ونرى في قلب الام وتضحيتها ورأفتها وعطفها، صورة جميلة ومنعشة لقلب خالقنا الملآن بالحنان والعطف للبشر الخطاة ...
وقفة اكرام لكل الامهات وتحية عطرة للامومة، وسجود عميق لالهنا الرحوم والرؤوم والعطوف الذي ولدنا بكلمته الحية الفعالة، ويرضعنا من لبن كلمته عديم الغش لكي ننمو به، وهو يحضننا ويعزّينا كالام، وقد ضحى بحياته لاجلنا ليهبنا حياة ابدية...
ان الأم لهي صورة مصغّرة لالهنا، لان الله خلق الانسان الرجل والمرأة على صورته هو، فالرجل هو صورة لله في سلطانه وحُكمه وتحليله ومنطقيته، اما المرأة فهي صورة لله في حنانه ورحمته وعطفه وتضحيته... ان الهنا هو صاحب السلطان والهيبة، لكنه ايضا اله كل نعمة وكل رحمة وعطف، نستطيع ان نتقدّم اليه بقدوم وبلا خوف، لانه لا خوف في المحبة، بل نتقدم بثقة البنين الواثقين من رأفة وحب أمّهم...
 
قديم 25 - 07 - 2015, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 8589 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا لغسل الدماغ!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ان عملية غسل الدماغ او المخ هي ليست بالضرورة امر سلبي. يمكن ان تكون سلبية او ايجابية.. وهي مسار من الاقناع بأمر جديد مخالف كليا لما نحن عليه.. ربما يكون ضد شخص او جماعة ما، وسببها اما العداء او الحسد، ودافعها التحطيم او الانتقام..
لكن غسل الدماغ يمكن ان يكون امرا ايجابيا محض.. فالاب او الام يقوم كل منها بدافع المحبة لاولادهما بمراجعة ما اكتسبه الاولاد سواء من المعلمين او من زملائهم في المدرسة ، واذا دعت الحاجة، يقومون بتصحيح افكار اولادهم.. في هذه الحالة، يعملون انجازا رائعا.. لا شك ان افكار العالم تختلف كليا عن افكار الانجيل.. فمثلا يدرّسون احيانا ان الانسان تطوّر من حيوانات ادنى منه خلال الملايين من السنين، فعلى الاهل تصحيح ذلك وارشاد الاولاد الى الحقيقة الكتابية التي تؤكد ان الانسان قد خلقه الله.. وامور كثيرة اخرى علينا ان نقوم بغسل دماغ اولادنا منها بهدف خيرهم ومستقبلهم..
بالاضافة الى ذلك، يدعونا الانجيل الى تجديد اذهاننا.. اي عملية غسل دماغنا ودماغ اولادنا من افكار العالم وافكار الشيطان واستبدالها بافكار الهية صحيحة.. كما دعا بولس الى هدم حصون شيطانية (2 كو 10) وهي عبارة عن ظنون واقتناعات خاطئة، نحن على يقين منها، مع انها سلبية ويدعونا الانجيل الى هدمها. ويدعوها حصون، لانه ليس بالامر السهل ازالتها، بل نحتاج الى جهد وتصميم لهدمها، ومن ثم بناء افكار الهية بدلا منها.. وهذا امر هام للغاية لان تصرفاتنا وكلامنا مبنيّان على افكارنا واقتناعاتنا.. فاذا كان عقلنا محشواً بافكار سلبية مظلمة، تنتج تصرفات وكلمات هدّامة ايضا، وبالتالي حياة مؤلمة..
عندما نأتي الى يسوع ونبدأ حياة جديدة، نعلم من الانجيل ان الله يعطينا قلبا جديدا وطبيعة الهية جديدة، لكنه لا يعطينا عقلا جديدا، الانجيل والواقع يثبتان ذلك.. هذا جواب لتساؤلنا ، لماذا احيانا يتصرف بعض المؤمنين اسوأ من غير المؤمنين!.. ويقول بولس في رومية 12 ، فتغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم... اي تغيير الخارج، مبنيّ على الداخل، ثم تغيير الداخل اولا.. ولو كان الله يهبنا عقلا جديدا عندما آمنا، لما قال ذلك، بل وضع مسؤولية تغيير العقل وتجديد الذهن على المؤمن.. لذلك اقام الله معلمين ووعاظ ومرشدين (افسس 4) هدفهم ايصال افكار الهية لنا وهدم افكار عالمية فينا، واقناعنا بحاجة التغيير، لان ذلك اولا مسؤوليتنا نحن وثم هو لخيرنا..
وفي انجيل يوحنا اراد يسوع ان يغسل ارجل التلاميذ، فرفض بطرس ذلك.. فقال يبسوع ان لم اغسلك، ليس لك نصيب معي (يو13) (لا يقول نصيب فيّ)... طبعا الامر ليس حرفيّ، لان يسوع قال انتم الان انقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به (يو 15).. فعملية التنقية هي للعقل والذهن معا، وتعملها كلمة الله التي هي كنهر جاري تشطف المخ وتنقيه من اوساخ العالم.. فيسوع غسل الاقدام فقط.. كان قديما عادة لبس ما يشبه الصندل، ومن المسير تتسخ الاقدام، فعند دخول ضيف الى بيتك، كان من المعتاد ان يقوم المضيف بغسل اقدام ارجل الضيف.. وقد قصد يسوع ان المؤمن قد طهّره يسوع وغسله ككل، لكنه بسبب المسير في هذا العالم القذر روحيا، ربما يتسخ.. ليس جسمه بل عقله وفكره ربما يتنجسان مما يسمع وما يرى.. وعندما يذهب الى اجتماعات الكنيسة، يقوم معلّم الكلمة بعرض كلمة الله، التي عند سماعها وفهمها تغسل افكاره وتنقيه من افكار قذره اكتسبها من العالم..والبعض كبطرس يرفض كلام الوعظ والتوبيخ والارشاد والتقويم، ويقاوم ذلك كما صاح بطرس قائلا حاشا يا رب..
العالم يرفض كلام الرب، لكن المؤمنين اولاد الله يقبلون الكلمة ويشتهونها لانها كاللبن العقلي التي تساعد على نمونا الروحي.. قال الرسول بولس لاهل كورنثوس لم استطع ان اكلمكم كروحيين!! احيانا لا يحتمل البعض كلمة الله، لانها كمطرقة تحطم الصخر وتكسر كبرياء المستمع... لذلك قال يعقوب فاقبلوا الكلمة بوداعة ليس سامعين ناسين بل عاملين بالكلمة..
كثيرا ما نكون مؤمنين حقيقيين، لكن متعبين، نجد صعوبة في التفاهم والانسجام مع الاخرين حتى مع اهل بيتنا، وتجدنا دائما عصبيين، يغيظنا كل امر ونغتاظ من كل كلمة.. ومع اننا نصلي ونلوم الله، لكن الله لا يساعدنا، ونبكي ويبدو الله غير آبه بحالتنا.. والجواب ببساطة ان الله يدعونا الى سماع كلامه وقبولها بوداعة، والخضوع لعملية غسل دماغنا من افكار متعبة وحصون وظنون شيطانية، واستبدالها بافكار الهية.. وفي افسس 4 نقرأ بكل وضوح ان مَن يقوم بذلك، هم اشخاص اقامهم الروح القدس كمعلمين للكلمة، علينا ان نقبل كلامهم بتواضع ، والخضوع لارشادهم بثقة كاملة.. لا تقدر ان ترضي الله وتكرمه وتعمل ارادته، وانت بعقل قديم وذهن غير متجدد.. يحتاج ذهنك الى وضعه كل يوم مقابل جريان كلمة الله لكي تطهره وتغسله
وتجعله صافيا نقيا طاهرا منسجما مع افكار الله.. كثيرا ما يكون هذا المسار مذلا ولا نرحب به، بل طبيعتنا القديمة تقاومه.. عندها لا تبقى امامنا الا يد الله القوية التي تقاوم المستكبرين.. مَن يقاوم كلمة الله كنهر ماء لتنقيه، يجد كلمة الله كمطرقة تحطم كبرياءه..ويجدها كسيف ذي حدين خارقة الى اعماق الانسان.. ومن يستطيع الهروب من الله!؟.. مَن يرفض قبول كلام الله، سيجد كلام العالم يتسلل الى حياته، واخيرا يجد نفسه مقاوما لله ايضا.. لان خلاف الله مع البشر هو متعلق بالافكار... مجرد ان يعتقد اي انسان ان الخلاص مثلا بواسطة بوذا وليس المسيح، صار تلقائيا عدوا لله... لذلك قال الله (1 صم 15) ان العناد كالوثن، اي من اصعب الامور التي يكرهها الله هي اصرار الانسان على موقفه وافكاره، ورفضه التنازل عن افكار العالم واستبدالها بافكار الهية صرفة.
 
قديم 25 - 07 - 2015, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 8590 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خدمة الألسنة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(γλῶσσα)
[1] بالأصل اليوناني تحمل هذه الكلمة معنى:
1-لسان بشكل حرفي, (وتفل ولمس لسانه) مرقس7: 33 + (اللسان..عضو صغير) يعقوب3: 5.
2-لسان بشكل مجازي, (ألسنة منقسمة كأنها من نار) اعمال2: 3.
3-لغة, (فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنبأون) اعمال19: 6+ (يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله) اعمال2: 11+ (إن كنت أتكلم بألسنة الناس) 1كورنثوس13: 1.
4-لغة مكتسبة بشكل غير طبيعي, (أريد أن جميعكم تتكلمون بألسنة) 1كورنثوس14: 2+(أتكلم بألسنة أكثر من جميعكم)1كورنثوس14: 18
5-شعب, (وكل أمة وقبيلة ولسان) رؤيا14: 6.
توصف الألسنة في العهد الجديد بأنها (ألسنة جديدة)[2], و(ألسنة أخرى)[3],
و(أنواع ألسنة)[4]. وهي من المواهب التي تستخدم في الصلاة[5].
ظهرت هذه الموهبة أول مرة في يوم الخمسين (وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ.فَلَمَّا صَارَ هَذَا الصَّوْتُ اجْتَمَعَ الْجُمْهُورُ وَتَحَيَّرُوا لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَتِهِ. فَبُهِتَ الْجَمِيعُ وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَتُرَى لَيْسَ جَمِيعُ هَؤُلاَءِ الْمُتَكَلِّمِينَ جَلِيلِيِّينَ؟ فَكَيْفَ نَسْمَعُ نَحْنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لُغَتَهُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا:فَرْتِيُّونَ وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ وَالسَّاكِنُونَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ وَالْيَهُودِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَبُنْتُسَ وَأَسِيَّا وَفَرِيجِيَّةَ وَبَمْفِيلِيَّةَ وَمِصْرَ وَنَوَاحِيَ لِيبِيَّةَ الَّتِي نَحْوَ الْقَيْرَوَانِ وَالرُّومَانِيُّونَ الْمُسْتَوْطِنُونَ يَهُودٌ وَدُخَلاَءُ كِرِيتِيُّونَ وَعَرَبٌ نَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا بِعَظَائِمِ اللهِ؟». فَتَحَيَّرَ الْجَمِيعُ وَارْتَابُوا قَائلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟» وَكَانَ آخَرُونَ يَسْتَهْزِئُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّهُمْ قَدِ امْتَلأُوا سُلاَفَةً».)[6]
ملاحظات على هذا النص:

1-يبدو أن موهبة الألسنة كانت للجميع ولم يكن أحد قادرا على مقاومتها.
2-كانت الألسنة عبارة عن لغات مفهومة, أي لغات بشرية[7], أدرك من خلالها يهود الشتات أن بطرس ومن معه كانوا يعظمون الله.
3-ما حدث لم يكن نشوة صوفية يرافقها تمتمة غير مفهومة, بل كان معجزة سماوية ليس للتلاميذ يد فيها.
4-ليس بالضرورة أن كل تلميذ كان يجيد كل تلك اللغات, بل كل واحد كان يتكلم بلغة معينة لمجموعة من الناس.
5-لم يكن الروح القدس يترجم كلام التلاميذ إلى لغات متعددة, ولم يكن هناك أي مترجم. كانوا هم الذين ينطقون بلغات جديدة وكانوا يفهمون تماماً ما يتكلمون به(كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا).
6-لا ينبغي أن نستخدم التكلم بألسنة يوم الخمسين برهاناً على أن الألسنة تكون شيئا ملازما لعطية الروح القدس[8].
7-كانت هذه المعجزة إتماما لمواعيد العهد القديم ولِما أنبأ به يسوع (وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ[9] الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ)[10]
8-يبدو أنها كانت ضرورية لنشر وتثبيت الإنجيل[11], فهي علامة لغير المؤمنين من اليهود.
9-أَعلنت الألسنة هنا نهاية عهد, تعامل فيه الله مع امة واحدة هي الأمة العبرية وباللغة العبرية, فمن الآن وصاعداً ستتوجه رسالة الخلاص لكل أمم الأرض, وبكل لغاتها.
10-بالنسبة للرب يسوع كانت أعماله تشهد عن صدق رسالته, أي انه هو الآتي باسم الرب(اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي)[12]. أما بالنسبة للروح القدس فكانت الألسنة في يوم الخمسين هي البرهان انه قد جاء الآن من السماء.
ثم ظهرت هذه الموهبة مرة ثانية في بيت كرنيليوس في قيصرية (فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ[13] كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: «أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟» وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً)[14].
ملاحظات على هذا النص:

1-يبدو من النص أن جميع الذين انسكب عليهم الروح القدس تكلموا بألسنة وعظموا الله.
2-الألسنة هنا علامة للمؤمنين من يهود الختان أن الله افتقد الأمم أيضاً فصاروا شركاءهم في الامتيازات, أي تأكيد على نهاية عهد تعامل فيه الله مع امة واحدة هي الأمة العبرية.
3-الألسنة هنا هي لغة بشرية, لغة اليهود أهل الختان الذين سمعوا الأمم يتكلمونها بطلاقة ويعظمون بها الله. لاحظ قول الرسول بطرس عن هذه الحادثة فيما بعد (فَلَمَّا ابْتَدَأْتُ أَتَكَلَّمُ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ كَمَا عَلَيْنَا أَيْضاً فِي الْبَدَاءَةِ (يوم الخمسين). فَتَذَكَّرْتُ كَلاَمَ الرَّبِّ كَيْفَ قَالَ: إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَاءٍ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتُعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. فَإِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَعْطَاهُمُ (الأمم) الْمَوْهِبَةَ كَمَا لَنَا (اليهود) أَيْضاً بِالسَّوِيَّةِ مُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَمَنْ أَنَا؟ أَقَادِرٌ أَنْ أَمْنَعَ اللهَ؟)[15].فإن كان بطرس يتكلم عن يوم الخمسين فهو يتكلم عن لغة بشرية.
وظهرت هذه الموهبة مرة ثالثة في افسس مع تلاميذ يوحنا المعمدان (فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذ (ليوحنا المعمدان) سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ[16]؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». فَسَأَلَهُمْ[17]: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». فَلَمَّا سَمِعُوا(فهموا) اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ. وَكَانَ جَمِيعُ الرِّجَالِ نَحْوَ اثْنَيْ عَشَرَ.)[18]
ملاحظات على هذا النص:

1. يبدو من النص أن جميع الذين انسكب عليهم الروح القدس تكلموا بألسنة وعظموا الله.
2. الألسنة هنا هي واحد من اثنين, إمّا لغة بشرية, أو لغة خاصة يملكها بعض المؤمنين.
3. كانت الآيات المصاحبة لمعموديتهم دليلاً على مصداقية الرسول بولس, حيث ثبتت لهم كلامه. وأدرك تلاميذ يوحنا المعمدان الذين قالوا «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ» ان المسيح حقاً هو الغاية وليس يوحنا, وما يوحنا سوى شخصٍ قد أعد الطريق أمام المسيح.
لقد تكلم الرسول بولس مطولاً عن هذه الموهبة في رسالته الأولى إلى الكنيسة في كورنثوس وسأضع بعض الملاحظات على أهم الآيات في الرسالة:
1) (12: 7) (وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ)
فالمواهب بما فيها الألسنة هي لنفع الكنيسة, وليس للذة الموهوب له.
2)(12: 8-10) (فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ. وَلِآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلِآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلِآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلِآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ وَلِآخَرَ نُبُوَّةٌ وَلِآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ وَلِآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ وَلِآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ.)
هذه الكلمة(لآخر) تعني أن ليس كل المؤمنين لديهم موهبة التكلم بألسنة.
3)(12: 13) (لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً(
مع أن الجميع اعتمدوا بالروح القدس, لكن الموهبة ليست للكل, أي أن المعمودية لا تعني التكلم بألسنة.
4)(12: 29-30) (أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ رُسُلٌ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَنْبِيَاءُ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَصْحَابُ قُوَّاتٍ؟ أَلَعَلَّ لِلْجَمِيعِ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ؟)
هذه الكلمة(العل) تعني أن ليس كل المؤمنين لديهم موهبة التكلم بألسنة.
5)(12: 28) (فَوَضَعَ اللهُ أُنَاساً فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً ثَانِياً أَنْبِيَاءَ ثَالِثاً مُعَلِّمِينَ ثُمَّ قُوَّاتٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ أَعْوَاناً تَدَابِيرَ وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ.)
من حيث الأهمية تأتي موهبة الألسنة في آخر قائمة المواهب
6)(13: 1) (إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ(لغات معروفة) وَالْمَلاَئِكَةِ[19] وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ.)
المحبة أسمى من موهبة التكلم بألسنة, وفي هذا توبيخ مبطن لأهل كورنثوس بسبب سعيهم الدائم وراء هذه الموهبة, أي وراء الأقل في الأهمية.
7) (13: 8) (اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ(بمعناها الإرشادي) فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ).
النبوة تُبطل وكذلك العلم, وهذا يتم متى جاء الكامل أي عندما نصل إلى الحالة الكاملة في الأبدية. أما الألسنة فستنتهي تلقائياً من نفسها أي ليست بحاجة لمن يُبطلها!
8)(14: 2) (لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ(دون ترجمة) لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ(يفهم). وَلَكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسْرَارٍ)
يبدوا أن الألسنة هنا ليست لغة بشرية مفهومة.
9) (14: 4) (مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ)
يبني نفسه لأنه يفهم ما يتكلم به, وبالتالي يتقوى إيمانه. وهذا دليل أن الذي يتكلم بلسان ليس هو في غيبة, أو يُخرج ألفاظاً بلا معنى ولا ينتبه لها. يضاف إلى ذلك ان المتكلم بلسان يبدو هنا شخصاً مشغولاً بنفسه أكثر من الكنيسة, بينما يبدو من يتنبأ مشغولاً بالكنيسة أكثر من نفسه, وربما في هذا تأنيباً للذي يعرف الأفضل ولا يعمل به, وهذا ما سنلاحظه في الجزء الأول من الآية التي تلي.
10) (14: 5) (إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَلَكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. لأَنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ (له آخر) حَتَّى تَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَاناً)
هذه الرغبة عند الرسول بولس تعكس أهمية هذه الموهبة, لكنها تؤكد بذات الوقت أنها ليست للجميع, وأن هناك موهبة أفضل منها هي التنبؤ. ويبدو أن موهبة الألسنة تصير أعظم من موهبة التنبؤ أو تساويها عندما يتوفر من يترجم.
11) (14: 6) (فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّماً بِأَلْسِنَةٍ فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ أَوْ بِعِلْمٍ أَوْ بِنُبُوَّةٍ أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟)
هنا يتكلم الرسول بولس عن الألسنة باعتبارها لغة بشرية مفهومة, وهذا ما تؤكده الأعداد التي تلي(هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تُعْطُوا بِاللِّسَانِ كَلاَماً يُفْهَمُ فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا تُكُلِّمَ بِهِ؟ فَإِنَّكُمْ تَكُونُونَ تَتَكَلَّمُونَ فِي الْهَوَاءِ! رُبَّمَا تَكُونُ أَنْوَاعُ لُغَاتٍ هَذَا عَدَدُهَا فِي الْعَالَمِ وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا بِلاَ مَعْنىً. فَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ قُوَّةَ اللُّغَةِ أَكُونُ عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ أَعْجَمِيّاً وَالْمُتَكَلِّمُ أَعْجَمِيّاً عِنْدِي).
12) (14: 13) (لِذَلِكَ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَلْيُصَلِّ لِكَيْ يُتَرْجِمَ (آخر))
هنا يطلب الرسول بولس ممن يتكلم بلسان أن يصلي لكي يُترجَم ما يقوله, وبالتأكيد هو لا يطلب منه أن يصلي طالباً موهبة الترجمة لنفسه ليفهم ما يصلي, لأنه كما قلنا هو يدرك تماماً ما يصلي لأجله, وإلا كيف يبني نفسه, فموهبة الترجمة إذاً هي لشخص آخر يفهم هذه اللغة, ولغة القوم الذين يسمعونها, وهذا مايؤكده (العدد28).
13) (14: 14-16)(لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِلِسَانٍ فَرُوحِي تُصَلِّي(أفهم ما أقوله)[20] وَأَمَّا ذِهْنِي[21] فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ(أي لا ينفع غيري)فَمَا هُوَ إِذاً؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ (أمام الآخرين) وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِ أَيْضاً. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ (أمام الآخرين) وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضاً وَإِلاَّ فَإِنْ بَارَكْتَ بِالرُّوحِ فَالَّذِي يُشْغِلُ مَكَانَ الْعَامِّيِّ كَيْفَ يَقُولُ «آمِينَ» عِنْدَ شُكْرِكَ؟ لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَاذَا تَقُولُ!)
الألسنة هنا هي لغة غير أرضية يستطيع من يمتلكها أن يصلي بها وأن يرتل بها وان يتكلم بها.
ومن الجدير بالذكر هنا أن نلاحظ قول الكتاب عن العبادة انها(عبادتكم العقلية)[22], أي أن العقل ضرورة حتمية في العبادة. وهذا يعني أن كل عبادة منفصلة عن العقل أو الذهن هي مضيعة للوقت, أو بتعبير آخر عبادة غير مسيحية. ويظهر هذا الأمر بشكل جلي في موضوع الصلاة, حيث تكون كل صلاة غير واعية, أو صلاة غُيّب فيها العقل, صلاة غير مسيحية حتى لو رُفعت باسم المسيح.
14) (14: 18) (أَشْكُرُ إِلَهِي أَنِّي أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِكُمْ)
هنا تعليم قوي يؤكد ان من يتكلم بلسان يفهم ما يتكلمه, وإلا كيف عرف الرسول بولس أنه يتكلم بألسنة أكثر من الجميع, إن كان لا يفهم ما يتكلم به.
15) (14: 21-22) (مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ[23]: «إِنِّي بِذَوِي أَلْسِنَةٍ أُخْرَى وَبِشِفَاهٍ أُخْرَى سَأُكَلِّمُ هَذَا الشَّعْبَ وَلاَ هَكَذَا يَسْمَعُونَ لِي (يتوبون) يَقُولُ الرَّبُّ»إِذاً الأَلْسِنَةُ آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ(أنهم لن يتوبوا). أَمَّا النُّبُوَّةُ فَلَيْسَتْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ(من اليهود) بَلْ لِلْمُؤْمِنِينَ(من اليهود)).
هذه الكلمات قالها الرب لليهود قديماً بسبب عدم استماعهم لأنبيائه الذين أرسلهم إليهم, متكلمين بلغتهم العبرية وداعين إياهم للتوبة, فهددهم بأنهُ سيُعاملهم معاملةأخرى إذ يجلب عليهم أُناسًا ذوي ألسنة أخرى,أي أعداؤهم (الأمة الآشورية) عقاباً لهم على عدم توبتهم, ولكن مع ذلك سيبقون عصاة.
فالألسنة هنا آية تشير إلى حالة اليهود الخطاة, وتشير إلى أن الله سيعاملهم كأجنبيين غير مؤمنين, ولكنهم لم ينتبهوا.
وقد استمر اليهود حتى أيام الرب يسوع يستمعون إلى ألسنة أخرى من أسيادهم الأمميين الذين يحكمونهم, دون أن ينتبهوا إلى أن هذا صوت الرب الذي يُذكّرهم بخطاياهم ويدعوهم للتوبة.
وفي يوم الخمسين سمع يهود الشتات إخوتهم اليهود يكلمونهم بألسنة أخرى(فتحيروا وارتابوا..وكان آخرون يستهزئون), وبعدها سمعوا باللغة
اليهودية[24] دعوة للتوبة, (فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم)[25], وهكذا تاب البعض نتيجة للكرازة وليس نتيجة للسان الغريب. ومع ذلك بقي هناك قسماً كبيراً جداً من اليهود دون توبة.
إذًاالألسنة آية لا للمؤمنين، بل لغير المؤمنين من اليهود. حيث أن الرب لم يجعل أصوات الأجانب في مسامع إسرائيل إلاَّ لكونهم في حالة عدم الإيمان, أما لو كانوا مؤمنين مطيعين فما كان من داعٍ أن يعاملهم هكذا.
والرسول بولس اسقط هذه الآية على الكورنثيين ليبين لهم أن وجود أناس بينهم يتكلمون لغة غريبة ليس بحد ذاته من البركات, فرغبتهم الشديدة بهذه اللغة, يعيد إلى الأذهان قصة قدماء اليهود العصاة, الذين لم يتوبوا بلسان يفهموه, ولا بلسان لا يفهموه.
لذلك يؤكد الرسول بولس أن استخدام اللغة الغريبة(الألسنة) لن يقود الوثنيين إلى الإيمان, وما حدث مع اليهود خير دليل (إِذاً الأَلْسِنَةُ آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ). فأهل كورنثوس مخطئون بتوقعهم النفع العظيم من التكلم بألسنة, أو السعي للحصول على هذه الموهبة من اجل خلاص الوثنيين.
أليس في هذا إشارة قوية إلى عدم ديمومة موهبة الألسنة[26].
16) (14: 27) (إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَوْ عَلَى الأَكْثَرِ ثَلاَثَةً ثَلاَثَةً وَبِتَرْتِيبٍ وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ.)
طالما هناك ترتيب في الكلام فهذا يعني أن المتكلم قادر أن يسيطر على نفسه, بمعنى أن الموهبة خاضعة له.
قد يَصل المتكلمون بألسنة إلى ثلاثة ومع ذلك يبقى المترجم واحد. وهذا دليل أن اللسان عبارة عن لغة واحدة يفهمها جميع المؤمنين الذين لديهم موهبة الترجمة, كما يفهما تماماً جميع المؤمنين الذين لديهم موهبة التكلم بألسنة.
والترجمة هنا تكون بتحويل هذا اللسان إلى إحدى لغات الأرض كالعبرية أو اليونانية أو اللاتينية الخ.
أما بخلاف ذلك, أي أن تكون لغة المصلي غير معروفة, فيصعب أن يقبله المنطق. لأن المُترجِم في هذه الحالة عليه أن يعرف كل لغات العالم وبدون استثناء, لكي لا يفاجأ بترجمة أيّة لغة يسمعها أثناء الصلاة, كون المصلي لا يُخبر المُترجِم بأية لغة سيصلي.
من المتعارف عليه ان المترجم يكون ملماً لغة الناس الذين سيترجِم لهم, ولغة الشخص الذي سيترجِم له, وإلا لن يأخذ دور المترجِم.
وهذا المنطق هو ما يؤكد عليه الرسول بولس حين طلب من شخص واحد أن يترجم لأثنين أو لثلاثة يتحدثون (يصلون) بالتتابع نفس اللغة, فمهما تعدد المتكلمون ستبقى اللغة نفسها. أما لغة الحاضرين (السامعين) فهي أيضاً لغة واحدة, لأنه من غير الممكن أن يُترجِم الشخص ما يسمعه إلى ثلاث أو أربع لغات بنفس الوقت.
باختصار المُترجِم يُترجِم من لغة يعرفها إلى لغة اكتسبها بطريقة غير طبيعية.
17) (14: 28) (وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَرْجِمٌ فَلْيَصْمُتْ فِي الْكَنِيسَةِ وَلْيُكَلِّمْ نَفْسَهُ(باعتباره يفهمها) وَاللهَ.)
18) (14: 33-34) (33 لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍ كَمَا[27] فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ34 لِتَصْمُتْ[28] نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ[29] لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ[30] فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ(ألسنة) فِي كَنِيسَةٍ).
الصمت هنا يتعلق بأمرين الأول التكلم بألسنة, والثاني التنبؤ (الوعظ) الذي هو التعليم. والصمت هنا مرهون بالاجتماعات التي يحضرها الرجال والنساء, أي الاجتماعات العامة. أمّا علة الصمت فهي قوله(كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ)[31]
19) (14: 39) (إِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ جِدُّوا لِلتَّنَبُّؤِ وَلاَ تَمْنَعُوا[32] التَّكَلُّمَ بِأَلْسِنَةٍ).
لا يجوز منع التكلم بألسنة كونها نافعة, على شرط وجود من يترجم (14: 27-28), ومن يستفيد( 14: 22)
* بما أن كل شيء يجب أن يكون بلياقة وحسب ترتيب يضع الرسول بولس بعض الشروط المتعلقة بممارسة هذه الموهبة في الكنيسة:
1. يجب أن تكون ممارسة هذه المواهب مثل كل المواهب الأخرى لبنيان الكنيسة (1كورنثوس 14 : 26).
2. يجب أن لا يزيد عدد المتكلمين في الاجتماع عن اثنين أو ثلاثة (1كورنثوس 14: 27)
3. يجب على من يتكلمون بألسنة أن يتكلموا واحداً واحداً، وليسوا معاً في وقت واحد (1كورنثوس 14 : 27)
4. إذا لم يكن هناك من يترجم ، فيجب على المتكلم بألسنة أن يصمت (1كورنثوس 14 : 28).
5. ينبغي أن تصمت النساء في الكنائس(أي لا تتكلم بألسنة) (1كورنثوس14: 34)
خلاصة: تُعلمنا كلمة الله أن الألسنة هي عبارة عن لغتين, الأولى عامة وواحدة عند جميع من يمتلكها, وهي غير أرضية, وتحتاج لمترجم حتى تُفهم من قبل الآخرين الذين لا يتكلمونها. والثانية لغة أرضية غير مشتركة لدى الجميع, وهي ليست بحاجة لمترجم.
كما تعلمنا إن موهبة الألسنة ليست دليلاً على روحانية من يمتلكها, وحال كنيسة كورنثوس المملوءة بالخطايا والانشقاقات خير شاهد على ذلك.
كما تعلمنا أن موهبة التكلم بألسنة ليست لجميع المؤمنين[33]، وأنها ليست الدليل الواضح على عمل الروح القدس في المؤمن لأن الدليل هو ظهور ثمر[34] الروح في حياته.
كما تعلمنا أن الغرض من هذه الموهبة هو:
1-تمجيد الله[35]
2-تأكيد صدق الرسالة المسيحية أمام الأمم(يوم الخمسين).
3-التأكيد للمؤمنين من أصل يهودي أن الأمم شركاء في الميراث(كرنيليوس).
4-الصلاة والترتيل[36] لبناء النفس[37].
كما تعلمنا ان ظهور هذه الموهبة في الكنيسة هو(آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ(أنهم لن يتوبوا)).وبالتالي لا منفعة من استخدامها لقيادة الناس للتوبة والخلاص.
ومن الملاحظ أن الرسول بولس لم يشجع المؤمنين على السعي للحصول عليها, ولم يشجع على استخدامها في العبادة العامة[38] كونها موهبة بالدرجة الأولى لبناء النفس[39], وبدون المحبة لا تعدوا كونها نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ.
هذا المقال مأخوذ من كتاب (الكنيسة والعبادة) لمؤلفه نبيل يعقوب

[1] - تٌقرأ (gloce'-sah )
[2] - (وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ) مرقس16: 17, ليس بالضرورة أن تُفهم عبارة (ألسنة جديدة) أنها لغة لم تكن معروفة من قبل لأحد من الناس, بل ربما المقصود أنها جديدة على من ينطقها, أي أن المؤمنين سيتكلمون بعد وقت ليس بطويل لغات أجنبية جديدة معروفة لكن بطريقة معجزيّه, وهذا التفسير مقبولاً ومعقولاً. وكبرهان على ذلك لاحظ ان الرب يسوع المسيح لم يتكلم ألسنه جديدة طوال خدمته على الأرض, ليس لأنه لم يكن ممتلئاً من الروح القدس بل لأنه كما قال (لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ) متى15: 24, وكذلك التلاميذ قبل صعود الرب لم يتكلموا لغات جديدة لأن رسالتهم أيضاً كانت (إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ)متى10: 6
باختصار لم يكن هناك من حاجة للغة تختلف عن لغة الخراف الضالة لأن الرسالة لم تشمل الأمم بعد.
[3] - اعمال2: 4.
[4] - 1كورنثوس12: 10.
[5] - 1كورنثوس14: 14.
[6] - اعمال2: 1-13.
[7]- النص يعدد لنا(15) لغة.
[8] - قارن (اعمال2: 41)+ (اعمال4: 4) + (اعمال8: 17)+ (اعمال8: 39)+(اعمال13: 52)+ (أعمال16: 34).
[9] - الكلمة(تتبع) لا ينبغي أن تُفهم بأن الآيات باقية طالما هناك مؤمنين, بل ينبغي أن تُفهم بطريقة مختلفة, أي أن الآيات ستتبع المؤمنين طالما هناك حاجة لها, وبانتفاء الحاجة تنتفي الآيات دون أن ينتفي وجود المؤمنين. أما الحاجة للآيات فهي تثبيت الكلام(عدد20), ومتى ثبت الكلام انتفت الآيات التابعة!!
[10]- مرقس16: 17.
[11] - قارن (فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، شَاهِداً اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَّوِعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ) عبرانيين2: 3-4 + (وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا... وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ.. وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ) مرقس16: 15-20. يبدوا أن المواهب والآيات والعجائب والقوات كانت غايتها تثبيت مصداقية كلام الرسل والتلاميذ المتعلق بخلاص المسيح, حيث لم يكن هناك عهداً جديداً(الإنجيل) مكتوباً بعد.
[12] - يوحنا 10: 25.
[13] - المؤمنين من أهل الختان هم مؤمنو اليهود الذين جاؤوا مع بطرس من يافا وقد ذُكروا في اعمال10: 23+ 11: 12.
[14] - اعمال10: 44 -48.
[15] - أعمال 11: 15-17.
[16]- وليس(لما اعتمدتم) حيث أن قبول الروح القدس يرتبط بإيمان العابد وليس بمعموديته, قارن أيضاً (إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ) افسس1: 13.
[17]- هذا السؤال استنكاري, فمن جوابهم على السؤال الأول تبين للرسول بولس انهم غير مؤمنين, لذلك سألهم (بماذا اعتمدتم), باعتبار المعمودية تبنى على الإيمان. وفعلاً كان الجواب يؤكد ما دار في ذهن الرسول بولس, لذلك كلمهم عن خلاص المسيح فلما فهموا وقبلوا, عمدهم باسم المسيح.
[18] - أعمال 19: 1-7.
[19]- تعبير مجازي يُراد به (إن كنت أتكلم كل اللغات المعروفة وغير المعروفة)
[20] - قارن(1كورنثوس 2 :11).
[21] - ما يقال للآخرين ويُفهم, قارن (وَلَكِنْ فِي كَنِيسَةٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضاً أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ.) (14: 19)
ملاحظات عن الذهن: تأتي هذه الكلمة بأحد معنيين:
أ‌- وسيلة الفهم أو التعليم, لوقا24: 45 (حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ) + (1كورنثوس14: 19).
ب‌- مستودع للأفكار(تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ) رومية12: 2. وتجديد الذهن يتم بإضافة أفكار إيجابية إليه, أو بطرح أفكار سلبية منه.
[22] - رومية12: 1
[23] - اشعياء28: 11.
[24]- عدد14.
[25]- عدد37.
[26] - لاحظ كيف أن الرسول بولس في نهاية سفر أعمال الرسل(اصحاح28) يُقنع اليهود بضرورة التوبة, لكن ليس بموهبة الألسنة(لسان غريب), بل بلسان مفهوم بتحدث من كلمة الله.
[27]- الأرجح أن الآية 34 تبدأ من منتصف الآية 33, أي اعتباراً من (كما في جميع..), وهذا يستقيم مع تفسير الآيتين33, 34.
[28]-الصمت هنا ليس بمعناه المطلق, قارن(وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ(بمعناه الإرشادي))1كورنثوس11: 5.
[29]- هذا الأمر ليس مقصوراً على كنيسة كورنثوس فقط بل على جميع كنائس القديسين.
[30]- الرجاء الذهاب إلى الباب السادس, الفصل الثاني(لياقة وترتيب).
[31]- قارن(وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ(من جهة هذين الأمرين)) 1تيموثاوس2: 12, وليس بالمطلق.
[32]- لاحظ هنا الدور القيادي للرجال(الأخوة).
[33] - كورنثوس 12 : 3
[34] - غلاطية 5 : 22 و 23
[35] - 1بطرس 4: 10-011.
[36] - 1كورنثوس14: 14 -17.
[37] -1كورنثوس14: 4.
[38] -1كورنثوس14: 19, 28.
[39] - 1كورنثوس14: 4.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024