25 - 07 - 2015, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 8571 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لنعمل عمل الله ... ونرفض عمل الشيطان عبر العصور والأجيال، عمِل الله بروحه بقوة في الخليقة والفداء لأجل الانسان ومن خلاله، وعمل عدو الخير أيضاً. كان لله دائما شهود وخدام وأنبياء، وكان للشيطان خدام وأنبياء أيضاً. تكلّم خدام الله بكلمة الله الحيّ واستخدم خدام الظلمة أيضاً كلمة الله، ففي مت 4 ولوقا 4 اقتبس الشيطان أعداداً من الكتاب المقدس، واستخدم الذين صلبوا المسيح، مقاطع من كلمة الله لدعم حقدهم، كما استخدم أعداء الرسول بولس مقاطع من الناموس وظهروا بلباس الحملان والقديسين ونجحوا في خداع الكنائس الذين علّمهم بولس الانجيل. وما زال الرب حتى يومنا هذا يعمل بقوة الروح القدس مستخدماً خداماً امناء حاملين كلمة الله كسيف، وما زال ايضاً خدّام الشيطان يعملون بقوة في كل مكان وكثيراً ما ينجحون مؤقّتاً في هدم عمل الرب. ونفهم من الكتاب المقدس، السراج لاقدامنا، ان خدّام ابليس يعملون في داخل الكنائس ايضا ويعملون بخفية وخداع شديدين. كان يهوذا في داخل دائرة خدّام المسيح وعمل المعجزات وظهر كقديس لكن الشيطان امتلكه. وحذّر بولس الكنائس (اعمال 20) من اناس في داخل الكنيسة "ومنكم انتم" يظهرون كقديسين مع انّهم ذئاب خاطفة، وهم يعرفون الكتب جيّداً!!. والسؤال الهام؛ كيف نعرف خدام الله من خدام ابليس، وكيف نميّز رجال الله من الذئاب الخاطفة: 1- من ثمارهم تعرفونهم: خدام ابليس، مع انهم يستخدمون كلمة الله، لكنهم لا يأتون بالنفوس للمسيح، فلا نسمع انهم كانوا سبب في خلاص احد ولم يسبّبوا انتصارات روحية في كنيسة الله. أما خدّام المسيح فهم دائماً سبب خلاص وحياة لمَن حولهم ولأهل بيتهم اوّلاً. 2- خدّام ابليس، مع انهم يستخدمون الكتاب، لكنهم يسبّبون بلبلة وازعاج، يقلبون بيوتاً ويهدمون ما بناه خدام الله الأمناء. اما خدام الله فيسبّبون السلام والمصالحة ويهدّئون العواصف والمصائب. 3- خدام الله يستخدمون الكلمة لخدمة الاخرين. فهم يفكرون في الاخرين وفي مصلحة المؤمنين وبناء كنيسة الله، اما خدام الشيطان فهَمّهم تحطيم ومهاجمة رجال الله لانهم افضل منهم، فكل حديثهم هو ضد رجال الله مستخدمين مقاطع من كلمة الله. أمضى الملك شاول حياته مهاجماً داود، فليس مهمّاً لديه اطاعة صوت الرب ولا يهمّه النفوس بل همّه القضاء على رجال الله وبهذا يتمّم مشيئة الشيطان. 4- خدّام الشيطان يجذبون التلاميذ الى انفسهم (اع 20) ويستميلون شعب الله ليتسلّطوا عليه كما فعل ابشالوم، ويحاولون جاهدين استبدال رجال الله في قيادة شعب الرب كما فعل قورح وجماعته مدّعين ان هدفهم مقدّس مع انهم يفشلون في قيادة انفسهم واهل بيتهم، اما رجال الله فيجذبون الجميع الى الرب. 5- خدام الشيطان يعملون في الخفاء (متى 13) فنشاطهم في الظلمة لانهم يخشون النور، فيصمتون أمام الجماعة ويَظهرون في مظهر التقوى، لكنهم ينكرون قوّتها في حياتهم وتصرّفاتهم. اما رجال الله فظاهرون أمام الجميع، فكلامهم وعملهم هما امام الجميع. 6- خدّام الشيطان يستخدمون الاشاعات والاقاويل، الاكاذيب والتحاليل ضد رجال الله، يتكلمون بامور ملتوية، لا يقدرون ان يثبتوا أيّ منها وكثيرا ما ينجحون، فيصدّقونهم غير السلماء أي كل الذين نواياهم غير سليمة الذين يطلبون مجد انفسهم، الذين يزحفون لأجل كلمة مديح. اما خدام المسيح فيتحدّثون بكل مسؤولية كمَن هم امام الرب، مستعدون ان يعطوا حسابا عن انفسهم وعن كل ما ينطقون به ويسلّمون كل امورهم لاله امين يفتقدهم في حينه. 7- خدّام الشيطان يتميّزون بالكبرياء وعدم مخافة الله والغيرة والحسد، ويفرحون لانهم ينجحون في البداية. لا يفرحون بخلاص النفوس بل بنجاحهم في هدم النفوس، لا يشفقون على رعية الله، لكنهم يغفلون ان الله سيبغتهم بدمار شامل وسقوط عظيم كما حدث مع هامان الشرير وشاول الغبي واعداء بولس عام 70 م. 8- خدّام الشيطان يفشلون في حياتهم العائلية فبيتهم نزاع وخصام، وعملهم يتميز بالفشل والحطام فيعملون ويتعبون لجيب منقوب لا يتمتعون بمدخولهم بل يغوصون في الديون والقروض والنصب، وصِيتهم مشحون بالفضائح. مع انهم يعلمون نهايتهم المؤسفة، لكنهم لا يقدرون ان يتوبوا ليتمتّعوا بالبركة مع انهم يطلبونها بدموع. 9- ننخدع كثيرا بخدّام الشيطان لأنهم ربما يكونوا من أعضاء الكنيسة ويعرفون الكتب مع ان ليس لديهم وقت لقراءة الكلمة والصلاة، ويظهرون بلباس التواضع الزائف ويستخدمون لسان اللطافة والمسايرة، وان احوج، يدفعون المال ويقدّمون الطعام ويعملون ايّ شيء لجذب الرعية. لو كانوا رعاة أمناء، لماذا لا يكونون بانسجام مع خدّام الله الذين خدموا قبلهم، ولماذا لا يُكمِلون عمل الله الذي بدأوا به مَن قبلهم، ولماذا هدفهم أوّلاً القضاء على ما بناه مَن قبلهم!، لماذا يبحثون عن نجاح على أنقاض مَن قبلهم ولماذا يفتّشون عن البركة على جثث مَن قبلهم! 10- قال يسوع لا تحكموا حسب الظاهر أي حسب ما يبدو، بل احكموا حسب النتائج. ليس المهم ما يظهر عليه خدام ابليس بل ما هي نتائج نشاطهم الخفي، أليس بلبلة وانقسام، أليس يأس وخصام، أليس غضب وصِدام، أليس ابعاد النفوس عن خدّام الله الذين كلّموكم بكلمة الخلاص، ماذا يبقى من بركة للغنم بدون الرعاة الذين أقامهم الرب؟!. أخي الحبيب وصديقي اللبيب، لينقذك الرب الراعي الصالح من أسنان الذئاب حتى ولو ظننتهم من الاصحاب وعلى جسمهم صوف الغنم. ارجع الى الرب وخدامه الذين أقامهم الرب الذين قدّموا الغالي والنفيس لأجل عمل الرب ولأجل خلاص نفسك. لماذا لا تفرح بخلاص الرب وتكرّس كل ما لديك لأجل مجد الرب وخلاص نفوس أخرين، لماذا تدع خدّام ابليس يجعلونك تضيع العمر في الانتقاد والمرارة وهدم عمل الله!، ان الرب يريد لك ولحياتك البركة والفرح والسلام.ٍ ان الكنيسة كانت دائما منارة مشتعلة للرب، هاجمها ابليس من الخارج ففشل، وانتصر الرب مرارا كثيرة وكم من عائلات دخلها يسوع فملأها بالخلاص والسلام والفرح. اما الان فالشيطان يحاول من الداخل ويبدو انه نجح في خداع البعض. لنغار للرب ونتذكر تضحية الرب الغالية على الصليب ونرفض مشورات وافكار ابليس حتى ولو أتت من أحد اعضاء الكنيسة المحلية. لنهزم ابليس وننتصر مع الرب لأن الرب هيّأ بركات لا تحصى لأجلنا جميعاً. (رجاءاً تأمّل في كلمة الله في:اعمال20/ عدد16/ غلاطية/ 2كورنثوس10-13/ 2 تيموثاوس/ صموئيل الاول والثاني). |
||||
25 - 07 - 2015, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 8572 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أين أبطال الايمان للقرن الواحد والعشرين؟
كلنا نمدح خطوة مارتن لوثر الشجاع الذي واجه الحقيقة وخرج من النظام البابوي، لماذا؟ لان هذا النظام يتعارض مع الإنجيل. مع أن الخطوة كانت صعبة جدا. وكلنا نشيد بخطوة يوحنا داربي الجبّارة عندما واجه الابتعاد والتدهور الروحي ودعا إلى الرجوع إلى كلمة الله الحية الفعالة. ما هي الخطوة الشجاعة والجبارة لأبطال الايمان في هذه الايام؟! لكي تكتشف الجواب لهذا السؤال الهام، اسأل نفسك هذه الاسئلة بصدق امام الرب فاحص القلوب: هل انت مجرّد من كل هدف عالمي او غاية ذاتية او غرض مشوش؟ هل يهمك صوت الرب ولا تبالي باصوات الناس حتى ولو كانوا مؤمنين؟ هل انت مستعد ان تدفع الثمن كلوثر وداربي؟ هل انت مستعد ان تواجه الاستهزاء والمقاومة والتهديد كنحميا وعزرا وربنا يسوع المسيح؟. هل المقصود ان نترك الاجتماع وننضم الى جماعة اخرى؟ طبعا لا اذن ما هي الدعوة اليوم؟ الرجوع الى المكتوب الى كلمة الله، دون افكار مسبقة نمليها نحن على كتاب الله. دراسة الكتاب المقدس وقبول كل ما يعلّم به حتى ولو تعارض ذلك مع التقليد الذي تعوّدنا عليه وما علّمه اخوة افاضل لنا. قبول الانجيل كما هو حتى ولو حكم عليّ ودعا الى تغيير اسلوب العبادة في الكنيسة وتغيير اسلوب حياتي وعائلتي. لماذا يجب عليّ وزن الامور من جديد؟، لماذا يوجد حاجة ماسة لخطوة جديدة؟، ولماذا لا ابقى كما انا الى مجيء الرب؟ اولا لان الفشل واضح وجلي امام المؤمنين وامام الناس على السواء ولا نقدر ان نستمر في تغطية الامور كما تفعل النعامة. ثانيا لماذا نطلب من الناس ان يتغيّروا ويتّخذوا خطوة دراماتية في حياتهم، ونحن اولاد الله غير مستعدين على اتخاذ مثل هذه الخطوة وان نتوب ونرجع الى المكتوب. ثالثا لانه بسبب اسلوب عبادتنا وفهمنا للانجيل، تشوّهت الشهادة المسيحية، عمّت الفوضى في كنائسنا، اختفى البنيان والوعظ الصحيح وما اقل النفوس التي تتوب وتتغير وتأتي الى المسيح. رابعا لان الرب آت سريعا جدا وسنعطي حسابا عن انفسنا وعلينا ان نكون مستعدين لمجيئه بقبول كل اعلانات كلمته حتى ولو كان من الصعب علينا اطاعتها. خامسا لاننا اذا اردنا ان نكون صادقين مع انفسنا فإن حياتنا المسيحية العملية الفردية والعائلية هي في انحطاط روحي وتدهور شديدين بحيث نشبه الناس اكثر مما نشبه المؤمنين. لان الحقائق تشير الى زوال الكثير من الاجتماعات التي كانت مرة مزدهرة كل هذا يثبت ان الخط الكنسي الذي سرنا فيه لعشرات السنين هو غير كتابي وهو من تأليف البشر ولا يثبت امام فحص الكلمة وامام محك الواقع......قال الرب يسوع: لماذا تحكمون حسب الظاهر، احكموا حكماً عادلا يمكنك ان تتجاهل هذا الكلام وتقول انا اعلم مَن كتبه ولماذا كتبه!...............لكنك لا تستطيع ولن تقدر ابدا ان تقول ان كل هذا الكلام هو غير صحيح ولا تقدر ان تفنّد كل ما كتب هنا بل سيزيد من الدينونة لانك انت "السيد" وتتجاهل سيادة الرب، ام تخشى كلام الناس والمؤمنين الذين كل هدفهم ليس مجد الرب بل الحفاظ على النظام الذي هو من صنع البشر ويزيدهم مجدا وانتفاخا رغم ان الجميع - الناس والمؤمنين يعرفون ابتعادهم عن المسيح الرب وهم لا يبالون بمجده العظيم الذي من امام وجهه هربت الارض والسماء! ان صوت الرب الواضح: تُبْ (رؤيا2: 5).....تُبْ (رؤ2: 16)....تُبْ (رؤ 3: 3)....تُبْ (رؤ 3: 19) |
||||
25 - 07 - 2015, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 8573 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة
"إن وثق احد بنفسه انه للمسيح فليحسب هذا ايضا في نفسه انه كما هو للمسيح كذلك نحن ايضا للمسيح" (2كو10: 7). في الرسالة الى العبرانيين يتكلم الرب الينا ايضا في هذه الايام الاخيرة. وما زال التاريخ يعيد نفسه، وتبقى كلمة الله حية وفعالة ومناسبة لكل مكان وزمان. ويمكننا ان نتعلم دروساً حية وعملية من الرسالة الى العبرانيين، ان تمكنّا من تطبيق كلمة الله على واقعنا اليوم من دون محاباة او حكم مسبق، لانه علينا ان نخضَع للكلمة لا ان نُخضِع الكلمة لنا. كُتبت الرسالة عام 63 بعد ولادة ربنا يسوع، اي 3 سنوات قبل عام 70، عندما اتى الرومان وهدموا الهيكل واحرقوا مدينة اورشليم وقتلوا اهلها ونهبوا كنوزها وبقي الكل اطلالا وحطاما تدعو للرثاء والبكاء. وقد كتبت الرسالة الى اليهود الذين آمنوا بالرب يسوع، فتركوا اليهودية وتبعوا المسيحية. اما اليهود الذين رفضوا الانجيل فقد اضطهدوا وقاوموا كل الذين آمنوا بيسوع، وبسبب الضيق والاضطهاد من اخوتهم واهلهم، رجع البعض الى اليهودية من جديد وتركوا المسيحية. اي ان هنالك ثلاث مجموعات: اليهود المتمسكون باليهودية واليهود المتمسكون بيسوع الذين تركوا اليهودية واليهود الذين تبعوا المسيحيين ثم رجعوا الي اليهودية بسبب الضيق. وقد كتب الرسول هذه الرساله ليشجع الذين آمنوا بالرب يسوع وتركوا اليهودية ولكي يحذر الذين بسبب الضيق ارادوا الرجوع الى النظام القديم من جديد، واعلن الرسول ان اخطر خطية يمكن ان يقترفها انسان هي ترك المسيحية بعد اختبارها والتمتع بها، والرجوع الى نظام قد رفضه الرب. ولكن المشكلة المزدوجة هي انه كان على مَن يريد اتّباع يسوع حتى النهاية اولا ان يدفع الثمن وهو الرفض حتى من اعز الناس من الاهل والاصدقاء والاقرباء واحتمال الضيق حتى سلب الاملاك والاموال وترك كل شيء لاجل ربح المسيح. والصعوبة الثانية ان اتباع المسيح كان بالايمان اي ان المؤمن الثابت الصامد كان عليه مقاومة الاغراء امامه: فكيف يترك ديانة اعطاها الله بنفسه ونبي عظيم كموسى وهيكل الله العظيم الذي بناه الملك سليمان والمدينة المقدسة والمذبح ونظام الذبائح، كيف يترك ويحتقر كل هذا ويتبع يسوع المرفوض الذي لا منظر له ولا جمال، يتبع مجموعة تبدو في الظاهر انها لا تملك شيئا فهي تنادي بالايمان بدون مذبح او هيكل او كاهن او نبي!؟ . بالحقيقة كانوا امام تحدي تاريخي عظيم واغراء ديني شديد وضغوط جهنمية من كل جانب ربما من اب او ام او اخوة او زوجة او زوج او اعزّ الاقرباء. فقد كانوا يبدون كالمجانين الذين فقدوا صوابهم، يتركون اعظم ما اعطاه الله ويتبعون السراب والمستقبل الغامض وهم امام الف سؤال بدون جواب. وهكذا كتب الرسول لهم قائلا ان المسيحية هي حقيقة ما كان في اليهودية، الذي كان رموزا فقط لامور روحية في المسيح: فالمسيح يسوع هو المذبح الحقيقي والكاهن والذبيحة والهيكل، مع ان هذا الكلام كان لغير المؤمنين هذيانا وغباءاً. واراد الرسول ان يشجع الاتقياء على اتباع المسيح بالايمان حتى النهاية فأظهر ان يسوع هو اعظم من كل ما كان في العهد القديم وهو اعظم من الانبياء والملائكة. وكل من له يسوع، له الكل، وان كل القديسين والانبياء في العهد القديم ساروا وعاشوا بالايمان واحتملوا الضيق والاضطهاد وبقوا امناء حتى النهاية. فعلينا نحن ايضا ان نتابع نفس الطريق، لا يهم ما يقوله اعزّ الناس لدينا، وما ينصّه المنطق ويقوله المجتمع. وحتى ما قاله الله الحي ذاته في الماضي في الكتاب المقدس ربما هو يستبدله بآخر!. يا له من امتحان قاسي وتحدّي جبار. من اجل هذا كثيرون رجعوا الى الوراء بسبب الضيق وضغوط الاقرباء ولامنطقية حياة الايمان، فحذّرهم الرسول قائلا ان مَن يرجع الى الوراء، لا يبقى اي رجاء امامه ولا قبول له لدى الله بل دينونة وغضب بلا رحمة. فكان الخيار صعباً اما ان يكونوا امناء حتى النهاية كالانبياء او يرفضهم الله رفضاً كاملا وابديا. لذلك كانت لهجة الرسول صارمة وحازمة ووضع امام الامناء كل تشجيع وامام المترددين كل تحذير. كان الخطر امام الامناء ان يطرحوا ثقتهم ويبتلعهم اليأس والاحباط والتساؤلات والحيرة : العل هكذا حياة الايمان؟ أهكذا علينا ان نتحمل الى هذا الحد؟ كان كلام الرسول واضحا جدا وهو الاعلان عن فناء النظام القديم باكمله، مع ان الله اعطاه. ان مجيء الرب يسوع قد الغى كل ما في العهد القديم، ويسوع استبدل الكل، ومَن اراد اطاعة الرب، عليه ان يتبع يسوع المرفوض بالتمام. في البداية، بدا للاكثرية ان كلام الرسول كان ضعيفا، واما كلام الذين قاوموه ودافعوا عن اليهودية بكل قوة فقد بدا كلامهم قويا ومقنعا، فقد استخدموا تارة التودد والمداهنة والخداع وتارة استخدموا التهديد والتخويف، فرجع البعض الذين خضعوا للالحاح، مع انهم لم يستطيعوا اسكات ضميرهم الذي بكّته الروح القدس. وقد استخدم الرسول حججا واقناعا من الكتاب المقدس في العهد القديم، فكل مَن كان صادقا ومخْلِصا امام الرب، استطاع ان يميز الحق، اما الذين يهمّهم كلام الناس، فقد انخدعوا ورجعوا ظانين ان كلام الناس هو المهم وتجاهلوا كالنعامة صوت الرب. هل بقيت الامور هكذا؟ هل بقي الغموض ونجح الخداع؟ هل ترك الرب الامور تسير كما يشاء الانبياء الكذبة؟ هل اختلط الحابل بالنابل وضاعت الطاسة بين آراء الناس وادعاءات وحجج الكثيرين؟! ان الله حي وهو لا يخضع لما يفكره البشر، وهو حر السيادة ويبقى السيد الوحيد وكلمته حية وفعالة، وستأتي النبوة حتى ولو تأنّت قليلا، وكل حرف من كلمة الرب سيتم تماما مهما اعتقد خلاف ذلك فلاسفة هذا الدهر وحكماء هذا العالم وحتى رجال من اعضاء الكنيسة!. بعد وقت قليل جدا اي عام 70 ميلادي، حدث ما لم يتوقعه احد ولم يدركه معلموا الناموس الذين ظنوا ان الهيكل ابدي ونظام العهد القديم حتى الله لا يستطيع تغييره! أتى الرومان بقيادة تيطس الى مدينة اورشليم واحرقوا المدينة وهدموا الهيكل وقتلوا الناس، فالتغى النظام القديم والتغت الذبائح ونظام الكهنوت، وخلال 2000 عام، لم يستطع احد ان يُرجعه!. بالتأكيد اصيب المقاومون بالصدمة والذهول: كيف يسمح الله القدير بهدم بيته ومذبحه وقتل شعبه!. وما زالوا حتى يومنا هذا يتحيرون لا يستطيعون ان يدركوا او يعوا ما حدث. ان الله القدير اعلن تأييده لما قاله الرسول وثبّت انجيله والايمان بيسوع، وصرّح ان ما بدا كلام سخيف وما بدا خطوة جنونية، هو بعينه ما اراده الرب. وما يريده الرب لا يستطيع احد مقاومته. واما ما بدا منطقيا وحكيما، اعلن الرب عن رفضه الكامل حتى ولو كان هو الذي اعطاه. فالله غير محكوم لأحد حتى وليس لاقوال قالها الله بنفسه، فالانسان لا يستطيع ان يتحكم بالرب باستخدام كلامه!. ماذا نتعلم اليوم من كل هذا؟ نحن نجتاز وضعا مشابها اليوم. يعلن الرب ارادته الواضحة. ويستغرب الكثيرون ويتحيّرون، فيقاومون هذه الخطوة بكل قوتهم مستخدمين آيات من الكتاب المقدس تارة، والتهديد او التودد والوجهنة والعاطفة العائلية تارة اخرة، ينادون قائلين هنا هيكل الرب وهنا كنيسة الله. واما الذين اطاعوا صوت الرب الواضح بالايمان، يواجهون الضيق والضغوط والخسارة والمقاومة حتى من الاقرباء والاعزاء، فكلمة الرب لنا اليوم: لا تطرحوا ثقتكم لان لها مجازاة عظيمة ومكافأة اكيدة من الرب ولا تنخدعوا بكلام المنافقين، حتى ولو كانوا من اعز الناس لدينا واستخدوا الآيات الكتابية وحتى ولو بدا كلامهم مقنعا وقويا، وبدا موقفنا ضعيفا. لكن ارادة الله دائما هي الايمان، وبدون ايمان لا يمكن ارضاء الرب ابداً. ولنتحذر بكلام الرسول لئلا ننخدع ونرجع عن الايمان ونرفض صوت الرب الواضح، مستخدمين شتى الاعذار. ان اللحظة آتية لا محالة والوقت قريب جدا عندما يتدخل الرب ويقلب الاوضاع، عندها سيواجه المقاومون والمخادعون والمخدوعون غضب الرب ودينونته. وكما بقي المقاومون مشدوهين من رد فعل الله 2000 عام، سينذهل ايضا كل الذين افتخروا بافكار العالم واحتقروا خط الايمان وازدروا برجال الايمان، وسيتلقّون ضربة موجعة لن ينسوها ابدا وليس من شفاء او دواء. وكل الذين رذلوا رجال الله وسخروا بانبياء الرب الامناء وتهاونوا برسل القدير، سيثور عليهم غضب الرب ولن يكن شفاء (2 اخبار الايام 36: 16). ليرحم الرب. وليتشجع كل الذين اطاعوا صوت الرب واكرموا رجال الله الحقيقيين وتجاهلوا كلام الناس وواظبوا على طريق الايمان واحتملوا كل شيء لاجل الرب، ولم يرجعوا الى الوراء ولم يطرحوا ثقتهم لان لها مجازاة عظيمة، لأنه بعد قليل سيأتي الآتي ولا يبطئ اما البار بالايمان يحيا وان ارتد لا يسر به الرب لانه بدون ايمان لا يمكن ارضاء الرب. صديقي، هل لديك اي سؤال؟ لماذا لا تتصل بنا للتحدث بارادة الرب لنا في هذه الايام؟! |
||||
25 - 07 - 2015, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 8574 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل خطوة الايمان هي خطوة جنونية؟!
هل يطلب الرب السيد من أن الانسان يتخذ خطوة جنونية؟! لماذا لا يطلب الرب شيئاَ يتقبله العقل البشري ولماذا لا يطالبنا الرب أن نفعل أمراً في حدود المنطق؟! لماذا يتحدى الرب كل منطق بشري ويسخر بكل موازين البشر؟ أليس ما طلبه الرب من ابراهيم أن يقدّم ابنه الوحيد الذي يحبه، أمراً جنونياً يرفضه كل منطق بشري؟ لماذا لم يطلب الرب منه أمراً في حدود منطقنا؟ أليس ما طلبه الرب من يشوع امام اسوار اريحا، جنوناً؟ اليس ما حدث في الصليب امر لا يدركه بشر؟! لماذا قتْل البشر لابن الله هو الطريقة الوحيدة لخلاص وفداء البشر؟ اليس ما طلبه يسوع من التلاميذ جنونا ان يتركوا كل شي ويتبعونه، ولما فعلوا ذلك، ذهب ليصلب ويموت ولم يبق معهم؟ حقاً ما يريده الرب منا ويطلبه هو دائما امر يرفضه المنطق البشري ويغضب منه كل الفريسيين وامثالهم، لان ما يطلبه الرب يضرب بعرض الحائط كل افكار وحكمة البشر. والغريب حقاً انه حتى بعض الذين في داخل الكنائس يحاولون جاهدين ان يجعلوا انجيل ربنا مطابقا للمنطق البشري ويرفضون صوت الرب لانه يدوس حكمة الانسان، لكنهم يتناسون ان حكمة الانسان ومنطقه هما اللذان صلبا رب المجد!. وعندما يطيع احد البشر صوت الرب، يستغرب البعض فيهاجمون شخص كهذا ويقيسون خطوته بكل المقاييس البشرية فيجدونها مخالفه للمنطق، فيرفضونها جملة وتفصيلا ويرفضون حتى مناقشتها في ضوء كلمة الله الحية الفعالة التي ينادون انهم يتبعونها. أليس غريبأ ان نتبع الصليب وندافع عنه وفي نفس الوقت نرفض فكرة الكتاب التي تعلن ان في الصليب صلب ايضاً الانسان القديم مع افكاره ومنطقه وحكمته!، لان حكمة الانسان هي جهالة وغباوة في نظر الله. لكن حكمة الله العجيبة التي ظهرت في الصليب للخلاص هي جهالة وغباوة في نظر الانسان ايضاً. صديقي عليك ان تقرر وتحسمها مرة والى الابد لكي يكون لك قبول امام الله الحي. ان تقبل صليب المسيح الذي صلب معه انساننا القديم واحرق حكمتنا البشرية ورفض كل منطق بشري حتى لو ظهر حكيماً ويبرق كالذهب. لنسلك بالايمان وليس بالعيان ولنعلم اننا بالنعمة مخلّصون بالايمان ولولا نعمة الرب لهلكنا الى الابد. وكنيسة المسيح لا يمكن ان تخون حبيبها وعريسها بأن نستبدل حكمة المسيح بحكمة العالم وفكر الرب بفكر الانسان الساقط. وعلى الكنيسة الحقيقية ان ترفض مقاييس البشر واستحسانهم بل علينا ان نتبنى فكر الرب ونفتخر به حتى ولو رفضَنا الجميع واحتقَرنا اقرب الاقربين ولنذكر ان البشر رفضوا ايضا رب المجد وخالق الاكوان. مثلاً، على الكنيسة ان ترفض كل مَن يريد القيادة فيها معتمدا على منصبه الاجتماعي وغناه او علمه او كونه من عائلة هامة او كونه فصيحا بل القيادة في الكنيسة يجب ان تكون للروحيين والمقامين من الرب فقط. وعلى الكنيسة الحقيقية ان تشجع خطوات الايمان التي تعتمد فقط على كلمة الرب ولا يهمّها افكار البشر . لنتامل في حادثة انجيلية واقعية تضعنا امام خيار هام وتفحص دوافعنا اذا كانت تمجد المنطق البشري ام تتبنى فكر الرب العجيب رافضة التحليل والتعليل البشري ولا يهمها فكر حكماء البشر حتى ولو كانوا من الكنائس. ما رأيك في امرأة تهب كل ما لها مدّعية ان هذا هو فكر الرب ولا يهمها معيشتها بعد ذلك؟! ما رأيك ايها الحكيم بالمرأة في انجيل يوحنا اصحاح 12 التي سكبت قارورة الطيب غالي الثمن عند اقدام يسوع المرفوض من الجميع؟! هنا نقف امام الكثير من الاسئلة والتساؤلات التي يضعها المنطق البشري: أهذا هو الايمان، بان تسكب هذه المراة ما جمعته في سنة كاملة اي كل معيشتها؟ كيف قبل يسوع ذلك؟ لماذا سكبت طيب غالي الثمن؟ لماذا سكبته على الارض عند اقدام يسوع؟ ما الفائدة من ذلك؟ لماذا لم يباع ويعطى للفقراء والمحتاجين كما ادّعى يهوذا الذي باع المسيح ب30 من الفضة؟ مَن سيعيل هذه المراة بعد ان سكبت كل ما لها؟ هل انت مستعد ان تساعد هذه المراة وانت تعلم انها سكبت كل شيء عند اقدام مَن صُلب بعد اسبوع؟ اين تضع هذه المراة الملايين الذين يكدّسون الاموال وفي نفس الوقت يتحدثون عن التكريس والقداسة والامانة للرب؟ لماذا لم تستشر هذه المرأة اخوتها او التلاميذ، اليس من الانسب ان تستشير هذه الاخت تلاميذ الرب يسوع قبل ان تفعل ذلك؟ هل نسيت ان الرب يريد فقط اخوة رجال، فلماذا تصرفت بهذا الشكل دون ان تفكر بتفاهة ما فعلته؟ الا يبدو ان خطوتها كانت خطوة غير حكيمة غير مؤسسة على اي منطق. أليس ما فعلته جنونا وامرا يدعو الى الغضب؟ لو كنا هناك، الا نقرر ان نعاقب هذه المرأة وان نحرّض الجميع الا يساعدوها لانها تجاهلت كل المقاييس والمعايير الموزونة؟ صديقي، الا تضعنا هذه المرأة امام سؤال تاريخي هام وامام تساؤل مصيري واساسي، وألا يضع الكنائس وخاصة القيادة في الكنائس امام فحص ذاتي ووقفة فاحصة لاسلوب حياتهم ودوافعهم ومقاييسهم؟ العجيب ان يسوع ربنا العجيب الحكيم بارك ما فعلته هذه المرأة واعلن عن رضاه مما فعلته ومدح خطوتها وأثنى على ما فعلته، وبهذا يضعنا يسوع امام تحدّي جاد وهام يهز ضميرنا ويثور على مقاييسنا التي ندّعي انها روحية وسامية. ما هو حكم يسوع على ما فعلته هذه المراة؟ طلب الملك الالهي ان يضعوا هذا الحدث في الوحي المقدس وطلب ان يُكرز عن هذه المرأة في كل زمان ومكان، وسرد هذه الحادثة في الاناجيل الاربعة قبل قصة الصليب. مع ان معظم الاحداث لا نجدها في كل الاناجيل الاربعة، فالحدث الذي نجده في الاربع الاناجيل يكون ذي اهمية عظمى! مما يؤكد ان الرب اعجبه جدا ما فعلته هذه المرأة وشعر يسوع امام الصليب المرير ان لا احد يفهمه كهذه المرأة، حتى انه قال انها كفّنته وهو حي ولا نرى هذه المرأة عند الصليب ابدا! يبدو ان ادراكها فاق حتى ادراك التلاميذ!. الغريب ان تلاميذ الرب لم يعجبهم خطوة الايمان التي اتخذتها هذه المرأة بل اغتاظوا مما فعلته ولم يقدروا ان يتقبلوها وشعروا انها تجاوزت كل منطق وجلبت العار لهم. من المؤكد ان بطرس مثلا بعد يوم الخمسين اي بعد ان انار روح الله فكره وتذكر هذه المرأة لا بد انه خجل من نفسه وعرف مدى ابتعاده عن فكر الله، لا بد انه تعلّم كثيرا مما فعلته هذه المرأة. لكن نفهم من الوحي المقدس ان موقف التلاميذ الخاطئ بدأ به يهوذا الذي كان الرائد في انتقاد هذه المراه بحجة انه من الافضل ان يباع هذا الطيب ويعطى للفقراء. تظاهر انه يهمّه الفقراء وحاجاتهم مع انه لم يهمّه مجد الرب يسوع. تظاهر انه محسن اجتماعي وقد احتقر رب الحياة. تظاهر انه حكيم وعاقل وهو مَن تصرّف بجنون عندما اسلم رئيس السلام ومضى وشنق نفسه! مَن كان حكيما اكثر: يهوذا الذي قال انه ينبغي ان نساعد الفقراء ام المرأة التي سكبت الطيب غالي الثمن على الاقدام؟ ما زال التاريخ يعيد نفسه حتى يومنا هذا. ما اكثر المدّعين في هذه الايام! ما اكثر "العقلاء الحكماء" الذين يتظاهرون ان همّهم مساعدة الناس، ويهاجمون كل مَن يتّخد خطوة ايمان وكل مَن يريد ان يطيع الرب ويكرمه يبدو في اعين المنافقين احمقا وغبيا. الغريب ان موقف يهوذا الخائن تبنّاه جميع التلاميذ. بدأ يهوذا في انتقاد مَن يكرم يسوع متظاهرا بالصلاح ثم انتقل المرض الخبيث الى الباقين حتى رسل الانجيل فقد انخدعوا بما قاله يهوذا. ما زال كذلك ايضا في هذه الايام، ان مَن يريد ان يطيع الرب ويتخّذ خطوة ايمان، لا يأبه بما يفكره البشر حوله حتى ولو انتقده مَن تظاهر بالقداسة. ان وعد الرب واضح واكيد انه يكرم كل مَن يكرمه بمائة ضعف والرب يبقى امين لا يمكن ان ينكر نفسه. ان الرب الذي بذل كل ما له حتى حياته وسكب دمه لاجلنا، يطالبنا ان نطيعه بالايمان ونضع كل ما لنا عند صليبه ولن يرضى بغير الايمان ولن يقبل بأقل من كل ما لنا وكل قلوبنا، فهل نحن مستعدون لذلك؟، ام يهمنا ارضاء البشر واستحسان اصحاب المراكز، خاصة الذين في داخل الكنائس؟. علينا ان نكرم الرب اولا ونحب الرب اكثر من اهلنا واولادنا ومالنا وعملنا، ولا يهمنا رأي البشر وفكر الانسان وحكمة المنتقدين وتعليل الذين يحتقرون الصليب ويخدعون سلماء القلوب. ألا يكفي ان الرب راضي ومسرور؟ ان الرب لن يخزي مَن يكرمه بالايمان. ان الرب امين وقد وعد ان يحفظ ويعيل ويهتم بكل مَن يتّخذ خطوة الايمان. الغريب ان مَن يرفض اطاعة الرب بالايمان ويتمسّك بالعالم والمنصب العالمي والمال والعائلة، يظن ان وعود الرب هي له ايضا! يعتقد ان الرب سيحفظه ويحميه ويعيله. اما مَن يطيع الرب بالايمان، فيشك احيانا ويخشى ان يتركه الرب! . الحقيقة ان مَن يرفض اطاعة الرب يخدع نفسه والاخرين، مستخدما المنطق البشري السقيم ويتميز بانتقاده لمَن اطاع الرب بالايمان ويسعى ليعاقبه مدّعيا ان مَن يسلك بالايمان هو جاهل، فيلجا الى مقاييس البشر ولا يعلم ان الرب قد داس منطق البشر منذ الاف السنين. لا تنخدع صديقي بكلام الذين يركضون وراء العالم حتى ولو بدا كلامهم منطقياً ويعجب البشر. ضع كل ما يدّعونه امام فكر المسيح وفي ميزان انجيل الايمان وسترى الخداع الواضح. ليشجعك الرب الذي هو ايضا سار في طريق الايمان وبدا ان اعداءه حكماء، لكن رئيس الايمان انتصر وما زال يحصد البركات مما فعله، وما زال المدّعون يحصدون المرار حتى هذا اليوم. لنبق ثابتين، نعلم بالايمان ان الرب سينتصر ووعوده يقينة واكيدة وهو الذي يستطيع كل شيء، هو يكفينا ومعه سنحصل على كل شيء وسيبقى الرب يحدّث بأمانة مَن أكرمه. لنكرمه اكثر واكثر انه يستحق الكرامة وسنحصد في وقته ولنصلي للرب ليرحم جميع من حولنا. "وَالآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: حَاشَا لِي! فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ".(صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ الأصحَاحُ الثَّانِي). |
||||
25 - 07 - 2015, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 8575 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الروح القدس والامتلاء به
ليس دقيقاً ان نقول ان الروح القدس هو مثل الله بل هو الله ذاته، لأن الله روح وليس مادة، وهو قدوس ليس فيه الظلمة البتّة. أسماؤه:الروح القدس (2 تي 1: 14)، المعزّي (يو 16: 7)، المسحة (1 يو 2: 27) رموزهالروح (رو 8: 26) روح الحياة (رو8: 2) روح المسيح (رو 8: 9) روح الحق (يو 16: 13) روح المجد (1 بط 4: 14) روح الله (افسس 4: 30) روح التبنّي (رو8: 15) الحمامة (يو 1: 32) بسبب طهارته وحساسية قداسته الروح القدس هو الله:الزيت (1 يو 2: 27) رمز لقوة شفائه لكل جراحاتنا الروحية والنفسية والجسمانية النهر، الينبوع (يو7: 38 / 4: 14) رمز لفيضه وإنعاشه العبد (تك 24) رمز لإرشاده لنا وحديثه معنا عن أمجاد المسيح يخلق (مز 104: 30)، يلد من جديد (يو 3: 5)، موجود في كل مكان (مز 139: 7)، يستطيع كل شيء، يعلم كل شيء (1 كو 2: 11) الروح القدس في العهد القديم (قض14: 6/ 1 صم 19: 23/ مز 51):من أهم أسباب ضعف شعب الله وفشلهم في الحياة الروحية والخدمة والشهادة هو جهلهم بالروح القدس وبعمله ومقدراته غير المحدودة وحقيقة سكناه في المؤمنين. ربما نعلم عنه لكن نجهله عملياً، فنجاهد لنعيش الحياة المسيحية بقوتنا الذاتية وبحكمتنا نحن فنفشل ونيأس. لذا علينا ان نعلم يقيناً ان الروح القدس هو الله بكل قدرته وحكمته وعدم محدوديته، وهو يسكن ويعمل في المؤمنين كأفراد وجماعات، فهل نعلم ذلك؟! وهل نعطيه المجال في حياتنا أم نعيش حياة الجفاف والموت الروحي (حز 37: 1) ونسير بقوة الجسد الذي لا يفيد شيئاً بل يجعلنا مثل باقي الناس وأحيانا أضعف منهم. لن يحيي شعب الله الا الروح القدس، ليت تكون صلواتنا من كل قلوبنا : " أ لا تعود أنت، فتحيينا، فيفرح بك شعبك" (مز 85: 6). لم يسكن الروح القدس في العهد القديم في أحد، لأن المسيح لم يكن قد أتى بعد ولم يتمجد بعد (يو 7: 39)، بل كان يحلّ وقتياً، ليس في انبياء العهد القديم بل عليهم ويتركهم إذا زاغوا زابتعدوا أو اخطأوا. أما في العهد الجديد:فنقرأ انه حلّ مثلاً على شمشون (قض 14: 6)، وعلى شاول (1 صم 19: 23)، وعلى داود، لكنه حين أخطأ، خشي أن يتركه روح الرب، فصلّى قائلاً : " روحك القدوس لا تنزعه منّي" (مز 51: 11) وحلّ على مريم العذراء (لو 1 :35) وعلى سمعان الشيخ (لو 2: 25). فالروح القدس يسكن في المؤمنين الحقيقييين الذين ولدوا ثانية، ولن ينزَع منهم او يتركهم، لأنهم أصبحوا اولاد الله يتقدّمون الى الله بقوته، والروح يمكث في المؤمنين ومعهم الى لحظة مجيء الرب وأخذنا اليه حسب وعده. عمل الروح القدس ووظيفته:في انجيل يوحنا: نقرأ في اصحاح 3، ان الولادة الثانية من فوق هي ضرورية لأجل رؤية ودخول ملكوت الله، والروح القدس عو العامل لتميم هذه الولادة العجيبة، فبواسطته، نولد من جديد، إذ يخلق فينا طبيعة الهية، مع ان عمله كالريح التي تهب حيث تشاء لكننا لا نعلم كيف تتم الولادة الثانية الجديدة. والسجود ايضاً حسب الاصحاح الرابع يتم بالروح والحق، اي بحرية الروح وليس بمحدوية الجسد وتحديد الناموس وقوة الذات، لأن الروح يحيي اما الجسد فلا يفيد شيئاً (يو 6: 63). ويشبَّه الروح بأنهار ماء حيّ (يو 7: 38)، إذ يفيض في قلب المؤمن، فيملأ ويشبع، شرط ان نسير حسب الكلمة بالايمان. الروح القدس في أعمال الرسلوالروح القدس هو المعزّي (يو 14: 16)، أي انه يطيّب قلب المؤمن عند الحزن والألم واليأس، وقد أرسله الينا الرب يسوع بعد صعوده الى السماء، ليمكث معنا حتى مجيئه، لأخذنا الى بيت الآب. وهو روح الحق الذي لا يقبله العالم لأنه لا يراه ولا يعرفه ويقاوم تبكيته. وأما المؤمن فيعرفه لأنه فيه ومعه في كل الظروف، ووظيفته هي ان يشهد للمسيح (يو 15: 26) وان يبكّت العالم على خطية وعلى برّ وعلى دينونة (يو 16: 7)، أي ان الروح يقنع الناسي انهم خطاة وانهم غير كاملين وان يسوع هو الوحيد الكامل والبار وان الدينونة أكيدة لأن رئيسهم قد دين وحُكم عليه بالصليب. أما في المؤمنين، فالروح يرشدهم ويخبرهم عن فضائل يسوع، وهدفه تمجيد المسيح، فكل عمل لا يعود بالمجد على الرب يسوع ليس من عمل الروح القدس. لم يستطع التلاميذ ان يشهدوا للمسيح الا بقوة الروح القدس، وكان عليهم ان ينتظروا حتى نزل الروح القدس (ص 2) وحلّ على المؤمنين، وإذ نزل الروح بدأ تاريح الكنيسة على الارض. وعند نزوله وحلوله على الكنيسة الاولى، بدأوا يتكلمون بعظائم الله، فنخس المستمعون في قلوبهم، متبكتين بواسطة الروح القدس. وقد منح الروح للرس الجرأة والشجاعة وقوة الشهادة، فأسكتوا الاعداء وكشفوا القلوب والآراء. " وبقوة عظيمة، كان الرسل يؤدّون الشهادة بقيامة الرب" (4: 33). الروح القدس في رسالة روميةونرى استفانوس الممتلئ من الروح القدس، يتكلّم جهاراً، بحكمة وقوة الروح، تحمّل أقسى ألالام، ورأى الرب يسوع في السماء واستطاع ان يصرخ : " يا رب، لا تقم لهم هذه الخطية". وإذ رقد، بقي أثر كلامه يدوي في أذني شاول حتى خضع هو الآخر لتبكيت الروح وآمن أن يسوع هو المسيح. والروح هو الذي قال لفيلبس المبشّر ان يتكلم مع الحبشي (ص 8)، وقال الروح لبطرس (ص 10: 19)، ولكنيسة انطاكيا (13: 2/ 8: 29)، ومنع بولس من التكلّم بالكلمة في اسيا (اع 16: 6). ونقرأ ان الروح القدس حلّ أولاً على اليهود (اع 2) وعلى السامريين (اع 8) وعلى الامم (ص 10)، مستخدماً بطرس الرسول، وهكذا جمع الروح الجميع في جسد واحد (1 كو 14: 13/ افسس 2). لم يستطع المؤمن أن ينقذ نفسه من الخطية ومن قوة الناموس، فذهبت مجهوداته أدراج الرياح لا بل جلبت له الشقاء والتعب واليأس، فصرخ صرخته المعروفة : " ويحي انا الانسان الشقي، مَن ينقذني مِن جسد هذا الموت" (رو 7: 24). في هذه اللحظة التي ييأس من نفسه، يرى يسوع على الصليب كمَن أكمل كل ما يحتاجه الانسان وانجز يسوع ما يسعى لأجله الانسان، فيدرك بالايمان ان الروح القدس الساكن فيه – لأن جسد المؤمن هو هيكل الله ورحه يسكن فيه – ان الروح قد اعتقه من ناموس الخطية والموت، اي ان قوة الروح قد حررته من الجسد، فهو ليس بعد في الجسد بل في الروح في المسيح، لأن الجسد لا يستطيع ان يرضي الله وان يفعل ما يريده الله، اما الروح فيستطيع، وهو يسكن في المؤمن ويعمل فيه ولأجله وقد انسكب بالايمان في قلبه وختمه حين آـمن واسلم نفسه للمسيح الرب. ولأم اهتمام الروح هو حياة وسلام، فالروح القدس قد اعتقني من الجسد وقوته وهو يحيي جسدي المائت، ويمكّننا من ان نميت أعمال الجسد والشهوات بالروح وليس بقوّتنا الذاتية لأننا لا نستطيع. والروح ايضاً يقودنا الى عمل مشيئة الله فلا نتّكل على حكمتنا، والروح يشهد لنا اننا اولاد الله فنأتي الى الله بالروح كأبناء وبنات له. وهو فينا يعين ضعفاتنا اي نقاط ضعفنا، فيحفظ من السقوط حياتنا، وهو يشفع فينا بأنّات لا ينطق بها فيحوّل مشاعرنا وطلباتنا الى صلوات ويوصلها الى الآب. مسئولية المؤمننستنتج مما سبق، ان الروح القدس هو كل ما نحتاج، فنجده عاملاً في العتق من الخطية معطياً النصرة، وفي الصلاة والاقتراب الى الله. ويعمل الشيطان جاهداً لكي يبقينا جاهلين ما لنا في المسيح ويحاول ان يعمي اذهانناعن حقيقة وجود الروح القدس فينا لذا صرخ الرسول بولس قائلاً للكنائس : " أم تجهلون، أ لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل لله وروحه ساكن فيكم؟". الا ان الكتاب المقدس يسجّل لنا الحقيقة المباركة التي ينبغي ان نقبلها بالايمان وهي ان روح الله يسكن فينا بالنعمة وهو لنا وان الذي فينا أعظم من الذي في العالم. ومع ان العدو يحاول ان يشغلنا بالصعوبات والمشاكل والفشل، وبضعفاتنا وزلاتنا الا ان الرب يسوع وعد وقال : " لا اترككم يتامى" اي لوحدكم بلا معزّي بل هو لنا ومعنا اعظم معزّي ومعلّم ومعين. مع ان سكنى الروح القدس هو بالنعمة لكل مَن يؤمن بالرب يسوع، الا ان التمتّع بحضوره ورفقته وتأييده مشروط بموقف المؤمن الذي يراعي مسئوليته تجاه هذا الضيف الهي الكريم. والكتاب المقدس يذكر بوضوح الخطوات الضرورية التي على المؤمن ان يسعى لأتّخاذها بحذر شديد. بما ان امتيازنا الحصول على سكنى الروح القدس في قلوبنا هكذا ايضاً مسئوليتنا ان نعطيه المجال ليمتلك كل افكارنا ومشاعرنا ودوافعنا خاضعين لإرشاده اليومي. 1- امتلئوا بالروح (افسس 5: 18):يشبّه الكتاب المقدس الروح القدس بأنهار ماء حيّ (يو 7: 38) وينبوع ماء لا ينضب، وقد أعطي الروح لنا ليملأنا، وكما يملأ النهر الوديان المنخفضة، هكذا يملأ الروح القدس المؤمن المنكسر والمنسحق ومتواضع القلب، قيمتلئ بالقوة، قوة الاحتمال والصبر والمسامحة، ومن الحكمة والفهم. ويمتلئ قلب المؤمن من الروح القدس اذا ملأ قلبه بكلمة الله فينتج فرح القلب وشلام الفكر. ولكي يفيض الروح فينا، علينا ان نزيل من امامه كل معطّل لجريانه وفيضانه، معطّل الاثم وعدم المسامحة والشهوة والكبرياء ومعطّل الاثقال من هموم وشكوك ومخاوف نصرّ على التمسّك بها رغم سماع كلمة الرب. 2- تنقادوا بالروح:بما ان روح الحق يسكن فيّ، فهو بنعمة الله لخدمتنا ليرشدنا في الحياة ويقودنا من مرحلة نمو الى اخرى، والله لا يقودنا بروحه عنوةً بل اذا اردنا وطلبنا وانتظرنا وهدّأنا أفكارنا ومشاعرنا واعطيناه المجال الكامل ليعمل فينا بحرية (1 يو 2: 19). وقيادة الروح للفرد او الجماعة غير مقيّدة بناموس بشري معيّن بل حرّة، لأن الحرف يقتل اما الروح فيحيي اذا قادنا. 3- اسلكوا بالروحالسلوك حسب الروح القدس يتمّ بعد ان نقتنع ان حياتنا هي المسيح الذي احبنا حتى الموت ونقبل ان نسير حسب كلمة الله وحسب ما يمليه الروح علينا بخطوات عملية يومية. ويقول بولس " اسلكوا بالروح ولا تكمّلوا شهوة الجسد" (غلا 5: 16). ويشمل السلوك بالروح ان نهتم بما هو روحي وبما فوق حيث المسيح جالس (كو3: 1) عندها لا نكمل شهوة الجسد. فلا نسلك بالروح الا اذا كففنا عن السير بحسب البشر وبحسب افكارهم وافكار الجسد وشهواته. ونسلك بالروح اي ان نفكّر بأفكار الله المعلنة بكلمته ونتصرّف كما يريدنا الله ونتكلّم بكلمته ايضاً وان نسير على مستوى الهي وليس بحسب البشر حولنا او المجتمع الذي نحيا فيه. 4- لا تحزنوا الروح ( افسس 4: 30)الروح القدس لن ينزَع منّا بل هو فينا ومعنا الى ابد الآبدين، اما اذا اخطأنا وتمسّك قالبنا بشرّ معيّن او بإثم ما، عندها يحزن الروح فينا فيعمّ الحزن قلوبنا والكآبة وجوهنا الى ان نعترف بخطايانا ونتركها من كل قلوبنا، فتعود عندها شركتنا مع الله الحيّ الى ما يجب ان تكون عليه وذلك بعمل الروح. والروح فينا يمكن ان يحزن اذا عملنا ما يتنافى مع طبيعة الله حتى ولو كان فكراً صغيراً، لأن الثعالب (الأفكار ) الصغيرة تفسد الكروم (الفرح) (نش2: 15)، اي ان أفكار الإثم حتى الصغيرة تًُفسد فرحنا وتمتّعنا. 5- لا تطفئوا الروح (1 تس 5: 19)يشبَّه الروح هنا كشعلة نار ملتهبة او جمرة نار تعطي الدفء والحرارة لحياتنا الروحية "كونوا حارّين في الروح " (رو12: 11)، ام عندما لا نعمل مل يمليه الروح علينا ولا نطيعه في الخدمة او الشهادة، فتطفأ حرارة الروح فينا. ويمكن ايضاً ان نطفئه في الآخرين اذا تحرّكنا بالجسد مندفعين بحسب افكارنا وأهوائنا. لكن نستعيد حرارة الروح اذا اعترفنا بخطيتنا ورجعنا عن افكارنا الجسدية او الذاتية. المؤمن الروحيالمؤمن الروحي هو الذي يهتم بما لله وينشغل بالمسيح ودافعه محبة الله في المسيح ولا يطلب ما لذاته او لشهواته. الصلاة بالروح (يهوذا 20)وصفاته هي انه دائماً ينمو ولا يبقى طفلاً (1 كو 3: 1) ولا سيتخدم اللبن فقط بل الطعام القوي ايضاً، اي انه لا يفكّر بأمور الانجيل الاساسية فقط بل المتقدّمة والعميقة ايضاً. وهو لا يتحزّب لجماعة ولا يتبع انساناً معظّماً ايّاه ولا يهمّه موقف الناس وحكمهم بل هو يحكم في كل شيء ولا يحكم فيه أحد (1 كو 2: 15). ويميّز المؤمن الروحي بروح الوداعة ويحمل اثقال الآخرين متمّماً ناموس المسيح ولا يظن انه شيء (غلا 6: 1)، ويزرع دائماً للروح وما هو روحي مفتكراً بما هو ابدي وسماوي وليس بالارضيات والامور المؤقّتة الزائلة. ولا يسمح المؤمن الروحي للجسد وشهواته او للذات ودوافعها او للناموس ان يقوده بل يسلّم دفّة حياته للرب ليقوده بروحه متّسماً بالمحبة والانفصال عن كل شبه شرّ. ولا يصبح الانسان روحياً الا اذا لهج بكلمة الله ليلاً ونهاراً وواظب على الصلاة والشركة مع الرب وكان دائماً مستعداً لمراجعة نفسه في نور الكتاب لإصلاح نفسه متقبّلاً النوجيه والتوبيخ لأن لسان حاله الدائم هو " تكلّم يا رب لأن عبدك سامع" (1 صم 3: 9). يطلب منّا يهوذا في رسالته ان: 1- نذكر كلمة الله 2- نبني انفسنا على الايمان الاقدس 3- نصلّي في الروح 4- نحفظ انفسنا في محبة الله 5- ننتظر رحمة ربنا في مجيئه لنا 6- نرحم وننقذ الهالكين 7- نبغض اقل نجاسة في هذه الايام الاخيرة، نحتاج الى تعزيات الروح القدس وتشجيعه بشكل خاص. واذا كانت الصلوات الجماعية ضعيفة وجسدية وروتينية فهي تبثّ التعب والموت الروحي وتزيد الطين بلّة. ففي ايام الظلمة والضعف الروحي التي هي من نصيبنا، نحتاج كثيراً الى كلام يعطيه الروح القدس مباشرة في الصلاة، والى صلوات مشجّعة تتكلّم الى قلوب كل السامعين فتنهضهم من ضعفهم وتشجعهم على حياة الايمان، فنغيث المعيي بكلمة صلاة بالروح (اش 50: 4). لأننا لسنا نعلم ما نصلّي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنّات لا ينطَق بها" (رو 8: 26)،/ فالروح القدس هو يصلّي فينا الى الله الآب والطلبات التي لا تأتي من ذواتنا بل الله يفحص قلوبنا وهو يعلم ما هو اهتمام الروح فينا. أ لا يكفي ما صعد من صلوات نابعة من الجسد، فأتعبت السامعين وأطفأت روحهم وبثّت اليأس والملل؟! ليتنا نريد ما أراده بولس الرسول ان يتكلم خمس كلمات بذهنه لكي يعلّم الآخرين اطثر من عشرة آلاف كلمة غير مفهومة وغير بناءة تتطاير من فوق رؤوس السامعين (1 كو 14: 19). |
||||
25 - 07 - 2015, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 8576 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشر والظلم والمعاناة، لماذا؟
بما ان الله محب وعادل وقادر على كل شيء، فلماذا نرى الظلم والدموع والشرّ، المعاناة والماَسي والحروب والفوضى؟ لماذا لا يمنع الله ذلك؟. أَلا يدلّ على عدم وجوده؟ أو على انه غير محب؟. هل ترى الظلم والفوضى والمعاناة في النجوم والسماء في النبات والحيوان والطيور في الفلك والبحر؟ لا طبعاً. لا نجد ذلك إلا عند البشر والناس. ان الارض هي جزء صغير جداً من الكون، والمنطق والعقل والعلم يُثبت أن عالمنا يكاد لا يُرى أمام الخليقة بمجرّاتها! أي أن الشرّ هو في جزء بسيط جداً من الخليقة فلا نراها في الله ولا في الكون بل فقط في عالمنا الصغير، كأننا نرى خللاً في أضوية الباص او تشويهاً في حديقة المدينة او تشققاً في حجر في بناية ضخمة. ان الخلل هو فقط في هذا العالم، في جزء من الكون حيث سلّط الله عليه الإنسان. لأن الله خلق الانسان حرّ الارادة وليس كآلة في يد الله بل له عقل يفكّر باستقلالية وبمسؤولية. لنفرض انك أبقيت أولادك الصغار في البيت وأقفلت عليهم وخرجت لزيارة بعض الاصدقاء؛ وقد أعطيت لهم بعض النصائح والتوجيهات لمنع الفوضى ويحافظوا على البيت والزجاج والكراسي وان لا يتخاصموا ولا يظلم الكبار منهم أصغرهم بل ان يلعبوا ويتمتعوا، ثم غادرتهم. وعندما رجعت، وجدت الشباك مكسور وأحد الصغار مجروح اليد وأرض الغرفة ملوّثة والابن الكبير خرج من الشباك وسرق دراجة الجيران!. الآن أنت تقف عند الباب وقد أحضرتَ معك ضيفاً ليمكث معكم بعض الليالي. هل من المنطق ان يقول الضيف مشتكياً "كل الدولة فوضى"؟ لا طبعاً، لأن هذا كله حدث فقط في بيت واحد فقط. ولا يعرف الضيف أمراُ عن باقي البيوت وسكانها. فهل من المنطق أن يلومك الضيف أنت بأنك غير حكيم ولا تحب أولادك بل أهملتهم؟ طبعاً لا، لماذا؟ لانه يحق لك أن تذهب لامورك الخاصة ولست ملزم أن تبقى مع الاولاد كل الوقت 24 ساعة يومياً بل من الحكمة ان تلقي المسؤولية على أولادك الكبار. إن ما حدث في البيت من خلل وخراب هو فقط مسؤولية الاولاد خاصة اكبرهم. والجميع عانى والبعض ظُلم وبكى وحزن ويئس، لماذا؟ لأن الأولاد لم يُبالوا بكلام الأب وأرادوا أن يكونوا أحراراً ومستقلين دون تحكّم الأب ونصائحه. أن الكون في سلام وخير، المشكلة هي فقط في العالم الذي نسكنه نحن وتحت سيادتنا، وقد فَعَلنا ما نريد خاصة الكبار فينا أي الحكماء والعلماء ورجال الدين والرؤساء والأغنياء والنتيجة كانت الظلم للبعض وأذى للآخرين وخراب للمكان، مَن الملوم؟ هل نلوم الله الذي وكّل البشر على العالم!؟ لا بل نلوم الناس الذين فعلوا بحريّة مطلقة غير مبالين بنصائح وتوجيهات الله بحجة الإستقلالية والحرية الكاذبتين! كل هذا يقوله الكتاب المقدس لكن يقوله المنطق السليم ايضاً لكل إنسان حتى للوثني والبدائي. فالإنسان المستقل عن الله يُنتج دماراً لنفسه ولمن حوله وللمكان الذي يسكنه وهذا هو طابع عالمنا، وسيعطي حساباً لصاحب المكان عن كل ما فعله وقاله. لو سمعنا لتوجيهات الخالق، كم من مصائب تجنّبنا وكم من دموع منعنا وكم من قلوب أبهجنا! ما أقسى الإنسان على نفسه! "حماقة الرجل تعوّج طريقه وعلى الرب يحنق قلبه"(أم19: 3). لا ننسى أن عالمنا مؤقت، بضع آلاف من السنين، أوجده الله وسينتهي قريباً لأن كل ما له بداية له نهاية أيضاً. أن وجود الإنسان في العالم هو كوجود الأولاد في البيت أثناء مغادرة الأب قليلاً لهم. لنرجع الى الله مُنصِتين الى إرشاده ولنعرف أن عالمنا هو جزء صغير من الكون وإن عالمنا مؤقت، وجوده كلحظات نسبة للأبدية. كأنه أسبوع أمام ألف عام. الكون: ملايين السنين قبله وهو ذرة أمام الكون. أن الناس يعيشون متجاهلين الله كليا وهم تعساء والعالم خرِب. "ليتك أصغيت الى وصاياي" (أشع48: 18) "هوذا الأمم كنقطة من دلوٍ (أش40: 15) "الجالس على كرة الأرض" (اشع40:22) "لأن ألف سنة في عينيك كيوم أمس"(مز90: 4) "ما هي حياتكم إنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل كزهر العشب يزول" (يع1: 10/4 :14). |
||||
25 - 07 - 2015, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 8577 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
موهبة الألسنة وممارستها
يوم الخمسين هو عيد الاسابيع اي الشبوعوت لليهود، فيه يأتي اليهود من كل البلدان الى اورشليم المدينة المقدسة، وهؤلاء الزوار او الحجاج يتحدثون بلغات مختلفة، وفي هذه المناسبة المذكورة في سفر اعمال الرسل الاصحاح الثاني، لم يكن العهد الجديد قد كتب بعد، وقد اختار الله في حكمته هذا اليوم بداية للاعلان عن الكنيسة وبداية جسم جديد يمثل الله على الارض بدل الشعب اليهودي الذي صلب مخلصه. وقصد الله القدير ايضا ان يستخدم رجال صيادين عاجزين، فكيف يستطيع قلة من التلاميذ الذين قد فقدوا سيدهم ان يواجهوا النظام اليهودي والدولة الرومانية والحكمة اليونانية وكيف يتمكنون ان يقنعوا عامة الشعب باساس الهي جديد علماً بان العهد الجديد لم يكن قد كتب بعد؟ وكيف يستطيع التلاميذ ان يتحدثوا الى الناس وهم لايعرفون لغاتهم المختلفة؟ كان جواب الله لهذه المعضلة ولهذا المأزق هو حلول الروح القدس الذي اعطى عطية الالسنة والمعجزات لكي يفهم الجميع رسالة الانجيل ثم لكي يرى الجميع تأييد الرب لكلام التلاميذ البسطاء ولتثبيت اعلانهم عن نظام الله - للكنيسة الذي لا يقتصر على اليهود بل على الامم ايضا. فهمنا مما تقدم ان الالسنه اعطيت في ظروف خاصة جداً وكان التلاميذ في امسّ الحاجة لها. اما اليوم، مع ان الله يقدر ان يعطي موهبة الالسنة اذا دعت الحاجة، لكن اليوم الوضع يختلف تماما اولاً لأن المسيحية قد تثبتت وثانياً لأن الانجيل قد كتب ووزع واعترف الجميع بقدسيته وثالثاً يمكننا اليوم ان نكلم كل شعوب العالم، كل بلغته ويمكن لكل مبشّر ان يتعلم لغة اي شعب يريد ان يكلّمه عن الانجيل والانجيل قد ترجم الى كل الشعوب، فما الحاجة لموهبة الالسنة ورابعا واخيرا موهبة الالسنة اعطيت للرسل الذين قد تدربوا على يد المسيح، اي ان المواهب لا تعطى لحديثي الايمان ولغير الثابتين، اضافة الى ذلك فقد حدد بولس الامتحان لاية موهبة اذا كانت من الله ام لا، هو البنيان فكل موهبة تبعد الناس عن الايمان وتجعلهم يجدفون على طريق الايمان لا تكون من الله. نفهم مما تقدم ان موهبة الالسنة كانت ضرورية عند تأسيس الكنيسة لتثبيت دعوة التلاميذ واقناع الكل ان الكنيسة هي من الله - لذالك نجد هذه الموهبة في سفر الاعمال ثم في رسالة كورنثوس الاولى اولى رسائل العهد الجديد ثم لا نجد اي تلميح او تصريح لموهبة الالسنة في كل رسال بولس (رومية كورنثوس الثانية افسس فيلبي كولوسي تسالونيكي العبرانيين) ولا في رسائل بطرس نفسه الثلاث ولا في رسائل يوحنا (مع ان يوحنا وبطرس كانوا بارزين في اعمال الرسل) ولا في رسائل يعقوب او يهوذا، أ ليس هذا كافيا لمن يريد مجد الله حقاً لكي يرفض كل الممارسات الغريبة في الكنائس والحركات والادعاء بالمواهب والله براء من ذلك. ومع ان الكتاب المقدس واضح في هذا الا ان الواقع يثبت ذلك ايضا فالكنائس التي تركّز خدمتها على المواهب الظاهرية مثل الالسنة هي سريعة التكاثر وسريعة الذوبان ايضا تسمع مثلا ان كنيسة معينة فيها 150 مؤمن وبعد عام تسمع ان هذه الكنيسة بقي فيها 15 مؤمنا فقط، ألا يجلب هذا العار على الانجيل وأ لا يجعل الكثيرون يجدفون على الله بسببنا. قال الرب يسوع في انجيل متى 16 لبطرس اعطيك مفاتيح ملكوت السموات، فقد افتتح بطرس الرسول الكلام عن الانجيل في اعمال 2 لليهود وفي اعمال 8 للسامريين وفي اعمال 10 للامم وكل مَن قبل البشارة حلّ عليه الروح القدس. وفي الرسائل لا نقرأ عن موهبة الالسنة الا ثلاث ايات في كورنثوس الاولي 12 واية في ص 13 واصحاح 14 بكامله حيث يتحدث بولس عن ترتيب وتنظيم استخدام هذه الموهبة ويناقش بولس ان التنبؤ اي الوعظ هو اهم واعظم واكثر بنيانا من الالسنة والغريب ان بولس يقول ان الالسنة هي آية ليست للمؤمنين بل لغير المؤمنين ويستشهد باعداد من اشعياء 28: 11 وارميا 5: 15 التي نفهم منها ان الالسنة هي اضافة الى كونها لغير المؤمنين ليفهموا الانجيل بلغتهم هي ايضا دينونة لليهود المحليين لكي لا يفهموا لانهم لما فهموا صلبوا المسيح كما قال الرب يسوع "قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السموات واما لاولئك فلم يعط... من اجل هذا اكلمهم بامثال"(متى13: 11). واذا قال بولس رسول المسيحية العظيم انه يفضّل ان يتكلم خمس كلمات بذهنه اكثر من عشرة آلاف كلمة بلسان، كيف يجرؤ الاحداث من المؤمنين على الركض وراء هذه الموهبة كركض الطفل وراء لعبة يشتهيها، لذلك ينصحنا بولس "لا تكونوا اولادا في اذهانكم"(1 كو14: 20) وليس غريبا ان يختم بولس كلامه عن موهبة الالسنة بالكلام عن النساء اذ يطلب منهن الصمت وليس مأذونا لهن ان يتكلمن في الكنائس لئلا يسببن الكثير من التشويش والفوضى في الكنيسة. فالقيادة والتعليم والخدمة العلنية ليست للنساء. اختم هذا الحديث بوضع بعض المقاييسس لفحص الموهبة في الكنائس: 1- هل تسبب الموهبة البنيان وخلاص النفوس ام إبعاد الناس عن الايمان؟ 2- هل الذي يدّعي الموهبة هو حديث الايمان؟ (1كو14: 20/ 1تي3: 6) لان المواهب هي للناضجين والثابتين. 3- هل الرائد في الموهبة هو من النساء؟ (1تي2: 12/ 1 كو14: 34) هل صاحب الموهبة ضابط لنفسه ام كثير الكلام؟ (1كو14: 32/ يع3/ تي1 |
||||
25 - 07 - 2015, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 8578 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأديان والمذاهب المتناقضة، لماذا؟ إذا كان الله واحدا، فلماذا تعدّد الأديان والطوائف والجماعات! ان وجود الجماعات الدينية المختلفة هو أمر محزن يرفضه المنطق والإيمان!. وليتنا نعرف أن الدّين هو أمر محدود جداً أمام الإيمان الحرّ بالله. والدّين يضع الله في إطار محدود، والمتدينون هم أكبر معطّل للايمان بالله. كما قال المسيح للمتدينين"تغلقون الملكوت قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون". إذا نظر عدة أشخاص الى بناية جميلة وضخمة، البعض من بعيد جداً والبعض عن قرب، البعض بمنظار ملوّن والبعض بزجاجات ملوّثة وآخرون بنظّارات بيضاء، البعض في الليل والبعض في النهار، والبعض وهو مسرع أو غاضب أو جائع. والسؤال الان: هل يراها الجميع بنفس المنظر؟. لو كتب كل واحد منهم وصفاً وقدّمه لأشخاص لم يروها، فهل نستلم ذات الوصف والتعابير؟ لا أعتقد. وماذا يكتب الذين لم يروها البتّة بل سمعوا عنها؟. هذا ما حدث مع الدّين! بسبب النزعة الطبيعية الى معرفة الخالق، تخيّل كل واحد الله بمنظاره الخاص وبأهداف متنوّعة وبدوافع مختلفة،لهذا نجد الكتب الدينية بلا عدد حتى يُصوّر لنا البعض البناية الجميلة أنها بشعة ولا حاجة لزيارتها لأنها لم تُعجبه شخصياً. أ ليسَ هذا ما حدث! ما هو الحلّ؟! الحلّ هو الذهاب مباشرةً بحريّة وبساطة الى الخالق وبما أنه موجود وحكيم وقدير فالمنطق والواقع يقولان أن مَن يذهب إليه بقلبه وبدافع نقي وباخلاص، فلا بُدّ أن يُعلن الله ذاته لهذا الشخص مهما كان! "إن الله لا يقبل الوجوه بل في كل أمّة الذي يتّقيه ويصنع البرّ مقبول عنده"(الإنجيل-اعمال10: 34 ). هل سمعنا عن شخص أتى الى الله شخصياً وبصدق ولم يجبه الله! لا يمكن. أن الأمر المحزن هو الدوافع الخبيثة لدى الكثيرين والمكاسب والطمع والرياء والنفاق لإشباع شهواتهم من الحقد والحسد والقتل، يظنون أنهم سينجون من دينونة الله العادلة وغضبه .هؤلاء لا يُمكن أن يجدوا الله. ان الدين شيء والله شيءٌ آخر.الدين محدود وجامد وجاف وصارم أما الله فمُحبّ وغير محدود رحوم وعاقل. ما أصعب التقيّد بالدين وإتّباعه وما أسهل الذهاب الى الله بارتياح القلب لمعرفته وليس السير بحسب أفكار الناس ووصاياهم لأنهم مثلنا قد فشلوا ويحتاجون الى قوة الله وحكمته غير المحدودة. ان الله لا يرى أدياناً وجماعات وشعوب بل أفراداً ويميّز مَن يطلبه بكل قلبه ومَن لا يطلبه بل يتظاهر. والمنطق يؤكد أن مَن يطلب الله شخصياً باخلاص وبدافع نقية يمكنه أن يميّز الطريق الصحيح والكتاب الصحيح أما مَن هو ضيّق الفكر محدود بدينه وجماعته ولا يفكر بحرية بل بدوافع شخصية وأهواء ساقطة فلا يمكن ان يصل الى الله، مع أنه يخدع سلماء القلوب. هل الفكر المسيحي منطقي؟ كل المذاهب والمعتقدات تقترح أن الصالحين يقبلهم الله أما الأشرار فلا يقبلهم أي أن هنالك أُناس أبرار وصالحون بطبيعتهم والجميع يتناقلون هذه الأفكار، مع أن المنطق السليم النزيه غير المتحيّز وغير المقيّد، بالإضافة الى الواقع وداخل الإنسان، كل هذا يظهر العكس! أنه لا إنسان صالح! لماذا، هل الصالح هو مَن يساعد الغير ويعمل الصدقات والصلوات، ليس بالضرورة …لنفرض أنك ألصقتَ بعض حبّات من التفاح على شجرة سنديان، فهل تقول أن هذه شجرة تفاح؟،لا طبعاً،لأن الإنسان الصالح هو الذي معدنه وداخله وطبيعته صالحة ومقاصده نقية وأفكاره ونيّاته طاهرة، خالية من الحسد والمذمة والشر والكبرياء والعصيان والشهوة الرديئة! فهل يوجد انسان كهذا؟! حتى الأنبياء والقديسون والشرفاء والأغنياء والعلماء والطيبون ليسوا كذلك كما يُثبت المنطق والواقع!.فما هو الحل إذن؟ هل نخدع أنفسنا وغيرنا لأننا لم نجد الحل والطريق؟! لا يمكن أن نخدع الله، العارف القلوب! ونحن نعرف أننا نخدع أنفسنا والآخرين. كيف إذاً يقبل الله الإنسان؟! كيف يلتقي الله العادل القدوس الذي لا يحتمل الخطأ مع الإنسان المليء بالشرور حتى ولو عمل صالحاً؟. كيف يلتقي الضدّان؟ المحبة والبغضة الصدق والكذب؟. إذا سامح الله الإنسان فيكون الله رحوماً ولكن لا يكون عادلاً، واذا لم يسامحه وتركه لا يكون رحوماً ولا محباً. لنفرض أن شخصاً قتل أو سرق وكان الحاكم رحوماً وسامحه، فأين العدالة! وإن حكمَ عليه، أفلا يكون قاسياً جافاً! فما الحل؟. كيف يقترب المذنب الى الله العادل القادر على كل شيء؟.كيف ينجو مذنباً محكوماً عليه بالموت، من العدالة!؟ وكيف يحكم الحاكم بالعدل وبالرحمة معاً؟! ألا يوجد إمكانية أن يتبرّع أحدهم طوعاً ليقبل الحُكم على نفسه بدل المذنب!!. هذا بشرط ان يكون هو غير مذنب وليس مطلوب للعدالة، وماذا لو أن الحاكم حكم بعدل على المتهم ثم قبِلَ بمحبة أن يموت بدلاً عن المذنب!. هذا هو الصليب. الحل الإلهي للبشرية. أولاً المسيح المعصوم عن الخطأ والطاهر وهو الدّيَّان قد حكمَ بعدل على الإنسان ثم قبلَ الحُكم القاسي على نفسه مواجِهاً أقسى عقاب، محبةً بالإنسان،أنها محبة عجيبة ونعمة لا يُمكننا إدراكها "الرحمة والحق إلتقيا"(مزمور 85: 10 ). ولكن كثير من الشهداء تعذبوا وصلبوا مثل المسيح بل بعضهم بشكل أقسى، فلماذا تخصيص المسيح وانفراده؟. لنفرض أن شخصين ضُربا على وجهيهما، فهل وقْع الصفعتين متماثلتين؟! لا طبعاً، لماذا؟، لأن صفْعَ الرئيس أصعب بما لا يُقاس من صفع ولد أو عاملٍ بسيط ثم صفع البريء أقسى من صفع المذنب الشرير. أيضاً الصفع أمام الناس أصعب من الصفع على انفراد وهكذا نجد موت المسيح فريداً جداً. أولاً لأنه السيّد والرب والعظيم وليس العبد والخادم. ثانياً هو بلا خطية أو ذنب أو أذى بل لم يعمل الا خيراً مع الجميع وأثره حتى اليوم باقياً. ثالثاً أهين وعذّب أمام الجميع، أمام الرومان واليهود واليونانيين وليس على انفراد!، لذا فعمله غير محدود، يكفي للتكفير عن خطايا الجميع والأهم أنه هو الديّان والحاكم بنفسه!.هل يقبل الإنسان هذا الفكر العجيب كحلّ لمشاكله؟ الإنسان بكبريائه لا يقبل نعمة الله لأنها لا تعطيه أي إفتخار ولا يريد ان يعترف بفساده وعجزه."فرأى الرب أنه ليس انسان (صالح) فتحيّر من انه ليس شفيع فخلّصت ذراعه"(اشعيا 56 :16 )فهل تقبل موت المسيح بديلاً عنك ؟. "وليس بأحد (أي بيسوع) غيره الخلاص"(أعمال الرسل 4: 12). "أحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة. ولا يأتون الى النور لئلا توبَّخ أعمالهم"(يوحنا3: 19). |
||||
25 - 07 - 2015, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 8579 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كُتب عنه قبل ميلاده!
الوحيد بين البشر الذي كُتب عن كل تفاصيل حياته قبل ولادته بمئات السنين. يحتفل العالم المسيحي بميلاد االسيد المسيح. وولادته هي رسالة محبة وسلام الى العالم، وهي دعوة عامة الى التواضع والوداعة. وقد وُلد يسوع قبل حوالي 2000 عام في بيت لحم. والعجيب انه كُتب عن كل تفاصيل حياته حتى قبل ولادته بمئات السنين، وقد تمت عشرات النبوات عنه وبالتدقيق، واود ان اسرد هنا أهمّ ما ذُكر عنه قبل ولادته: نقرأ في سفر النبي ميخا في الكتاب المقدس عن مكان ولادة المسيح "أما انتِ يا بيت لحم افراتة وانت الصغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلّطاً على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الازل... ويرعى بقدرة الرب بعظمة اسم الرب الهه ويثبتون لأنه يتعظم الى اقاصي الارض ويكون هذا سلاماً" (سفر ميخا، فصل 5 آية 2). هذا ما يتطابق مع الانجيل والتاريخ، فقد وُلد يسوع في مدينة بيت لحم، وقد كتب ميخا نبوته هذه قبل المسيح ب 800 عام!. 2- زمان ولادته:كتب النبي دانيال نبواته زمن سبي اليهود في بابل أي 500 عام قبل المسيح. وقد ذكر ان المسيح سيأتي بعده بسبعين اسبوع اي 490 يوما اذ يقول: "سبعون اسبوعاً قضيت على شعبك... لمسح قدوس القدوسين. من خروج الامر الى تجديد اورشليم وبنائها الى المسيح قدوس القدوسين سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا... وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح" (الرجاء قراءة النص في دانيال 9: 25). ولما نعلم ان التاريخ يؤكد ان بين نبوة دانيال عن المسيح وميلاده فترة 490 عاما، عندها نتعجب من الدقة. والتوراة تعطي المجال احيانا للتحدث عن ايام مع انها تقصد سنيناً مثلاً نقرأ عن يعقوب ابي الاسباط "فخدم يعقوب براحيل سبع سنين وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها" (سفر التكوين 29: 20). وايضا يقول الرب "وانا قد جعلت لك سني اثمهم حسب عدد الايام ثلاث مئة يوم وتسعين يوما... فقد جعلت لكل يوم عوضاً عن سنة" (حزقيال 4: 5). أ ليس عجيباً ان يُذكر بالتحديد متى يأتي المسيح حتى قبل مجيئه بمئات السنين!. 3- كيفية ولادته:ذكر النبي اشعياء ان المسيح سيولد من عذراء إذ كتب يقول: " يعطيكم السيد نفسه آية، ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل (اي الله معنا)" (سفر اشعياء 7: 14). وقد كتب اشعياء كتابه قبل المسيح بحوالي 700 سنةّ. (ان المخطوطات الاصلية لسفر اشعياء موجودة اليوم في المتحف في القدس). وهذا فعلاً ما حدث، إذ وُلد السيد المسيح من عذراء حسب النبوة. 4- حقيقة مجيئه:عاش موسى النبي حوالي 3000 عام قبل المسيح وقد تنبأ عن مجيء المسيح اذ قال: "يقيم لك الرب الهك نبياً من وسطك من اخوتك مثلي، له تسمعون.... أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلّمهم بكل ما اوصيه به" (سفر التثنية 18: 15 / 18). كيف نعرف ان المقصود هنا هو المسيح وليس سواه؟. اولاً يقول "من وسطكم من اخوتكم" اي ان هذا النبي هو من شعب موسي. ثم يقول "مثلي" اي كما كان موسى مؤسساً وبادئاً لدين جديد هو الدين اليهودي ومخلصاً لشعبه من العبودية، هكذا المسيح ايضا هو بداية ورئيس الايمان المسيحي وهو المخلص من عبودية الخطية والشر. 5- مدة حياته على الارض:عاش يسوع المسيح حياة قصيرة على الارض اي 33 عاماً ونندهش عندما نقرأ ما كتبه النبي داود حوالي 1000 سنة قبل المسيح اذ قال لله على لسان المسيح "قصّر أيامي. أقول يا الهي لا تقبضني في نصف أيامي" (مزمور 102: 23). وحسب مزمور 90 نفهم ان الانسان يعيش على الارض بمعدل سبعين سنة، ونصف هذه المدة هو 35 سنةّ. يا لدقة هذه النبوة!. 6- طبيعة مهمته، عمله ورسالته:يصف النبي اشعياء مهمة ودور المسيح بالتدقيق اذ قال على لسانه "روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني (منها كلمة المسيح) لأبشّر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلوب لأنادي للمسبيين بالعتق والمأسورين بالاطلاق" (اشعياء 61: 1)، وايضاً " لتفتح عيون العمي لتُخرج من الحبس المأسورين" (اشعياء 42: 7)، وايضا "ويحلّ عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب" (اشعياء 11: 2)، وايضاً "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً الهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية" (اشعياء 9: 6). 7- عن نهايته على الارض:يكتب النبي اشعياء عن المسيح انه سيحمل خطايا البشر وانه سيتألّم ويكون الذبيحة عنهم اذ يقول" :لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحمّلها ونحن حسبناه مصاباً ومضروباً من الله... وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا .. ظُلم، اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح... ضُرب من اجل ذنب شعبي وجُعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته" (اشعياء 53: 4-9)، ويكتب داود عن موت المسيح صلباً "الى تراب الموت تضعني... ثقبوا يديّ ورجليّ" (مزمور 22: 16)، وطعنه بالحربة "وينظرون الى الذي طعنوه" (زكريا 12: 10). 8- قيامته وملكه:يعوزني الوقت لسرد مئات النبوات عن كل تفاصيل حياة السيد المسيح من المهد الى اللحد، لكن أختم بالاشارة الى قيامته ورجوعة للمُلك والسيادة. يكتب النبي داود قائلاً "لانك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فساداً" ((مزمور 16: 10)، وايضاً نقرأ "وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام اورشليم من الشرق فينشق جبل الزيتون من وسطه نحو الشرق ونحو الغرب وادياً عظيماً.... ويأتي الرب الهي وجميع القديسين معه" (سفر زكريا 14: 14، كتب قبل المسيح بحوالي 500 سنة!) هذا هو الذي وُلد قبل 2000 عام ونحتفل دائما بميلاده ونتعجب من شخصه الفريد ونندهش كيف كتب عنه اكثر من سبعة انبياء اكثر من مئة نبوة عن كل تفاصيل حياته حتى الدقيقة منها، وكلها تمّت دون اي تناقض او نقصان. اتمنى في هذا العام ان يكون الاحتفال بميلاد السيد المسيح رسالة واضحة للشعوب، رسالة محبة وسلام لعالم يفتقر الى الطمأنينة والوئام الذين امامهما يُحتقر المال والعيال ولا بديل للسلام في كل الاحوال وكل عام والجميع بخير. |
||||
25 - 07 - 2015, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 8580 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غرابة طرق الله
كثيرا ما لا نفهم تعامل الرب معنا.. نتوقع حدوث امر، يحدث آخر.. نتوقع ان يعمل الرب بطريقة ما، لكنه يفاجؤنا واحيانا يصدمنا، فيفعل ما لا نتوقعه ويتعامل بطريقة غريبة لم تخطر على بالنا.. فنتحيّر ونستغرب ونتخبط ونحتد، لكن الرب يبقى هادئا صامتا، كأنه لا يبالي او لا يهمه الامر، وبعد فقدان الامل، نراه يدخل المشهد ويتصرف بشكل يخيفنا او يغيظنا او يحيّرنا.. فلا يتصرف عندما نتوقع ذلك، واحيانا لا يتدخل، ولما يتصرف، يتعامل بطريقة لم ننتبه اليها وكثيرا ما لا تعجبنا. وتدور افكار شتى في خلدنا وتجول تساؤلات محيرة عديدة، منها مثلا : لماذا يبقى الرب صامتا عندما تكون الحاجة ملحّة الى تدخله العاجل؟ ولماذا لا يتصرف بالطريقة التي نتوقعها؟ ولماذا يستخدم امورا لا يقبلها المنطق البشري؟.. وفي الكتاب المقدس مثلا، لو كنا زمن بطرس لتحيرنا وصدمنا واستغربنا كيف اسلم يسوع نفسه، هذا الذي صنع المعجزات والعجائب، القوات والغرائب!. وكان بطرس يظن في قلبه موقنا ان يسوع لن يموت، وكل لحظة كان يتوقع ان يفاجئه يسوع بانقاذ نفسه.. كان متأكدا ان الله لن يسمح بموت يسوع. وكان غريبا حقا ان يسوع المخلص والمنقذ يصلب ويموت ويدفن!... واليوم تحدث في مناطق مختلقة من العالم امورا غريبة حقا.. ونستغرب كيف يبقى الرب القدير المحب صامتا وهادئا كل الهدوء والعالم يتخبط واولاده ضحية الظلم والعبثية المطلقة غير الآمنة...ويقوم الشرير يعبث فسادا في كل مكان وينجح في بث سمومه وتحقيق مرامه. ويبقى السؤال: لماذا يحترق البار في كبرياء الشرير؟ .. ونعلم ان الله صاحب السلطان المطلق في هذا العالم، فلماذا يحافظ على هدوء تام وصمت مطبق ولا يحرك ساكنا امام الظلم والشر والطغيان؟؟!!. لماذا لا يضع حدا لكل هذا الاستبداد والجور ببنت شفة واحدة، هو الذي اوجد الكون بكلمة؟.. يمكننا ان نغوص في بحر من التساؤلات المربكة، ونقف حائرين مشدوهين، ندمع تارة، ونحتد تارة اخرة، ثم حين نتعب من التفكير العميق، نستغرق في النوم الى صباح اخر نحاول فيه من جديد ان نبتسم، لكن تعود تلك الافكار والمعضلات، التي امام صرخاتها المرة، تسبح السماء صامته في سكينة عميقة.. كأن ساكن الابد يهمس في آذاننا قائلا هدّئ من روعك.. لن تفهم الان ما انا افعل.. لكن ثق .. انا سيد عادل وحكيم وجالس في عرشي، لن يحدث الا ما اريده انا، الذي اخيرا سيعمل لخير شعب الرب الابدي... ويصرخ النبي حبقوق مشتكيا من ظلم وشر شعبه، ويتسائل لماذا لا يفعل القدير شيئا ولمَ يقف ساكنا امام العنف والتعنت؟ .... وبعد ان تحيّر النبي اياما بل شهورا، يفاجئه الرب برد فعل السماء... اذا بشعب جائر وزائر وفائر لا يعرف الرب ، شعب كثير وخطير يغزو شعب الله، يعنّف الرجال والاطفال ويغتصب النساء ويهين الشيوخ وينفث تهديدا وقتلا.. وهنا يقف النبي حبقوق مشدوها محتارا ، متململا، غريب حقا، في البداية وقف القدير صامتا امام جور وشر شعبه، وها الان يرسل الرب شعب قاحما وظالما لا يخاف الله ليؤدب شعبه... لماذا لا يخطو الرب عندما دعت الحاجة ولماذا يتدخل بهذه الطريقة الغريبة والمستهجنة.... ما هو جواب الله على حيرة النبي؟! وما هو جواب الرب على ما يحدث من ظلم في العالم ؟! طبعا نحن البشر نعلم ذرة من مجرة و نقطة من بحر، نعلم اليسير مما يدور في خلد الخالق، اي اننا تقريبا لا نعرف شيئا من المعرفة المطلقة.. ما اندر واحقر ما يعرفة البشر من الكون!.. والله يريدنا ان نحسم الامر ونطمئن من حقيقة لا ريب فيها وهي ان الله حكيم لا يزلّ قيد انملة، فحكمته مُحكَمة ودقيقة وكاملة، وعدله تام لا جور فيه، وهو لا يظلم احدا. وما نراه ظلما وقسوة، هما في الحقيقة غير ذلك، هما حكمة ربانية وخير للبشر... ربما نجد صعوبه في ادراك ذلك ، لكن العيب ليس في المصمّم بل في الالة المحدودة وهي تظن انها تعي كل شيء واحيانا تحتقر حكمة الله وتدّعي انها تفهم اكثر من الاخرين.. اغقر لنا يا رب تطاولنا وغباوتنا وادخال انفنا فيما لا يعنينا.. والحقيقة ان الله متحكم ومسيطر على كل الامور وهو جالس في عرشه، لا حاجة لينهض مهرولا وكأنه فقدَ زمام الامور بل يده القديرة ممسكة بالكواكب ومسيطرة على المصائب ولن يحدث الا ما هو صائب.. ربما يعترض الانسان على حكمة الله لكن الله لا يعطي تقريرا لمخلوقاته، ولا يدع اموره تفحصها عقول كائنات تحتاج الى رحمة خالقها.. والله لا يحتمل الجور، اكثر بما لا يقاس من عدم احتمال الانسان لذلك... فاذا انزعج الانسان الذي يشرب الاثم كالماء من الاثم والظلم، أ يقبل القدير القدوس البار ذلك؟! حاشا.. لا تشكك في حكمة وقدرة وطهارة الرب القدير.. ربما لا يدرك عقلك المحدود طرق الله، الممحصة سبع مرات ويجدها غريبه ومحيرة.. وبدلا من الاعتراض والتذمر لنسمع، ما هي الدروس من كل هذا... يريد الرب ان يكتشف الانسان محدوديتة، ويصحو على حقارة ادراكه امام عظمة القدير في حكمته وقدرته وامانته.. ويعترف بضآلته امام عظمة خليقة الله.. بالاضافة الى ذلك، يكتشف الانسان طبيعته وشره المطبق. فبدل اتهام الله وفحص طرقه، كان عليه بالحري الانتباه الى اثمه، فالبشر بلا استثناء اشرار وخطاه امام قداسة الله وطهارته ... كما اعترف النبي عزرا قائلا .. نحن اشرار وانت يا رب بار في كل ما تفعل..... والحقيقة التاليه هي ان الله حر وصاحب الارادة المطلقة ان يتصرف متى وكيف هو يرى الامر مناسبا، فهو لا يحتاج الى نصائح البشر وآراء الانسان وضغط الخطاة.. واهم من كل هذا، دعنا نقف بصدق امام هذا التساؤل الذي يستغربه الله ايضا. لماذا، امام كل ما يحدث من مصائب وفظائع رهيبة، لماذا يبقى الانسان غير مستعد على ان يراجع نفسه ويعيد النظر من جديد في افكاره واعتقاداته؟؟؟!! هل التقليد والعقيدة هما وحي غير قابل للفحص؟!.. لماذا لا يتضع الانسان ويفحص طرقه ومفاهيمه من جديد؟، ربما يكون زائغا عن الحق وهو لا يعلم.. أ ليست الظروف القاسية صوت من الله الى الانسان ليعيد النظر في افكاره؟ .. وكأن الانسان يريد ان يقيّد الله بافكاره هو. ويتوقع من الله ان يلتزم ويتصرف في حدود تقكيره المحدود. هذا غريب حقاً! كل واحد من ملايين البشر له افكاره الخاصة، وكل واحد يعتقد ان افكاره صحيحة وصائبة، ولا احد يريد ان يغيّر افكاره مهما حدث، وكأنه يريد ان يسير الله القدير بحسب افكاره، أ ليس غريباً حقاً ؟.. ان الساكن في السماء يضحك، وهو لن يغيّر افكاره مهما ضغط او سخط الانسان ومهما امتعض او رفض.. يبقى الله لا يتغير، وهو يدعو الانسان ان يغير افكاره ويتغير. وعلى الانسان ان يكف ويحطط عن بغلته. عليه بالحري ان يلائم افكاره مع افكار الله وليس بالعكس.. من المستحيل ان يسير الله بحسب افكار وتوقعات البشر.. فالانسان يصر على افكاره، ومع انه يتألم ويعاني ويتخبط، لكنه غير مستعد مرة ان يغيّر مسلّماته ومعتقداته... والحقيقة ان التخبّطات والاضطهادات هما فرصة للامناء لكي يمارسوا ايمانهم وثقتهم اليومية في الههم.. لا شك ان الالام والضيق والمحن هم لتمحيص وتنقية اولاد الله وتزكية ايمانهم، وهم اثبات وبرهان على استحقاق المتألم لرضى الرب.. |
||||